لا
يعرفون قيمة أبنائهم .. يركضون وراء ملهيات الدنيا ..تاركين ورائهم كنز لا يقدر
بثمن .!! تركتني حنـــــــان وعينها تملؤها الدموع .. ولا اعرف لماذا .. هل هي
دموع حزن لفراق شقيقتها ..؟؟ أم دموع فرح لحسن خاتمة أختها ؟؟ أم لحالها هي ..!!!
وقبل أن ترحل طلبت منها أن تتصل علي كي اطمئن عليها فعاهدتني بذلك .. وبعد رحيلها
فتحت تلك الرسالة وأنا اشعر بأنه يدي ترتجفان .. ولا اعرف لماذا .. لكني شعرت
برجفة كبيره ودقات قلبي التي يكاد صوتها يصم أذاني .. كنت أتمنى أن اكتب لكم تلك
الرسالة بالكامل لكن اعذروني لا أستطيع لان فيها أمور تعتبر من الخصوصيات ... لكني
سأقطف منها بعض الفقرات .. التي تصف لكم حال هذه المسلمة "بسم الله الرحمن
الرحيم (( كنت أعيش في وحل الدنيا .. لم أجد من يرشدني إلى الطريق الصواب .. افعل
ما أشاء وقتما أشاء .. لكل ما افعله صواب وان كان خاطئ .. غايتي أن أكون سعيدة ..
وان كانت سعادة زائفة .. لكني اشهد لك باني لم أهنئ في نومي .. كنت في خوف رعب لا
اعرف مصدره .. شعور بالضياع .. بل ما أنا فيه هو الضياع بعينه .. قلبي دائما مقبوض
.. سعادتي ممزوجة بمرارة لا اعرف مصدرها ... وأمي وأبي ...... لم يكونوا بقدر
الأمانة التي وهبها الله لهم .. فهم قد ساهموا في ضياعي وضياع بقية أخوتي ..
ولماذا ..؟؟؟؟؟؟ من اجل مال لن انعم به أنا الآن .. فأنا الآن لا املك سوى مساحه
متر في مترين .. ليس معي شيء سوى عملي .. أما مالهم ومركزهم وهيبتهم لن تنفعني الآن
وأنا بين يدي الملائكة وهي تحاسبني .. ولن تنفعهم أيضا غدا عندما يأتون لهذا
المكان .. ولن يسلموا من عذاب الله ....")) لكن بعد ذلك اليوم وتلك
اللعبـــــــــة قررت أن اغتال تلك الفتاه التي بداخلي ..لتولد فتاه أخرى .. فتاه
استدلت على الطريق الصواب .. رغم مشقه هذا الطريق لكني كنت انعم بنوم هادئ .. بقلب
مطمئن .. بشعور كبير بالأمان ... بسعادة متناهية .. بدعاء يومي بان يصلح ويهدي أبى
وأمي مما فيه من ضلال .... )) تلك مقطفات من رسالة هـــــــــــدى .. رحمها الله
وادخلها جنات الفردوس .. تلك الرسالة أبكت قلبي قبل عيني ولم يسعني إلا أن أقول
كلمه واحده فقــــــــــط الحمــــــــد لله كثيــــــــرا ,,, الحمــــــــد لله كثيــــــــرا
,,, الحمــــــــد لله كثيــــــــرا
. أنا شاب كان يظن بأن الحياة... مالاً وفيراً...
وفراشاً وثيراً... ومركباً وطيئاُ... وغير ذلك كثير... وها أنا أسرد قصتي لعلها
توقظ غافل قبل فوات الأوان... كان يوم جمعة... وكالعادة لهو ولعب مع الأصدقاء على الشاطئ...
ولكن من هم الأصدقاء... هم مجموعة من القلوب الغافلة... وقلوب فيها من الظلام ما يطفئ
نور الشمس... وسمعت المنادي ينادي... حي على الصلاة... حي على الفلاح... وأقسم
بالله العظيم أني سمعت الأذان طوال حياتي... ولكني لم أفقه يوماً معنى كلمة
فلاح... وكأنها كانت تقال بلغة لا أفهمها مع أنني عربي ولغتي العربية... ولكنها
الغفلة... وكنا أثناء الأذان نجهز أنا ورفاقي عدة الغوص وأنابيب الهواء... استعداداً
لرحلة جميلة تحت الماء... وأنا أرتب في عقلي برنامج باقي اليوم الذي لا يخلو لحظة
من المعاصي والعياذ بالله...
