غـالـي الأثمـان عضو جديد
تاريخ التسجيل : 25/05/2012 تاريخ الميلاد : 19/12/1990 عدد || مسآهمآتي: : 77 نقاط : 229 التقيم : 10 العمر : 33 الساعة الان :
| موضوع: قفزات زمانية على طريق العودة زياد المشوخي مسيرات العودة إلى فلسطين والتي ا الأربعاء يونيو 06, 2012 6:16 pm | |
| قفزات زمانية على طريق العودة |
| زياد المشوخي
| مسيرات العودة إلى فلسطين والتي انطلقت في ذكرى النكبة هذا العام 2011م، وعادت وتكررت في ذكرى النكسة، حملت معها الكثير من الدلالات، فقد أثبت تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه وثوابته واستعداده للمزيد من التضحية، وأظهرت وقوف الشعوب الإسلامية وجميع المنصفين في العالم مع الشعب الفلسطيني، الفعاليات التي تزامنت مع الذكرى لم تقتصر على الدول المجاورة للكيان الصهيوني بل امتدت إلى العديد من العواصم العربية والأجنبية.
إن مسألة نهاية الكيان الصهيوني بالنسبة للصهاينة أنفسهم هي مسألة وقت، وإن بعض الأحداث تُشكل "قفزات زمانية" لتعجيل تلك النهاية، ومن بين هذه القفزات الزمانية مسيرات العودة إلى فلسطين أو ما أطلق عليها "الانتفاضة الثالثة"، لذا فقد اعتبر الباحث الصهيوني روبين أن الفلسطينيين بدأوا باعتماد إستراتيجية جديدة أثبتت نجاحها في الدول العربية، تكمن في تحويل "إسرائيل" كلها لميدان تحرير لإجبار الجيش الصهيوني على القيام بقتل جماعي لـ"اللاجئين العائدين بسلام لديارهم"، موضحاً بأن ما حدث "يوم النكبة" هو بداية استخدام للإستراتيجية، أما وزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعيزر فقد عبر عن قلقه مما جرى بقوله: "إسرائيل لا تملك الرد على تجمهر حشود كبيرة على حدودها، وأن محاولتها شرح موقفها للعالم هي معركة خاسرة"، وأضاف محذرا: "قد نشهد في أيلول (سبتمبر) المقبل، موعد اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين دولة مستقلة، مشاهد مخيفة تسبب لإسرائيل ضرراً اقتصادياً".
ردة فعل الجيش الصهيوني كانت عنيفة جداً، ولكنها فاشلة تماماً، وقوبلت بانتقادات لاذعة وشديدة سواء من داخل المؤسسة الأمنية الصهيونية أو السياسية أو الإعلامية، أما منظمة هيومن رايتس فقد دعت الاحتلال لإجراء تحقيقات في الاعتداءات على المسيرات السلمية في ذكرى النكبة الـ63، والتي أسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيا.
يدرك الصهاينة تماماً أن "القفزات الزمانية" لن تتوقف عند تلك المسيرات، وأن هنالك المزيد من تلك القفزات فقد كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" وبعد يومي النكبة والنكسة تستعد لأيام أخرى قادمة، منها: أسطول الحرية الثاني، وحملة الحرية من الجو حيث من المقرر أن يتوجه المئات من الناشطين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في يوليو القادم إلى مطار اللد من عدة أماكن من العالم.
هذه "القفزات الزمانية" تتسارع من الحرب على غزة إلى حادثة أسطول الحرية إلى الثورات العربية وبشكل خاص الثورة المصرية، إلى مسيرات العودة، وهي تأتي من خارج الكيان، إلا أن هنالك "قفزات زمانية" داخلية لا ينبغي أن نغفل عنها، وهي ما بات يعرف لدى الصهاينة بـ"اليوم الأسود"، وهذا ما أثبتته نتائج دراسة أكاديمية "إسرائيلية" حديثة ونشرتها مجلة الصفوة "إيرتس أحيرت"؛ أُجْرِيت في جامعة "بار إيلان" وهو: أنّ "الإسرائيليين" يبدون حرصًا كبيرًا على محاولة الحصول على جواز سفر أجنبيٍّ بسبب عدم يَقِينهم بإمكانية بقاء دولتهم، وجاء في الدراسة أن سبعة آلاف "إسرائيلي" يتمكّنون من الحصول على جواز سفر أجنبي كل عام، في حين تُقدّر المجلة أنّ عدد الذين يُحاوِلون ويفشلون في الحصول على الجواز الأجنبي يبلغ عدة أضعاف هذا العدد، وأوْضَحت الدراسة أنّ "الإسرائيليين"، الذين يبدون حرصًا على الحصول على الجواز الأجنبي، يُجاهِرون بالقول إنَّهم يقدمون على هذه الخطوة بسبب الخوف من انهيار دولتهم؛ حيث إنّ الحصول على الجواز الأجنبي يمكِنهم من النجاة والعثور على مكان يلجأ إليه وقت الحاجة، وقدرت الدراسة أن نحو نصف البالغين "الإسرائيليين" حصلوا على جوازات سفر أجنبية بسبب الخوف من "يوم أسود" مع استمرار التخوف من التهديدات الخارجية، ويوضح هيرباز - المحاضر في علم الاجتماع بجامعة تل أبيب - تنامي الانتقادات لـ"إسرائيل" في العالم، وأن رغبة النخب "الإسرائيلية" عدم الانتساب لهذه الجماعة "الإسرائيلية" المتخلفة وغير الأخلاقية.
أما الكاتب الصحفي جدعون ليفي فيرى أن "الظاهرة غير المسبوقة" كثيرة وغريبة، لكن القاعدة الجامعة لجميعها هي الخوف الفردي والجماعي لدى "الإسرائيليين" الذين يرون بالجواز الأجنبي "بوليصة تأمين" لـ"يوم زمهريري عاصف"، ولا ننسى أن رئيس الكنيست الأسبق أبراهام بورغ أثار في 2007 عاصفة حينما كشف في تصريحات صحفية عن اعتداده بحمله جواز سفر فرنسيا وبقوله إن 50% من "الإسرائيليين" يفضلون أن يغادر أبناؤهم البلاد ليعيشوا في الخارج. وأضاف "نحن أموات هنا، ولا وجود يهوديا بدون رواية، وهنا لا رواية وأنا أوصي كل من يستطيع من الإسرائيليين باستصدار جواز سفر أجنبي".
إن نهاية هذا الكيان قريبة جداً، وإن من يتابع هذه القفزات يدرك التغيرات التي حدثت، وهي حصيلة جهود وعطاءات وتضحيات وبذل وعمل دؤوب في طريق إعادة الحقوق لأصحابها، ولم تكن تلك "القفزات الزمانية" إلا منحاً ربانية وسلواناً لأولئك الباذلين والمظلومين، وإن الواجب المضي في هذا الطريق وتطوير الأفكار والأساليب والوسائل حتى إعادة كامل الحقوق، طالما أننا جميعاً نرى بدء نضوج الثمار، واقتراب النصر.
|
| |
|