منتدى ابيان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
منتديات مضايف العكيدات ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
منتدى ابيان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
منتديات مضايف العكيدات ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
منتدى ابيان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمنتدى ابيانأحدث الصورالتسجيلدخول

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية
مرحبا بك يــا زائر في منتديات ابيان رجال العكيدات
مساحة اعلانية

 

 قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ]

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صقر
Admin
Admin
صقر


تاريخ التسجيل : 12/05/2011
تاريخ الميلاد : 09/05/1980
ذكر
عدد || مسآهمآتي: : 786
نقاط : 1872
التقيم : 7
المزاج : الحمد لله
العمر : 43
الاقامة : السعودية
العمل/الترفيه : الانشاء والتعمير
•MMS •|:
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: بطاقة شخصية

قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ] Empty
مُساهمةموضوع: قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ]   قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ] Emptyالسبت أبريل 07, 2012 1:51 pm



[center]قصص التائبين .....


قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً


الجزء الرابع
[ 4 ]






قصة مؤثرة جدا ً ومبكية





يقول أحد الدعاة حدثني صاحب لي قال : كنت ذاهباً إلى إحدى الدول
العربية لمهمة تستغرق يوماً واحداً وبعد أن أنهيت مهمتي , عدت إلى المطار
استعداداً للإياب وكلِّي تعب ونصب من هذه الرحلة التي ما ذقت فيها النوم إلا غفوات
..



فالتفتُّ يمنة ويسرة وبحثت عن المسجد لأصلِّي , فوجدت في المطار
مكاناً أُعِدَّ للصلاة .. فذهبت إليه ونمت نوماً عميقاً , وقبيل الظهر استيقظت على
بكاء شاب يصلي ويبكي بكاءً مريراً , قال : فعدت لنومي وقد أعياني التعب والنصب ,
ثم دنا ذلك الباكي مني بعد لحظات , وأيقظني للصلاة , ثم قال : هل تستطيع أن تنام ؟



قال : قلت : نعم , قال الشاب : أما أنا فلا أقدر على النوم , ولا
أستطيع أن أذوق طعمه , قال : قلت : نصلي وبعد الصلاة يقضي الله أمراً كان مفعولاً
، قال : ثم أقبلت عليه بعد ذلك , فقلت : ما شأنك



قال الشاب : أنا من الرياض ومن أسرة غنية كل ما نريده مهيأ لنا من
المال والملبس والمركب .. ولكنني مللت الروتين والحياة .. فأردت أن أخرج خارج
البلاد ثم أجَّلت النظر هل أذهب إلى دولة يذهب إليها الناس , فاخترت بين دول عدة
هذه البلاد التي أنا وإياك في مطارها حتى لا يعرفني أحد وما كان همي فعل فاحشة بل
لعب وضياع وقت ولهو وتفسح .



ولما وصل هذا الشاب إذا برفقة سوء قد أحاطت به إحاطة السوار بالمعصم
.. فاطمأن إليها بادئ الأمر وما زالوا معه من فساد إلى فساد ومن عبث إلى عبث حتى
أتوا به إلى خطوات الزنا مع الجواري والفتيات الغانيات الفاجرات ..



وما زالوا به حتى انفرد بواحدةٍ منهن وما زالت تلاعبه حتى وقع عليها
وزنى بها .. ولما بلغ به الأمر مبلغه وبلغت فيه الشهوة ذروتها وأخرج ما في جوفه إذا
بحرارة تلسع قلبه وتضرب ظهره..



وبدأ يبكي ويصيح : زنيت ولأول مرة .. كيف هتكت هذا الجدار والسور
المنيع من الفاحشة .. إني سأحرم حور الجنة وبدا عليه شأن وأمر غريب وعجيب وخرج من
الباب باكياً .



وإذا بفاجر يقابله فقال له : ما لك تبكي ؟


قال الشاب : ولِمَ لا أبكي ،
لقد زنيت .



فقال له : الأمر هيِّن خذ
كأساً من الخمر تنس ما أنت فيه .
قال الشاب : أما يكفيك أني زنيت تريد أن
تحرمني خمر الجنة , فقال له : إن الله غفور رحيم .



ونسي هذا العابث أن الله شديد العقاب .. أعدَّ للمجرمين ناراً تلظى
.. تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك, إذا رأت المجرمين سمعوا لها
تغيَّظاً وزفيراً وشهيقاً.



ثم أخذ الشاب يبكي من حرقة ما أصابه .. ويقول لصاحبه الذي في المطار
: يا ليتهم أخذوا مالي .. لقد مضوا بي إلى الزنا .. لقد أفسدوا وكسروا ديني
وإيماني .. فقال صاحبنا : أتلو عليك آية من كلام الله .. فلتسمع .. وتلا عليه قول
الله تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن
الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .



فأجاب ذلك التائب الذي بلغت التوبة في قلبه ذلك المبلغ قال : كلٌ
يغفر له إلا أنا , ألا تعلم أني زنيت .. ثم سأل الشاب صاحبه : هل زنيت ؟ قال : لا
والله ، قال : إذن أنت لا تعلم حرارة المعصية التي أنا فيها .



قال : وما هي إلا لحظات حتى أعلن مناد المطار إقلاع الرحلة التي
سأعود معها بإذن الله إلى الرياض .. فأخذت عنوانه ثم ودعته وانصرفت .. وأنا واثق
أن ندمه سيبقى يوماً أو يومين ثم ينسى ما فعل , وبعد أيام من رجوعي إلي الرياض إذ
به يتصل بي ..



واعدته ثم قابلته فلما رآني انفجر باكياً وهو يقول : والله منذُ فارقتك
وفعلت فعلتي تلك ما تلذذت بنوم إلا غفوات .. ما قولي أمام الله يوم أن يسألني
ويقول : عبدي زنيت أقول نعم زنيت وسرت بقدماي هاتين إلى الزنا ، فقال صاحبه هوِّن
عليك إن رحمة الله واسعة .



فقال ذلك الشاب لصاحبنا هذا ما جئتك زائراً .. ولكني جئتك مودعاً
ولعلي ألقاك في الجنة إن أدركتني وإياك رحمة الله ..



قلت : إلى أين تذهب ؟


قال : أُسلم نفسي إلى
المحكمة وأعترفُ بجرم الزنا حتى يقام حد الله عليّ .



قال : قلت له : أمجنون أنت أنسيت أنك متزوج .. أنسيت أن حد الزاني
المحصن هو الرجم بالحجارة حتى الموت ..



قال : ذاك أهون على قلبي من
أن أبقى زانياً وألقى الله زانياً غير مطهر بحد من حدوده .



قال : صاحبه : أما تتقي الله .. أُستر على نفسك وأسرتك وجماعتك ..
قال الشاب : هؤلاء كلهم لا ينقذونني من النار وأنا أريد النجاة من عذاب الله ..



قال الصاحب : فضاقت بي
المذاهب وأخذته وقلت له : أريد منك شيئاً واحداً.



فقال التائب : اطلب كل شيء
إلا أن تردني عن تسليم نفسي إلى المحكمة .



قال : غير ذلك أردت منك ..


قال الشاب : ما دام الأمر كذلك فأوافقك ..


قال صاحبه : امدد يدك عاهدني بالله أن تعمل وتصبر لما أقول.


قال : نعم .. فعاهدني ..


قلت له : نتصل بالشيخ فلان
من كبار العلماء وأتقاهم لله حتى نسأله في شأنك فإن قال : سلّم نفسك إلى المحكمة
فأنا الذي أذهب بك إلى المحكمة .. وإن قال لا فلا يسعك إلا أن تسمع وتطيع



قال : نعم .


فسألنا الشيخ فقال : لا يسلم نفسه , ولكن هذا الشاب لم يهدأ بل ظل
يتصل بالشيخ مراراً يريد أن يقنعه بتسليم نفسه ويجادل ويصر ويلح على ذلك .. قال
صاحبه : فلما قابلته قلت له : لماذا أزعجت الشيخ بهذا الاتصال وأنا الذي قد كفيتك
مئونة الاتصال به ، فقال : أحاول أن أقنعه لعله أن يأمرني أو يوافقني على تسليم
نفسي .



قال : ومن كلام هذا الشاب للشيخ : اتق الله يا شيخ وأنا أتعلق برقبتك
يوم القيامة وأقول يا رب إني أردت أن أسلِّم نفسي ليقام حدّ الله عليّ فردني ذلك
الشيخ ، فقال الشيخ : هذا ما ألقى الله به وما أفتيتك إلا عن علم .



ثم قال الشاب التائب لهذا الصاحب : إني أودعك قال : إلى أين ؟ قال :
أريد الحج وكان الحج وقتها قريباً ، فطلب هذا الصاحب من الشاب أن يحج معه ومع
إخوانه .. فقال : لا وظن صاحبه أنه قد اختار رفقة ليحج معهم .



قال : فلما قضينا مناسكنا وعدنا إلى الرياض قابلته فسألته فقال : لقد
حججت وحدي وتنقلت بين المشاعر على قدمي لعل الله أن ينظر إليّ ذاهباً من منى إلى
عرفة أو واقفاً على صعيد عرفة أو ذاهباً إلى مزدلفة أو ماضياً إلى الجمرات لعل
الله أن ينظر إليّ فيرحمني .



ولقد كان هذا التائب يقول في حجه : أخشى ألا يغفر الله لمن حولي لشؤم
ذنبي ، وتارة يقول : لعل الله أن يرحمني بهؤلاء الجمع المسبِّحين الملبِّين .. قال
صاحبي ولقد دامت الصلة والزيارات بيني وبينه , ولقد حفظ هذا الشاب التائب القرآن
كله بعد الحج وأصبح يصوم يوماً ويفطر يوماً .



قال الصاحب : وإنني رأيت أحد العلماء فأخبرته بقصة هذا التائب وما
كان منه من انكسار وإنابة وصيام وقيام وحفظ للقرآن فقال هذا العالم : لعل زناه هذا
قد يكون سبباً لدخول الجنة ولعل بعض الآيات تصدق في حقه ، قال تعالى :



( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله
إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد
فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدِّل الله سيئاتهم حسنات
وكان الله غفوراً رحيماًْ } الفرقان



قال الصاحب : لما سمعت هذه الآية عجبت وقلت : كيف غفلت عن هذه الآية
.. فولَّيت إلى بيت صاحبنا في دار أبيه العامرة في قصر أبيه الفسيح .. ذهبت إليه
لأبشره فقال أهله : إنه في المسجد فذهبت إليه فوجدته منكسراً تالياً للقرآن ..



فقلت له : عندي لك بشرى قال : ما هي ؟ قال : فقرأت عليه : ( والذين
لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون
قال : فلما بلغت هذه الكلمة كأني أطعنه بخنجر في قلبه قال : فمضيت تالياً : ومن
يفعل ذلك يلقَ آثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب
وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما ) .



قال : فلما أكملت هذه الآية قفز فاحتضنني وقبَّل رأسي وقال : والله
إني أحفظ القرآن ولكن كأني أقرأها لأول مرة ثم أذن المؤذن فانتظرنا إقامة الصلاة
وغاب الإمام ذاك اليوم فقام مؤذن المسجد وقدّم صاحبنا التائب .



فلما كبَّر وقرأ الفاتحة تلا قول الله : ( والذين لا يدعون مع الله
إلها آخر ) فلما بلغ ْ ( إلا من تاب ) لم يستطع أن يكملها فركع ، ثم اعتدل ثم سجد
، ثم اعتدل ، ثم سجد ، ثم قام فقرأ في الركعة الثانية الفاتحة وأعاد الآية يريد أن
يكملها فلما بلغ ( إلا من تاب وآمن ) .. لم يستطع أن يكملها فركع وأتم صلاته
باكياً .



قال الصاحب : وهكذا مضى على هذا الحال زمناً إلى أن جاء يوم من
الأيام وكان يوم جمعة وبعد العشاء من ذلك اليوم اتصل بي رجل .. فقال أنا والد
صاحبك أحمد وأريدك في أمر مهم أريدك أن تأتي إليّ مسرعاً .



قال : فخرجت مسرعاً خائفاً فلما بلغت دار قصره إذا بالأب واقف على
الباب فسألته ما الخبر ؟ قال : صاحبك أحمد يطلبك السماح يودعك إلى الدار الآخرة
لقد انتقل مغيب هذا اليوم إلى ربه .. ثم انفجر الأب باكياً ..



يقول الصاحب واسمه أحمد أيضاً وأنا أُهوِّن عليه .. وبقلبي على فراق
حبيبي وصديقي مثل الذي بقلب والده .. ثم أدخلني في غرفة كان الشاب فيها مسجَّى
فكشفت عن وجهه فإذا هو يتلألأ نوراً ..



كشفت وجهاً قد فارق الحياة .. ولكنه أنور وأبهى وأبهج وأجمل من قبل
موته .. وجهٌ كله نور .. ورأيت محياً كله سرور .. قال الصاحب : فقال لي والده : ما
الذي فعل ولدي ؟ فمنذُ أن جاء من السفر وهو على هذا الحال ؟






فقال الصاحب : إن ولدك يوم أن سافر فقد عزيزاً عليه في سفره ذلك ,
نعم والله .. فقد في تلك اللحظة إيماناً عظيماً .. فقد في لحظة الزنا إخباتاً
وإقبالاً وأي شيء أعز من ذلك , وأما زوجة هذا التائب فتقول : إن نومه كان غفوات
وما استغرق في نوم بعد رجوعه من السفر وهم لا يعرفون حقيقة القصة ..



قال الصاحب: فسألت والده عن موته فقال الأب : يا أحمد إن ولدي هذا
كما تعلم يصوم يوماً ويفطر يوماً .. وفي يوم الجمعة هذا بقي عصر يومه في المسجد
يتحرى ساعة الإجابة وقبيل المغرب ذهبت إليه فقلت يا أحمد .. تعال أفطر في البيت ..
فقال الابن التائب : يا والدي أحس بسعادة فدعني الآن .. وأرسلوا لي ما أفطر عليه في
المسجد , قال : الأب : أنت وشأنك .



وبعد الصلاة قال الأب لولده : يا ولدي هيّا إلى البيت لتنال عشائك ..
فقال الابن : إني أحس براحة عظيمة الآن وأريد البقاء في المسجد وسآتيكم بعد صلاة
العشاء .. فقال الأب : أنت وما أردت.



ولما عاد الأب إلى المنزل أحسَّ بشيء يخالج قلبه ، يقول الوالد :
فبعثت ولدي الصغير فقلت اذهب إلى المسجد وانظر ما الذي بأخيك ؟ فذهب الولد وعاد
صارخاً يا أبتي يا أبتي .. أخي أحمد لا يكلمني .



يقول الأب : فخرجت مسرعاً إلى المسجد فوجدت ولدي أحمد ممدوداً وهو في
ساعة الاحتضار .. وكان يتكئ على مسند يرتاح في خلوته بربه واستغفاره وتلاوته ، قال
الأب : فأبعدت عنه المتكأ الذي يتكئ عليه وأسندته إليّ .. فنظرت إليه فإذا هو يذكر
اسم صاحبه أحمد الذي حدّث بقصته وكأنه يوصي بإبلاغ السلام عليه , ثم إن هذا التائب
ابتسم ابتسامة في ساعة الاحتضار يقول أبوه :



والله ما ابتسم ابتسامة مثلها من يوم أن جاء من سفره ، ثم قرأ في تلك
اللحظة التي يحتضر فيها : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس
التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما * يضاعف له العذاب يوم
القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله
سيئاتهم حسنات .. ) . قال فلما بلغ هذه الكلمة فاضت روحه وأسلمها إلى باريها ..



من كتاب : ( التائبون إلي الله ) بتصرف








b



































إسلام القسيس سيلي





دعوني اصطحبكم لنتجه سويا إلى (جوهانسبرغ ) مدينة مناجم الذهب الغنية
بدولة جنوب أفريقيا حيث كنت أعمل مديرًا لمكتب رابطة العالم الإسلامي هناك.



كان ذلك في عام 1996 وكنا في فصل الشتاء الذي حل علينا قارساً في تلك
البلاد ، وذات يوم كانت السماء فيه ملبدة بالغيوم وتنذر بهبوب عاصفة شتوية عارمة ،
وبينما كنت أنتظر شخصًا قد حددت له موعدا لمقابلته كانت زوجتي في المنزل تعد طعام
الغداء ، حيث سيحل ذلك الشخص ضيفا كريما عليّ بالمنزل .



كان الموعد مع شخصية لها صلة قرابة بالرئيس الجنوب أفريقي السابق
الرئيس نلسون مانديلا ، شخصية كانت تهتم بالنصرانية وتروج وتدعو لها .. إنها شخصية
القسيس ( سيلي ) . لقد تم اللقاء مع سيلي بواسطة سكرتير مكتب الرابطة عبد الخالق
ميتر حيث أخبرني أن قسيسا يريد الحضور إلى مقر الرابطة لأمر هام.وفي الموعد المحدد
حضر سيلي بصحبته شخص يدعى سليمان كان ملاكما وأصبح عضوا في رابطة الملاكمة بعد أن
من الله عليه بالإسلام بعد جولة قام بها الملاكم المسلم محمد علي كلاي. وقابلت
الجميع بمكتبي وسعدت للقائهم أيما سعادة. كان سيلي قصير القامة ، شديد سواد البشرة
، دائم الابتسام . جلس أمامي وبدأ يتحدث معي بكل لطف . فقلت له : أخي سيلي ، هل من
الممكن أن نستمع لقصة اعتناقك للإسلام ؟ ابتسم سيلي وقال : نعم بكل تأكيد .
وأنصتوا إليه أيها الإخوة الكرام وركزوا لما قاله لي ، ثم احكموا بأنفسكم .



قال سيلي : كنت قسيسا نشطًا للغاية ، أخدم الكنيسة بكل جد واجتهاد
ولا أكتفي بذلك بل كنت من كبار المنصرين في جنوب أفريقيا ، ولنشاطي الكبير اختارني
الفاتيكان لكي أقوم بالنتصير بدعم منه فأخذت الأموال تصلني من الفاتيكان لهذا
الغرض ، وكنت أستخدم كل الوسائل لكي أصل إلى هدفي. فكنت أقوم بزيارات متوالية
ومتعددة ، للمعاهد والمدارس والمستشفيات والقرى والغابات ، وكنت أدفع من تلك
الأموال للناس في صور مساعدات أو هبات أو صدقات وهدايا ، لكي أصل إلى مبتغاي وأدخل
الناس في دين النصرانية .. فكانت الكنيسة تغدق علي فأصبحت غنيا فلي منزل وسيارة
وراتب جيد ، ومكانة مرموقة بين القساوسة . وفي يوم من الأيام ذهبت لأشتري بعض
الهدايا من المركز التجاري ببلدتي وهناك كانت المفاجأة !!



ففي السوق قابلت رجلاً يلبس كوفية ( قلنسوة ) وكان تاجرًا يبيع
الهدايا ، وكنت ألبس ملابس القسيسين الطويلة ذات الياقة البيضاء التي نتميز بها
على غيرنا ، وبدأت في التفاوض مع الرجل على قيمة الهدايا . وعرفت أن الرجل مسلم ـ ونحن
نطلق على دين الإسلام في جنوب أفريقيا : دين الهنود ، ولانقول دين الإسلام ـ وبعد
أن اشتريت ما أريد من هدايا, بل قل من فخاخ نوقع بها السذج من الناس ، وكذلك أصحاب
الخواء الديني والروحي كما كنا نستغل حالات الفقر عند كثير من المسلمين ، والجنوب
أفريقيين لنخدعهم بالدين المسيحي وننصرهم ..



- فإذا بالتاجر المسلم يسألني : أنت قسيس .. أليس كذلك ؟


فقلت له : نعم .


فسألني: من هو إلهك ؟


فقلت له : - المسيح هو الإله.


فقال لي : - إنني أتحداك أن
تأتيني بآية واحدة في ( الإنجيل ) تقول على لسان المسيح ـ عليه السلام ـ شخصيا أنه
قال : ( أنا الله ، أو أنا ابن الله ) فاعبدوني .