وها نحن في بطن البحر... سبحان الخلاق فيما خلق وأبدع... وكل شيء على ما يرام ...
وبدأت رحلتي الجميلة... ولكن...
حصل مالم أتوقع... عندما تمزقت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص بأسنانه
وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم ولتمده بالهواء من الأنبوب... وتمزقت أثناء
دخول الهواء إلى رئتي... وفجأة أغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي... وبدأت
أموت... بدأت رئتي تستغيث وتنتفض... تريد هواء... الهواء الذي طالما دخل جوفي وخرج
بدون أن أفهم أنه أحد أجمل نعم الله علي... وبدأت أدرك خطورة الموقف الذي لا أحسد
عليه... بدأت أشهق وأغص بالماء المالح... وبدأ شريط حياتي بالمرور أمام عيناي...
ومع أول شهقة... عرفت كم الإنسان ضعيف... وأني عاجز عن مواجهة قطرات مالحة سلطها
الله علي ليريني أنه هو الجبار المتكبر... وأنه لا ملجأ منه إلا إليه... ولم أحاول
الخروج من الماء لأني كنت على عمق كبير... ومع ثاني شهقة... تذكرت صلاة الجمعة
التي ضيعتها... تذكرت حي على الفلاح... ولا تستغربوا إن قلت لكم أني في لحظتها فقط
فهمت معنى كلمة فلاح... ولكن للأسف بعد فوات الأوان... كم ندمت على كل سجدة
ضيعتها... وكم تحسرت على كل لحظة قضيتها في معصية الله... ومع ثالث شهقة... تذكرت
أمي... و الحزن الذي يمزق قلبها وأنا أتخيلها تبكي موت وحيدها وحبيبها... وكيف
سيكون حالها بعدي... ومع رابع شهقة... تذكرت ذنوبي وزلاتي ويال كثرها... تذكرت
تكبري وغروري... وبدأت أحاول النجاة والظفر بأخر ثانية بقيت لي... فلقد سمعت فيما
سبق أنه من ختم له بأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله دخل الجنة...
فبدأت أحاول نطق الشهادتين... فما أن قلت أشهـ... حتى غص حلقي وكأن يد خفية كانت
تطبق على حلقي لتمنعني من نطقها... فعدت أحاول وأجاهد... أشهـ... أشهـ... وبدأ
قلبي يصرخ ربي ارجعون... ربي ارجعون... ساعة... دقيقة... لحظة... ولكن هيهات... بدأت
أفقد الشعور بكل شيء... وأحاطت بي ظلمة غريبة... وفقدت الوعي وأنا أعرف خاتمتي...
ووأسفاه على خاتمة كهذه والعياذ بالله... إلى هنا القصة تبدو حزينة جدآ... ولكن
رحمة ربي وسعت كل شيء... فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى... وانقشعت
الظلمة... وفتحت عيناي لأجد مدرب الغوص يمسك بي مثبتآ خرطوم الهواء في فمي...
محاولآ إنعاشي ونحن مازلنا في بطن البحر... ورأيت ابتسامة على محياه... فهمت منها
أنني بخير... ونطق قلبي ولساني وكل خلية في جسدي وقبلهم روحي... أشهد أن لا إله
إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله... الحمد لله... الحمد لله... الحمد لله...
وفجأة بدأ قلبي يحدثني قائلآ: لقد رحمك ربك بدعاء أمك لك... فاتعظ...
وخرجت من الماء إخواني وأخواتي... شخص أخر... وأنا فعلاً أعني كلمة أخر... صارت
نظرتي للحياة شيئاً أخر... وها أنا والحمد لله الآن شاب كل ما يرجوه من الواحد
القهار... أن يختم له بأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله لحظة الغرغرة
التي أعرفها جيداً... شاب يريد أن يكون ممن ذكرهم الرحمن في كتابه الكريم قال
تعالى في سورة مريم -=( إلا من تاب واءمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا
يظلمون شيئاً (60) جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا )
وللعلم : عدت بعد تلك الحادثة بفترة وحدي إلى نفس المكان في بطن البحر وسجدت لله
تعالى سجدة شكر وخضوع وولاء وامتنان... في مكان لا أظن أن إنسيا قبلي قد سجد فيه
لله تعالى... عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامة فيرحمني الله بسجدتي في بطن
البحر ويدخلني جنته اللهم أمين...
