قصيدة النكـــــبة
. لاحت لي حوراء بان لي منها
طرف العين في رمش مُسَنَّدا
قالت:ما أنت من الحي دامت سلامتك؟!
لما سألت عن منزل كان مُشيدا
سألتها للظمأ الماء, تحسرت
وراحت تجمع من على العشب الندى
فقلت:يا سيدتي ما الذي جرى؟
قالت :ألم ترى كل شيءٍ أسودا؟!
وسُح الدمع ,من الخمار قطر
كأن لم يبق من الحي حدا
فسألتها اصطحابي إلى حيث للناس جمع
فقالت:وهل نجت الأرض على المدى؟!
وسرنا سويا يداوينا الأمل
وضُقْت ذرعا ونازلها الردى
في جوف ضيعة والأصيل يكتمل
وجمع هامد وضجيج العدى
صِيْغَ من الحجارة لي قلباً
حين زودتني بزوادة احمدا
وعَلا أنيناً بالروح علا
وفرق بيني وبينها الردى
وقمت أواري بالتراب طهرها
في ضياء وجهها والليل سرمدا
سرت ولم أدري أين ينتهي
بيَّ السيرُ في أرض مُوْقَدا
فمررت بديار مِن ساكنيها خَلَتْ
إلا من طفل رضيع وأنثى مقيدة
فبأي أخلاق قوم ذلك القوم تشبها
إن لم يك من ساكني الغاب أحقدا
سنسقي الأرض ونُحيي جامدا
ويُعاد إليها من شُردا
فإذا البحر يوما كان غادرا
سيشهد يوما عويل العدى
وتربوا الأجيال على عِشق الوغى
وتنشر ضياء نور أحمدا
ولم يبق فينا من ألحدا
وعَز نصيراً والسيف أغمدا
فإذا القدس صاحت لبوها الندا
أرواحنا إليكِ تنشد الفدا
تهيئوا بالقرآن لعدو الحمى
وحَسُنَتْ الأيام بهم سؤددا
بزغت شمس الآمال بهم بعدما
أفلت عنها عيون أرمدا
سابقوا الخيل لملاعب الوغى
طمعا في عيشٍ رغدٍ مُخلدا .
. ديوان أحرار وطواغيت
محسن أبو معمر (أبو آدم) .