منتدى ابيان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
منتديات مضايف العكيدات ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
منتدى ابيان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
منتديات مضايف العكيدات ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
منتدى ابيان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمنتدى ابيانأحدث الصورالتسجيلدخول

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية
مرحبا بك يــا زائر في منتديات ابيان رجال العكيدات
مساحة اعلانية

 

 أحكام عشرة ذي الحجة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:40 pm

أحكام عشرة ذي الحجة

أحكام عشرة ذي الحجة H10




أحكام عشرة ذي الحجة 131

أحكام عشرة ذي الحجة 163

أحكام عشرة ذي الحجة 162

إلى كل من وفقه الله لإدراك عشر ذي الحجة

متعب بن محمد بن أحمد المهابي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي يوفق من يشاء من عباده لإغتنام لحظات حياته فيما يقربه إلى ربه وباريه ، والصلاة والسلام على خير من كان راغباً إلى ربه في كل لحظات حياته ودقائق عمره ... أما بعد...:
إن الإنسان في هذه الدنيا يكون فيها كالمسافر الغريب الذي ينزل ببلد فسرعان ما يرتحل منها عائدا الى مستقر وطنه وبلده الذي تربى ونشأ فيه ولا يدري هل يصل إليه أم لا يصل فتجده في سفره هذا أعد العدة وتاهب إليه وتزود لاجل مواجهة نوائب الطريق ، فإذا كان الإنسان في سفره مستعد فالاحرى به أن يستعد للرحيل من هذه الدنيا إلى دار خلقنا لها من أجل أن يميز الله الطيب من الخبيث و التقي من العاصي والشقي من السعيد ، فعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما قال:أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). وكان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" رواه البخاري
ومن غنائم الحياة التي تكون عوناً للإنسان على التزود من هذه الدنيا بما يقرب إلى مرضاته وتحقيق الفوز الكبير برضا الله وجنته ، وفي قادم الأيام إن كتب الله لنا عمراً وبقية سندرك عشر مباركات هي عشر ذي الحجة أنتظرناها بشوق ، ولكن ينبغي علينا أن نعلم بأن أناساً كانوا معنا في الأيام الماضية هم الآن تحت الأرض في قبورهم دعواتنا لهم بواسع الرحمات من الرحمن الرحيم فهم كانوا معنا لا أقول في عام مضى بل كانوا معنا في أيام مضت أملهم أن يدركوا هذه الأيام وبعضهم أشترى أضحيته ولكن هي الحقيقة التي غفل عنها الكثير في ظل مغريات الدنيا وأهوال تقنيتها وتقدم عصرها مما جعل دقائقها ولحظاتها تمر علينا كالبرق ، وترى الواحد منا ينتظر راتبه أخر شهره ولم يتفكر بأنها أيام تمر من عمره الذي سيفنى وسيسأل عنه ، فما أجمل اللحظات التي نفكر فيها في حال هذه الدنيا ولنا في السابقون عظة وعبرة فلاح الإنسان فيها وربحه في إغتانمها في ما يرضي الله والتزود بخير العمل الصالح الخالص لله وحده المقتفي أثر رسوله الكريم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا)(النساء: 57 )
لذا وجب على العبد أن يغتنم ما سيظلنا في قادم الأيام وهي عشر من ذي الحجة من العام 1432 هـ ، سائلاً الموفق أن يوفقنا لأن نفوز برضاه فيها والفوز بفضلها وخيرها لكي نربح بطاقة الفوز بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ولن نبلغ هذا المنال إلا بالصدق مع الله بمجاهدة النفس بإخلاص العمل لوجه الكريم وطلب العون والتوفيق لمن بيده مفاتيح التوفيق والهداية والعمل الصالح الموافق لكتاب الله تعالى وسنة رسوله_ صلى الله عليه وسلم _ وهذه الأعمال لن تنال إلا بمجاهدة النفس عن هواها و يالصبر دون جزعٍ أو سخط وسيثاب فاعلها بثواب الله له بجنته قال تعالى : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) ] ال عمران: 92 [

وهذه الأيام الخَيِِّرَة والمباركة تتعدد فضائلها ومميزاتها لأنها تجتمع فيها أعمال صالحة متعددة ، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتّى ذلك في غيره ) ، ومما تميزت به هذه العشر أن ورد ذكرها في كتاب الله العزيز فقد أقسم الله تعالى بها قال تعالى: وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1-2].
قال ابن كثير في تفسيره:
" والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة (وهو قول ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف " وقال السيوطي في تفسير الجلالين : " وليال عشر: أي عشر ذي الحجة "
وقال الشوكاني في فتح القدير : وليال عشر : عشر ذي الحجة " ، وقال : وبها قول جمهور المفسرين
قال السعدي :
" وهي على الصحيح : ليالي عشر رمضان ، أو عشر ذي الحجة ، فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة ، ويقع فيها من العبادات والقربات ، ما لا يقع في غيرها . وفي ليالي عشر رمضان ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، وفي نهارها ، صيام آخر رمضان الذي هو أحد أركان الإسلام العظام . وفي أيام عشر ذي الحجة ، الوقوف بعرفة ، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة ، يحزن لها الشيطان ، فإنه ما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة ، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله على عباده . ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة . وهذه أشياء معظمة ، مستحقة أن يقسم الله بها " وفي هذا دلالة واضحة على فضل عشر ذي الحجة وشرف العمل الصالح فيها .
فعن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ) : أفضل أيام الدنيا أيام العشر - يعني عشر ذي الحجة - قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب (رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء } ( رواه البخاري].
وإذا علم الإنسان مقدار هذا الفضل العظيم والأجور المضاعفة في هذه الأيام التي هي أفضل الأيام تكون الأعمال الصالحة أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، لزم عليه أن يعرف ما يتوجب عليه فعله في هذه الأيام حتى ينال أحب الأعمال الصالحة التي يحبها الله وتجعل فاعلها في أعلى منازل الجنة ... ومن تللك الأعمال الصالحة التي يحبها الله في هذه العشر :

1- الحج المبرور :

قال تعالى {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} /آل عمران: 97/.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله). قيل: ثم ماذا؟ قال (جهاد في سبيل الله). قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور). رواه البخاري
وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسّر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). رواه البخاري
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من حج لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه). رواه البخاري
والحج المبرور هو الحج المقبول الموافق لهدي أبي الأنبياء إبراهيم – عليه السلام – وإتباعاً لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، على أن يكون خالصاً لله لا يعتريه رياء أو رفث أو فسوق ، أو ارتكاب ذنب يحرم صاحبه الجزاء والفوز بهذا الثواب العظيم.

2- وجعلت قرّة عيني في الصلاة :

وهي من أجلّ الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، والمحافظة عليها في وقتها صلاحى للإنسان في أحوالها كلها ، وفلاحٌ له للفوز بدار المقامة .
قال تعالى حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } البقرة : 238{
وقال تعالى قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ] ابراهيم : 31]،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: { أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ } قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: { فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا } [متفق عليه].

3- الصوم جنة :

وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) ( رواه البخاري )
وعن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم"ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله. إلا باعد الله، بذلك اليوم، وجهه عن النار سبعين خريفا".رواه مسلم

وقد خص النبي - صلى الله عليه وسلم - صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة ففي حديث أبي قتادة لمّاسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم عرفة ؟ فقال "يكفر السنة الماضية والباقية" قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال "يكفر السنة الماضية.)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:40 pm

الأيام
العشر من ذي الحجة
فضائلها وما يستَحبّ فيها

د.عدنان علي رضا محمد النحوي

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الإسلام هو دين الله الحق الذي بعث به الله جميع الأنبياء والمرسلين ، ديناً واحداً لهداية البشرية مدى الزمن كله . وبعث الله الرسول الخاتم محمداً صلى الله عليه وسلم مصدّقاً للرسالات قبله ومهيمناً عليها ، وأنزل عليه الكتاب قرآناً عربيّاً جامعاً لكل ما جاءت به الرسل ، وهادياً للبشرية إلى يوم القيامة .

إنّ الإسلام المفصّل بالكتاب والسنة نهج متكامل متناسق مترابط ، ونور ممتد مع الدهر ، وصراط مستقيم ، يفصِّل التكاليف الربانيّة التي وضعها الله عهداً وميثاقاً في عنق كل مسلم ، على الإنسان الفرد ، وعلى الأمّة كلها ، وعلى كل مستوى من مستوياتها . وجاء هذا كله على صورة معجزة لا يستطيع أحد من الإنس والجن أن يأتي بمثله ولو اجتمعوا له ، إنه كتاب الله القرآن العظيم :
( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )
[ الإسراء :88]
وهذا إعجاز ممتد مع الدهر كله . ومن آيات هذا الإعجاز في كتاب الله أنه يهـدي للتي هي أقوم ، ويحمل البُشْرى للمؤمنين الصادقين الذي يعملون الصالحات :
( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) [ الإسراء :9]
وهذا الإعجاز في كتاب الله والبيان الذي يهدي للتي هي أقوم يبرز جليّاً في تكامله وترابطه وتناسقه ، ولا يرضى الله سبحانه وتعالى من عباده أن يأخذوا ببعضه ويتركوا بعضه ، ولا أن يخلطوه مع غيره مما سبق وأنزله الله على رسله السابقين ، فهو جامع بإعجازه ذلك كله :
( ... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) [ البقرة :85]
نعم ! هذا الخطاب في هذه الآية الكريمة كان موجهاً إلى بني إسرائيل ولكنه خطاب ممتد في حكمه مع الزمن كله ، ومع ما أنزل الله على رسله ، وما أنزله على رسوله النبيّ الخاتم مصدّقاً لما قبله ومهيمناً عليه . ففضائل الإسلام في الرسالة الخاتمة بخاصة متماسكة كلها يشدّ بعضُها بعضاً ، ويبقى أثرها ممتدّاً في حياة الإنسان بهذا التماسك والترابط ، ويبرز بذلك هديه لما هو أقوم ، ولما يحمل للمؤمنين الذين يعملون الصالحات من بشائر ، صراطاً مستقيماً ونهجاً موصولاً .

ويعرض هذا الدين في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم آيات بيّنات وأحاديث شريفة تبرز عظمة الأيام العشر من ذي الحجة ، لتذكّر كلها بامتداد العمل الصالح وتجديده ، والتوبة وتجديدها ، والذكر والدعاء ! ولقد عظمت منزلة الأيام العشر من ذي الحجة عند الله ، حتى أقسم بها في كتابه الكريم .
( وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ . وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ . وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ . هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) [ الفجر :1ـ5]
والليالي العشر مرتبطة ممتدة مع الفجر ومع الليل إذا يسر ، وكأنه امتداد مع الدهر كله ابتداءً من الفجر وامتداداً مع الليل الذي يسري في هذا الدهر كله .

إن الله سبحانه وتعالى ، حين يبيّن لنا أهميـة هذه الأيام العشر وعظيم فضلها ، لا يريد من عباده أن يذكروه ويسبحوه في هذه الأيام العشر ، حتى إذا انتهت نسوا ذلك بعدها كما كانوا قد نسوه قبلها . فالله سبحانه وتعالى يريد أن تظل العبادة والذكر في حيـاة الإنسان كلها حسب ما يفصّله في الكتاب والسنة ، ممتدة مع العمر كله : فشهر رمضان له فضله ، والصلاة المفروضة لها فضلها ، إلا أن الأيام العشر من ذي الحجة جمعت ذلك كله فضلاً من الله سبحانه وتعالى ! لقد جمعت هذه الأيام العشر شعائر العبادة وأنواع البر ، جمعت الصلاة والصيام والحج والصدقـات والذكر والتكبير والتهليل والتلبية . إنها كلها تمتد في حياة المسلم ، وتجتمع في هذه الأيام العشر ، لتجعل لها فضلها المتميز عند الله ، ولتمتدَّ إلى ما بعد الحج ، نهج حياة ممتدّاً ، ينشر الخير في حياة البشرية ، وينشر الصلاح والفضائل والعمل الصالح ، والذكر كله .

إنه نهج حياة أمة مسلمة ، يريدها الله أن تحمل هذا الخير كله للبشرية على هدْيٍ من هذا الدين العظيم ، الذي يظل يذكّر الإنسان بالتكاليف والشرائع ، ويقرع القلوب طوال العام بالذكر والصلاة والصيام ، من فرائض ونوافل ، ثمَّ يأتي شهر رمضان المبارك ، ثم تأتي الأيام العشر لتجمع ذلك كله مع شعائر الحج ، نهج حياة للإنسان والبشريّة تحمله الأمة المسلمة لتبني للبشرية حياة صالحة ما استمسكت بهذا الدين العظيم .

وإذا كان " الذكر " مطلوباً في الأيام كلها ، فتأتي أيام العشر من ذي الحجة لتؤكِّد أهمية ذكر الله :
( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )
[ الحج :228]
فذكر الله في حياة المؤمن ماض قبل الحج وبعده ، ولكن الثواب عليه في عشر ذي الحجة أعظم ، لتؤكد هذه الأيام المباركة أهمية الذكر وعظيم ثوابه .

وفيها يوم عرفة ، يوم الحج الأكبر ، حيث يَجتمع حجاج الأمة المسلمة من مشارق الأرض ومغاربها في صعيد واحد ، ليتذكَّر المسلم أن من أهم قضايا هذا الدين هو هذه الأمة المسلمة الواحدة التي لا يقوم عزّها وقوّتها إلا بهذا التلاحم أمة واحدة كالجسد الواحد ترتبط برابطة أخوة الإيمـان ، وتتبرّأ من العصبيات الجاهلية . وتظل شعائر الحج كلها تؤكد على هذا التلاحم بين المسلمين ليكونوا أمة واحدة ، وصفّاً واحداً كالبنيان المرصوص .

وما أحوج المسلمين اليوم إلى أن يتذكروا هذا الأمر وأنهم أمة واحدة بدلاً من أن يكونوا ممزّقين حدوداً وأقطاراً ، ومصالح وأهواء ، وقوانين بعيدة عن شرع الله تزيدهم فرقةً وتمزّقاً .

إن كل يوم من أيام عشر ذي الحجة لتذكِّر المسلم بأُمته الواحدة التي هي حاجة أساسية للبشرية كلها :
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )

[ آل عمران :110]
نعم ! خير أمة أخرجـت للناس ، للناس كافّة ، للبشرية تحمل الهدي والنور ، وكل شعيرة من شعائر الحج ، وكذلك كل شعيرة من شعائر الإسلام لتؤكد خطورة هذه القضية ، قضية الأمة المسلمة الواحدة في أرضها وشرعها ودينها وكل أمورها .
( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ . وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [ آل عمران : 103ـ105]

إن أيام الحج أيام عشر ذي الحجة ، هي أيام تذكير وتوعية ، فليقف المسلم فيها مع نفسه ، ولتقف جموع الحج كذلك مع نفسِها لتتساءل : أين خالَفَتْ شرع الله ولماذا نزل عليها الهوان والذلة في هذه المرحلة من حياتها ؟!
وإن أعظم ما توحي به شعائر الحج كلها ، ويوم الحج الأكبر ، يوم عرفة ، أن واجب المسلمين في شرع الله أن يكونوا أمة واحدة وصفّاً واحداً ، تحمل رسالة الله إلى الناس كافة : " وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ويؤمنون بالله .."إنه أمر الله لعباده المؤمنين أن يبلّغوا رسالة الله إلى الناس كافّة كما أُنْزِلتْ على محمد صلى الله عليه وسلم ويتعهَّدوهم عليها ، تبليغاً وتعهّداً منهجيين حتى يُُحقّقَ التبليغ والتعهد الهدف الأسمى بأن تكون كلمةُ الله هي العليا .

إن يوم الحج الأكبر ، يوم عرفة ، يوم جليل عظيم في تاريخ الإسلام والمسلمين ، يوم تبرز فيه الأمة المسلمة الواحدة صفّاً واحداً تعبد ربّاً واحداً ، يلبُّون جميعهم تلبية واحدة : لبيكَ اللهم لبّيك ، لبّيك لا شريك لك لبّيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ! صوت واحد ودعاء واحد ، تدوّي به آفاق الدنيا ، إلا الذين سُدّت آذانهم بالضلالة والفتنة والكفر ، فأصمهم الله وأعمى أبصارهم .

وتمضي جميـع جموع الحجيج مع كل شعائر الحج أمة واحدة وصفّاً واحداً ، دعاءً واحداً وذكراً لله واحداً ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد !
حتى إذا انتهت شعائر الحج وأخذ حجاج بيت الله يغادرون إلى أقطارهم الممزّقة المتناثرة ، فهل تبقى صورة الموقف في عرفة وفي سائر شعائر الحج ، صورة الأمة المسلمة الواحدة راسخة في القلوب ، أم تأخذ هذه الصورة تغيب ، وتعود إلى القلوب جميع أنواع العصبيات الجاهلية ، فتتقطّع روابط أُخوة الإيمان التي أمر الله بها ، وتعود الحياة إلى طريقها السابقة ، ويتفلّت الناس أو بعض الناس من شعائر هذا الدين .

يجب أن يشعر المؤمن بعد أدائه شعائر الحج وعودته إلى بلده بالفارق بين حالتين : أمة مسلمة واحدة في الحج ، وشعوب متفرّقة متفلتة بعد الحج ، تقطعت فيها الروابط وغابت بعض الشعائر ، وبرزت دعوات جاهلية متعددة تنفث سمومها في ديار المسلمين . يجب أن يشعر المؤمن بهذا الفارق الكبير حتى يدرك مدى مسؤوليته في بناء الأمة المسلمة الواحدة .

من أجل هذه القضية الخطيرة ، قضية الأمة المسلمة التي أمر الله عباده المؤمنين أن يكونوا عليها ، من أجل هذه القضية التي تبرز أكثر ما تبرز في أيام الحج كلها ، وفي شعائره كلها ، ومن أجل معاني التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى ، التوحيد الذي تؤكده كل شعيرة في الحج وكل دعاء وكل تلبية ، من أجل هذه القضايا الرئيسة في الإسلام ، كانت أيام الحج أعظم عند الله من غيرها ، ففيها ذكر وتذكير ، وربط وتوثيق ، ودعاء وصلاة وصيام وصدقة ، كل ذلك من أجل أن يكون المسلمون أمة واحدة تعبد ربّاً واحداً توحّده ولا تشرك به !

ولذلك كما نرى جاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويه ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ! قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء " [ أخرجه البخاري ]
إنها نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين أن رزقهم نعمة أيام الحج ليتسابق المؤمنون إلى العمل الصالح يعبدون به ربّاً واحداً ، ويلتقون أمة واحدة ، وصوتاً واحداً يدوّي بالتكبير والتهليل والدعاء والتسبيح ، والصلاة والصيام وأداء جميع مناسك الحج بقلوب خاشعة لا تحمل رياءً ولا شركاً !
وعندما يحرص المسلم على اغتنام هذه الأيام العظيمة وفضلها الكبير ، فإنه يحرص على مجاهدة النفس لإصلاحها وتطهيرها بالطاعات المشروعة المسلمة ، حريصاً على عزّتها وقوتها ، طاعةً لله وصدقاً في إيمانه وعبادته ، فتمتد الروابط بين المؤمنين ، بين القلوب الخاشعة الصادقة مع ربّها ، وتُبنى أسس القوة والعزّة لهذا الدين العظيم ولأمته وجنوده الصادقين ، وهم صفٌّ واحد .

لذلك جاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" صيام يوم عرفة يُكَفّر سنتين : ماضية ومستقبلة ، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية " [ أخرجه أحمد ومسلم والترمذي](1)
وقال البخاري : كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما . وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبّته بِمنى ، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً . ويحسن بالمسلم أن يحرص على التكبير الجماعي ما أمكنه ذلك ، وأن يجهر بالتكبير ويرفع صوته به .

ويستحب في هذه الأيام العشر القيام بكل الأعمال الفاضلة مثل تلاوة كتاب الله ودراسته وتدبره ، والاستغفار والتوبة ، وبر الوالدين وصلة الأرحام ، واطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، كل عمل طيب صالح ، حتى تتأكد مع كل عمل وحدة الأمة المسلمة ، وتستقرّ في قلب كل مسلم على أنها قاعدة رئيسة في دين الله الإسلام ، وذلك كله حتى تكون كلمة الله هي العليا في الأرض ، حين يؤدّي المسلمون الأمانة التي وضعها الله في أعناقهم ، ليكونوا خير أمة أُخرجت للناس ، وليبلغوا رسالة الله كما أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم ويتعهدوهم عليها ، وفاءً بالعهد والأمانة التي سيحاسبون عليها بين يدي الله يوم القيامة !

أمقَـامَ إبْرَاهِيمَ ، وَالبَيْـتُ العَتِيـ --- ـقُ هُـدىً وآيـاتٌ لَهُ وَبَيـانُ(2)
الطَّائفُـون الـرَّاكعـون لِـرَبِّهِـمْ --- خَفَقَـتْ قُلُوبُهُـمُ وَضَـجَّ لِسَـانُ
تَتَـزاحَـمُ الأقْـدَامُ في سَاحَاتِـه --- وتَـرِفُّ بَيْـنَ ظِـلالِـهِ الأَبْـدانُ
وَمِنى صَدى رَبَواتِها التَّوحِيدُ والتْـ --- ـتَّكبيـرُ والإخْـبـاتُ والإذْعـانُ
عَرفَـاتُ سَاحَاتٌ تَضِـجُّ وَرَحمَـةٌ --- تَغْشَـى وَدَمْـعٌ بَيْنَهَـا هَـتَّـانُ
لَبَّيْـكَ يَا اللهُ ! وَانْطَلَقَـتْ بِـهَـا --- رُسُـلٌ وَفَوَّحَـتِ الرُّبَـى وَجِنَـانُ
لَبَّيـكَ والدُّنْيا صَدىً والأفْـقُ يَـرْ --- جِعُهَـا نَـدىً يَبْتَـلُّ مَنْـهُ جَنَـانُ
لَبَّيْكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، الرِّضـا --- والخيـرُ مِنْكَ ، بِبَابِـكَ الإحْسَـانُ
* * * * * *
لَبَّيْـكَ ، والتَفَتَ الفُؤادُ وَدَارَت الْـ --- ـعَيْنَـانِ وانْفَلَتَتْ لَهَـا الأشْجَـانُ
دَقَّـتْ قوَارِعُها الدِّيـارَ فَزُلْزِلَـتْ --- تَحْـتَ الخُطَى الأرْبَاضُ والأرْكـانُ
جَمَعـتْ مَرَامِيـهِ البلادَ فَمَشْـرِقٌ --- غَـافٍ وغَـرْبٌ لَـفَّـهُ النَّسْيـانُ
* * * * * *
أيْـنَ الحَجِيجُ ! وكُلُّ قَلْبٍ ضَـارِعٍ --- وَمَشَـارِفُ الـدُّنْـيَـا لَـهُ آذَانُ
نَزَعُوا عن السَّاحَاتِ وانطَلَقَتْ بِهِمْ --- سُبُـلٌ وَفَـرَّقَ جَمْعَهُـمْ بُـلْـدَانُ
وَطَوَتْهُـمُ الدُّنْيَا بِكُـلِّ ضَجيجِهـا --- وَهَـوَىً يُمَزِّقُ شَمْلَهُـمْ وَهَـوَانُ
وَمَضَى الحَجِيـجُ كَأنَّهُ مَا ضَمَّهُـمْ --- عَـرفَـاتُ أوْ حَـرَمٌ لَـهُ وَمَكَـانُ
بِالأمْـسِ كَمْ لَبَّـوْا عَلى سَاحَاتِـهِ --- بِالأمْـسِ كم طَافُوا هُناك وَعَانُـوا
عَرَفَاتُ سَاحَاتٌ يَمُوتُ بَهَا الصَّدى --- وتغِيـبُ خَلْـفَ بِطاحِهِ الوُدْيـانُ
لَـمْ يَبْـقَ في عَرفَـاتِ إلاّ دَمْعَـةٌ --- سَقَطَـتْ فبَكَّتْ حَوْلَهـا الوُدْيَـانُ
هي دَمْعَـةُ الإسْلامِ يَلْمَعُ حَوْلَهـا --- أمَـلٌ وتُهْـرَق بَيْنَهـا الأحـزَانُ
* * * * * *
يَـا أمَّـةَ القُـرْآنِ دَارُكِ حُـلْـوَةٌ --- مَـا طَوَّفَـتْ ذِكْرَى وَهَاجَ حَنَـانُ
مَغْنَـاكِ مَنْثُـورُ الأزاهِـر كُلُّهـا --- عَبَـقٌ إذا خَضرَتْ بِـهِ العِيـدَانُ
لا أنْتَقِي مَنْ غَرْسٍ رَوْضِكِ زَهْـرَةً --- إلاَّ وَكَـانَ عَبيـرَهَـا الإيـمَـانُ
* * * * * *
---------------------------
(1) صحيح الجامع الصغير وزيادته (رقم :3806) . عن أبي قتادة .
(2) من قصيدة : " لم يبق في عرفات إلاّ دمعة ، للدكتور عدنان النحوي .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:41 pm

أين أنت في عشر ذي الحجة

أ.د. عبد الرحمن البر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ؛ أيها الأخ المسلم الكريم ؛ فها هي أيام العشر الأول من ذي الحجة ، أيام الخير والبركة تهل علينا حاملة بشائر الأجر ونسائم الفضل ، يستعد لها الموفقون ، ويسعد بها الطائعون ، ويطمع في بركتها الصالحون ، فأين أنت في هذه الأيام العشر المباركة ؟ وماذا أعددت لاستقبالها واغتنامها والتزود فيها ؟ .
في هذه الورقات نقدم لك أيها الأخ الكريم والأخت الكريمة بيانا بفضيلة هذه الأيام المباركة ، ودعوة للاستفادة من هذه الأوقات الفاضلة ، سائلين الله أن يرزقنا وإياكم التوفيق لما يحبه ويرضاه .

فضيلة هذه الأيام
أخرج البخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ» فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ،وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» .
وفي رواية عند الطبراني في الكبير: «مَا مِنْ أَيَّامٍ يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ فِيهَا بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ» .
وفي رواية عند الدارمي :« مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلاَ أَعْظَمَ أَجْراً مِنْ خَيْرٍ تَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الأَضْحَى » .
وأخرج الطيالسي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر عنده أيام الْعَشْرِ فقال : «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْعَمَلُ فِيهِ مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ » .
ذلك بعض ما أشار إليه حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من فضيلة هذه الأيام ، ولما كان الصحابة رضي الله عنهما قد استقر عندهم أن الجهاد ذروة سنام الإسلام وأعظم الأعمال ، فقد سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل الصالح في هذه الأيام هل يسبق في الأجر والدرجة تلك الفريضة الكريمة السامية ؟ فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الجهاد لا يسبق العمل الصالح في هذه الأيام إلا في حالة واحدة ، وهي أن يخرج المجاهد مخاطراً بماله ونفسه فينال الشهادة ويفقد المال ولا يرجع بشيء ، وقد أخرج أحمد وغيره من طرق يقوي بعضها بعضا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذُكِرَتْ الْأَعْمَالُ فَقَالَ : «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَفْضَلُ مِنْ هَذِهِ الْعَشْرِ» قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَا الْجِهَادُ؟ قَالَ : فَأَكْبَرَهُ ، قَالَ «وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ رَجُلٌ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ تَكُونَ مُهْجَةُ نَفْسِهِ فِيهِ».
وأخرج ابن حبان عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ » ، قال : فقال رجل : يا رسول الله، هُنَّ أَفْضَلُ أم عِدَّتُهِنَّ جِهَاداً فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قال : « هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَاداً فِي سَبِيلِ اللهِ ... »الحديث
قال ابن رجب في فتح الباري : « هذا الحديث نص في أن العمل المفضول يصير فاضلا إذا وقع في زمان فاضل ، حتى يصير أفضل من غيره من الأعمال الفاضلة ؛ لفضل زمانه ، وفي أن العمل في عشر ذي الحجة أفضل من جميع الأعمال الفاضلة في غيره . ولا يستثنى من ذلك سوى أفضل أنواع الجهاد ، وهو أن يخرج الرجل بنفسه وماله ، ثم لا يرجع منهما بشيء .
وقد سئل صلى الله عليه وسلم : أي الجهاد أفضل ؟ قالَ : «مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ» .
وسمع رجلا يقول : اللَّهُمَّ اعطني أفضل ما تعطي عبادك الصالحين، فقالَ لهُ : «إِذَنْ يُعْقَرُ جَوَادُكَ ، وَتُسْتَشْهَدُ» .
فهذا الجهاد بخصوصه يفضل على العمل في العشر ، وأما سائر أنواع الجهاد مع سائر الأعمال ، فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل منها . انتهى كلام ابن رجب.
ومن ثم اجتهد الموفقون في صالح الأعمال في هذه الأيام ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ -راوي الحديث عن ابن عباس- إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَاداً شَدِيداً حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ (أخرجه الدارمي) .
وكان يدعو إلى عدم إطفاء السرُج ، كناية عن طول القيام وكثرة الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة .
فأين أنت من هذا الخير العظيم ؟

(1) أين أنت من التعرض لنفحات رحمة الله في أيام العشر ؟

أخرج الطبراني في الكبير وفي الدعاء ، والبيهقي في الشعب وفي الأسماء والصفات ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ، والقضاعي في مسند الشهاب عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «افْعَلُوا (وفي رواية : اطلبوا) الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ (زاد في رواية : كله)، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ».
قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني وإسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسى بن موسى بن إياس بن البُكير وهو ثقة .
وأخرجه الطبراني في الدعاء والبيهقي في الشعب وابن أبي الدنيا في (الفرج بعد الشدة) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « اطلبوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ » فذكره بمثله .
وأخرج الطبراني في الكبير وفي الأوسط عَنْ مُحَمَّدِ ابن مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا، فَلا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا» .
قال الهيثمي في المجمع : وفيه من لم أعرفهم ومن عرفتهم وُثِّقوا .
وأخرج الدولابي في الكنى والأسماء نحو ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما .
وأخرج الرامهرمزي في المحدث الفاصل عن محمد بن سعيد قال : لما مات محمد بن مسلمة الأنصاري ، وجدنا في ذؤابة سيفه كتابا : بسم الله الرحمن الرحيم ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي بَقِيَّةِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ ، لَعَلَّ دَعْوَةً أَنْ تُوَافِقَ رَحْمَةً يَسْعَدُ بِهَا صَاحِبُهَا سَعَادَةً لَا يَخْسَرُ بَعْدَهَا أَبَداً»
والتعرض لنفحات رحمة الله يكون بكثرة الدعاء والسؤال في هذه الأوقات الفاضلة باعتبارها أوقات إجابة وتفضل من الله تعالى ، فهل تحرص أيها الأخ الحبيب على ورد من الدعاء فيها ؟ وهل تحرص على أن تجعل لدعوتك ولإخوانك ولأمتك نصيبا موفورا من الدعوات المباركة في هذه الأيام ؟ وهل تخص بمزيد من صادق الدعوات إخوانك المجاهدين أهل الرباط في فلسطين وغيرها من ديار الإسلام ؟ أسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يرضيه ، وأن يستر عوراتنا ويؤمن روعاتنا وينصر مجاهدينا ، إنه على كل شيء قدير .