ثبتني الله وإياكم على طريق الحق... وجمعني الله وإياكم في جنات النعيم... اللهم
آمين...
كنت تاركاً للصلاة .. كلهم نصحوني .. أبي أخوتي .. لا أعبأ بأحد .. رنّ هاتفي
يوماً فإذا شيخ كبير يبكي ويقول : أحمد ؟ .. نعم ! .. أحسن الله عزاءك في خالد
وجدناه ميتاً على فراشه .. صرخت : خالد ؟! كان معي البارحة .. بكى وقال : سنصلي
عليه في الجامع الكبير .. أغلقت الهاتف .. وبكيت : خالد ! كيف يموت وهو شاب !
أحسست أن الموت يسخر من سؤالي دخلت المسجد باكياً .. لأول مرة أصلي على ميت ..
بحثت عن خالد فإذا هو ملفوف بخرقة .. أمام الصفوف لا يتحرك .. صرخت لما رأيته ..
أخذ الناس يتلفتون .. غطيت وجهي بغترتي وخفضت رأسي .. حاولت أن أتجلد .. جرّني أبي
إلى جانبه .. وهمس في أذني : صلِّ قبل أن يُصلى عليك !! فكأنما أطلق ناراً لا
كلاماً .. أخذت أنتفض ..
وأنظر إلى خالد .. لو قام من الموت .. ترى ماذا سيتمنى ! سيجارة ؟ صديقة ؟ سفر ؟
أغنية !! تخيلت نفسي مكانه .. وتذكرت ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا
يستطيعون ) .. انصرفنا للمقبرة .. أنزلناه في قبره .. أخذت أفكر : إذا سئل عن عمله
؟ ماذا سيقول : عشرون أغنية ! وستون فلماً ! وآلاف السجائر ! بكيت كثيراً .. لا
صلاة تشفع .. ولا عمل ينفع .. لم أستطع أن أتحرك .. انتظرني أبي كثيراً .. فتركت
خالداً في قبره ومضيت أمشي وهو يسمع قرع نعالي ..
كان
يظن أن السعادة في تتبع الفتيات .. وفي كل يوم له فريسة .. يكثر السفر للخارج ولم
يكن موظفاً فكان يسرق ويستلف وينفق في لهوه وطربه .. كان حالي شبيهاً بحاله لكني -
والله يشهد - أقل منه فجوراً .. هاتفني يوماً وطلب إيصاله للمطار .. ركب سيارتي
وكان مبتهجاً يلوّح بتذاكره .. تعجبت من لباسه وقصة شعره فسألته : إلى أين .. قال
: ... قلت : أعوذ بالله !! قال : لو جربتها ما صبرت عنها .. قلت : تسافر وحدك ! قال
: نعم لأفعل ما أشاء .. قلت : والمصاريف ؟ قال : دبّرتها .. سكتنا .. كان بالمسجل
شريط " عن التوبة " فشغلته .. فصاح بي لإطفائه فقلت : انتهت ( سواليفنا
) خلنا نسمع ثم سافر وافعل ما شئت .. فسكت .. تحدّث الشيخ عن التوبة وقصص التائبين
.. فهدأ صاحبي وبدأ يردد : أستغفر الله .. ثم زادت الموعظة فبكى ومزّق تذاكره وقال
: أرجعني للبيت .. وصلنا بيته بتأثر شديد .. نزل قائلاً : السلام عليكم .. بعدما
كان يقول : بآآآآي .. ثم سافر لمكة وعاد بعدها وهو من الصالحين لم أره إلا مصلياً
أو ذاكراً وينصحني دائماً بالتوبة والاستقامة .. مرض أخوه بمدينة أخرى فسافر إليه
.. وبعد أيام كانت المفاجأة ! اتصل بي أخوه وقال : أحسن الله عزاءك في فلان ..
صلّى المغرب البارحة ثم اتكأ على سارية في المسجد يذكر الله .. فلما جئنا لصلاة
العشاء وجدناه ميتاً ..
