بين الحولة والسويد»؟

بين الحولة والسويد»؟

on 5 يونيو, 2012 9:07 ص in مقالات منقولة / لا يوجد أي تعليق

بين الحولة والسويد»؟ %D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D9%84%D8%A91-554x308

بين الحولة والسويد»؟ %D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D9%84%D8%A91-554x308

سقطت مجموعة من أطفال السويد فجأةً معاً في مكان عام. كُتب على شريط الفيديو الذي تناقلته المواقع الإلكترونية مؤخراً عبارة “أطفال السويد يُسقطون أنفسهم ليلفتوا أنظار العالم إلى أطفال سوريا”. كنت قد ابتعدت عن متابعة سوريا منذ زمن. منذ سقوط الطفل الأول. أردت أن أشرب الماء دون أن أصاب بعسر هضم. أردت أن أنام دون كوابيس أرى فيها ناساً يؤكلون ويُمثل بجثثهم. أردت أن أكون إنساناً طبيعياً، إنساناً عادياً، يستيقظ صباحاً ويتأمل في نور الشمس، يتلذذ بقهوته الصباحية، يذهب إلى عمله، ويجتمع مع أصحابه على الغداء، ويتبادل معهم آخر “النكات”، وأقصى ما يتذمر منه شمس حارقة، وزحمة سير، وأغراض لا يجيد ترتيبها. أطفال السويد لم يسمحوا لي بذلك. مشوا جماعات وسقطوا في مكان عام فجأة بأوضاع جثث ميتة، وقالوا إنهم يفعلون ذلك لأجل أطفال الحولة في سوريا. ماذا حصل لأطفال الحولة، وأين هي هذه الحولة؟ أكاد أجزم أن كثيراً من السوريين أنفسهم لم يسمعوا بها من قبل، فكيف وصلت أخبارها لأقصى الأرض، لأرض البرد والصقيع والليل الطويل؟. فتحت نشرات الأخبار، رأيت لقطة سريعة، وأغمضت عيني. لكن كانت كافيه؛ لأن يقع قلبي تحت الأرض، لازلت للآن أبحث عنه. قالوا كانوا مكبلين، وأجهزوا عليهم فراداً. فسقطت أذني، ولم أعد أسمع شيئاً. وحين طال ذهولي خشيت أن أتحول لتمثال شمع، فقلت سأشرب قهوة. وحين أعددتها ووضعتها أمامي لم أجد يدي لتحملها، يدي لم تعد إلي. ذهبت لتمسك بالريموت كونترول وتتجول بين القنوات الإخبارية مجدداً، أريد خبراً أكيداً، أنه لم يكن فردياً، ولم يكن تكبيلاً، إنه كان فقط قصفاً!. جلس دبلوماسيّ بهدوء، يرتدي بدلة مرتبة ومكوية، ووجد ما يكفي من الثبات ليرتدي ربطة عنق، قال برصانة “كان قصفاً”. فاسترخيت.
كان فقط قصفاً. لم يروا وجه قاتلهم، لم يروا السكين. كانوا نياماً، أقنعت نفسي، بأنهم كانوا نياماً، قلت مراراً بصوت مسموع: “كانوا نياماً. وفقط لم يستيقظوا. هذا ما حصل بالضبط. مجرد نوم طويل لم يستيقظوا منه”. أقنعت نفسي بأن هذا ما حصل بالضبط، لكي أنام. ولا تشتغل الخيالات بمخي. مخي الذي أمقته، يتفنن في التخيل، أُسميه “هتشكوك” فلو كان مخي شخصاً لصار مخرجاً سينمائياً لأفلام رعب. لكن مخي يقبع في رأسي مثل خادمة عجوز تقضي الوقت بقص حكايات مقززة لتلفت الانتباه.
كنت سأتساءل وسأقبَل باطن قدم العالم لكي يتدخل وينقذ أطفال سوريا. كنت سأتفاءل وأناشد وأقبّل الرؤوس والأيدي والأقدام وأتوسل لكي ينقذ العالم أطفال سوريا. ثم تذكرت أطفال فلسطين، والعراق، ولبنان، و و و و، فتمالكت قبلاتي وقررت الاحتفاظ بها لكائن فضائي يهبط يوماً في طبق طائر ويستحقها. .
مريم سعيد

موضوع في قمة الروعه

لطالما كانت مواضيعك متميزة

لا عدمنا التميز و روعة الاختيار

دمت لنا ودام تالقك الدائم

طرح راقي
ومجهود مميز كالعاده
يعطيك الف عافيه يالغلا
سارقب نزف قلمك الرائع بكل شوق
لك مني احترامي وودي

» SMC حلب سيف الدولة الهتاف من أجل شهداء الحولة
» سورية: 90 قتيلاً بينهم 25 طفلاً في قصف الحولة المصدر: دمشق - أ ف ب التاريخ:
» الأمم المتحدة: «الشبيحة» أعدموا معظم ضحايا الحولة on 30 مايو, 2012 7:55 ص i

بين الحولة والسويد»؟

الوصول السريع

الوصول السريع