(2) أين أنت من التوبة النصوح في الأيام العشر ؟

فهذه أيام يقبل الله فيها على خلقه، ويقبل التوبة ممن تاب ، فهل تكون مع أولياء الرحمن المؤمنين الذين استجابوا لنداء الله ]وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ (النور: 31) ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً[ (التحريم: Cool
ها هو الحق سبحانه ينادي على المذنب الذي يئس من رحمته ]إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ القَوْمُ الكَافِرُونَ[ (يوسف:87) .
ويقول لمن قنط من رحمة ربه ]وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ57).
يقول للذي ملأت الذنوب حياته، وشغلت الشهوات أيامه، وغرق فيها غرقا إلى أذنيه: «لَوْ أَتَيْتَنِي ‏ ‏بِقُرَابِ ‏ ‏الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ ‏ ‏بِقُرَابِهَا ‏ ‏مَغْفِرَةً».
فلنبادر إلى اغتنام نفحات رحمة الله في هذه الليالي والأيام المباركة ، بدءاً بالاصطلاح مع الله والتوبة الصادقة إليه ، والله يتولى توفيقنا جميعا لما يحب ويرضى .
[color=#FF0000]
(3) أين أنت من الذكر في أيام العشر ؟

أخرج أحمد وأبو عوانة وأبو نعيم في الحلية عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ» . وهو حديث حسن بمجموع طرقه .
وأخرج البيهقي في الشعب نحوه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَا ِمْن أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ وَلَا الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، فإنها أيام التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَذِكْرِ اللهِ ، وَإِنَّ صِيَامَ يَوْمٍ مِنْهَا يَعْدِلُ بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَالْعَمَلُ فِيهِنَّ يُضَاعَفُ سَبْعَمِائَةِ ضِعْفٍ» .
قال البخاري : وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا ، وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ.
وهؤلاء الصحابة رضي الله عنهما إنما يفعلون ذلك امتثالاً لقوله تعالى )لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المُحْسِنِينَ( (الحج : 37).
فلنكثر من التكبير والتهليل والتحميد والذكر ، وبخاصة أذكار الصباح والمساء والأحوال المختلفة ، وفي أدبار الصلوات .

(4) أين أنت من الصيام في أيام العشر ؟

الصيام من أفضل الأعمال التي ندب إليها الإسلام وحض عليها ، فقد أخرج الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» .
وأفضل ما يكون صيام النوافل في الأيام الفاضلة المباركة ، وأعلاها فضلا وأكملها أجرا هذه الأيام العشر المباركة ، ومن ثَمَّ كان صيامُها من أفضل الأعمال ، وحديث ابن عباس رضي الله عنهما في فضل الأيام العشر أورده الأئمة تحت عنوان (باب فضل صيام العشر) وقال ابن حجر في فتح الباري: «اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى فَضْلِ صِيَامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِانْدِرَاجِ الصَّوْمِ فِي الْعَمَلِ ، وَاسْتَشْكَلَ بِتَحْرِيمِ الصَّوْمِ يَوْمَ الْعِيدِ ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْغَالِبِ»
وأما الحديث الذي أخرجه مسلم وغيره عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ .
فقد قال النووي في شرح مسلم : «قَالَ الْعُلَمَاء : هَذَا الْحَدِيث مِمَّا يُوهِم كَرَاهَة صَوْم الْعَشَرَة ، وَالْمُرَاد بِالْعَشْرِ هُنَا : الْأَيَّام التِّسْعَة مِنْ أَوَّل ذِي الْحِجَّة ، قَالُوا : وَهَذَا مِمَّا يُتَأَوَّل فَلَيْسَ فِي صَوْم هَذِهِ التِّسْعَة كَرَاهَة ، بَلْ هِيَ مُسْتَحَبَّة اِسْتِحْبَابًا شَدِيدًا لَا سِيَّمَا التَّاسِع مِنْهَا ، وَهُوَ يَوْم عَرَفَة ... فَيَتَأَوَّل قَوْلهَا : لَمْ يَصُمْ الْعَشْر ، أَنَّهُ لَمْ يَصُمْهُ لِعَارِضِ مَرَض أَوْ سَفَر أَوْ غَيْرهمَا ، أَوْ أَنَّهَا لَمْ تَرَهُ صَائِمًا فِيهِ، وَلَا يَلْزَم عَنْ ذَلِكَ عَدَم صِيَامه فِي نَفْس الْأَمْر، وَيَدُلّ عَلَى هَذَا التَّأْوِيل حَدِيث هُنَيْدَة بْن خَالِد عَنْ اِمْرَأَته عَنْ بَعْض أَزْوَاج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ : كَانَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَصُوم تِسْع ذِي الْحِجَّة ، وَيَوْم عَاشُورَاء ، وَثَلَاثَة أَيَّام مِنْ كُلّ شَهْر : الِاثْنَيْنِ مِنْ الشَّهْر وَالْخَمِيس وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَهَذَا لَفْظه وَأَحْمَد وَالنَّسَائِيُّ وَفِي رِوَايَتهمَا (وَخَمِيسَيْنِ) . وَاَللَّه أَعْلَم» .
وزاد ابن حجر تأويلاً آخر لحديث عائشة ، وهو «احْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِكَوْنِهِ كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَهُ خَشْيَةَ أَنْ يُفْرَضَ عَلَى أُمَّتِهِ ، كَمَا رَوَاهُ الصَّحِيحَانِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ أَيْضًا» .
ويؤيد فضيلة صيام هذه الأيام ما أخرجه الترمذي وابن ماجه بسند فيه ضعف عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ» ,
قال ابن حجر: «وَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ السَّبَبَ فِي اِمْتِيَازِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِمَكَانِ اِجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ الْعِبَادَةِ فِيهِ ، وَهِيَ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْحَجُّ ، وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ » .

(5) أين أنت من قيام الليل في أيام العشر ؟

يقول الصالحون : دقائق الليل غالية، فلا ترخّصوها بالغفلة . وأغلى ما تكون دقائق الليل في الأيام والليالي الفاضلة .
في هذه الأيام والليالي المباركة ينادي رب العزة المتأخرين ليتقدموا ، والمقصرين لينشطوا، ومن فاتته الحسنات فيما مضى ليدرك نفسه ويعوض خسارته في هذه الأيام بقيام الليل، ]وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مُّحْمُوداً[ (الإسراء: 79) ]يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً[ (المزمل: 1-4) ]إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ[ (المزمل: 20)، فهل تحب أن تكون مع الطائفة التي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
هل تحب أن تدخل في هذه الآية التي خُتمت بالمغفرة والرحمة؟
كلما أوغلت في الليل كان القيام بين يدي الله ألذَّ لك، حيث يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ (أخرجه الشيخان) .
إذا وجدت قدميك خفيفتان إلى صلاة الليل ؛ فاعلم أن هذه علامة حب الله لك، إذ لولا أنه يحبك لما جعلك أهلا لمناجاته .
أخرج ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : «مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلاَةِ وَالذِّكْرِ إِلاَّ تَبَشْبَشَ اللَّهُ لَهُ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ».
الله ينتظرك في شوق ، ويلقاك بحب ، فأين أنت؟!

يا رجال الليل جدوا --- رب داع لا يرد
لا يقوم الليل إلا --- من له عزم وجد
فليكن لنا نصيب موفور من هذا الخير في هذه الأيام المباركة .

(6) أين أنت من القرآن في أيام العشر ؟

القرآن كلمة الله الخالدة ، ليس مجرد مجموعة من الحروف والكلمات، ولكن وراء كل حرف روحا تحيي القلوب الميتة، وتطمئن النفوس القلقة المضطربة .
فهلموا إلى مائدة الله . أرأيتم لو أن أحد الملوك صنع مائدة، ودعا الناس إليها، ولم يمنع منها أحدا، ألا يكون المتخلف عنها عظيم الخسارة؟! الذي يُسمح له أن يجلس على موائد الملوك، ثم يأبى إلا أن يعيش بين الصعاليك، أيعدّ من العقلاء ؟!
هذا ربك قد بسط لك مائدته، وأنت حين تقرأ القرآن فإنك تلتمس روحا وتغذي قلبك إيمانا ويقينا . إن كنت قلقا فتحت كتاب الله فإذا به يناديك ]أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ[ (الرعد: 28)، إن ضاقت بك الحال واشتد عليك الأمر ويئست من الفلاح فتحت كتاب الله فنادي عليك ]وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ[ (الروم:47)، ووجهك إلى ]إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ القَوْمُ الكَافِرُونَ[ (يوسف: 87).
إن كنت عصبيّ المزاج، لا تعرف كيف تضبط أعصابك، وفتحت القرآن، وجدته يناجيك ]خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ[ (الأعراف: 199).
إن كنت مذنبا، فتحت القرآن فيناديك الحق ]فَمَن تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌة: 39).
ماذا أُعدّد لك؟ .
هذا القرآن ربى جيلا لم تر الدنيا مثله، في أخلاقهم ، في سموهم ، في عقولهم في عطائهم. فهل نغتنم أيام النفحات المباركة لنغذي أرواحنا وقلوبنا من مائدة القرآن المباركة ؟
[color=#FF0000]
(7) أين أنت في أيام العشر من الصدقة ؟

كان الحبيب صلى الله عليه وسلم أجود الناس، ما في ذلك شك، لا يلحقه في ذلك أحد، لكنه في الأوقات الفاضلة كان يتجاوز حدود الجود المعهود عنه صلى الله عليه وسلم إلى آفاق لا يحيط بها البشر.
فأين أنت في هذه الأيام الفاضلة من سد حاجة محتاج؟ أين أنت من إطعام جائع؟ أين أنت من كسوة عار؟ أين أنت من إخوانك المسلمين المحتاجين الضعفاء؟
نحن على أبواب عيد مبارك ، وقد جعل الله من شعائره ذبح الأنعام وإطعام القانع والمعتر )وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا القَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( (الحج :36) الفقراء ينتظرون هذا اليوم لأنهم يعرفون أن أيدي الصالحين تمتد فيه بالعطاء ، والصالحون ينتظرونه لأنهم يترقون فيه درجات عالية في العطاء والسخاء .
أنت إن أعطيت لم تعط للمسكين ولا للفقير ولا للمسجد ولا للعمل الخيري ، أنت تعطي لأكرم الأكرمين الذي يرد على المحسن إحسانه أضعافا. ]هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ[ (الرحمن: 60)، وهو لا يرد الإحسان بإحسان، بل يرد الإحسان الواحد بسبعمائة إحسان، بل بألوف وأضعاف مضاعفة.
فهل تعامل الله بالصدقة في هذه الأيام أم تستجيب لنداء الشيطان الذي يقول عنه الرحمن جل وعلا: ]الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً[، والشيطان لا يملك شيئا، ولكن الرحمن يملك كل شيء ]وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ#FF0000]
(Cool أين أنت من تحسين الأخلاق في أيام العشر ؟

لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم متمماً لمكارم الأخلاق ، داعياً لأحمدها وأرشدها ، موصياً يحسن الخلق سائر أصحابه وأحبته ، فقد أخرج مَالِك أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ tقَالَ : آخِرُ مَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ وَضَعْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ أَنْ قَالَ: «أَحْسِنْ خُلُقَكَ لِلنَّاسِ يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ».
وعدَّ حسن الخُلُق تمام البر ، فأخرج مسلم عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ tقَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ : «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ»...الحديث
وعبر صلى الله عليه وسلم عن الدرجة العليا والأجر العظيم لحسن الخلق،فيما أخرجه أبو داود وغيره عَنْ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ».
ولم لا وحسن الخُُلُق هو أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة ، فقد أخرج أبو داود والترمذي وصححه عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء ِtعَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ».
وفي رواية الترمذي : «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ».
وفي رواية أخرى للترمذي : «وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ».
وأخرج الترمذي وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ tقَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: «تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ».
وبين النبي صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيمانا ، فقال فيما أخرجه أبو داود والترمذي وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t :«أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا».
فأين أنت من التدرب على تحسين أخلاقك ، وبخاصة في هذه الأيام العشر ؟ .

(9) أين أنت من صلة الأرحام في هذه الأيام العشر؟

صلة الرحم من أفضل الأعمال وأعظمها أجراً ، وقد قرن الله تعالى قطع الأرحام بالفساد في الأرض ، فقد أخرج الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتْ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ لَهُ : مَهْ ! قَالَتْ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ . قَالَ : أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ : بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ : فَذَاكِ» . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ )فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ( .
وفضلا عن كون صلة الرحم محبة للأهل وسببا في بركة الرزق والعمر وتعجيل الثواب ؛ فقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم أحب الأعمال إلى الله بعد الإيمان بالله ، فقد أخرج ابن أبي عاصم وأبو يعلى عن رجل من خثعم أنه قال : يا رسول الله ، أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : «إٍيمَانٌ بِاللهِ تَعَالَى» . قال : يا رسول الله ، ثم مَهْ ؟ قال : «ثُمَّ صِلَةُ الرَّحِمِ» .
فاحرص أخي المسلم الكريم على اغتنام هذه الأيام المباركة لتصل رحمك وبخاصة ما انقطع منها لأي سبب ، واعلم أن الوصل لا يعني أن تصل أولئك الذين يصلونك ويجاملونك ، بل الوصل الحقيقي هو وصل من قطعوك أو قطعت بينك وبينهم الظروف أو الخصومات ، فقد أخرج البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو y عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» .
فلتحرص على صلة رحمك في هذه العشر المباركة ، جعلنا الله وإياكم من الواصلين .

(10) أين أنت من إعداد الأضحية ؟

هذه الشعيرة الكريمة هي في أصلها تشبه بأبي الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ، حين فدى الله ولده سيدنا إسماعيل من الذبح بكبش عظيم أنزله إليه فذبحه الخليل بيده ؛ ليكون ذلك تصديقا لرؤياه ، وذلك في قصة الذبح المعروفة المشهورة .
وقد داوم النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الشعيرة الكريمة وحث عليها إعلانا بالشكر لله على نعمه ، وتوسعة ومواساة للفقراء والمساكين ، وتقربا مخلصا لله رب العالمين ، على حد قول الله تعالى ) لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المُحْسِنِينَ ( (الحج :37).
والأضحية من أفضل القربات وأعظم الشعائر التي يمارسها المسلم في أيام العيد الأكبر ، إعلانا بشكر نعمة الله وامتثالاً لأمر الله ) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ( .
وقد روي في فضلها آثارٌ حِسانٌ ، منها ما أخرجه ابن عبد البر والخطيب عن ابن عباس y قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَا مِنْ نَفَقَةٍٍ بَعْدَ صِلَةِ الرَّحِمِ أَفْضَلُُ عِنْدَ اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ ».
وأخرج عبد الرزاق وابن عبد البر عن عائشة رضي الله عنها قالت : يا أيها الناس ضَحُّوا وطِيبوا أنْفُساً ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « مَا مِنْ عَبْدٍ تَوَجَّهَ بِأُُضْحِيَتِهِ إِلَى الْقِبْلَةِ إِلَّا كَانَ دَمُهَا وَفَرْثُهَا وَصُوفُهَا حَسَنَاتٍ مُحْضَرَاتٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَإِنَّ الدَّمَ وَإِنْ وَقَعَ فِي التُّرَابِ فَإِنَّمَا يَقَعُ فِي حِرْزِ اللهِ حَتَّى يُوَفِّيَهُ صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
وأخرج الترمذي وحسنه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنْ الْأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا».
قال الترمذي : «وَيُرْوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْأُضْحِيَّةِ : (لِصَاحِبِهَا بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ) وَيُرْوَى (بِقُرُونِهَا) ».
ولعله يشير إلى ما أخرجه ابن ماجه وأحمد والحاكم بسند ضعيف عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ t قَالَ : قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ؟ قَالَ : «سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ» قَالُوا : فَمَا لَنَا فِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : «بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ» قَالُوا : فَالصُّوفُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : «بِكُلِّ شَعَرَةٍ مِنْ الصُّوفِ حَسَنَةٌ» .
فهل أعددت نفسك وميزانيتك لأداء هذه الشعيرة الكريمة على الوجه الأكمل ، فاخترت أفضلَ الأضاحي وأسمنَها وأغلاها وأنفسَها ، كما كان حبيبك صلى الله عليه وسلم يفعل ؟
أخرج الشيخان عَنْ أَنَسٍ tقَالَ : ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ (وفي رواية : أَقْرَنَيْنِ) فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ .
وفي لفظ لمسلم : وَيَقُولُ : بِاسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ .
وعند ابن ماجه وأحمد عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ yأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ اشْتَرَى كَبْشَيْنِ عَظِيمَيْنِ سَمِينَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ، فَذَبَحَ أَحَدَهُمَا عَنْ أُمَّتِهِ لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ وَشَهِدَ لَهُ بِالْبَلَاغِ، وَذَبَحَ الْآخَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَعَنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم .
وكذا روى أبو داود عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ yقَالَ : ذَبَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الذَّبْحِ كَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ مُوجَأَيْنِ، فَلَمَّا وَجَّهَهُمَا قَالَ : «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ ، وَعَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ ، بِاسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ ذَبَحَ» .
أسأل الله العظيم أن يتقبل نسكنا وأن يغفر ذنوبنا إنه جواد كريم .


ملاحظة : نشر المقال في الموقع بإختصار ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:41 pm

اغتنم عرفة وأنت في بلدك

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي

بسم الله الرحمن الرحيم

من رحمة الله عز وجل , وسعة جوده - وهو الجواد الكريم - أن وسع لعباده طرق كسب الأجر , وتحصيل الثواب , فجعل فرص تحصيله متاحة لجميع عباده .
ولمّا كان يوم عرفة , يوم عظيم , وليس لكل أحدٍ أن يقف على ذلك الصعيد المبارك , جعل الله لأهل الأمصار , ومن جلسوا في بلدانهم فرصاً كثيرة لاغتنام هذا اليوم العظيم بأن شرع لهم عبادات وقربات يتقربون بها إلى ربهم , تُرفع بها درجاتهم , وتُحط بسببها خطيئاتهم , ليعلم العباد عظيم فضل ربهم , وسعة جوده وإحسانه .
فمما شرعه الله للعباد في هذا اليوم :

عبادة – الصيام – ففي حديث أبي قتادة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ، ماضية ومستقبلة ..." صحيح الجامع .

تأمل معي - هذا الفضل - ساعات قليلة يصومها المسلم تكون سبباً في تكفير ذنوب عامين .

فأي فضل أعظم من هذا الفضل ؟
وأي ثواب أجل من هذا الثواب ؟
أي جود وأي كرم هذا؟
إنه عطاء الكريم سبحانه وتعالى .

وعليك بحفظ سمعك وبصرك ولسانك هذا اليوم حتى يكمل أجرك , ويعظم ثوابك .

ولكن اعلم - يارعاك الله - أن التكفير بهذا الصوم إنما هو للصغائر , أما الكبائر فهي تفتقر للتوبة كما قرر هذا المحققون من أهل العلم .

ومما أحبه الكريم سبحانه في مثل هذا اليوم

- الإكثار من ذكره سبحانه – خصوصاً قول " " لا إله إلا الله وحده لاشريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير "

فأكثر منه في يومك هذا , وقله -مئة مرة في صباحه – فقد جاء في فضلها بأحاديث صحاح : أن الله يبعث على قائلها حرس يحرسونه من الشيطان الرجيم , , وكان في حرز من كل مكروه يومه ذلك كله , وكتب الله له مئة حسنة , ومحا عنه مئة سيئة , وكانت له كعدل عشر رقاب مؤمنات .
ولا تنسى زيادة فضلها في مثل هذا اليوم .

أخي الحبيب أختي الكريمة

الناصح لنفسه في مثل هذا اليوم يغتنم كل لحظة من لحظاته , من طلوع فجره إلى مغيب شمسه . إنه يوم مقداره ساعات يوشك أن ينتهي فعلى أي حال ستكون فيه ؟

صلي فجره واجلس في مصلاك – رجلاً كنت أو امرأة – اذكر ربك واتل كتابه سبّحه وهلّله .

اجعل الطاعات تستغرق نهارك كله .

وليكن للصدقة في هذا اليوم نصيب .

طهر قلبك , وراقب جنانك .

يوم عرفة أكثر يوم يُعتق الله فيه عبداً من النار ,في صحيح مسلم – رحمه الله – من حديث عائشة رضي الله عنها : قالت : قال رسوالله صلى الله عليه وسلم : "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار ، من يوم عرفة.." .
قال ابن عبد البر – رحمه الله – : والعتق عام لأهل الموقف وأهل الأمصار .

وذلك أن أهل الموقف في موقفهم في طاعات, وأهل الأمصار في بلدانهم في طاعاتٍ أيضاً فالرحمة تشمل الجميع , والخير يحل عليهم كلهم .
فاللهم لك الحمد على جميل فضلك , وعظيم احسانك .
"خير الدعاء دعاء يوم عرفة " بذا صح الحديث عن رسولنا عليه الصلاة والسلام .

فإذا ما أقبلت آخر ساعاته فأوصيك - لأني أحب الخير لك – أن تخلو بربك , وتنفرد بنفسك , وتعتزل الناس , لا تضيع وقتك في الأسواق , ولا تضيعين وقتك ياأمة الله بإعداد الطعام , وتجهيز السفرة , فيمكن إعداد هذه الأشياء مبكراً .
تفرغوا لمناجة المليك , والإنطراح بين يدي الكريم , سلوه حواجكم , وأظهروا فقركم , ارفعوا رغباتكم , فساعات الإجابة حلت , ولحظات العطاء وجبت .

فالإجابة في هذا اليوم العظيم قريبةٌ من السائلين , والعطاء يدنو من الطالبين .
اسأل ربك بصدق , وألح عليه في آخر ساعة من هذا اليوم أن تشملك رحمته , وأن تحل عليك بركته , وأن يجعلك في عِداد عباده المعتوقين .
ادعه وأنت موقنٌ في الإجابة , وقد أتيت بأسبابها, وتأدبت بآداب الدعاء – من حضور القلب , والثناء على الله , والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام –
وأبشر بالخير , وأمِّل بربك جوداً وعطاءً .

جدد في هذه اللحظات التوبة , واعقد العزم على التخلص من الذنوب .
طهر قلبك من كل خلقٍ مذموم .
سامح كل من أخطأ في حقك , واعف عن من ظلمك ليعفو الله عنك فإن الجزاء من جنس العمل .

ياموفق :


إن مثل هذه الفضائل تستوجب على العبد أن يستحي من ربه فيما يستقبل من عمره بعد أن منّ الله عليه بهذا الفضل ونحوه .
- بالله عليك - لو أن رجلاً قصرت في حقه ,وتعديت على حدوده , ثم جئته واعتذرت منه وقبل عذرك وسامحك .
ألا يستوجب هذا العفو منه أن تستحي منه , ولا تتجرأ على حدوده مرة أخرى ؟
فكيف – ولله المثل الأعلى – آلا نستحي من ربنا سبحانه وتعالى , ونتحرز من الذنوب والمعاصي التي يكرهها الله ولا يريدها من عباده .

ولِما لا نعزم من هذا الموسم على أن نطهر أنفسنا من هذه الأوساخ , وإن وقعنا فيها بادرنا في التوبة والتخلص منها ؟

اللهم لا تحرمنا فضل هذا اليوم وبركته , اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ووالدينا والمسلمين أجمعين , تقبل الله منا ومنكم وجمعنا في جناته ومستقر رحمته , آمين آمين آمين .

كتبه / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
adel-aam@hotmail.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:42 pm


ماذا يفعل المسلم غير القادر على تكاليف الحج

أ.د. عبد الرحمن البر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، جعل البيت الحرام مثابة للناس وأمنا، وأمرهم أن يتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، قال جل وعلا في الحديث القدسي مباهيا ملائكته الكرام، بعباده الذين فارقوا الأهل والديار والأوطان، وأتوا إلى الرحيم الرحمن جل وعلا: «انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم». فتقول له الملائكة: أي رب فيهم فلان يزهو وفلان وفلان. قال: يقول الله: «قد غفرت لهم» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة»([1])، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وأمينه على وحيه، قال صلوات ربي وسلامه عليه في يوم الحج الأكبر، «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ»([2])، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ تَحَسَّسُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا». وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَقَاطَعُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا»([3]) نشهد أنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، فنسأل الله أن يجزيه عنا خير ما جزى نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته، ونسأل الله الذي رزقنا الإيمان به في الدنيا ولم نره أن يدخلنا مدخله، وأن يرزقنا يوم القيامة صحبته، وأن يجعلنا من أهل شفاعته، وأن يوردنا حوضه الأطهر الأبرك، إنه ولي ذلك والقادر عليه، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.

أما بعد أيها الأخوة المسلمون الموحدون، فإن الله تبارك وتعالى لما أمر الخليل أن يقيم البيت الحرام، وأن يرفع قواعده وقام الخليل عليه السلام بما أمره الله عز وجل به، أمره الله جل وعلا أن ينادي في الخلق ففي الحديث «لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت العتيق قيل له : أذن في الناس بالحج ، قال: رب! وما يبلغ صوتي، قال: أذن وعلي البلاغ ، قال : فقال إبراهيم عليه السلام: يا أيها الناس! كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق ، قال : فسمعه ما بين السماء إلى الارض ، ألا ترى أن الناس يجيئون من أقاصي الأرض يلبون»([4])،
قام إبراهيم عليه السلام فأذن في الناس بالحج فتجاوب معه الكون كله، رددت الجبال والأشجار والأطيار دعوة الخليل عليه السلام، بأمر الله رب العالمين، بل جاوبته النطف في الأصلاب والأرحام، فما من عبد قَّدر الله له حج بيته الحرام، إلا وأجاب الخليل إبراهيم: لبيك لبيك، لبيك اللهم لبيك، نسأل الله أن نكون ممن كتبت لهم السعادة ولبُّوا في عالم الذر، حتى يلبوا في عالم الحياة ، ومن يومها وقد صار حج بيت الله الحرام شرفا لمن يطوف به، وآية من آيات صدق الإيمان، من يومها وقلوب الناس المسلمين الموحدين في أنحاء الدنيا متلهفة ومتشوقة لزيارة البيت العتيق، ولهذا جعل الحج فريضة على القادر الذي لا عذر له يمنعه فقال: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }}آل عمران:97{.

لكن ماذا يفعل صاحب القلب الملهوف المشوق إذا قعدت به المؤنة ولم يستطع أن يحج بيت الله؟ ماذا يفعل لكي ينال أجر الحجاج؟
في هذا كان توجيه الحبيب صلى الله عليه وسلم لكل من لم يستطع أن يحج بيت الله إلى أعمال يستطيع المسلم بها أن ينال الثواب العظيم، وأن يأخذ الأجر الكبير من العلي القدير جلا وعلا:
من ذلك العمل الصالح في العشر الأول من ذي الحجة، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ» فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ،وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»([5]).

الوحيد من المجاهدين الذي يساوي أجره أجر من يعمل الصالحات في هذه الأيام العشر هو الذي يخرج ليجاهد في سبيل الله، بماله ونفسه، ويهلك ماله وتزهق روحه في سبيل الله، ولا يرجع بشيء، حينئذ يحصل ثواب الذاكر الشاكر العابد في هذه الأيام العشر.
ولعل سائلا يقول: أليس الجهاد من الأعمال الصالحة، بل هو ذروة سنام الإسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ([6])؟ أوليس الجهاد هو أبرك الأعمال وأعظمها أجرًا عند الله رب العالمين؟ إذا لماذا يقول صلى الله عليه وسلم وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ؟ .