فإذا بكلمات الرجل المسلم تسقط على رأسي كالصاعقة ، ولم أستطع أن
أجيبه وحاولت أن أعود بذاكرتي الجيدة وأغوص بها في كتب الأناجيل وكتب النصرانية
لأجد جوابًا شافيًا للرجل فلم أجد !! فلم تكن هناك آية واحدة تتحدث على لسان
المسيح وتقول بأنَّه هو الله أو أنه ابن الله. وأسقط في يدي وأحرجني الرجل ،
وأصابني الغم وضاق صدري. كيف غاب عني مثل هذه التساؤلات ؟ وتركت الرجل وهمت على
وجهي ، فما علمت بنفسي إلا وأنا أسير طويلا بدون اتجاه معين .. ثم صممت على البحث
عن مثل هذه الآيات مهما كلفني الأمر ، ولكنني عجزت وهزمت.! فذهبت للمجلس الكنسي
وطلبت أن أجتمع بأعضائه ، فوافقوا . وفي الاجتماع أخبرتهم بما سمعت فإذا بالجميع
يهاجمونني ويقولون لي : خدعك الهندي .. إنه يريد أن يضلك بدين الهنود. فقلت لهم :
إذًا أجيبوني !!.. وردوا على تساؤله. فلم يجب أحد.!



وجاء يوم الأحد الذي ألقي فيه خطبتي ودرسي في الكنيسة ، ووقفت أمام
الناس لأتحدث ، فلم أستطع وتعجب الناس لوقوفي أمامهم دون أن أتكلم. فانسحبت لداخل
الكنيسة وطلبت من صديق لي أن يحل محلي ، وأخبرته بأنني منهك .. وفي الحقيقة كنت
منهارًا ، ومحطمًا نفسيًّا .



وذهبت لمنزلي وأنا في حالة ذهول وهم كبير ، ثم توجهت لمكان صغير في
منزلي وجلست أنتحب فيه ، ثم رفعت بصري إلى السماء ، وأخذت أدعو ، ولكن أدعو من ؟
.. لقد توجهت إلى من اعتقدت بأنه هو الله الخالق .. وقلت في دعائي : ( ربي ..
خالقي. لقد أُقفلتْ الأبواب في وجهي غير بابك ، فلا تحرمني من معرفة الحق ، أين
الحق وأين الحقيقة ؟ يارب ! يارب لا تتركني في حيرتي ، وألهمني الصواب ودلني على
الحقيقة ) . ثم غفوت ونمت. وأثناء نومي ، إذا بي أرى في المنام في قاعة كبيرة جدا
، ليس فيها أحد غيري .. وفي صدر القاعة ظهر رجل ، لم أتبين ملامحه من النور الذي
كان يشع منه وحوله ، فظننت أن ذلك الله الذي خاطبته بأن يدلني على الحق .. ولكني
أيقنت بأنه رجل منير .. فأخذ الرجل يشير إلي وينادي : يا إبراهيم ! فنظرت حولي ،
فنظرت لأشاهد من هو إبراهيم ؟ فلم أجد أحدًا معي في القاعة .. فقال لي الرجل : أنت
إبراهيم .. اسمك إبراهيم .. ألم تطلب من الله معرفة الحقيقة .. قلت : نعم .. قال :
انظر إلى يمينك .. فنظرت إلى يميني ، فإذا مجموعة من الرجال تسير حاملة على
أكتافها أمتعتها ، وتلبس ثيابا بيضاء ، وعمائم بيضاء . وتابع الرجل قوله : اتبع
هؤلاء . لتعرف الحقيقة !! واستيقظت من النوم ، وشعرت بسعادة كبيرة تنتابني ، ولكني
كنت لست مرتاحا عندما أخذت أتساءل .. أين سأجد هذه الجماعة التي رأيت في منامي ؟



وصممت على مواصلة المشوار ، مشوار البحث عن الحقيقة ، كما وصفها لي
من جاء ليدلني عليها في منامي. وأيقنت أن هذا كله بتدبير من الله سبحانه وتعالى ..
فأخذت أجازة من عملي ، ثم بدأت رحلة بحث طويلة ، أجبرتني على الطواف في عدة مدن
أبحث وأسأل عن رجال يلبسون ثيابا بيضاء ، ويتعممون عمائم بيضاء أيضًا .. وطال بحثي
وتجوالي ، وكل من كنت أشاهدهم مسلمين يلبسون البنطال ويضعون على رؤوسهم الكوفيات
فقط. ووصل بي تجوالي إلى مدينة ( جوهانسبرغ ) ، حتى أنني أتيت إلى مكتب استقبال
لجنة مسلمي أفريقيا ، في هذا المبنى ، وسألت موظف الاستقبال عن هذه الجماعة ، فظن
أنني شحاذًا ، ومد يده ببعض النقود فقلت له : ليس هذا أسألك. أليس لكم مكان
للعبادة قريب من هنا ؟ فدلني على مسجد قريب .. فتوجهت نحوه .. فإذا بمفاجأة كانت
في انتظاري فقد كان على باب المسجد رجل يلبس ثيابا بيضاء ويضع على رأسه عمامة.
ففرحت ، فهو من نفس النوعية التي رأيتها في منامي .. فتوجهت إليه رأسًا وأنا سعيد
بما أرى ! فإذا بالرجل يبادرني قائلاً ، وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة : مرحبًا
إبراهيم !!! فتعجبت وصعقت بما سمعت !! فالرجل يعرف اسمي قبل أن أعرفه بنفسي. فتابع
الرجل قائلاً : - لقد رأيتك في منامي بأنك تبحث عنا ، وتريد أن تعرف الحقيقة.
والحقيقة هي في الدين الذي ارتضاه الله لعباده الإسلام. فقلت له : - نعم ، أنا
أبحث عن الحقيقة ولقد أرشدني الرجل المنير الذي رأيته في منامي لأن أتبع جماعة
تلبس مثل ما تلبس .. فهل يمكنك أن تقول لي ، من ذلك الذي رأيت في منامي؟ فقال
الرجل : - ذاك نبينا محمد نبي الإسلام الدين الحق ، رسول الله صلى الله عليه وسلم
!! ولم أصدق ماحدث لي ، ولكنني انطلقت نحو الرجل أعانقه ، وأقول له : - أحقًّا كان
ذلك رسولكم ونبيكم ، أتاني ليدلني على دين الحق ؟ قال الرجل : - أجل. ثم أخذ الرجل
يرحب بي ، ويهنئني بأن هداني الله لمعرفة الحقيقة .. ثم جاء وقت صلاة الظهر.
فأجلسني الرجل في آخر المسجد ، وذهب ليصلي مع بقية الناس ، وشاهدت المسلمين ـ
وكثير منهم كان يلبس مثل الرجل ـ شاهدتهم وهم يركعون ويسجدون لله ، فقلت في نفسي :
( والله إنه الدين الحق ، فقد قرأت في الكتب أن الأنبياء والرسل كانوا يضعون
جباههم على الأرض سجّدا لله ) . وبعد الصلاة ارتاحت نفسي واطمأنت لما رأيت وسمعت ،
وقلت في نفسي : ( والله لقد دلني الله سبحانه وتعالى على الدين الحق ) وناداني
الرجل المسلم لأعلن إسلامي ، ونطقت بالشهادتين ، وأخذت أبكي بكاءً عظيمًا فرحًا
بما منَّ الله عليَّ من هداية .



ثم بقيت معهم أتعلم الإسلام ، ثم خرجت معهم في رحلة دعوية استمرت
طويلا ، فقد كانوا يجوبون البلاد طولاً وعرضًا ، يدعون الناس للإسلام ، وفرحت
بصحبتي لهم ، وتعلمت منهم الصلاة والصيام وقيام الليل والدعاء والصدق والأمانة ،
وتعلمت منهم بأن المسلمين أمة وضع الله عليها مسئولية تبليغ دين الله ، وتعلمت كيف
أكون مسلمًا داعية إلى الله ، وتعلمت منهم الحكمة في الدعوة إلى الله ، وتعلمت
منهم الصبر والحلم والتضحية والبساطة.



وبعد عدة شهور عدت لمدينتي ، فإذا بأهلي وأصدقائي يبحثون عني ،
وعندما شاهدوني أعود إليهم باللباس الإسلامي ، أنكروا عليَّ ذلك ، وطلب مني المجلس
الكنسي أن أعقد معهم لقاء عاجلا. وفي ذلك اللقاء أخذوا يؤنبونني لتركي دين آبائي
وعشيرتي، وقالوا لي : - لقد خدعك الهنود بدينهم وأضلوك !! فقلت لهم : - لم يخدعني
ولم يضلني أحد .. فقد جاءني رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في منامي ليدلني
على الحقيقة ، وعلى الدين الحق. إنَّه الإسلام .. وليس دين الهنود كما تدعونه ..
وإنني أدعوكم للحق وللإسلام. فبهتوا !!



ثم جاءوني من باب آخر ،
مستخدمين أساليب الإغراء بالمال والسلطة والمنصب ، فقالوا لي : - إن الفاتيكان طلب
لتقيم عندهم ستة أشهر ، في انتداب مدفوع القيمة مقدمًا ، مع شراء منزل جديد وسيارة
جديدة لك ، ومبلغ من المال لتحسين معيشتك ، وترقيتك لمنصب أعلى في الكنيسة ! فرفضت
كل ذلك ، وقلت لهم : - أبعد أن هداني الله تريدون أن تضلوني .. والله لن أفعل ذلك
، ولو قطعت إربًا !! ثم قمت بنصحهم ودعوتهم مرة ثانية للإسلام ، فأسلم اثنان من
القسس ، والحمد لله... فلما رأوا إصراري ، سحبوا كل رتبي ومناصبي ، ففرحت بذلك ،
بل كنت أريد أن أبتدرهم بذلك ، ثم قمت وأرجعت لهم مالدي من أموال وعهدة ،
وتركتهم.. انتهى )))



قصة إسلام إبراهيم سيلي ، والذي قصها عليَّ بمكتبي بحضور عبدالخالق
ميتر سكرتير مكتب الرابطة بجنوب أفريقيا ، وكذلك بحضور شخصين آخرين .. وأصبح القس
سيلي الداعية إبراهيم سيلي .. المنحدر من قبائل الكوزا بجنوب أفريقيا. ودعوت القس
إبراهيم. آسف !! الداعية إبراهيم سيلي لتناول طعام الغداء بمنزلي وقمت بما ألزمني
به ديني فأكرمته غاية الإكرام ، ثمّ َودعني إبراهيم سيلي ، فقد غادرت بعد تلك
المقابلة إلى مكة المكرمة ، في رحلة عمل ، حيث كنا على وشك الإعداد لدورة العلوم
الشرعية الأولى بمدينة كيب تاون .



ثم عدت لجنوب أفريقيا لأتجه إلى مدينة كيب تاون. وبينما كنت في
المكتب المعد لنا في معهد الأرقم ، إذا بالداعية إبراهيم سيلي يدخل عليَّ ، فعرفته
، وسلمت عليه .. وسألته : - ماذا تفعل هنا يا إبراهيم !؟ قال لي : - إنني أجوب
مناطق جنوب أفريقيا ، أدعو إلى الله ، وأنقذ أبناء جلدتي من النار وأخرجهم من
الظلمات إلى النور بإدخالهم في الإسلام. وبعد أن قص علينا إبراهيم كيف أصبح همه
الدعوة إلى الله ترَكَنا مغادرا نحو آفاق رحبة .. إلى ميادين الدعوة والتضحية في
سبيل الله .. ولقد شاهدته وقد تغير وجهه ، واخلولقت ملابسه ، تعجبت منه فهو حتى لم
يطلب مساعدة ! ولم يمد يده يريد دعما!... وأحسست بأن دمعة سقطت على خدي .. لتوقظ
فيَّ إحساسًا غريبًا .. هذا الإحساس وذلك الشعور كأنهما يخاطباني قائلين : أنتم
أناس تلعبون بالدعوة .. ألا تشاهدون هؤلاء المجاهدين في سبيل الله !؟



نعم إخواني لقد تقاعسنا ، وتثاقلنا إلى الأرض ، وغرتنا الحياة الدنيا
.. وأمثال الداعية إبراهيم سيلي ، والداعية الأسباني أحمد سعيد يضحون ويجاهدون
ويكافحون من أجل تبليغ هذا الدين !!!! فيارب رحماك !!!



من مقال للدكتور / عبد العزيز أحمد سرحان ، عميد كلية المعلمين بمكة
المكرمة .. مع بعض التصرف...( جريدة عكاظ ، السنة الحادية والأربعين ، العدد 12200
، الجمعة 15 شوال 1420هـ ، الموافق 21 يناير 2000 م )









b















































هكذا يُلقب لكثرة جرائمه





هكذا كان يُلقب لكثرة جرائمه، التي لم تقف عند حد، فقد كان مضرب
المثل في الجريمة والإرهاب، الكل يرهبه ويخافه، كان الناس يقولون: لو استقام
العصاة والمجرمون كلهم ما استقام فلان -يعنونه- فسبحان من بيده قلوب العباد.. من
كان يُصدّق أن مثل هذا القلب القاسي سَيَلِيْنُ في يوم من الأيام؟! لكنها إرادة
الله عزّ وجلّ، ومشيئته: (اعْلَمُوْا أن الله يحيي الأرضَ بعد موتها قد بينا لكم
الآيات لعلكم تعقلون)، وقد روى لي قصته كاملة يوم أن هداه الله، فإذا فيها أمور
عظام تقشعر منها الأبدان، وتمتعض لهولها القلوب، اقتصرت منها على ما يحسن ذكره في
مثل هذا المقام، قال عفا الله عنا وعنه:





[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abian.rigala.net
صقر
Admin
Admin
صقر


تاريخ التسجيل : 12/05/2011
تاريخ الميلاد : 09/05/1980
ذكر
عدد || مسآهمآتي: : 786
نقاط : 1872
التقيم : 7
المزاج : الحمد لله
العمر : 43
الاقامة : السعودية
العمل/الترفيه : الانشاء والتعمير
•MMS •|:
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: بطاقة شخصية

قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ]   قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ] Emptyالسبت أبريل 07, 2012 1:54 pm

توفي والدي قبل أن أتم التاسعة من عمري، وكنت أكبر أولاده فانتقلتْ
أمي إلى بيت أبيها (جدي لأمي)، أما أنا فاستقر بي المقام عند أعمامي، في بيت جدّي
لأبي، كنتُ بينهم كاللقيط، الذي لا يعرف نسبه، أو كاليتيم على مائدة اللثام، بل
لقد كنتُ كذلك، وكأنهم لم يسمعوا قول الله عز وجل: (فأمّا اليتيمَ فلا تَقْهَرْ)
أو ما ورد في الأثر: (خير بيت في المسلمين فيه يتيم يُحسن إليه، وشر بيت في
المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه).



وليتَ الأمر اقتصر على ذلك؛ بل كانت التهم دائماً توجه إليّ..
بالسرقة.. والفساد... وغير ذلك، في الوقت الذي كنت فيه أشد الحاجة إلى العطف
والحنان واليد الرحيمة المشفقة، كنت أرى الآباء وهم يقبلون أبناءهم ويلاعبونهم،
ويشترون لهم الحلوى واللُّعب والثياب الجديدة، أما أنا... فتدمع عيني، ويتقطع قلبي
ألماً وحسرة.



أصبحتُ أكره كل من حولي.. انتظر اللحظة السانحة لأنتقم من الجميع.


وحين بلغتُ سن الخامسة عشرة بدأتُ التمردَ.. تلفتُّ يميناً وشمالاً
فلم أجد إلا رفقاء السوء، فانخرطتُ معهم في غيهم، وتعلمتُ منهم التدخيَن والسهرَ
إلى أوقات متأخرة، وعلم عمي أنني أصبحتُ مدخناً فضربني دون مفاهمة وطردني من البيت
وكأنه ينتظر هذه اللحظة، فلجأتُ إلى بيت جدي لأمي حيث تقيم والدتي، ولم تكن والدتي
مع اخوتها في بيت جدي أحسن حالاً مني، فقد كانوا يعاملونها هي الأخرى كالخادمة في
البيت فهي التي تطبخ وتنظف وتغسل و... ولا أنسى مرة أنني دخلتُ عليها وأنا في أوج
انحرافي وهي تبكي ألماً وتقول: يا بني، اعقل وعد إلى رشدك، وابحث لك عن وظيفة
تنقذني بها من هذا العذاب، فلم أكن ألقي لها بالاً.



وعملتُ مع أخوالي في الزراعة والحرث تحت الضرب والتهديد، فضاقتْ بي
الدنيا، فاقترضتُ من والدتي بعض المال، فاشتريتُ به سيارة، وتوظفتُّ في إحدى
الشركات، فتعرفتُ على رفقاء جدد عرّفوني على المخدرات وأنواع أخرى من الشرور، فلما
علمتْ والدتي أصابها الهمُ والحزن والمرض، وفزعَتْ إلى عمي وخالي لنصحي وإنقاذي
قبل فوات الأوان، لكنهم انهالوا عليّ ضرباً وما هكذا تكون النصيحة؛ فلم أزدد إلا
بعداً وتمرداً وتمادياً في الانحراف، وعرفتُ طريق الهروب من البيت، فكنتُ أقضي
وقتي كله مع رفقاء السوء، ولم أعد أفرق بين الحلال والحرام، أما العقوق وقسوة
القلب فقد بلغت فيها حداً لا يوصف.. وأذكر مرة أنني دخلتُ على والدتي وهي تبكي وقد
أعياها المرض وشحب وجهها - فشتمتها، وقذفتها بكلام جارح جداً وخرجتُ، وكأن شيئاً
لم يكن، أسأل الله أن يعفو عني بمنه وكرمه.. فلكِ الله يا أمي الحبيبة، ما ذنبك؟
وقد ربيتيني وأنفقتِ عليّ، وربما كانت هدايتي بسبب دعوة صالحة في جوف الليل خرجتْ
من قلبك الطاهر.. (قتل الإنسان ما أكفره)






أغـرى امرؤ يومـاُ غلامـاً جاهلاً ***
بنقـوده حتى ينــال به الوطــر



قال ائتنــي بفؤاد أمـك يا فتـى *** ولك الـدارهم والجواهــر والدرر


فمضـى وأغمد خنجراً في صدرهـا *** والقلب أخرجـه وعـاد على الأثـر


لكنـه من فرط دهشتـه هــوى *** فتـدحرج القلبُ المخضـب إذ عثـر


فاستلّ خنجـره ليطعن نفســـه ***
طعنــاً سيبقى عبـرة لمن اعتــبر



نــاداه قلب الأم: كُفَّ بُنـيَّ لا *** تطعـن فؤادي مرتـين علـى الأثـر





واشتهرتُ بالغناء والعزف على العود -وكان صوتي جميلاً-.. ثم بالتفحيط
وما يصاحبه من أمور لا تخفى على الكثيرين حتى أُطلِقَ علىَّ لقب السفاح لكثرة
الجرائم التي كنت أقوم بها، فكان لا يركب معي إلا الكبار الذين لا يخافون على
أنفسهم، أما البقية فكانون يلوذون بالفرار.



ودخلتُ السجن مرات عديدة، فلما أراد الله هدايتي هيأ لذلك الأسباب؛
فقد كان لي صديق عزيز، كنتُ أحبه كثيراً، فقد كان جميل الوجه، بهي الطلعة، فلم تكن
هذه المحبة في الله، بل كانت مع الله، فسألت عنه يوماً فقيل لي إنه أدخل المستشفى
في العناية المركزة، وهو في حالة خطرة جداً من جرّاء حادث مروع، فانطلقتُ مسرعاً
لزيارته، فلما رأيته لم أكد أعرفه؛ فقد ذهب جماله وبهاؤه، وصار منظره مخيفاً
مفزعاً، فكنت كلما رأيته أبكي من هول ما أرى..!



فلم تمض أيام معدودة حتى قيل أنه مات، فبكيتُ يومين كاملين خوفاً من
الموت فكان هذا الحدث فاتحة خير لي، وكنتُ عندما أتوضأ أحس براحة نفسية عظيمة،
وأتذكر الموت وسكراته وشدائده فأعزم على التوبة إلى الله قبل حلول الأجل.



وألقى الله في نفسي بغض المعاصي كلها، وحبب إليّ الإيمان والعمل
الصالح، فجمّعتُ ما عندي من أشرطة الغناء والباطل وذهبتُ إلى مكتب الدعوة
فاستبدلتها بأشرطة إسلامية نافعة.



