لكوليسترول عند الاطفال خطر يهدد حياتهم
الكوليسترول عند الاطفال خطر يهدد حياتهم
بخلاف الاعتقاد الشائع بين الجميع،* الاطفال ليسوا في* مأمن من ارتفاع معدلات الكوليسترول في* الدم الذي* له اضرار وخيمة على الصحة*.
فالسمنة والعادات الغذائية السيئة وقلة التمارين الرياضية،* كلها اسباب تؤدي* الى زيادة الامر سوءا،* مما دفع منظمة الصحة العالمية وجمعيات طب الاطفال الى التحذير من هذا الخطر*.
وفي* هذا العدد* يقول د*. رياض الجهرمي* »استشاري* امراض باطنية*« ان اخطر انواع الكوليسترول عند الاطفال هو نوع* »الزيادة المفرطة هايبر كوليستروليما*« وهو نوع وراثي* من الكوليسترول اذا لم* يكتشف ويعالج في* اولى سنوات عمر الطفل،* يؤدي* الى الوفاة في* سن مبكرة جدا*. للاسف الشديد ان بعض بلدان الشرق الاوسط،* اضافة الى كندا وجنوب افريقيا،* هي* احدى المناطق التي* تشهد نسبة من الاصابات بهذا النواع من كوليسترول الاطفال*.
تقول الدراسات ان السبب ربما* يكون التزاوج بين الاقارب في* مثل هذه المجتمعات المعتادة على هذا النوع من الزواج،* هناك عدة انواع من دهنيات الدم عند الاطفال لا نجدها عند الكبار،* منها الهايبر كوليستروليما،* لان معظم هؤلاء الاطفال الذين* يصابون بها لا* يعمرون ويتوفون* غالبا في* سن مبكرة*.
حوالي* العاشرة من جراء اصابتهم بازمة قلبية شاملة،* ما لم* يتوفر لهم العلاج المناسب منذ الصغر*. اما سبب هذا النوع من الكوليسترول فهو وراثي*. اذا حمل الاب والام معا الجين الوراثي* لهذا المرض،* يكون هناك احتمال *٥٢٪* ان* يلد الطفل ومعه ما* يسمى الهايبر كوليستروليما الوراثي،* فيعجز جيمه عن حرق الدهون الموجودة في* الدم مما* يؤدي* الى تصلب الشرايين وبدء الاضطرابات في* القلب*. لحسن الحظ ان نسبة الاصابة بهذا المرض ليست كبيرة*. والوقاية تكون هنا بالامتناع عن الزواج بين الاقارب سيما اذا ظهرت دلائل ارتفاع معدلات الكوليسترول في* العائلة التي* يعنيها الامر*.
ويضيف د*. جهرمي* ان الاكتشاف المبكر للمرض حيوي* جدا ويجب فحص الكوليسترول عند الاطفال بعد بلوغه عمر السنتين،* فاذا ظهر معه المرض،* يخضع الطفل لحمية* غذائية خاصة،* بالاضافة الى ادوية* يحددها الاخصائيون،* وقد* يحتاج الطفل لغسيل للدم بهدف اخراج الكوليسترول منه،* ويجب اتباع العلاج مدى الحياة،* علما بان لا* يقضي* على احتمال تصلب الشرايين والاصابة بازمة قلبية،* وانما* يخفف ذلك كثيرا*.
وهناك ايضا أخطار اخرى تختص بالاطفال تتعلق بدهون الدم،* وهي* نوعان*: *- النوع الاول* يدعى* »زيادة الدهنيات المفرطة الخارجية*« وهذا النوع الوراثي* يرثه الطفل من الابوين*. يجب اكتشافه مبكرا،* بين عمر السنتين والاربع سنين،* وهو* يحمل الاخطار نفسها للقلب والشرايين سالفة الذكر،* بالاضافة الى خطر الالتهاب في* غدة البنكرياس*.
علاجه سهل نسبيا لانه* يقتصر على الحمية الغذائية السليمة والابتعاد عن الكحول والتدخين،* ولكن المهم جدا هو اكتشافه مبكرا قبل ان* يقع الخطر*. النوع الثاني* هو* »زيادة الدهنيات المفرطة الداخلية*« وهو ايضا وراثي،* ولكن* يكفي* ان* يحمل احد الوالدين العامل الوراثي* لتكون نسبة اصابة الطفل بالمرض *٠٥٪*. وهذا المرض لا* يظهر عادة قبل سن العشرين،* الا اذا كان الطفل* يعاني* البدانة او* يكثر من تناول السكر*. اب سائل* يسأل ما اذا كان من المحتمل ان* يصاب الطفل بالكوليسترول والتروفليسريد في* الوقت نفسه،* الجواب هنا نعم،* هذا احتمال وارد*. والسبب ايضا وراثي* يأتي* عادة من احد الوالدين*. في* الماضي،* لم* يكن هذا النوع* يظهر قبل سن الثلاثين*. لكن انتشار السمنة عند الاطفال جعل المرض* يظهر مبكرا في* سن مبكرة،* حوالي* السنة السادسة من العمر*.
ينصح د*. رياض الجهرمي* الاهالي* الذين* يشكون بوجود عامل وراثي* باجراء الفحوصات اللازمة لاطفالهم ما بين السنتين والاربع سنوات،* حتى ولو لم* يكن الطفل* يعاني* من الوزن الزائد*. يجب على كل اهل القيام بكل ما من شأنه تجنيب اطفالهم عوامل الخطر الاخرى*. الاطفل ذوو الوزن الزائد* يجب ان* يتخلصوا منه*.
يجب توعية الاطفال حول مخاطر التدخين بهدف الحد من احتمال اصابة الشرايين بالتصلب،* كما* يجب اعتماد نظام* غذائي* سليم لا تزيد فيه نسبة الدهون على *٠٣٪* من اجمالي* السعرات الحرارية* »تكون *٠١٪* فقط منها دهونا متشبعة*«،* وتخفيف الاطعمة التي* تحتوي* على الكوليسترول،* وتشجيع الاطفال على تناول فيتامين هـ* »المتوفر في* السمك والحبوب*«. هذه كلها اجراءات وقائية،* فاذا لم تنجح معنا في* ردع الخطر،* نضطر عندها للجوء الى الادوية*. انواع الادوية والكميات،* وما شابه،* يعتمد طبعا على حدة حالة الطفل وعمره*.. الخ ولا تأخذ الادوية طبعا الا حسبما* يشير به الطبيب