أراد الحبيب صلي الله عليه وسلم أن يبين، أن بعض الأوقات تكون بعض الأعمال فيها أفضل منها في غيرها، فالأيام العشر الأول من ذي الحجة فعل الطاعات والقربات من الصلاة والصيام والذكر والقرآن وصلة الأرحام وغيرها، أعظم عند الله أجرًا من الجهاد، وإن كان الجهاد في غير هذه الأيام أعظم أجرا، لكن هذه الأيام بالذات، أيام اتصال وثيق بالله رب العالمين يتشبه فيها المسلم بالحاج، ما عمل الحجيج في هذه الأيام؟ هم عند ربهم جل وعلا في ذكر في خشوع في طواف، في عمل صالح، يدعونا رب العزة جل وعلا أن نتشبه بهم، وأن نجعل أيامنا مليئة بأعمال الخير كما يملأ الحاج وقته بأعمال الخير، ولذلك ندبنا الحبيب صلي الله عليه وسلم إلى أن نعمل في هذه الأيام العشر بأزيد مما نعمل في غيرها، أنا وأنت وكل مسلم، مطالبون بأن نعمل الصالحات، في هذه الأيام المطالبة أكبر، لأن الأجر أعظم، هذه الأيام أقسم الله بلياليها في القرآن، والله لا يقسم إلا بما هو عظيم عنده، قال: { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ} }الفجر:1-5{ هي الليالي العشر الأول من ذي الحجة، هي الليالي التي يفر فيها الناس إلى الله، الحجاج عند بيت ربهم والمسلمون في بلادهم موصولون بالله في هذه الليالي، كما كان الحبيب صلي الله عليه وسلم يفعل، لذلك كان من المستحب للمسلم أن يصوم هذه الأيام إذا كان قادا على الصيام، وأن يقوم لياليها إذا لم يمنعه مانع من القيام، فصيامها أعظم أجرا من صيام غيرها ، وقيام ليلها أعظم أجرا من قيام غيرها، الذكر وتلاوة القرآن، والصلاة وصلة الأرحام، والتواضع لله الواحد الديان، هذه الأعمال الصالحة أبرك وأعظم أجرا، بالله يا أخي إذا سمعت هذا ثم قضيت الأيام العشرة على المقاهي وفي الطرقات ألا تكون قد ضيعت كثيرا؟
عندما يناديك رب العزة جل وعلا ويقول لك: أمامك أيام عشرة سأرفع لك فيها الدرجات، سأتوب عليك من السيئات، سأجعل لك فيها ذكرا مرفوعاً، وأجرا عظيما، ثم تمر بك الأيام كما مرت بك سابقاتها، كالتاجر الذي يدعي أنه تاجر ، ثم تقوم السوق وتنفض وهو جالس، كيف يكسب؟ التاجر إذا عرف السوق التي يربح فيها ذهب إليها من قبل الفجر، يكون أول الداخلين وآخر الخارجين، ويطول مكثه في السوق ، كذلك المؤمن الناصح إذا جاءت مواسم الخير كان أول العاملين ، وآخر المتكاسلين، يظل في هذه الأيام على أتم الاستعداد لعمل الصالحات، هذه دعوة من النبي صلي الله عليه وسلم لكل مسلم لم يكتب له الحج في هذه السنة، يريد أن ينال أجر الحجاج والمعتمرين، يريد أن ينال فضل الله العظيم، دعوة إلى أن يحيى هذه الأيام الكريمة بالصيام والقيام وصلة الأرحام، وتلاوة القرآن، دعوة لنغلق عيوننا في هذه الأيام عن الحرام، دعوة لنصم آذننا في هذه الأيام عن الحرام، دعوة لمن كانت أعصابه تالفة، ويهيج ويستفز لأدنى سبب، إلى أن يتربى ويربي نفسه على التواضع والتذلل له رب العالمين ، على إمساك النفس عن الغضب، دعوة إلى فعل الخيرات، أنت في هذه الأيام الكريمة إذا استفزك مستفز قل لنفسك لا ينبغي أن أضيع هذه الأيام، في هذه الأيام إذا جهل عليك جاهل تصبّر وابلع جرعة الغيظ وأعلم أن الله سيعد لك في الجنة خيرا منها، واقرأ قول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ} وإذا آذاك أحد فقرأ قول الله تعالى: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} إذا رأيت مسكينا فأعطه واقرأ قول الله تعالى {وَاللَهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ} إذا كانت أرحامك غير موصولة فصلها في هذه الأيام، إذا كنت قليل الذكر، فأكثر في هذه الأيام، هذه فرصة في هذه الأيام ، هذه فرصة، إن كنت تريد اللحاق بالقوم، وتحصل أجرهم بالعمل الصالح في هذه الأيام، من الصيام والصبر وصلة الرحمن والإنفاق، والمحافظة على الصلوات في جماعة، وصلاة الفجر ، وقراءة القرآن ودوام الذكر لله رب العالمين.
هذه فرصتنا أيها الأحبة لمن يريد أن يلحق بالحجاج والمعتمرين في أجرهم وثوابهم عند الله عز وجل.

ومن فاتته هذه الأيام، أو قصر فيها فإن النبي صلي الله عليه وسلم بين لنا أن من رحمة الله وكرمه، لمن منعته الموانع، عن أن يصوم هذه الأيام كلها ، أو عن أن يقوم هذه الليالي كلها، أعطانا فرصة، وذلك بصيام يوم عرفة، وقال لنا الحبيب صلي الله عليه وسلم: «إني أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ » وفي بعض الروايات «وسنة بعده» ([7])، صيام يوم عرفة يكفر الله عز وجل به ذنوب سنة، وحتى لا يسيء بعض الناس فهم كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم، أقول: ليس معنى كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم أنك تلعب طوال السنة وتسيء وتذنب ثم تأتي لتصوم يوم عرفة ، وتقول هو كالممحاة تمسح، صيام يوم عرفة يكفر ذنوبا معينة مما يقع فيها الناس وليس كل الذنوب، مثل الأمراض، كل دواء ينفع لداء معين ، لا يوجد دواء واحد لكل الأمراض، الذنوب كذلك تتفاوت، وقد جعل الله لنا مكفرات لهذه الذنوب، فمن الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا السعي على المعاش، ومن الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا اجتناب الكبائر، ومن الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا صيام يوم عرفة، هذا اليوم العظيم الذي يتجلى الله فيه على عباده، ويكون أدنى من خلقه، وينزل رحمته لدرجة أن الشيطان، في هذا اليوم يكون أغيظ ما يكون، وأحقر ما يكون وهو يرى سعة رحمة الله ويرى رحمات الله تنزل على الخلق، كلما رأى الرحمات النازلة ، ازداد غيظه.

في يوم عرفة يقول الحبيب صلي الله عليه وسلم : « مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلاَ أَدْحَرُ وَلاَ أَحْقَرُ وَلاَ أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلاَّ مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ». قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ «أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلاَئِكَةَ»([8]) .

وأنا أقول لنفسي وأسأل إخواني: إذا كان هذا يوم غيظ الشيطان، فهل يليق بالعبد الصالح أن يكون في هذا اليوم تابعا للشيطان؟ وأن يضيع هذا اليوم في اللعب والعصيان؟ حين يكون هذا اليوم يوما جعله الله لإغاظة الشيطان بكثرة الرحمة النازلة على العباد ، فهل يصح أن يقوم بعض الناس فيضيعوا يوم عرفة في اللهو والمعصية؟ ويفرحوا الشيطان بدلا من أن يغيظوه؟ ويجعلون يوم عرفة يوم طاعة للشيطان ومعصية للرحمن؟ هذا مما لا ينبغي أن يكون.

ولهذا يجب من الآن -ونحن على أبواب هذه الأيام- أن نعد أنفسنا للصيام إن استطعنا، وللقيام إذا لم يمنعنا منه مانع، ولكثرة الذكر والإقبال ، عشرة أيام نجعلها معسكر طاعة للواحد الديان جل وعلا، حتى إذا ما جاء يوم العيد فرحنا برحمة الله رب العالمين، والذي لا يُقَدَّر له أن يصوم الأيام كلها يرتب نفسه على أن يصوم يوم عرفة، وعلى أن يقوم ليلة عرفة، وعلى أن يكثر الذكر في يوم عرفة، نحن في أيام وصفها النبي صلي الله عليه وسلم بأنها أيام ذكر وتكبير وتسبيح وتهليل لله تبارك وتعالى.
إذاً الذي لم يكتب له الحج عليه أن يحسن العمل في هذه الأيام وعليه أن يرتب نفسه لصيام يوم عرفة وقيام ليله إن شاء الله.

أمر ثالث: جعله الله جل وعلا فرصة، لمشاركة الحجاج في الأجر، وهو الأضحية، سنة من سنن أبينا إبراهيم عليه السلام، الأضحية في يوم النحر أو ثاني يوم أو ثالث يوم، أو رابع يوم، الذبح يكون في واحد من هذه الأيام، يوم العيد أو الأيام الثلاثة التي بعده.
الأضحية هي تشبه بما يفعله الحجاج، حين ينزلون إلى المزدلفة، ثم في الصباح يصعدون إلى منى، فيرجمون الشيطان ويبدؤون في ذبح الهدي لله رب العالمين.

يا أيها المسلم الذي يريد أن يشارك الحجاج في الأجر، لماذا لا تفعل مثل فعلهم، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنَا»([9])، الذي يستطيع أن يضحي ومعه إمكانية ثم امتنع من الأضحية بخلاً فلا يقربن مصلانا، الأضحية سنة مؤكدة ، فالنبي صلي الله عليه وسلم لم تمر عليه سنة إلا وضحى، وكان يضحي بكبشين أملحين ثمينين، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ ضَحَّى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم- بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا يُسَمِّى وَيُكَبِّرُ ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ([10]).

وكان ينتقي أطيب الأضاحي، حين يشتري أضحيته، يشتري أغلاها وأثمنها وأنفسها، لأنه يريد أن يتقرب إلى الله بالأكمل الأحسن، لذلك نهى أن يضحى بالعوراء، أو العرجاء، أو العمياء([11])، أو التي بها عيب ظاهر، لأنك تضحي وتتقرب إلى الله، ولك بكل قطرة دم وبكل صوفة عند الله جل وعلا حسنة ودرجة، وقبل أن ينزل دمها إلى الأرض، تكون قد وقعت في يد الله رب العالمين، ويكون الحق جل وعلا قد غفر لك بكل قطرة دم من دمها وبكل شعرة من صوفها، فإذا ضحيت فضحِ ونفسك طيبة، وأنت راغب فيما عند الله، فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا»([12])

الأضاحي سنة الخليل عليه السلام ([13])، حين أنزل الله إليه كبشا من الجنة، فذبحه فداءً لسيدنا إسماعيل عليه السلام، وصارت هذه سنة متبعة، وكأنما يفتدى المسلم نفسه من عذاب الله بهذه الأضحية، كأنك تقول: يا رب، أنا أفتدي نفسي من عذابك، بهذه الأضحية، كما افتديت إسماعيل عليه السلام بهذا الذبح وبهذا الكبش من الذبح والقتل، أنا كذلك أفتدي نفسي بهذه الأضحية، ويجوز أن يشترك سبعة في بقرة أو في جاموسة لا يقل عمرها عن سنتين، لكن إذا كان واحد يذبح عن نفسه وأهل بيته يمكن أن يذبح خروفا أو نعجة أو جديا لا يقل عمر الجدي عن سنة ولا يقل عمر الخروف عن ستة أشهر على الأقل، وحينما ينوي هذا يذكر وهو يذبح أن كلَّ عضو من أعضاء هذا المذبوح يعتق به عضوٌ من النار حتى تطيب نفسه، ويستريح قلبه، وينشرح صدره، لطاعة الله رب العالمين.

وإذا كانت هناك النية لأن تضحي إن شاء الله فإذا دخلت العشر، إذا بدأنا اليوم الأول من ذي الحجة، فلا تقص أظافرك ولا تقص شعرك، ولا تنتف شيئا من شعر جسمك، وافعل كما يفعل المحرم، غير أنك تلبس ملابسك تاعادية، والمحرم يلبس ملابس الإحرام، لكن إذا كنت تنوي الأضحية فلا تقص أظافرك ولا تقص شعرك حتى إذا ما ذبحت ، وانتهيت من الذبح، قص أظافرك واحلق شعرك، كما يفعل الحاج تماما؛ لأن لك بكل شعرة من الأضحية أن تعتق شعرة منك من النار، وبكل ظفر من الأضحية يعتق ما يقابله منك من النار، ولذلك قال صلي الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا »([14]) .

الأضحية هي سنة أبينا إبراهيم عليه السلام سنها لنا الحبيب صلي الله عليه وسلم مشاركة للحجاج، ومشاركة للطائفين العاكفين، وأمرنا أن نأكل منها وأن نطعم القانع والمعتر، قال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ} }الحج:28{.
نأكل من أضحيتنا وهذا من السنة، فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يأكل من أضحيته، وكان يعطي منها، والأوْلى أن تقسمها ثلاثة أثلاث، ثلثا تتصدق به على المحتاجين، وثلثا تأكله، وثلثا تدخره أو تهدي منه لأحبابك، هذا أكمل الأحوال، لكن إن تصدقت بالكثير أو القليل، فهذا كله مقبول عند الله عز وجل، المهم أن تجمع بين الأكل منها وبين الإطعام، لأن الله قال { فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ }.

حبيبنا المصطفى صلي الله عليه وسلم في حجته نحر مئة من الإبل، نحر منها ثلاثة وستين بعدد سنين عمره، ثم أمر عليا رضي الله عنه أن يذبح الباقي، ثم أمر النبي صلي الله عليه وسلم بقطعة من كل ناقة أو بدنة من هذه البدن التي ذبحها، ووضعها في قدر وأكل منها صلي الله عليه وسلم حتى يكون قد أكل من أضحيته صلي الله عليه وسلم.

إذاً، فالذي لم يقدر له الحج أمامه فرصة، في أن يحسن العمل في الأيام العشر، فرصة في أن يعتبر الأيام العشر معسكرا، يعتكف فيه عن المعاصي، وعما نهى الله عنه، ويكثر فيها من الذكر والشكر والصلاة والصيام والقيام، وتلاوة القرآن وصلة الأرحام.

أمامنا يوم عرفة، فرصة نتقرب إلى الله جل وعلا فيه بأبرك الأعمال بالصيام والقيام والتلاوة والذكر.

أمامنا فرصة، بأن يضحي القادر على التضحية، فيأكل من أضحيته ويطعم عباد الله المحتاجين البؤساء الفقراء، وبهذا نشارك الحجاج أجرهم، ونشارك الحجاج ثوابهم، نسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا لصالح الأعمال، وأن يبارك لنا في أعمالنا وأعمارنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، واستغفروا عباد الله ربكم إنه هو الغفور الرحيم.


----------------------------
([1]) ابن خزيمة في صحيحه عن جابر رضي الله عنه 4/263(2840) .
([2]) أخرجه مسلم ك صفات المنافقين وأحوالهم باب تحريش الشيطان 4/2166(2812) .
([3]) أخرجه مسلم في صحيحه ك البر والصلة والاداب باب تحريم الظن والتجسس والتناجش 4/1985(2563) و باب تحريم التَّحَاسُدِ وَالتَّبَاغُضِ وَالتَّدَابُرِ 4/1383(2559)
([4]) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما 7/448 والبيهقي في السنن الكبرى 5/176 . والحاكم في ك التفسير باب تفسير سورة الحج 2/421 وقال صحيح الاسناد ووافقه الذهبي .
([5]) أخرجه أبو داود ك الصوم باب صوم العشر 2/325(2438)، والترمذي ك الصوم باب ماجاء في العمل في أيام العشر .3/130(757). وقال حديث حسن صحيح غريب .كلاهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .
([6]) أخرجه أحمد في مسنده 5/235 (22051) وصححه الشيخ شعيب .
([7]) جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة الانصاري رضي الله عنه ك الصيام باب استحباب ثلاثة أيام من كل شهر 2/818(1126)، وأحمد من حديث أبي قتادة رضي الله عنه 5/296(22535)، وابن حبان في صحيحه ك الصوم باب صوم التطوع ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم: «يكفر السنة وما قبلها» يريد ما قبلها سنة واحدة فقط 8/395(3632)، وابن خزيمة في صحيحه ك الصوم باب جماع صوم أيام التطوع 3/288(2087).
([8]) الموطأ ك الحج باب جامع الحج . 1/422 (245)
([9]) ابن ماجه في سننه ك الأضاحي باب الاضاحي هل هي واجبة أم لا 2/1044(3123)
([10]) البخاري ك الأضاحي باب من ذبح الأضاحي بيده 10/18(5558)- ومسلم ك الأضاحي باب استحباب الضحية وذبحها مباشرة .. 3/1556(1966) .
([11]) أخرجه ابن حبان 13/240-241(5919) وابن خزيمة 4/292(2912) في صحيحهما من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه .والحاكم في المستدرك 1/640 وقال حديث صحيح .
([12]) أخرجه الترمذي في سننه ك الأضاحي باب في فضل الأضحية 4/70(1493) . قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
([13]) الحاكم في المستدرك من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه 2/422 وقال صحيح الإسناد .
([14]) مسلم ك الاضاحي باب نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة وهو مريد الحج من حديث أم سلمة 3/1565(1977) .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:42 pm


البركة في عشر ذي الحجة
أحكام عشرة ذي الحجة Msword
أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن

الحمد لله ذِي الفضل والإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له الملِك العلاّم، وأشهد أنّ نبيّنا محمّدًا عبده ورسوله سيّد الأنام، اللهمَّ صلِّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ما تعاقبتِ الدهور والأعوام.
وبعد
لقد كتب الله على نفسه الرحمة، ونشر رحمته بين العباد، وجعلها واسعة بفضله حتى وسعت كل شيء، يقول سبحانه:
( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ )[الأعراف:156]، ومن رحمتة جل وعلا بنا أن جعل لنا مواسم ونفحات تُضاعف فيها الحسنات وتزداد فيها الدرجات ويستدرك العبد بها ما فات ، فالسعيد من تنبه لها واستفاد منها والشقي من غفل عنها وضيع نفسه.
ومن هذه المواسم المباركة أيام عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا ،فأيامها أفضل من أيام رمضان وليلي رمضان أفضل من ليالي ذي الحجة .

دلائل فضل هذه الأيام
أولاً: إن الله أقسم بها ولا يقسم ربنا إلا بعظيم من المخلوقات أو الأوقات،قال تعالى: ( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [الفجر:2] وهي عشر ذي الحجة كما قال أهل التفسير.
ثانياً: صح فيها حديث ابن عباس رضي الله عنه عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال:«مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء».[أخرجه البخاري ومسلم].
وفي حديث أخر يقول صلى الله عليه وسلم :
«ما من عمل أزكي عند الله ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى، قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء» [صحيح الترغيب والترهيب «1148»].
ثالثاً: من فضائلها أن العبادات تجتمع فيها ولا تجتمع في غيرها، فهي أيام الكمال، ففيها الصلوات كما في غيرها، وفيها الصدقة لمن حال عليه الحول فيها، وفيها الصوم لمن أراد التطوع، أو لم يجد الهدي، وفيها الحج إلى البيت الحرام ولا يكون في غيرها، وفيها الذكر والتلبية والدعاء الذي تدل على التوحيد، واجتماع العبادات فيها شرف لها لا يضاهيها فيه غيرها ولا يساويها سواها.
رابعاً : فيها يوم عرفة ،وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة. وهو يوم مغفرة الذنوب، والتجاوز عنها، والعتق من النار، والمباهاة بأهل الموقف، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة».
وروى ابن حبان من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ» وفي رواية: «إنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلَائِكَتَهُ, فَيَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي, اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي, قَدْ أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ».
خامساً: ومن فضائلها: أن فيها يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أفضل الأيام كما في الحديث: «أفضل الأيام يوم النحر» [رواه أحمد وأبو داود بسند صحيح].، وفي يوم النحر معظم أعمال النسك للحجاج من رمي الجمرة وحلق الرأس وذبح الهدي والطواف والسعي وصلاة العيد وذبح الأضحية .

السلف والعشر
كان سلفنا الصالح يعظمون هذه الأيام ويقدرونها حق قدرها، قال أبو عثمان النهدي كما في لطائف المعارف: "كان السلف ـ يعظّمون ثلاثَ عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم». وقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم»، يعني في الفضل، وروي عن الأوزاعي قال: «بلغني أن العمل في يوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله، يصام نهارها ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بالشهادة».
يا له من موسم يفتح للمتنافسين ويا له من غبن يحق بالقاعدين والمعرضين فاستبقوا الخيرات يا عباد الله وسارعوا إلى مغفرة من الله وجنة عرضها السماوات والأرض وإياكم والتواني وحذار من الدعة والكسل .

يستحب في هذه الأيام


1- الحج:

من أجلِّ الأعمال الصالحة التي تشرع في هذه العشر أداء مناسك الحج الذي أوجبه الله تعالى على كل مسلم قادر تحققت فيه شروط وجوبه،قال صلى الله عليه وسلم : «من حجَّ هذا البيتَ فلم يرفث ولم يفسُق رجع من ذنوبه كيوم ولدَته أمُّه» متفق عليه ، ويقول صلى الله عليه وسلم: «تابِعوا بين الحجِّ والعمرة؛ فإنّهما ينفيان الفقر والذنوبَ كما ينفي الكير خَبثَ الحديدِ والذّهب والفضَّة، وليس للحجّة المبرورةِ ثوابٌ إلاّ الجنّة» [رواه الترمذيّ والنسائي وسنده صحيح ].

2-الصيام :

يستحب الإكثار من الصيام في أيام العشر، ولو صام التسعة الأيام لكان ذلك مشروعاً، لأن الصيام من العمل الصالح، قال صلى الله عليه وسلم : «ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا» [أخرجه البخاري ومسلم]. ويزداد أجر الصيام إذا وقع في هذه الأيام المباركة، قال النوويّ رحمه الله: «فليس في صومِ هذه التسعة ـ يعني تسع ذي الحجّة ـ كراهةٌ شديدة، بل هي مستحبّة استحبابًا شديدًا»[ شرح صحيح مسلم (8/71)].وصوم يوم عرفه يكفر ذنوب سنتين قال صلى الله عليه وسلم :«صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسـنة التي بعده...» [أخرجـه مسلم في: الصيام (1162 ] والمراد بها الصغائر، وسبق بيان مثل هذا في تكفير الخطايا بالوضوء, وذكرنا هناك أنه إن لم تكن صغائر، يُرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم يكن رُفعت درجات [شرح مسلم (8/50/ 51)].

3-القران :

القرآن التجارة التي لن تبور ،حاول أن تختمه في هذه العشر ،قال صلى الله عليه وسلم : «لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آية أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل»[ رواه مسلم ] ،واعلم أخي المسلم انك لن تتقرب إلى الله بمثل كتابه تلاوةً وتدبراً وتحكيماً.

4-الصلاة:

قال صلى الله عليه وسلم: «الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر» [صحيح الجامع (3870)] ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم قوله : «ما عمل ابن آدم شيئا أفضل من الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن».[ صحيح الجامع (3518).
ولا تنس أخي بناء بيت في الجنة بصلاة اثنتا عشرة ركعة تطوع من غير الفريضة ، وصلاة الضحى ركعتان أو أكثر، و قيام الليل ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ذكر منهم الذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن يقوم من الليل فيقول الله: يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد» [الطبراني بإسناد حسن].
المحافظة على النوافل سبب من أسباب محبة الله، ومن نال محبة الله حفظه وأجاب دعاءه، وأعاذه ورفع مقامه، لأنها تكمل النقص وتجبر الكسر وتسد الخلل.

5-الذكر:

الذكر هو أحب الكلام إلى الله تعالى، وهو سبب النجاة في الدنيا والآخرة، وهو سبب الفلاح، به يُذكر العبد عند الله، ويصلي الله وملائكته على الذاكر، وهو أقوى سلاح، وهو خير الأعمال وأزكاها وأرفعها في الدرجات، وخير من النفقة، به يضاعف الله الأجر، ويغفر الوزر، ويثقل الميزان، يقول تعالى:
( لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلاْنْعَامِ)[الحج:28]،روى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد»، وكان أبو هريرة وابن عمر ب إذا دخلت عشر ذي الحجة يخرجان إلى السوق يكبران فيكبِّر الناسُ بتكبيرهما.[ رواه البخاري] .
والتكبيرُ عند أهلِ العلم مطلقٌ ومقيّد، فالمطلق يكونُ في جميع الأوقات في الليل والنهار من مدّة العشر، والمقيّد هو الذي يكون في أدبارِ الصّلواتِ فرضِها ونفلِها على الصّحيح، للرّجال والنّساء.
وأصحُّ ما ورد في وصفِه ـ أي: التكبير المقيّد ـ ما ورَد مِن قولِ عليّ وابن عبّاس ن أنّه مِن صُبح يومِ عرفة إلى العصرِ من آخر أيّام التشريق (الثالث عشر )وأمّا للحاجّ فيبدأ التكبيرُ المقيّد عقِب صلاةِ الظهر من يوم النحر. وصحّ عن عمر وابن مسعود ب صيغة: «الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

6-الصدقة:

الصدقة، وإغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، وتفريح المؤمن وإدخال السرور على نفسه وطرد الهم عنه مما يحبه الله تعالى، فبالصدقة ينال الإنسان البر ويضاعف له الأجر ويظله الله في ظله يوم القيامة، ويُفتح بها أبواب الخير ويغلق بها أبواب الشر، ويفتح فيها باب من أبواب الجنة، ويحبه الله ويحبه الخلق، ويكون بها رحيماً رفيقاً، ويزكي ماله ونفسه، ويغفر ذنبه، ويتحرر من عبودية الدرهم والدينار، ويحفظه الله في نفسه وماله وولده ودنياه وآخرته.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إلى الله أي الأعمال أحب إلى الله فقال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربه أو تقضى عنه ديناً أو أتطرد عنه جوعاً» [رواه الطبراني وصححه الألباني].

7-الأضحية:

شُرعت الأضاحِيَّ تقرُّبًا إلَى اللهِ بدمائِهَا، وتصدقًاً علَى الفقراءِ بلحمِهَا، والأضحيةُ مِنْ شعائرِ الإسلامِ، وهِيَ رمزٌ للتضحيةِ والفداءِ، وسنةُ أبِي الأنبياءِ إبراهيمَ صلى الله عليه وسلم، وهِيَ أحبُّ الأعمالِ إلَى اللهِ فِي يومِ العيدِ، فعَنِ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«مَا عَمِلَ آدَمِىٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ إلى أَحَبَّ اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْساًِ» [رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه ]،و الأضحية سنة مؤكدة يُكره للقادر تركها.
ومن أحكام الأضحية أن تبلغ السن المجزئة شرعاً، فمن الغنم ما أتم سنة كاملة، ومن الضأن ما أتم ستة أشهر، ومن الإبل ما أتم خمس سنين، ومن البقر ما أتم سنتين كاملتين، وتجزئ الإبل والبقر عن سبعة أشخاص، فلو اشترك سبعة في بعير أو بقرة أجزأت عنهم جميعًا.
وللأضحية شروط لا بد من توفرها، منها السلامة من العيوب التي وردت في السنة، وقد بين العلماء هذه العيوب مفصلة، ومن شروطها أن يكون الذبح في الوقت المحدد له، وهو من انتهاء صلاة العيد إلى غروب شمس آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر.
وينبغي للمسلم إذا أراد أن يضحي أن لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا؛ لحديث أم سلمة رضي الله عنها قال :«إذا رأيتم هلال ذي الحجة فمن أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا» [رواه مسلم]. وهذا المنع على القيِّم رب الأسرة، وأما أولاده فإن أمسكوا فحسن حتى يحظوا بالأجر، وإن أخذوا فلا حرج عليهم إن شاء الله.

8-الدعاء:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» [أخرجه الترمذي في الدعوات]
قال ابن عبد البر: «وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره،وفي الحديث أيضًا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب [التمهيد (6/41)].

9-التوبة والبعد عن المعاصي :
ومما يجب في هذه العشر وفي كل زمان التوبة النصوح والرجوع إلى الله والإقلاع عن المعاصي والذنوب،قال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا) [التحريم: 8]، فسارعوا إلى التوبة الصادقة بالكف عن المحرمات والتحلل من المظالم ورد الحقوق والبعد عن الفواحش .

أخي الحبيب :
سابق في هذه العشر بكل عمل صالح، وأكثر من الدعاء والاستغفار، وتقرب إلى الله بكل قربة، عسى أن تفوز فوزًا عظيمًا.جعلنا الله من المسارعين في الخيرات والذين هم لها سابقون.
وصلى الله وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبعه واقتفى أثره إلي يوم الدين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


إعداد
أمير محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان -عمران


أضغط هنا لتحميل الموضوع على هيئة مطوية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:43 pm

البرنامج الذاتي لاغتنام العشر المباركة
((20طريقة للتعبد لله تعالى بفعل الخير والعمل الصالح في عشر ذي الحجة))

خالد بن عبدالرحمن الدرويش

بسم الله الرحمن الرحيم

* حافز لاغتنام العشر بالأعمال الصالحة :
قال صلى الله عليهم وسلم ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ، يعني أيام العشر... الحديث عند البخاري .
قال ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف ( وقد دل هذا الحديث على أن العمل في أيامه أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها . وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده ).

