العنوان ... الهدية التي نريد
غالية عبدالله محمد - الشارقة
الهدية رمز المحبة والمودة ..
والألفة والإخاء ..
وهي أمر معنوي تتجسد في كلام طيب أو بهدية يلمسها اللامسون من الأصدقاء والأحباب .
وفيها تجسيد كبير لقول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم
( تهادوا تحابوا ) حرصا منه صلى الله عليه وسلم لإشاعة الألفة والمحبة بين الناس .. بأي هدية كانت صغيرة أو كبيرة ..
غالية أو رخيصة ..
وتظل الهدية رمز للمحبة ..
ولكن الأعراف التي أصبحت تحكم سلوك الكثير منا غيرت وبدلت أثر الهدية في نفوس البعض منا .. صحيح أن ( العرف ) كما يقول العلماء محكم أي أن على المسلم والمسلمة ، مراعاة أعراف مكانهما وزمانهما .. ولكن ليس صحيحاً أن تنطلق الأعراف على حساب الضوابط الشرعية فالشرع في الإسلام فوق كل الأعراف والعادات والتقاليد ..ولا ينبغي أن نجعل العرف المحكم الأول لسلوكياتنا ...ومهما كانت هذه العادات سائدة ومنتشرة ..
تأملوا معي ، حين نقوم بزيارة لأحد المرضى عافنا الله وإياكم في إحدى المستشفيات .. نرى الزائرون والزائرون يتوجون زياراتهم بالهدايا منها المغلف ومنها المكشوف وأغلب المغلف علب حلوى وأغلب المكشوف باقات ورد ..
ولن يستطيع أحد منا أن يطلب الهدية على مزاجه ..
وكثير من الزيارات التي نقوم بها مع الأهل والأصدقاء تختلف المناسبة وتظل الهدية هي عائق البعض منا .. مما تكون سبب رئيسي لتأجيل بعض الزيارات ..
المناسبات متعددة والهدية واحدة فمثلاً : زيارة لصديقة تزوجت أو رزقت بمولود، أو انتقلت لمنزل جديد ، وأخرى نجحت في الدراسة ، وأخرى أتت من السفر وأخرى خرجت من المستشفى ، وأخرى رزقت بمولود ثاني ، وأخرى حصلت على ترقية في عملها ، وغيرها كثير ...
فماذا نفعل إذا :
- لا ينبغي أن نكلف أنفسنا فوق طاقتنا وان ندفع مبلغ مالي كبير جدا ونحن لا نملكه ، وأرى أن تكون الهدية بطاقة كتب عليها عبارة خارجة من قلب يفيض بالمحبة والإخلاص أبلغ في الأثر من هدية تخرج من جيب يغيض بالديون .. نعم ينبغي أن نحافظ على عرف الهدايا ولكن بالضابط الشرعي .
- ينبغي أن يدرك المهدى إلية أن الناس تتفاوت في هداياها ربما بسبب إمكانياتهم المادية ، فينبغي أن نعرف ذلك جيداً .
- ينبغي أن تجتهد من تنوي الهدية أن تكون الهدية نافعة ومفيدة .. فلماذا دائماً تحكمنا تصرفات الآخرين فلانه قدمت حلوى أو باقة ورد دعنا نقدم نفسها (ونخلص )
ففي السوق هدايا كثيرة ومتنوعة فمثلا : قطعة قماش أو زجاجة عطر أم حاجة تستفيد منها سواء كانت تحفة أو غرض تستفيد منه في منزلها .
فهناك كثير من الهدايا ممكن أن نقدمها ولا نلتزم بالمناسبة فمثلا إذا رزقت إحدى الأخوات بمولود لا ينبغي أن ألزم نفسي بهدية للمولود الجديد فالكل يجلب عربات وألعاب للطفل لماذا لا أكون متميزة في هديتي وأجلب للأم هدية تستفيد منها .. ينبغي أن اركز في هديتي أن تكون مفيدة ..فعلى سبيل المثال باقات الورد صحيح أن لها معنى جميل وفيها رائحة طيبة ولكن لا يدوم أكثر من عدد أصابعنا ثم نرميه .. لذلك ينبغي أن نختار هدية تفيد المهدي إلية فأين نحن عن سيد الهدايا الكتاب والشريط الإسلامي المفيد ..
كم أتمنى أن تسود هذه الهدية عند كثير من الناس ، ولا نستهين بها أبداً .. فائدتها كبيرة وأثرها يدوم .. صحيح أن قيمتها قليلة ولكن عند الآخرين قيمتها أحسن من هدية تبلغ مئات الدراهم ..
فهلا حرصنا جميعاً على انتقاء سيد الهدايا ..
وهنا أحب أن أشير إلى بعض القضايا المتعلقة بالهدية :
كثيرة هي الزيارات والمناسبات فمثلا تجتمع الصديقات كل أسبوع في بيت إحدى الصديقات فليس معنى ذلك كل يوم نزور فيه صديقتنا نجلب لها هدية ، هذا ليس يا أخواتي من البخل أو عدم الذوق لا بل لابد أن يكون لهديتنا مناسبة حتى يكون لها قيمة وأثر ، جميل كذلك أن تكون لنا هدية جماعية فبدل أن يكون لكل واحدة منا هدية يشترك الجميع بهدية قيمة مفيدة ...
فهل حرصنا جميعا على انتقاء هدايانا وخططنا
ما هو هدف الهدية التي نهديها للأخرين ؟
هل اسقاط واجب ؟
أم انتفاع وفائدة ؟
و بعد قرأت هذه السطور ماذا يا ترى سيكون رأيك في الهدية وأي نوع ستختارين ؟
وهل أنت بالفعل ممن يختار هديته على حسب مستوى الإنسان أم على حسب علاقتك الطيبة مع الناس ؟
أم على حسب قيمة الإنسان نفسه ؟
أسئلة كثيرة نتمنى الاجابة عليها بينك وبين نفسك ..
حتى نصل الى نتيجة نستطيع بعدها أن نختار هدايانا بحكمة وتخطيط ..