احذر تأثير الطقس الشتوي على المزاج
احذر تأثير الطقس الشتوي على المزاج
وجد أن لفصول السنة تأثير مباشر على الإنسان في مراحل تطوره النفسي، حيث تعاني المرأة بصورة أكبر من أعراض الاكتئاب الشتوي مقارنة الى الرجال
لقد وجد أن لفصول السنة تأثير مباشر على الإنسان في مراحل تطوره النفسي، وعلى سبيل المثال فان قصر النهار وطول الليل يحدث إنما يعرف بالعتامة النفسية التي يصاحبها عدم القدرة على الإنتاج والعمل والاندماج في الحياة الاجتماعية، كما يصاحبها لدى المصابين بها آلام نفسية في الليل واضطراب في النوم.
وتظهر هذه الاكتئاب بدرجة أكبر عند النساء منها عند الرجال، حيث تعاني المرأة بصورة أكبر من أعراض الاكتئاب الشتوي بنسبة تصل إلى 8% مقارنة ب 3% في الرجال، وذلك بسبب بعض الاضطرابات الهرمونية، فهي على رغم قدرتها على التحمل للبناء الإنساني والبيولوجي والهرموني تحتاج إلى الأمان النفسي الصحي والاجتماعي في احترام طاقاتها وتبرير دوافعها، حتى لا تكون تحت تأثير الظروف البيئية المحيطة التي تحدثها تغيرات الفصول.
أما المشاركة الإنسانية الأسرية فتمثل ضرورة من ضرورات الحياة لدفع شبح العزلة، وحتى لا تقع فريسة للظروف المناخية بتأثيراتها المباشرة على الجهاز الإنساني، وفي موسم الشتاء حيث يطول الليل، فانه يجب أن يكون فرصة سانحة لاجتماع الأسر والالتقاء فيما بينهم، حيث يدور الحديث بين الأهل فيحدث التبرير السوي والإسقاطات النفسية الطبية التي تزيل الهم والغم والآلام النفسية، من دون الحاجة إلى علاج أو دواء لأنها تعتبر بمنزلة جلسات نفسية تساعد على الاستقرار النفسي والاجتماعي.
أما إذا حدثت عوارض واضطرابات جسمانية، فيلزم استشارة أحد الأطباء النفسانيين لمعرفة الأسباب والدوافع، كذلك يمكن تناول بعض الأدوية المطمئنة البسيطة ومضادات القلق.أعباء الحياة من الأسباب ليستا لتغيرات المناخية وحدها المسئولة عن الاضطرابات الموسمية، وذلك لأن متطلبات الحياة تقف أيضا وراء الإصابة بالاكتئاب الشتوي. والاكتئاب الشتوي اضطراب متكرر في المزاج يحدث لدى البعض في صورة نوبات تأتي في فصلي الخريف والشتاء، بأعراض تختلف إلى حد ما عن الاكتئاب التقليدي، ويتحسن المريض تلقائيا في فصلي الربيع والصيف.
ولا يوجد سبب أكيد لحدوث هذا المرض، وان كانت النظريات المفسرة له تتعدد في هذا الشأن. فهناك نظريات اجتماعية ترى أن السبب زيادة متطلبات الحياة في فصول معينة من السنة، مما يشكل عبئا ضاغطا في العمل والحياة. وهناك النظريات الحيوية وهي التي تلقي باللوم على تغيرات فصول السنة، وما يصاحبها من تغيرات في طول وقصر ساعات الليل والنهار،وقلة التعرض للضوء في فصل الشتاء، مما يؤثر بالتالي في الموصلات الكيميائية في المخ.وتختلف أعراض الاكتئاب الشتوي عنها في الاكتئاب العادي، فهي مثلا تختلف في توقيت النوبات التي تحدث خلال فصلي الخريف والشتاء، وتتحسن في فصلي الربيع والصيف،وتختلف أيضا في تفضيل المريض للنوم ولساعات طويلة، وزيادة شهيته للطعام، خصوصا النشويات وذلك بعكس مريض الاكتئاب العادي.
لكن الأعراض الاكتئابية الأخرى تكون متماثلة مثل نقص النشاط وسوء المزاج، فإن حدوث
مرض الاكتئاب الشتوي في فصل يقل فيها الضوء قد أدى إلى إيجاد طريقة لعلاج مرضاه، وذلك بتعريضهم لضوء اصطناعي قوي لمدة ساعة إلى ساعتين يوميا، حيث وجد أن 50% منهم يتحسنون أو يستجيبون للعلاج.
وعلى الرغم من هذا فإننا نفضل تعريضهم لضوء النهار حيث وجد أن الاستجابة مماثلة.وطريقة العلاج بالضوء تلك ليس لصحتها أدلة علمية كافية، ومن ثم فان العلاج يكون بمضادات الاكتئاب بمن فيهم مرضى الاكتئاب الشتوي خصوصا أولئك الذين لايستجيبون للعلاج بالضوء.