حفظ القرآن بين الأذان و الإقامة .. هل تصدقوا
أما زوجها فقد جاوز الأربعين مدمن خمر يسكر
فيضربها هي وبناتها ويطردهم .. جيرانهم يشفقون عليهم ويتوسلون إليه ليفتح لهم ..
يسهر ليله سكراً .. وتسهر هي بكاءً ودعاء .. كان سيء الطباع .. سكن بجانبهم شاب
صالح فجاء لزيارة هذا السكير فخرج إليه يترنّح فإذا شاب ملتحٍ وجهه يشع نوراً فصاح
به : ماذا تريد ؟ قال : جئتك زائراً ! فصرخ : لعنة الله عليك يا كلب .. هذا وقت
زيارة ! وبصق في وجهه .. مسح صاحبنا البصاق وقال : عفواً آتيك في وقت آخر .. مضى
الشاب وهو يدعو ويجتهد .. ثم جاءه زائراً .. فكانت النتيجة كسابقتها .. حتى جاء
مرة فخرج الرجل مخموراً وقال : ألم أطردك .. لماذا تصر على المجيء ؟ فقال : أحبك
وأريد الجلوس معك .. فخجل وقال : أنا سكران .. قال : لا بأس اجلس معك وأنت سكران
.. دخل الشاب وتكلم عن عظمة الله والجنة والنار .. بشّره بأن الله يحب التوابين ..
كان الرجل يدافع عبراته .. ثم ودعه الشاب ومضى .. ثم جاء فوجده سكراناً فحدثه
أيضاً بالجنة والشوق إليها .. وأهدى إليه زجاجة عطر فاخر ومضى .. حاول أن يراه في
المسجد فلم يأت .. فعاد إليه فوجده في سكر شديد .. فحدثه فأخذ الرجل يبكي ويقول :
لن يغفر الله لي أبداً .. أنا حيوان .. سكّير لن يقبلني الله .. أطرد بناتي وأهين
زوجتي وأفضح نفسي .. وجعل ينتحب .. فانتهز الشاب الفرصة وقال : أنا ذاهب للعمرة مع
مشايخ ، فرافقنا .. فقال : وأنا مدمن !! قال : لا عليك .. هم يحبونك مثلي .. ثم
أحضر الشاب ملابس إحرام من سيارته وقال : اغتسل والبس إحرامك .. فأخذها ودخل يغتسل
.. والشاب يستعجله حتى لا يعود في كلامه .. خرج يحمل حقيبته ولم ينس أن يدسّ فيها
خمراً .. انطلقت السيارة بالسكير والشاب واثنين من الصالحين .. تحدثوا عن التوبة
.. والرجل لا يحفظ الفاتحة .. فعلموه .. اقتربوا من مكة ليلاً .. فإذا الرجل تفوح
منه رائحة الخمر .. فتوقفوا ليناموا .. فقال السكير : أنا أقود السيارة وأنتم
ناموا !! فردّوه بلطف .. ونزلوا وأعدوا فراشه .. وهو ينظر إليهم حتى نام ..
فاستيقظ فجأة فإذا هم يصلون .. أخذ يتساءل : يقومون ويبكون وأنا نائم سكران ..
أُذّن للفجر فأيقظوه وصلّوا ثم أحضروا الإفطار .. وكانوا يخدمونه كأنه أميرهم ..
ثم انطلقوا .. بدأ قلبه يرقّ واشتاق للبيت الحرام .. دخلوا الحرم فبدأ ينتفض ..
سارع الخطى .. أقبل إلى الكعبة ووقف يبكي : يا رب ارحمني .. إن طردتني فلمن التجأ
! لا تردني خائباً .. خافوا عليه .. الأرض تهتز من بكائه .. مضت خمس أيام بصلاة
ودعاء .. وفي طريق عودتهم .. فتح حقيبته وسكب الخمر وهو يبكي .. وصل بيته .. بكت
زوجته وبناته .. رجل في الأربعين وُلِد من جديد .. استقام على الصلاة .. لحيته
خالطها البياض ثم أصبح مؤذناً .. ومع القراءة بين الآذان والإقامة حفظ القرآن.
