قصيدة وحــي الفرقــــان
. أيُؤملُ في كنف الاحتلالِ
يوماً أن يسودَ الإزدهارا؟!
وفي كل يوم شهيد نودعه
وننتظر في غيره الأخبارا
ترى الوجوه كالأهلة
والجباه في رونق الأزدهارا
أرواحهم تعشق المعالي
تراهم دوماً كِرارا
إلا إذا كاد لهم مكيدٌ
وكان فرضاً عليهم الفِرارا
حِملهمُ أدوات الحِراب
مما جنت أيديهم نهارا
الصابرين لِضُرٍ ومضرةٍ
المحيين الليل بالأذكارا
يا باغي الشرِ أقبل
صوتهم يعلو جهارا
ومن كل فج خَلَتْ مضاجعهم
يتبادلون النوم سهارا
ما هُم بطلاب دنيا
ولا ركضوا خلف إمارة
إلا إذا ساد الفساد فينا
هموا وانتزعوا الإدارة
نالوا من المضرمات ما نالوا
ولبسوا تاج الوقارا
بلغوا المجد في عليائه
على صفحات السماء أقمارا
وَخَلُقَ بمكارمهم شعري
وأعادوا محاسن الأشعارا
وانكفأ الغازون سُحقاً
وحَملوا أشلائِهم جِمارا
وحذوا حذو مفتونة
يجدون لنا في كل حق إنكارا
وكلما غدوا في جولاتهم أو راحوا
هوت أخلاقهم فينا انحدارا
فتشتُ في الغابِ فلم أرى
قسوة قلوبهم ولا في الحجارة
نبتت سلالتهم من أشأم مضجعٍ
وما خلت عروقهم من القارا
وراح يخطب في ذويه
مستخفا بالنصر الحمارا
كأن أسرف من بطحته
وكشف عن عورته الستارا
يا خطيب الدهر لكَ من وادي الوغى
ما لمهتوكة عرضٍ عند الأبكارا
ما سمعنا بسيد قومٍ
غَمَدَ السيفَ إدبارا
وما أُصيبت بالفرقان غزة
ما أصابها منهم دمارا
ملئوا الكون خِسةً
وأخذوا من الأمم القرارا
وفريقٍ عربيٍ سفيهٍ
يحمل لأهله العارا
يتوكأُ ضعفاً على عصاهم
ويُمسك بعنقهِ الأشرارا
ما هم من حِمل الأمانة
إلا كالحمار يحمل أسفارا
وكأن ما أُنجب غيرهم
ولا أوجه من دارهم دارا
لا أجد ما أصفعهم به
وأترك الوصف لك خيارا
يا سيدي دفنوك وأداً
وتُرِكَ الأهلون حَيارا
ما بين سُمٍ سُقيتَ بهِ
أو داءً أنهكَ الأوتارا
فإذا ما ذِكراك حَلَّتْ
كانوا على لحدك أول الزوارا
قُزِمُوا الثعالب وقد رفعتهمُ
ظناً مِنك أنهم أحرارا
ما لهم في الشدائد غير خَمْرٍ
تتمايل نواعسهم سُكارى
رأسهم دحلان على سِحنته
تَتَجلى الخِيانة والروح الغَدارة
فلم يكتفوا فيك عنتاً
فمنهم من مولَ بالإسمنت الجِدارا
ومنهم من سَحرته عيون غزة
فراح يُطبق عليها الحِصارا
وتهاووا لبني صهيون طاعةً
وأجروا فينا الدم انهارا
يتعللوا في باراتهم ليلاً
ويمطرونا بالخِطابة نهارا
وباتوا المستورين منا
يلعنون زمناً رُجِمَتْ فيه الحجارة
متمنين بني صهيون فينا
يحكموا ويتولوا الإمارة .
. ديوان أحرار وطواغيت
محسن أبو معمر(أبو آدم) .