13 ألف قتيل منذ بدء الاحتجاجات.. وأوباما يسعى إلى تطبيق النموذج اليمني في سورية
قصف واشتباكات في مناطق عدة.. ودمشق تنأى عن مجزرة الحولة
المصدر: عواصم ــ وكالات التاريخ: 28 مايو 2012
تظاهرة أمام القنصلية السورية في إسطنبول احتجاجاً على مجزرة الحولة. أ.ف.ب
قتل ثمانية مدنيين، أمس، بينهم طفل وفتاة، فيما جرت اشتباكات بين القوات النظامية وكتائب معارضة في دمشق وحماة ومناطق سورية عدة، وفيما نفت دمشق بشكل قاطع مسؤولية قواتها عن ارتكاب مجزرة الحولة، معلنة تشكيل لجنة عسكرية عدلية للتحقيق في مجرياتها، كشفت تقارير إخبارية أميركية أن الرئيس، باراك أوباما، سيدفع باتجاه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من خلال اقتراح بتطبيق النموذج اليمني نفسه في سورية التي قتل فيها اكثر من 13 الف شخص، اغلبهم من المدنيين، خلال اعمال العنف منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد النظام منتصف مارس .2011
وتفصيلاً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ثلاثة مواطنين في مدينة حماة قتلوا صباح امس، وأوضح المرصد ان بين القتلى سائق حافلة قتل برصاص قناصة، فيما سقط اثنان اثر العمليات المنيةي بحي الصواعق في المدينة.
وكان المرصد افاد في وقت سابق بأن احياء عدة في حماة شهدت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المعارضة التي تقاتل النظام السوري مترافقة مع سماع اصوات انفجارات واطلاق نار من رشاشات ثقيلة في احياء بساتين حي الظاهرية ومشاع وادي الجوز، مصدرها آليات القوات النظامية.
وفي ريف دمشق، اضاف المرصد «استشهد، فجر امس، في مدينة داريا شاب، واخر في بلدة يلدا، اثر اطلاق نار عشوائي» لم يبين مصدريه.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة المعارضة في مدينة حرستا، مشيراً الى اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة وخفيفة. واضاف ان اشتباكات عنيفة دارت في بلدات ومدن عدة بريف دمشق، بين الكتائب المعارضة المقاتلة والقوات النظامية السورية.
وفي العاصمة، استهدف انفجار سيارة للأمن على الطريق المحلق الجنوبي بمنطقة المزة، ما اسفر عن اصابة بعض عناصر الأمن بجروح، حسب المصدر نفسه.
واصيب مواطنون بجراح اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية لتفريق مشيعين في نهر عيشة.
وفي ريف حمص، تعرضت مدينة الرستن، الخارجة عن سيطرة النظام منذ اشهر، لقصف عنيف، بحسب المرصد الذي نقل عن احد النشطاء في المدينة ان 30 قذيفة سقطت خلال ربع ساعة، فجر امس.
وفي حمص، قتل ناشط من حي الخالدية اثر اصابته برصاص قناصة. وفي حماة ، تشهد احياء عدة اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المعارضة التي تقاتل النظام مترافقة مع سماع اصوات انفجارات واطلاق نار من رشاشات ثقيلة في احياء بساتين حي الظاهرية ومشاع وادي الجوز مصدرها اليات القوات النظامية.
وفي ريف ادلب ، قتلت فتاة وطفل اثر سقوط قذائف هاون على مدينة خان شيخون، حسبما نقل المرصد عن نشطاء من المنطقة. وفي ريف درعا، نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في مدينة جاسم اسفرت عن اعتقال ثلاثة مواطنين.
ودخلت قوات حرس الحدود العراقية التي تتمركز قرب الحدود الغربية مع سورية في حالة استنفار، منذ مساء أول من أمس، بعد اندلاع اشتباكات ووقوع انفجارات في الجانب السوري، بحسب ما افادت مصادر امنية وكالة «فرانس برس».
وبالتزامن مع ذلك خرجت، صباح امس، تظاهرات في بلدات وقرى عدة في محافظات حلب وادلب وحماة وريف دمشق ودرعا تنديداً بمجزرة الحولة التي ارتفع عدد ضحاياها الى ،114 بينهم نحو 32 طفلاً، بعد ان تم تسليم المزيد من جثامين الشهداء بوجود المراقبين والعثور على جثامين اخرين .
ونفت سورية بشكل قاطع مسؤولية قواتها عن ارتكاب مجزرة الحولة، معلنة تشكيل لجنة عسكرية عدلية للتحقيق بمجرياتها وتقديم نتائج تحقيقاتها خلال مدة ثلاثة ايام. واتهمت الصحف السورية امس مجموعات إرهابية من تنظيم «القاعدة» بارتكاب مجزرتين مروعتين بحق عدد من العائلات في بلدتي الشومرية وتل دو بريف حمص.
ودانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، المجزرة معتبرة انها فظاعة، ودعت مجدداً الى وقف اراقة الدماء في البلاد. وقالت ان الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها الدوليين لزيادة الضغط على الأسد واعوانه، بعد المعلومات بشأن مجزرة الحولة، مؤكدة ان حكم القتل والخوف يجب ان ينتهي. كما دان الأردن بشدة المجزرة، ودعا إلى حل يوقف نزيف الدم. من جهته دعا الحزب الاشتراكي الفرنسي، المجتمع الدولي إلى وقف المجزرة في سورية. ودان العراق ايضا مجزرة الحولة ودعا الى انجاز التحول في سورية. واعلنت الكويت انها تجري اتصالات مع بقية الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية بعد المجزرة، حسبما افادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية. من جهته كلّف وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، مسؤولي وزارته، امس، باستدعاء القائم بأعمال السفارة السورية في لندن، على خلفية مذبحة الحولة، وسيتوجه في وقت لاحق إلى موسكو لإجراء مباحثات حول تطورات الأوضاع في سورية، وحشد الدعم ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
واعلنت سورية ان المبعوث الدولي المشترك، كوفي انان، المكلف حل الأزمة سيصل دمشق غداً. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، ان وزير الخارجية، وليد المعلم، تحدث مع انان ووضعه بصورة ما جرى بالتفاصيل في الحولة، وصورة التحقيق الرسمي السوري الذي يجري حالياً.
في الأثناء، كشفت تقارير إخبارية أميركية أن الرئيس باراك أوباما سيدفع باتجاه رحيل الرئيس السوري من خلال اقتراح بتطبيق النموذج اليمني نفسه في سورية، وذلك في مسعى لوقف نزيف الدم المستمر منذ أكثر من عام.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، امس، أن الخطة المقترحة تدعو إلى تسوية سلمية عبر المفاوضات، ترضي جماعات المعارضة السورية، لكنها ستبقي على بقية حكومة الأسد في مكانها. وتهدف الخطة إلى اتباع النموذج اليمني في نقل السلطة. وأكدت الصحيفة أن نجاح الخطة يتوقف على روسيا، الحليف الأقوى للأسد، والمعارض بشدة لتنحيه. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة أن أوباما سيعرض الخطة خلال لقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الشهر المقبل. وقتل اكثر من 13 الف شخص اغلبهم من المدنيين خلال اعمال عنف منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري منتصف مارس ،2011 حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. واوضح المرصد ان 9183 مدنياً و3072 عنصراً من القوات الحكومية و794 منشقاً قتلوا خلال قمع الحركة الاحتجاجية.