العقيدات في دير الزور

العقيدات في دير الزور

العقيدات في دير الزور
وصل العقيدات بقيادة علي الظاهر إلى دير الزور حيث كان الجبور يقطنون الضفة اليسرى من نهر الفرات ونزل العقيدات في الضفة اليمنى قرب قلعة الرحبة في الميادين وبقيوا هناك بدو رحل يبحرون في باديتها شتاءً ويعودون إلى الفرات صيفا حيث عين ارسلان باشا حاكما لسجن دير الزور وجاء ومعه أمر سلطاني بتوطين القبائل على الفرات فدخل في تفاوض مع شيوخ القبائل حيث استدعاهم وابلغوا ضرورة جلب قبائلهم والبدء بتوطينها وتحضيرها وعين هفل العبد الله عضو في قائممقامية دير الزور التي ترأسها الأعضاء بالتناوب
رفض الشيخ حويش الدندل شيخ عشائر البوكمال من العقيدات أوامر ارسلان باشا وأصر على بقاءه ضمن تصنيف البدو الرحل وقد رفض هذا الأمر معه كلا من الشيوخ عبد الكريم الجربا من شمر و شلاش العلي من العفادلة وحجو ناصر الملحم من الولدة وجدعان ابن مهيد من الفدعان وعبيد اللطحة من العقيدات وعبد الله السليمان من العقيدات
فقام ارسلان باشا باستدعائهم وعند حضورهم طلب منهم ترك حياة الرعي والتنقل والاسقرار في المزارع السلطانية لاعمارها وان هذا الأمر هو امر سلطاني وواجب التنفيذ عندها رفض الجميع هذا الأمر مما دفع الوالي الى الأمر بسجنهم في سجن دير الزور وقد طال سجنهم اكثر من اربعة شهور فتشاوروا بينهم بعد ان يأسوا من الخلاص فاشار عليهم حجو ناصر الملحم من شيوخ الولدة وقد كان متعلما ان يطلبوا مقابلة الوالي ويعلنون له موافقتهم على طلبه وبعد خروجهم احرارا بما يفعلون فكتب لهم رسالة وارسلها مع احد موضفي السجن تتضمن موافقة الشيوخ على طلب الوالي ارسلان عندما قرا الرسالة استدعاهم واثنى على قرارهم الحكيم واثناء اللقاء خاطب حويش الدندل الوالي ارسلان باشا بقوله اننا لنا شروط للقبول بهذا الأمر واذا لم تلبى شروطنا فانا اعود الى السجن فاجابه الوالي بيان شروطه فاجابه حويش انني من الحجاز واستطيعه العودة بعشيرتي الى هناك وعندما تطلبي مني ومن عنزة وشمر الاستيطان بعشيرتي فيجب ان تعاملنا سواسيه لماذا تعفي شمر وعنزة من التجنيد الاجباري ونحن تكلفنا به فعندما يذهب شبابنا الى الجندية من يبقى يبقى للدفاع عن شيباننا وعجائزنا عند غزو أي قبيلة لنا فأنا اشترط اعفاء ابناء عشائر البوكمال من الجندية لقبول الاستيطان والتحضير فاجابه الوالي مباشرة عرب حويش مايعطي سيار فعاد حويش الى البوكمال وابلغهم بقرار الوالي مما ولد الفرح والسرور في نفوس ابناء البوكمال الذين اعتبروا هذا الأمر انجاز عظيم حققه حويش الدندل مع العثمانيين فالتف ابناء البوكمال حول حويش وجاءت عشائر اخرى لمجاورته للاستفادة من هذا الأمر خرج الشيوخ من الوالي العثماني بعد ان تعهدوا خطيا بقبول الاستيطان ومهروا تعهدهم بخواتمهم حيث كان لكل شيخ خاتم خاص به .
وافق مع حويش الدندل عبدالله السليمان من البوسرايا وعبيد اللطحة من العقيدات اما عبد الكريم الجربا فرحل بعشيرته الى الموصل وقام بثورة ضد الحكومة ومن والاها وبدأ يعيث خرابا حتى سمي ( خراب عبد الكريم ) وقد القى العثمانيون القبض عليه واعدموه شنقا على احد جسور الموصل عام 1871 م . اما جدعان ابن مهيد فقد توجه نحو جبل الشبيح التابع لوالي حلب
اما ملحم ناصر الحجو فقد رحل مع عشائره الى المعره حيث تربطه علاقة صداقة مع امير المعرة آنذاك
استوطن الشيخ حويش الدندل في البوكمال واستوطن عبد الله السليمان في ريف دير الزور واستوطن الشيخ شلاش العلي قرب مدينة الرقة مع العفادلة
سكن حويش الدندل في البوكمال مكان الساحة الحالية ببيت شعر واخذ الاراضي التي امامه وبعدها انتقل للسكن في قرية الغبرة في موقع يبسان فاعطى اراضيه في البوكمال لخلف البرغوث الذي لا يزال احفاده يملكونها لحد الان كون خلف ابن خالته .
تميز حويش الدندل بالذكاء والشجاعة وقوة القلب حيث لم يتوان مكن تقطيع احد خصومه وشويه بالنار
استعمل ارسلان باشا والي دير الزور سياسة اللين والعطف مع عشائر العقيدات حيث عاملهم معاملة حسننة وبنى معهم علاقات ودية وبدأ يتواصل معهم وبعد استلام ثريا باشا بعده ولاية دير الزور استعمل سياسة البطش والقسوة مع العشائر مما دفع حويش الدندل الى الاصطدام معه فجهز حملة من حلب ارسلها لتأديب حويش الدندل وعندما لم تفلح سياسته عاد العثمانيين واصلحوا ما افسدوه في عهد حويش الدندل مع محمد الدندل حيث تشكلت اول قائممقامية في البوكمال ضمت كل وجوه عشائر البوكمال وبقيت هكذا حتى زوال الاحتلال العثماني