.. كلمة تجعل اربع طبيبات يدخلن في
الاسلام قال
د. عبدالله : دُعيت لمؤتمر طبي بأمريكا .. فخطر لي أن أحضره بملابسي العادية ثوب
وغترة .. وصلت إلى هناك .. دخلت الصالة فرأيت طبيباً عربياً فجلست بجانبه .. فقال
: بدّل هذه الملابس ( لا تفشلنا أما الأجانب ) .. فسكتُّ .. بدأ المؤتمر .. مضت
ساعتان .. دخلت صلاة الظهر فاستأذنت وقمت وصليت .. كان مظهري ملفتاً للنظر ثم دخلت
صلاة العصر فقمت أصلي فشعرت بشخص يصلي بجانبي ويبكي فلما انتهيت فإذا صاحبي الذي
انتقد لباسي يمسح دموعه ويقول : هذه أول صلاة منذ أربعين سنة !! فدهشت ! فقال :
جئت أمريكا منذ أربعين سنة وأحمل الجنسية الأمريكية ولكني لم أركع لله ركعة ولما
رأيتك تصلي الظهر تذكرت الإسلام الذي نسيته وقلت : إذا قام هذا الشاب ليصلي ثانية
فسأصلي معه .. فجزاك الله خيراً .. ومضت ثلاثة أيام .. والمؤتمر يقدم بحوث لأطباء ,تمنيت
لو أن أحدهم سألني عن الإسلام لكنهم مشغولون .. وفي الحفل الختامي سألوني لِمَ
لَمْ تلبس لباس الأطباء ؟ فشكرت اهتمامهم وقلت : هذه ملابسنا ولست في مستشفى ، ثم
أردت أن انتهز الفرصة لدعوتهم فأشار المدير أن وقتي انتهى فخطر لي أن أضع علامة
استفهام وأجلس .. فقلت : مؤتمر يكلف الملايين لبحث ما بداخل الجسم فهذا الجسم
لماذا خُلق أصلاً ؟!! ثم ابتسمت ونزلت فلاحظ المدير دهشتهم فأشار أن استمر .. فتحدثت
عن الإسلام وحقيقة الحياة والغاية من الخلق ونهاية الدنيا فلما انتهيت قامت أربع
طبيبات وأعلنّ رغبتهن في الدخول في الإسلام..
لا تبرّج ولا عطور ، وعمل مع النساء فقط
قال
لي : سافرت إلى هناك للعلاج وكانت سارة ممرضة المختبر في المستشفى .. كلهم يعرفونها
يرَون تبرجها ويشمون عطرها .. رأتني فتناولت ملفي وتبسّمت .. خفضت رأسي ، قالت :
أهلين فلان سلامات ؟ سكتّ .. أنهيت التحليل وخرجت متأسفاً لتبرجها وجرأتها أدركت
أنها خطوة من خطوات الشيطان .. قال لي الشيطان : أعطها رقمك فإذا اتصلت بك انصحها
!! ما أروع أفكارك يا إبليس ! أنصحها دقائق ثم أهوي معها في حفرة الشيطان .. قرّرت
أن أهديها كتاباً مؤثراً .. فكتبت بمقدمته : " أختي !! حذّر النبي صلى الله
عليه وسلم من نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .. نساء يلبسن
لباس إغراء ويضعن غطاء فاتناً والمرأة المتعطرة التي تعرض ريحها شبيهة بالزانية
التي تعرض جسدها فهل تخسرين الجنة بسبب زينة يستمتع بها غيرك ؟! الأمر خطير لا
يمرّ بهذه السهولة " .. ذهبت للمستشفى .. دخلت المختبر لم أجدها .. لحظات
وأقبلت إليّ : أهلين كيف حالك .. قلت : الحمد لله .. تفضلي وناولتها الكتاب .. هزت
رأسها شاكرة فاستأذنت ومضيت .. سمعت بعض من رآني يردّد : جزاك الله خيراً .. بعدها
جئت لإكمال التحاليل فاستلقيت على سرير المختبر جاءني ممرّض ! تعجبت أين سارة !!
وبجانبنا ستار ويفصلنا عن قسم النساء .. أول ما ذكرت اسمي سمعتها تقول من وراء
الستار : جزاك الله خيراً ، ثم مرّت بنا فإذا الحجاب يغطي زينتها لا تبرّج ولا
عطور ، وعمل مع النساء فقط ..
