منتدى ابيان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
منتديات مضايف العكيدات ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
منتدى ابيان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
منتديات مضايف العكيدات ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
منتدى ابيان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمنتدى ابيانأحدث الصورالتسجيلدخول

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية
مرحبا بك يــا زائر في منتديات ابيان رجال العكيدات
مساحة اعلانية

 

 دراسة في مصطلح التاريخ الإسلامي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
صقر
Admin
Admin
صقر


تاريخ التسجيل : 12/05/2011
تاريخ الميلاد : 09/05/1980
ذكر
عدد || مسآهمآتي: : 786
نقاط : 1872
التقيم : 7
المزاج : الحمد لله
العمر : 43
الاقامة : السعودية
العمل/الترفيه : الانشاء والتعمير
•MMS •|:
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: بطاقة شخصية

دراسة في مصطلح التاريخ الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: دراسة في مصطلح التاريخ الإسلامي   دراسة في مصطلح التاريخ الإسلامي Emptyالخميس مايو 31, 2012 12:24 am



دراسة في مصطلح
التاريخ الإسلامي







لم تحظَ كلمة التاريخ في العصر الجاهلي أي
قبل مجئ الاسلام بالأهمية والرعاية الكافية لكي تجعلها في مصاف الاصطلاحات العلمية
بالنحو المتعارف عليه اليوم ولكن لايعني ذلك أن العرب خصوصاً والشعوب الأخرى
عموماً في تلك الحقب الغابرة والعصور البائدة لم يكونوا على اطلاع ومعرفة بذكر
للتاريخ على الإطلاق بل كانت كلمة الخبر أوالأخبار والحدث والحديث والأحداث هي الكلمات المتداولة للتدليل بها على معنى
كلمة التاريخ ولكن بأفق أشدّ ضيقاً وقصوراً ينحدر الى دون الوصول الى معرفته
بحدِّهِ ورسمه وموضوعه وخاصّته وفصله ودون الوصول الى اصطلاحي التاريخ والمؤرخين
أنفسهما في الوقت الذي كانوا فيه على اطلاع وقدر واسع في مادة التاريخ تتمثّل في
الأخبار والروايات التي ارتبطت لدى الرواة بالعاطفة الشخصيّة أحياناً وذلك عندما
يذكر الراوي أخباراً عن نفسه أو عن أشخاص من قبيلته كما ارتبطت أحياناً أخرى بعنصر
الخيال وأحياناً بالخرافة حتى تتصل هذه الأخبار بالأحداث العامة الكبرى سواء منها
ماوقع في شبه الجزيرة أو خارجها في البلدان المجاورة ومن ثمَّ كان العرب في
الجاهلية يعرفون أخبار حروبهم القبليّة
التي عرفت بأيام العرب.



كما عرفوا قصة سد مأرب وأخبار استيلاء ابن
كرب تيان اسعد على اليمن وقصة أصحاب الأخدود وفتح الحبشة لليمن وقصة أصحاب الفيل
وقدومهم الى مكة كما عرفوا أخبار ذي يزن
وقد دلل القرآن الكريم وأكد على وجود مثل هذه المعرفة بتلك الوقائع في سورة غافر في قوله Sadوقال الذي آمن ياقوم إني أخاف
عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعادٍ وثمود والذين من بعدهم وماالله يريد
ظلماً للعباد وياقوم إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ...ولقد جاءكم
يوسف من قبل بالبيِّنات ...) {غافرـ03ـ13ـ23}
وكذلك ألموا بتاريخ الكعبه منذ عهد قصى بن كلاب وعرفوا قصة حفر بئر زمزم وأخبار
الأحلاف السياسية كحلف المطيبين وحلف الفضول الى غير ذلك من الأخبار التي تمتد على
مدى قرنين قبل ظهور الإسلام ولكنهم كذلك عرفوا أطرافاً من الأخبار القديمة كأخبار
طسم وجديس وعاد وثمود وغيرها من الأمم والملوك البائدة وكل هذه الأخبار وإن كانت
في الواقع وحسب الموازين العلمية تاريخاً منظماً عند اجتماعها ولكن هذه المادة لم
تُوْلِ العناية الكافية بما يتناسب مع المستوى العلمي المنهجي المقنن والمنظّم
والممنهج وفي الضمن تنوه الى أن تلك المادة
الموروثة عن ذهنية الفترة الجاهلية قد لعبت دوراً حيوياً في صنع وصياغة التاريخ
العلمي اعتماداً على ما تَحَدَّثَ به المؤرخون فيما بعد عصور ماقبل الاسلام ويكمن
السرّ في قصور الذهنية الجاهلية وضعف اقتدارها على نظم تاريخ علمي ممنهج جامع لما بلغها ووصلها من أخبار الأمم السالفة والديانات البائدة والوقائع
والأحداث التي يصادفونها ويعاشونها في حياتهم اليومية في شيوع ظاهرة غير طبيعية في
نظامهم الإجتماعي تلك الظاهرة ظاهرة تفشي حالة الجهل بأصول القراءة والكتابة ولم
يكن العرب وحدهم آنذاك يغطون في هذا المرض الحضاري المزمن فالعرب كان شأنهم كشأن
أغلب الأمم يومذاك يتهاوون في أودية الأميّة لايقرؤون إلاما تخطّه الطبيعة ولا
يكتبون إلا مايُلَقَّنُون من معانيها فيأخذون عنها بالحس ويكتبون باللسان على لوح
الحافظة فكان كل عربي على مقدار وعيه وحفظه كتاباً أو جزء كتاب وكانت كل قبيلة
بذلك كأنها سجل زمني في احصاء الأخبار والآثار التاريخية يُوَرِّثُونَه أبناءهم
كما يُوَرِّثُون المبادئ والمثل والقيم
أجيالهم المتعاقبة .