(................................................. .................................................. .................................................. .............)
توفي حويش الدندل عن عمر يناهز 63 عاما اثر نوبة قلبية بحدود عام 1875 م ودفن بالمدكوك قرب تل الحريري مع بطي وجرذي وعلي المعكد من الحسون
بعد وفاة حويش الدندل استلم مشيخة البوكمال من بعده شقيقه محمد الدندل الذي بدأ عهده بإصلاح ذات البين بينه وبين ابناء عمومته الدميم حيث تزوج من بتله بنت الشيخ عبدا لله الحسين شيخ الدميم واصبحت العلاقات اكثر ودا من ذي قبل اما فترته فكانت فترة هدوء مع العثصمانيين حيث كان محمد الدندل احد أعضاء إدارة قائممقامية البوكمال التي اسسها العثمانيون في البوكمال
وهم على الشكل التالي :
مجلس الادارة مجلس الدعوة
القائممقام احمد نوري افندي هويدي آغا من البقعان
عبدالله الحسين آغا من الدميم حديد آغا من السوسة
محمد دندل آغا من الحسون عبد الحليم آغا من البوكمال
خلف آغا من المشاهدة سليمان آغا من صبيخان
محمد اغا
بموجب الوثيقة المدرجة بالمرفقات
توفي محمد الدندل عام 1915 وقد استلم من بعده ولده البكر عبد الدندل
بعد وفاة الشيخ محمد الدندل انسحب العثمانيون من منطقة البوكمال وكانت قيادة عشائر البوكمال قد انتقلت الى ولده عبد المحمد الدندل الذي استلم السلطة الفعلية من يد الاتراك وشكل حكومة محلية باشرت باشغال الفراغ الامني وجعل اعضاء الحكومة هذه من شيوخ ووجهاء المنطقة وتواردت الاخبار عن زحف القوات البريطانية باتجاه منطقة البوكمال قادمة من العراق فتأهب الشيخ عبد المحمد الدندل لهذا الحدث وحشد عشائر البوكمال للتصدي لهم فلاقاهم مع ابناء البوكمال في سهل ضبيعة عام 1919 م وبعد معركة غير متكافئة استشهد الشيخ عبد المحمد الدندل ومجموعة من ابناء البوكمال البررة وبهذا يكون الشيخ عبد المحمد الدندل ومجموعته اول قافلة من قوافل شهداء البوكمال ضد المستعمر الغربي عرف عنه رحمه الله بانه متدين ومحب للناس وعدم التشجيع للغزو حيث كان هادء مع القبائل البدوية التي كانت تغزي المنطقة واقام مع شيوخهم علاقات ودية وصداقة رغم انه كان فارسا شديد المراس مهيوب من كافة القبائل تزوج ولم ينجب بعد استشهاد الشيخ عبد المحمد الدندل استلم القيادة بعده شقيقه الشيخ مشرف الدندل الذي بدأ قيادته لعشائر البوكمال بعنوان وحيد هو محاربة الانكليز والاخذ بثأر شقيقه الشيخ عبد المحمد الدندل وكان قائد حملاته العسكرية شقيقه الشيخ رجا المحمد الدندل عجيد الحرب في معارك العقيدات المشهورة مع القبائل الاخرى
قام الشيخ مشرف المحمد الدندل بحشد عشائر البوكمال من خلال خلال وضع راية سوداء على جمل واخذ يدور على عشائر البوكمال وتجاوبت عشائر البوكمال بكل فئاتها مع الشيخ مشرف الدندل وسطروا بدمائهم سطور عظيمة في معارك غير متكافئة بالعتاد واعتبرها المؤرخون العرب والاجانب انها غيرت مجرى الاحداث في المنطقة ومنعت الانكليز من تنفيذ خطة ماري التي كانت تتضمن حدود العراق الى منطقة الحمام بعد الرقة
بدأت اول المعارك في موقع المدكوك قرب البوكمال حيث كانت هناك قوة انكليزية متوجهة من عانا الى دير الزور فتصدى لها الثوار بمعركة حامية دفعت الحملة الى التراجع للبوكمال والتحصن في المدينة فهاجم الثوار الانكليز في مدينة البوكمال بهجوم مباغت وحطموا تحصينات الانكليز وغنموا بجميع مافي ثكنات العدو من عتاد وسلاح بعد ان اخلى الانكليز المدينة وولوا الادبار باتجاه مدينة عانا بعد ان خسروا ست ضباط باعتراف القائد لجمن .
جهز الانكليز حملة عسكرية ضخمة جاءت باتجاه البوكمال لمحاربة عشائر العقيدات فتصدى لها الثوار في موقع المجرود بوادي علي شرق البوكمال وبعد معركة شرسة وعنيفة وصمود مذهل اندحرت القوات الانكليزية بعد ان تكبدت 139 قتيل واسقط المجاهدين طائرة وقتلوا طيارها ومرافقه برتبة كولونيل مما دفع الانكليز الى قصف اغلب قرى المنطقة وسقوط عدد من الشهداء

» تاريخ دير الزور ودور العقيدات عيال الابرز بتحرير سوريا
» بيان أبناء العقيدات عيال الابرز سوريابيان أبناء العقيدات عيال الابرز سوريا
» العقيدات عيال الابرز

العقيدات في دير الزور

الوصول السريع

الوصول السريع