واشنطن تزيد تنسيقها مع تركيا بشأن سورية
واشنطن - جويس كرم
الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢
تصدر الملف السوري المحادثات التي أجراها نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو في واشنطن، خصوصاً تطلع واشنطن لتنظيم صفوف المعارضة السورية والتواصل مع روسيا والشركاء الدوليين للبحث في مرحلة ما بعد مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان.
وجاءت زيارة سنيريلي أوغلو الى واشنطن، التي انتهت أول من أمس، لمتابعة لقاء الرئيس باراك أوباما بنظيره التركي عبدالله غل خلال قمة حلف الشمال الأطلسي في شيكاغو مطلع الأسبوع. وأكدت مصادر موثوقة لـ «الحياة» أن الموضوع السوري كان في صلب الزيارة وأحد الدوافع الأساسية لها. وعلمت «الحياة» من مسؤول في البيت البيض أن أوغلو عقد لقاءات مع نائب مستشار الامن القومي دنيس ماكدونو قبل مغادرته أمس، بعدما كان التقى بنائب وزيرة الخارجية الأميركية ويليام برنز. وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن برنز وسينيرلي أوغلو «بحثا بنطاق واسع من القضايا أولها كان اجتماع الدول الخمس زائد واحد (حول ايران) وبالتأكيد بسورية كجزء من استشاراتنا المستمرة مع الجانب التركي حول الوضع هناك».
وتتجه الأنظار الأميركية نحو تنسيق أكبر مع تركيا في مجال تنظيم صفوف المعارضة والسعي لاقناع الجانب الروسي بتغيير موقفه الداعم حتى اليوم للنظام في دمشق. وأكدت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة» أن الادارة الأميركية تسعى لتنظيم صفوف المعارضة ووضع ورقة سياسية تلتقي حول مختلف الأطياف، وتمهد لاطلاق برنامج سياسي ولو في وقت متأخر.
ويأتي تنظيم المعارضة وتمتين قيادتها بهدف ما وصفته المصادر بأنه سعي أميركي لاطلاق حوار بينها وبين النظام، وهو ما رفضه المجلس الوطني السوري أخيراً قبل اجتماع القاهرة منذ أسبوعين. وجرى الغاء الاجتماع بعد الفشل في الاتفاق على ورقة سياسية، وفشل جهود واشطن بإقناع المجلس الوطني بدخول الحوار. وتؤكد مصادر المعارضة السورية أن هدف الحوار هو ضمن خطوات الادارة الأميركية لإقناع روسيا للتغيير بموقفها، اذ يعتبر هذا الأمر من أبرز مطالب موسكو وبالتالي فإن حدوثه أو فشله سيساعد في اقناع الكرملين بعدم جدواه.
وتعمل الادارة الأميركية على مستويات عدة الى جانب توحيد المعارضة، أبرزها في مجلس الأمن للتحضير لمرحلة ما بعد أنان، اما بارسال المزيد من المراقبين أو اعادة احياء جهود مجلس الأمن لاستصدار قرار دولي من دون فيتو روسي ثالث. كما تتواصل الادارة مع الشركاء الاقليميين، وخصوصاً السعودية التي زارها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان منذ أيام.
وازدادت التحذيرات في أوساط الاستخبارات من اختراق تنظيم «القاعدة» لمجموعات معارضة مسلحة في سورية. من هنا ترى واشنطن أن أي تسليح للثوار يجب أن يسبقه تنظيم صفوف المعارضة لضمان الصلة السياسية بين الاثنين وتفادي ظاهرة الميليشيات بشكل يعقد المرحلة الانتقالية لاحقاً ويزيد من حالة العنف اليوم.