عن عمر يناهز الـ 78 عامًا، غيب الموت، الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بعد أقل من سبعة أشهر فقط على خلافته لأخيه الراحل الأمير سلطان.
جاء نبأ وفاة الأمير الراحل مفاجئاً بالنسبة للسعوديين، الذين فجعوا مجدداً بوفاة أحد أبرز الوجوه في العائلة الحاكمة، والرجل الذي حظي على الدوام بحب وتقدير كبيرين داخل المملكة وخارجها.
الأمير نايف المولود في الطائف عام 1933 يحظى برصيد شعبي قوي، خصوصاً بعدما نجاح في قيادة العمليات الأمنية والفكرية لمواجهة تنظيم القاعدة بالسعودية، واستطاع خلال 3 سنوات هي عمر الصراع الميداني مع التنظيم أن يشل أركانه ويجبره على الهروب من المملكة إلى مناطق شتى في العالم.
درس الأمير نايف في مدرسة الأمراء، وتدرج في المناصب التي تولاها منذ عهد والده الملك عبد العزيز، حيث تقلد أولى المناصب كوكيل لمنطقة الرياض، ثم أميرًا لمنطقة الرياض.
لم تدم إمارته لمنطقة الرياض كثيرًا، وعُين نائبًا لوزير الداخلية، ثم عٌين وزيرًا للدولة للشئون الداخلية.
فى السابع والعشرين من مارس 2009 أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرا ملكيا بتعيينه نائبًا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للداخلية، ثم صدر أمر ملكي فى أكتوبر من العام الماضى، بتعيينه وليا للعهد بعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز.
تولى الأمير نايف عددا من المناصب، أهمها الإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالمملكة العربية السعودية، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، الرئيس الفخري للجمعية الوطنية للمتقاعدين، الرئيس الفخري للجمعية السعودية للإعلام والاتصال رئيس لجنة الحج العليا، رئيس اللجنة العليا للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث سيول جدة، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي.
كما تقلد الأمير نايف منصب رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني، رئيس مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، رئيس مجلس القوى العاملة، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية البشرية، رئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصر رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة، نائب رئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وعضو في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
كان للأمير نايف عدد من المقولات الشهيرة منها "من المستحيل أن يقوم شباب في التاسعة عشر بتنفيذ عملية الحادي عشر من سبتمبر، أو أن يفعلها بن لادن والقاعدة بمفرده.. أعتقد أن الصهاينة مسئولون عن هذه الأحداث، أقترح أن يتم أخذ بصمات الأمريكيين الزائرين للمملكة مثلما يتم للزائريين عند دخول الولايات المتحدة".
وكانت أشهر العبارات للأمير الراحل: "إن بلاده لا تحتاج إلى إجراء انتخابات لأن التعيين يختار الأفضل دائماً، وإنه لو كانت العضوية بمجلس الشورى بالانتخاب لما كان الأعضاء على مستوى من الكفاءة".
تزوج الأمير نايف ثلاث زيجات، كانت الأولى نورة الفراج السبيعي (مطلقة) وأنجب منها الأميرة جواهر، والثانية الأميرة الجوهرة بنت عبد العزيز بن مساعد آل سعود، وأنجب منها الأميرة نورة، الأمير سعود، الأمير محمد، والأميرة سارة، والثالثة كانت الأميرة مها بنت محمد بن أحمد السديري (مطلقة) وأنجب منها الأميرة نوف، الأمير نواف، الأميرة مشاعل، الأميرة هيفاء، والأمير فهد.
وصف الأمير الراحل بأنه محافظ، إلا أنه كثيراً ما يبادر من خلال وزارته بخطوات تحديثية في المجتمع السعودي المحافظ، مثل إقرار بطاقات الهوية للنساء بعد أن كن لسنوات طويلة ملحقات في دفاتر العائلة بالرجال.