دي ماتيو: الحظ حالفنا في الفوز بدوري الأبطال
EFE
دي ماتيو: الحظ حالفنا في الفوز بدوري الأبطال
أقر الإيطالي روبرتو دي ماتيو المدرب المؤقت لفريق تشيلسي الإنكليزي لكرة القدم، بأن الحظ حالف فريقه نوعا ما في الفوز على بايرن ميونيخ الألماني بضربات الترجيح (4-3) بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1) من المباراة النهائية التي أقيمت بينهما يوم السبت 19 مايو/أيار على ملعب "أليانز أرينا" في مدينة ميونيخ لدوري أبطال أوروبا.
وقال دي ماتيو بعد أن قاد فريقه اللندني بالتتويج بلقب البطولة لأول مرة في تاريخه: "أعتقد أن لاعبي بايرن قدموا مباراة رائعة، وربما أتيحت لهم فرص أكثر من التي أتيحت لنا، ولكن عندما تستمر المواجهة إلى ضربات الجزاء الترجيحية، تكون بحاجة إلى الحظ أحيانا لأنها مثل اليانصيب.
واعترف دي ماتيو الذي تولى تدريب تشيلسي بعد رحيل المدرب البرتغالي أندري فيلا بواش عن الفريق: "حالفنا الحظ أكثر من بايرن نوعا ما". وأضاف: "إنه انتصار تاريخي لنا ولفريقنا، فهي المرة الأولى التي يتوج فيها تشيلسي بلقب دوري الأبطال".
وعلى الرغم من اعترافات دي ماتيو بوقوف الحظ إلى جانبه في المباراة النهائية، إلا أن الحظ حالف الإيطالي عندما أقدم الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك فريق تشيلسي على إقالة المدرب السابق البرتغالي الواعد أندريه فيلاش بواش بعد تعثر البلوز في الدور المحلي، وسلم دفة تدريب الفريق لمساعده الإيطالي دي ماتيو نفسه.
وبعد انتهاء دور الحظ جاءت مهارات وحنكة دي ماتيو الذي اخرج اللاعبين من حالتهم النفسية السيئة وربما تمرد بعضهم من الحرس القديم وأصحاب النفوذ داخل الفريق، لدرجة دفعت بعضهم للقول إن لاعبي تشيلسي لم يخرجوا كل ما في جعبتهم مع فيلاش بواش بسبب خلافات شخصية معه.
وبدأ دي ماتيو مشواره الأوروبي بفوز دراماتيكي على نابولي الإيطالي (4-1) في إياب دور الـ16 لدوري الأبطال، بعد أن كانت مباراة الذهاب قد انتهت لصالح النادي الإيطالي (3-1) في عهد المدرب البرتغالي وتوقع الجميع خلالها أن مسيرة تشيلسي في البطولة قد انتهت.
ومن ثم قاد الإيطالي فريقه إلى تخطى بنفيكا البرتغالي بأعجوبة، والتأهل إلى الدور نصف النهائي لمواجهة فريق برشلونة الإسباني حامل اللقب. وقد فعل دي ماتيو، ما فعله المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد الحالي، من قبله بالبرشا عندما كان مدرباً لفريق إنتر ميلان الإيطالي، وتخطاه بالطريقة الدفاعية المستميتة. واقتنص الفوز على ملعب الستامفورد بريدج بأعجوبة، وتعادل مع البرشا على أرضه بهدفين لكل منهما، على الرغم من أن العملاق الكاتلوني سيطر على مجريات المباراة كعادته سيطرة مطلقة، ونجح في هز شباك العملاق التشيكي بيتر تشيك في الدقيقة 35 عبر سيرخيو بوسكيتش.
وعندما تلقى قائد البلوز جون تيري المدافع الصلب بطاقة حمراء مبكراً في الدقيقة الـ37 من الشوط الأول، بدا للجميع أن الباب بات مفتوحاً على مصراعيه للبرشا لبلوغ النهائي، وخاصة بعد أن ضاعف لاعبه اندريس انيستا النتيجة في الدقيقة الـ 43. ولكن تشلسي فاجأ الحارس الكاتالوني فيكتور فالديز الذي كان في نزهة حتى أخر دقيقة من عمر الشوط الأول، بهدف للبرازيلي راميرز سانتوس بعد هجمة مرتدة سريعة لينتهي الشوط الأول بنتيجة 2-1.