ابن
القسيس الذي اسلم.. قصة عجيبة ومؤثرة كنت في مدينة جوهانسبرج, وكنت أصلي مرة في
مسجد, فاذا بطفل عمره عشر
سنوات يلبس ثياباً عربية, أي ثوباً أبيض, وعباءة عربية خليجية تحملها كتفاه, وعلى رأسه الكوفية والعقال. فشدني منظره,
فليس من عادة أهل جنوب أفريقيا أن يلبسوا كذلك,
فهم يلبسون البنطال والقميص, ويضعون كوفية على رؤوسهم, أو أنهم يلبسون الزي
الإسلامي الذي يمتاز به مسلمو الهند والباكستان.. فمر من جانبي, وألقى علي تحية الإسلام, فرددت عليه التحية, وقلت له: هل أنت
سعودي؟
فقال لي: لا, أنا مسلم, أنتمي لكل أقطار
الإسلام, فتعجبت, وسألته: لماذا تلبس هذا الزي الخليجي, فرد علي: لأني
أعتز به, فهو زي المسلمين.. فمر رجل يعرف الصبي, وقال: أسأله كيف أسلم ؟ فتعجبت من
سؤال الرجل, بأن أسأل الغلام, كيف أسلم.. فقلت للرجل: أو ليس مسلماً ?! ثم
توجهت بسؤال للصبي: ألم تكن مسلماً من قبل, ألست من عائلة مسلمة؟
!!.. ثم تدافعت الأسئلة في رأسي, ولكن الصبي قال لي:
سأقول لك الحكاية من بدايتها حتى نهايتها, ولكن أولاً.. قل لي من أين أنت؟
-أنا من مكة المكرمة
. وما
أن سمع
الطفل جوابي, بأني من مكة المكرمة, حتى
اندفع نحوي, يريد معانقتي وتقبيلي, وأخذ يقول: من
مكة!! من مكة!! وما أسعدني أن أرى رجلاً من مكة المكرمة بلد اللّه الحرام.. اني
اتشوق لرؤيتها.. فتعجبت من كلام الطفل, وقلت له: بربك أخبرني عن قصتك.. فقال الطفل
:ولدت لأب كاثوليكي قسيس, يعيش في مدينة شيكاغو
بأمريكا, وهناك ترعرعت وتعلمت
القراءة والكتابة في روضة أمريكية, تابعة للكنيسة. ولكن والدي كان يعتني بي عناية كبيرة من الناحية التعليمية, فكان دائماً ما
يصحبني للكنيسة, ويخصص لي رجلاً يعلمني
ويربيني, ثم يتركني والدي في مكتبة الكنيسة لأطالع المجلات الخاصة بالأطفال والمصبوغة بقصص المسيحية
.
وفي يوم من الأيام بينما كنت في مكتبة
الكنيسة, امتدت يدي الى كتاب
موضوع على احد ارفف المكتبة, فقرأت عنوان الكتاب فاذا به كتاب الإنجيل.. وكان كتاباً مهترئاً. ولفضولي, أردت أن أتصفح
الكتاب, وسبحان اللّه, ما أن فتحت
الكتاب, حتى سقطت عيناي (ومن أول نظرة) على سطر عجيب, فقرأت آية تقول: وهذه ترجمتها بتصرف: (وقال المسيح: سيأتي نبي عربي من
بعدي اسمه أحمد
( .. فتعجبت من تلك العبارة, وهرعت إلى والدي وأنا
أسأله بكل بساطة, ولكن بتعجب
:
- والدي, والدي أقرأت هذا الكلام, في هذا
الإنجيل? فرد والدي: وما هو? هنا في هذه الصفحة كلام عجيب.. يقول المسيح فيه إن
نبياً عربياً سيأتي من بعده.. من هو يا أبي النبي العربي, الذي
يذكره المسيح بأنه سيأتي من بعده? ويذكر أن اسمه أحمد?.. وهل أتى أم ليس بعد يا
والدي.؟ فإذا بالقسيس يصرخ في الطفل البريء, ويصيح فيه: من
أين أتيت بهذا الكتاب؟ من المكتبة يا
والدي, مكتبة الكنيسة, مكتبتك الخاصة التي تقرأ فيها..