أما والدتي الحبيبة فقد عدتُّ إليها، وأخذتها معي معززةً مكرمةً،
وطلبت منها العفو والسماح، فبكتْ فرحاً وسروراً، وحَمِدَتِ الله عزّ وجلّ على
هدايتي، فما كانت تظن أن ذلك سيحدث في يوم من الأيام.



ولكن هل تركني رفقاء السوء؟؟


كلا، بل كانوا يزورونني، ويدعونني إلى الرجوع ما كنتُ عليه في
الماضي، ويقولون لي: لا توسوس، ارجع إلى الفن، أين العزف؟ أين الشهرة؟ أين...
وأخذوا يذكرونني بالعود والغناء والتفحيط والأمور التي أستحي من ذكرها، بل إن
بعضهم -والعياذ بالله- لم يستح أن يعرض نفسه عليّ مقابل الرجوع!! فأي ضلال أعظم من
هذا الضلال؟.



ومضتْ شهور فغرني أحد السفهاء ودعاني إلى جلسة عود؛ فعزفت؛ لأني كنت
حديث عهد بالتزام، وبدأتُ أضعف شيئاً فشيئاً، حتى عدتُ إلى سماع الغناء، وذات ليلة
رأيت فيما يرى النائم أن ملك الموت قد هجم عليّ، فأخذتُ أذكر الله، وأحاول النطق
بالشهادة، فحلفتُ بالله إن أصبحتُ حياً أن أتوب إلى الله توبة نصوحاً ولا أنصح أحداً
بمفردي، لأن الأول قد غرني، فلما أصبح الصباح قمتُ بتحطيم جميع أشرطة الغناء ،
وعزمتُ على الاستقامة الحقة، وقد مضى على ذلك الآن أربع سنوات ولله الحمد والمنّة.



أما حالي بعد التوبة فإني أشعر الآن بسعادة لا يعلمها إلا الله، وقد
أشرق وجهي بنور الطاعة وذهب سواده وظلمته، وأحبني من كان يبغضني أيام الغفلة، أما
والدتي الحبيبة فقد شفيَتْ من جميع الأمراض ولله الحمد.



ومما زادني فرحاً وسروراً ما أجابني به أحد العلماء حينما سألته عن
ذنوبي السابقة فقال: إن الله قد وعد بتبديل سيئات التائبين حسنات، فلله الحمد
والمنة الذي لم يجعل منيتي قبل توبتي..






b




















استاذ كندي في جامعة البترول يتكلم عن القرآن








الدكتور اسمه Gary Miller ملير وهو احد اعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك فهد للبترول
والمعادن في قسم الرياضيات وهو كندي الجنسية صفحته على موقع الجامعة وتوجد صورته
ايضا :





كان من المبشرين النشطين جدا في الدعوة الى النصرانية وايضا هو من
الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس
Bible ... هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير ..لذلك يحب المنطق او
التسلسل المنطقي للأمور .... في احد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد ان يجد فيه
بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني .... كان يتوقع ان
يجد القران كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما الى ذلك .. لكنه ذهل
مما وجده فيه ...بل واكتشف ان هذا الكتاب يحوي على اشياء لا توجد في اي كتاب اخر
في هذا العالم ... كان يتوقع ان يجد بعض الاحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد
صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها او وفاة بناته
واولاده...... لكنه لم يجد شيئا من ذلك ... بل الذي جعله في حيرة من امره انه وجد
ان هناك سورة كاملة في القران تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا
يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم !! ولم يجد سورة باسم عائشة او فاطمة
رضي الله عنهم..... وكذلك وجد ان عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القران في
حين ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر الا 5 مرات فقط فزاد ت حيرة الرجل
... اخذ يقرا القران بتمعن اكثر لعله يجد ماخذا عليه ....ولكنه صعق بآية عظيمة
وعجيبة الا وهي الاية رقم 82 في سورة النساء : "افلا يتدبرون القران ولو كان
من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "



يقول الدكتور ملير عن هذا
الاية " من المبادىء العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء
او تقصي الأخطاء في النظريات الى ان تثبت صحتها (
falsification test ) ....


والعجيب ان القران الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين الى ايجاد الاخطاء
فيه ولن يجدوا ..." يقول ايضا عن هذه الاية " لا يوجد مؤلف في العالم
يمتلك الجراة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الاخطاء ولكن القران على
العكس تماما يقول لك لا يوجد اخطاء بل ويعرض عليك ان تجد فيه اخطاء ولن تجد "
ايضا من الآيات التي وقف الدكتور ملير عندها طويلا هي الاية رقم 30 من سورة
الانبياء : " أولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما
وجعلنا من الماء كل شي حي افلا يؤمنون" يقول "ان هذه الآية هي بالضبط
موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار
الكبير وهي تنص ان الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من
سماوات وكواكب " فالرتق هو الشي المتماسك في حين ان الفتق هو الشيء المتفكك
فسبحان الله ... نأتي الى الجزء الآخر من الآية وهو الكلام عن الماء كمصدر للحياة
.. يقول الدكتور ملير " ان هذا الامر من العجائب حيث ان العلم الحديث اثبت
مؤخرا ان الخلية الحية تتكون من السيتوبلازم الذي يمثل 80% منها والسيتوبلازم مكون
بشكل اساسي من الماء ....فكيف لرجل امي عاش قبل 1400 سنة ان يعلم كل هذا لولا انه
موصل بالوحي من السماء؟؟ " فسبحان الله ... ان هذا الذي ذكرته هو جزء يسير من
سيرة هذا الرجل ... الدكتور ملير اعتنق الاسلام عام 1977 ومن بعدها بدا يلقي
المحاضرات في أنحاء العالم ...وكذلك لديه الكثير من المناظرات مع رجال الدين
النصارى الذي كان هو احدهم!! قال في احد محاضراته وكان يوجه كلامه لجمع من
المسلمين : " يا ايها المسلمون لو ادركتم فضل ما عندكم الى ما عند غيركم
لسجدتم لله شكرا ان أنبتكم من أصلاب مسلمة ورباكم في محاضن مسلمة ومن عليكم بهذا
الدين ,لو نظرتم الى مدلول الالوهية, الرسالة, النبوة, البعث, الحساب ,الجنة, النار
عندكم وعند غيركم لسجدتم لله شكرا ان جعلكم مسلمين لان هذه المفاهيم عند أصحاب
الديانات الأخرى مفاهيم لا يرتضيها العقل السوي ولا الفطرة السليمة ولا المنطق
السليم " الدكتور ملير لديه الكثير من المؤلفات عن الاسلام : مثل كتاب " القران المذهل " وكتاب " الفرق
بين القران والكتاب المقدس" وكتاب "
نظرة إسلامية لأساليب المبشرين " والكثير من المؤلفات الاخرى وهي متوفرة على
الانترنت باللغة الانجليزية .... هذا الرجل اسلم عل يديه الكثير من الناس من جميع
انحاء العالم ... الدكتور ملير لديه الكثير من الخبرات في اسلوب الدعوة ... وقد
استفاد الكثير من الدعاة منه خبراته مثل الشيخ احمد ديدات الذي دعاه الى جنوب
افريقيا لالقاء بعض المحاضرات واقامة بعض المناظرات ... الدكتور ملير يتمنى ان
يحاضر عن الاسلام لكن لا احد يدعوه لذلك فهل انتم فاعلون..









b




















توبة الشيخ سعيد بن مسفر








في لقاء مفتوح مع الشيخ سعيد بن مسفر - حفظه الله - طلب منه بعض
الحاضرين، أن يتحدث عن بداية هدايته فقال: حقيقة.. لكل هداية بداية.. ثم قال:
بفطرتي كنت أؤمن بالله ، وحينما كنت في سن الصغر أمارس العبادات كان ينتابني شيء
من الضعف والتسويف على أمل أن أكبر وأن أبلغ مبلغ الرجال فكنت أتساهل في فترات معينة
بالصلاة فإذا حضرت جنازة أو مقبرة، أو سمعت موعظة في مسجد، ازدادت عندي نسبة
الإيمان فأحافظ على الصلاة فترة معينة مع السنن، ثم بعد أسبوع أو أسبوعين أترك
السنن .. وبعد أسبوعين أترك الفريضة حتى تأتي مناسبة أخرى تدفعني إلى أن أصلي..



وبعد أن بلغت مبلغ الرجال وسن الحلم لم أستفد من ذلك المبلغ شيئا
وإنما بقيت على وضعي في التمرد وعدم المحافظة على الصلاة بدقة لأن من شب على شيء
شاب عليه، وتزوجت .. فكنت أصلي أحيانا وأترك أحيانا على الرغم من إيماني الفطري
بالله، حتى شاء الله- تبارك وتعالى - في مناسبة من المناسبات كنت فيها مع أخ لي في
الله وهو الشيخ سليمان بن محمد بن فايع - بارك الله فيه - وهذا كان في سنة 1387هـ
.. نزلت من مكتبي وأنا مفتش في التربية الرياضية - وكنت ألبس الزي الرياضي والتقيت
به على باب إدارة التعليم، وهو نازل من قسم الشئون المالية فحييته لأن كان زميل الدراسة،
وبعد التحية أردت أن أودعه فقال لي إلى أين؟ وكان هذا في رمضان فقلت له : إلى
البيت لأنام.. وكنت في العادة أخرج من العمل ثم أنام إلى المغرب ولا أصلي العصر
إلا إذا استيقظت قبل المغرب وأنا صائم.. فقال لي: لم يبق على صلاة العصر إلا قليلا
فما رأيك لو نتمشى قليلا؟ فوافقته على ذلك ومشينا على أقدامنا وصعدنا إلى السد (سد
وادي أبها) - ولم يكن آنذاك سدا - وكان هناك غدير وأشجار ورياحين طيبة فجلسنا هناك
حتى دخل وقت صلاة العصر وتوضأنا وصلينا ثم رجعنا وفي الطريق ونحن عائدون.. ويده
بيدي قرأ علي حديثا كأنما أسمعه لأول مرة وأنا قد سمعته من قبل لأنه حديث مشهور..
لكن حينما كان يقرأه كان قلبي ينفتح له حتى كأني أسمعه لأول مرة.. هذا الحديث هو
حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في
سننه قال البراء رضي الله عنه: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من
الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلسنا
حوله وكأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه فقال: استعيذوا
بالله من عذاب القبر - قالها مرتين أو ثلاثا - ثم قال : " إن العبد المؤمن
إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض
الوجوه…" الحديث. فذكر الحديث بطوله من أوله إلى آخره وانتهى من الحديث حينها
دخلنا أبها، وهناك سنفترق حيث سيذهب كل واحد منا إلى بيته، فقلت له : يا أخي من
أين أتيت بهذا الحديث؟ قال : هذا الحديث في كتاب رياض الصالحين فقلت له : وأنت أي
كتاب تقرأ؟ قال: اقرأ كتاب الكبائر للذهبي.. فودعته.. وذهبت مباشرة إلى المكتبة -
ولم يكن في أبها آنذاك إلا مكتبة واحدة وهي مكتبة التوفيق- فاشتريت كتاب الكبائر
وكتاب رياض الصالحين، وهذان الكتابان أول كتابين أقتنيهما.. وفي الطريق وأنا متوجه
إلى البيت قلت لنفسي: أنا الآن على مفترق الطرق وأمامي الآن طريقان الطريق الأول
طريق الإيمان الموصل إلى الجنة، والطريق الثاني طريق الكفر والنفاق والمعاصي
الموصل إلى النار ..وأنا الآن أقف بينهما فأي الطريقين أختار؟. العقل يأمرني باتباع
الطريق الأول.. والنفس الأمارة بالسوء تأمرني باتباع الطريق الثاني وتمنيني وتقول
لي: إنك ما زلت في ريعان الشباب وباب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة فبإمكانك
التوبة فيما بعد.. هذه الأفكار والوساوس كانت تدور في ذهني وأنا في طريقي إلى
البيت.. وصلت إلى البيت وأفطرت وبعد صلاة المغرب صليت العشاء تلك الليلة وصلاة
التراويح ولم أذكر أني صليت التراويح كاملة إلا تلك الليلة.. وكنت قبلها أصلي
ركعتين فقط ثم أنصرف وأحيانا إذا رأيت أبي أصلي أربعا ثم أنصرف.. أما في تلك
الليلة فقد صليت التراويح كاملة ..



توجهت بعدها إلى الشيخ سليمان في بيته، فوجدته خارجا من المسجد فذهبت
معه إلى البيت وقرأنا في تلك الليلة - في أول كتاب الكبائر - أربع كبائر الكبيرة
الأولى الشرك بالله والكبيرة الثانية السحر والكبيرة الثالثة قتل النفس التي حرم
الله قتلها إلا بالحق والكبيرة الرابعة ترك الصلاة وانتهينا من القراءة قبل وقت
السحور فقلت لصاحبي: أين نحن من هذا الكلام؟ فقال : هذا موجود في كتب أهل العلم
ونحن غافلون عنه.. فقلت: والناس أيضا في غفلة عنه فلا بد أن نقرأ عليهم هذا
الكلام، قال: ومن يقرأ؟ قلت له: أنت ، قال : بل أنت .. واختلفنا من يقرأ وأخيرا
استقر الرأي على أن أقرأ أنا ،فأتينا بدفتر وسجلنا في الكبيرة الرابعة كبيرة ترك
الصلاة. وفي الأسبوع نفسه، وفي يوم الجمعة وقفت في مسجد الخشع الأعلى الذي بجوار
مركز الدعوة بأبها- ولم يكن في أبها غير هذا الجامع إلا الجامع الكبير- فوقفت فيه
بعد صلاة الجمعة وقرأت على الناس هذه الموعظة المؤثرة التي كانت سببا - ولله الحمد
- في هدايتي واستقامتي وأسأل الله أن يثبتنا وإياكم على دينه إنه سميع مجيب.






b











أسكتوا ذلك الكلب






‏‏جنازة لشاب وسيم جدا مات بالسكتة القلبية ..
ينزل شقيقه الملتزم القبر يضعه في لحده ودموعه تنحدر على خديه كم هي صعبة تلك
اللحظة .. يكشف عن وجه أخيه ؛ فتجف دموعه وتتملكه الرهبة ماذا أرى ؟؟ مستحيل أن
يكون هذا أخي ..يسرع في دفنه و يقف لتلقي التعازي ولكنه لم يكن حاضر القلب و الفكر
..
النساء كلهن يبكين شبابه إلا واحدة إنها زوجته يرن جرس الهاتف ثم تطلب إحدى
السيدات من الزوجة التحدث مع أخ زوجها ..



الأخ : عظم الله أجرك..


الزوجة ببرود : أجرنا وأجرك ..


الأخ ( بعد أن لاحظ هذا البرود) هناك أمر غريب حدث في المقبرة وأريد
تفسيرا له منك..



الزوجة: ماذا حصل ؟


الأخ: عندما كشفت عن وجه أخي وجدته يشبه وجه .. يصمت ..


الزوجة باستعجال: وجه ماذا أخبرني .. ؟؟!


الأخ : كان وجهه يشبه وجه الكلب هل لديك تفسير ؟؟


الزوجة : أخوك لم يصلي لله ركعة ولم يتقبل مني النصح بل كان يضربني
إن نصحته والأهم من ذلك أنه كلما سمع الأذان صرخ مستهزئا : أسكتوا ذلك الكلب !!












b

















إسلام طبيب أمريكي






‏حدثت هذه القصة في إحدى مستشفيات الولايات
المتحدة الأمريكية وعلى إثرها أسلم أحد أطبائها ..



كان هناك طبيب مصري على درجة جيدة من العلم مما كان له كبير الأثر في
التعرف على العديد من الأطباء الأمريكيين فكان بالفعل محط إعجابهم وإشادتهم ، ومن
بين كل هؤلاء كان لهذا الطبيب صديق عزيز وكانا دائمي التواجد مع بعضهما البعض
ويعملان في قسم التوليد في هذا المستشفى ..



في أحد الليالي كان الطبيب المشرف غير موجود وحضرت إلى المستشفى
حالتي ولادة في نفس الوقت وبعد أن أنجبت كلا المرأتين اختلط المولودان ولم يعرف كل
واحد لمن يتبع مع العلم أن المولودين أحدهما ذكر والآخر أنثى وكله بسبب إهمال
الممرضة التي كان من المتوجب عليها كتابة إسم الأم على سوار يوضع بيد المولودين ،
وعندما علم كلا الطبيبين المصري وصديقه وقعا في حيرة من أمرهما كيف يعرفا من
هي أم الذكر ومن هي أم الأنثى ، فقال الطبيب الأمريكي للمصري أنت تقول أن القرآن
يبين كل شيء وتقول أنه تناول كل المسائل مهما كانت .. هيا أرني كيف تستطيع معرفة
لمن كل مولود من المولودين !!



أجابه الطبيب المصري : نعم القرآن نص على كل شيء وسوف أثبت لك ذلك
لكن دعني أتأكد .. ثم سافر الطبيب إلى مصر وذهب إلى أحد علماء الأزهر وأخبره بما
جرى معه وما دار بينه وبين صديقه فقال ذلك العالم أنا لا أفقه بالأمور الطبية التي
تتحدث عنها ولكن سوف أقرأ لك آية من القرآن وأنت تفكر بها فستجد الحل بإذن الله ..
فقرأ العالم قوله تعالى : (وللذكر مثل حظ الأنثيين) صدق الله العظيم .



بدأ الطبيب المصري بالتفكير في الآية وتمعن فيها ومن ثم عرف الحل ،
ذهب إلى صديقه وقال له أثبت القرآن كل مولود لمن يعود فقال الأمريكي وكيف ذلك ؟؟



قال المصري دعنا نفحص حليب كل
امرأة وسوف نجد الحل ، وفعلا ظهرت النتيجة وأخبر الطبيب المصري وهو كله وثوق من الإجابة
صديقه كل مولود لمن يعود!!



استغرب صديقه الأمريكي وسأله كيف عرفت ؟


قال إن النتيجة التي ظهرت تدل على أن كمية الحليب في ثدي أم الذكر
ضعف الكمية عند أم الأنثى وأن نسبة الأملاح والفيتامينات التي يحتويها حليب أم
الذكر هي أيضا ضعف ما عند أم الأنثى ، ثم قرأ الطبيب المصري على مسامع صديقه الآيه
القرآنية التي استدل بها على حل هذه المشكلة التي وقعوا فيها وعلى الفور أسلم
الطبيب الأمريكي .. فسبحان الله رب العالمين !!









b

















اشهدوا أيها الناس أني زوجته ابنتي





تقول راوية القصة : بالأمس كنت حاضرة
في محاضره دينية في بيت الشيخ حميد النعيمي .. وكانت المحاضرة تتكلم عن الصحابي
الجليل أبو الدرداء .. وكانت تلك أول مرة أرتاح فيها للمرأة التي تحاضر و الحق
يقال كان أسلوبها مشوق و رائع أطال الله في عمرها و جعل ذلك في ميزان حسناتها ..



المهم شد إنتباهي قصه أحزنتني على حالنا و حال شبابنا الله يهدينا و
يهديهم إن شاء الله تعالى ..



لن أطيل عليكم ودعونا نبدأ في سرد القصة الواقعية ..


وقعت أحداث القصة في الشام ، في حواري دمشق .. حيث كانت هناك فتاة
يانعة في مقتبل العمر وتذهب كل يوم إلى الجامعة لتنهل من العلوم وتستزيد من الآداب
ووالدها كان رئيس شعبة في هذه الجامعة ..



في يوم من الأيام كانت الدنيا باردة وكانت السماء ملبدة بالغيوم
وماأن أتى المسا حتى أرعدت السماء وبدأ المطر في الانهمار والبرد ذو الحبات الكبيرة
التي تكاد تخرق رؤوس الناس و هم يجرون للاحتماء تحت أي ظل ..



خرجت الفتاة من الكلية و هي تجري علها تجد ملاذ من هذه العاصفة
الهوجاء وكانت مبتلة و ترتجف ولا تدري أين المفر ..



وعندما زاد نزول البرد طرقت باب بيت شعبي في أحد الأزقة .... وإذا
بشاب يستقبلها ويرحب باستضافتها في بيته لحين أن تهدأ العاصفة ولم يتعارفا
بالأسماء مجرد أنه طالب في نفس الجامعة وأعزب يعيش لوحده في غرفه و ليوان خارجي مغطى
و حمام منفصل عن الغرفة ..