* قاعدة موسمية ينبغي لمحب فعل الخير أن يغتنمها :

قال ابن رجب رحمه الله ( واعلم أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب منها المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم ، ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة ...... ومنها شرف الزمان كشهر رمضان وعشر ذي الحجة )

* فهل من مشمر في هذه العشر المباركة :
نصيحة أخوية لنجاح برنامج العشر:
أ‌- حاول أن تفرغ نفسك من الشواغل والالتزامات الأخرى وليكن همك الطاعة والتعبد لله تعالى في هذه العشر .
ب‌- أشعر من حولك من الناس بحرصك على استغلال العشر في فعل الخير والعمل الصالح ، ولك اجر الاقتداء إن شاء الله .
ج- تذكر عمل اجر وثواب هذه الإعمال الصالحة العشر لتجد لذة كل عمل تفعله في رضاه .
د- اغتنم نهار هذه العشر ما استطعت إلى ذلك سبيلا فلعلها هي المقصودة في قوله صلى الله عليه وسلم (ما من ايام من العمل الصالح .... )

البرنامج التعبدي والخيري المقترح لمن أدرك العشر :


الطريقة الأولى : الإكثار من تلاوة القران الكريم وأهديك ثلاث طرق للتنفيذ :
الأولى : لكل يوم من العشر جزء كامل .
الثانية : لكل يوم من العشر جزءان.
الثالثة : ختم القران في هذه العشر .

الطريقة الثانية :
ممارسة التبكير إلى الصلوات الخمس في المسجد والانشغال بالطاعات التالية :
أ‌- الدعاء ومنه ((سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة))
ب‌- ذكر الله تعالى ومنه الإكثار من قول ((سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فهي ثقيلة في الميزان))
ج- قراءة شيء من القران الكريم . والجمع بينهما حسن وممكن .
الطريقة الثالثة :صلوات لا تغفل عنها طوال العشر :
1- ركعتا الضحى . 2- صلاة الوتر . 3- ركعتا ما بعد الوضوء. 4- الصلاة القبلية والبعدية للصلوات الخمس والاستعداد لصلاة الجمعة.

الطريقة الرابعة :
إلقاء كلمة في احد المساجد تحمل عنوان ( فضل العشر وكيفية اغتنامها في الخير والطاعة ) لا تنس توزيع هذا البرنامج بعد الكلمة و لك اجر الدلالة على الخير .

الطريقة الخامسة : إحياء هذه الساعات الثلاث بالذكر والدعاء والاستغفار والصلاة وقراءة القران وهي:
الساعة الأولى : قبل طلوع الفجر – وخاصة الاستغفار .
الساعة الثانية : بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس ومنه أذكار بداية اليوم .
الساعة الثالثة : بعد صلاة المغرب إلى صلاة العشاء .
اقترح عليك أخي المسلم إن تحيي هذه الساعات في بيت من بيوت الله تعالى (المسجد).فتكسب دعاء الملائكة المقربين ((اللهم اغفر له اللهم ارحمه)) .

الطريقة السادسة :
ذكر من حولك من الأهل والأقارب والأصدقاء بفضائل الأعمال الصالحة في هذه العشر و لك اجر التذكير فالذكرى تنفع المؤمنين . (استخدم الجوال أو البريد الالكتروني لتنفيذ هذه الطريقة )

الطريقة السابعة :
صيام أكثر العشر باستثناء يوم العيد فان الصيام لا مثل له في الآجر
(الصيام لي وانأ اجزي به) رواه البخاري .

الطريقة الثامنة :
احرص على الكلام الذي ترجو ثوابه عند الله :
تهليله وتحميده وتكبير وتسبيح وحوقلة واستغفار وكلمة طيبه وقول معروف وإنكار منكر والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم و أصلاح المجتمع ...الخ . فكان النبي عليه الصلاة والسلام لا يتكلم الا بما يرجو ثوابه . قال الله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم )
الطريقة التاسعة : اختر يوما من العشر وقتا من اليوم وزر المقبرة وتأمل في أحوال الموتى وسلم وادع لهم وسوف تجد النتيجة . (الحماس لفعل الطاعات أكثر)

الطريقة العاشرة :
الإكثار من قول (لا اله إلا الله والحمد لله والله اكبر) في سائر ايام العشر سواء كنت لوحدك بين اهلك في سيارتك أو بين أصحابك ...الخ.
الطريقة الحادية عشرة :الحرص على الصيام يوم عرفه فانه يكفر سنتين من الخطايا والذنوب مع وضع برنامج عبادي منذ أن تصبح إلى إن تمسي مليء بالطاعة والنفع الكثير (جدول يوم عرفة).

الطريقة الثانية عشرة :
تفطير بعض الصائمين يوم عرفه و لك مثل أجور صيامهم دون إن ينقص ذلك من أجورهم شيئا واقترح عليك تفطير 1- جماعة المسجد – الأقارب – الأصدقاء – الوافدين من الجاليات المسلمة
(فطر ولو شخصا واحدا)

الطريقة الثالثة عشرة:
(اليوم الدعوي) والمقصود تخصيص يوم من أيام العشر لممارسة مجموعة من البرامج والأنشطة الدعوية ذات طابع توجيهي من خلال وسائل عدة للتأثير في الآخرين . (لاتنس الدعاء قبل البدء بالمشروع) .

الطريقة الرابعة عشر :
احصر بعض الأقارب والأرحام وقم بزيارتهم وتذاكر معهم الأمور التالية :
1- فضل الأعمال الصالحة في هذه العشر .
2- فضل صيام يوم عرفة .
3- توزيع هذا البرنامج عليهم .
4- توزيع كتيب أو شريط أو مطويات تتعلق بأعمال الخير .

الطريقة الخامسة عشر :
(فكره مثالية) اختر من الطاعات والعبادات ما تستطيع أن تمارسه خلال هذه الأيام المباركة ثم اعمل بها ما استطعت إلى ذلك سبيلا . استعن بكتاب : المتجر الرابع في ثواب العمل الصالح أو كتاب الترقيب والترهيب للمنذري (وعلى المسلم أن يختار من وجوه الخير والطاعة ما يكون أكثر ثوابا عند الله )

الطريقة السادسة عشرة :
أبدا يومك بصدقة لتحضى بدعاء الملكين ليكن لك في كل يوم من ايام العشر صدقة تفرح بها فقير أو مسكيناً أو محتاجاً .

الطريقة السابعة عشرة :
اغتنم أي فرصة خير ساحنه لك في هذه العشر بل اصنع أنت فرص الخير
(حضور جنازة والصلاة عليها ، دعوة إلى الله ، أطعام الطعام ...)

الطريقة الثامنة عشرة : التأدب بآداب العيد ،ومنها التطيب والتجمل . لبس الجديد . إظهار الفرح . التوسعة على العيال التكبير والتهليل والتحميد دبر الصلوات الخمس .

الطريقة التاسعة عشرة :
توزيع هذا البرنامج على كل مسلم تلقاه تذكيرا وتحفيزا له على اغتنام مواسم الخير في طاعة الله تعالى .

الطريقة العشرون : وأخيرا استصحب نية الخير والعمل الصالح طوال هذه العشر فأنت بخير ما دمت تنوى الخير وكن سببا في فعل الطاعة أو اعن عليها يحصل لك الأجر كما لو با شرتها.

فكرتان للجادين:
• اختر حديثاً نبوياً واحداً فقط وقم بتطبيقه خلال هذا اليوم .ما رأيك أن تختار 360 حديثاً وتضعه في مفكرتك السنوية وتطبق كل يوم حديثاً نبوياً شريفاً.
• لا تترك ما اعتدته من عبادة أو خير فتحرم نفسك الأجر وتكون ممن انشغل قلبه عن الله .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


رجاء إلى أخي على طريق الدعوة :-
حق على من قرأ هذه الرسالة واستفاد منها خيراً أو دعوة أو تحفيزاً ألا ينساني من دعائه الصالح ودعوته المباركة – وليقل :-
اللهم ادخله الجنة واجعله مباركاً أينما كان ووفقه لخدمة الإسلام والمسلمين إلى أن يلقاك .اللهم أمين.
و جزاك الله خيراً على هذا الدعاء و لك بمثل ذلك

أخوك / خالد عبد الرحمن الدرويش
ج- 0503900260 الإحساء – الهفوف
bu.azzam.2222@hotmail.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:43 pm


أطفالنا وعشر ذي الحجة

عادل بن سعد الخوفي

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء عن ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "أَدِّبِ ابْنَكَ فَإِنَّكَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ: مَاذَا أَدَّبْتَهُ، وَمَاذَا عَلَّمْتَهُ؟ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ بِرِّكَ وَطَوَاعِيَتِهِ لَكَ" [1] ، وقال بعض العلماء: "اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَسْأَل الْوَالِدَ عَنْ وَلَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْل أَنْ يَسْأَل الْوَلَدَ عَنْ وَالِدِهِ" [2] .

لقد كان دَيدَنُ السلف الصالح في تربيتهم لأولادهم: بناء معتقدهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتحصينهم ضد الشهوات والشبهات، وتأهيلهم للأعمال الجليلة، والواجبات الشرعية، والسلوكيات الحميدة، وقد وردت النصوص في تأكيد ذلك وبيانه. جاء عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: "أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتي حَوْلَ الْمَدِينَةِ "مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ). فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ". [3] .

هكذا كانوا، وهكذا ينبغي لنا أن نكون مع أطفالنا في خير أيام الدنيا؛ عشر ذي الحجة، يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة" قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء". [4] .

وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". [5] .

قال الإمام ابن حجر: "الْمُرَادَ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ سَوَاءٌ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لَا، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِهِ لِاجْتِمَاعِ الْفَضْلَيْنِ فِيهِ". [6] .

فهل ترى من النَّجابة في شيء أن نُفوِّتَ أياماً عظيمة كهذه الأيام دون أن ننقش من آثارها على أولادنا، فيشب أحدهم وقد اعتاد القيام بشعائر الإسلام، وتمرَّس على واجباته ومستحباته، ونشأ وقد وقَرَ في قلبه عظمة ما نُعظِّمه، وصارت أعظم الأشياء عنده ما نعتقده، متين المعتقد، سليم القلب، طاهر اللسان، شاباً صالحاً، وعضواً نافعاً في المجتمع؟!
إننا لنُحَقِّقَ هذه الخِصال مع أطفالنا في أعظم الأيام عند الله، ينبغي أن تكون لنا خُطوات أسرية إيمانية مدروسة، نستجلبُ بها رحمة الكريم المنَّان، ونؤكِّد فيها التقارب معهم، ونرسم أهدافاً سامية يسعى الجميع إلى تحقيقها في دنياه لعمارة آخرته وبنائها.

الخطوة الأولى (لفت الانتباه):


وذلك بطباعة حديث الإمام البخاري، وحديث الإمام أحمد، وقول الإمام ابن حجر -رحمهم الله- التي ذُكرت مطلع هذا المقال، بصورة واضحة، وتعليقها في غرفة الجلوس، أو في مكان بارز في البيت؛ ليتمكن الجميع من قراءتها.. ولو أمكن إعلان جائزة مناسبة لمن يحفظها من أفراد الأسرة، لكان هذا جميلاً.

الخطوة الثانية ( التهيئة النفسية):


حيث تجتمع الأسرة في حلقة حول الأب، أو غيره من أفراد الأسرة، لبيان عظمة هذه الأيام العشر، فقد ذكرها الله تعالى في كتابه: (وَالْفَجْر وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [7] ، وجاءت الأحاديث وأقوال السلف في فضلها [8] ، وأنها أعظم أيام الدنيا، وقد حثَّ نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- على العمل الصالح فيها، وأمر بكثرة التهليل والتكبير، ثم فيها يوم عرفة، ويوم النحر، واجتمعت فيها أمهات العبادة: الحج، والصدقة، والصيام، والصلاة. [9] .

يتم عرض هذا كله بأسلوب مشوِّق يتناسب مع الفئة العمرية لأفراد الأسرة، وبمزيد من المراعاة لفُهُوم الأطفال فيها.

الخطوة الثالثة (التعرف إلى أَعْمال العَشر):


دلَّت النصوص من الكتاب والسنَّة وأقوال أهل العلم على استحباب الإكثار من الأعمال الصالحة في هذه العشر، ومن ذلك:

أولاً: أداء الصلوات المفروضة على وجهها الأكمل، بأدائها على وقتها، والتبكير لها، وإتمام ركوعها وسجودها، وتحقيق خشوعها، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا". [10] .

ثانياً: التقرب إلى الله بالإكثار من قراءة القرآن، والصدقات، وإعانة المحتاجين، والتوبة والاستغفار، وصلاة النوافل، وأداء السنن الرواتب، وصلاة الضحى، والوتر، وقيام الليل، فقد جاء عن سعيد بن جبير قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر". [11] ، كناية عن القراءة والقيام.

ثالثاً: صيام ما تيسر من أيام هذه العشر؛ فهو داخل في جنس الأعمال الصالحة، وآكدها صيام يوم عرفة لغير الحاج، قال صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ". [12] .

رابعاً: الإكثار من التهليل، والتكبير، والتحميد، لقوله صلى الله عليه وسلم: "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". [13] ، كما أنه يُستحَبّ التكبير المطلق في البيت، والسوق، والعمل، إلا ما دلَّت النصوص على كراهة الذكر فيه، قال تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ). [14] ، وصفته: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد) [15] ،"قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ ... وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا" [16] .

خامساً: ومن أعظم الأعمال في هذه العشر حج بيت الله الحرام، وقصد بيته لأداء المناسك لمن تيسر له، قال صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة". [17] . وقال صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه". [18] .

سادساً: ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر المباركة؛ ذبح الأضاحي تقرباً لله، فإنه: "صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صِفَاحِهِما". [19] .

الخطوة الرابعة (الجانب التطبيقي التربوي):


1- تشجيع الأطفال على حفظ الذكر المطلق في أيام العشر، وكذا حفظ شيء من نصوص فضائل الأعمال فيها، من خلال إعلان مسابقة لذلك وجوائز حسية ومعنوية، فإن لذلك أثره الكبير في صياغة عقلية الطفل واهتماماته في المستقبل، قال إبراهيم بن أدهم: "قال لي أبي: يا بني، اطلبِ الحديث، فكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك درهم. فطلبت الحديث على هذا". [20] .

2- اعتياد الصغير للعبادة سبب في محبتها وإلْفها، فتكون سهلة ميسورة حين كِبَره، كيف وهو يرى والديه جعلا أعمال العشر برامج تطبيقية عملية في حياتهم، يذكِّرون بالصلاة على وقتها، ويُرَدِّدُون على مسمعه كلمات الأذان، ويُرَطِّبُون أسماعه بترداد التكبير المطلق، ويصطحبونه لإيصال الصدقات وإعانة المحتاجين، يُعَرِّفونه بالسنن الرواتب وأجورها، ويُعوِّدونه صيام جزء – ولو يسيراً جداً – من اليوم.
3- الجلسات الحوارية الأسرية الهادئة لها أثرها البالغ في حياة الطفل، ولو كانت إحداها في شرح معاني مفردات التهليل والتحميد والتكبير، وشيء من دلالات أسماء الله وصفاته، وبيان الحكمة من الصلاة، والصوم، وإعانة المحتاجين، وأثر أيام العشر، ويوم عرفة على العباد، لكان في ذلك ترسيخ لمحبة الله سبحانه، وتعظيمه، وتوقيره، وقدره حق قدره، وترسيخ محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبب في أن ترتبط نفس الطفل بمولاه سبحانه، وتنمو روحه وتَسْلَمُ فِطرتَه، ويبقى مستظلاً بظلها، يعيش معناها في كِبَره شيئاً فشيئاً.

4- استثمار المزايا العظيمة التي ذكرها صلى الله عليه وسلم للعمل الصالح في هذه الأيام العشر، لتبيان أن الله جعلها أمام عبيده؛ ليتقربوا إليه، فتزيد حسناتهم، وتُحطّ سيئاتهم، فيفوزوا بجنة عرضها السموات والأرض. ما أنها تدل على محبة الله لعباده المؤمنين، وأن قَدْرَ الموَحِّد عند الله عظيماً؛ فلا يجوز تخويفه، أو رفع السلاح في وجهه، أو التنابز معه بالألقاب الفاحشة، فقد نظر ابن عمر -رضي الله عنه- يوماً إلى الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك". [21] .

5- في الأضحية إحياء لسنة أبينا إبراهيم عليه السلام، وفيها تذكير بقصَّة الفداء والتضحية والتقرب إلى الله، وفيها هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم- يوم العيد، وحين إلقاء الوالدين على أطفالهم قصة نبي الله إبراهيم مع ابنه إسماعيل؛ إذ أصبح يوم فداء إسماعيل وإنقاذه من الذبح عيدًا للمسلمين يُسمَّى بعيد الأضحى، يذبح فيه المسلمون الذبائح تقربًا إلى الله، وتخليدًا لهذه الذكرى، تبقى هذه القصة مؤثرة في عقولهم ووجدانهم، يعيشون حياة أبطالها، يستمعون بشغفٍ إليها، ويتقمَّصون ما فيها من حِكَم أو دلالات، وينسجون لنفوسهم خيالات واسعة بين أحداثها، فيؤمنوا بما دلَّت عليه، وتفتح لهم ملكة التفكير للتعبير والإبداع النافع.

أطفالنا، أكبادنا تمشي على الأرض، أمانة في أعناقنا، يتعلَّمون خلال سِنِيِّ حياتهم مَعَنا ما يُعينهم على القيام بأدوارهم المستقبلية، تارة بالتقليد والمحاكاة، وتارة بالمحاولة والخطأ، وتارة بما اعتادوا عليه؛ فإنه من المعروف أن الطفل يتأثر بوالديه، وهذا الأثر يبقى لفترة طويلة، قد تمتد طوال عمره، وقِيَم الوالدين والأخوة تنتقل للأطفال بصورة مباشرة بحسب مجريات الحياة اليومية ومستجداتها، ولذا فعلى الوالدين إشباع أطفالهم بمنظومة قيمية، ومعرفية، وروحانية، ومهارية؛ تجعلهم مؤمنين بربهم، صالحين في أنفسهم، بَنَّائين في مجتمعهم.


----------------------------------
[1] : تحفة المودود لابن القيم رحمه الله. ص 137
[2] : تحفة المودود لابن القيم رحمه الله. ص 139
[3] : رواه مسلم رحمه الله.
[4] : رواه البخاري رحمه الله.
[5] : أخرجه الإمام أحمد. وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
[6] : فتح الباري، ج: 2 ص: 534.
[7] : سورة الفجر: 1/2، قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف: إنها عشر ذي الحجة. قال ابن كثير:" وهو الصحيح" تفسير ابن كثير8/413.
[8] : حديث الإمام البخاري، وحديث الإمام أحمد، وقول الإمام ابن حجز -رحمهم الله- التي ذُكرت مطلع هذا المقال.
[9] : نيل الأوطار.
[10] : متفق عليه.
[11] : سير أعلام النبلاء.
[12] : رواه مسلم رحمه الله.
[13] : أخرجه الإمام أحمد. وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
[14] : سورة الحج: 28.
[15] : قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في اللقاء الشهري "يسن للإنسان في عشر ذي الحجة أن يكثر من التكبير فيقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. وبعض العلماء يقول: تكبر ثلاثاً فتقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، والأمر في هذا واسع".
[16] : ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه.
[17] : متفق عليه.
[18] : متفق عليه.
[19] : رواه البخاري ومسلم.
[20] : شرف أصحاب الحديث.
[21] : رواه الإمام الترمذي، وحسنه (2032).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:44 pm

التصنيـف العـام > مكتبة الحاج والمعتمر
أحكام عشرة ذي الحجة Paper بيانات الكتاب ..
العنوان الكنوز العشر فى الأيام العشر
المؤلف د.أحمد مصطفى متولي
نبذة عن الكتاب
تاريخ الإضافة 28-11-1431
عدد القراء 13883
رابط القراءة
رابط التحميل أحكام عشرة ذي الحجة Zip << اضغط هنا >>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:46 pm

بسم
الله الرحمن الرحيم



إِنَّ
الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ
،
وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ
أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ
سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
.
مَنْ
يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ
، وَمَنْ
يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ
.
وَأَشْهَدُ
أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ
.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ
تَمُوتُنَّ
إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
."
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا
زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي
تَسَاءلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ
اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"



"يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً
سَدِيدًا
. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ
يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ
فَوْزًا عَظِيمًا
"


أَمَّا بَعْدُ: فبين أيدينا هديةٌ
للإخوان, تحملُ جُملةً من كنوز أغلى من اللؤلؤ والمرجان, للترغيب فى الصالحات فى
العشر الحسان, وهى نافعةٌ جامعةٌ بإذن الرحمن, توقذ الضعيف والوسنان, وتهدى الضال
والحيران, نرجو بها رضاء الرحمن, فى يوم لا ينفعُ فيه مالٌ ولا ولدان, ويشيبُ فيه
هنالك الولدان, نرجو بها من الحنان المنان, السـتر



والنجاة
من النيران, ومغفرة الذنوب ودخول الجنان









أحكام عشرة ذي الحجة Clip_image001







































الكنوز العشر


فى


الأيام العشر


(نسخة جديدة محققة ومزيدة
بتعليقات الألباني)














أخي
في الله
... هل تطمعُ
فى مغفرة الذنوب والسيئات؟؟
.. هل
تطمعُ فى زيادة
الحسنات ورفع الدرجات
؟؟..
هل ترجو
رحمة بارى البريات؟؟.. هل تشتهي
غُرفاً وبيوتاً في الجنات؟؟..



إن أردت ذلك صدقاً من قلبك، فعملت عملاً من هذه الأعمال ابتغاء وجه
ربك، لنلت المرغوب، ولتحقق المطلوب، بإذن علام الغيوب.











والآن


صدق أو لا
تصدق


* يمكنك أن تعمل عملاً يستغرق نحو 12 ساعة فيُبَاعدُ بينك وبين النار مائةُ سنة,
ويُجعلُ بينك وبين النار خندقٌ كما بين السماء والأرض بإذن الله




* ويمكنك أن تعمل عملاً يستغرق نحو 3 ساعات فيُكتبُ لك قِنطارٌ من
الأجر (والقنطارُ خيرٌ من الدنيا وما فيها) بإذن الله




* ويمكنك أن تعمل عملاً يستغرق نحو ساعتين فيُكتبُ لك أجرُ حجَّةٍ
وعمرة بإذن الله




* ويمكنك أن تعمل عملاً يستغرق نحو ساعة ونصف فيُكتبُ لك أجر
قيراطين (مثلُ الجبلين العظيمين) بإذن الله




* ويمكنك أن تعمل عملاً يستغرق نحو ساعة فيُكتبُ لك أجرُ 5 حِجج بإذن الله





* ويمكنك أن تعمل عملاً
يستغرق نحو نصف ساعة فيُكتبُ لك أجرُ 5
عمرات ويُبنى لك بيتٌ فى الجنَّة بإذن الله






* ويمكنك أن تعمل عملا
يستغرق نحو رُبع ساعة فيُصلِّى عليك 70.000 ملك ويدعو لك ملكٌ بالجنَّة بإذن الله






* ويمكنك أن تعمل عملا يستغرق نحو دقيقة فيُكتبُ لك أجرُ :


- أفضل من 100 بدنة (يُتصدق بها فى سبيل الله) بإذن الله


أفضل من 100 فرس (يُحملُ عليها
فى سبيل الله) بإذن الله



أفضل من 100 رقبة (تُعتقُ فى سبيل الله) بإذن الله





* ويمكنك أن تعمل عملا
يستغرق نحو
نصف دقيقة فيُكتبُ لك :
1.000.000
حسنة , ويُحطُّ عنك
1.000.000 سيئة, ويُبنى لك بيتٌ فى الجنَّة






* ويمكنك أن تعمل عملا يستغرق نحو نصف دقيقة فيُكتبُ لك : 1.000.000.000حسنة بإذن الله


عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال:قال رسول الله
r: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام
يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل
الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من
ذلك بشيء"
[sup][1][/sup]





أراك الآن قد اشتقت لمعرفة تلك الأفعال ، والوقوف على تلك الأعمال
، التي بها تُنال الآمال، بحسنات ودرجات وجنَّةٍ جلّت عن مثل ومثال، وتعالت عن حيز
الفكر والخيال، بإذن الله الكبير المتعال .... وإليك هذه الأعمال.



والآن مع تلك الكنوز, التى تهفو إليها النفوس, ابتغاء رضاء الملك
القدوس, فى يومٍ تشيبُ فيه الرءوس, فناجٍ مُسلَّم ومُكَوَّرٍ فى النارِ مكدوس, فكم
من مُفلحٍ وكم من منكوس, وكم من حزينٍ وكم من فَرِحٍ كالعروس, فالمُعَذبون نالوا
الخذلان والمُنَعَمُون نالوا الكؤوس.



والآن مع تلك الكنوز






الكنزُ الأول


70
حِجَّة ,60عُمرة


أخى فى الله : هل تطمعُ فى أجر 70 حجة و60 عمرة فى 10 أيام؟؟ هل
ترجو مغفرة القدوس السلام؟؟ هل تطمع فى دخول الجنة بسلام؟؟



1- والآن... هل تعلم أنك لو صلَّيت خمساً
مكتوبات مع الجماعة لَنِلت أجرَ 5 حجج بإذن الله؟!!



فعن أبي أمامة t أن رسول الله r قال : "من خرج من بيته
متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه
إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين "
[sup][2][/sup]


وعنه t قال: قال رسول الله r :"من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي
كحجة و من مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة"
[sup][3][/sup]


1- إذن لو فعلت ذلك فى العشر الأولى من ذى
الحجة لَنِلت أجرَ 50 حجَّة بإذن الله.



2- ولو صلَّيت الغداة في جماعة ثم قعدت تذكر الله
حتى تطلع الشمس ثم صلَّيت ركعتين كانت لك كأجر
حجة وعمرة بإذن الله.



فعن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r :" من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر
الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" [sup][4][/sup]



2- إذن لو
فعلت ذلك فى العشر الأولى من ذى الحجة لَنِلت أجرَ 10حِجج, 10 عُمرات بإذن الله.



* ولو غدوت إلى بيت الله لِتعلُّمِ خيرٍ أو
تعليمه أو استماع خُطبةٍ أو درسٍ أو موعظةٍ لَنِلت أجرَ حجَّةٍ بإذن الله.



فعن أبي أمامة t عن النبي r قال : " من غدا إلى المسجد
لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلِّمه كان له كأجر حاج تاماً حجته "[5]



3- إذن لو فعلت ذلك فى العشر الأولى من ذى
الحجة لَنِلت أجرَ 10 حِجج بإذن الله.



والمفاجأةُ الآن!!!!


لو
جمعت الأجر فى النقاط السابقة (3,2,1) لعلمت أنه يعدلُ أجر 70 حجَّةٍ,10عُمرات












*وتذكَّر
أخى الحبيب أن النبى
r قال:"و من مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة
نافلة" [sup][6][/sup]؟!



إذن لو دخلت
بيت الله قبل الصلاة المكتوبة فصلَّيتَ ركعتين أو أكثر (نافلةً) لحظيت بأجر عمرة.



ولو فعلت ذلك فى الخمس صلوات لَنِلت أجرَ 5
عُمرات بإذن الله.



إذن لو فعلت ذلك فى العشر الأولى من ذى
الحجة لَنِلت أجرَ 50 عُمرة بإذن الله.



والمفاجأةُ الآن!!!!


لو جمعت هذا الأجر إلى
الأجر السابق لكان المجموعُ
:70
حِجَّة ,60عُمرة






وهذا
هو الكنزُ الأولُ













الكنزُ الثانى


10بيوت
فى الجنَّة


أخى فى الله : هل تطمعُ فى أن تُجارَ من النار وتُدخل الجنَّة؟؟ هل
تشتهى بيوتا ومنازل فى الجنَّة ؟؟



والآن... هل تعلم أنك لو صلَّيت اثنتي عشرة
ركعة في يوم وليلة لَبُنِيَ لك بيتٌ في الجنة؟!!



فعن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال : حدثني عنبسة بن أبي
سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسارُّ إليه ، قال : سمعتُ أم حبيبة تقول :
سمعت رسول الله
r يقول :"من صلى اثنتي
عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيتٌ في الجنة" [sup][7][/sup]



- قالت أم حبيبة : فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله r.


وقال عنبسة : فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة.
وقال عمرو بن أوس : ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة.
وقال النعمان بن سالم : ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.



والثنتا عشرة ركعة هى:2 قبل الفجر, 4 قبل
الظهر, 2 بعد الظهر, 2 بعد المغرب, 2 بعد العشاء.



إذن لو فعلت ذلك فى العشر الأولى من ذى
الحجة لَبُنِيَ لك
10بيوت في الجنة بإذن
الله.






وهذا
هو الكنزُ الثانى






الكنزُ الثالث


10قناطير
من الأجر



فى الأيام العشر


أخى فى الله : هل تطمعُ فى أجرٍ يعدلُ القنطار؟؟ هل ترجو مغفرة
العزيز الغفَّار؟؟هل تُحبُّ اتِّباع النبى المختار؟؟ هل ترجو خاتمة السُعداء
الأبرار؟؟



إذن قُم الليل كقيام الأخيار, مُمتثلاً أمر ربك فى الإعلان وفى
الإسرار, تسعَد غداً فى دار القرار.



والآن... هل تعلم أنك لو قُمت الليل بـ1000
آية لَكُتِبَ لك قنطارٌ من الأجر (والقنطارُ خيرٌ من الدنيا وما فيها)



فعن عبد الله بن عمرو بن العاص
رضى الله عنهما قال: قال رسول الله
r : "من قام بعشر آيات لم يكتب من
الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين"
[sup][8][/sup]



إذن لو فعلت ذلك فى الأيام العشر لَكُتِبَ لك 10 قناطيرٍ من الأجر بإذن الله.