- أرني هذا الكتاب, ان ما
فيه كذب وافتراء على السيد المسيح..
- ولكنه في الكتاب, في الإنجيل يا
والدي , ألا ترى ذلك مكتوباً في الإنجيل.. مالك
ولهذا, فأنت لا تفهم هذه
الأمور, أنت لا زلت صغيراً... هيا بنا إلى المنزل, فسحبني والدي من يدي وأخذني إلى المنزل, وأخذ يصيح بي ويتوعدني, وبأنه
سيفعل بي كذا وكذا, إذا أنا لم أترك ذلك الأمر.. ولكنني عرفت أن هناك سراً يريد
والدي أن يخفيه علي. ولكن اللّه هداني
بأن أبدأ البحث عن كل ما هو عربي, لأصل إلى النتيجة.. فأخذت أبحث عن العرب لأسألهم فوجدت مطعماً عربياً في بلدتنا,
فدخلت, وسألت عن النبي العربي, فقال لي صاحب المطعم: اذهب إلى مسجد
المسلمين, وهناك سيحدثونك عن ذلك أفضل مني.. فذهب الطفل للمسجد, وصاح في المسجد:هل
هناك عرب في المسجد, فقال له أحدهم: ماذا تريد من العرب?.. فقال لهم
:أريد أن أسأل عن النبي العربي أحمد?.. فقال له أحدهم: تفضل اجلس, وماذا تريد أن
تعرف عن النبي العربي؟ قال: لقد قرأت أن المسيح يقول في الإنجيل الذي قرأته في
مكتبة الكنيسة أن نبياً عربياً
اسمه أحمد سيأتي من بعده. فهل هذا صحيح ? قال الرجل: هل قرأت ذلك حقاً?...
إن ما تقوله صحيح يا بني.. ونحن المسلمون أتباع النبي العربي محمد صلى اللّه عليه وسلم. ولقد ذكر قرآننا مثل ما ذكرته
لنا الآن
.
فصاح الطفل, وكأنه وجد ضالته: أصحيح ذلك
?!!
- نعم صحيح... انتظر قليلاً.. وذهب الرجل
واحضر معه
نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم, وأخرج
الآية من سورة الصف التي تقول: {ومبشراً برسول يأتي من
بعدي اسمه أحمد} فصاح الطفل: أرني إياها.. فأراه الرجل الآية المترجمة..
فصاح الطفل: يا الـهي كما هي في الإنجيل... لم يكذب المسيح, ولكن والدي كذب علي.. كيف أفعل أيها الرجل لأكون من أتباع هذا
النبي (محمد صلى اللّه عليه وسلم).. فقال:
أن تشهد أن لا اله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله, وأن المسيح عيسى بن مريم عبده ورسوله.. فقال الطفل: أشهد أنه
لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده
ورسوله, وأن عيسى عبده ورسوله, بشر بهذا النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم. ما
أسعدني اليوم.. سأذهب لوالدي وأبشره.. وانطلق الطفل فرحاً لوالده القسيس.. والدي
والدي لقد عرفت الحقيقة.. ان العرب موجودون في أمريكا والمسلمين
موجودون في أمريكا, وهم أتباع محمد صلى اللّه عليه وسلم, ولقد شاهدت القرآن عندهم يذكر نفس الآية التي أريتك إياها في
الإنجيل.. لقد أسلمت.. أنا مسلم الآن يا
والدي.. هيا أسلم معي لابد أن تتبع هذه النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم. هكذا أخبرنا عيسى في الإنجيل.. فاذا بالقسيس
وكأن صاعقة نزلت على رأسه
.. فسحب ابنه
الصغير وأدخله في غرفة صغيرة وأغلق عليه الباب, ساجناً إياه.. وطلب بعدم الرأفة معه.. وظل في السجن أسابيع.. يؤتى إليه
بالطعام والشراب, ثم يغلق عليه مرة أخرى.. وعندما
خاف ان يفتضح أمره لدى السلطات الحكومية - بعد أن أخذت المدرسة التي يدرس فيها الابن, تبعث تسأل عن غياب الابن- وخاف
أن يتطور الأمر, وقد يؤدي به إلى السجن
.. ففكر
في نفي ابنه إلى تنزانيا في أفريقيا, حيث يعيش والدا القسيس
.. وبالفعل نفاه
إلى هناك, وأخبر والديه بأن لا يرحموه, اذا ما هو عاد لكلامه وهذيانه كما يزعمون.. وان كلفهم الأمر بأن يقتلوه فليقتلوه
هناك.. ففي إفريقيا لن يبحث عنه أحد
!! سافر
الطفل إلى تنزانيا.. ولكنه لم ينس إسلامه.. وأخذ يبحث عن العرب والمسلمين, حتى وجد مسجداً فدخله وجلس إلى
المسلمين وأخبرهم بخبره.. فعطفوا عليه.. وأخذوا يعلمونه الإسلام.. ولكن الجد اكتشف
أمره.. فأخذه وسجنه كما فعل والده من قبل, ثم اخذ
في تعذيب الغلام.. ولكنه لم ينجح في إعادة الطفل عن عزمه, ولم يستطع ان يثنيه عما يريد ان يقوم به, وزاده السجن والتعذيب,
تثبيتاً وقوة للمضي فيما أراد له اللّه.. وفي
نهاية المطاف.. أراد جده أن يتخلص منه, فوضع له السم في الطعام.. ولكن اللّه لطف به, ولم يقتل في تلك الجريمة البشعة..