طلب الشاب منها أن ترتاح في الغرف لحين هدوء العاصفة وأدخل عليها المدفئة
وطلب منها أن ترتاح وأنه سيخرج المدفئة بعد فترة ..



بعد مضي فتره من الزمن وهي جالسه ترتجف على السرير غلبها النعاس
فألقت بنفسها مستلقية على السرير .. ودخل الشاب وإذا به يراها و هي نائمة وكأنها
أميره من حور الجنة وأخرج المدفئة و لكن الشيطان قام يداخله في شغاف قلبه و يغرر
له بصورة الفتاة المستلقاة في الغرفة بجانبه ..



انتبهت الفتاة وإذا بها ترى نفسها مرمية على السرير لا تعلم ماذا جرى
فركضت نحو الباب فترى الشاب مرمي في الخارج مغمى عليه وأخذت تجري ولا تلتفت خلفها
حتى وصلت لبيتها ورمت بنفسها في حضن أبيها والذي كان طوال الليل يبحث عنها في كل
مكان !!



سردت له كل الأحداث التي مرت عليها وأقسمت له أنها لا تعلم ماجرى ..
فما كان من الأب إلا أنه ذهب للجامعة و أبلغ عن الشباب المتغيب في هذا اليوم ..
فإذا بهم شابان اتضح أن أحدهم مسافر خارج البلاد والآخر في المستشفى ..



ذهب الأب ليرى ذلك الشاب في المستشفى ليروي غليله و ينتقم منه فإذا
به يرى شاباً قد لفت يداه باللفافات البيضاء فسأل الطبيب عما جرى ..



أخبره الطبيب أنه أتى إليهم محترق الأصابع .. نعم أصابعه محترقة ..


قال الأب للشاب : بالله عليك ما الذي جرى من غير أن يخبره أنه والد
الفتاه ..



قال : لقد إلتجات لدي فتاة بالأمس طلبا للحماية من المطر فآويتها في الغرفة
لكن الشيطان أخذ يراودني عن نفسي في الفتاه فدخلت لآخذ المدفئة, وكنت كلما ضعفت
نفسي أحرقت إصبعا من أصابعي لأتذكر نار جهنم و عذابها حتى إحترقت أصابعي فأغمى علي
و لم أدري إلا وأنا في المستشفى فصرخ الأب وقال : أشهدوا يا ناس أني زوجته إبنتي
!!





















b














سيد قطب .. من الولادة حتى الشهادة





في قرية صغير في صعيد مصر ولد سيد قطب رحمه الله، ونشأ في أسرة
متدينة متوسطة الثراء، وقد حرص والداه على تحفيظه القرآن الكريم في صغره، فما أتمّ
العاشرة إلا وقد حفظه كاملاً ..



ولما بلغ التاسعة عشرة عاش فترة من الضياع، وصفها بنفسه بأنه كانت
(فترة إلحاد) حيث قال: (ظللت ملحداً أحد عشر عاماً حتى عثرت على الطريق إلى الله،
وعرفت طمأنينة الإيمان.)



وفي سنة 1948م غادر سيد القاهرة متوجهاً إلى أمريكا في بعثة لوزارة
المعارف آنذاك، فكانت تلك الرحلة هي بداية الطريق الجديد الذي هداه الله إليه،
ووفقه لسلوكه والسير فيه.



كان سفره على ظهر باخرة عبرت به البحر المتوسط والمحيط الأطلسي...
وهناك على ظهر الباخرة، جرت له عدة حوادث أثرت في حياته فيما بعد، وحددت له طريقه،
ولذلك ما إن غادر الباخرة في الميناء الأمريكي الذي وصل إليه، وما إن وطئت قدماه
أرض أمريكا حتى كان قد عرف طريقه، وحدد رسالته، ورسم معالم حياته في الدنيا
الجديدة.



والآن… لنترك الحديث لسيد ليخبرنا عما حدث له على ظهر السفينة يقول:


(منذ حوالي خمسة عشر عاماً… كنا ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام،
على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك، من بين عشرين
ومائة راكب وراكبة ليس فيهم مسلم.



وخطر لنا أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة!


والله يعلم أنه لم يكن بنا أن نقيم الصلاة ذاتها أكثر مما كان بنا
حماسة دينية إزاء مبشر كان يزاول عمله على ظهر السفينة، وحاول أن يزاول تبشيره
معنا!



وقد يسر لنا قائد السفينة -وكان إنجليزياً- أن نقيم صلاتنا، وسمح
لبحارة السفينة وطهاتها وخدمها -وكلهم نوبيون مسلمون- أن يصلي منهم معنا من لا
يكون في (الخدمة) وقت الصلاة.



وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي تقام
فيها صلاة الجمعة على ظهر السفينة.



وقمت بخطبة الجمعة، وإمامة الصلاة، والركاب الأجانب معظمهم متحلقون،
يرقبون صلاتنا!



وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على نجاح (القداس)!! فقد كان
هذا أقصى ما يفهمونه من صلاتنا.



ولكن سيدة من هذا الحشد -عرفنا فيما بعد أنها يوغسلافية مسيحية هاربة
من جحيم (تيتو) وشيوعيته- كانت شديدة التأثر والانفعال، تفيض عيناها بالدمع، ولا
تتمالك مشاعرها… جاءت تشد على أيدينا بحرارة وتقول - في إنجليزية ضعيفة - إنها لا
تملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه، وما فيها من خشوع، ونظام وروح… الخ



وبعد ذلك كله… وفي ظلال هذه الحالة الإيمانية، راح سيد يخاطب نفسه
قائلا:



( أأذهب إلى أمريكا وأسير فيها سير المبتعثين العاديين، الذين يكتفون
بالأكل والنوم، أم لابدّ من التميز بسمات معينة؟!



وهل غير الإسلام والتمسك بآدابه، والالتزام بمناهجه في الحياة وسط
المعمعان المترف المزوّد بكل وسائل الشهوة واللذة الحرام؟...)



قال: ورأيت أن أكون الرجل الثاني، (المسلم الملتزم)، وأراد الله أن
يمتحنني هل أنا صادق فيما اتجهت إليه أم هو مجرد خاطرة؟!



وكان ابتلاء الله لي بعد دقائق من اختياري طريق الإسلام، إذ ما إن
دخلتُ غرفتي حتى كان الباب يقرع… وفتحتُ… فإذا أنا بفتاة هيفاء جميلة، فارعة
الطول، شبه عارية، يبدو من مفاتن جسمها كل ما يغري… وبدأتني بالإنجليزية قائلة: هل
يسمح لي سيدي بأن أكون ضيفة عنده هذه الليلة؟



فاعتذرتُ بأن الغرفة معدة لسرير واحد، وكذا السرير لشخص واحد… فقالت:
وكثيراً ما يتسع السرير الواحد لاثنين!!



واضطررت أمام وقاحتها ومحاولتها الدخول عنوة لأن أدفع الباب في وجهها
لتصبح خارج الغرفة، وسمعت ارتطامها بالأرض الخشبية في الممر، فقد كانت مخمورة…
فقلت: الحمد لله… هذا أول ابتلاء… وشعرتُ باعتزاز ونشوة، إذ انتصرت على نفسي…
وبدأت تسير في الطريق الذي رسمته لها…



ولقد واجه سيد رحمه الله ابتلاءات كثيرة بعد ذلك ولكنه تغلّب عليها
وانتصر على نفسه الأمارة بالسوء!



ولما وصل إلى أمريكا، يحدثنا عما رأى فيقول: ولقد كنت - في أثناء
وجودي في الولايات المتحدة الأمريكية- أرى رأي العين مصداق قول الله تعالى: (فلما
نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً
فإذا هم مُبلسون). (سورة الأنعام الآية 44).



فإن المشهد الذي ترسمه الآية مشهد تدفق كل شيء من الخيرات والأرزاق
بلا حساب، لا يكاد يتمثل في الأرض كلها كما يتمثل هناك!



وكنت أرى غرور القوم بهذا الرخاء الذي هم فيه… وشعورهم بأنه وَقف على
الرجل الأبيض… وطريقة تعاملهم مع الملونين في عجرفة مرذولة، وفي وحشية كذلك بشعة…
وفي صلف على أهل الأرض كلهم، كنتُ أرى هذا كله فأذكر هذه الآية… وأتوقع سنة الله…
وأكاد أرى خطواتها وهي تدبّ إلى الغافلين[.



وبعد سنتين قضاهما سيد في أمريكا، عاد رحمه الله إلى مصر… ولكنه عاد
رجلاً آخر… رجلاً مؤمناً ملتزماً صاحب رسالة ودعوة وغاية.



لقد كان لمقتله أثر بالغ في نفوس من عرفوه وعلموا صدقه، ومنهم اثنان
من الجنود الذين كُلفّوا بحراسته وحضروا إعدامه.



يروي أحدهما القصة فيقول:


هناك أشياء لم نكن نتصورها هي التي أدخلت التغيير الكلي على حياتنا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abian.rigala.net
صقر
Admin
Admin
صقر


تاريخ التسجيل : 12/05/2011
تاريخ الميلاد : 09/05/1980
ذكر
عدد || مسآهمآتي: : 786
نقاط : 1872
التقيم : 7
المزاج : الحمد لله
العمر : 43
الاقامة : السعودية
العمل/الترفيه : الانشاء والتعمير
•MMS •|:
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: بطاقة شخصية

قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ]   قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ] Emptyالسبت أبريل 07, 2012 1:55 pm

في السجن الحربي كنا نستقبل كل ليلة أفراداً أو مجموعات من الشيوخ
والشباب والنساء، ويقال لنا: هؤلاء من الخونة الذين يتعاونون مع اليهود ولابدّ من
استخلاص أسرارهم.. ولا سبيل إلى ذلك إلا بأشدّ العذاب. وكان ذلك كافياً لتمزيق
لحومهم بأنواع السياط والعصي.. كنا نفعل ذلك ونحن مُوقنون إننا نؤدي واجباً
مقدّساً… إلا أننا ما لبثنا أن وجدنا أنفسنا أمام أشياء لم نستطع لها تفسيراً، لقد
رأينا هؤلاء (الخونة)، مواظبين على الصلاة أثناء الليل وتكاد ألسنتهم لا تفتر عن
ذكر الله حتى عند البلاء.



بل إن بعضهم كان يموت تحت وقع السياط، أو أثناء هجوم الكلاب الضارية
عليهم، وهو مبتسمون على الذكر.



ومن هنا… بدأ الشك يتسرب إلى نفوسنا… فلا يعقل أن يكون مثل هؤلاء
المؤمنين الذاكرين من الخائنين المتعاملين مع أعداء الله.



واتفقتُ أنا وأخي هذا سراً على أن نتجنب إيذائهم ما وجدنا إلى ذلك
سبيلا. وأن نقدم لهم كل ما نستطيع من العون.



ومن فضل الله علينا أن وجودنا في ذلك السجن لم يستمر طويلاً… وكان
آخر ما كُلفنا به من عمل هو حراسة الزنزانة التي أفرد فيها أحدهم وقد وصفوه لنا
بأنه أخطرهم جميعاً، أو أنه رأسهم المفكر وقائدهم المدبر .



وكان قد بلغ به التعذيب إلى حد لم يعد قادراً معه على النهوض، فكانوا
يحملونه إلى المحكمة العسكرية التي تنظر في قضيته.



وذات ليلة جاءت الأوامر بإعداده للمشنقة، وأدخلوا عليه أحد الشيوخ!!!
ليذكره ويعظه!!! وفي ساعة مبكرة من الصباح التالي، أخذت أنا وأخي بذراعيه نقوده
إلى السيارة المغلقة التي سبقنا إليها بعض المحكومين الآخرين… وخلال لحظات انطلقت
بنا إلى مكان الإعدام… ومن خلفنا بعض السيارات العسكرية تحمل الجنود المدججين
بالسلاح للحفاظ عليهم…



وفي مثل لمح البصر أخذ كل جندي مكانه المرسوم محتضناً مسدسه الرشاش،
وكان المسئولون هناك قد هيئوا كل شيء… فأقاموا من المشانق مثل عدد المحكومين… وسيق
كل منهم إلى مشنقته المحددة، ثم لفّ حبلها حول عنقه، وانتصب بجانب كل واحدة
(العشماوي) الذي ينتظر الإشارة لإزاحة اللوح من تحت قدمي المحكوم.. ووقف تحت كل
راية سوداء الجندي المكلف برفعها لحظة التنفيذ.



كان أهيب ما هنالك تلك الكلمات التي جعل يوجهها كل من هؤلاء المهيئين
للموت إلى إخوانه، يبشره بالتلاقي في جنة الخلد، مع محمد وأصحابه، ويختم كل عبارة
الصيحة المؤثرة: الله أكبر ولله الحمد.



في هذه اللحظات الرهيبة سمعنا هدير سيارة تقترب، ثم لم تلبث أن سكت
محركها، وفتحت البوابة المحروسة، ليندفع من خلالها ضابط من ذوي الرتب العالية، وهو
يصيح بالجلادين: مكانكم!



ثم تقدم نحو صاحبنا الذي لم نزل إلى جواره على جانبي المشنقة، وبعد
أن أمر الضابط بإزالة الرباط عن عينه، ورفع الحبل عن عنقه، جعل يكلمه بصوت مرتعش:



يا أخي.. سيد.. إني قادم إليك بهدية الحياة من الرئيس الحليم الرحيم،
كلمة واحدة تدليها بتوقيعك، ثم تطلب ما تشاء لك ولإخوانك هؤلاء.



ولم ينتظر الجواب، وفتح الكراس الذي بيده وهو يقول: اكتب يا أخي هذه
العبارة فقط: (لقد كنت مخطئاً وإني أعتذر...).



ورفع سيد عينه الصافيتين، وقد غمرت وجهه ابتسامة لا قدرة لنا على
وصفها.. وقال للضابط في هدوء عجيب: أبداً.. لن أشتري الحياة الزائلة بكذبة لن
تزول!



قال الضابط بلهجة يمازجها الحزن... ولكنه الموت يا سيد.


وأجاب سيد: (يا مرحباً بالموت في سبيل الله..)، الله أكبر!! هكذا
تكون العزة الإيمانية، ولم يبق مجال للاستمرار في الحوار، فأشار الضابط للعشماوي
بوجوب التنفيذ.



وسرعان ما تأرجح جسد سيد رحمه الله وإخوانه في الهواء... وعلى لسان
كل منهم الكلمة التي لا نستطيع لها نسياناً، ولم نشعر قط بمثل وقعها في غير ذلك
الموقف، (لا إله إلا الله، محمد رسول الله...)



وهكذا كان هذا المشهد سبباً في هدايتنا واستقامتنا، فنسأل الله
الثبات.






من كتاب العائدون إلى الله لمحمد المسند











b


























ناصر العمر .. كان سبب هدايتي





صاحبنا هذا هو واحد من هؤلاء الغافلين.. درس في أمريكا.. وعاد بقلب
مظلم، قد عصفتْ فيه رياح الأهواء والشبهات، فأطفأتْ سراج الإيمان في قلبه،
واقتلعتْ ما فيه من جذور الخير والصلاح والهدى، إلى أن جاء من بذرَ فيه بذرة طيبة، أنبتت نباتاً طيباً بإذن الله.



يقول هذا التائب: لم أكن أطيق الصلاة، وحينما أسمع المؤذن وهو ينادي:
حي على الصلاة، حي على الفلاح، أخرج بسيارتي هائماً على وجهي إلى غير وجهةٍ حتى
ينتهي وقت الصلاة ثم أعود إلى المنزل، تماماً كالشيطان عندما يسمع النداء للصلاة
فيولي وله ضراط ، كما ثبت ذلك في الحديث الشريف.



وفي يوم من الأيام خرجتُ كعادتي أهيم على وجهي.. وعند إحدى الإشارات
المرورية، وقف بجانبي شاب بهي الطلعة -وكانت أصوات الموسيقى الصاخبة تنبعث من
سيارتي بشكل ملفت- .. نظر إليّ مبتسماً ثم سلم عليّ وقال: ما أجمل هذه الأغنية، هل
يمكنني استعارة هذا الشريط؟..



عجبتُ لطلبه.. ولكن نظراً لإعجابه بالموسيقى التي أسمعها، أخرجتُ له
الشريط وقذفتُ به إليه.. عند ذلك ناولني شريطاً آخر، بدلاً عنه، وقال: استمع لهذا
الشريط.



الشريط كان للشيخ ناصر العمر، بعنوان: (السعادة بين الوهم
والحقيقة).. لم أسمع باسم هذا الشيخ من قبل.. قلتُ في نفسي: لعله أحد الفنانين
المغمورين.. كدتُّ أحذف بالشريط من النافذة، ولكن؛ نظراً لأني قد مللتُ استماع
الأشرطة التي معي في السيارة؛ قلتُ: لأستمع إلى هذا الشريط فلعله يعجبني..



وبدأ الشيخ يتكلم.. فحمد الله وأثنى عليه، ثم ثـنّى بالصلاة على
رسوله -صلى الله عليه وسلم- .. أنصتُّ قليلاً، فإذا بالشيخ يروي قصصاً عن أشخاص
كنتُ أعتقد أنهم في قمة السعادة، فإذا هو يثبت بالأدلة والبراهين أنهم في غاية
التعاسة..



كنت مشدوداً لسماع هذه القصص.. وقد انتصف الشريط.. فحار في ذهني سؤال
لم أجد له جواباً: ما الطريق إذاً إلى السعادة الحق!!.



فإذا بالجواب يأتي جلياً من الشيخ في النصف الثاني من الشريط.. لا
أستطيع اختصار ما قاله الشيخ جزاه الله خيراً، فبإمكانكم الرجوع إلى الشريط
والاستماع إليه مباشرةً.



ومنذ ذلك اليوم بدأتُ بالبحث عن أشرطة الشيخ ناصر العمر، وأذكر أنني
في ذلك الأسبوع استمعتُ إلى أكثر من عشرة من محاضرات الشيخ ودروسه.. وأثناء ترددي
على محلات التسجيلات الإسلاميـة سمعتُ عن المشائخ والعلماء والدعـاة الفضلاء
الآخرين -وهم كثير والحمد لله، لا أستطيع حصر أسمائهم-.. فظللتُ أتابع الجديد
للكثير منهم، وأحرص على حضور محاضراتهم ودروسهم.. كل ذلك ولم أكن قد التزمتُ بعدُ
التزاماً حقيقياً.. وبعد حوالي أربعة أشهر من المتابعة الحثيثة لهذه الأشرطة؛
هداني الله عز وجل..



b








أرى في المنام كلبا ً أسود








شيخ كبير في السن كان سببا في هداية أسرة كاملة غافله لاهية تقضي
معظم أوقاتها أمام شاشة التلفاز لمشاهدة الصور المحرمة والمسلسلات الحب والغرام
والهيام .لنترك المجال للشيخ:



في يوم من أيام شهر رمضان المبارك كنت نائما في المسجد بعد صلاة
الظهر فرأيت فيما يرى النائم رجلا اعرفه من أقاربي قد مات ولم أكن اعلم أن في بيته
تلفاز.جاءني فضربني بقدمه ضربه كدت اصرع من ضربته وقال لي (يا فلان) اذهب إلى أهلي
وقل لهم يخرجون التلفاز من بيتي.



قال الشيخ:وكنت أرى هذا التلفاز في بيته وكأنه كلب اسود والعياذ
بالله وقال فاستيقظت من نومي مذعورا واستعذت بالله من الشيطان الرجيم وعدت إلى
نومي فجاءني في المنام مرة أخرى وضربني ضربة أقوى من الأولى وقال لي: قم واذهب إلى
أهلي وقل لهم يخرجون التلفاز من بيتي لا يعذبونني به قال: فاستيقظت مرة ثانيه
وهممت أن أقوم ولكني تثاقلت وعدت إلى نومي فجاءني في المرة الثالثة وضربني في هذه
المرة ضربة أعظم من الضربتين الأوليين وقال لي:يا فلان قم اذهب إلى أهلي وقل لهم
يخلصونني مما أنا فيه خلصك الله قال: فاستيقظت من نومي وعلمت أن الأمر حقيقة فلما
صليت التراويح من ذلك اليوم ذهبت إلى بيت صاحبي وهو قريب لي فلما دخلت فإذا بأهله
وأولاده قد اجتمعوا عليه ينظرون إليه وكان على رؤوسهم الطير فجلست فلما رأوني
قالوا مستغربين:ما الذي جاء بك يا فلان في هذا الوقت فليس هذا من عادتك قال: فقلت
لهم جئت لأسألكم سؤالا فأجيبوني عليه.. لو جاءكم مخبر وأخبركم أن أباكم في نار
جهنم أو يعذب في قبره هل ترضون بذلك قالوا:لا ندفع كل ما نملك مقابل نجاة أبينا من
العذاب.