ومن خلال ذلك ندرك السرّ فيما شاع عنهم من
ظهورهم في تلك الفترة الزمنية من التاريخ
البشري الكبير كأثبت ما يمكن أن يكون الناس حفظاً وأتمهم حافظةً ولذا نشأ فيهم دون
غيرهم الأخذ والتحمّل فكان كلّ عربي بطبيعته راوياً فيماهو بسبيله من أمره وأمر
قومه.



نظريات
في معنى كلمة التاريخ واشتقاقها




عرّف مجمع اللغة العربية في القاهرة
التاريخ بأنه عبارة عن ذلك السجل الذي يضم بين دفيته جملة الأحوال والأحداث التي
يمرّ بها كائن ما وتصدق على الفرد والمجتمع كما تصدق على الظواهر الطبيعية
والانسانية وقال آخرون بأنه التوقيت كما
صرّح به في القاموس ورأي ثالث يقول بأنه تعريف الوقت ذكره ابن منظور في لسانه
وأخرون.



وهي تعاريف ركيكة لا تصمد أمام النقض إلا أنه يهون الخطب
بعد ارجاع الآخرين الى المعنى اللغوي وإن كان تأباه حميّة التحقيق العلمي خصوصاً
إذا علمنا أنه مصطلح حادث لم يؤثر عن العرب ولم يرد نقل له على لسان أحد منهم في
عصر ماقبل الإسلام كما مرّ عليك في البحث
المتقدّم مضافاً الى أننا نمتلك تاريخاً مجهول
الفتره الزمنية على التحقيق أو مجهول الشخصيات وقسماً آخر مجهول شقيهما وإن شدّ وقلّ وقسماً آخر معلوم الفترة الزمنية أو الشخصيات
فقط أو كليهما وهو الأغلب وبعد هذه الإلفاتة نجد أن التعريفين المشار إليهما لايضمّان إلابعض أفراد
التاريخ وشقوقه ولا يعدان جامعين مانعين.



والتعريف الأول هو الآخر لا يصمد في وجه
التحقيق العلمي لأحد أمرين:



(الأوّل) أنه خصّه بما دُوِّنَ بين دفتي
كتاب وهو أشبه شيء بخرط القتاد لأن التاريخ ككل إنما هو وقائع وأحداث جرت رحاها
على ساحة الواقع والحياة ثم عرض لبعضها التدوين فالتاريخ في الأصل والحقيقة عبارة
عن أصل تلك الأحداث والوقائع والظواهر
بماهي هي لا بما هي مدونة أو مكتوبة في سجل.



(الثاني) حصر التاريخ بالأحوال والأحداث
التي يمرّ بها أي كائن ما في الوقت الذي يتناول التاريخ في أبحاثه أموراً أخرى
كالتي تتعلق بذات ذلك الكائن وبالخصوص إذا كان إنسانًا كتاريخ الفكر
الحضاري وتطوّر الذهنيّة البشرية وغير ذلك من خلال ثلاث اتجاهات وميادين متلاحمة مترابطة تأتي الإشارة اإليها عمّا قريب .



وأما الكلام على اشتقاق كلمة التاريخ من
المواد اللغوية ففيه أقول خمسة:



فأماابن منظور في لسان العرب فقد قال بصدد
ذلك مانصه :التاريخ مأخوذ من لفظ (الأرخ) بمعنى ولد البقرة الصغيرة لأنه يشبه
الشيء الحادث كما يحدث الولد فهو حدث جديد .



وابن فارس في معجم مقايس اللغة خالفه في
اطلاق كلمة (أرخ) على ولد البقرة الصغيرة وصرح بأنها اسم لبقر الوحش هذا هو القول
الأول في ذلك وممن جنح اليه المطرزي في
المغرب .



(وأما القول الثاني ) فيذهب الى أن أصل
التاريخ التأخير صارت الى ماصارت إليه عن طريق القلب المكاني كما نوضحه لك بهذا
الرسم البياني:



ذكره المطرزي في المغرب ولم ينسبه الى
قائل على جهة التعيين وهو قول وجيه أقوى من غيره .



( وأما القول الثالث ) فيذهب الى أن
الكلمة ليست عربيّة في الأصل وأنها مأخوذة عن أصل فارسي وهذا الأصل هو (ماه روز)
أي (يوم الشهر )فحين عربت هذه الكلمة فيما زعموا صارت(مُؤْرِخ) ومنها كانت كلمة
التاريخ وحكي هذا القول عن البيروني في كتابه الآثار الباقية والخوارزمي في كتابه
مفتاح العلوم ولايخفى مافيه من تكلّف وبُعْد،قال ابن فارس في معجمه Sadوأما تأريخ
الكتاب فقد سمع وليس عربياً ولا سمع من فصيح) وردت دعواه هذه في الجمهرة . بما ذكر
عن يونس وابي مالك من أنهما قالا بأنهما سمعاه من العرب، وفي المجمل زاد ابن فارس
بقوله : وتأريخ الكتاب كلمة معربة معروفة لكنه لم يذكر أصالها الذي أخذت منه ويقرب
من ذلك ماصرح به المطرزي في المغرب بقوله : وقيل ليس بعربي محض.



