صقر Admin
تاريخ التسجيل : 12/05/2011 تاريخ الميلاد : 09/05/1980 عدد || مسآهمآتي: : 786 نقاط : 1872 التقيم : 7 المزاج : الحمد لله العمر : 43 الاقامة : السعودية العمل/الترفيه : الانشاء والتعمير الساعة الان :
بطاقة الشخصية >لعب الادوار: بطاقة شخصية
| موضوع: النُّهُوْضُ بـ التأريخ الخميس مايو 31, 2012 12:14 am | |
| النُّهُوْضُ بـ [ التأريخ ] ) |
| عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق
| القاريءُ في كُتُبِ ( التأريخ ) يرى أنه حَظِيَ بالإهمالِ من كثيرٍ من أهله ، و ذلك في كوْنِهِ أُبْقِيَ على حالٍ واحدةٍ ، و تُرِكَ على وضْعٍ راكدٍ لم يتغيَّر . و لا شكَّ أن إهمالَ ( التأريخ ) مَفْسَدَةٌ كُبْرى ، و خطيئةٌ جُلَّى ، لأن فيه تغييبٌ لحقائقه ، و سَتْرٍ لمصداقية أخباره . و مِنْ جرائره _ كما مرَّ _ جعلُه خامداً ، و تصييرُه ساكناً ، مما أدى إلى حِرْمانه من ( النهوض ) به نحوَ ما يقتضيه كلُّ زمانٍ بحسبه . و ( النهوض ) بـ ( التأريخ ) مما يتوافق مع مَسِيْرِ ( التأريخ ) : الزمني ، و المكاني ، و النوعي . إيضاحُ ذلك : أن الزمان يدورُ دائرته ، و المكانُ يتبدَّلُ ، و الأحوالُ تختلف ، و ذلك كلُّه لابدَّ و أن يكون فيه اختلافٌ بينَ السابق و اللاحقِ ؛ فإما حسَنٌ و إما سيءٌ . و المُرَادُ : أن يُنْهَضَ بـ ( التأريخ ) نحوَ : الحُسْنِ و الرُّقِي ، و إقصاءَ ما يُسَبِّبُ له التَّخَلُّفَ و التدنِّي .
و ( النهوض ) بـ ( التأريخ ) يكون بأمورٍ ثلاثةٍ : الأول : التَّنْقِيَة . إن القاريءَ لـ ( التأريخ ) يَسْتَاءُ جدَّاً مما شابَه من الشوائب المُذْهِبَةِ لِرَوْنَقِ حقيقته ؛ و هاتيكَ الشوائبُ على أقسامٍ : أولها : أخبارٌ مُخْتَلَقَةٌ مَكْذُوْبَةٌ . حينَ يتجرَّدُ الكاتبُ لـ ( التأريخ ) عن المِصْدَاقِيَّةِ في الكتابة يكون العبَثُ في ( التأريخ ) . و هذه الشائبَةُ عَمَّتْ في السياق التأريخي ، و انتشرَتْ في المصنفاتِ التأريخية . و أسبابُها الباعثةُ عليها عديدةٌ لكنَّ جُمْلَتَها : أولاً: الصراعُ الديني . ثانياً : الصراعُ السياسي . فَمْن الأول أخبارُ الروافض ، و من الثاني الأخبار المكذوبة على بني أمية .
ثاني الشوائب : التفسيرُ الكاذب . و أعني بالكاذب : معنيين : الأول : الكذب الذي هو ضدُّ الحقيقة و الواقع ، و هو عَكْسُ الصدق . الثاني : الخطأ . و هما معنيانِ معروفان عند العرب . لابد لمن أراد أن يُدِيْمَ النظرَ و الاطِّلاع في تأريخ الزمان من تحليلٍ و تفسيرٍ لوقائعه و أحداثه . و إن ممن تصدَّوا لتفسير ( التأريخ ) قَوْمٌ خانوا ( التأريخ ) ففسروا أحداثَه وَفْقَ ما يتناسبُ و أهوائهم و مذاهبهم . و بذلكَ قُلِبَتْ حقائقُ ( التأريخ ) ، و ضُيِّعَتْ نفائِسُ خبايا أحواله . فهاتان شائبتان رئيستانِ في ( التأريخ ) ، لابد من تصْفِيَةِ ( التأريخ ) منهما ، و إظهارِ الخُلاصَةِ الحَقَّة .