وهذا هو الكنزُ الثالث






الكنزُ الرابع


20قيراطاً
من الأجر



فى الأيام العشر


أخى فى الله : هل تطمعُ فى أجرٍ يعدلُ القيراط؟؟ هل ترجو السبق على
الصراط؟؟ هل ترجو النجاة من النار وضرب السياط ؟؟ هل تطمعُ فى دخول الجنة مع أهل
الرباط ؟؟



إذن اشهد جنازةً حتى يصلي عليها ولك قيراط , فإن شهدتها حتى تدفن لَزِيدَ
لك قيراط






فعن أبى هريرة t قال: قال رسول الله r : " من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله
قيراط و من شهدها حتى تدفن كان له قيراطان مثل الجبلين العظيمين " [sup][9][/sup]






إذن لو فعلت ذلك فى الأيام العشر لَكُتِبَ لك 20 قيراطاً من الأجر بإذن الله.


وهذا هو الكنزُ الرابع


















[1] رواه البخاري









[2] رواه
أبو داود من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة وحسنه الألبانى فى صحيح الترغيب (320)







[3] ‏‏حسن‏:
صحيح الجامع"6556"










[4] صحيح:
الصحيحة"3403"










[5] حسن
صحيح: صحيح الترغيب: 86







[6] ‏‏حسن‏:
صحيح الجامع"6556"










[7] رواه
مسلم







[8] حسن: المشكاة:1201






[9] متفق عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:47 pm

وهذا هو الكنزُ الرابع








الكنزُ الخامس


700.000
صلاة ملائكية ,



10دعوات
بدخول جنَّةٍ رضيَّة





أخى فى الله : هل تطمعُ فى 700.000 صلاة ملائكية؟؟ هل ترجو مغفرة
بارى البريَّة؟؟ هل تشتهى دعوةً لك ملائكية ؟؟ هل تطمعُ فى دخول جنةٍ رضيَّة؟؟



إذن زُر مريضا غدوةً أو عشيَّة, تنل دعوةً عَليَّة, و صلاةً
ملائكية






فعن علي t قال: سمعت رسول الله r يقول :" ما من مسلم يعود
مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاد عشية إلا صلى عليه سبعون ألف
ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة"[sup][1][/sup]



وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r:" من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه
مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا"[sup][2][/sup]






إذن لو فعلت ذلك فى الأيام العشر لَنِلتَ 700.000 صلاة ملائكية ,


10دعوات بدخول جنَّةٍ رضيَّة بإذن الله.


وهذا هو الكنزُ الخامس






الكنزُ السادس


900 سنة مباعدةٌ بينك وبين النار


9 خنادق مباعدةٌ بينك وبين النار




أخى فى الله : هل تطمعُ فى مغفرةِ الذنوب والأوزار؟؟ هل ترجو رضاء العزيز
الغفَّار؟؟ هل تطمعُ فى خاتمة السُعداء الأبرار؟؟



إذن صُم التسع الأولى من ذى الحجَّة كالأخيار, يُبَاعد بينك (900سنة) وبين النار , ويُجعل بينك 9خنادق
وبين النار, فاعتبروا يا أولى الأبصار!!!






فعن عمرو بن عبسة t قال: قال رسول الله r :" من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار
مسيرة مائة عام"
[sup][3][/sup]


وعن أبي الدرداء t قال: قال رسول الله r:" من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه
وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض"
[sup][4][/sup]



إذن لو فعلت ذلك فى الأيام التسع الأولى من
ذى الحجَّة لَبوعِدَ بينك وبين النار
900 سنة , 9
خنادق
بإذن الله.


فإن لم تستطع فاكتف بصوم التاسع من ذى
الحجة (يوم عرفة) فإنه يُكفِّر ذنوبَ سنتين بإذن الله.



فعن أبى قتادة t قال: قال رسول الله r :" صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية و مستقبلة
و صوم عاشوراء يكفر سنة ماضية "
[sup][5][/sup]


وهذا
هو الكنزُ
السادس






الكنزُ السابع


كنزُ
الألــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوف



*
أفضل من
2000 بدنة (يُتصدق
بها فى سبيل الله) بإذن الله



أفضل من 2000 فرس (يُحملُ عليها فى سبيل الله) بإذن الله *


أفضل من 2000 رقبة (تُعتقُ فى سبيل الله) بإذن الله *





أخى فى الله : هل تطمعُ فى مغفرة الذنوب والسيئات؟؟ هل تشتهى تحصيل
الألوف من الحسنات؟؟ هل تُرجو رفع الدرجات فى الجنات؟؟






إذن قُل


- سبحان الله مائة مرة قبل طلوع الشمس
وقبل غروبها تكن لك أفضل من مائة بدنة



-والحمد لله مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها تكن لك أفضل من مائة
فرس يحمل عليها في سبيل الله



-والله أكبر مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها تكن لك أفضل من عتق
مائة رقبة






فعن عمرو بن شعيب t عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله r:" من قال سبحان الله مائة مرة قبل طلوع
الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة,
ومن قال الحمد لله مائة مرة قبل طلوع الشمس
وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرس يحمل عليها في سبيل الله , ومن قال الله أكبر مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل
غروبها كان أفضل من عتق مائة رقبة , ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجىء يوم القيامة
أحد بعمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد عليه"
[sup][6][/sup]



إذن لو فعلت ذلك
فى يوم وليلة
لَكُتِبَ لك أجرٌ أفضل من:


200 بدنة (يُتصدق بها فى سبيل الله) بإذن الله


200 فرس
(يُحملُ عليها فى سبيل
الله) بإذن الله




200 رقبة (تُعتقُ
فى سبيل الله) بإذن الله


إذن لو فعلت ذلك فى
الأيام العشر
لَكُتِبَ لك أجرٌ أفضل من:


2000
بدنة
(يُتصدق بها فى سبيل الله) بإذن الله


2000
فرس
(يُحملُ عليها فى سبيل
الله) بإذن الله




2000 رقبة (تُعتقُ فى سبيل الله) بإذن الله





وهذا
هو الكنزُ
السابع






الكنزُ الثامن


كنزُ الملايين


20.000.000 حسنة (تُكتبُ لك)


10.000.000سيئة
(تُحطُّ عنك)



&
10 بيوت فى الجنَّة




أخى فى الله : هل تطمعُ فى مغفرة ملايين السيئات؟؟ هل تشتهى تحصيل
الملايين من الحسنات؟؟






إذن قُل هذا الدعاء إذا دخلت سوقاً من الأسواق


" لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير"






والآن... هل تعلم أنك لو قُلتَ هذا الدعاء لَكُتِبَ
لك
1.000.000 حسنة وحُطّ عنك 1.000.000 سيئة , وبُني لك بيتٌ في الجنة










1- إذن لو فعلت ذلك فى
الأيام العشر
لَكُتِبَ لك:


10.000.000
حسنة



وحُطّ
عنك 10.000.000 سيئة



وبُني
لك 10بيوت في الجنة





- فعن عمر أن رسول الله r: "من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو
على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة وتحط عنه ألف ألف سيئة وبني له بيتاً
في الجنة"
[sup][7][/sup]


ولو ختمت القرآن فى كل ثلاثة أيام مرة لَنِلتَ 3.236.710





(لأن عدد حروف القران الكريم: 323671 حرفاً , والحرف بعشر حسنات)





فعن عبد الله بن مسعود t قال: قال رسول الله r:" من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة
والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"
[sup][8][/sup]





2- إذن لو ختمت القرآن فى العشر الأولى من ذى الحجَّة ثلاث مرات
لَنِلتَ 9.710.130 (أى نحو 10.000.000حسنة)










والمفاجأةُ الآن!!!!


لو
جمعت الأجر فى النقاط السابقة (2,1) لعلمت أنه يعدلُ



20.000.000
حسنة (تُكتبُ لك)



10.000.000سيئة
(تُحطُّ عنك)



&
10 بيوت فى الجنَّة





وهذا
هو الكنزُ
الثامن






الكنزُ التاسع


كنزُ المليارات


1.000.000.000.000.000.000.000


أخى فى الله : هل تطمعُ فى مليارات الحسنات؟؟ فى ثوانى معدودات؟؟


إذن قُل: اللهم اغفر للمؤمنين و للمؤمنات
الأحياء منهم والأموات






فعن عبادة بن الصامت t قال: قال رسول الله r : "من استغفر للمؤمنين و للمؤمنات كتب الله
له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة"
[sup][9][/sup]


وتذكَّر دعوة نوحِ عليه السلام : { رَبِّ اغْفِرْ لِي
وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا }[10].



إذن لو فعلت ذلك فى الأيام العشر لَضُوعِفَ
لك الأجر
بإذن الله.





وهذا
هو الكنزُ
التاسع
















[1] صحيح : صحيح الترغيب"3476"






[2] صحيح : صحيح
الترغيب"2578"







[3] رواه
الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد لا بأس به , وقال الألبانى :صحيح لغيره وهو فى
صحيح الترغيب (988)










[4] رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن وقال
الألبانى :حسن لغيره وهو فى صحيح الترغيب (990)










[5] رواه
مسلم , وهو فى صحيح الجامع (7254)










[6] حسن : صحيح الترغيب
"658"







[7] حسن:صحيح الجامع"11176"






[8] صحيح : صحيح الترغيب
"1416"







[9] حسن :صحيح الجامع
"10970"







[10] [نوح: 28]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:51 pm

وهذا
هو الكنزُ
الثامن






الكنزُ التاسع


كنزُ المليارات


1.000.000.000.000.000.000.000


أخى فى الله : هل تطمعُ فى مليارات الحسنات؟؟ فى ثوانى معدودات؟؟


إذن قُل: اللهم اغفر للمؤمنين و للمؤمنات
الأحياء منهم والأموات






فعن عبادة بن الصامت t قال: قال رسول الله r : "من استغفر للمؤمنين و للمؤمنات كتب الله
له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة"
[sup][1][/sup]


وتذكَّر دعوة نوحِ عليه السلام : { رَبِّ اغْفِرْ لِي
وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا }[2].



إذن لو فعلت ذلك فى الأيام العشر لَضُوعِفَ
لك الأجر
بإذن الله.





وهذا
هو الكنزُ
التاسع






الكنزُ العاشر


السابقون السابقون




أخى فى الله : هل تريد أن تتقرّب إلى الله ربِّ العالمين ؟؟ هل
ترجو أن يكتبك اللهُ عنده من السابقين؟؟ هل تطمعُ أن تكون من عباده المتقين ؟؟
التوابين الأوابين؟؟ المُنيبين المُخبتين؟؟ الصادقين الصالحين؟؟



إذن اذكر ربك بذكر جامعٍ يُثقِّل الموازين, وتضرَّع إلى الله ربِّ
العالمين, بدُعاء خاضعٍ تحظى بأجرٍ ثمين, وتكن عند الله من السابقين السابقين.



والآن... هل تعلم:


* أنك لو قُُلت كما يقول المؤذن خالصا
من قلبك لدخلت الجنة :



فعن ابن عمرt قال: قال رسول الله r: " إذا قال المؤذن
: الله أكبر الله أكبر , فقال أحدكم : الله
أكبر الله أكبر , ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله , فقال : أشهد أن لا إله إلا الله
, ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله فقال : أشهد أن محمدا رسول الله , ثم قال : حي
على الصلاة , فقال : لا حول و لا قوة إلا بالله , ثم قال : حي على الفلاح , قال : لا
حول و لا قوة إلا بالله , ثم قال : الله أكبر الله أكبر , فقال : الله أكبر الله أكبر
, ثم قال : لا إله إلا الله , فقال : لا إله إلا الله خالصا من قلبه , دخل الجنة
" [sup][3][/sup]



* أنك لو دعوت
بالدعاء المأثور حين تسمع المؤذن لَغُفر لك ما تقدم من ذنبك:



فعن سعد بن أبي وقاص t عن رسول الله r قال: "من قال حين
يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد
r رسولا غفر الله له ذنوبه "[4]


* أنك لو قُُلت
حين تسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة ....(إلى آخر الدعاء
المأثور) حلت لك شفاعة النبي
r يوم القيامة:


فعن جابر بن عبد الله t أن رسول الله r قال: "من قال حين
يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة الفضيلة
وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة"[5]



* أنك لو أذَّنت
اثنتي عشرة سنة لَوَجبت لك الجنة:



فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن
النبي
r قال : " من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له
الجنة وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة وبكل إقامة ثلاثون حسنة " [6]



* أنك لو دعوت
بين الأذان والإقامة لما رُدَّ دعاؤك:



فعن أنس بن مالك t ن رسول الله r قال: " الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد "[7]


* أنك لو توضأت
فأحسنت الوضوء لَغُفرت لك خطاياك, فإن دعوت بالدعاء المأثور لَفُتحت لك أبواب
الجنة، فإن صليت ركعتين لا تسهو فيهما لّغُفرت ذنوبُك ووجبت لك الجنة:



فعن عثمان
t قال: قال رسول اللهr : "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت
أظفاره"[8]



وعن عمرt قال: قال رسول الله r : " ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أنه لا
إله إلا الله وحده لا شريك له , و أشهد أن محمدا عبده و رسوله , إلا فتحت له أبواب
الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء " [9]



وعن أبى سعيد الخدرى t قال: قال رسول الله r : " من توضأ ثم قال : سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك
و أتوب إليك , كتب في رق , ثم طبع بطابع , فلم يكسر إلى يوم القيامة "[10]



وعن زيد
بن خالد الجهني
t قال: قال رسول الله r : "من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر الله
له ما تقدم من ذنبه" [11]



وعن عقبة بن عامر t قال: قال رسول الله r : "من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يقبل عليهما بقلبه و وجهه
وجبت له الجنة " [12]



* أنك لو دخلت
المسجد فقلت ‌:‌" أعوذ بالله العظيم و بوجهه الكريم و سلطانه القديم من
الشيطان الرجيم " حُفظت منه سائر
اليوم:



فعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال: قال
رسول الله
r : "كان إذا دخل
المسجد قال ‌:‌ أعوذ بالله العظيم و بوجهه الكريم و سلطانه القديم من الشيطان
الرجيم و قال ‌:‌ إذا قال ذلك حفظ منه سائر اليوم"
[sup][13][/sup]


* أنك لو صلَّيت خمساً مكتوبات فى الجماعة تُدرك تكبيرة
الإحرم لّكُتب لك براءتان:"براءة من النار وبراءة من النفاق"



فعن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r :" من صلى لله أربعين
يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان:براءة من النار وبراءة من النفاق"
[14]



*
أنك لوسبَّحت الله دُبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و حمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله
ثلاثا و ثلاثين , ثم قلت تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك
و له الحمد و هو على كل شيء قدير, غُفرت لك خطاياك و إن كانت مثل زبد البحر, فإن قرأت
آية الكرسى دبر كل صلاة دخلت



الجنة
:



فعن أبى هريرة t قال: قال رسول الله r :" من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و حمد الله ثلاثا
و ثلاثين و كبر الله ثلاثا و ثلاثين, فتلك تسع و تسعون , ثم قال تمام المائة : لا إله
إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير , غفرت له خطاياه
و إن كانت مثل زبد البحر"



وعن أبى أمامة t قال : " قال رسول الله r " من قرأ آية الكرسى
في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت "[15]



*
أ
نك لو قلت حين تنصرف من صلاة الغداة لا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر
مرات أُعطيت بهن سبعاً:كتب الله لك بهن عشر حسنات ومحا عنك بهن عشر سيئات ورُفع لك
بهن عشر درجات وكن لك عدل عشر نسمات وكن لك حفظا من الشيطان وحرزا من المكروه



فعن معاذ بن جبل t قال: قال رسول الله r: " من قال حين
ينصرف من صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده
الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات أعطي بهن سبعا كتب الله له بهن عشر حسنات ومحا
عنه بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عشر نسمات وكن له حفظا من
الشيطان وحرزا من المكروه ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله ومن قالهن
حين ينصرف من صلاة المغرب أعطي مثل ذلك ليلته "[16]



*
أ
نك لو صلَّيت العشاء
في جماعة فكأنما قُمت نصف الليل, فإن صلَّيت الصُّبح في جماعة فكأنما صلَّيت الليل
كله:



فعن عثمان بن عفان t قال: سمعت رسول الله r يقول : " من صلى العشاء في
جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله" [17]



*أنك لو اغتسلت يوم الجمعة وبكَّرت وابتكرت و مشيت و لم تركب و دنوت من الإمام
واستمعت وما لغوت كان لك بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها و قيامها:



فعن أوس بن أوس‏.‏t قال: قال رسول الله r: " من غسل يوم الجمعة
و اغتسل ثم بكر و ابتكر و مشى و لم يركب و دنا من الإمام و استمع و أنصت و لم يلغ كان
له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها وقيامها"[18]



وبالمثال يتضح المقال: هب أنك مشيت من بيتك إلى بيت الله ( وقد
عملت بهذه الشروط) مائة خطوة سترجع بعد الجمعة إلى بيتك بعمل مائة سنة:كأنك صمت
أيامها كلها وقمت لياليها كلها بإذن الله, والمحروم من حرم هذا الخير كل جمعة



* أنك لو صلَّيت قبل الفجر ركعتين كانتا لك خيرا من الدنيا وما
فيها:



فعن عائشة رضي الله عنها عن
النبي
r قال: " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها "[19]


* أنك لو صلَّيت الضحى أربعاً وقبل الظهر أربعاً بُنى لك بيتٌ في
الجنة:



وقد قال رسول الله r:"من صلى الضحى
أربعاً وقبل الأولى أربعاً بُنى له بيتٌ في الجنة" [20]*



* أنك لو صلَّيت قبل
الظهر أربعا وبعدها أربعا حرَّمك الله على النار:



فعن أم حبيبة‏ رضى الله عنها قالت: قال رسول
الله
r: " من صلى قبل الظهر أربعا و بعدها أربعا
حرمه الله على النار" [21]



* أنك لو صلَّيت قبل العصر أربعاً رحمك الله:


فعن ابن عمرt قال: قال رسول الله r:" رحم الله امرءا
صلى قبل العصر أربعاً"
[sup][22][/sup]


* أنك لو سددتَ فُرجةَّ بني اللهُ لك بيتاً في الجنة ورفعك بها درجة:


فقد قال رسول الله r: " من سدَّ
فُرجةَّ بني اللهُ له بيتاً في الجنة ورفعه بها درجة" [23]



* أنك لو استفتحت الصلاة فقلت:"الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا
وسبحان الله بكرة وأصيلا", أو "الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه "ابتدرها
اثنا عشر ملكا أيهم يرفعها أولاً:



فعن عبد الله بن عمر قال: قام
رجل خلف نبي الله
r فقال: الله أكبر كبيرا
والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا. فقال نبي الله
r: من صاحب الكلمة؟ فقال رجل: أنا يا نبي الله. فقال: لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا"[24]


وعن أنس بن مالك t أن رجلا جاء إلى الصلاة وقد حفزه
النفس فقال: الله أكبر .الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله
r صلاته قال: أيكم المتكلم بالكلمات
فإنه لم يقل بأسا؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله , جئت وقد حفزني النفس فقلتها. فقال:"
لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها"[25]



* أنك لو رفعت من ركوعك فقلت: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يكتبها أولا:



فعن رفاعة بن رافع قال : كنا نصلي
وراء النبي
r , فلما رفع رأسه من الركعة
قال : " سمع الله لمن حمده " . فقال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا
طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال : " من المتكلم آنفا ؟ " قال : أنا . قال
: " رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول "[26]



* أنك لو
صلَّيت في مسجد النبي r كان أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد
الحرام, فإن صلَّيت في المسجد الحرام كان أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه:



فعن جابر t قال: قال رسول الله r: "صلاة في مسجدي أفضل
من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام و صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف
صلاة فيما سواه" [27]



* أنك لو تطهرت
في بيتك ثم أتيت مسجد قباء فصلَّيت فيه كان لك كأجر عمرة



عن أبى أمامة t قال: قال رسول الله r:"من تطهر في بيته
ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كأجر عمرة"[28]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت "سبحان الله و بحمده في يوم مائة مرة حُطت
خطاياك و إن كانت مثل زبد البحر"



فعن أبي هريرة ‏t قال: قال رسول الله r : "من قال
: سبحان الله و بحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر"
[29]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " سبحان الله العظيم و بحمده مائة مرة لم
يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جئت به إلا أحد قال مثل ذلك و زاد عليه "



فعن أبي هريرة ‏t
قال: قال رسول الله r : "من قال حين يصبح
و حين يمسي : سبحان الله العظيم و بحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة
بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ذلك و زاد عليه"[30]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت حين تُصبح:سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة
وإذا أمسيت كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافيت"



فعن أبي هريرة ‏t
قال: قال رسول الله r : "من قال حين يصبح
سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة وإذا أمسى كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما
وافي" [31]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كان لك عدل عشر رقاب وكتبت لك مائة
حسنة ومحيت عنك مائة سيئة وكان لك حرزا من الشيطان يومك ذلك حتى تمسي ولم يأت أحد بأفضل
مما جئت به إلا أحد عمل أكثر من ذلك "



فعن أبي هريرة ‏t قال: قال رسول الله r : "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كان له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت
عنه مائة سيئة وكان له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء
به إلا أحد عمل أكثر












[1] حسن :صحيح الجامع
"10970"







[2] [نوح: 28]






[3] رواه مسلم






[4] رواه مسلم






[5] رواه البخاري






[6] صحيح: صحيح الترغيب:248






[7] صحيح: صحيح الترغيب: 265






[8] صحيح: صحيح الجامع‏: 6169






[9] رواه مسلم






[10] صحيح: الصحيحة " 5 /
438"







[11] حسن: صحيح الجامع‏:‏ 6165






[12] صحيح: صحيح الجامع‏:6166






[13] صحيح‌: صحيح الجامع"
4715"







[14] حسن لغيره: صحيح
الترغيب:409







[15] صحيح: الصحيحة: 972






[16] حسن لغيره: صحيح
الترغيب:475







[17] رواه مسلم






[18] صحيح:صحيح
الجامع"6405"







[19] رواه مسلم






[20] حسن:الصحيحة : 2349, قال
الألباني : والمراد بالأولى : صلاة الظهر فيما يبدو لي ، والله أعلم










[21] صحيح‏:صحيح الجامع‏: 6364






[22] حسن: المشكاة: 1170"






[23] صحيح:الصحيحة : 1892






[24] صحيح: صحيح النسائى:885






[25] صحيح: صحيح أبى داود:763






[26] رواه البخاري






[27] صحيح‌: صحيح الجامع"‌
3838
"






[28] صحيح‌: صحيح الجامع"‌
6145
"






[29] متفق عليه






[30] رواه مسلم






[31] صحيح: التعليق الرغيب:1 /
226
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:51 pm

عمل أكثر من ذلك وبهذا الإسناد عن
النبي
r قال من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه
وإن كانت أكثر من زبد البحر " [1]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة
تعتقها من ولد إسماعيل والحمد الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة
ملجمة تحمل عليها في سبيل الله والله أكبر مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة
مقلدة متقبلة ولا إله إلا الله تملأ ما بين السماء والأرض ولا يرفع يومئذ لأحد عمل
أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت"



فعن أم هاني رضي الله عنها قالت :
مر بي رسول الله
r ذات يوم فقلت: يا رسول
الله قد كبرت سني وضعفت أو كما قالت فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة قال سبحي الله
مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل واحمدي الله مائة
تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله وكبري الله
مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة وهللي الله مائة تهليلة قال أبو
خلف أحسبه قال تملأ ما بين السماء والأرض ولا يرفع يومئذ لاحد عمل أفضل مما يرفع
لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت" [2]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " أربع كلمات , ثلاث مرات , لثقلُ
ميزانُك: سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته "



فعن جويرية رضى الله عنها أن النبي
r خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح , و هي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى و هي جالسة , فقال :
ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ? قالت نعم . قال النبي
r :" لقد قلت بعدك أربع
كلمات , ثلاث مرات , لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله و بحمده عدد خلقه
و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته "[3]



*أنك لو ذكرت ربَّك فقلت "رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد
نبيا", قال النبىُّ صلى اله عليه وسلم:"فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله
الجنة "



فعن المنيذر t قال: قال رسول الله r: " من قال إذا أصبح
: " رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا " , فأنا الزعيم لآخذن
بيده حتى أدخله الجنة "[4]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله
ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في السماء
والأرض سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما أحصى كتابه وسبحان الله ملء كل
شيء وتقول الحمد لله مثل ذلك لكان لك افضل أو أكثر من ذكرك الليل مع النهار
والنهار مع الليل "



فعن أبى أمامة t قال: قال رسول الله r : "ألا أخبرك
بافضل أو أكثر من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل أن تقول سبحان الله عدد
ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء
ما في السماء والأرض سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما أحصى كتابه وسبحان
الله ملء كل شيء وتقول الحمد لله مثل ذلك "[5]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " سبحان الله العظيم وبحمده غرست لك نخلة
في الجنة "



فعن جابر رضى الله عنهعن النبي r قال: " من قال سبحان الله
العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة"[6]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله والله أكبر تُغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة "



فعن أبي هريرة t أن النبي r مر به وهو يغرس غرسا فقال:
" يا أبا هريرة ما الذي تغرس؟ قلت:
غراسا قال ألا أدلك على غراس خير من هذا, سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر تغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة" [7]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله والله أكبر تُكتب لك عشرون حسنة وتُحط عنك عشرون سيئة فإن قلت:الله أكبر فمثل
ذلك فإن قلت:لا إله إلا الله فمثل ذلك فإن قلت:الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه
كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة "



فعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي
الله عنهما عن النبي
r قال: " إن الله
اصطفي من الكلام أربعا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فمن قال
سبحان الله كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الله أكبر فمثل ذلك
ومن قال لا إله إلا الله فمثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت
له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة "[8]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله والله أكبر تنفض عنك الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها "



فعن أنس t أن رسول الله r أخذ غصنا فنفضه فلم ينتفض
ثم نفضه فلم ينتفض ثم نفضه فانتفض فقال رسول الله
r : " إن سبحان
الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها"
[9]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لَثَقُلَ ميزانُك"



فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: " كلمتان
خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم" [10]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " لا إله إلا الله قط مخلصا إلا فُتحت
لك أبواب السماء حتى يفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر "



فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r:" ما قال عبد لا
إله إلا الله قط مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى يفضي إلى العرش ما اجتنبت
الكبائر" [11]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كنت كمن أعتق أربعة أنفس من ولد
إسماعيل "



فعن أبي أيوب t أن رسول الله r قال: "من قال لا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان
كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل " (متفق عليه)



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " سبحان الله مائة مرة تُكتب له ألف
حسنة أو تحط عنه ألف خطيئة"



فعن مصعب بن سعد t قال: حدثني أبي قال كنا عند رسول
الله
r فقال: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف
حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال يسبح مائة تسبيحة فتكتب له
ألف حسنة أو تحط عنه ألف خطيئة "[12]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز
من كنوز الجنة "



فعن أبي موسى رضى الله عنهأن
النبي
r قال له: " قل لا حول ولا قوة إلا بالله
فإنها كنز من كنوز الجنة "[13]



*أنك لو ذكرت ربَّك إذا خرجت من بيتك فقلت بسم الله توكلت على الله
ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له حسبك هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان "



فعن أنس t أن رسول الله r قال: " إذا خرج الرجل
من بيته فقال بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له حسبك
هديت وكفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان"[14]



* أنك لو ذكرت ربَّك حين تأوي إلى فراشك فقلت Sad لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) غُفرت لك ذنوبك
أو خطاياك وإن كانت مثل زبد البحر"



وعن أبي هريرة t قال: "من قال حين يأوي إلى
فراشه ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر ) غفرت له ذنوبه أو خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" [15]



* أنك لو ذكرت ربَّك إذا أويت إلى فراشك فقلت: "الحمد لله الذي
كفاني وآواني والحمد لله الذي أطعمني وسقاني والحمد لله الذي منَّ علي فأفضل فقد
حمدت الله بجميع محامد الخلق كلهم "



فعن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r : " من قال إذا أوى إلى فراشه الحمد لله الذي كفاني وآواني
والحمد لله الذي أطعمني وسقاني والحمد لله الذي من علي فأفضل فقد حمد الله بجميع
محامد الخلق كلهم" [16]



* أنك لو ذكرت ربَّك تعريت من الليل فقلت:لا إله إلا الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله
إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قلت اللهم اغفر لي أو دعوت استجيب
لك فإن توضأت ثم صليت قُبلت صلاتُك"



فعن عبادة بن الصامت t عن النبي r قال: "من تعار من
الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا
بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ ثم صلى قبلت صلاته "[17]



* أنك لو ذكرت ربَّك إذا أكلت طعاما فقلت :" الحمد لله الذي
أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غُفر لك ما تقدم من ذنبك وإذا لبست ثوبا
جديدا فقلت:الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غُفر لك ما
تقدم من ذنبك "



فعن معاذ بن أنس t قال: قال رسول الله r: "من أكل طعاما
فقال :" الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما
تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير
حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه " [18]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي
القيوم وأتوب إليه غُفر لك وإن كنت فررت من الزحف"