والذي يقوي عربيّة تلك الكلمة ونفي
أعجميتها مايمكن أن نستدل به من كتب اللغة
الفارسيّة حيث تصرح بنفي فارسيتها وتشهد بعربيتها قال حسن عميد في معجمه الموسوم
بـ(فرهنگ فارسي عميد): تاريخ(عربي)در فارسي(سالمه) نيز ميكويند ــ وفي باب السين
قال ـ: سالمه اسم ( بسكون لام وفتح ميم سال ماه حساب سال وماه تاريخ.



وقد عثرنا بعد الفحص والتتبع على مستند
دعوى كون كلمة تأريخ تعريب (ماه روز ) وهومارواه عن العامة العلامة المجلسي في
البحار في كتاب السماء والعالم في باب السنين والشهور حيث جاء فيه :أن عمر جمع
الصحابة واستشارهم فيما يضبط به الأوقات فقال له الهرمزان ملك الأهواز وقد أسلم
على يديه حين أسر وحمل إليه:إن للعجم حساباً يسمونه (ماه روز) وأسنده الى من غلب
عليهم من الأكاسرة وبيّن كيفيّة استعماله فعربوا (ماه روز) بمؤرخ وجعلوا وصدره
التاريخ ....الخ.



(واما القول الرابع ) فيذهب الى أن معنى
الكلمة التاريخ انتهاء الغاية بقوله:تأريخ كل شئ غايته ووقته الذي ينتهي إليه ومنه
قيل :فلان تاريخ قومه أي إليه انتهى شرفهم، ونسب الى الصولي.



(وهناك قول خامس ) يذهب إليه المستشرق
(جب) بزعمه أن كلمة التاريخ كلمة قديمة ومشتركة في اللغات السامية تلوح القوابة
بينها وبين كلمة (برج) في العبرية ومعناها (القمر) و(الشهر) ويضيف بقوله Sadومن
المعروف أن الساميين كانوا يحددون شهورهم بالقمر لا بالشمس ولذلك كانوا يبنون تاريخهم على الليالي دون
الأيام كما هو الحال في التقويم الهجري الآن )ويعقب على قوله هذا الدكتور نصّار
الذي يرتأي هذا القول ومؤيداً له بقوله في كتابه نشأة الكتابة الفنيّةSadوعلى هذا
الرأي نرى أن معنى كلمة التاريخ في مبدأ أمرها كان تحديد الشهر ثم اتسع فصار
التوقيت العام أي تحديد عهد أي حادث من الحوادث ولازالت اللغة في تطورها حتى شمل
هذا اللفظ رواية الحادث نفسه من جهة وتحديده من جهة أخرى وكانت هذه الخطوة الأخيرة
في سبيل بزوغ كلمة التاريخ بالمعنى الإصطلاحي المعروف .



أقول : وهذا قول مستهجن ركيك فاقد لكل
قيمة علمية للغاية والذي يترآى منه أنه محاولة تآمريّة مفضوحة يروّج لما الدكتور
نصّار في محاولة لإستعراض بعض جذور اللغة العربية وربطها بالثقافة اليهودية وبيان
فضيلة جهلها العرب أنفسهم لليهود على العرب ولم أقصد من ذكره ههنا إلا التنبيه على مافي هذا القول من تآمر
مستبطن وأيدي صهيونيّة تهدف لضرب الثقافة العربية وأصولها التي ترتبط بالقرآن
الكتاب السماوي الخاتم ارتباطاً مباشراً في محاولة يائسة منهم لبث سموم وأفكار
ملتوية معوجّة مستهجنة تهدف في خاتمة المطاف الى غاية خبيثة وطموحات هدّامة شريرة
.



الميادين
والمحاور الموضوعيه للتاريخ




بإمكاننا تصنيف الميادين الموضوعية لعلم
التاريخ في صورته النهائيّة الى ثلاثة ميادين ومحاور رئيسيّة نظراً للإتساع الذي
حققه وحالة الشمول والدقة في الإستقراء والإستقصاء في منهجيّته التحقيقيّة
الموسوعيّة التي تستمد أصولها من مراحل تطوره التقنيني على مرّ العصور الغابرة
ابتداءً من عصر الرسالة وانتهاءًا الى يومنا هذا :



(الميدان الاول) ويتناول الوقائع والأحداث والأوضاع وأحوال البشر في الزمان
الماضي في قبال الأوضاع والأحوال الموجودة حالياً فكل وضع وحاثة وحالة مادامت
متعلقة بزمان الحال أي الزمان الذي يبحث فيه عنها تعتبر حوادث اليوم ووقائعه ،وأما
اذا انقضى زمانه وتعلّق بالماضي فقد أصبح
جزءًا من التاريخ ومرتبطاً به،اذن فالعلم بالتاريخ بهذا المعنى هو العلم بالوقائع
والحوادث المنصرمة وأوضاع وأحوال الماضين فالتراجم والملاحم والسّير التي
تدوّن في مختلف الشعوب كلّها من هذا
القبيل وهو من العلوم الجزئية بمعنى أنه علم بجموعة من الأمور الشخصيّة والفردية
لا العلم بالكليّات والقواعد والضوابط العامة كما أنه عالم نقلي لاعقلي وعلم
بالأكوان لا بالتطورات وبالماضي لا بالحاضر ويطلق عليه اصطلاحياً (التاريخ النقلي
).