قال: فأخبرتهم بما رايته في المنام من حال أبيهم فانفجروا جميعا
بالبكاء وقام أكبرهم إلى الجهاز التلفاز وكسره تكسيرا أمام الجميع معلنا التوبة..



قال الشيخ فرايته بعد ذلك في النوم فقال لي:خلصك الله كما خلصتني.





نسال الله العفو والعافية


























b

















الحجاج وطاووس بن كيسان








يقول طاووس بن كيسان .. وهو من تلاميذ
ابن عباس الاخيار الاطهار وهو من رواة البخاري ومسلم ، يقول :



دخلت الحرم لأعتمر ، قال : فلما أديت العمرة جلست عند المقام بعد أن
صليت ركعتين ، فالتفتت إلى الناس والى البيت ، فاذا بجلبة الناس والسلاح ..
والسيوف .. والدرق .. والحراب .. والتفتت فاذا هو الحجاج بن يوسف ، وهو الامير
السفاك !!



يقول طاووس : فرايت الحراب فجلست مكاني ، وبينما أنا جالس وإذا برجل
من أهل اليمن ، فقير زاهد عابد ، أقبل فطاف بالبيت ثم جاء ليصلي ركعتين ، فتعلق
ثوبه بحربة من حراب جنود الحجاج ، فوقعت الحربة على الحجاج ، فاستوقفه الحجاج ،
وقال له : من أنت ؟



قال : مسلم .


قال : من اين انت ؟


قال : من اليمن .


قال : كيف أخي عندكم ؟ ( يعني أخاه الظالم مثله ، اسمه محمد بن يوسف
)



قال الرجل : تركته سميناً بديناً بطيناً !


قال الحجاج : ما سالتك عن صحته ، لكن عن عدله؟


قال : تركته غشوماً ظلوماً !


قال : أما تدري أنه اخي !


قال الرجل : فمن أنت ؟


قال : أنا الحجاج بن يوسف .


قال : أتظن أنه يعتز بك أكثر من اعتزازي بالله ؟!؟!


قال طاووس: فما بقيت في رأسي شعرة إلا قامت !


قال : فأفلته الحجاج وتركه !!!


لماذا؟ .. لانه توكل على الله (فالله خير حافظ وهو ارحم الراحمين)


b





توبة الشيخ محمّد جميل زينو








الشيخ محمّد جميل زينو – حفظه الله – عرفناه من خلال مؤلّفاته
النافعة ، وبيانها بأسلوب واضح ميسر ، وقد نفع الله بهذه المؤلّفات ، وهدى بها من
الضلال بإذنه .. وللشيخ قصّته مع الهداية , وقد رواها بنفسه ( ) ، فقـال :



ولدتُ في مدينة حلب بسورية .. ولمّا بلغتُ العاشرة من عمري التحقتُ
بمدرسة خاصّة تعلّمت فيها القراءة والكتابة ، ثم التحقت بمدرسة دار الحفّاظ لمدّة
خمس سنين حفظت خلالها القرآن الكريم كاملاً ولله الحمد ، ثمّ التحقت بما يسمّى
آنذاك بالكليّة الشرعيّة التجهيزيّة – وهي الآن الثانوية الشرعيّة – وهي تابعة
للأوقاف الإسلامية ، وهذه المدرسة تجمع بين تدريس العلوم الشرعيّة والعصريّة .






وأذكر أنّني درست فيها علم التوحيد في كتاب اسمه : (( الحصون
الحميديّة )) والذي يقرّر فيه مؤلّفه توحيد الربوبيّة ، وأنّ لهذا العالم ربّاً
وخالقاً !.. وقد تبيّن لي فيما بعد خطأ هذا المنهج في تقرير العقيدة ، فإنّ
المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مقرّين بأنّ الله هو
الخالق الرازق : (( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ
فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ )) ( الزخرف : 87) ، بل إنّ الشيطان الذي لعنه الله كان
مقرّاً بذلك ؛ (( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي )) ( الحجر : 39) .



أمّا توحيد الإله الذي هو الأساس والذي به ينجو المسلم ، فلم أدرسه
ولا كنت أعلم عنه شيئاً .






كنت نقشبنديّاً :


لقد كنت منذ الصغر أحضر الدروس وحلقات الذكر في المساجد ، وقد شاهدني
شيخ الطريقة النقشبندية فأخذني إلى زاوية المسجد ، وبدأ يعطيني أوراد الطريقة
النقشبندية ، ولكن لصغر سنّي لم أستطع أن أقوم بها ، لكنّي كنت أحضر مجالسهم مع
أقاربي في الزوايا ، وأستمع إلى ما يردّدونه من أناشيد وقصائد ، وحينما يأتي ذكر
اسم الشيخ كانوا يصيحون بصوت مرتفع ، فيزعجني هذا الصوت المفاجئ ، ويسبب لي الرعب
والهلع ، وعند ما تقدّمت بي السنّ بدأ قريب لي يأخذني إلى مسجد الحيّ لأحضر معه ما
يسمّى بالختم ، فكنّا نجلس على شكل حلقة ، فيقوم أحد الشيوخ ويوزّع علينا الحصى
ويقول : (( الفاتحة الشريفة ، الإخلاص الشريف )) ، فنقرأ بعدد الحصى سورة الفاتحة
وسورة الإخلاص ، والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة التي
يحفظونها ، ويجعلون ذلك آخر ذكرهم . ثم يقول الشيخ الموكّل ، لأنّ الشيخ – بزعمهم
– هو الذي يربطهم بالله ؛ فيهمهمون ، ويصيحون ، ويعتريهم الخشوع ، حتّى إنّ أحدهم
ليقفز فوق رؤوس الحاضرين كأنّه البهلوان من شدّة الوجد .. إلى آخر ما كانوا يفعلونه
من البدع المحدثة التي ما أنزل الله بها من سلطان .






كيف اهتديت إلى التوحيد ؟


كنت أقرأ على شيخي الصوفيّ حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما ، وهو قول
النبيّ صلى الله عليه وسلم : (( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله
.. ))



فأعجبني شرح الإمام النوويّ - رحمه الله – حين قال : ( ثمّ إن كانت
الحاجة التي يسألها لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه ، كطلب الهداية والعلم،
وشفاء المرضى، وحصول العافية ، سأل ربّه ذلك . وأمّا سؤال الخلق ، والاعتماد عليهم
فمذموم )) .



فقلت للشيخ : هذا الحديث وشرحه يفيدان عدم جواز الاستعانة بغير الله
فيما لا يقدر عليه إلا الله .



فقال لي : بل تجوز !!


قلت له : وما الدليل ؟ فغضب الشيخ ، وصاح قائلاً : إنّ عمّتي كانت
تقول : يا شيخ سعد ( وهو من الأولياء المزعومين الأموات ) فأقول لها : يا عمّتي ،
وهل ينفعك الشيخ سعد ؟ فتقول : أدعوه فيتدخّل على الله فيشفيني !!



قلت له : إنّك رجل عالم ، قضيت عمرك في قراءة الكتب ، ثمّ تأخذ
عقيدتك من عمّتك الجاهلة !!



فقال لي : عندك أفكار وهّابيّة !.


وكنت لا أعرف شيئاً عن الوهّابية إلا ما أسمعه من المشايخ ، فيقولون
عنهم : إنّهم مخالفون للناس ، لا يؤمنون بالأولياء وكراماتهم المزعومة ، ولا
يحبّون الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلى غير ذلك من التهم الكثيرة الكاذبة التي لا
حقيقة لها .



فقلت في نفسي ؛ إن كانت الوهّابيّة تؤمن بالاستعانة بالله وحده ،
وأنّ الشافي هو الله وحده ، فلا بدّ أن أتعرّف عليها .



وبحثت عن هذه الجماعة ، فاهتديت إليها ، كان لهم لقاء مساء كلّ خميس
يتدارسون فيه التفسير والفقه والحديث ، فذهبت إليهم بصحبة أولادي وبعض الشباب
المثقّف .. دخلنا غرفة كبيرة ، وجلسنا ننتظر الدرس ، وبعد برهة من الزمن دخل الشيخ
، فسلّم علينا ، ثمّ جلس على مقعده ، ولم يقم له أحد ، فقلت في نفسي ، هذا الشيخ
متواضع ، لا يحب القيام له.



وبدأ الشيخ درسه بقوله : إنّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ..
إلى آخر الخطبة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه ،
ثمّ بدأ يتكلّم باللغة العربية الفصحى ، ويورد الأحاديث ، ويبيّن صحّتها وراويها ،
ويصلّي على النبيّ صلى الله عليه وسلم كلّما ذكر اسمه . وفي ختام الدرس وجّهت له
الأسئلة فكان يجيب عليها بالدليل من الكتاب والسنّة ، ويناقشه بعض الحاضرين فلا
يردّ سائلاً أو متكلماً ، ثمّ قال في آخر درسه : الحمد لله ، إنّنا مسلمون ، وبعض
الناس يتنابزون بالألقاب ، وقد نهانا الله عن ذلك بقوله : (( وَلا تَنَابَزُوا
بِالألْقَابِ )) ( الحجرات - 11) .






ولمّا انتهى الشيخ من درسه ، خرجنا ونحن معجبين بعلمه وتواضعه ،
وسمعت أحد الشباب يقول : هذا هو الشيخ الحقيقيّ .



ومن هنا بدأت رحلتي إلى التوحيد الخالص ، والدعوة إليه ، ونشره بين
الناس اقتداء بسيّد البشر صلى الله عليه وسلم . وإنّي لأحمد الله - عزّ وجلّ -
الذي هداني لهذا ، وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله ، والحمد لله أوّلاً و آخراً
.















b














موتها .. تكون سبب توبته








داعية ولكن من نوع وتوجه آخر ... خط لنفسه طريقاً وهدفاً ولكن كان
يؤدي إلى الهلاك والفساد !!



مضى في تنفيذ مخططه حتى سقط ضحية فتاة عرفت كيف تتعامل مع أمثاله ..


ما أجمل الماضي وما أقساه ، صفتان اجتمعتا في ذكرى رجل واحد ، صفتان
متضادتان ... أحاول أن أتذكر الماضي من أجل أن أرى طفولتي البريئة فيها ... وأحاول
أن أهرب من تذكره كي لا أرى الشقاء الذي عشته في عنفوان شبابي ... فحينما وصلت إلى
سن الخامسة عشرة كنت في أشد الصراع مع طريقين هما طريق الخير وطريق الشر ... لكن
من سوء حظي أنني اخترت طريق الشر ، فقلدتني الشياطين أغلى وسام لديها ، وصرت تبعاً
لها ... بل لم تمضي أيام حتى تمردت عليها فأصبحت هي التابعة لي ، فأخذت مسلك الشر
وأستسقيت من منهاله المر الذي أشد من مرارة العلقم وأيم الله ... فلم أتخلى يوماً
عن المشاركة في تفتيت روابط القيم والشيم الرفيعة ، حتى أصبح إسمي علماً من أعلام
الغواية والضلال ...



ذات مرة أسترعى انتباهي فتاة كانت في الحي الذي أسكن فيه ، وكانت
كثيراً ما تنظر إلىّ نظرة لم أعي معناها ... لكنها لم تكن نظرات عشق ، ولا غرام ،
رغم أنني لا أعرف العشق ولا الغرام حيث لم يكن لي قلب وقتها ... وتغلغلت في أفكاري
تلك النظرات التي استوقفتني كثيراً ، حتى هممت أن أضع شراكي على تلك الفتاة ...



بعد فترة أخذت منظومة شعرية يقولون أنها منظومة عشق ، فأرسلتها لها
عبر باب منزلها ، ولكن لم أجد منها رداً بذلك ولا تجاوباً ... وأخذتني بعدها العزة
بالأثم لأغوين تلك الفتاة شاءت أم أبت ، فكتبت فيها قصيدةً شعرية من غير ذكر اسم لها
... حتى وصلها الخبر بذلك ، لكنها لم تتصرف ولم يأتي منها شئ ، وذات ليلة كنت
عائداً إلى منزلي الساعة الرابعة فجراً ، فأنا ممن هو مستخفي بالنهار وساربُ
بالليل ... وإذا بي أجد عند الباب كتاباً عن الأذكار النبوية ، فاحمر وجهي لذلك
وأستحضرت جميع إرادات الشر التي بداخلي ، حيث عرفت أن التي أرسلته لي هي تلك
الفتاة ...



بهذا فهي قد أعلنت حرباً معي ، ففكرت وقتها على أن أكتب قصيدة عن
واقعة حب بيني وبينها وأنشرها بالحي ، وبعدها أكون قد خدشت بشرفها ... وجلست
أستوحي ما تمليه الشياطين على من ذلك الوحي الشعري ، ففرغت من قصيدتي تلك وأرسلت
بها إلى دارها مهدداً إياها بأن ذلك سوف ينشر لدى كافة معارفك ...



وجاءني المرسول الذي بعثت معه القصيدة بتمرات ، وقال لي إن الفتاة
صائمة اليوم وهي على وشك الإفطار وقد أرسلت معي هذه التمرات لك هديةً منها لك على
قصيدتك بها ، وتقول لك إنها ستدعو الله لك بالهداية ساعة الإفطار ... فأخذت تلك
التمرات وألقيتها أرضاً ، وأحمرت عيناي بالشر ، وتوعدتها بالإنتقام عاجلاً أم
آجلاً ، ولن أدعها على طريق الخير أبداً ما حييت ...



وأخذت أتصيد فترات روحاتها وجياتها للمسجد بإلقاء عبارات السخرية
والإستهزاء بها فكان من معها من البنات يضحكن عليها أشد الضحك ، ومع ذلك لم تحرك
تلك الإستهزاءات ساكناً فيها ...



ومرت الأيام ورأيت أنني فشلت في محاولاتي تلك بأن أضل تلك الفتاة
وأستمرت هي بإرسال كتيبات دينية لي ، وكل يوم إثنين وخميس وهي الأيام التي كانت
تصوم فيهما كانت ترسل التمر لي ، وكأن لسان حالها يقول أنها قد انتصرت علىّ ، هذا
ما كنت أظنه من تصرفاتها تلك ...



وماهي إلا أِشهر إلا وسافرت خارج البلاد باحثاً عن السعادة واللذات
الدنيوية التي لم أرها في بلدي ، ومكثت قرابة أربعة أشهر ، وكنت وأنا خارج بلدي
منشغل الفكر بتلك الفتاة ، وكيف نجت من جميع الخطط التي وضعتها لها ... وفكرت فور
وصولي لبلدي أن أبدأ معها المشوار مرة أخرى بأسلوب أكثر خبثاً ودهاءاً وقررت أنني
سوف أردها عن تدينها وأجعلها تسير على درب الشر ...



وجاء موعد الرحلة والرجوع لبلدي وكان يومها يوم خميس ، وهو من الأيام
التي كانت تصومه تلك الفتاة ، وحينما قدم لنا القهوة والتمر بالطائرة أخذت بشرب
القهوة أم التمر فألقيت به [حيث كان رمزاً للصائمين ويذكرني بها] ...



وهبطت الطائرة بمطار المدينة التي أسكن بها وكان الوقت الواحدة ظهراً
، وركبت سيارة الأجرة متوجهاً لمنزلي ، وهناك زارني أصدقائي فور وصولي ، وكلاً
منهم قد حصل على هديته مني وكانت تلك الهداية كلها خبيثة ، وكانت أكبرها قيمة
وأعظمها شراً هدية خصصتها لتلك الفتاة ، كي أرسلها لها ، ولأرى ما تفعله بعد ذلك
...



وخرجت ذاهباً لأتصيد الفتاة عند مقربةً من المسجد قبل صلاة المغرب ،
حيث كانت حريصةً على أداء الصلاة في المسجد لأن بالمسجد كان جمعية نسائية لتحفيظ
القرآن ...



وما أن أذن المغرب وفرغ من الأذان وجاء وقت الإقامة ، ولم أرى الفتاة
.. استغربت .. وقلت في نفسي قد تكون الفتاة تغيرت أثناء سفري وهجرت المسجد وتخلت
عن تدينها ذلك ... !!



فعدت لمنزلي ، وأنا كلي أمل بأن تكون توقعاتي تلك محلها ، وأثناء ما
كنت أقلب في كتبي وجدت مصحفاً مكتوب عليه إهداء إليك لعل الله أن يهديك إلى صراطه المستقيم
، التوقيع / اسم الفتاة...



فأبعدته عني وسألت الخادمة من أحضر هذا المصحف إلى هنا فلم تجبني ،
وخرجت في يومي الثاني منتظراً الفتاة عند باب المسجد ومعي المصحف كي أسلمها إياه
وأقول لها أنني لست بحاجةٍ إليه ، كما أنني سوف أبعدك عنه قريباً ، وانتظرت الفتاة
عند المسجد ولكن لم تأتِ !!



وكررت ذلك عدة أيام لكن دون فائدة فلم أرها ، فذهبت إلى مقربة من
منزلها وسألت أحد الصبيان الصغار الذين كانوا يلعبون مع إخوة لتلك الفتاة ،
فسألتهم: هل فلانة موجودة ؟ فقالوا لي : ولماذا هذا السؤال ! ربما أنت لست من هذا
الحي !!



قلت بلى ولكن لدي رسالة من صديقة لها كنت أود أن تذهبوا بها لها ،
فقالوا لي إن من تسأل عنها قد توفاها الله وهي ساجدة تصلي بالمسجد قبل أكثر من
شهرين ... !!



عندها ما أدري ما الذي أصابني فقد أخذت الدنيا تدور بي وأوشكت أن أقع
من طولي ، ورق قلبي وأخذ الدمع من عيني يسيل ، فعيناي التي لم تعرف الدمع دهراً
سالت منها تلك الدموع بغزارة ، ولكن لماذا كل هذا الحزن ؟



أهو من أجل موتها وحسن خاتمتها أم من أجل شئ آخر ؟


لم أقدر أن أركز وأعلم سبباً وتفسيراً لذلك الحزن الشديد ، أخذت
بالعودة لمنزلي سيراً على الأقدام وأنا هائم لا أدري أين هي وجهتي وإلى أين أنا
ذاهب ... وجلست أطرق باب منزلي بينما مفتاح الباب بداخل جيبي ، لقد نسيت كل شئ
نسيت من أنا أصبحت أنظر وأتذكر نظرات تلك الفتاة في كل مكان تلاحقني ... وأيقنت
بعدها أنها لم تكن نظرات خبث ولا شئ آخر بل نظرات شفقة ورحمة علىّ ، فقد كانت
تتمنى أن تبعدني هي عن طريق الشر ... فقررت بعد وفاتها أن أعتزل أهلي ، وفعلاً
أعتزلت أهلي والناس جميعاً أكثر من سنة وسكنت بعيداً عن ذلك الحي وتغيرت حالتي ،
وصار خيالها دوماً أراه لم يتركني حتى في وحدتي ، أصبحت أراها وهي ذاهبة للمسجد
وحينما تعود ، وحاول الكثير من أصدقائي أن يعرفوا سبب بعدي عن المجتمع وعن رغبتي واختياري
للعيش وحيداً لكنني لم أخبرهم بالسبب ...



وكان المصحف الذي أهدتني إياها لايزال معي ، فصرت أقبله وأبكي وقمت
فوراً بالوضوء والصلاة لكنني سقطت من طولي فكلما حاولت أن أقوم أسقط ، لأني لم أكن
أصلي طوال عمري ، فحاولت جاهداً فأعانني الله ونطقت بإسمه ، ودعيت وبكيت لله بأن
يسامحني وبأن يرحم تلك الفتاة رحمةً واسعة من عنده ، تلك الفتاة التي كانت دائماً
ما تسعى لإصلاحي ...