فبعد أن أكل قليلاً من الطعام أحس أن أحشاءه
تؤلمه فتقيأ, ثم قذف بنفسه من الغرفة التي كان بها إلى شرفة ومنها إلى الحديقة, التي غادرها سريعاً , إلى جماعة المسجد,
الذين أسرعوا بتقديم العلاج اللازم له,
حتى شفاه اللّه سبحانه وتعالى.. بعدها أخبرهم أن يخفوه لديهم.. ثم هربوه إلى أثيوبيا مع أحدهم.. فأسلم على يده في أثيوبيا
عشرات من الناس, دعاهم إلى الإسلام
..
قال لي الغلام: ثم خاف المسلمون علي
فأرسلوني الى جنوب إفريقيا.. وها أنذا هنا في جنوب أفريقيا.
أجالس العلماء واحضر اجتماعات الدعاة أين ما وجدت.. وأدعو الناس للإسلام.. هذا الدين الحق.. دين الفطرة.. الدين
الذي أمرنا اللّه أن نتبعه.. الدين الخاتم..
الدين الذي بشر به المسيح عليه السلام, بأن النبي محمد سيأتي من بعده وعلى العالم ان يتبعه.. ان المسيحيين لو اتبعوا ما جاء
في المسيحية الحقيقية, لسعدوا في الدنيا
والآخرة... فها هو الإنجيل غير المحرف, الذي وجدته في مكتبة الكنيسة بشيكاغو, يقول ذلك.. لقد دلني اللّه على ذلك
الكتاب, ومن أول صفحة افتحها, وأول سطر أقرأه.. تقول
لي الآيات: (قال المسيح ان نبياً عربياً سيأتي من بعدي اسمه أحمد
).. يا الـهي ما أرحمك, ما أعظمك, هديتني من حيث لا
احتسب.. وأنا ابن القسيس الذي ينكر ويجحد ذلك
!! .. لقد دمعت عيناي وأنا استمع إلى ذلك الطفل
الصغير
.. المعجزة.. في تلك السن الصغيرة, يهديه اللّه
بمعجزة لم أكن أتصورها.. يقطع كل هذه المسافات هارباً بدينه
..
لقد استمعت إليه, وصافحته, وقبلته, وقلت
له بأن اللّه سيكتب الخير
على يديه, ان شاء اللّه... ثم ودعني الصغير.. وتوارى في المسجد.. ولن أنسى ذلك الوجه المشع بالنور والإيمان وجه ذلك
الطفل الصغير.. الذي سمى نفسه محمداً
..فجلست في
مكاني
وأنا أردد:
)إنك لا تهدي
من أحببت ولكن اللّه يهدي من يشاء
(
وسافرت مرة إلى جنوب أفريقيا,
وصورة الطفل محمد في مخيلتي لم تتركني, وأخذت أسأل عنه.. فكانوا يقولون لي إنه كان هنا وسافر إلى مدينة أخرى, يدعو
الناس إلى اللّه.. وكنت متشوقاً أن ألقاه.