(الميدان الثاني) ونتناول بالبحث والتحقيق
القواعد والسنن المهيمنة على حياة الماضين حسبما يستفاد من النظر والتحقيق في
الحوداث والوقائع الماضية ومحتوى التاريخ النقلي أي الحوادث الماضية بمنزلة
المبادئ والمقدمات لهذا العلم فتلك الحوادث للتاريخ بهذا المعنى كالعناصر التي
يجمعها العَالِم الطبيعي في مختبره ويجرى عليها
تجاربه بالتحليل والتركيب والملاحظة لإكتشاف خصائصها وطبائعها وروابطها
العِليِّة والمعْلُولِيَّة واستنباط القوانين الكليّة بهذا الشأن فالمؤرخ بالمعنى
الثاني بصدد اكتشاف طبيعة الحوادث التاريخية وروابطها السببيّة والغائية للوصول
الى مجموعة من القواعد والضوابط العامة التي يمكن تعميمها لجميع الموارد
المشابهة في الحال والماضي ويطلق عليها
اصطلاحياً(التاريخ العلمي ) وموضوع البحث في التاريخ العلمي وإن كان عبارة عن
الحوادث والوقائع الماضية إلا أن مايستنبطة من القواعد والقضايا لايختص بالماضي بل
يمكن تعميمها للحاضر والمستقبل وهذه الجهة تجعل التاريخ نافعاً ومنبعاً من منابع
تحصيل المعرفة لدى الانسان الأمر الذي يسلِّطة على مستقبله إنما الفرق بين ما
يعمله المحقق في التاريخ العلمي وما يعمله العالم الطبيعي في أن عناصر التحقيق
العلمي مجموعة أشياء موجودة حاضرة عينيّة فبالطبع تكون التجارب والتحاليل عينيّة
وتجريبّية وعناصر التحقيق التاريخي شؤون قد مضى زمان تحققها فهي الآن غير موجودة
وإنما يملك المؤرخ معلومات عنها وأضابير فهو في حكمه عليها كقاضي المحكمة حينما
يحكم على أساس القرائن والشواهد الموجودة في الإضبارة من دون الاستناد الى
شهادة الشهود ومن هنا كان تحقيق المؤرخ
منطقيّاً وعقليّاً وذهنيّاً لاخارجيّاً وعينيّاً فهو يمارس تحاليله في مختبر العقل باستعمال البرهان
العلمي لا في المختبر الكيماوي باستعمال الوسائل الحسيّة .فعمل المؤرخ من هذه
الجهة أشبة بعمل الفيلسوف لا العالم الطبيعي،والتاريخ العلمي كالتاريخ النقلي
يتعلّق بالزمن الماضي لاالحال وعلم بالأكوان لا التطورات ولكنه خلافاً له فـهو علم
كلي لا جزئي وعقلي لا نقلي صرف،والتاريخ العلمي في الواقع فصل من علم الإجتماع
بمعنى أنه علم بالمجتمعات السابقة وموضوع علم الإجتـماع أعم من المجتمعات الحاضرة
والسابقة .



نعم إذا خصصنا علم الإجتماع بمعرفة المجتمعات المعاصرة كان التاريخ العلمي
وعلم الاجتماع علمين مستقلين ولكنهما في نفس الوقت متقاربان ومن فصيلة واحدة
ويحتاج كلّ منهما الى الآخر.



(الميدان الثالث) ويتوفر على دراسة فلسفة
التاريخ أي العلم بحركة المجتمعات وتحولها
من مرحلة الى أخرى والقواعد الحاكمة على
هذه التطورات والتحولات ولهذين الشقين نوعان من القوانين قوانين الحياة وقوانين
التكامل فكل مايرتبط بأسباب حدوث الحضارات وعلل سقوطها وأوضاع الحياة الاجتماعية
والقوانين العامة المسيطرة على جميع المجتمعات واجتيازها من مرحلة الى مرحلة أخرى
ومن نظام الى نظام نعبر عنها بقوانين التطور .



اذن فعلم التاريخ في ميدانه الثالث علم
تطور المجتمعات من مرحلة الى أخرى لا علم حياتها وكونها في مرحلة خاصة أوفى جميع
المراحل ولكي لا تشتبة هذه المسائل بمسائل التاريخ العلمي المتعلقة المجتمع غير
التكاملية وسائل فلسفة التاريخ المتعلقة بحركاته المجتمع غير التكامليّة ومسائل
فلسفة التاريخ المتعلقة بحركاته التكاملية كما وقع للبعض .



ثم إنّ فلسفة التاريخ كالتاريخ العلمي علم
كلي لاجزئي وعقلي لانقلي ولكنه خلافاً له علم بالتطورات لا بالأكون ويكتسب صفة
التاريخيّة من تعلّق مسائله بالزمان الماضي كما هو كذلك في التاريخ العلمي بل
يكتسبها من جهة أن مسائله تبتدئ من الماضى وتستمر الى الحال والمستقبل فالزمان في
هذه المسائل ليس ظرفاً فحسب بل هو بُعْدٌ من أبعادها.



فعلم التاريخ في مرحلته النهائيّة عبارة
عن مجموع الدراسات التي تتوفر بالبحث والتحليل على تحقيق نتاج تاريخي من هذه
الميادين الثلاثة منضمّة الى بعضها البعض فأين تعريف مجمع اللغة العربية في
القاهرة وبين مسائله التي أشرنا إليها من خلال استعراض الميادين الثلاثة المتقدمة
والتعريف الذي نقترحه كبديل عن التعاريف
الثلاثة هذه هو أن الأولى أن يقال أن التاريخ عبارة عن جملة ماوقع من الأحداث
والوقائع المتحقق وجودها الخارجي عن طريق العامل البشري ومجموع السنن والظواهر
الكليّة والمفرزات الصادرة عنه ومن محيطه الذي يعيش فيه سواء كانت قد دوّنت في سجل
أم لم تدوّن.



