صقر Admin
تاريخ التسجيل : 12/05/2011 تاريخ الميلاد : 09/05/1980 عدد || مسآهمآتي: : 786 نقاط : 1872 التقيم : 7 المزاج : الحمد لله العمر : 44 الاقامة : السعودية العمل/الترفيه : الانشاء والتعمير الساعة الان :
بطاقة الشخصية >لعب الادوار: بطاقة شخصية
| | مجزرة الحولة مفرق في ثورة سورية، لم تُكسر فيها شوكة جيش الثورة الحر، بل كان | |
لماذا «الحولة»؟ سامي الماجد الجمعة ١ يونيو ٢٠١٢ مجزرة الحولة مفرق في ثورة سورية، لم تُكسر فيها شوكة جيش الثورة الحر، بل كانت تعبيراً عن تخبط نظام بشار المجرم، ونراها ببشاعتها وقسوتها مؤشر ضعف، لا مؤشر قوة؛ لأن القوي ليس في حاجة لإثبات قوته وإظهار شوكته إلى أن ينحر أطفالاً صغاراً، ونساءً عزّلاً كما تنحر الذبيحة، في مذبحة بشعة استنكرها العالم أجمع حتى دولة إسرائيل...دولة الإرهاب. حين يستهدف جيش مدجج بأثقل السلاح وأقواه نفوساً بريئة بوحشية لا تقوى على مشاهدتها قلوب الرجال فضلاً عن النساء، فذاك منه دليل على عجزٍ ظاهرٍ عن كسر شوكة الجيش الحر، ويتوهم نظام بشار البائس حين يظن أن مثل هذه المجازر ستحمل الثوار على الاستسلام وإلقاء السلاح، فالثورة اليوم ليس لها إلا الإصرار على إسقاط النظام الجاثم على صدور أحرار الشام عقوداً تطاول فيها ليل الظلم والقهر والاستبداد والفساد، وليس للثورة خط رجعة يضمن لها السلامة، إلقاء السلاح بالنسبة للثوار عملية انتحار جماعي، ليس لهم وحدهم، بل للشعب الثائر أجمع. من البائسين المخذلين المثبطين من يفرح بمثل هذه المجازر البشعة المبكية بحق؛ ليجعل منها شاهداً يريد أن يُثبت به للناس صحة منهجه المدجن، الموغل في الاستسلام والضعة والوهن والهوان، فيقول - بكل صفاقة وبقلب كأنما قُدَّ من حجرٍ متبلدِ الإحساس منسلخٍ من أدنى عاطفة - وكأنما لسانه لسان الشماتة: لو لم يخرجوا على نظام بشار، لما حصلت المجزرة، تماماً كما قال المنافقون الذين قعدوا عن الجهاد يوم قتل شهداء أُحُد: «لو أطاعونا ما قتلوا» فكان الجواب: «قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين». صحيح أن لموازين القوة أثراً في تقدير المصلحة والمفسدة في مسألة الخروج على الحاكم المسرف في الإجرام والفساد والظلم؛ كما هو شأن غيرها من المسائل الشرعية التي يراعى فيها تحقيق المصلحة ودرء المفسدة؛ لكن نسي هذا المتبلد في مشاعره أن الثورة كانت سلمية تريد التغيير بعد أن طفح الكيل، ولم يُحمل فيها السلاح إلا بعد أن ألجأهم النظام الغاشم إلى حمله، ولست هنا لأناقش هذا المنهج المدجَّن المسيس، فقد كشفت الثورة عواره وبواره، وإنما قصدتُ أن ألفتَ النظر إلى خسة طبع صاحب هذا المنهج وقلة مروءته وقِحته، ففي الوقت الذي تتابعت فيه أصوات الإدانة لنظام بشار؛ حتى صوت الصهاينة في دولة إسرائيل، خرج هذا الصوت النشاز؛ ليشغب على الحقيقة، ويلوي بالإدانة إلى الثوار بدل النظام. وعلى كلٍ فقد أصبحت مجزرة الحولة مفرقاً في مسار الثورة، فالآن تتابعت الدول الغربية على طرد سفراء نظام بشار، وهي بلا شك خطوة لها ما بعدها، ومؤشر على تحول في الموقف الدولي تجاه الثورة، ومهما يكن فستبقى هذه المجزرة وصمة عار لن يمحوها التاريخ عن جبين العالم، وهيئاته غير المتحدة، فما كان لها أن تقع لولا تخاذله عن حماية المدنيين الأبرياء، ورخاوة موقفه من النظام السوري، والأيام حُبلى، عسى أن تكون بالمبشرات، فقد تطاول ليل الظلم والقهر، وجاوز الظالمون المدى. والله وحده المستعان. * أكاديمي في الشريعة. samialmajed@gmail.com @samialmajed
| |
|