وكنت أنا أسعى لإفسادها ، لكن تمنيت لو انها لم تمت لأجل تراني على
الإستقامة ، لكن لا راد لقضاء الله ، وصرت دوماً أدعو لها وأسأل الله لها الرحمة
وأن يجمعني بها في مستقر رحمته وأن يحشرني معها ومع عباده الصالحين !!















b











المقارنة الصعبة !؟






‏منذ عرفت معنى الحياة، وهي لا تعرف سواه .. هو
زوجها وحبيبها، وقبل كل شيء ابن عمها .. كان اختيار أهلها واختيارها كذلك .. وافقت
عليه بلا تردّد .. وافقت مع أنّه ما يزال طالباً يأخذ مصروفه من والده .. تزوّجا،
ولم ينتظر، طار بها إلى أمريكا بلاد الحرية والأحلام مثلما يظن ليكمل دراسته ..



هناك… معه تحرّرت ممّا يغطّيها ويحجبها عن الأنظار، لقد عرف هواء
الشوارع الطريق إلى وجهها، وصار يداعب خصلات شعرها!! هو لم يمنعها… بل لماذا
يمنعها؟! هو لا يرضى أن يقال عنه رجعي في بلد متقدم ..



أنجبت أحمد طفلها الأول، لقد قلب موازين حياتهم، إنّه فرحتهما
الأولى، أصبح يأخذ كل وقتها .. لم تعد تشعر بالملل حين ينشغل عنها أبو أحمد
بدراسته ..



تغيّرت أمورها أكثر حين تعرّفت على أم عمر .. كانت امرأة متحجبة ذات
خلق ودين .. أيام الغربة جمعتهما، همومهما الصغيرة مشتركة، الزوج والطفل، فأم عمر
كان لها طفل واحد .. اطمأن أبو أحمد لتلك العلاقة التي بدأت تنمو بين زوجته وزوجة
صديقه الحميم .. أصبحتا تخرجان للتسوق معاً .. كانت أم أحمد في البداية لا تهتم
بما ترتديه حين خروجها، بدأت تلاحظ مدى اهتمام أم عمر بحجابها، تعاملها مع الباعة
كان في حدود ضيقة .. جعلها ذلك تزداد احتراماً لها، أحست باختلاف بينهما، بدأت
تنظر لأم عمر بعين أخرى.



** ** ** ** **


- هيّا يا أم أحمد، لقد تأخرنا..


صاحت من غرفتها…


- لحظات وأنتهي..


أخيراً ظهرت أم أحمد، هي الآن مستعدة للذهاب لتناول العشاء، نظر
إليها أبو أحمد مليّاً…



- لماذا تنظر إليّ هكذا؟! وكأنك تراني للمرة الأولى!.
- متأكدة أنّك أم أحمد.



- لا أم سلطان!!!!!!.


ضحك قائلاً…


- ما هذه الموضة الجديدة؟!.


- موضة!!! إنه حجابي وليس موضة..


- هل قالت لكِ أم عمر شيء؟! هل انتقدت ملابسك… مظهرك؟!
- لا… لم يحدث من هذا شيء، بالعكس لم أصادف يوماً من هي في أدبها الجم وأخلاقها
العالية..



ردّ مستغرباً…


- ما الحكاية إذن؟! (ثم أكمل) عموماً لن أغضب إن خلعتِه ..
لم يكد ينتهي من آخر كلمة حتى سقطت دموعها، تورّدت وجنتاها، واحمرّت أرنبة أنفها،
هي المرة الأولى التي يرى دموعها منذ تزوّجا .. حاول تدارك الموقف، قال لها:



- عزيزتي… لماذا البكاء؟! هل أزعجتك؟! ضايقتك بكلماتي؟!.


هزّت رأسها نافية…


- إذن لماذا هذه الدموع؟!


لأول مرة يحس أبو أحمد أن زوجته مريم صغيرة، فهي لم تتجاوز الـ18 من
عمرها، قطع تفكيره بكاء أحمد، مسحت مريم دموعها وأمسكت بابنها محاولةً تهدئته ..
بعد هدوء أحمد،



قال لها:


- هل أستطيع الآن أن أعرف سبب دموعك تلك؟!


لم ترفع وجهها، قالت له بهدوء…


- إنّه عدم غضبك ..


استغرب منها…


- سبحان الله! تبكين لعدم غضبي!.


مرّت لحظة صمت ثم أكمل مازحاً محاولاً تلطيف الجو…
- ماذا كنتِ ستفعلين إن غضبت؟!



لم ترد عليه…


- مريم صارحيني… ما بكِ؟!


- كل ما في الأمر أنّي انتبهت فجأة إلى شيء كنت غافلة عنه منذ أتينا
إلى هنا ..



- غافلة!! غافلة عن ماذا؟! مريم أنتِ لم تهمليني كي تقولي هذا الكلام
.. لم أشعر منكِ تقصيراً .. أنتِ تقومين بواجباتك المنزلية على خير ما يرام..



- عزيزي… لم أقصد هذا.


- إذن ماذا تعنين؟! أريد أن أفهم.


- علي هل جلبنا معنا مصحف؟!


أجاب متردداً…


- على ما أعتقد نعم.


- أين هو؟!


- لا أذكر… ربّما في الدولاب أو المكتب… أو الحقيبة…


ظلاّ ساعةً كاملة يبحثان عنه في الشقة حتى عثر عليه علي.
- ها هو… لقد وجدته.



حين اقترب منه ليلمسه… صاحت به:


- لحظة لا تلمسه.


- لماذا؟!


- هل أنت على وضوء؟!


حين سمع سؤالها أبعد يده عنه… أمّا هي فأمسكت به. مسحت ما عليه من
غبار قائلة:



- لا تخف فأنا على وضوء.


ثم أكملت…


- منذ وصولنا وأنا أحس أنّي إنسانة أخرى، ليست مريم التي أعرفها. رغم
سعادتي معك إلاّ أنّي أحس بفراغ يملأ روحي، حتى بعد قدوم أحمد لم يفارقني ذلك
الإحساس .. لكن حين تعرفت على أم عمر عرفت سر الفراغ أو الخواء الروحي الذي كان
يتملّكني دائماً .. إنّه البعد عن الله…



كان يتأملها وهو غير مصدق أن هذه التي تتحدث زوجته، استوقفته
كلماتها، وأنصت لها…



- علي منذ قدومنا لم نعد نهتم بالصلاة، القرآن هجرناه، عباءتي
خلعتها، وشيلتي نسيتها منذ حطّت قدماي المطار.. كانت تلك الأمور شيء عادي بالنسبة
لي ولك، وهي لم تكن كذلك يوماً .. مرّة صحبتني أم عمر إلى إحدى الأخوات الأمريكيات
المسلمات .. لا تعرف يا علي كم أحسست بالخجل أمامها! الفرق شاسع بيننا ولا مجال
أمامنا للمقارنة ..



نظر إليها علي، لكن هذه المرة اختلفت نظرته لها… وقف، سألته مريم…


- إلى أين؟!


- سأتوضأ لأصلي، عسى الله أن يغفر لي السنوات التي فرّطتها في غربتي
..



سقطت دمعة حارة بلّلت حجابها الجديد، وهي تردّد…
- الحمد لله… الحمد لله…



** ** ** ** **


ربِّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء .. ربِّ لا تزغ
قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب..












b

















هذا الرجل عجيب جداً…









كان زميلاً لي في الكلية العسكرية … كان الأول على زملائه في كل شئ
في طاعته لله… في حسن خلقه… في دراسته… في



تعامله … كان صاحب قيام ليل ومحافظة على صلاة الفجر وغيرها وحب
للخير… وبعد أن تخّرج وفرح كما يفرح الطلبة بالتخرج وإذا به يُصاب بما نسميه (
الأنفلونزا) وتطور معه المرض حتى أصاب العمود الفقري فأصيب بشلل تام ولم يعد
يستطيع الحركة, حتى أن طبيبه المعالج قال لي أنه حسب مرئياته فلا أمل له في
الشفاء… وإن احتمال رجوعه لما كان عليه ونجاح العلاج معه لا تتجاوز العشرة في
المائة .. فقلت: الحمد لله على كل حال وسألت الله له الشفاء وهو القادر على كل شئ…
ثم زرته في المستشفى وهو مقعد يرقد على السرير الأبيض لمواساته وتذكيره بالله
والدعاء له فإذا به هو الذي يذكّرني بالله !! وهو الذي يواسيني… وجدته قد امتلأ
وجهه نوراً, واشرق بالإيمان - نحسبه والله حسيبه - . قلت له : الحمد لله على
السلامة… وأسأل الله لك الشفاء العاجل طهور إن شاء الله… فأجابني بالشكر والدعاء
ثم قال كلمته العجيبة في حالته المأساوية نعم إنها كلمة عجيبة!! لم يشتكي ! ولم
يتبرم !! ولم يقل أرايت ماذا حل بي يا أخ خالد !! إنما قال تلك الكلمة التي دوّت
في أذني وأثرّت في قلبي وما زلت احفظها حتى الآن … قالها وهو يبتسم … قال حفظه
الله : يا أخي لعل الله علم منى تقصيري في حفظ القـرآن فلهذا أقعدني لأتفرغ لحفظه
… وهذه نعمة من نعم الله !! سبحـان الله … مـا هذا الكلام؟! من أين هذه العبارات
؟! كيف تتحول النقمة إلى نعمة ؟! إنه الإيمان يصنع المعجزات بعد فضل الله وتوفيقه
… وصدق الله في جزاء من صبر واسترجع عند المصيبة وقال إنا لله وإنا إليه راجعون إن
له ثلاث جوائز … قال تعالى: ( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
البقرة 157 . نعم إنها الرحمة من الله والثناء منه والهداية لصراطه المستقيم
والثبات على شرعه القويم وفي صحيح مسلم من حديث صهيب مرفوعاً… ( عجباً لأمر المؤمن
إن أمره كله له خير وليس ذاك لأحد إلا لمؤمن إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء
صبر فكان خيراً له ) مختصر مسلم 2092 . ما أجمل تلك العبارات التي قالها … إنها
والله تعدل عشرات الكلمات النظرية … لأن المواقف الإيمانية تربي وتعلّم الشيء
الكثير … وفي كل خير… نعم لقد تعجبت ودهشت من موقفه وإيمانه وصبره وثباته رغم ما
هو فيه من مرض خطير … وشلل تام … ورغم أنه لم يمض على تخرجه ستة أشهر ولم يفرح بالرتبة
والراتب والعمل الجديد أياماً … والله لقد غبطته على إيمانه… وحمدت الله جل وعلا
أن في الأمة أمثال هذا الرجل … وأمة محمد فيها الخير ولله الحمد . ثم زرته بعد
فترة وعنده بعض أقاربه … فسلمت عليه ودعوت له … ثم رأيت أمرً عجيباً … وسمعت منه
ما أدهشني مرة أخرى … وفي كل زيارة له يزداد الإيمان من مواقفه العجيبة الإيمانية
. قال له ابن عمه : حاول تحريك رجلك … ارفعها للأعلى … فقال له : إني لأستحي من
الله أن استعجل الشفاء فإن قدّر الله لي وكتب الشفاء فالحمد لله … وإن لم يكن
مقدوراً لي فالحمد لله … فالله أعلم بما هو خير لي … فقد يكون في الشفاء ما لا
تحمد عقباه … وقد أمشي بقدميّ هاتين إلى الحرام … ولكني أسأل الله إن يكتب لي
الخير فهو العليم الحكيم … ولا تعليق على كلامه الإيماني إلا بما هو خير قال تعالى
( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم
وأنتم لا تعلمون ) البقرة آية 216 . يواصل الدكتور حديثه قائلاً : سافرت لإكمال
الدراسات العليا ثم عدت بعد ثلاثة أشهر وكنت متوقعاً إنه في منزله حيث لا أمل في
علاجه وسيبقى في منزله على فراشه يحمل من مكان إلى آخر … سألت عنه الزملاء في
المستشفى هل خرج ؟! وكيف حالته ؟! فقالوا : هذا الرجل عجيب جداً… لقد كان عنده قوة
في العزيمة وهمة عالية وابتسامة دائمة ورضىً بما كُتب له… ولقد تحسنت حالته شيئاً
ما … فنُقل إلى التأهيل للعلاج الطبيعي … ذهبت إلى مركز التأهيل فإذا به على كرسي
المعاقين ففرحت به وقلت له : الحمد لله على السلامة… الحمد لله أصبحت الآن تتحرك
أحسن مما مضى… فقاطعني قائلاً : الحمد لله … أبشرك إنني قد أتممت حفظ القرآن !!
فقلت : سبحان الله !! ما أعجب هذا الرجل … لا يمكن أن أزوره إلا وأجدُ فائدة
إيمانية … فدعوت له … وسألت الله من فضله . سافرت مرة أخرى وغبت عنه أكثر من أربعة
أشهر … ولما عدت حصل ما لم يخطر لي ببالي الضعيف المسكين وهو ليس بعجيب ولا غريب
على قدرة الله تعالى الذي يحي العظام وهي رميم … أتدرون ماذا حصل ؟! لقد كنت أصلي
في مسجد المستشفى… فإذا برجل يناديني يا أبا محمد أتدرون من المنادي؟! إنه صاحبنا…
نعم والله إنه الزميل الحبيب الذي كان مشلولاً معاقاً تماماً يناديني وهو يمشي
وبصحة جيدة وعافية … نعم إنها قدرة الله … ثم إنه الإيمان يصنع المعجزات قال تعالى(
الله ولي الذين آمنوا ) إنه التقوى قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ) إنها
النجاة والعافية من الله للمؤمنين قال تعالى ( وكذلك ننجي المؤمنين) . نعم … لقد
جاءني يمشي … وسلمت عليه وضممته إلى صدري وأنا أبكي نعم أبكي مرتين … ولأمرين …
أما الأول فأبكي فرحاً لما حصل له من شفاء … هجم السرور عليّ حتى أنه من فرط ما قد
سرني أبكاني وأما الثانية فعلى نفسي المسكينة المقصرة … فكم نحن فيه من نعم وخيرات
ولم نقم بشكر الله عليها ولم نجتهد في حفظ القرآن وعمل الصالحات , وكلنا تقصير
وتسويف … نسأل الله العفو والغفران . ليس هذا فحسب بل منّ الله عليه بأمور كثيرة …
فمنها موافقة المسئولين لبعثته بعثة داخلية لجامعة الملك سعود بالرياض لإكمال
دراسته العليا… ولهذا البعثة قصة أخرى… فقد طلب ذلك منذ تخرجه من الكلية ولم يأته
الرد … وقبل أيام … وبعد شفائه ولله الحمد جاءت الموافقة عليها بعد أن نسيها
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . ثم قال لي بعدها : يا دكتور خالد إن ما حصل
لي حجة علي إن لم أقم بشكر النعمة … قلت : بل هي حجة علينا جميعاً . القصة لم تنته
بعد , فلقد زارني بعد سبع سنوات في مراجعة لجده المريض بالقلب … فماذا رأيت ؟!
رأيت شاباً وضيئاً … وقد رزقه الله الترقيات حتى وصل إلى رتبة رائد … فأسأل الله
أن يجعله رائداً في الخير والنفع والصلاح وأن يصلح أحوالنا جميعاً أنه سميع مجيب..



من كتاب قصص واقعية للدكتور خالد
الجبير




b








توبة الشيخ أحمد القطان





الشيخ أحمد القطان من الدعاة المشهورين، والخطباء المعروفين، يروي
قصة توبته فيقول:



إن في الحياة تجاربا وعبرا ودروسا … لقد مررت في
مرحلة الدراسة بنفسية متقلبة حائرة … لقد درست التربية الإسلامية في مدارس التربية
- ولا تربية - ثمانية عشر عاما. وتخرجت بلا دين.. وأخذت ألتفت يمينا وشمالا: أين
الطريق ؟ هل خلقت هكذا في الحياة عبثا؟ .. أحس فراغا في نفسي وظلاما وكآبة.. أفر
إلى البر.. وحدي في الظلام لعلي أجد هناك العزاء. ولكني أعود حزينا كئيبا. وتخرجت
من معهد المعلمين سنة 1969م وفي هذه السنة والتي قبلها حدث في حياتي حدث غريب
تراكمت فيه الظلمات والغموم إذ قام الحزب الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي في مجلاتهم
وجرائدهم. والنفخ فيها. وأخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول يوحي به
بعضهم إلى بعض حتى نفخوا في نفخة ظننت أنني أنا الإمام المنتظر. وما قلت كلمة إلا
وطبلوا وزمروا حولها.. وهي حيلة من حيلهم. إذا أرادوا أن يقتنصوا ويفترسوا فردا
ينظرون إلى هويته وهوايته ماذا يرغب ثم يدخلون عليه من هذا المدخل.. رأوني أميل
إلى الشعر والأدب فتعهدوا بطبع ديواني ونشر قصائدي وعقدوا لي الجلسات واللقاءات
الأدبية الساهرة.. ثم أخذوا يدسون السم في الدسم. يذهبون بي إلى مكتبات خاصة ثم
يقولون: اختر ماشئت من الكتب بلا ثمن فأحمل كتبا فاخرة أوراقا مصقولة.. طباعة
أنيقة عناوينها: "أصول الفلسفة الماركسية" "المبادئ الشيوعية"
وهكذا بدأوا بالتدريج يذهبون بي إلى المقاهي الشعبية، فإذا جلست معهم على طاولة
قديمة تهتز.. أشرب الشاي بكوب قديم وحولي العمال.. فإذا مر رجل بسيارته الأمريكية
الفاخرة قالوا: انظر، إن هذا يركب السيارة من دماء آبائك وأجدادك.. وسيأتي عليك
اليوم الذي تأخذها منه بالثورة الكبرى التي بدأت وستستمر.. إننا الآن نهيئها في
"ظفار" ونعمل لها، وإننا نهيئها في الكويت ونعمل لها، وستكون قائدا من
قوادها. وبينما أنا أسمع هذا الكلام أحس أن الفراغ في قلبي بدأ يمتلئ بشئ لأنك إن
لم تشغل قلبك بالرحمن أشغله الشيطان… فالقلب كالرحى .. يدور .. فإن وضعت به دقيقا
مباركا أخرج لك الطحين الطيب وإن وضعت فيه الحصى أخرج لك الحصى.. ويقدر الله -
سبحانه وتعالى - بعد ثلاثة شهور أن نلتقي رئيس الخلية الذي ذهب إلى مصر، وغاب شهرا
ثم عاد.وفي تلك الليلة ،أخذوا يستهزئون بأذان الفجر.. كانت الجلسة تمتد من العشاء
إلى الفجر يتكلمون بكلام لا أفهمه مثل "التفسير المادي للتاريخ"
و"الاشتراكية والشيوعية في الجنس والمال" .. ثم يقولون كلاما أمرره على
فطرتي السليمة التي لاتزال .. فلا يمر .. أحسن أنه يصطدم ويصطك ولكن الحياء يمنعني
أن أناقش فأراهم عباقرة .. مفكرين .. أدباء .. شعراء .. مؤلفين كيف أجرؤ أن
أناقشهم فأسكت. ثم بلغت الحالة أن أذن المؤذن لصلاة الفجر فلما قال "الله
أكبر" أخذوا ينكتون على الله ثم لما قال المؤذن "أشهد أن محمدا رسول
الله" أخذوا ينكتون على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وهنا بدأ الانفعال
الداخلي والبركان الإيماني الفطري يغلي وإذا أراد الله خيرا بعبده بعد أن أراه
الظلمات يسر له أسباب ذلك إذ قال رئيس الخلية: لقد رأيت الشيوعية الحقيقية في
لقائي مع الأبنودي الشاعر الشعبي بمصر هو الوحيد الذي رأيته يطبقها تطبيقا كاملا.
فقلت: عجبا.. ما علامة ذلك؟!!. قال: " إذا خرجنا في الصباح الباكر عند الباب
فكما أن زوجته تقبله تقبلني معه أيضا ، وإذا نمنا في الفراش فإنها تنام بيني
وبينه.. " هكذا يقول.. فلما قال ذلك نزلت ظلمة على عيني وانقباض في قلبي وقلت
في نفسي: أهذا فكر؟!! أهذه حرية؟!! أهذه ثورة؟!! لا ورب الكعبة إن هذا كلام شيطاني
إبليسي!! ومن هنا تجرأ أحد الجالسين فقال له: يا أستاذ مادمت أنت ترى ذلك فماذا لا
تدع زوجتك تدخل علينا نشاركك فيها؟ قال:"إنني ما أزال أعاني من مخلفات
البرجوازية وبقايا الرجعية. وسيأتي اليوم الذي نتخلص فيه منها جميعا.. ومن هذه
الحادثة بدأ التحول الكبير في حياتي إذ خرجت أبحث عن رفقاء غير أولئك الرفقاء فقدر
الله أن ألتقي بإخوة في "ديوانية". كانوا يحافظون على الصلاة… وبعد صلاة
العصر يذهبون إلى ساحل البحر ثم يعودون وأقصى ما يفعلونه من مأثم أنهم يلعبون
"الورقة". ويقدر الله أن يأتي أحدهم إلي ويقول: يا أخ أحمد يذكرون أن
شيخا من مصر اسمه "حسن أيوب" جاء إلى الكويت ويمدحون جرأته وخطبته، ألا
تأتي معي؟ قالها من باب حب الاستطلاع.. فقلت: هيا بنا.. وذهبت معه وتوضأت ودخلت
المسجد وجلست وصليت المغرب ثم بدأ يتكلم وكان يتكلم واقفا لا يرضى أن يجلس على
كرسي وكان شيخا كبيرا ، شاب شعر رأسه ولحيته ولكن القوة الإيمانية البركانية تتفجر
من خلال كلماته لأنه كان يتكلم بأرواح المدافع لا بسيوف من خشب ، وبعد أن فرغ من
خطبته أحسست أني خرجت من عالم إلى عالم آخر.. من ظلمات إلى نور ولأول مرة أعرف
طريقي الصحيح وأعرف هدفي في الحياة ولماذا خلقت ؟! وماذا يراد مني! وإلى أين
مصيري؟ وبدأت لا استطيع أن أقدم أو أؤخر إلا أن أعانق هذا الشيخ وأسلم عليه. ثم
عاد هذا الأخ يسألني عن انطباعي فقلت له: اسكت وسترى انطباعي بعد أيام.. عدت في
الليلة نفسها واشتريت جميع الأشرطة لهذا الشيخ وأخذت أسمعها إلى أن طلعت الشمس
ووالدتي تقدم لي طعام الإفطار فأرده ثم طعام الغداء وأنا أسمع وأبكي بكاء حارا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abian.rigala.net
صقر
Admin
Admin
صقر