المحاور
التاريخي البارزة في عصر ما قبل الاسلام




(المحور الأول) كان المحور الأساس الذي
تدور عليه رحى وقائع تلك الظاهرة الفريدة من الاحتفاظ بالظواهر التاريخية يرتكز
بالدرجة الأولى على الشعر لما كان يحتله في نفوسهم ووجدانهم من أهميّة بالغة
وضرورة ثقافية ملحة تفرضها البيئة وعوامل الإرتباط والحالة الاجتماعيّة السائدة والتركيبة
الوظيفية فيها.



(المحور الثاني) ويرتكز أسّه على علم
الأنساب حيث يشاطر العمود الفقري للرواية
والاستشهاد رواية المفاخر والبطولات والأمجاد والمثالب وتقصص أخبار بيوتات العرب
على نحو يغلب عليه طابع الاستقصاء والاستغراق كما هو المتعارف عليه في نظم العلوم
التي يجمعها وحدة الموضوع والغاية ولذا كان متداولاً في تلك الأزمنة بما ينطبق
عليه التسمية العلميّة تمام الإنطباق وقد كان لهذه المعرفة أعني معرفة أنساب العرب
أهميتها الإجتماعية الكبيرة مما حدى بهم
للإفتخار في هذا المجال علي غيرهم من الأمم، كل ذلك للتقدّم الهائل والتفوق
الملحوظ الذي حققوه في هذا الميدان.



ومن أمثلة ذلك السبق تقسيمهم لعمود النسب
الى عشر طبقات تبدأ بأوسع التجمعات وتنتهي بأصغرها وهذه الطبقات هي :الجذم
فالجماهير فالشعوب فالقبيلة فالعمائر
فالبطون فالأفخاذ فالعشائر فالفصائل ثم يأتي الرهط أخيراً وهو في العدد دون العشرة
ويمكن التمثيل لهذه الطبقات بالنحو التالي:



عدنان(جذم)، (قبائل ) معد (جمهور) نزار بن
معد (شعب) مضر (قبيلة ) خندف (عمارة) وهم ولد الياس بن مضر كنانة (بطن) قريش (فخد)
قصي (عشيرة ) عبد مناف (فصيلة ) بنو هاشم (رهط)...الخ وهكذا نرى أن هذا التقسيم يستوعب أشكال التجمّع
المختلفة في المجتمع القبلي وعلاقة كل منها تجمع بغيره فإذا قلنا أنّ علم الأنساب
لدى العرب يمثل لونًا من التاريخ الإجتماعي فإننا نرجو ألا نكون قد أبعدنا في
القول .



و
مهما يكن من شيء فإن العرب في الجاهلية قد الموا بمادة تاريخية واسعة وإن لم




يؤلفوا في التاريخ أو يدونوا تاريخهم ولكن
هذه المادة التي كانت تتناقل بينهم شفاهاً كانت خير معين للمؤرخين فيما بعد في
تاريخهم لعصور ماقبل الإسلام .



وقد استفاد الشعراء من هذا العلم الشيء
الكثير خصوصاً أولئك الذين أصبحوا لسان قبائلهم للذوذ عنها والدفاع عن أحسابهم
وأنسابهم والتغمّز في أعدائهم ومن الطبيعي أن
ينشأ بحكم هذه الظروف والأجواء الساخنة طبقة النسابين وكانو بمثابة رواة
الجاهلية وعلمائها .



ومن أشهرهم دغفل بن حنظلة وعبيد بن
شَرْبَة الجرهمي وابن الكيس النمري وابن لسان الحَمَّرة وغيرهم ،وكان عهدهم فاتحة
عهد جديد للرواية حيث مرت في أول مرحلة تتميز فيما بالمعنى العلمي بما للكلمة من
تطابق وتناسب متناسقين.



الاسلام
ومنهجيّته الموضوعيّة في تأسيس روح البعث
التاريخي




عندما بزغ نجم الإسلام ظهرت معه دواع كثيرة الى
الإهتمام بالتاريخ في أشكال نسردها لك
بالإستعراض التالي :



(الشكل الأوّل ) ترسيخ جذور البنية
الأساسيّةلتدوين التاريخ وتتمثل في حث الإسلام وترغيبة المكثّف على التعَلُّم
والتعليم لمعتنقيه واتقان القراءة والكتابة
قاعدتي العلم الصلبتين ،وكان من أبرز مساعيه في ذلك المجال الأسلوب السياسي
المحنك الذي اتبعه الصادع بالنبوة عن طريق الزام كل أسير من كفّار المشركين يتقن
القراءة والكتابة أن يعلِّمهما عشرة من أبناء المسلمين لقاء اطلاق سراحه وفكّ
أغلاله وعتقه.



(الشكل الثاني) الانطباع العميق الذي أوحى
به المنهج الهادف لكيفيّة نزول القرآن حيث
دفع المسلمين الى الإهتمام بضبط ذلك أثناء نزوله نجوماً على حسب الوقائع والأحداث
الأمر الذي خلق اهتماماً محسوساً وفتح وعياً تاريخياً ذا صبغة دينية لدى الكثير،
ويشارك هذا النوع من الطرح فكرة الناسخ والمنسوخ في أحكام الشرع الحنيف وفكرة
المطلق والمقيد والعام والخاص وهذه كلّها
تعتمد بشكل أساسي على العامل الزمني وتأثيره
وتتقوم أصولياً عليه بنحو ارتكازي.