فقد قال رسول الله r:من قال أستغفر الله العظيم
الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف "[sup][19][/sup]



* أنك لو ذكرت ربَّك فقلت " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني
وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بذنبي
وأبوء لك بنعمتك علي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فإن قلتهاحين تُصبح
موقنا بها فمت دخلت الجنة وإن قلتها حين تُمسي موقنا بها دخلت الجنة"



فعن شداد بن أوس t عن النبي r قال : " سيد
الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على
عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بذنبي وأبوء لك بنعمتك علي
فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فإن قالها حين يصبح موقنا بها فمات دخل
الجنة وإن قالها حين يمسي موقنا بها دخل الجنة"[20]



* أنك لو صلَّيت على النبى r عشراً مخلصا من قلبك صلَّى الله عليك بها عشر
صلوات ورفعك بها عشر درجات وكتب لك بها عشر حسنات ومحا عنك بها عشر سيئات



فعن أبي بردة بن نيار t قال: قال رسول الله r: "من صلى علي من
أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ورفعه بها عشر درجات وكتب له
بها عشر حسنات ومحا عنه بها عشر سيئات"[21]



* أنك لو بررت والديك ووصلت رحمك
بسط الله لك في رزقك وأمد لك في عمرك ورضى عنك وأدخلك الجنة:



فعن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: "من سره أن يمد
له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه" [22]



* أنك لو صافحت أخاك تناثرت خطاياك كما يتناثر ورق الشجر:


فعن حذيفة بن اليمان t عن النبي r قال: "إن المؤمن
إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر"[23]



وعن البراء t قال: قال رسول اللهr: " ما من مسلمين
يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا "[24]



* أنك لو أطبت الكلام وأطعمت الطعام وصلَّيت بالليل والناس نيام كان لك
في الجنة غرفٌ يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها:



فعن عبد الله بن عمرو رضي الله
عنهما عن النبي
r قال : " في الجنة
غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا
رسول الله قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام " [25]



* أنك لو نفَّست عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنك كربة من كرب
يوم القيامة , وإن أنظرت معسرا أو وضعت له أظلك الله يوم القيامة, وإن مشيت مع أخيك
في حاجة حتى تقضيها له ثبت الله قدميك يوم تزول الأقدام:



فعن أبي هريرةt قال: قال رسول الله r: " من نفس عن
مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره
الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله
في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له
به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه
بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن
عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه "[26]



عن أبي قتادة t أنه طلب غريما له فتوارى عنه ثم
وجده فقال: إني معسر . قال: آلله. قال: آلله.
قال: فإني سمعت رسول الله
r يقول: "من سره أن
ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه"
[27]


وعن أبى هريرة t قال: قال رسول الله r: " من
أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله
"[28]


وعن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله
r فقال: يا رسول الله أي
الناس أحب إلى الله ؟ فقال :أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس , وأحب الأعمال إلى
الله عز وجل سرور تدخله على مسلم, تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه
جوعا, ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد
المدينة -شهرا ,ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا
, ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام" [29]



* أنك لو بكيت من خشية الله خالصاً نجاك الله من النار وكنت من السبعة
الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:



فعن أنس t قال: قال رسول الله r :
"عينان لا تمسهما النار أبدا: عين بكت من خشية الله و عين باتت تحرس في سبيل الله"
[30]



ومن السبعة الذين يظلهم الله في
ظله يوم لا ظل إلا ظله:"رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" [31]



* أنك لو أحببت في الله وجبت لك محبة الله و كان له منابر من نور يوم
القيامة:



فعن معاذ بن جبل t قال : سمعت رسول الله r يقول : " قال الله تعالى
: وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في " .
رواه مالك . وفي رواية الترمذي قال : " يقول الله تعالى : المتحابون في جلالي
لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء "‏‌ [32]



وعن ابن عمرو رضى الله عنهما
قال: قال: "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه و خير الجيران عند الله خيرهم لجاره
" [33]



* أنك لو كفلت يتيماً كنت رفيق النبي في الجنة:


فعن سهل بن سعد t قال: قال رسول اللهr: " أنا وكافل اليتيم
في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.[34]



* أنك لو سعيت على الأرملة والمسكين كنت كالمجاهد في سبيل الله:


فعن أبى هريرة t قال: قال رسول الله r :"الساعى على
الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله, وأحسبه قال: "وكالقائم الذى لا يفتر,
وكالصائم لا يفطر"[35]



* أنك لو حَسُنَ خلقك دخلت الجنة وبلغت درجة قائم الليل صائم
النهار:



فعن أبى أمامة t قال: قال رسول الله r :" أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا ,
و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا , و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلق
" [36]



وعن عائشة رضى الله عنها قالت:
قال رسول الله
r :"إن الرجل ليدرك
بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار"[37]



* أنك لو غسَّلت مسلما فكتمت عليه غفر لك الله أربعين مرة ,فإن كفَّنتــه
كساك الله يوم القيامة من سندس وإستبرق الجنة, فإن عزَّيت أخاك المؤمن في مصيبته
كساك الله حلة خضراء :



قال رسول الله r:" من غسل مسلما
فكتم عليه غفر له الله أربعين مرة ومن حفر له فأجنه أجري عليه كأجر مسكن أسكنه
إياه إلى يوم القيامة ومن كفنه كساه الله يوم القيامة من سندس وإستبرق الجنة ) [38]



وعن أنس بن مالك t عن النبي r قال : " من عزى
أخاه المؤمن في مصيبته كساه الله حلة خضراء يحبر بها يوم القيامة"



قيل : يا رسول الله ما يحبر ؟ قال : ( يغبط ) "[39]


وهذا هو سبيل السابقين السابقين, جعلنى اللهُ وإياكم
منهم إخوتى المؤمنين



وهذا
هو الكنزُ
العاشر









أظنك الآن
قد عرفت أنك


* في 12 ساعة يمكنك أن
تصوم يوما من الأيام التسع الأولى من ذى الحجة
فيُبَاعدُ بينك
وبين النار مائةُ سنة
, ويُجعلُ بينك وبين النار خندقٌ كما بين
السماء والأرض بإذن الله






* وفي3 ساعات يمكنك أن تقوم الليل
بـ 1000 آية فيُكتبُ لك قِنطارٌ من الأجر (والقنطارُ خيرٌ من الدنيا وما فيها) بإذن
الله






* وفي ساعتين، يمكنك أن تُصلِّى
الغداة في جماعة ثم تقعد تذكر الله حتى تطلع الشمس ثم تُصلِّى ركعتين فيُكتبُ لك
أجرُ
حجَّةٍ وعمرة
بإذن الله





* وفي ساعة ونصف يمكنك أن تشهد جنازةً حتى يُصلَّى عليه
وتُدفن
فيُكتبُ لك أجر قيراطين (مثلُ الجبلين
العظيمين) بإذن الله







* وفي ساعة يمكنك أن تُصلِّى
خمس صلوات مكتوبات مع الجماعة فيُكتبُ لك
أجرُ 5 حِجج بإذن
الله






* وفي نصف ساعة يمكنك أن
تُصلِّى ركعتين أو أكثر (نافلةً) قبل الصلاة المكتوبة فصلَّيتَ ركعتين أو أكثر
(نافلةً) فيُكتبُ لك
أجرُ 5 عمرات فإن صلَّيت 12 ركعة
(السنن المؤكدة) لَُبنى لك بيتٌ فى الجنَّة بإذن الله













* وفي رُبع ساعة يمكنك أن
تزور مريضاً غدوةً أو عشية
فيُصلِّى عليك 70.000 ملك ويدعو لك ملكٌ
بالجنَّة
بإذن الله















* وفي دقيقة يمكنك أن تُسبح الله 100
مرة
فيُكتبُ لك
أجرُ أفضل من
100 بدنة (يُتصدق
بها فى سبيل الله) بإذن الله



أو تحمد الله 100 مرة فيُكتبُ
لك أجرُ أفضل من
100 فرس (يُحملُ
عليها فى سبيل الله) بإذن الله



أو تُكبِّر
الله 100 مرة فيُكتبُ لك أجرُ أفضل من
100 رقبة (تُعتقُ فى سبيل الله) بإذن الله





* وفي نصف دقيقة يمكنك أن
تدعو الله (إذا دخلت السوق) بدُعاء السوق
فيُكتبُ
لك :
1.000.000 حسنة , ويُحطُّ عنك 1.000.000 سيئة, ويُبنى
لك
بيتٌ فى الجنَّة











* وفي رُبع دقيقة يمكنك أن
تستغفر الله
للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات فيُكتبُ لك : 1.000.000.000حسنة بإذن
الله




















[1] صحيح : الكلم الطيب ص26






[2] حسن: صحيح الترغيب: 1553






[3] رواه مسلم






[4] صحيح: الصحيحة:2686






[5] صحيح: الصحيحة:2578






[6] صحيح: الصحيحة: 64






[7] حسن لغيره: صحيح الترغيب:
1549







[8] صحيح: صحيح الترغيب: 1554






[9] حسن : صحيح الترغيب: 1570






[10] متفق عليه






[11] حسن: صحيح الترغيب: 1524






[12] رواه مسلم






[13] متفق عليه






[14] صحيح: صحيح الترغيب: 1605






[15] صحيح: صحيح الترغيب: 607






[16] حسن : صحيح الترغيب: 609






[17] رواه البخاري






[18] حسن لغيره: صحيح الترغيب:
2042







[19] صحيح ، التعليق الرغيب
( 2 / 269 ) ، صحيح أبي داود ( 1358 )










[20] رواه البخاري






[21] حسن صحيح: صحيح الترغيب:
1659







[22] حسن:صحيح الترغيب: 2488






[23] صحيح لغيره: صحيح
الترغيب:2720







[24] صحيح: صحيح الترغيب:2718






[25] حسن صحيح: صحيح
الترغيب:617







[26] رواه مسلم






[27] صحيح: صحيح لترغيب: 903






[28] صحيح: صحيح الترغيب:909









[29] حسن لغيره: صحيح الترغيب:
2623







[30] صحيح: صحيح الجامع:4113






[31] متفق عليه






[32] صحيح: المشكاة:5011






[33] صحيح: صحيح الجامع: 3270






[34] رواه البخاري






[35] متفق عليه






[36] حسن:الصحيحة:273






[37] صحيح: صحيح الجامع:1620






[38] صحيح: تلخيص أحكام
الجنائز:31







[39] حسن: تلخيص أحكام
الج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:52 pm

الجنَّة











* وفي رُبع دقيقة يمكنك أن
تستغفر الله
للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات فيُكتبُ لك : 1.000.000.000حسنة بإذن
الله










و في ذلك
فليتنافس المتنافسون


لقد شوقتم إلى الفضائل فهل اشتقتم؟، وزجرتم عن الرذائل وكنتم في
سُكر الهوى فهل أفقتم؟، فلو حاسبتم أنفسكم وحققتم، لعلمتم أنكم بغير وثيق توثقتم،
فاطلبوا الخلاص من أسر الهوى فقد جدّ الطالبون.



و في ذلك
فليتنافس المتنافسون


إخواني، توانيم وسير الصالحين حيث وصفت أعمالهم وبعض أعمالكم كدرٌ
خبيث، وكم نصحناكم ولربا ضاع الحديث، فهل أراكم تتفكرون.



و في ذلك
فليتنافس المتنافسون


أيقظنا الله وإياكم لمصالحنا، وعصمنا من ذنوبنا وقبائحنا، واستعمل
في طاعته جميع جوارحنا، ولا جعلنا ممن يرضى بالدون.



و في ذلك
فليتنافس المتنافسون









وأخيراً


إن أردت أن تحظى
بمضاعفة هذه الأجور والحسنات فتذكر قول سيد البريات
: ((من دل
على خير فله مثل أجر فاعله)) [مسلم]




وأدعو الله


أن يغفر لكل من دلّ على هذا الخير واتقاه، سواء بكلمة أو موعظة
ابتغي بها وجه الله، كذا من علقها على بيت من بيوت الله، ومن طبعها رجاء ثوابها
ووزعها على عباد الله، ومن بثها عبر القنوات الفضائية، أو شبكة الإنترنت العالمية،
ومن ترجمها إلى اللغات الأجنبية، لتنتفع بها جميع الأمة الإسلامية، ويكفيه وعد سيد
البرية :
((نضر الله امرءاً سمع منا شيئاً فبلّغه كما سمعه، فرُبَّ مبلغ
أوعى من سامع)) [صحيح الجامع : 6764]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:53 pm

التصنيـف العـام > مكتبة الحاج والمعتمر
أحكام عشرة ذي الحجة Paper بيانات الكتاب ..
العنوان فضل العشر من ذي الحجة وما يستحب فعله في هذه الأيام
المؤلف ندا أبو أحمد
نبذة عن الكتاب
تاريخ الإضافة 20-11-1431
عدد القراء 13145
رابط القراءة
رابط التحميل أحكام عشرة ذي الحجة Zip << اضغط هنا >>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:54 pm

أحكام عشرة ذي الحجة Clip_image001





أحكام عشرة ذي الحجة Clip_image002

























أحكام عشرة ذي الحجة Clip_image003
























أحكام عشرة ذي الحجة Clip_image004


فضل
العشر من ذي الحجة



وما
يستحب فعله في هذه الأيام


M


إن الحمد
لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له،
ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا ِِإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.....






{ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ
وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
( سورة آل عمران: 102)





{ يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ
مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ
اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ
رَقِيبًا}
( سورة النساء: 1)






{ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ( 70 ) يُصْلِحْ
لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
( سورة الأحزاب:70،71 )





أما بعد....،


فإن
أصدق الحديث كتاب الله – تعالى- وخير الهدي هدي محمد
r، وشر
الأمور محدثاتها، وكل



محدثة
بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.












مقدمة:


من فضل الله تعالي على عباده أن جعل لهم
مواسم للطاعات تتضاعف فيها الحسنات، وترفع فيها الدرجات، ويغفر فيها كثير من
المعاصي والسيئات، فالسعيد من اغتنم هذه الأوقات وتعرض لهذه النفحات.



جاء في الحديث الذي أخرجه ابن أبي الدنيا
والطبراني عن النبي
r أنه قال:


"
اطلبوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها
من يشاء من عباده، فاسألوا الله أن يستر عوراتكم ويُؤمِّن روعاتكم"



وفي رواية الطبراني من حديث محمد بن
مسلمة
t أن النبي r قال:


" إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا
لها، فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً ".



فها
نحن نعيش في هذه الأيام مواسم الخيرات والطاعات التي أكرمنا بها رب الأرض والسماوات
مواسم الصلاح التي يُضَاعف للمؤمنين فيها من الأجور والأرباح، وهذه هبات ربانية لا
تكون إلا للأمة المحمدية أمة العمل القليل والأجر الكبير والفضل العظيم.



أخرج البخاري من حديث ابن عمر ـ رضي الله
عنهما ـ أن رسول الله
r قال:


"
مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجيراً فقال: من يعمل لي غدوة إلى نصف
النهار على قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر
على قيراط؟ فعملت النصارى، ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس
على قيراطين؟ فأنتم هم. فغضبت اليهود والنصارى وقالوا: ما لنا أكثر عملاً وأقل
أجراً !؟ قال: هل نقصتكم من حقكم شيئاً؟ قالوا: لا، قال: ذلك فضلي أوتيه من أشاء ".



فالحمد لله الذي أنعم على الأمة المحمدية بمواسم
الطاعات وميادين الخيرات وساحات المغفرة والرحمات حيث يتسابقون فيها إلى رضوانه
ويتنافسون فيما يقربهم من فضله وإحسانه، وهذه المواسم منحة ومنة من الله تعالى على
عباده؛ لأن العمل فيها قليل والأجر والثواب جزيل، وهى والله فرصة عظيمة لا يحرم
خيرها إلا محروم، ولا يغتنمها إلا مَن وفَّقهُ الله.






ومن مواسم الخير والطاعة والعبادة: العشر
الأُول من ذي الحجة.



فقد نوَّه القرآن الكريم بفضلها، وأسفر صبح
السنة النبوية عن شرفها وعلو قدرها.



أخـرج البخـاري والبيهقي واللفظ له من
حديث ابن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ



عن النبيr قال:" ما من أيام العمل الصالح
فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشرـ قالوا: يا رسول الله. ولا
الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم
لم يرجع من ذلك بشيء".



وفي إحدى روايات البيهقي:


"ما عمل أزكي عند الله ولا أعظم أجراً
من خير يعمله في عشْر الأضحى".



وأخرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن
عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال:



" كنت عند رسول اللهr فذكرت له الأعمال فقال:"ما من
أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر"قالوا: يا رسول الله. ولا الجهاد في سبيل
الله؟ فأكبره فقال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل
الله، ثم تكون مُهْجَةُ نفسه فيه.



(حسنه الألباني)


قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في لطائف
المعارف:



وقد دل الحديث على أن العمل في أيامه أحب إلى
الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء.



وقال أيضاً:


إذا
كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها،
صار العمل فيه وإن كان مفضولاً أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلاً،
ولهذا قالوا:


"يا
رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد"



ثم استثني جهاداً واحداً هو أفضل الجهاد فإنه سُئل r : "أي الجهاد أفضل؟، قال: من
عقر جواده وأهريق دمه
، وصاحبه أفضل الناس درجة عند
الله"



(أخرجه أحمد وحسنه الألباني في
الصحيحة:552)



وأخرج ابن حبان بسند صحيح صححه الأرنؤوط:


"أن
النبي
r سمع رجلاً يدعو يقول: اللهم أعطني
أفضل ما تعطي عبادك الصالحين.



قال: إذن
يعقر جوادك وتستشهد".



فهذا الجهاد بخصوصه يفضل على العمل في العشر،
وأما بقية أنواع الجهاد فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله
U منها وكذلك سائر الأعمال.


وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل
يلتحق بالعمل الفاضل في غيره ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره.



ثم قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ:


ما
فعل في العشر في فرض فهو أفضل مما فعل في عشر غيره من فرض، فقد تضاعف صلواته المكتوبة،
على صلوات عشر رمضان، وما فعل فيه من نفل أفضل مما فعل في غيره من نفل. أهـ






ولهذا كان السلف أحرص ما يكونون على
اغتنام هذه الأيام.



فقد أخرج الدرامي بسند حسن عن سعيد بن
جبير ـ رحمه الله ـ :



أنه كان إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى لا
يكاد يقدر عليه.



وقـفـة:


من المعلوم أن هذه الأيام العشر تقع في شهر ذي
الحجة، وهي من الأشهر الحرم
التي قال الله تعالي عنها: { إِنَّ
عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ
خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ
} (التوبة:36)


وثبت في الصحيحين من حديث أبي بكرة t قال:


"إن
النبي
r خطب في حجة الوداع، فقال في خطبته:
" إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر
شهراً منها أربعة حُرُم. ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر
الذى بين جمادى وشعبان".


















وهذه الأشهر الحرم هي أحب الأشهر إلى
الله.



فقد ثبت في تفسير ابن المنذر وابن أبي
حاتم والبيهقي في الشعب عن كعب
t أنه قال:


اختار الله الزمان فأحبه إلى الله
الأشهر الحرم.
(روي هذا الحديث مرفوعاً، والصحيح أنه موقوف)


وسميت هذه الأشهر بالحرم لحرمة القتال فيها


وقيل: لعظم حرمتها وحرمة
الذنب فيها،
كما قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:


اختص الله أربعة أشهر جعلهن حرماً، وعظم
حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم
.


وقال قتادة ـ رحمه الله ـ: اعلموا أن الظلم في الأشهر الحرم
أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواهم، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن
الله يعظم من أمره ما يشاء .



وقال أيضاً كما في تفسير الطبري وابن
كثير:



إن الله اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس
رسلا،ً ومن الكلام ذكره، ومن الأرض المساجد، ومن الشهور رمضان والأشهر الحرم، ومن
الأيام يوم الجمعة، ومن الليالي ليلة القدر، فعَظِّموا ما عظَّم الله، فإنما تُعظَّم
الأمور مما عظمها الله عند أهل الفهم والعقل ".



وقد قيل في قوله تعالي: {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } (التوبة:36) أن المراد:
في الأشهر الحرم



وقيل: بل في جميع شهور
السنة.




































فضائل
العشر من ذي الحجة


أولاً: أن الله أقسم بها:


فقال في
محكم التنزيل:
{ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } (الفجر:1ـ2)


وقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره (4/651):


والليالي العشر المراد بها: عشر ذي الحجة


كما قال بذلك ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد وقتادة
والضحاك والسدى ومقاتل ومسروق، وغير واحد من السلف والخلف.



وقال ابن رجب ـ رحمه الله ـ كما في لطائف
المعارف صـ470:



وأما الليالي العشر فهي عشر ذي الحجة، هذا هو
الصحيح الذي عليه جمهور المفسرين من السلف وغيرهم، وهو الصحيح عن ابن عباس ـ رضي
الله عنهما ـ . أهـ



ومعلوم أن الله إذا أقسم بشيء دل ذلك على عظمته
وأهميته.



أخي الحبيب...


فلتكن هذه الأيام فجراً جديداً في حياتك
يبزغ على أنحاء قلبك؛ ليعلن بدء المسير إلى الله.






ثانياً: ومن فضلها أنها الأيام المعلومات
التي شرع الله فيها ذكره عما رَزَقَ من بهيمة الأنعام:



قال تعالى: { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ
ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ
وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن
بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ
} (الحج: 27)


قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قوله
تعالي:



{وَيَذْكُرُوا
اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ
} هي أيام العشر.


وقال ابن رجب ـ رحمه الله ـ:


وجمهور العلماء على أن هذه الأيام المعلومات هي
عشر ذي الحجة.









ثالثاً: ومن
فضلها أنها من جملة الأربعين يوماً التي واعَدَهَا الله
U موسي u قال تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً
وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً }
(الأعراف: 142)


قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية (2/325):


وقد
اختلف المفسرون في هذه العشر، ما هي ؟ فالأكثرون على أن الثلاثين هي: ذو القعدة
والعشرـ عشر ذي الحجة ـ قال بذلك مجاهد، ومسروق، وابن جريج، وروي ذلك عن ابن عباس
ـ رضي الله عنهما ـ وغيرهم.



روي أبو الزبير عن جابر t قال: { وَأَتْمَمْنَاهَا
بِعَشْرٍ
} قال: عشر الأضحى .


وعن مجاهد ـ رحمه الله ـ قال:


ما من عمل من أيام السنة أفضل منه في العشر من
ذي الحجة، قال: وهي العشر التي أتممها الله
U لموسي u.





رابعاً: أن الله أكمل لنبيه r دين الإسلام في يوم من أيامها وهو يوم عرفة


حين نزل على النبي r قوله
تعالي:



{ الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الإِسْلاَمَ دِيناً
} (المائدة:3).


وكان رسول الله r قائماً بعرفة
يوم الجمعة.



وكان أحبار اليهود يقولون: لو نزلت فينا معشر
اليهود لاتخذناها عيداً.



أخي الحبيب...


فتِّش في نفسك عن النقص لتستكمله وتتمه
كما أتم الله لك هذا الدين في هذه الأيام.






خامساً: ومن فضلها أنها خير أيام
الدنيا على الإطلاق.



فقد أخرج البزار من حديث جابر t أن النبي r قال: "أفضل أيام الدنيا أيام
العشر"



(صحيح الجامع: 1133)


ولذلك فإن العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالي
منه في بقية العام.



كما مرّ في الحديث: " ما من أيام العمل الصالح
فيها أحب إلى الله
U من هذه الأيام العشر، قالوا: يا رسول الله. ولا
الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم
لم يرجع من ذلك بشيء".







قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره
(3/289):



وبالجملة... فهذه العشر قد قيل عنها: إنها أفضل
أيام السنة كما نطق به الحديث، وفضلها كثير على عشر رمضان الأخيرة؛ لأن هذا يشرع
فيه ما يشرع في ذلك من صلاة وصيام وصدقة وغيره، ويمتاز هذا باختصاصه بأداء فرض
الحج فيه.



وقيل: إن العشر الأواخر من
رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.



وتوسط آخرون فقالوا: "أيام
هذا أفضل وليالي ذاك أفضل، وبهذا يجتمع شمل الأدلة " والله أعلم.







سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله
ـ:



أيهما أفضل: عشر ذى الحجة أم العشر الأواخر من
رمضان؟



فأجاب: أيام العشر من ذي الحجة
أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر
ذي الحجة .



قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ:


وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافياً
كافياً، فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذى الحجة وفيها يوم
عرفة ويوم النحر ويوم التروية. أما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التى كان
رسول الله
r يحييها كلها وفيها
ليلة خير من ألف شهر.



وقال ابن حجر ـ رحمه الله ـ كما في فتح
الباري:



والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذى الحجة؛
لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتّي ذلك
في غيرها.



فيا من أدركته العشر... اغتنم هذه الفرصة،
فالعمل الصالح فيها أحب إلى الله مما في غيرها من الشهور، والعمل الصالح فيها أحب
إلى الله من الجهاد في سبيل الله، والمحروم من ضيع هذه الفرصة، ومن جَدَّ وجد ويسر
له سبل الخير، فجاهد نفسك في طاعة الله.



قال تعالي: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ
لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
} (العنكبوت:69)












سادساً: ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن فيها:


1. يتم
الركن الخامس من أركان الإسلام، ألا وهو الحج، وما أدراك ما الحج !؟



فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة t أن النبي r قال:


"من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من
ذنوبه كيوم ولدته أمه".






2. وكذلك فيها يوم النحر ـ وهو يوم الحج الأكبرـ


وقد قال النبي r كما عند الإمام أحمد وأبو داود
وصححه الألباني:



" أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم
يوم القر"
( صحيح الجامع: 1094)


ـ يوم القر: هو اليوم الحادي عشر
من ذي الحجة، وسمي بذلك لأن الناس يقرّون فيه بمنىٍ.



قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ:


خير الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر.
كما جاء في الحديث






وقيل: يوم عرفة أفضل منه؛
لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة؛ لأنه
سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف.



والصواب: القول الأول؛ لأن
الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء" أهـ



وسواء كان هو الأفضل أم يوم عرفة، فليحرص
المسلم حاجاً كان أو مقيماً على إدراك فضله وانتهاز فرصته.






3.
وكذلك فيها يوم عرفة:



ويوم عرفة هو يوم عظيم يعتق الله فيه عباده من
النار، ويتجاوز عن الذنوب والأوزار، ويباهي بأهل الموقف الملائكة.



أخرج الإمام مسلم من حديث عائشة ـ رضي
الله عنها ـ أن النبي
r قال:


" ما
من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم
يباهي الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء".



قال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ كما في
التمهيد (1/20):



وهذا الحديث يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا
يباهي الملائكة بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران. والله أعلم.



وأخرج مالك في الموطأ عن طلحة بن عبيد
الله
t أن رسول الله r قال:


"ما رؤي الشيطان يوماً هو فيه أصغر
ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذلك إلا لما رأى من تنزل الرحمة
وتجاوز الله عن الذنوب".






فيا من أدركته العشر... اعلم


أن الأعمال بالخواتيم، والعشر من ذي الحجة وهو
آخر الشهور، فعما قليل ستطوى صحائف العام،
فهيا أخي الكريم...


اختم أعمال العام بخاتم الطاعة والعبادة، ونسأل
الله أن يرزقك الجنة والزيادة ... آمين.






· ومع
دخول مواسم الخيرات والتعرض للنفحات دائماً يُطْرَح هذا السؤال:



كيف نستقبل مواسم الطاعات؟


وللإجابة على هذا السؤال نقول والله
المستعان: ينبغي أن نستقبل هذه المواسم بما يلي:



1. بالتوبة
الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان
فضل ربه وتحجب قلبه عن مولاه، والتوبة عامة تكون في جميع الأوقات، وتتأكد في مواسم
الخيرات.



ـ كما نستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصادق
الجاد على اغتنامها بما يرضي الله، فمن صدق الله صدق الله معه،
قال تعالي: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ
لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
} (العنكبوت: 69)





2. كما
نستقبل مواسم الطاعـات بطلب العلم الشرعى المتضمن معرفة وظيفة الوقت أو المناسبة



أو الموسم، كتعلم أحكام
العشر من ذي الحجة مثلاً، وأحكام الصيام عند دخول رمضان، وأحكام الحج عند دخول
الحج؛ وذلك ليكون المسلم على بصيرة في عبادته، حتى لا يقع في البدع والمحدثات التي
أُلْصِقَت ببعض المواسم والمناسبات الشرعية.






3. كما
نستقبل مواسم الطاعات بطاعة الله وعبادته، وكثرة ذكره وتلاوة كتابه، وطلب الزُّلْفَى
لديه ودعائه والتضرع إليه، والثناء عليه ومحبته ومحبة أوليـائه، ونصرته ونصرة دينه
وكتـابه وسنة نبيه
r وعباده
الموحدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:58 pm

ما يستحب فعله في هذه
الأيام


أولاً: الـتـوبـة:


إلى
الذين ذلّت أقدامهم وسقطوا في ذل المعصية وظلوا فيها زمناً طولاً، ها هو موسم
الطاعات وها هو سوق الخيرات قد جاء بما فيه من المنح المباركات، فاغتنمه لتُضَاعَف
لك فيه الحسنات ويمحي عنك فيه السيئات وترفع لك فيه الدرجات، ها هي أفضل أيام
الدنيا أقبلت فلا تستحِ أن ترفع يديك إلى مولاك طالباً العفو والغفران والعتق من
النيران، وأن يدخلك الجنان



واعلم أيها المذنب...