الأمر الثاني _ مما يتعلَّقُ بالنهوض _ : التَّقْعِيْدُ . مِنْ صُوَرِ الإهمال لـ ( التأريخ ) فُقْدانُ التَّقْعِيْد له ، و غيابُ التأصيل لأبحاثه . التقعيدُ من مهماتِ العلوم _ أي: في ذات العلوم _ فَبِهِ يكونُ ضبطُ أصولِ العلم ، و بِهِ يكونُ إحكامُ الطَّرْح ، و بِهِ يكون توجيهُ الخلاف و تبيين الوفاق في العلم . و كلُّ عِلْمٍ خَلا من التقعيد فهو زيفٌ و هباءٌ ، و الاشتغال به ضياعٌ و فساد . و العَجَبُ أن ( التأريخ ) من العلوم التي لحقَها قُصُوْرٌ في التقعيد ، و هي بالأهمية له بمكانٍ كبير ، و ذاك من جهتين : الأولى : كوْنُهُ ديوانُ الزمان و الإنسان . الثانية : ما مرَّ من كون التقعيد مهمٌّ في العلوم . و لابدَّ من مُراعاة أمرين حالَ التقعيد : الأول : كونُ القاعدةِ مَنْصُوْصَاً عليها عند جُملَةِ المؤرخين . الثاني : مراعاة الوفاقِ في القاعدة و الخلاف فيها . و التقعيدُ لـ ( التأريخ ) داخلٌ فيه : أولاً : التقعيدُ ( الكتابي ) . و أعني به : وَضْعُ قواعدَ لمن يتصدَّى للكتابة التأريخية ، فإن كثيراً من المشتغلين في كتابة ( التأريخ ) يكتُبُ على غيرِ قواعد ، أو على قواعدَ اخترعها . و هذا مما لا يُرْتَضَى أن يكون في الكتابات التأريخية . و مما يُلْحَقْ بهذا : أ- التقعيد في التفسير التأريخي . ب- التقعيد لمسائل الترجيح ؛ فإن أغلبَ مَنْ يكتُبُ في ( التأريخ ) يَعْمَدُ إلى ترجيحٍ و نَصْرٍ لقولٍ دون اعتمادٍ على قواعدَ في ذلك .
ثانيها : التقعيدُ للقراءةِ في ( التأريخ ) . و ذلك بوضْعِ أصولٍ لمن أراد أن يقرأ في ( التأريخ ) . و بمعنى آخر : وضْعُ منهجيةٍ للقراءة في ( التأريخ ) ، و يُرَاعى فيها : أ- كونُ الكتابِ ، أو المنهج مما هو عُمْدَةٌ عند مُحقِّقي المؤرخين . ب- التدرُّج في القراءة .
الأمر الثالث _ مما يتعلَّقُ بالنهوض _ : صياغة ( التأريخ ) . إن صياغةَ ( التأريخ ) مرَّتْ في زمنِ التأليف التأريخي على نوعين : الأول : صياغةٌ من حيثُ الترتيبُ التسلسلي ، كما هو الحال من ابن جرير و ابن كثيرٍ و غيرهما . الثاني : الصياغة من حيثُ الانتقاءُ لأحوالٍ منه . هذان النوعان يتعلَّقان بالترتيب _ أصالةً _ و جعلُهما نوعين للصياغة لما للترتيب من تأثيرٍ قويٍ في صياغة ( التأريخ ) . و النهوض بـ ( التأريخ ) في صياغته صياغةً تتناسبُ مع أهل الوقت الذي تكون فيه صياغة ( التأريخ ) . و من أمثلة الصياغة : السؤالُ و الجواب ، الجدولَة ، التشجير . على أنه يَنْبَغي ملاحظةُ شيئين : الأول : البساطةُ و السهولةُ في الصياغة ، فلا طولٌ مملٌّ ، و لا اختصارٌ مخلٌّ . الثاني : الشمولية لـ ( التأريخ ) و أحداثه ، سواءً شموليةً عامةً للتأريخ كله ، أو شمولية خاصة لبعض أزمانه .
و إذا سلكنا تلك الأمور الثلاثة في النهوض بـ ( التأريخ ) يكونُ خروجنا بفوائد ثلاث : الأولى : فهمُ ( التأريخ ) . الثانية : استيعابُ ( التأريخ ) . الثالثة : الاستفادةُ من ( التأريخ ) . و هذه واضحةٌ بَيِّنَةٌ لا تفتقر إلى إيضاح و شرح . و صلى الله و سلم على نبينا محمد .
1/7/1423هـ |
| |
|
نزف قلم عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 22/06/2012 عدد || مسآهمآتي: : 155 نقاط : 155 التقيم : 10 الساعة الان :
| موضوع: رد: النُّهُوْضُ بـ التأريخ الثلاثاء يونيو 26, 2012 7:39 am | |
| جزاك الله خيرا
يعطيك العوافي
تحياتى
| |
|
حنين الشوق عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 30/06/2012 عدد || مسآهمآتي: : 250 نقاط : 251 التقيم : 11 الساعة الان :
| موضوع: رد: النُّهُوْضُ بـ التأريخ الأحد يوليو 01, 2012 7:05 am | |
| شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
| |
|