(الشكل الثالث) التصوير القرأني الحي عن
لمحات عنصرية في تاريخ الأمم السابقة من خلال آيات كثيرة وتاريخها وأدوار صراعها
في وجه السياسة الربانيّة ومراحل الرفض والإنصياع للمبعوثين بها كل ذلل بأعذب لفظ
وأروع بيان وأجمل سرد .



(الشكل الرابع) التفسير الروائي التاريخي
الصادر عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم وعن عترته المعصومين الميامين صلوات
اللّه وسلامه عليهم أجمعين الذي يشكّل بحد ذاته ثروة طائلة من الإلتفاتات
التاريخية وأدوار لوقائع مشهودة لم يكن يقدر لما البروز على مسرح التاريخ الحديث
بأبعادها وحقيقتها الناصعة وحجمها الطبيعي لولا توسّطهم عليهم السلام في نقلها عن
طريق ماخصهم اللّه عزّ وجلّ به من المعارف اللدنيّة والعلوم الغيبيّة التي تستمد
جذورها من لدن ساحة النبوة المقدسة.



(الشكل الخامس ) التطبيق الإسلامي
للمعاملات والعقود والإيقاعات والمواريث والأنساب والفروض والديون على البناء
الزمني وترتيب الآثار الشرعية عليها عند اختلافه وتغيّره بشروط وأحكام وفروع
أوردها الشارع مفصلة وورد ذكرها في سائر كتب الفقه.



(الشكل السادس ) الخلفيّة الفكرية التي
أوجدتها الأحاديث الصادرة عن الدوحة النبوية في نفوس المسلمين كافة من الإخبار
عمّا سيؤول إليه أمر الإسلام كدين خاتم و حال المسلمين في آخر الزمان وهذا يشكل
بطبيعته حافزاً دفعاً ومرغبًا للأقلام على الكتابة عن تاريخ مراحل صدر الاسلام
وتأسيس دولته الأولى وعرض لحياة شخصياته المهمّة وما صدر منهم من حسن سيرة وسلوك
وحكمة عالية ودروس تربوية رسالية ونقل كل ذلك كأمانه وتكليف ضروري لأجيال المستقبل
المنظور خصوصاً قضية الإمام المهدي عليه أفضل الصلاة والسلام وفكرة تأسيس دولة الحق والعدل في أرجاء الأرض كافة وهي قضية
تمس أجيال المستفبل أكثر مايكون وترتبط بوجودهم ومساعيهم كعوامل تمهيد لظهوره وبسط
سلطانه ونصرته وتثبيت أركان دولته واشاعة الخير والسعادة في آفاق الأرض.



(الشكل السابع ) التأكيد الملح الذي يأمر
به الإسلام من خلال تشريعه الهادف معتنقية والناص على وجوب وضروره معرفة دينهم
والإطلاع على تاريخ وأحوال وسيرة نبيّهم الخاتم وأئمتهم الهداة المهديين ويعد تلك
المعرفة كأصل اعتقادي لا يغفر للمتغافل عنه والمتهاون في تحصيله.



(الشكل الثامن) الأنظمة التي نتجت عن
مراحل اتساع الدولة الاسلامية واستقرار الأمور واستتباب نفوذ سلطانهم كنظام الخراج
الذي اقتضى بحكم طبيعته أن يسجلوا كل ما ارتبط بتلك الفتوح من شروط وظروف ومعاهدات
إذ تختلف ضريبة الخراج من حالة الى حالة أخرى وفقاً للظروف التي تم فيها الفتح
فالفتح عنوة يختلف عن الفتح صلحًا أوأمانًا .



الغاية
والهدف من وراء تاسيس وتقنين الاسلام لعلم التاريخ




لم تفيض روح الصادع بالرسالة الالهية
الخاتمة وترتحل الى الرفيق الأعلى إلابعد أن أتمت حجتها على العباد وأبلغت انذارها
أسماع العالمين من ملوك وأكاسرة وأباطرة وأدّت ماعليها من وظائف ومهام الرسالة
وتكاليف البعثة السمحاء العالمية كما شهد بذلك التجسيد الحي الذي صدر من سيرة ذات
الرسول الأكرم صلى اللّه عليه واله وسلم المقدسة في واقعة الغدير تلك الواقعة
وموقف أخر مشهودة التي سجلها التاريخ على أنصع صفحاته بأحرف من نور بإعتزاز
وافتخار وإكبار وعلى الرغم من ذلك كله إلا أنه لم تتسن له الفرص الكفيلة بترسيخ
مبادئه وتوطيد جذوره بالصورة المتوخاة وبناء صرح مجد أصالته في الواقع على صعيد
الحياة والقيادة لإنحراف الأمة بعد رحيل الصادع بالرسالة الخاتمة على يد أولئك
الذين عانى منهم الرسول الأكرم ماعاني في
حياته وبعد مماته وبالخصوص تلك المؤامرات التي حيكت ضده من دسائس ومؤامرات خيانيّة أخذت من جهده
وطاقته وفكره الشيء الكثير ، ولكن لما كان
الإسلام الدين الخاتم وقد شُرِّع من قبل
علام الغيوب والعالم بالسرائر
والأمراض التي تنازعها وتعتريها فإنه قد
وضع جملة تلك الأمور في حسابات تأسيس
وتشريع هذا الدين وأخذ بها بنظر الإعتبار ضمن مخططات مبادئه وأهدافه المستقبلية كدين خاتم للبعثات السماوية وهيأ
فيه مقومات إجتياز تلك العقبات المأساوية التي قد تعصف به بين الحين والآخر على
أيدي أعدائه ومناوئيه ومن هنا كان اهتمامه بالتاريخ كطريق لإيصال معالم أبعاد
مبادئه العقائدية والفكرية والدينية عن طريق طرح مبدأ حجية منطق واقرار وسيرة
الرسول الأكرم(ص) وذريته المعصومين أئمة الصدق وألوية الحق والاستقامة من بعده الى
أجيال المستقبل تلك الأجيال التي ستصدق به وبما جاء ه من أصول الفكر القويم وأسس
المبادئ السامية وترعى حرماته ومقدساته وتحمل رايته عن رسوخ في العقيدة والفهم والوعي ونضوج في الفكر
والإدراك بتوسط ما يصل إليهم مما خطته أيدي أولئك المخلصين من حملة الآثار والحديث
والرواية.



