قصيدة المجنون ومحزونة الفؤاد
. عَهدتُ في هواها ولادتي
ومن رحم المحبةِ أعددتُ لِسفري
روحاً فيها عزيزةً
طُعن كل ضِلعٍ لها جورِ
ترادت منطرجةً بعدما
غَزتها نِعمَ الغازيةِ سمرِ
فَجَّرت ينابيعاً – حُقَتْ لها
ما حازَ بها في الإنس نفرِ
فتاةٌ يموج السِحر في كًنْفِ نواعسها
كربابةٍ تفانت في قمرِ
لا زينةَ لها إن تَزَيَّنَتْ
فزينتها فوق كل زينةٍ تُنِرِ
أتعلو فوق زينة الله زينة ؟
سبحانك ربي ما أظنها من البشرِ
أروتني حنيناً طال الزمان به
حتى آرق جوف ليلي والسحرِ
الكاسيةُ بالآداب إن نازعوني فيها
فقد نازعوني بَلادة في شطري
اسألوا قلبها إن عثرتم على مفاتيحه
ما أرسى في طياته والجدرِ؟
صُمَتْ مشاعرهمُ لدويِّ آذانهمُ
وكأني بدمائهمُ قد أصابها صرِ
إن لم يسمعوا صوتي من حيهمُ
سأسمعهمُ إياه من قطرِ
مجنونٌ ؟؟ قد شغفني هواها لأدبٍ ؟!
نِعْمَ الجنون – جنوني فيكي سمرِ
سمر أضحت كشمس في فضاء رحب
قد أُخذت في دفئها – في صمتي وفي جهري
فليشرِعوا من ما صنع الحدادين إن أرادوا لها صيدا
فلا أُبالي على أي جنب يكون فيها قدري
سمر لست من أهنأ ساكناً على وسادتي
وقد إعترضوكي خِسةً ريحانة عمري
سمر – إن شرفني الله بِصبح يُنجب اللقى
فقد ضمنت جناته وسلامة دهري
حبيبتي – إننا في قوم قد بانت محاسنهم
عليَّ أُخطأ الظن – أن تفرُ تُبَعٍ منها تنكرِ
ساءوا ندائي والحلال مِنكِ غايتي !!
عَلَّ تُفصح الأيام عما صنعت أنفسهمُ في تسترِ
لكل قوم في دينهمُ خُلقاً
فأيِّ دينٍ إن إختلطت فيهم الأخلاق لهمُ ينتشرِ؟!
أصْلُبي – أيْ محزونةِ الفؤادِ وأصدحي
قويةً – بِصوتٍ يتعالى في جهر
كفاكم صغياً لأنفسكم
فلا ديمومة – لقلوب من حجر
رأيتموني – بعدما جبتم الأرض – فأقحلت في وجوهكم
فلم تعثروا على كلأ فيها ولا قطرِ؟!
عَيْبٌ عليكم – وفي ردي شرفٌ
قد رَجَمْتم أنفسكم بالجمرِ
خُسِفْتُم – وخُسِفَتْ عاداتكم
تتشبثون في كل سَوْءٍ منها وقذرِ
متى شئتم ديناً – ومتى شئتم عرفاً !!
ولكم في كلاهما خياراً على نحري
إن سركمُ بني العُمومة قربي
فليُسُركم ما سمعتم مراراً من أمري
إرجعوا إلى حيث أُصيبت قلوبكم
فإني والله في عيدٍ – يوم قراري يكون حُرِ .