أن هذه الأمة لكرامتها على الله جعل توبتها الندم والإقلاع، فهي أسرع قبولاً وأسهل تناولاً.


فقد جاء في تفسير ابن المنذر ـ رحمه الله
ـ:



أن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كانوا مجتمعين
عند ابن مسعود
t فتذاكروا بني إسرائيل وما أعطاهم الله من فضائل،
فقال عبد الله بن مسعود
t: كان الرجل من بني إسرائيل إذا ما أذنب ذنباً كتب ذنبه على باب
داره، وكتب معه كفارة ذلك الذنب، ليغفر ذلك الذنب. أما أنتم فجعل الله مغفرة
ذنوبكم قولاً تقولونه بألسنتكم.
ثم تلا قوله تعالي:


{وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ
فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ
يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * ُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم
مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
}



(آل عمران: 135ـ 136)



فقال عبد الله بن مسعود t: والله ما أُحِبُّ أن لي الدنيا وما فيها
بهذه الآية.



وأخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عباس ـ
رضي الله عنهما ـ:



أن ناساً من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا،
وزَنُوا وأكثروا، فأتوا محمداً
r فقالوا: إن
الذى تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة،
فنزل قوله تعالي:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن
يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً *يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً *إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً
فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ
غَفُوراً رَّحِيماً
}



(الفرقان:
68-70)



ونزل:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }




( الزمر:53)



فقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: فما رأيت
النبي
r فرح بشيء كفرحه بهذه
الآية.



وصدق ربنا حيث قال: { وَمَن
يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ
غَفُوراً رَّحِيماً}




(النساء:110)


ومن رحمته بنا أنه يبسط يده بالليل
والنهار للمذنبين، وبابه دائماً لا يغلق، ورحمته واسعة فيا له من إله رحيم ورب
عظيم.



أخرج الإمام مسلم من حديث أبي موسى
الأشعري
t عن النبي r قال:


"إن
الله تعالي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء
الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".



أخرج الإمام
أحمد من حديث أبي سعيد الخدري
t عن النبي r قال:



" قال
إبليس: أي ربِّ. لا أزال أغوى بني أدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الله
تعالي: لا أزال أغفر لهم ما استغفروني".



فهيا
نستجيب لنداء رب العالمين ...



حيث
قال في كتابه الكريم:
{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى
رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}
(التحريم: Cool


يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ كما في
مدارج السالكين (1/316):



والتوبة النصوح تتضمن ثلاثة أشياء: استغراق
جميع الذنوب، وإجماع الندم والصدق، وتخليصها من الشوائب والعلل، وهي أكمل ما يكون
من التوبة.



فهيا أخي الكريم ... ما عليك إلا
أن ترفع يدك إلى السماء في ذل وخشوع وتقول: يا رب هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين
يديك، عبيدك سواي كثير وليس لي سيِّدٌ سواك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، أسألك
مسألة المسكين وابتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، أدعوك دعاء الخائف الضرير سؤال
من خضعت لك رقبته، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه، أسألك بقوتكوضعفي،
وبغناك عني وفقري إليك، أسـألك بعزك وذلـي، إلا غفرت لـي ورحمتني.



قل يا رب:




أذنبت كـل ذنوب
لست أُنْكِرُهـا

وقـد رجوتك يـا ذا
المَنِّ تغفرهـا

أرجوك تغفرها في
الحشر يا سيدي

إذ كنت يا أملي
في الأرض تسترها






ثانياً: الحج والعمرة:


يستحب في هذه الأيام الإكثار من جميع الأعمال
الصالحة، غير أنه ورد استحباب بعض العبادات بخصوصها ومنها الحج والعمرة. كما
قال تعالى:



{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن
فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ
}
(البقرة:197)


والحج والعمرة من أفضل الأعمال التي تفعل في هذه
الأيام، ولقد رغب الشرع الحنيف في هاتين العبادتين العظيمتين وحث عليهما، وذلك لمن
ملك زاداً وراحلة.



فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي
هريرة
t قال: سئل رسول الله r أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله
ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله ؟ قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور".



وبين لنا الشرع الحكيم أن من حج أو اعتمر
خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.



فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي
هريرة
t قال: سمعت رسول الله r يقول: "من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج
من ذنوبه كيوم ولدته أمه".



بل لم يرض الله له ثواباً دون الجنة.


فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي
هريرة
t أن رسول الله r قال:


"العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما،
والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة".



وعند الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن
مسعود
t قال: قال رسول الله r:


تابعوا بين
الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكِيرُ خبث الحديد والذهب
والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ".



بل خذ هذه الهدية من رسول الله r:


فقد أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن طريق
جابر
t أن رسول الله r قال:


"صلاة في مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة
فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف فيما سواه".









· كلمة
لمن تقطع قلبه وذرفت عيناه شوقاً لبيت الله الحرام لكن يعجز عن ذلك:



أقول لهم: اعلموا أن
من رحمة الله ـ تبارك وتعالي ـ بعباده أن جعل المتخلف عن الحج لعذر شريكاً لمن ذهب
في الأجر، بل شرع الله لنا أعمالاً تعدل أجر الحج والعمرة منها:ـ



1. المكث
في المسجد بعد صلاة الفجر حتى الشروق ثم صلاة ركعتين.



فقد أخرج الترمذي بسند صحيح صححه الألبـاني
في الصحيحة (3403) من حديث أنس بن مالك
t أن النبي r قال:


" من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر
الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة"
(وهو أيضاً في صحيح الترمذي: 586)





2. حضور
صلاة الجماعة والمشي إلى صلاة التطوع:



فقد أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن أبي
أمامة
t أن رسول الله r قال:


"من مشي إلى صلاة مكتوبة في الجماعة
فهى كحجة، ومن مشي إلى صـلاة تطوع



ـ في رواية أبي داود ـ أي صلاة الضحى ـ فهي
كعمرة تامة".
( صحيح الجامع:
6556)







3. صلاة
العشاء والغداة في جماعة:



أخرج الإمام مسلم من حديث أبي ذر t أن أناساً من أصحاب النبي r قالوا:


"يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور،
يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال النبي
r أوليس قد جعل الله لكم صلاة العشاء
في جماعة تعدل حجة، وصلاة الغداة في جماعة تعدل عمرة".






4. حضور
مجالس العلم في المساجد:



فقد أخرج الطبراني والحاكم عن أبي أمامة t عن النبي r قال:


"من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن
يتعلم خيراً أو يُعَلِّمه، كان كأجر حاج تاماً حجته".















5. الأذكار بعد الصلاة:


أخرج البخاري عن أبي هريرة t قال:


جاء
الفقراء إلى النبي
r فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات
العُلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ولهم فَضْلٌ من أموال
يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون، قال: ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم
من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله:
تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين".






6. عمرة
في رمضـان:



فقد أخرج
الإمام مسلم عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي
r قال لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان:



"ما منعك أن تكوني حججت معنا؟ قالت: ناضحان
كان لأبي فلان ـ زوجها ـ حج هو وابنه على أحدهما وكان الآخر يسقي عليه غلامنا، قال:
فعمرة في رمضان تقضي حجة ـ أو حجة معى".






7. بـرُّ
الوالـديـن:



أخرج أبو
يعلي بسند جيد:



أن رجلاً
جاء إلى رسول الله
r وقال: إني
أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه، قال: هل بقي من والديك أحد؟ قال: أمي، قال: قابل الله
في برها، فإن فعلت فأنت حاج ومعتمر ومجاهد".





















هـديـة:


من عجز أن يقدم الهدي هناك فلا يعجز أن
يقدمه في بلده كل جمعة.



فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال:


" من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة،
ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب
بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة
الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام
حضرت الملائكة يستمعون الذكر".






وإن عجزت أن تكون ممن يباهي الله بهم
الملائكة هناك على أرض عرفات، فلا تعجز أن تكون ممن يباهي الله بهم الملائكة هنا في
بلدك، في مجالس الذكر.



فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي سعيد
الخدري
t قال:


خرج معاوية
على حلقة في مسجد فقال: ما أجلسكم؟، فقالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله! ما
أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم استحلفكم تهمة
لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله
r أقل
عنه حديث مني، وإن رسول الله
r
خرج على حلقة من أصحابه، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما
هدانا للإسلام ومنَّ به علينا، قال:
آلله! ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا:
والله ما أجلسنا إلا ذاك،
قال: أما إني لم استحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني
جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة".



تنبيه:


المقصود بمجالس الذكر: مجالس
العلم، كما قال القرطبي ـ رحمه الله ـ: مجلس الذكر يعني مجلس علم وتذكير، وهي
المجالس التي يُذكر فيها كلام الله وسنَّة رسوله
r، وأخبار السلف الصالح، وكلام الأئمة الزُّهاد المتقدمين المبرأة
من التصنع والبدع، والمُنزَّهة عن المقاصد الردية والطمع.



وقال عطاء ـ رحمه الله ـ: إن مجالس
الذكر هي مجالس الحلال والحرام، كيف تبيع وتشتري وتصلِّي وتنكح وتُطلِّق وتحج...
وأشباه ذلك.






ثالثاً: الصـيـــام:


فيستحب صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها عدا يوم
العيد ( اليوم العاشر)



فقد أخرج
الإمـام أحمد والنسائي بسند صحيح صححه الألبـاني عن هنيدة بن خالد



عن امرأته
عن بعض أزواج النبي
r (حفصة)
قالت:



"كان
رسول الله
r يصوم تسعَ
ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر: أولَ اثنين من الشهر، والخميس".
(صححه الألباني في
صحيح أبي داود:2437)



وفي
رواية أخرى:



"أربع
لمن يكن يدعهن رسول الله
r صيام
عاشوراء، والعشرـ يعني من ذي الحجة ـ وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة".



قال
النووي ـ رحمه الله ـ عن صوم أيام العشر:
" إنه
مُستحب استحباباً شديداً".



وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يصوم العشر


وممن قال بفضل صومه الحسن وابن سيرين وقتادة.


مـلاحـظـة:


البعض ينادي ويقول: إن الصيام
في هذه الأيام لا يجوز، وإنه ممنوع غير مشروع،



ويستند للحديث الذي أخرجه مسلم أن عائشة
ـ رضي الله عنها ـ قالت:



"ما
رأيت رسول الله
r صائماً في
العشر قط"
، وفي
رواية:
" لم يصم العشر"


قال العلماء: فهذا
الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا: الأيام التسعة من
أول ذي الحجة ،
قالوا: وهذا مما يُتأوَّل،
فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحباباً شديداً، لاسيما التاسع، وهو
يوم عرفة، وقد سبقت الأحاديث في فضله،



وثبت في صحيح البخاري أن رسول الله r قال:


"ما
من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"

ـ يعني أيام العشرـ



فيتأوّل قولها ـ رضي الله عنها ـ: " لم يصم العشر" أنه لم
يصمهم لعارض مرضي أو سفر



أو غيرهما، أو أنها لم تره صائماً فيها، ولا
يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد
السابق ذكره.
(انظر صحيح مسلم بشرح
النووي" كتاب الاعتكاف").



وقد علل ابن حجر ـ رحمه الله ـ ترك الصوم في هذه
الأيام لكون النبي
r كان يترك
العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يُفْرَض على أمته.
( الفتح: 2/534).


ويتَّضِح مما سبق استحباب صوم
الأيام التسع من ذي الحجة. والله أعلم.



ويكفيك أن تعلم أخي الحبيب...


إنه بصوم يوم في سبيل الله يُبَاعد بين العبد
وبين النار كما بين السماء والأرض، أو سبعين خريفاً كما أخبر الصادق المصدوق.



فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد
الخدري
t أن النبي r قال:


"من صام يوماً في سبيل الله
باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً"



أي مسيرة سبعين عاماً.


وعند البخاري ومسلم أيضاً:


"من صام يوماً في سبيل الله جعل الله
بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض".



ومن
المعلوم أن المسافة التي بين السماء والأرض خمسمائة عام كما أخبر الحبيب النبي
r





سبحان
الملك !!!



بصيام
يوم واحد يباعد الله وجهك عن النار سبعين خريفاً



وفي
رواية:
"مائة عام"،
وفي رواية: "خمسمائة
عام"



في حين
أن الله تعالي يقول في كتابة الكريم:
{كُلُّ
نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }
(آل عمران:185)


إنها منح وعطايا وهدايا ربانية للأمة المحمدية
فهيا ... هيا اغتنمها قبل أن تأتيك المنية.



وقبل أن نغلق هذه الصفحة أُذَكِّرُك بصيام يوم
عرفة ( لغير الحاج ) فإن الله يُكَفِّر به سنتين: سنة قبله، وسنة بعده. كما أخبر
بذلك الحبيب النبي
r


ففي الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من
حديث أبي قتادة
t عن النبي r أنه قال:


"
صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده"



فانظر أخي المسلم...


إلى سعة رحمة الله وفيض جوده وكرمه، أن جعل صيام
يوم واحد سبباً لمغفرة ذنوب سنتين من الصغائر( أما الكبائر فتحتاج إلى توبة وندم
وعزم على عدم العودة إليها أبداً وإقلاع عن المعصية )



فإن شق عليك أخي الحبيب صيام أيام التسع الأولى
من ذي الحجة، فلا تحرم نفسك من صيام يوم عرفة لما فيه من عظيم الأجر وجزيل المثوبة.






قال الطيبي ـ رحمه الله ـ تعليقاً على
الحديث السابق:



وكان القياس أن يقول النبي r: " أرجو من الله " موضع كلمة "أحتسب" وعدّاه
بعلى التي للوجوب علي سبيل الوعد مبالغة في تحقيق حصوله". أهـ



ـ يكفر السنة التي قبله: يعني
الصغائر المكتسبة فيها



ـ يكفر السنة التي بعده: بمعنى أن
الله تعالي يحفظه من أن يذنب فيها. أو أن يعطي من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها. أو
أن يكفرها حقيقة ولو وقع فيها ، ويكون المكفِّر مقدماً على المكفَّر.



أما الحجاج فلا ينبغي
لهم أن يصوموا هذا اليوم لأنهم أضياف الرحمن، والكريم لا يجوع أضيافه



فقد أخرج أبو داود وابن ماجة:


" نهي رسول الله r عن صوم يوم عرفة بعرفات".


وصح عن النبي r كما عند البخاري:


أنه أفطر بعرفة ـ أرسلت إليه أم الفضل بلبن
فشرب.



لطيفة:


إذا نظرت إلى الحديث الذي فيه أن صيام
يوم عرفة يكفر الله به سنتين، وجدت أن:



صيام 12 ساعة تقريباً = مغفرة 24 شهر.


فيكون صيام ساعة = مغفرة شهرين.


يعني كل 60 دقيقة = 60 يوم


إذن صيام دقيقة = مغفرة يوم.


فهل هناك عاقل يضيع دقيقة واحدة من هذا اليوم.























وتتمة للفائدة فإنه يستحب في
يوم عرفة الآتي:



1. حفظ الجوارح من المحرمات في هذا اليوم:


أخرج الإمام أحمد بسند فيه مقال، عن ابن
عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي
r أنه قال عن يوم عرفة:" إن هذا اليوم من ملك فيه
سمعه وبصره ولسانه: غُفر له"




( صححه الشيخ/ أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ )






2. الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق:


فإنها أصل الدين وأساسه وركيزة بنائه


ففي مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله
بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال:



كان أكثر دعاء النبي r يوم عرفة: "لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو علي كل شيء قدير"



وفي الموطأ وسنن الترمذي أن النبي r قال:


"خير الدعـاء دعاء يوم عرفة، وخير ما
قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله



وحده لا شريك له، [
له الملك
وله الحمد وهو على كل شيء قدير
] ". ( صحيح الترمذي:2837)


قال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ كما في
التمهيد (6/41):



وفي الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في
الأغلب، وأن أفضل الذكر
"لا إله إلا الله". أهـ


وقال الخطابي ـ رحمه الله ـ معلقاً على
الحديث:



ومعناه: أكثر ما أَفْتَتِح به دعائي، وأقدمه
أمامي من ثنائي على الله
U وذلك أن الداعي يفتتح دعاءه بالثناء على الله I ويقدمه أمام مسألته فَسُمِّي الثناء دعاءً. أهـ





3. كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق:


فإنه يُرجى إجابة الدعاء فيه، فقد روى ابن أبي الدنيا عن علي t أنه قال:


" ليس
يوم أكثر فيه عتق للرقاب من يوم عرفة، فأكثروا فيه أن تقولوا: اللهم اعتق رقبتي من
النار، ووسع لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الإنس والجان".



وعند
مسلم من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي
r قال:



"ما
من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم
يباهي الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء " .



ولنحذر
من الذنوب التي تمنع المغفرة والعتق فيه وقبول الدعاء ومنها:



الإصرار على عدم التوبة والوقوع في الكبائر
والذنوب، والرجوع إلى المعصية بعد انقضاء الطاعة والاختيال والكبر.



لما أخرجه البزار والطبراني من حديث جابر
عن النبي
r أنه قال:


"ما يُرى يوم أكثر عتقاً ولا عتيقاً
من يوم عرفة لا يغفر الله فيه لمختال "



ـ والمختال
: هو المتعاظم في نفسه المتكبر.



قال الله تعالي:{ ِإنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } (لقمان:18)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 8:59 pm

رابعاً: قـيــام اللـيـل:



قال البعض: كما يستحب
صيام يومها فيستحب قيام ليلها.




فقيام الليل من الأعمال الصالحة التي تستحب في
هذه العشر، ولكن ينبغي عدم تخصيص ليلة العيد بالقيام دون غيرها.




قال ابن رجب في لطائف المعارف صـ 462:



وأما قيام الليالي العشر فمستحب، واستحبه
الشافعي وغيره من العلماء.




وثبت عن سعيد بن جبير كما في سنن الدرامي
بسند حسن:




أنه كان إذا دخل
العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه.




وروى عنه ـ رحمه الله ـ أنه قال: لا تطفئوا سُرجكم ليالي العشر،
تعجبه العبادة.








وقيام
الليل جمع خصال الخير




فقد أخرج الترمذي بسند حسن عن أبي إمامة الباهلي t أن النبي r قال:



" عليكم بقيام الليل فإنه دأب
الصالحين قبلكم وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات ومنهاة للإثم".
(
صحيح الترمذي: 3549)








بل انظر
إلى هذا الفضل الذي أعده الله لمن يقوم الليل
.



ففي صحيح ابن حبان عن أبى مالك الأشعري t عن النبي r قال:



" إن في الجنة غرفاً يُري ظاهرها من
باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام، وصلى بالليل
والناس نيام".




خامساً: الذكر والاستغفـار:



فالذكر والاستغفار
مشروعان طوال العام، في العشر وفي غيرها، بالليل والنهار، في السفر والحضر




يقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:



إن الله لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها
حداً معلوماً، وعذر أهلها في حال العذر، غير الذكر، فإن الله لم يجعل له حداً
ينتهي إليه، ولم يعذر أحداً في تركه إلا مغلوباً على عقله. أهـ




قال تعالى: { فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ } (النساء:103)



أي: بالليل والنهار، في
البر والبحر، في السفر والحضر، والغِنَى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية
وعل كل حال.
امتثالاً لقوله تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا
اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً }
(الأحزاب:41)







بل جعل r فضل الذكر
ودرجته أفضل من درجة الإنفاق أو الجهاد في سبيل الله.




فقد أخرج الترمذي من حديث أبي الدرداء t قال: قال رسول الله r:



"ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها
عند مليكِكُم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق(الفضة)، وخير
لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقهم، قالوا: بلي يا رسول الله،
قال: ذكر الله تعالي "
(صحيح
الترمذي: 3377)




وعند البيهقي من حديث معاذ t قال: قال رسول الله r:



ما عمل آدمي عملاً قط أنجى له من عذاب الله
من ذكر الله
U



ورواه أحمد بسند صحيح صححه الألباني في
صحيح الجامع (2629) موقوفاً على معاذ بن جبل
.



ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله ـ تعالي ـ




وأخرج البيهقي من حديث عائشة ـ رضي الله
عنها ـ أن النبي
r قال:



"ما من ساعة تمر بابن آدم لا يذكر
الله فيها إلا تحسر عليها يوم القيامة".
























فالذكر أحبتي في الله ... مستحب طوال
العام، إلا أنه يتأكد استحبابه في هذه الأيام ـ يعني العشر ـ فيستحب فيها التهليل والتكبير
والتحميد.




فقد قال ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ
في لطائف المعارف صـ462:




وأما استحباب الإكثار من الذكر فيها، فقد دل
عليه قول الله
U: {وَيَذْكُرُوا
اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ
}




(الحج: 25)




فإن الأيام المعلومات: هي أيام
العشر عند جمهور العلماء، أما الأيام المعدودات: فهي أيام التشريق
والتي جاء ذكرها
في قوله تعالى:
{وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ
مَّعْدُودَاتٍ..... }
(البقرة:203)



ومما يدل على استحباب الذكر في الأيام
العشر:ـ




ما أخرجه أحمد والطبراني بسند فيه مقال: إلا أنه صححه الأرنؤوط من حديث ابن عباس ـ
رضي الله عنهما ـ أن النبي
r قال:



" ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب
إلى الله العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل
والتكبير".




قال البخاري ـ رحمه الله ـ: وكان عمر t يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون
ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج مِنَى بالتكبير.




وكان ابن عمر وأبو هريرة ـ رضي الله عنهم
ـ

يخرجان إلى السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.




وروي نافع عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ:



أنه كان يكبر بمِنَى تلك الأيام، وخلف الصلوات،
وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعاً.




ويقول
البخاري أيضاً:
وكانت ميمونة تكبر يوم النحر, وكان
النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق، ومع الرجال في
المسجد




وكان عطاء بن أبي رباح يكبر في العشر في الطريق
وفي السوق.




وقال جعفر بن سليمان: رأيت ثابت
البناني يقطع حديثه في مجلس العلم ثم يقول:




الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
الله أكبر ولله الحمد.
وقال: إنها أيام
الذكر.




وقال جعفر بن سليمان أيضاً:



ورأيت
مالك بن دينار يفعل ذلك .
(تنبيه
الغافلين صــ328، 329).




وقـفـة:



اختلف العلماء: هل يشرع إظهار التكبير
والجهر به في الأسواق وفي غيرها في العشر؟




فأنكره طائفة، واستحبه أحمد والشافعي، لكن
الشافعي خصه بحال رؤية بهيمة الأنعام، وأحمد يستحبه مطلقاً.




وعلى هذا فيستحب رفع الأصوات في الأسواق والبيوت
والطرقات والمساجد وغيرها




لقوله تعالي: { وَلِتُكَبِّرُواْ
اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

( البقرة: 185)




فعلينا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي هُجِرت
في هذه الأيام وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير، بخلاف ما كان عليه السلف
الصالح، فهل من مشمر لإحياء هذه السنة؛ حتى يكتب له الأجر العظيم الذي أخبر عنه
الرسول الكريم
r.



فقد أخرج ابن ماجة بسند صحيح أن النبي r قال:



" من أحيا سنة من سنتي قد
أُمِيتَتْ بعدي، فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً
"
( صحيح ابن ماجة:173)



ـ ويجوز الذكر بما تيسر من التكبير والتحميد
والتسبيح وسائر الأدعية المشروعة.




ملاحظة:



يُشرع في هذه الأيـام التكبير المطلق في جميع الأوقـات
من ليل أو نهـار إلى صلاة العيد




ويشرع التكبير المقيد: وهو الذي يكون بعد
الصلوات المكتوبة التي تصلي في جماعة،




وقيل: عقب كل صلاة: فريضة أو
نافلة، ويبدأ ـ لغير الحجاج ـ من فجر يوم عرفة، وللحجاج من ظهر يوم النحر، ويستمر إلى
صلاة العصر أخر أيام التشريق
.




(أفاده عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين ـ رحمه الله ـ وانظر أيضاً
الفتح:2/535)




فهيا... حبيبي في الله...



أكثر من ذكره فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره، فلا يُتَصَوَّر
أن إنساناً يزعم محبة الله ثم لا يذكره.




















وعليك أخي الحبيب أن تكثر كذلك من الاستغفار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 9:01 pm

وعليك أخي الحبيب أن تكثر كذلك من الاستغفار.


فقد أخرج البيهقي في شعب الإيمان بسند
صحيح أن النبي
r قال:


" من أحب أن تسره صحيفته فليكثر من الاستغفار". (صححه
الألباني في الصحيحة:2299)



بل يستطيع الإنسان أن يتحصل على ملايين
من الحسنات في أقل من دقيقة، وذلك بأن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات.



فقد أخرج الإمام أحمد أن النبي r قال:


"من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب
الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة "




(صححه الألباني وشعيب الأرنؤوط، وضعفه البعض)






ويستحب لك كذلك في هذه الأيام أن تكثر من
الصلاة علي النبي العدنان
r.


فيكفيك أنك إذا صليت عليه صلاة صلّى الله
عليك بها عشر.



فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة t أن النبي r قال:


"من صلّى علىّ واحدة صلي الله عليه
عشراً ".



وهناك من الفضائل العظيمة والأجور الكبيرة في
فضل الصلاة على النبي
r ليس هذا
محلها لكن يكفيك هذا الحديث، وأن تعلم أن الله يصلي عليك عشراً إذا صليت علي النبي
مرة، وصلاة الله علي العبد هي ذكره في الملأ الأعلى، والثناء عليه.



فيا أيها الأحبة... {أَلَمْ
يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ...... }
(الحديد:16)




















سادساً: المحافظة على الصلوات المكتوبات والإكثار
من النوافل:



وقبل الكلام عن الصلاة لنا وقفه مع
الوضوء وما فيه من فضل



ـ
فالوضوء يخرج الإنسان من خطيئته كيوم ولدته أمه.



فقد أخرج الإمام مسلم عن عمرو بن عبسة
السلمي
t قال:


يا نبي الله ما الوضوء؟ حدثني عنه، قال: ما
منكم رجل يقرب وَضوءه فيتمضمض، ويستنشق فينْتَثر إلا خرتْ خطايا وجهه وفيه(فمه)
وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع
الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء. ثم يمسح
رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا
خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلَّى فحمد الله وأثنى عليه ومجَّده
بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله، إلا انصرف من خطيئته كهيئة يوم ولدته أمه".



وفي صحيح مسلم أيضاً عن عثمان بن عفان t قال: قال رسول الله r:


"من
توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره".




وفي رواية: أن عثمان بن عفان t توضأ ثم قال:


رأيت رسول الله r توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: من
توضأ هكذا غُفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة".






ـ
ثم انظر إلى ثواب الدعاء بعد الوضوء ولا تتعجب



فقد أخرج الترمذي بسند صحيح أن النبي r قال:


"من
توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن
محمداً عبده ورسوله
[ اللهم اجعلني من التوابين واجعلني
من المتطهرين
] فُتِحَت له ثمانية أبواب الجنة
يدخل من أيها شاء".



(الحديث في مسلم بدون الزيادة وبين القوسين، وهو في
صحيح الجامع: 6167)












ـ
ثم انظر إلى ثواب الترديد وراء المؤذن وهذا فيه من الأجر العظيم



فقد أخرج النسائي ـ بسند حسن ـ عن أبي
هريرة
t قال:


"كنا مع رسول الله r فقام بلال ينادي، فلما سكت قال
رسول الله
r: من قال مثل ما قال هذا يقيناً دخل
الجنة".






ـ بل إذا
سئل الله تعالي شيئاً أعطاه



فقد أخرج أبو داود والنسائي بسند حسن عن
عبد الله بن عمروـ رضي الله عنها ـ



أن رجلاً
قال:
"يا رسول
الله إن المؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله
r: قل كما
يقولون، فإذا انتهيت فَسَلْ تُعطه".






ـ والترديد خلف المؤذن سبب لشفاعة النبي r


ففي صحيح
البخاري أن الحبيب النبي
r قال:



" إذا
سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلُّوا علىّ، فإنه من صلي علىّ صلا ة صلي
الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا
لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلت له الشفاعة".






ـ ولا تنسى أخي الحبيب الدعاء بين الأذان
والإقامة فإنه مستجاب



كما
أخبر الحبيب النبي
r،
فقد أخرج الإمام أحمد بسند صحيح أن النبي r قال:



"الدعاء
بين الأذان والإقامة لا يرد".






ـ ثم انظر إلى ثواب المشي إلى المسجد


لأن الله
يكتب لك بكل خطوة حسنة ويُمحي عنك خطيئة، ويرفع لك درجة.



فقد أخرج الإمام أحمد من حديـث عبد الله
بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قـال:



قال رسول الله r: "من راح إلى مسجد الجماعة،
فخطوةٌ تمحو سيئة، وخطوةٌ تكتب له حسنة ذاهباً وراجعاً".



وعند مسـلم:


"من تطهر في بيته ثم مشي إلى بيت من
بيوت الله؛ ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خُطوتَاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى
ترفع درجة".



وعند مسلم من حديث أبي هريرة t أن رسول الله r قال:


"ألا
أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله،
قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد
الصلاة، فذلك الرباط. فذلكم الرباط".