فالإسلام انطلاقاً من تخطيطه الهادف
الحكيم واطلاعه على الغيب وشهادته للأجيال بمرأى واحد كثّف من مساعيه وخطواته
وبرامجه الرسالية من أجل إيصال مشاعل النور والهداية الالهية الى الناس كل الناس
الى قيام الساعة بأبلغ مايمكن أن يكون .



ومن أجل وضوح هدف الاسـلام من الإهتمام بالتاريخ تنبّه الكثير من كتاب
الغرب الى مفهوم تكامل التاريـخ الاسلامي واستـقلالية منطـقه نذكر على سبيل المثال
الكاتب (ولفرد كانتول سميث) حيث يقول في استعراض مقارن له :



إن المسلم يحس إحساساً جادّاً بالتاريخ
على نحو يختلف عن فهم البودي والمسيحي والماركسي،فالرجل الهندي لايأبه بالتاريخ
ولا يحس بوجوده لأن التاريخ هو ما يسجله البشر من أعمال في عالم المادة وعالم الحس
والهندي مشغول أبداً بعالم الروح عالم
ألانهاية ومن ثمّ فكل شيء من عالم الفناء المحدود لاقيمة له عنده ولا وزن والتاريخ
بالنسبة إليه شيء ساقط من الحساب.



وأما المسيحي فيعيش بشخصية مزدوجة أوفي
عالمين منفصلين لايربط بينهما رباط .




المثل الأعلى غير قابل للتطبيق .





الواقع البشري المطبق في واقع الأرض منقطع عن المثال الأعلى المنشود هذان




الخطّان يسيران في نفسه متجاورين أو
متباعدين ولكن على غير اتصال والتاريخ في نظره هو نقطة ضعف البشر وهبوطه وانحرفه .



وأما الماركسي فهو مؤمن بحتمية التاريخ
بمعنى أن كل خطوة تؤدي الى الخطوة التالية بطريقة حتمية ولكن لا يؤمن إلابهذا
العالم المحسوس بل لايؤمن في هذا العالم
إلابالمذهب الماركسي وحده وكل شيء عداه
باطل والماركسي يتبع عجلة التاريخ ولكن لا يو جهها ولا يقيسها بأيّة مقاييس خارجة
عنها ..



وأما المسلم فإنه يحس احساساً جاداً بالتاريخ ،إنه يؤمن بتحقيق ملكوت اللّه في الأرض،يؤمن بأن اللّه قد وضع
نظاماً عملياً واقعيّاً يسير البشرفي الأرض على مقتضاه ويحاولون دائمًا أن يصوغوا
واقع الأرض في إطاره ومن ثمّ فهو دائماً يعيش كل عمل فردي أو جماعي وكل شعور فردي
أو جماعي بمقدار قربه أو بعده عن ذلك
النظام الذي وضعه اللّه والذي ينبغي تحقيقه في واقع الأرض لأنه قابل للتحقيق .



والتاريخ في نظر المسلم سجل المحاولة
البشرية الدائمة لتحقيق ملكوت اللّه في الأرض ومن ثم فكل عمل وكل شعور فردياً كان
أو جماعياً ذو أهمية بالغة لأن الحاضر هو نتيجة الماضي والمستقبل متوقف على الحاضر
وما من دين استطاع أن يوحي الى المتدين به شعوراً بالعزّة كالشعور الذي يخامر
المسلم من غير تكلّف ولا اصطناع ،وأن
اعتزاز المسلم بدينه يعم المسلمين على اختلاف القوميّة واللغة وكون الانسان مسلماً
باعث من بواعث الحمد تسمعه من جميع المسلمين وأن الغربي لا يفهم الاسلام حق الفهم إلا اذا أدرك أنه أسلوب حياة تصطبغ به
معيشة المسلم ظاهراً وباطناً وليس مجرد
أفكار أو عقائد يناقشها بفكره .انتهى .



الوحدات
الزمنية لقياس الابعاد الوقائعية في التاريخ الاسلامي




قال العلامة المجلسي (قده) في بحار
الأنوار :



لما احتاجوا ـ أي الناس ـ في تقدير
الحوادث الى تركيب الأيام وكان أشهر الأجرام السماوية الشمس ثم القمر وكان دورة كل
منهما إنما تحصل في أيام متعددة . كانا متعينين بالطبع لاعتبار التركيب فصار القمر
أصلاً في الشهر والشمس أصلاً في السنة ....الخ..