وعاند الحظ في الشوط الثاني ميسي الذي أهدر ركلة جزاء حصل عليها زميله سيسك فابريغاس، وزج المدرب الإيطالي بالمهاجم الإسباني فيرناندو توريس الذي قضي على آمال الفريق الكاتالوني بالاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا، بتسجيله هدف التعادل للفريق الإنكليزي في نهاية اللقاء.
ومن ثم اعتمد دي ماتيود طريقة مشابهة للدور نصف النهائي، ومرت المباراة النهائية تحت سيناريو مشابه لمباراته مع البرشا، فقد لعب الفريق البافاري بطريقة البرشا إذ سيطر على الملعب بطوله وعرضه محاصراً خصمه في منطقته طوال وقت المباراة. وتقدم الفريق البافاري في الدقيقة الـ 83 بهدف للاعبه موللر، ولكنه لم يتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه في الدقائق القليلة المتبقية فقد سجل المهاجم الإيفواري ديديه دروغبا هدف التعادل للبلوز بعد 5 دقائق فقط برأسية قوية في أقصى الزاوية اليسرى للحارس مانويل نوير، بعد كرة نفذها الإسباني خوان ماتا من الضربة الركنية الوحيدة التي أتيحت لهم مقابل 18 ضربة ركنية نفذها الفريق البافاري لم تسفر عن شيء. وانتهى الوقت الأصلي بهدف لكل من الفريقين، ليصار إلى لعب شوطين إضافيين.
حصل الفرنسي بلال ريبيري مهاجم فريق بايرن في بداية الشوط الأول على ضربة جزاء لفريقه بعد عرقلة من قبل دروغبا فتلقى ريبيري إصابة على إثرها وخرج من أرض الملعب، بينما أهدر زميله اريين روبن ضربة الجزاء، فقد انقض العملاق بيتر تشيك ببراعة لتسديدته القوية في الزاوية اليمنى.
وفي الشوط الإضافي الثاني أتيحت فرصة ذهبية للفريق البافاري للتسجيل عندما تلقى المهاجم البديل الكرواتي ايفيتسا أوليتش كرة داخل منطقة الجزاء في الجهة اليسرى ومررها عرضية لزميله البديل الآخر المدافع دانيل فان بوتين ولكنها ذهبت بعيدة عنه بجوار القائم الأيمن. وبهذا الشكل انتهى الوقت الإضافي بالتعادل السلبي، ولجأ الفريقان إلى ضربات الترجيح التي حسمها فريق تشيلسي بفضل حارسه العملاق تشيك لصالحه بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، بعد مباراة كانت لصالح الفريق البافاري بجميع المقاييس.
وقاد بذلك روبيرتو دي ماتيو فريق تشيلسي الى التتويج بلقبه الأول في البطولة القارية، فلم يسبق له أن اعتلى منصة تتويج دوري ابطال أوروبا في تاريخه.
وضمن الفريق اللندني مشاركته في دوري الأبطال في الموسم الماضي، منقذاً بذلك موسمه الذي كان متعثراً في الدوري المحلي، حيث احتل المركز السادس بعيداً عن مراكز الفرق المتقدمة المشاركة في هذه البطولة في الموسم المقبل، ولكنه نجح في التتويج بلقب بطل كأس إنكلترا على حساب ليفربول، بقيادة مدربه المؤقت روبرتو دي ماتيو، الذي على ما يبدو سيبقى في منصبه بعد هذا الفوز الرائع.
واذا ما تقرر الإبقاء على دي ماتيو مدرباً لتشيلسي كما دعا قائد البلوز جون تيري فسيكون رابحا، واذا لم يحدث هذا الأمر ستنهال عليه العروض بكل تأكيد من أندية عملاقة أخرى لا تقل شاناً عن الفريق اللندني.