تاريخ التسجيل : 12/05/2011
تاريخ الميلاد : 09/05/1980
ذكر
عدد || مسآهمآتي: : 786
نقاط : 1872
التقيم : 7
المزاج : الحمد لله
العمر : 43
الاقامة : السعودية
العمل/الترفيه : الانشاء والتعمير
•MMS •|:
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: بطاقة شخصية

قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ]   قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ] Emptyالسبت أبريل 07, 2012 1:56 pm

أستاذ أحمد.. إنني أحسدك لأنك عرفت الطريق الآن.. أما أنا فاتركني ..
فإن لي طريقي ولك طريقك.. ثم صافحني وانصرفت وظل هو كما هو الآن. وأما البقية
فمنهم من أصبح ممثلا، ومنهم من أصبح شاعرا يكتب الأغاني وله أشرطة
"فيديو" يلقي الشعر وهو سكران.. وسبحان الذي يخرج الحي من الميت.. ومن
تلك اللحظة بدأت أدعو إلى الله رب العالمين.









هذه القصة ذكرها الشيخ في محاضرة له بعنوان "تجاربي في
الحياة"
























b























امرأة على باب المقبرة





قالت : كنا منصرفين قبيل المغرب من
زيارة عائلية في منطقة الوثبة متجهين إلى حيث نسكن في أبو ظبي، وحاول زوجي أن يسرع
ليلحق بصلاة المغرب جماعة، ولذا فقد عرج في الطريق ناحية المقبرة ليدرك الصلاة في
المسجد المقام خارجها، وبمجرد أن دخلت بنا السيارة تلك المنطقة في سكون الليل
الموحش أحسست أن بدني كله يرتجف من مفرق رأسي إلى أخمص القدم، خيل إلي أنها
الزيارة الأخيرة ووداع الدنيا برمتها.



فحانت مني التفاتة إلى الخلف كي أملأ عيني بأنوار الطريق التي أخذت
تتباعد، وتواردت عشرات الخواطر على عقلي حول الحياة والموت، والأحياء والأموات،
والسعادة والشقاء، والميلاد والوفاة، والحقائق والأوهام، وعشرات الأقارب والأصدقاء
الذين استقروا تحت التراب، وخيل إلي أن شريطاً طويلاً يمر أمام عيني وعشرات بل
مئات وآلاف الجنائز تتوالى تشيعها أصحابها إلى دار جديدة يكون بابها الأول حفرة في
التراب ومنها يجدون أنفسهم في عالم آخر لا تساوي الدنيا بالنسبة له إلا كما تساوي
بطن أم بالنسبة للدنيا كلها !! أما أهل الجنازة، فما أسرع ما يهيلون التراب على
صاحبهم وحبيبهم كميات التراب والحصى والحجارة ثم يعودون إلى حيث كانوا يسمرون،
وليست سوى أيام حتى ينسى الجميع ما أصابهم !!



ووقفت السيارة في مواجهة بوابة المقبرة تماماً، كأنما تستعد للدخول
حالما يفتح الباب وزاد هذا من هلعي، كانت الدنيا قد دخلت في الظلام وكان لهذا الجو
أثره النفسي الرهيب على قلبي، حتى قد انعقد لساني كله وأنا أحاول أن أنطق لأطلب من
زوجي أن يغير مكان السيارة، غير أنه سرعان ما تركني وحدي أواجه قدري، وبقيت مع
أفكاري التي تفور وتشتعل بألوان من المخاوف والمفاجآت التي قد تظهر بغتة من هذه
البوابة أو من على هذه الأسوار !!



الموت .. الموت .. وما أدراك ما الموت .. ثم ما أدراك ما الموت ؟!!
هذا الغول الذي يفتك بالكبار والصغار بلا موعد ثم يكون مستقر الجميع هاهنا..



وراء هذه الأسوار : أغنياء وفقراء وصعاليك وأمراء، وأقوياء وضعفاء،
وظلمة ومظلومين، الكل يتوارون تحت التراب ويلاقي كل منهم ما قدم من خير أو شر.



يا إلهي !! كيف لو أن قلبي سكت الآن فجأة، وبدلاً من أن أعود إلى
صغاري الذين يتشوقون لعودتي، إذا بي أزف إلى حفرة مظلمة ضيقة في الأرض، لا أنيس
معي، ولا حبيب بقربي ولا أهل أصرخ بهم لنجدتي، أنا وحدي والظلام والعذاب والسؤال
والحساب، ويرتجف بدني من جديد، وأحس بدبيب يسري في كل خلية من كياني، وأكاد أبكي،
وأشرع في فزع إلى إغلاق نوافذ السيارة وأبقى محملقة في ذهول نحو أسوار المقبرة
وبواباتها و خفقات قلبي يتصاعد وقعها، و لساني لا أدري كيف انطلق ذاكراً لله
مسبحاً مستغفراً داعيا متضرعا باكياً، يطلب المهلة من أجل توبة صادقة، أما رجلاي
فلم أشعر بهما أبداً، وأما يداي فقد كانتا ترتعشان وهما تلفان العباءة حول جسدي في
إحكام، كانت هذه هي أول مرة أرى فيها المقبرة، وكأني رأيت الموت عياناً، وخيل إلي
أن هذا الزوج قد تعمد الإتيان بي إلى هنا لإعطائي هذه الجرعة الروحية أو هذا الدرس
الذي يبلغ مستقر العظم.



يا لكثرة نصائح هذا الزوج لي، وتوجيهاته إياي وتوصياته ومواعظه، غير
أن كل ذلك لم يهز في شعرة فيما يبدو، وأبقى شامخة بأنفي كأنما المعني بكل ذلك
سواي، وكان صبره لا ينفذ، فكان لا يمل من تكرار مواعظه في ود وحب وإصرار كذلك،
الآن أحسست أن شرارة ما انقدحت لتحدث هذا التفاعل العجيب مع تلك المواعظ.



الآن أيقنت أن النار كانت كامنة تحت الرماد، الآن فقط أيقنت تماماً
أن كلمة الخير لا تضيع وأن النصيحة الخالصة تبقى مخزونة مع الأيام، لقد كرر أمام
عيني في تلك اللحظة شريط طويل من نصائحه ومواقفه معي وترهيبه إياي، وركوب رأسي في
استخفاف، نعم لقد خطر لي خاطر سوء وقتها هو أن أحمل عليه حملة شعواء بلا هوادة حين
يعود، ولكنى عدلت عن هذا الخاطر وأنا أتذكر الموت والموتى والمقبرة والقبور والليل
الموحش والحساب والنعيم والجحيم، وعدت باللائمة على نفسي، وقررت أن أستفيد من هذه
النفحة الروحية، لقد قفز في ذهني خاطر عجيب، لماذا لا يكون ما حدث هذه الليلة خير
عظيم ساقه الله لي، وعليّ أن أستفيد منه.



لذا فقد ركزت فكري كله في تلك الوصايا والتوجيهات التى كان يكيلها
بلا حساب على مسامعي وذهبت أستعيد الشريط بشكل مذهل وعجيب، وأخذت الوصايا والمواقف
والتعليقات تتقافز في ذهني بصورة مثيرة حية، وأيقنت لحظتها أنه ما فعل ذلك كله إلا
حباً لي وحرصاً على وشفقة بي وإرادة الخير لي في الدنيا والآخرة وأدركت كم كنت
غبية وأنا أتجاهل ذلك كله راكبة رأسي مع هواي وشيطاني ونفسي الأمارة، وسبحت مع
أفكاري الجديدة المشرقة منقطعة عن كل ما حولي كما ينقطع الأموات عن الحياة
والأحياء حتى لقد أغمضت عيني وأنا أتوهم انطفاء آخر شمعة في حياتي ودخولي في ليل
مظلم حالك، وإقبالي على أهوال لا توصف وانتظاري ملائكة الله للسؤال والحساب، وههنا
تفزعت بل بكيت، وحملقت في حذر وأخذت أتلفت في جزع وكانت النسائم التى تهب كأنما
تحمل معها أرواح الموتى من حولي !! ورغم أنفي سقطت من عيني دموع كثيرة، لقد كانت
لحظات لا توصف ولا يمكن التعبير عن الشحنات الروحية التي فيها، ولن يدرك حقيقتها
إلا من وقع تحت تجربتها وذاق سحرها.



ولقد كان لتلك الليلة ما بعدها، لقد شعرت بأنني خرجت من المقبرة
بغير القلب الذي دخلت به إليها، ولقد وطنت نفسي منذ تلك الساعة على أن أكون عاقلة،
على أن أستعد للقاء هذه النقلة إلى هذا المكان الموحش، فعزمت عزماً أكيداً على
الإقبال على الله بنشاط وشوق وفي همة، فههنا على أعتاب هذه الدار سوف يتركك أحب
الأحباب إلى قلبك بعد أن تترك أنت أعز الأشياء إلى نفسك، سوف ينفض أحباؤك أيديهم
من تراب قبرك، لينسوك بعد فترة قد تطول وقد تقصر ليعودوا إلى ممارسة حياتهم
العادية، في اللحظة التي تواجه فيها ما يشيب له شعر الصغير، جميع أحبابك سوف
يتركونك وحيداً لتواجه مستقبلاً مجهولاً.



فإذا كان لديك رصيد من طاعات وقربات وحسنات وأذكار فيا لفوزك ويا لفرحتك
وما أروعك يومها وما أعظمك، وأما إذا كانت الأخرى فلا تلومن إلا نفسك ولقد أعذر من
أنذر، وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث يخبر أن العاقل الحقيقي هو الذي
يحاسب نفسه ويعمل لما بعد الموت، وأن العاجز الغبي هو الذي يتابع هواه في كل
الميادين ثم يتمنى على الله الأماني وهو الذي لم يفكر أن يجعل حياته على وفق ما
يريد الله سبحانه، أما أنا فلكم حمدت الله كثيرا على تلك الزيارة المفاجئة إلى
المقبرة، فلقد نفضت نفسي على نفسي وأشرقت أرض قلبي بنور ربها ولله الحمد والمنة
والفضل والثناء الحسن، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.















b

















إني أشم رائحة الجنة








ثبت في الصحيحين من حديث ابن هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله …وذكر منهم …شاب نشأ في طاعة
الله ) وثبت عن أنس بن النضر رضي الله عنه
قال يوم أحد ( واهاً لريح الجنة إني لأجد ريحها من وراء أحد )



حدثني الدكتور قائلاً :


اتصل بي المستشفى وأخبروني عن حالة خطيرة تحت الإسعاف… فلما وصلت إذا
بالشاب قد توفي رحمه الله … ولكن ما هي تفاصيل وفاته …فكل يوم يموت المئات بل الآلاف … ولكن كيف
تكون وفاتهم ؟!! وكيف خاتمتهم ؟
!!





أصيب هذا الشاب بطلقة نارية عن طريق الخطأ فأسرع والداه


جزاهما الله خيراً به إلى المستشفى العسكري بالرياض ولما كانا في
الطريق التفت إليهما الشاب وتكلم معهما !! ولكن !! ماذا قال ؟؟ هل كان يصرخ ويئن ؟
!


أم كـان يقول أسرعوا بي للمستشفى ؟! أم كان يتسخط ويشكو ؟! أما ماذا
؟
!


يقول والداه كان يقول لهما : لا تخافا !! فإني ميت … واطمئنـا… فإني
أشم رائحة الجنة … ليس هذا فحسـب بل كرر هذه الكلمات الإيمانيـة عند الأطباء في
الإسعـاف … حيث حاولـوا وكرروا المحاولات لإسعافه … فكان يقول لهم : يا أخواني إني
ميت لا تتعبوا أنفسكم … فإني أشم رائحة الجنة



ثم طلب من والديه الدنو منه وقبلهما وطلب منهما السماح وسلّم على
إخوانه ثم نطق بالشاهدتين
!!


أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمداً رسول الله
.


ثم أسلم روحه إلى بارئها سبحانه وتعالى .


الله أكبر !!!


ماذا أقول…وبم أعلق … أجد أن الكلمات تحتبس في فمي … والقلم يرتجف في
يدي … ولا أملك إلا أن أردد و اتذكر قول الله تعالى ( يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) إبراهيم آية 27
.. ولا تعليق
عليها ..



ويواصل محدثي فيقول أخذوه ليغسّلوه فغسله الأخ ضياء مغسل الموتى
بالمستشفى وكان أن شاهد هو الآخر عجباً !.
كما حدثه بذلك في صلاة المغرب من
نفس اليوم!!



أولاً : رأى جبينه يقطر عرقاً . قلت لقد ثبت عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أن المؤمن يموت بعرق
الجبين … وهذا من علامات حسن الخاتمة.



ثانياً : يقول كانت يداه لينتين وفي مفاصله ليونه كأنه لم يمت وفيه حرارة لم أشهدها من قبل فيمن أغسلهم !!


ومعلوم أن الميت يكون جسمه بارداً وناشفاً ومتخشبا.


ثالثاً : كانت كفه اليمنى في مثل ما تكون في التشهد قد أشار بالسبابة
للتوحيد والشهادة وقبض بقية أصابعه … سبحان الله … ما أجملها من خاتمة نسأل الله
حسن الخاتمة

.






أحبتي … القصة لم تنته بعد !!


سـأل الأخ ضياء وأحد الأخوة والده عن ولده وماذا كان يصنع ؟!


أتدري ما هو الجواب ؟!


أتظن أنه كان يقضي ليله متسكعاً في الشوارع أو رابضاً عند القنوات
الفضائية والتلفاز يشاهد المحرمات … أم يغطُّ في نوم عميق حتى عن الصلوات … أم مع
شلل الخمر والمخدرات والدخان وغيرها ؟
!


أم ماذا يا ترى كان يصنع؟! وكيف وصل إلى هذه الخاتمة التي لا أشك أخي
القارئ أنك تتمناها … أن تموت وأنت تشم رائحة الجنة.



قال والده : لقد كان
غالباً ما يقوم الليل … فيصلي ما كتب الله
له وكان يوقظ أهل البيت كلهم
ليشهدوا صلاة الفجر مع الجماعة وكان محافظا على حفظ القرآن … و
كان من المتفوقين في دراسته الثانوية



قلت صدق الله ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم
الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياكم في
الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من
غفور رحيم ) فصلت آية 32





















b





























(إيوه كِدَه اكفر، اكفر يا مربي)





أثر عن شيخ من مشائخ الطرق الصوفية أنه قال: كل الطرائق الصوفية
باطلة، وإنما هي صناعة للاحتيال وأكل أموال الناس بالباطل، وتسخيرهم واستعبادهم.



وقد صدق وهو كذوب، ومن قُدّر له الدخول في بعض هذه الطرق سيدرك ذلك
لا محالة لاسيما إن كان ذا عقل ذكي وقلب نيّر.



والشيخ عبد الرحمن الوكيل ممن خاض في هذه المستنقعات الآسنة، وتلوث
بشيء منها حتى هيأ الله له بمنه وكرمنه من أخرجه منها، وقد سجّل قصته بنفسه لتكون
عبرة للغافلين بل المغفلين فقال:



(الحمد لله وحده وبعد...: فإنه قد كانت لي بالتصوف صلة؛ هي صلة
العبرة بالمأساة. فهنالك -حيث كان يدرج بي الصبا في مدارجه السحرية، وتستقبل النفس
كل صروف الأقدار بالفرحة الطروب- هنالك تحت شفوف الأسحار الوردية من ليالي القرية
الوادعة الحالمة جثم على صدري صنم صغير يعبده كثير من شيوخ القرية، كنت أجلس بين
شيوخٍ تغضنتْ منهم الجباه، وتهدلت الجفون، ومشى الهرم في أيديهم خفقات حزينة
راعشة، وفي أجسادهم نحولاً ذابلاً يتراءون تحت وصوصة السراج الخافت أوهامَ رجاءٍ
ضيّعتْه الخيبة، وبقايا آمال عصف اليأس.



كانت ترانيم الشيوخ -ومن بينها صوت الصبي- تتهدج تحت أضواء السحر
بالتراتيل الوثنية، وما زلت أذكر أن صلوات ابن مشيش ومنظمة الدردير كانتا أحب
التراتيل إلى أولئك الشيوخ، ومازلت أذكر أن أصوات الشيوخ كانت تَشْرُق بالدموع،
وتئن فيها الآهات حين كانوا ينطقون من الأولى: (اللهم انشلني من أوحال التوحيد)
(!!!) ومن الثانية: (وجُد لي بمجمع الجمع منك تفضلا) (!!!)...



يا للصبي الغرير التعس المسكين !! فما كان يدري أنه بهذه الصلوات
المجوسية يطلب أن يكون هو الله هوية وماهية وذاتاً وصفةً، ما كان يدري ما التوحيد
الذي يضرع إلى الله أن ينشله من أوحاله، ولا ما جمع الجمع الذي يبتهل إلى الله أن
يمن به عليه.



ويشب الصبي فيذهب إلى طنطا ليتعلم، وليتفقه في الدين، وهناك سمعت
الكبار من الشيوخ يقسمون لنا أن (البدوي) قطب الأقطاب، يُصرِّف من شئون الكون،
ويدبر من أقداره وغيوبه الخفية.. فتجرأتُ مرة فسألتُ خائفاً مرتعداً: وماذا يفعل
الله؟؟!! فإذا بالشيخ يهدر غضبا، ويزمجر حنقاً فلذتُ بالرعب والصمت؛ وقد استشعرت
من سؤالي وغضب الشيخ أنني لطّخت لساني بجريمة لم تُكتَبْ لها مغفرة، ولِمَ لا؟
والشيخ هذا، كبير، جليل الشأن والخطر، ما كنتُ أستطيع أبداً أن أفهم أن مثل هذا
الشيخ الأشيب -الذي يسائل عنه الموت- يرضى بالكفر، أو يتهوك مع الضلال والكذب،
فصدّق الشاب شيخه وكذّب ما كان يتلو قبل من آيات الله: (ثم استوى على العرش يدبر
الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه). (يونس: 3) (!!)