هدية:


أخرج ابن حبان في صحيحه أن النبي r قال:


"من غدا إلى المسجد أو راح، أعدّ الله
له نُزلاً في الجنة كلما غدا أو راح"




(صحيح ابن حبان: 2037)



ـ بل وانظر إلى ثواب السعي والمجيء يوم
الجمعة.



فقد أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي
وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحـاكم بسند صحيح وهو في صحيح الترغيب (693) عن
أوس بن أوس قـال:



سمعت رسول الله r يقول:


"من
غسّل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشي ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم
يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها".
(ضعفه البعض)


ـ غسل واغتسل: قال البعض:
هو من باب التوكيد وكلاهما بمعني واحد بدليل قوله:



ومشي ولم يركب.


وقال البعض: معني غسّل: أي أوجب
على أهله الغسل قبل خروجه واغتسل هو.



وقال آخرون: إنما هو "غَسَل" بالتخفيف
ومعناه: غسل رأسه ثم اغتسل جميعه، وهذا من باب التأكيد على غسل الرأس، لأن العرب
لهم شعور، فربما تغيرت رائحتها من الحر والعرق، فيحتاج إلى زيادة تنظيف، فلا يكفي
إفاضة الماء عليها كما يكفي في بقية الجسد.


















ـ
ثم نأتي إلى بيت القصيد ألا وهي الصلاة:



وهذا عام في كل الأيام، إلا أنه في هذه الأيام
يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل فإن ذلك من أفضل القربات.



فقد أخرج مسلم من حديث ثوبان t قال: سمعت رسول الله r:


" عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد
سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة".



وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي
هريرة
t أن النبي r قال:


"أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل
فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقي من درنه شيء؟ قالوا: لايبقى من درنه شيء، قال: فكذلك
مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا".






ـ بل من حافظ على هذه الصلوات الخمس ليس
له جزاء إلا الجنة.



فقد أخرج أبو داود عن عبادة بن الصامت t قال: سمعت رسول الله r يقول:


"خمس صلوات كتبهن الله على العباد،
فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله
الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة".






ـ بل انظر إلى كلمة ( آمين ) وما فيها من
الفضل.



فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي
هريرة
t أن رسول الله r قال:


"إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين،
فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه".


















ـ
بل انظر إلى الذكر بعد الصلاة وما فيه من الأجر والفضل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 9:01 pm

ـ
بل انظر إلى الذكر بعد الصلاة وما فيه من الأجر والفضل.



فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة t قال:


"جاء الفقراء إلى رسول الله r فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال
بالدرجات العلا والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من
أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون. قال: ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به
أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل
مثله ؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين".






ـ بل انظر إلى فضل صلاة النافلة


فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أم حبيبة ـ
بنت أبي سفيان ـ رضي الله عنها ـ قالت: سمعت رسول الله
r يقول:


"ما من عبد مسلم يصلي لله تعـالي في
كل يومٍ ثِنْتَي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة



إلا بني الله له بيتاً في الجنة أو [إلا بُني له بيت في الجنة] "


وعند النسائي من حديث عائشة ـ رضي الله
عنها ـ أنها قالت: قال رسول الله
r:


"من
ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة: أربعاً قبل الظهر وركعتين
بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر".






ـ بل انظر إلى ركعتي الفجر وما فيها من
فضل وأجر



فقد أخرج البخاري من حديث عائشة ـ رضي
الله عنها ـ أن النبي
r قال:


"ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".






ـ بل بالمحافظة على النوافل قبل الظهر
وبعده يحرم الإنسان على النار



فقد أخرج الإمام أحمد والترمذي عن أم
حبيبة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي
r قال:


"من
يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرّمه الله علي النار".









سابعاً: قراءة القرآن:


قال تعالي: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا
هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ
خَسَاراً}
(الإسراء:82)


وقال تعالي:{إِنَّ
الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ }




(فاطر:29)


ـ فَبِقِرآة القرآن تتحصل على جبال من
الحسنات.



فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن عبد الله
بن مسعود
t أن رسول الله r قال:


"من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به
حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن أَلِفٌ حرف، ولام حرف، وميم حرف
"

(صحيح
الترمذي: 2910)



فمثلاً عندما تقرأ البسملة: " بسم الله
الرحمن الرحيم " فهي تسعة عشر حرفاً، فلك بها تسعون ومائة حسنة. وعندما تقرأ :
{قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ}
بدون البسملة، وهي سبعة وأربعون حرفاً، فلك بها
سبعون حسنة وأربعمائة. فتصبح سورة الإخلاص بالبسملة: ستة وستون حرفاً، بكل حرف عشر
حسنات، فتتحصل بقرآتها على ستمائة وستين حسنةً.



فإذا ختمت القرآن في هذه العشر ـ حيث تقرأ كل
يوم ثلاثة أجزاء ـ وبحساب أن لكل حرف عشر حسنات فهذا يعدل حوالى نصف مليون حسنةٍ
يومياً، أضف إلى ذلك أن هذه الأيام المباركة تضاعف فيها الحسنات .






ـ بل انظر إلى هذا الفضل العظيم، وهو أنك
تستطيع أن تتحصل على ملايين من الحسنات في أقل من دقيقة.



فقد أخرج الترمذي عن أنس t عن رسول الله r قال:


" من قرأ:{قُلْ يَا
أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}
عدلت له ربع القرآن، ومن قرأ: {قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ}
عدلت له ثلث القرآن."











بل
خذ هذه الهدية:



أخرج النسائي وابن حبان بسند صحيح أن
النبي
r قال:


"من قرأ آية الكرسي، دُبر كل صلاة
مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" .



(صححه الشيخ الألباني ـ
رحمه الله ـ، وضعفه بعض أهل العلم)



تنبيه:


لا يكن همك أن تختم القرآن في أسرع وقت مع عدم
التدبر والتفكر والوقوف على أحكامه وعجائبه.



يقول عبد الله بن مسعود t:


لا تهذُّوا القرآن هذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر
الدقل (التمر الردئ)، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن همُّ أحدكم آخر
السورة.



وسئلت أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنها
ـ:




كيف كان أصحاب رسول الله r إذا سمعوا
القرآن؟



قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم
الله
U فقال:


{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ
كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ
يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ
اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ
فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

(الزمر:23)





ثامناً: الصـدقـة:


أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة t أن النبي r قال:


"من تَصدَّق بعدل تمرة من كسب طيب ـ
ولا يقبل الله إلا الطيب ـ فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي
أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل".



وعند البخاري ومسلم من حديث عدي بن حاتم t قال: سمعت رسول الله r يقول:


"ما
منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمنَ منه فلا يرى إلا
ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يري إلا النار
تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ".



وفي رواية: "من استطاع منكم أن يستتر من
النار ولو بشق ثمرة فليفعل".



وفي رواية: "اتقوا
النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة".






ـ ومن أراد أن يُغْفَر له خطاياه
فليتصدق.



فقد أخرج أبو يعلي بسند صحيح: "والصدقة تطفئ الخطيئة كما
يطفئ الماء النار".



واعلم... أن مالك الحقيقي هو
الذي تقدمه بين يديك وتتصدق به، وما تتركه فهو للورثة.



فقد أخرج البخاري عن عبد الله بن مسعود t قال: قال رسول الله r:


"أيكم مال وارثه أحب إليه
من ماله؟ قالوا: يا رسول الله
r،
ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: فإن ماله ما قدّم، ومال وارثه ما أخّر"



وصدق ربنا حيث قال: { وَمَا
تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً
وَأَعْظَمَ أَجْراً }
(المزمل:20)





تاسعاً: صلة الرحم:


ـ
من أراد أن يَصِلَهُ الله تعالي فليصل رحمه



فقد أخرج الإمام مسلم أن النبي r قال:


"الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني
وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".






ـ
ومن أراد أن يدخل الجنة فليصل رحمه



فقد أخرج الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله r قال:


" يا
أيها الناس. أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس
نيام تدخلوا الجنة بسلام" .



فهيا
من الآن صل من قطعك، واسأل عمّن هجرك ولو بالهاتف، فهذا من صلة الأرحام.



فقد أخرج البيهقي بسند حسن حسنه الألباني عن ابن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ


عن النبي r قال: "بِلُّوا أرحامكم وَلَوْ
بالسلام".















عاشراً:
إصلاح ذات البين:



فعلى
الإنسان أن يصلح بين أخَوين متشاحنين، أو يصلح بينه وبين أقاربه أو جيرانه أو
أصدقائه، فإصلاح ذات البين أجره عظيم، وفساد ذات البين وزره كبير.



فقد أخرج أبو داود وغيره بسند صحيح عن أبي الدرداء عن رسول الله r قال:


"ألا أخبركم بأفضل من درجة القيام
والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلي يـا رسول الله،



قال: إصلاح
ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة".






ـ
وانظر إلى فضل المحبة في الله والصفاء بين الأخوة



فقد أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن ابن مالك الأشعري عن رسول الله r أنه قال: "يا أيها الناس اسمعوا
واعقلوا واعلموا أن لله
U عباد ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون
والشهداء على منازلهم وقربهم من الله
U، فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبي r فقال: يا رسول الله r ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا
شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله أنعتهم لنا، جلهم لنا
ـ يعني صِفْهم لنا ـ فسُر وجه النبي
r بسؤال الأعرابي، فقال r: هم ناس من نوازع القبائل لم تصل
بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من
نور يجلسون عليها فيجعل وجوههم نوراً وثيابهم نوراً، يفزع الناس يوم القيامة ولا
يفزعون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"



ـ
النوازع:

جمع نازع وهو الرجل القريب.






وقبل
أن نفترق لا تنسى أن تتقرب إلى الله في هذه الأوقات، وفي غيرها من الأوقات
بالمحافظة على الواجبات، فهي من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد لرب الأرض
والسماوات. وينبغي أداؤها في أوقاتها وإحسانها، وذلك بالإخلاص فيها وإتمامها على
الصفة الشرعية الثابتة عن رسول الله
r.














وبالجملة...


فهذه
الواجبات من أحب وأهم الأشياء التي يتقرب بها العبد إلى الله
U، وأهم ما ينشغل بها العبد في حياته، وإذا أراد العبد أن ينال محبة
الله تعالى فليتقرب إليه بالسنن والنوافل.



فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r:


" إن
الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليّ
مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت
سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورِجله التي يمشي
بها، وإن سألني لأعطيَنّه، ولئن استعاذني لأُعِيذنّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي
عن
[ قَبْض ] نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره
مساءته"



قال الحافظ بن حجر ـ رحمه الله ـ في فتح الباري(11/351):


"وفي
الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به: امتثال الأمر، واحترام الأمر وتعظيمه
بالانقياد إليه، وإظهار عظمة الربوبية، وذل العبودية، فكان التقرب بذلك أعظم
العمل"






نــداء:



يا مَن تطمع في العتق من النار... ويا مَن ترجو مغفرة العزيز
الغفار.



ها
هي الفرصة قبل فوات الأوان، فاغتنمها وأكثر من الأعمال الصالحة في هذه الأيام من
نوافل العبادات: كالصلاة، والصدقة، وقراءة القرآن، والقيام، والاعتكاف في المساجد،
وبر الوالـدين، وصلة الرحم، ومساعدة الضعفاء والمساكين، وعيادة المريض، واتباع
الجنائز، والرفق واللين مع الأهل والأصحاب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...
ونحو ذلك.



فإنها
من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام.


















قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ:


لما
كان الله
I قد وضع في نفوس المؤمنين حنيناً إلى مشاهدة بيته
الحرام، وليس كل واحد قادراً على مشاهدته كل عام، فرض الله على المستطيع الحج مرة
واحدة في عُمُرِهِ، وجعل موسم العشر مشتركاً بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن
الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل
من الحج.



فمن
عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل، ومن فاته هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه
الذي عرفه، ومن عجز عن المبيت بمزدلفة، فليبيت عزمه على طاعة الله وقد قربه وأزلفه،
ومن لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف، فليقم لله بحق الرجاء والخوف، ومن لم يقدر على
نحر هديه بمِنى، فليذبح هواه هنا وقد بلغ المُنى، ومن لم يصل إلى البيت لأنه منه
بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد.






رأى بعض الصالحين الحجاج في وقت خروجهم
فوقف يبكي ويقول:



واضعفاه..
ثم تنفس وقال: هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن
الوصول إلى رب البيت .






فهيا...هيا، الغنيمة...الغنيمة بانتهاز
الفرص في هذه الأيام العظيمة، فما منها عوض، ولا تساويها قيمة.




































ومن
جملة الأعمال التي تفعل في العشر:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الكلمات
نائب المدير
نائب المدير
رحيق الكلمات


تاريخ التسجيل : 13/05/2011
تاريخ الميلاد : 18/05/1990
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 319
نقاط : 743
التقيم : 0
العمر : 34
أحكام عشرة ذي الحجة PZf90123
الساعة الان :

بطاقة الشخصية
>لعب الادوار: >لعب الادوار

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأربعاء يونيو 06, 2012 9:02 pm

ومن
جملة الأعمال التي تفعل في العشر:



صــلاة الـعـيـد


وقد
قال بوجوبها جمع من أهل العلم، منهم: شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم
والشوكاني وغيرهم، وقد لازم النبي
r الصلاة في
العيدين ولم يتركها أبداً، وأمر الناس بالخروج إليها حتى أمر النساء العوائق وذوات
الخدور والحيض، غير أن الحيض يعتزلن الصلاة وهذا مما يؤكد على استحبابها أو وجوبها
والراجح: وجوبها.



أخي الحبيب.... اعلم ... أن العيد من خصائص هذه
الأمة، ومن أعلام الدين الظاهرة وهو من شعائر الإسلام، فعليك بالعناية بها
وتعظيمها:
{ذَلِكَ
وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }
(الحج:32 )





وقفات سريعة مع آداب
وأحكام العيد


1ـ الاغتسال والتطيب للرجال:


لما
ثبت عن ابن عمرـ رضي الله عنهما ـ:
أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه (الموطأ)


ولبس
أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق للحية.



ـ
أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، فلا يصح أن تذهب
لطاعة الله والصلاة وهي متلبسة بمعصية الله من تبرج وسفور وتطيب أمام الرجال.



ـ وكان النبي r لا يطعم
حتى يرجع فيأكل من أضحيته.






2ـ الـتـكـبـيـر:


يشرع
التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من شهر ذي
الحجة،
قال
تعالى:
{وَاذْكُرُواْ
اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ }
(البقرة:203)


وصفته:


أ
ـ الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً
(عن سلمان t بسند
صحيح عند عبد الرزاق)



ب
ـ الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله اكبر، الله أكبر ولله الحمد
(عن
ابن مسعود
t عند ابن
أبي شيبة)



جـ
ـ الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله
الحمد
(عند ابن أبي شيبة)


د
ـ الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما
هدانا



(البيهقي عن ابن
عباس ـ رضي الله عنهما ـ )






3ـ الذهاب
إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسّر:



لما ثبت في سنن ابن ماجة بسند صحيح عن
ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال:



"كان رسول الله
يخرج إلى العيد ماشياً ويرجع ماشياً"



والسنة الصلاة في مصلي العيد
إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً، فيصلى في المسجد لفعل الرسول
r .


وكان النبي إذا انتهى إلى المصلى
أخذ في الصلاة بغير أذان ولا إقامة ولا قول: الصلاة جامعة.






4ـ الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة:


الذي
رجحه المحققـون من العلمـاء:
كشيخ الإسـلام ابن تيمية،
وتلميذه ابن القيم، والشوكـاني، أن صلاة العيد واجبة
لقوله
تعالي:
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } (الكوثر:2) ولا
تسقط إلا بعذر شرعي، والنسـاء يشهـدون العيد مع المسلميـن حتى الحيِّض والعوائق
ويعتزلن الحيض المصلى



لما
ثبت في الصحيحين من حديث أم عطية ـ رضي الله عنها ـ:



"كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد، حتى نخرج البِكر من خدرها، حتى نخرج
الحيض، فيكنّ خلف الناس، فيكبرنّ بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم
وطهرته"
.





مخـالفة الطريـق:


ويستحب
لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق، وترجع من طريق آخر لفعل النبي
r ذلك والحديث
في البخاري من حديث جابر
t قال:



" كان النبي r إذا كان يوم العيد خالف الطريق".





6ـ الـتـهـنـئـة:


كان
أصحاب النبي
r
إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض:
تقبل
الله منا ومنك




(عن جبير بن نوقيل بسند
حسن).



7ـ صفة الصلاة:


لم يثبت لصلاة العيد سنة قبلها ولا بعدها، وكان
يبدأ بالصلاة قبل الخطبة فيصلي ركعتين: يكبر في الأولى سبع تكبيرات متوالية سوى
تكبيرة الافتتاح وتكبيرة الركوع، وفي الثانية خمس تكبيرات متوالية سوى تكبيرة
القيام وتكبيرة الركوع



وكان
ابن مسعود يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي
r بين التكبيرات، ويقول كما عند البيهقي بسند
حسن بين كل تكبيرتين: حمد لله
U وثناء على الله .


وكان
النبي
r
يقرأ في ركعتي العيد بعد فاتحة الكتاب:

وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ }
و{اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ }
أو{سَبِّحِ
اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى }
و{
الْغَاشِيَةِ }



احذر هذه
الأمور في العيد:



1ـ صوم يوم
العيد ( أول يوم ) سواء النذر والكفارة والتطوع والقضاء:



وذلك لما ورد في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري t:


أن رسول الله r نهى
عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم النحر"






2ـ اللهو أيام العيد بالمحرمات:


كسماع الغناء، ومشاهدة
الأفلام، واختلاط الرجال والنساء اللاتي لسن من المحارم... وغير ذلك من المنكرات.



ومما يغفل عنه البعض،
ويجب التنبيه عليه أن يوم النحر(يوم العيد) أعظم وأفضل الأيام عند الله
U


كما جاء في الحديث الذي أخرجه أبو داود أن النبي r قال:


" إن أعظم الأيام عند الله: يوم
النحر"



فلا ينبغي
أن نحارب الله في هذا اليوم العظيم بالمعاصي والذنوب بدعوى أنه يوم عيد.






يقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين:


على المسلم
الحرص على أداء صلاة العيد حيث تُصَلّى وحضور الخطبة والاستفادة، وعليه معرفة
الحكمة من شرعية هذا العيد ( إنه يوم شكر وعمل بر، فلا يجعله يوم أشر وبطر، ولا
يجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات: كالأغاني والملاهي والمسكرات... ونحوها مما
قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر.






3ـ الإســراف
والتبذيـر:



نعلم أن
أيام العيد أيام أكل وشرب



كما جاء في الحديث الذي أخرجه أبو داود بسند صحيح أن
النبي
r قال:


" يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام
التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب"




(صحيح سنن أبي داود:2114)



لكن الأكل والشرب يكون بلا إسراف أو تبذير، كما قال
الرب الجليل
I:


{وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ
لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }
(الأعراف:31)


فالإسراف والتبذير لا مصلحة فيه ولا فائدة منه


4ـ ولا يجوز
الذهاب إلى المقابر يوم العيد:



فإنه يوم فرح وسرور
وأكل وشرب وذكر الله تعالي .



لا تنس أخي
الحبيب...

أن تحرص على أعمال البر والخير: من صلة الأرحام، وزيارة الأقارب، وترك التباغض
والحسد والكراهية، وتطهير القلب منها، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام
ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم.



وتتمة
للفـائدة هنـاك أحـاديث غير صحيحة منتشرة بين العـوام



ينبغي
التنبيه عليها منها:ـ



1. " من أحيا
الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة
الفطر"
"لا يصح" ( فيض القدير: 6/39).





2. " من أحيا
ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".



"حديث مضطرب الإسناد وفيه متهم بالوضع" ( فيض القدير: 6/39)





3. " من قام
ليلتي العيدين محتسباً لله، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب"



"إسناده ضعيف" ( تخريج الأحياء 1/557 محقق دار الحديث )



وقال
الألباني:
"موضوع" (
ضعيف ابن ماجة صـ 138)






4. " من السُّنة
اثنتا عشرة ركعة بعد عيد الفطر، وست ركعات بعد عيد الأضحى"



"لا أصل
له"
( الفوائد المجموعة صـ 52)





5. "
من صلى ليلة النحر ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب خمس عشرة مرة، وقل هو
الله أحد خمس عشرة مرة، وقل أعوذ برب الفلق خمسة عشرة مرة، وقل أعوذ برب الناس خمس
عشرة مرة، فإذا سلم قرأ آية الكرسي ثلاث مرات، ويستغفر الله خمس عشرة مرة، جعل
الله اسمه في أصحاب الجنة وغفر له ذنوب السر والعلانية وكتب له بكل آية قرأها حجة
وعمرة وكأنما أعتق ستين من ولد إسماعيل، فإن مات بينه وبين الجمعة الأخرى مات
شهيداً)
"موضوع"




( تنزيه الشريعة 2/96- الآثار المرفوعة ص 89)







ومما
يفعل أيضاً في هذه الأيام العشر:



ذبـح الأضـحـيـة
وتـوزيـعـهــا
([1])


وقد
دل علي مشروعية الأضحية قوله تعالي:
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } (الكوثر:2)


وأخرج الإمام أحمد والترمذي عن عبد الله
بن عمرـ رضي الله عنهما ـ أنه قال:



قام النبي r
بالمدينة عشر سنين يضحي.



وأخرج البخاري ومسلم: " أن
النبي
r ضحي بكبشين
أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمي وكبر ووضع رجله على صفاحهما"






فالأضحية سنة مؤكدة عن أهل كل بيت مسلم قدر
أهله عليها، والقول بسنيتها واستحبابها هو قول جمهور العلماء ـ رحمهم الله ـ، وسلوك
سبيل الاحتياط أن لا يدعها المسلم مع القدرة عليها لما فيها من تعظيم الله وذكره
وبراءة الذمة.



ولذلك قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ كما
في زاد المعاد:



وكان
r لا يدع الأضحية، وكان
يضحي بكبشين وكان ينحرهما بعد صلاة العيد وأخبر أن من ذبح قبل الصلاة فليس من
النسك في شيء وإنما هو لحم قدمه لأهله ـ كما ورد ذلك عنه في الصحيحين
فقد أخرج عند البخاري ومسلم أن
النبي
r قال:


" من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها، ومن لم يذبح فليذبح"


وأيام
الذبح:

يوم النحر وثلاثة أيام بعده كما قال بذلك بعض أهل العلم ودليلهم:ـ



ما أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني عن النبي r:


"كل أيام التشريق ذبح".


وهناك
فريق من أهل العلم ذهبوا إلى أن أيام الذبح هي:
يوم النحر، ويومين
بعده (وهو الأحوط)


















ـ
وكـان من هديه
r اختيار
الأضحية واستحسانها وسلامتها من العيوب.



ـ
وكـان من هديـه
r أن يضحـي
بالمُصلَّى، (ولا حرج أن يُضَحِّي الإنسـان في أي مكـان)، وأمر الناس إذا ذبحوا أن
يحسنوا الذبح.



ـ
وكان من هديه
r أن الشاة
تجزئ عن الرجل وأهل بيته ولو كثر عددهم.






ما
يُجْتَنَب لمن أراد الأضحية:



وإذا
أراد أحدٌ أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة، فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره
أو جلده حتى يذبح أضحيته.



وذلك لما أخرجه مسلم من حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي r قال:


" إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره
شيئاً. "



وإذا
نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته ولا أثم عليه فيما أخذه قبل
النية .



وهذا
الحكم خاص بمن يضحي، أما المضَحّي عنه فلا يتعلق به.



وإذا
أخذ من يريـد الأضحية شيئاً من شعره أو ظفره أو بشرته، فعليه أن يتـوب إلى الله
تعالي ولا يعود ولا كفارة عليه ولا يمنعه ذلك عن الأضحية .



وإذا
أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج
إلى أخذه بعذر فلا شيء عليه، مثل أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصه، أو أن ينزل الشعر في
عينيه فيزيله أو يحتاج إلى قَصِّه لمداواة جرح... أو نحوه.
(ابن عثيمين)


وقال ابن جبرين ـ رحمه الله ـ:


ولا
بأس بغسل الرأس ودعكه ولو سقط منه شيء من الشعر.





















نـداء:


يا
مَن طلع فجر شيبه بعد بلوغ الأربعين، ويا من مضى عليه بعد ذلك عشر سنين حتى بلغ
الخمسين، يا مَن هو في معترك المنايا ما بين الستين والسبعين، ماذا تنتظر بعد هذا الخبر إلا أن يأتيك اليقين، يا مَن
ذنوبه أغرقته، أما تستحي من الكرام الكاتبين، أم أنت ممن يكذب يوم الدين .



يا
مِن ظُلْمة قلبه كالليل إذا يسرى، أما آن لقلبك أن يستنير أو يلين، هيا تعرض
لنفحات مولاك في هذا العشر. فإن لله نفحات يصيب بها من يشاء، فمن أصابته سعد بها
آخر الدهر.






عباد
الله ...

هذه الأيام مطايا فأين العدة قبل المنايا ؟ أين العزائم؟ أرضيتم بالدنايا، قضية
الزمان ليست كالقضايا، فراعي فيها السلامة .






يا
مريض القلب...
قف بباب الطبيب، لُذْ بالجناب ذليلاً وقف على الباب طويلاً،
واتخذ في هذا العشر سبيلاً، واجعل جناب التوبة مقيلاً. واجتهد في الخير تجد ثواباً
جزيلاً.





قل في الأسحـار
أنا تـائب

ناد في الدجى قد
قدم الغائب






واعلم
أخي الحبيب...



إن
هذه المنح والعطايا والعبادات رزق يرزقه الله لمن يشاء من عباده، وهم الذين طهرت
قلوبهم على الإيمان بالله، واستقامت أبدانهم على متابعة رسول الله
r وأحبوا
طاعة الله فأكرمهم الله تعالي بفضله.



وهناك
صنف من الناس أهانهم الله بعدله:
{وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ
مِن مُّكْرِمٍ }
(الحج:18)


فأُحذِّر
نفسي وإياكم أن نكون من هذا الصنف.



اللهم
أكْرِمنا ولا تهنَّا.. وأعطنا ولا تحرمنا.. وانصرنا ولا تنصر علينا.. واهدنا ويسِّر
الهُدى إلينا



واغفر لنا ولآبائنا وللمسلمين أجمعين..


وبلغنا هذه الأيام المباركة لأعوام
عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن سالمين غانمين، واجعلنا فيها من الطائعين .. وأسألُ الله أن يتقبل منا
ومنكم صالح الأعمال.



اللهم إن الفضل منك ابتداءً والحمد لك
انتهاءً على ما وفقتنا وهديتنا.. أنت ولينا في الدنيا والآخرة. أحينا طيبين وتوفنا
مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين،




واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين.



وبعد...


فهذا آخر ما تيسر جمعه في هذه الرسالة


نسأل الله أن يكتب لها القبول، وأن
يتقبلها منا بقبول حسن، كما أسأله سبحانه أن ينفع بها مؤلفها وقارئها ومن أعان علي
إخراجها ونشرها......إنه ولي ذلك والقادر عليه.



هذا وما كان فيها من صواب فمن الله وحده،
وما كان من سهو أو خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وهذا
بشأن أي عمل بشري يعتريه الخطأ والصواب، فإن كان صواباً فادع لي بالقبول والتوفيق،
وإن كان ثمّ خطأ فاستغفر لي





وإن
وجدت العيب فسد الخللا

جلّ
من لا عيب فيه وعلا



فاللهم اجعل عملي كله صالحاً ولوجهك
خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه نصيب



والحمد
لله الذي بنعمته تتم الصالحات.



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل
الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



هذا
والله تعالى أعلى وأعلم .........



سبحانك
اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك












[1])) هناك
رسالة للمؤلف بعنوان (الجامع لأحكام الأضحية) على نفس الموقع (صيدُ الفوائد)، نسأل
الله أن يبارك في القائمين عليه..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الحمولة
عضو نشيط



تاريخ التسجيل : 01/06/2012
تاريخ الميلاد : 29/06/1989
انثى
عدد || مسآهمآتي: : 250
نقاط : 250
التقيم : 10
العمر : 35
•MMS •|:
الساعة الان :

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالأحد يونيو 10, 2012 6:03 am

يعطيك العافية علي الطرح القيم والرائع والمهم
جزاك الله كل خير وجعلة الله في ميزان حساناتك يوم القيامة
دمت بحفظ الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كيفي عنيده
عضو نشيط



تاريخ التسجيل : 30/06/2012
عدد || مسآهمآتي: : 250
نقاط : 250
التقيم : 10
•MMS •|:
الساعة الان :

أحكام عشرة ذي الحجة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحكام عشرة ذي الحجة   أحكام عشرة ذي الحجة Emptyالجمعة يوليو 06, 2012 3:19 am

شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحكام عشرة ذي الحجة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحكام العشــر من ذي الحجــة ـ والأضحية ـ والعيد
»  جداول عشر ذي الحجة ..
» ليبي مدرباً لغوانغزهو الصيني مقابل عشرة ملايين يورو

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابيان  :: منتديات أبيان الأسلامية .. .منتدى ابيان :: ابيان الاسلامي. .منتدى ابيان-
انتقل الى:  
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط مضايف العكيدات على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى ابيان على موقع حفض الصفحات
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تصويت
مواقع صديقة
Like/Tweet/+1