أقول:عرفت البشرية منذ أقدم العصور في
عهدها الأوّل الأنظمة الزمنيّة الكليّة



البسيطة بعد معاناة مريرة وحالة استنجاد وافتقار مقيت
تنبع من حاجة الانسان



الحياتية الضرورية اليومية فمنها ما أدركته منذ نشأتها
الأولى على يد أبي البشر آدم



عليه السلام الذي علّمه الّله عزّ وجلّ الأسماء الحسنى
وجملة المعارف الحقة



والأسرار النبوية .ومنها ما أدركته عبر تطورها ودلّت
عليه احتياجاتها المستجدة



فاجتهدت في طرق تأسيسها وتشييد أصولها ومبانيها وآلاتها
الموصلة إليها، ومنها ما



اختصبت به كل رسالة سماوية ناسخة لما قبلها أوبعض
المبادئ والمذاهب الفكرية البشرية



.





وقد كان المظهر الأكثر طغياناً في النشأة
الأساسية لفكرة التاريخ تعيين يوم ظهر فيه أمر شائع كدولة أو مذهب أو رسالة سماوية أو بعثة نبوية أو حدث فيه أمر هائل
كطوفان أو زلزلة أو حرب عظيمة ثم أخذه ضابطةً في تحديد الحوادث الأقل شأناً
والأحقر قيمةً مثال ذلك عرب ما قبل الاسلام فإنهم كانوا يفتقدون إلى حساب ثابت
للسنين ومبدأ تاريخي يشكل قاعدةً للعدّ الزمني التصاعدي وكانوا نتيجة ذلك يؤرخون
الحوادث المختلفه ناسبين إيّاها الى بعض الوقائع المهمة كبناء الكعبة الشريفة من
قبل ابراهيم الخليل عليه السلام عام (0218 ق ـ م ) أو انهيار سد مأرب في اليمن عام
(021 ق ـ م )أو واقعة غزو ابرهة الحبشي بالفيلة للكعبة عام (175 ق ـ م ) فيقولون
على سبيل المثال في تحديد وقعة تاريخية تقل قيمتهما عمّا ذكرنا أنها حدثت في العام
الخامس أو الثاني عن عام الفيل اوبعد خمسين سنة خلت على انهيار سد مأرب ونحو ذلك
وامتدت جذور هذه الظاهرة إلى مابعد مجيء الإسلام فكان تبعاً لذلك ينسبون حوادثهم
الى الوقائع الإسلامية المهمة كعام الهجرة وعام حجة الوداع حتى انعقدت الكلمة على
اتخاذ عام الهجرة كقاعدة للعدّ الزمني التصاعدي للتاريخ الاسلامي.



ومن
أبرز ظواهر اهتمام الانسان بشكل
فطري بالوقت والزمن وتقسيمه سعيه المستميت
لنظم مجالات ارتزاقة ومصادر تأمين احتياجاته التموينية الضرورية اللازمة اليومية
وقد وضعت كلمات كأسماء للوحدات الزمنية ثبت الإصطلاح عليها في العصور الأخيرة وإن
وقع اختلاف ملحوظ في بعضها في حساب مقدار كل وحدة وهي بهذا الترتيب :




القرن 2 ـ السنة أو العام 3 ـ الشهر
4 ـ الأسبوع 5 ـ اليوم 6ـالساعة 7
ـ




الدقيقة
8 ـ الثانية وتفصيل القول حول كل واحد
منها قد تناولناه في موسوعتنا دائرة المعارف العلمية لطلاب العلوم الدينية فراجع .






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abian.rigala.net
نزف قلم
عضو نشيط



تاريخ التسجيل : 22/06/2012
عدد || مسآهمآتي: : 155
نقاط : 155
التقيم : 10
•MMS •|:
الساعة الان :

دراسة في مصطلح التاريخ الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة في مصطلح التاريخ الإسلامي   دراسة في مصطلح التاريخ الإسلامي Emptyالثلاثاء يونيو 26, 2012 7:23 am


جزاك الله كل خير وبارك الله فيك
انار الله قلبك بالايمان وطاعة الرحمن
وجعله الله في موازين حسناتك
اثابك الله الجنان ورضى الله عنك وارضاك
نفع الله بك الاسلام والمسلمين واحسن الله اليك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حنين الشوق
عضو نشيط



تاريخ التسجيل : 30/06/2012
عدد || مسآهمآتي: : 250
نقاط : 251
التقيم : 11
•MMS •|:
الساعة الان :

دراسة في مصطلح التاريخ الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة في مصطلح التاريخ الإسلامي   دراسة في مصطلح التاريخ الإسلامي Emptyالأحد يوليو 01, 2012 7:06 am


شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دراسة في مصطلح التاريخ الإسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منهج كتابة التاريخ الإسلامي
» التعاون الإسلامي» تبلغ بان كي مون عدم رضاها إزاء سير «خطة أنان
» المنهج المأمول في دراسة علم الأصول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابيان  :: منتديات أبيان الأسلامية .. .منتدى ابيان :: أبيان دراسة الفنون .. .منتدى ابيان-
انتقل الى:  
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط مضايف العكيدات على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى ابيان على موقع حفض الصفحات
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تصويت
مواقع صديقة
Like/Tweet/+1