كنتُ أقرأ في الكتب التي ندرسها: أن الصوفي فلاناً غسلتْه الملائكة،
وأن فلاناً كان يصلي كل أوقاته في الكعبة في حين كان يسكن جبل قاف، أو جُزُر الواق
الواق(!!!) وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مدّ يده من القبر وسلم على الرفاعي
(!!) وأن فلاناً عذبته الملائكة لأنه حفظ القرآن والسنة وعمل بما فيهما، لكنه لم يحفظ
كتاب الجوهرة في التوحيد (!!) وأن مذهبنا في الفقه هو الحق وحده، لأنه أحاديث حذفت
أسانيدها (!!).. كنتُ أقرأ كل هذا وأصدّقه وأؤمن به، وما كان يمكن إلا أن أفعل
هذا.



كنتُ أقول في نفسي: لو لم تكن هذه الكتب حقاً ما دُرِّست في الأزهر،
ولا درسها هؤلاء الهرمون الأحبار، ولا أخرجتها المطابع (!!).



وتموج طنطاً بالوفود، وتعج بالآمين بيت الطاغوت الأكبر من حدب وصوب،
ويجلس الشاب في حلقة يذكر فيها الصوفية اسم بخنّات الأنوف، ورجّات الأرداف ووثنية
الدفوف، وأسمع مُنشد القوم يصيح راقصاً: (ولي صنم في الدير أعبد ذاته) فتتعالى أصوات
الدراويش طروبة الصيحات: (إيوه كِدَه اكفر، اكفر يا مربي) فأرى على وجوه القوم
فرحاً وثنياً راقص الإثم بما سمعوا من المنشد الكافر، ثم سألت شيخنا: يا سيدي
الشيخ، ما ذلك الصنم المعبود؟! فيزم الشيخ شفتيه ثم يقول: (انته لسه صغير) (!!)



وسكتُّ قليلاً، ولكن الكفر ظل يضج بالنعيق فكنت أستمع إلى المنشد وهو
يقيء: (سلكت طريق الدير في الأبدية) (وما الكلب والخنزير إلا إلهنا) فأسئل نفسي في
عجب وحيرة وذهول: ما الكلب؟ ما الخنزير؟ ما الدير؟.. حتى رأيتُ بعض شيوخي الكبار
يطوفون بهذه الحمآت يشربون (القرفة) ويهنئون الأبدال والأنجاب والأوتاد (!!!)
بمولد القطب سيدهم، (السيد البدوي).



ومضى من عمر الشباب سنوات، فأصبحت طالباً في كلية أصول الدين، فدرستُ
أوسع كتب التوحيد -هكذا تسمى- فوعيتُ منها كل شيء إلا حقيقة التوحيد، بل ما زادتني
دراستها إلا قلقاً حزيناً، وحيرة مسكينة.



ودار الزمن فأصبحت طالباً في شعبة التوحيد والفلسفة، ودرست فيها
التصوف، وقرأت في كتاب صنفه أستاذ من أساتذتي رأي ابن تيمية في ابن عربي، فسكنت
نفسي قليلاً إلى ابن تيمية وكنت قبل أراه ضالاًّ مضلاً، فبهذا البهتان الأثيم نعته
الدردير!!



وكانت عندي لابن تيمية كتب، بيد أني كنت أرهب مطالعتها خشية أن أرتاب
في الأولياء -المزعومين- كما قال لي بعض شيوخي من قبل!! وخشية أن أضل ضلال ابن
تيمية (!!). لكني هذه المرة تشجعت وقرأتها، واستغرقتُ في القراءة؛ فأنعم الله عليّ
بصبح مشرق هتك عني حُجُب الليل الذي كنتُ فيه ، فكأنما لقيتُ بها الواحة الندية
بعد دويٍ ملتهب الهجير.



وبدأتُ أقرأ ولكن هذه المرة بتدبر وتمعن، ورويداً رويداً ارتفعتْ
الغشاوة عن عينيّ، فبهرني النور السماوي؛ رأيت النور نوراً، والإيمان إيماناً،
والحق حقاً، الضلال ضلالاً، وكنتُ من قبل -بسحر التصوف- أرى في الشيء عين نقيضه؛
فأؤمن بالشرك توحيداً، وبالكفر إيماناً، وبالمادية الصماء من الوثنية روحانية
علياً، فأدركتُ حينئذٍ أن التصوف دين الوثنية والمجوسية، دين ينسب الربوبية
والإلهية إلى كل زنديقٍ، وكل مجرم، وكل جريمة!! دين يرى في إبليس وفرعون وعجل
السامري وأوثان الجاهلية أرباباً، وإلهة تهيمن على القدر في أزله وأبده!! دين يرى
في كل شيء إلهاً يُعبد، ورباً يخلق ما يشاء ويختار، دين يقرر أن حقيقة التوحيد
الأسمى هي الإيمان بأن الله -سبحانه- عين كل شيء!!! دين يقول عن الجيف التي يتأذى
منها النتن، وعن الجراثيم التي تفتك سمومها بالبشرية إنها هي الإله، وسبحان ربنا
ما أحلمه.



هذه هي الصوفية، ولسان حاله يقول: لِمَ هذا الكدح والجهاد والنصب
والعبودية؟ لِمَ هذا وكل فرد منكم في حقيقته هو الرب، وهو الإله؟ -تعالى الله عما
يقولون- ألا فأطلقوا غرائزكم الحبيبة ودعوها تعش في الغاب، وحوشاً ضارية، وأفاعي
فتاكة..



وأنت يا بني الشرق؛ دعوا المستعمر الغاصب يسومكم الخسف والهوان،
ويلطخ شرفكم بالضعة، وعزتكم بالذل المهين، دعوه يهتك ما تحمون من أعراض، ويدمر ما
تشيدون من معالٍ، وينسف كل ما اسستم من أمجاد، ثم الثموا -ضارعين- خناجره وهي تمزق
منكم الأحشاء، واهتفوا لسياطه وهي تشوي منكم الجلود، فما ذلك المستعمر عند الصوفية
سوى ربهم، تعيّن في صورة مستعمر.



دعوا المواخير مفتحة الأبواب، ممهدة الفجاج، ومباءات البغاء تفتح
ذراعيها لكل شريد من ذئاب البشر، وحانات الخمور تطغى على قدسية المساجد، وارفعوا
فوق الذرى منتن الجيف، ثم خروا لها ساجدين، مسبّحين باسم ابن عربي وأسلافه
وأخلافه، فقد أباح لكم أن تعبدوا الجيفة، وأن تتوسلوا إلى عبادتها بالجريمة!!



ذلكم هو دين التصوف في وسائله وغاياته، وتلك هي روحانيته العليا..)


هذا بعض ما سجله لنا الشيخ عبد الرحمن رحمه الله، وهو كلام وافٍ لا
يحتاج إلى تعليق سائلين المولى جل وعز أن يهدي ضال المسلمين إلى الحق الواضح
المبين إنه ولي ذلك.


















b





























تاريخ غرناطة و طليطلة.. سبب توبتي





يقول هذا التائب:


عشتُ حياتي في سعادة بالغة أتلقى كل الرعاية والاهتمام من والديَّ،
بعد أن كرسا حياتهما من أجل إسعادي؛ لأني كنتُ الطفل الوحيد لهما.. وعندما حصلتُ
على شهادتي الجامعية، أهداني والدي سيارة، وأبلغني بضرورة الاستعداد للعمل معه في
شركته الخاصة.



وفي ذلك الوقت كنتُ أرتبط بعدد من زملاء الدراسة بصداقة وطيدة.. وكان
أكثر هؤلاء قرباً مني شخص اسمه علي.. وزاد من ارتباطي به تشابه ظروفنا الاجتماعية،
فقد كان هو الآخر وحيد والديه وكانا في حال مادية متيسرة مثل والدي تماماً..
ويسكنان بالقرب من منزلنا مما ساعد على لقائنا المستمر بصفة يومية.



وعقب تخرجنا من الجامعة معاً، عرض علي ضرورة السفر إلى الخارج، كما
يفعل الآخرين من زملائنا الذين يعرفون كيفية الاستمتاع بأوقاتهم!!



وطرحتُ الفكرةَ على والديّ اللذان وافقا على سفري بعد إلحاح شديد من
جانبي.. وأبدى والدي تخوفه من حدوث انحراف في أخلاقياتي مثلما حدث للكثير من
الشباب، فطمأنته ووعدتُّه بأن أكون مثالاً للابن الصالح.. ووسط دعوات والديّ
بسلامة العودة قمت بشراء تذكرتي سفر لنفسي ولصديقي إلى أسبانيا.



وفور وصولنا إلى هناك.. لاحظتُ أن صديقي يصرُّ على إقامتنا في أحد
الفنادق دون غيرها.. ولما سألتُه عن السبب أخبرني بأن هذا الفندق يقع بجوار العديد
من حانات الشراب التي سوف نجدد فيها حياتنا كالآخرين!!



وهنا تذكرتُّ نصائح والديّ لي بالابتعاد عن كل ما يسيء إلى ديني،
فرفضتُ الذهاب بصحبته في اليوم الأول... لكن تحت ضغوط إلحاحه الشديد وافقتُ على
الذهاب معه.



ومنذ اليوم الأول جرّني إلى مزالق كثيرة ومساوئ أخلاقية مشينة، ولم
أحس بالآثام التي ارتكبتها، إلا في اليوم التالي. وهنا أحسستُ بالندم الشديد على
ما ارتكبتُه من إثم في حق ديني ونفسي.



ولكن الندم لم يدم طويلاً .. ومن أجل التغيير سافرنا إلى غرناطة
وطليطلة.. وكان بصحبتي فتاة غير مسلمة أخذتْ تتجول معي في مناطق الآثار الإسلامية.



وفي طليطلة شاهدتُ القصور العظيمة التي بناها أجدادنا المسلمون..
وشرحتْ لي الفتاة كيف أن أهلها لا يذكرون المسلمون إلا بكل خير؛ لأنهم لم يسيئوا
لأحد من أهل الأندلس عندما قاموا بفتحها.



وكانت خلال شرحها المسهب لعظمة التاريخ الإسلامي في هذا البلد يزداد
إحساسي بالخجل مما ارتكبتُه من آثام في هذه المدينة، التي لم يفتحها أجدادنا إلا
بتقوى الله -عز وجل-.



ووصل إحساسي بالذنب إلى أقصاه، عندما رأيت أحد المحاريب داخل قصر
إسلامي بالمدينة كتبتْ عليه آيات من القرآن الكريم.. وكنتُ كلما نظرتُ إلى كلمات
هذه الآيات أحس وكأن غصة تقف بحلقي لتفتك بي من جراء تلك الذنوب التي ارتكبتها في
حق نفسي في اليوم الأول من وصولي إلى تلك البلاد التي تنتسب إلى ماضينا الإسلامي
المجيد.



وانسابتْ الدموع الغزيرة من عيني عندما رأيتُ قول الله تعالى: (وَلا
تَقْرَبوا الزِّنى إنَّه كانَ فَاحِشَةً وَّسَاءَ سَبِيْلاً). ودهشتِ الفتاة التي
رافقتني لتلك الدموع فأخبرتُها أنني تذكرتُ بعض الذكريات المؤلمة في حياتي لإدراكي
أنها لن تفهم ما سأخبرها به.



وفي هذه اللحظة قررتُ العودةَ إلى المملكة على أول طائرة تغادر
برشلونة.. وحاول صديقي إقناعي بالبقاء معه لمواصلة رحلتنا، لكنني رفضتُ بإصرار،
بعد أن أدركتُ بشاعة ما يرتكبه في حق دينه ونفسه.



وهكذا عدتُ إلى بلدي نادماً على ما فعلتُ متمنياً من الله تعالى أن
يغفر لي الذنوب التي ارتكبتُها.. ومنذ أن وطئتْ قدماي أرضَ بلادي، قررتُ قطع كل
علاقة لي بهذا الصديق الذي كاد أن يوقعني في موارد التهلكة لكن الله تعالى أنقذني
قبل فوات الآوان.



م. د. – جدة


b





توبة الشيخ سليمان الثنيان





من الهندسة الكيميائية والإخراج السينمائي بألمانيا إلى كلية الشريعة
بالرياض، هذه باختصار رحلة الشيخ سليمان الثنيان من الضياع والتخبط إلى الهداية
والإيمان.



كانت البداية.. ابتعاث الدكتور سليمان الثنيان إلى ألمانيا لدراسة
الهندسة الكيميائية، وهناك حدث التحول الأول في حياته، حيث وجد أن دراسة الكيمياء
ليست كافية، وأراد أن يدرس شيئاً جديداً يستطيع التأثير من خلاله، فنصحه عددٌ من
الأساتذة الألمان بدراسة الفن والتخصص في الإخراج السينمائي. وبروح التحدي استطاع
أن يستكمل دراسة الهندسة الكيميائية، وفي نفس الوقت كان يدرس السينما والتلفزيون
والمسرح.



ثماني سنوات قضاها في دراسة هذه الفنون، وضع خلالها منهجاً للدراسة
يتيح له الحصول على المعلومات والمهارة الفائقة في مجال الإخراج وذلك بمساعدة
متخصصين ألمان ودرس في عدة معاهد فنية وفي الأكاديمية الوطنية للسينما والمسرح
والتليفزيون.



ونترك الحديث للدكتور الثنيان ليحدثنا عن رحلته يقول: لم أترك مجالاً
يحتاجه المخرج إلا ودخلته، فقد التحقتُ بمدارس ركوب الخيل وقيادة السفن ودخلتُ
معاهد التمثيل والموسيقى، ودرستُ أنواع الصوت وجزئيات الإضاءة والمؤثرات الصوتية
والملابس والديكور، وبذلك أنهيتُ المرحلة الأولى بنجاح، وبدأتُ المرحلة الثانية
التي تميزتْ بالممارسة العملية من إخراج وتصوير وعمليات مسرحية وإنتاج فكري وكتابة
قصص، وباليوم والساعة أنهيتُ هذه المرحلة، وبنهايتها انهالتْ عليّ العروض من (مسرح
شلرد) ومن بعض الشركات لكي أعمل فيها كمخرج أو مساعد مخرج أو ممثل لفترة معينة.



ولكني لم أستجب لهذه العروض… فقد حدث تحول ثان في حياتي، فقد التقيتُ
بمدير عام التليفزيون السعودي في ذلك الوقت الذي طلب مني العودة مع وعدٍ منه بأنني
سوف أنتج أشياء جديدة، ولم تكن طموحاتي هي مجرد إخراج فيلم أو مسرحية، وإنما كنتُ
أريد أن أقوم بأعمال أُسمِعُ من خلالها كلمة الإسلام والمسلمين للعالم أجمع، ومن
هنا كانت استجابتي السريعة بالعودة.



عملتُ في التليفزيون السعودي أربع سنوات، ومثلتُ بلادي في مؤتمر
(جينس) بميونج وكان حول دور التليفزيون في تربية الشباب، وفي عام 1396هـ، قررتُ أن
أترك مجال الإعلام، لأنني وجدتُ أنني لن أحقق طموحي من خلال الإعلام التليفزيوني،
فالسينما كانت أحبُ إلى نفسي، لأن إمكاناتها هائلة، وكانت (المادة) تقف حائلاً
أمام تحقيق هذا الطموح، حيث إنني لم أجد إلا المال المشروط بالربح التجاري.



سنة ونصف السنة قضيتها بعد ذلك في حالة تردد. جاءتني الكثير من
العروض التجارية ورفضتها تماماً، وفي إحدى رحلاتي من القصيم إلى الرياض حدث التحول
الثالث، كان الوقت ضحى، وكنت في سيارتي، حيث رأيت سروراً عظيماً، وشعرتُ كأنني
كنتُ مغمض العينين وأزيحتِ الغشاوة عني، لقد رأيتُ الدنيا من جديد وكدتُّ أطير
فرحاً تعذبتُّ عاماً ونصف العام وها هو الخير أراه أمامي أصابني شيء من البكاء
والضحك من شدة سعادتي، فقررتُ أن أستدرك بقية عمري وأن أتصل بالله سبحانه وتعالى
ورأيت أنه لابدّ من العلم، وهذا ما تعودتُّه منذ طفولتي، فأنا لا أعمل شيئاً إلا
بالعلم، وحتى أحقق ذلك عزمت على دراسة الشريعة والعلم الشرعي دراسة متعمقة.



انطلقت إلى كلية الشريعة وأنا في غاية الفرح والنشوة، قالوا لي: لك
أن تقدم للدراسات العليا إن شئت. قلتُ لهم: لا.. أريد أن أبدأ الرحلة من أولها، أي
من الصف الأول. وهذا ما حدث.. انتظمتُ في الدراسة حتى حصلتُ على البكالوريوس. دون
أن أتغيبَ يوماً واحداً وبعد ذلك حصلتُ على الماجستير، ثم جاءت مرحلة الدكتوراه،
وانتهيتُ منها في فترة وجيزة.



توقع الجميع ألا أصمد في دراسة الشريعة لصعوبتها، خاصةً وأنني -في
رأيهم- تعودت على الشهرة والمال، وقالوا لي: ستعرف يوماً أنك أخطأت الطريق، ولن
تتحمل الكراسي الخشبية التي تجلس عليها لتدرس الشريعة، ولكن بحمد الله حدث العكس،
لم يكن يمر يوم إلا وتزداد رغبتي في الدراسة، ولم أندم لحظة واحدة على تغيير مسار
حياتي.



ثم يضيف: إني مستعد في أي لحظة أن أعود إلى الإعلام، إذا ناسب ما
أريد، دعني أقول لك رأيي فيما يطرح حالياً من أفلام في السوق العربية، كثير من هذه
الأفلام كلام فارغ وعمل رخيص لا يستحق العرض وبذل المال، وضياع الوقت في مشاهدتها،
إنها تسلب العقل وتضيع الفكر، وتجعل الإنسان يتخبط دون وعي أو بصيرة.



لم أر مثيلاً للدول العربية في تخبطها في إنتاج الأفلام. كلٌ ينتج ما
يريد دون ضوابط أخلاقية أو دينية أو اجتماعية، أنها أفلام هابطة في معناها
وتعبيرها وفي طريقة عرضها وأبعادها.



ثم يعقب الدكتور الثنيان بقوله: إنني مستعد أن أستغنى عن أدوار
النساء تماماً، وقد جربت ذلك في مسرحية (خادم سيدين) حيث استغنيت فيها عن النساء
تماما، واستعضت عن الموسيقى بمؤثرات وأشياء خاصة بالإيقاع تغني عن الموسيقى، بل
أضعاف ما تعطيه الموسيقى.



ويضيف: إنني أستطيع أن ألغي دور امرأة وأعوّضه بما هو أحسن منه،
وأخرج أي عمل بواسطة الرجال، ويكون ذا تأثير وقوة ومتعة للمشاهد، وأجمع فيه بين
الفكر والعلم والمتعة. وهذا هو النموذج مسرحية (خادم سيدين)، وهي في الأصل مليئة
بالنساء والمواقف الطريفة، وقد استبعدت أدوار النساء منها، وجعلتها بالعربية
الفصحى، وأعجب الناس بها.



وعموماً فإن تجربة المسرح الذي من العنصر النسائي ليست تجربة جديدة
بل هي تجربة يتميز بها المسرح السعودي بعامة والذي استطاع على امتداد ثلاثين عاماً
على الأقل أن يقدم عشرات المسرحيات التي تخلو من العنصر النسائي، وقد نجح في هذا
تماماً بل إن في أمريكا مسرحاً يقدم تجارب جيدة وهو يخلو من النساء أيضاً، المهم هو
الفن ليس المرأة.












b
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abian.rigala.net
شيرين
عضو نشيط



تاريخ التسجيل : 29/05/2012
تاريخ الميلاد : 07/05/1976
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 251
نقاط : 251
التقيم : 10
العمر : 47
قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ] Irt90124
الساعة الان :

قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ] Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ]   قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ] Emptyالسبت يونيو 02, 2012 1:28 am

جزاك الله خير
وجعلة في ميزان حسناتك
وأنار الله دربك بالايمان
يعطيك العافية ع الطرح
ما ننحرم من جديدك المميز
خالص ودي وردي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء الرابع [ 4 ]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جدا ً جدا ً الجزء السادس [ 6 ]
» قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جداً جداً الجزء الخامس [ 5 ]
» قصيدة واقعية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابيان  :: منتديات أبيان الأسلامية .. .منتدى ابيان :: أبيان قصص اسلامة قصص السيرة قوافل العائدين الى الله.. .منتدى ابيان-
انتقل الى:  
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط مضايف العكيدات على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى ابيان على موقع حفض الصفحات
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تصويت
مواقع صديقة
Like/Tweet/+1