استنتاجات التقرير الأولي للجنة التحقيق بمجزرة الحولة: ضحايا المجزرة من عائلات مسالمة رفضت الوقوف ضد الدولة وحمل السلاح وكانت على خلاف مع المجموعات الإرهابية المسلحة
منذ أسبوع 08:27
سوريا اليوم - سانا أكدت استنتاجات التقرير الأولى الصادر عن لجنة التحقيق القضائية المكلفة التحقيق في مجزرة الحولة أن جميع ضحايا المجزرة كانوا من عائلات مسالمة رفضت الوقوف ضد الدولة ولم تقم يوما بالتظاهر أو حمل السلاح وكانوا على خلاف مع المجموعات الإرهابية المسلحة وأن الضحايا قتلوا بأسلحة نارية من مسافة قريبة وأدوات حادة وليس عن طريق القصف.
وبينت الاستنتاجات الأولية أن المجموعات الإرهابية المسلحة التي تجمعت في الحولة قامت بتصفية الضحايا خلال الهجوم على قوات حفظ النظام التي لم تدخل المنطقة التي وقعت المجزرة فيها وأن عددا كبيرا من الجثث يعود للإرهابيين الذين قتلوا في الاشتباك مع قوات حفظ النظام.
وقال العميد الركن قاسم جمال سليمان رئيس لجنة التحقيق في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية اليوم إن التحقيق أولي والنتائج الصادرة عنه أولية لأنه مازال مستمرا وقد تم وضع وزارة الخارجية بكل المعطيات والتفاصيل مع الحرص على سلامة الشهود والأدلة.
وأضاف سليمان إن لجنة التحقيق تشكلت بناء على توجيهات القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بالأمر الإداري رقم 42 تاريخ 28/5/2012 والأساس الذي استندت عليه في تحقيقها هو إفادات شهود العيان التي يمكن التأكد منها بشكل مباشر وهي متاحة من قبل أشخاص معنيين مباشرين شهدوا هول هذه المجزرة المروعة وسيظهر قسم منهم فقط على شاشات وسائل الإعلام كما استند التقرير الأولي الى دلائل ووقائع لها علاقة بالهجوم المسلح الذي تعرضت له قوات حفظ النظام في البلدة.
وأوضح رئيس لجنة التحقيق أن خمس نقاط لقوات حفظ النظام تتمركز في منطقة الحولة وكان هدف العملية المسلحة التي طالت المنطقة إلغاء وجود الدولة بالكامل لتحويلها إلى منطقة خارجة عن سيطرتها.
وأشار سليمان إلى أن المسلحين تجمعوا من داخل القرية بعد صلاة الجمعة وبدؤوا بهجوم متزامن مدعوم من مسلحين آخرين يتراوح عددهم بين 600 إلى 800 مسلح أتوا من مناطق مجاورة بالتنسيق مع مسلحي المنطقة وهي الرستن والسعن وبرجقاعي والسمعلين وأماكن أخرى وتم استخدام كل الأسلحة الثقيلة من مدافع هاون ورشاشات وصواريخ مضادة للدروع بكل أنواعها وتركزت على نقطتين لقوات حفظ النظام هما الهدف الأساسي للهجوم المبيت النقطة الأولى عند مدخل بلدة تل دو ويسمونها القوس والنقطة الثانية عند دوار الساعة.
وقال سليمان إن المجموعات المسلحة التي أتت من خارج البلدة قامت وبشكل متزامن بتصفية عائلات مسالمة خلال حدوث الهجوم على نقاط قوات حفظ النظام.
ولفت سليمان إلى أن المكان الذي ارتكبت فيه المجزرة يقع في منطقة فيها المجموعات الإرهابية المسلحة ولم تدخلها عناصر حفظ النظام قبل المجزرة ولا بعدها وهي بعيدة عن مكان تمركز حواجز قوات حفظ النظام ومن خلال سير الأعمال القتالية بين عناصر قوات حفظ النظام والمجموعات الإرهابية المسلحة لم تغادر عناصر قوات حفظ النظام مكان تمركزها بل دافعت عن نفسها ضد المجموعات الإرهابية من أماكنها وهو أمر يمكن التأكد منه من خلال عرض صور الضحايا التي بثت على القنوات الفضائية التي تبين أن سبب المجزرة ناجم عن مرام نارية من مسافة قريبة واستخدام الأدوات الحادة ولم يكن ناجما عن قصف مدفعي لأنه لم يظهر على جثث الضحايا آثار هرس أو حرق أو أي آثار لأنقاض أبنية ولا يوجد ضياع مادي في أجسام الضحايا ناجم عن شظايا القصف المدفعي وهذا يعني أن ما حصل هو تصفية مباشرة.
وقال سليمان إن المعلومات الأولية تؤكد أن المجموعات المسلحة نصبت في محيط بلدة تل دو خمسة مدافع هاون موزعة داخل وخارج البلدة لاستهداف قوات حفظ النظام في حال دخولها البلدة ولوحظ أن عددا كبيرا من الضحايا هم من الأطفال وأن قتل هؤلاء الأطفال لا يحقق غاية لعناصر قوات حفظ النظام والدولة بل يحقق غاية وهدفا للمجموعات الإرهابية المسلحة لتأجيج الفتنة وبث الخلافات وتقويض وحدة الوطن وهذا ضد مصلحة الدولة والجيش.
وأكد رئيس لجنة التحقيق أن التدقيق والإفادات المباشرة من داخل المنطقة المذكورة تبين أن ضحايا المجزرة جميعهم من عائلات مسالمة رفضت الوقوف ضد الدولة ولم تقم يوما بالتظاهر أو حمل السلاح وكانت على خلاف مع المجموعات الإرهابية المسلحة ما يؤكد وجود مصلحة وهدف لهذه المجموعات بقتلهم بغية استجلاب التدخل الإنساني والعسكري ضد البلاد بأي شكل كان ومن جانب آخر التخلص من عبء قد ينقل عدوى الاحتكام للعقل ومصلحة استقرار البلاد للآخرين في المنطقة نفسها.
وأشار سليمان إلى أن الهدف الأول للمجزرة كان أقارب عضو مجلس الشعب عبد المعطي مشلب حيث كان المطلوب الانتقام منه وتم ذلك بالفعل قبل أن تخرج الأمور عن المخطط المرسوم من قبلهم وتتجه نحو توسيع المجزرة لتشمل عائلات أخرى.
ولفت سليمان إلى أنه وفي ظل الوجود الكثيف للمسلحين في تلك المنطقة منذ فترة فإن من غير الممكن لأي مجموعة أن تدخلها إلا بمعرفتهم أو معرفة المجموعات التابعة لهم كما أن قسما من الجثث التي تم عرضها على أنها جزء من المجزرة هي جثث للمسلحين قتلوا خلال هجومهم على قوات حفظ النظام وهم من أماكن خارج البلدة.
وشدد سليمان على أن المجزرة المنفذة من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة تندرج ضمن المخطط والمشهد الذي يوحي للمجتمع الدولي بوجود بداية نشوب حرب أهلية في سورية تزامنا مع وصول كوفي عنان المبعوث الدولي إلى سورية نتيجة لإفلاسهم في استهدافها نظرا لتعاونها الجدي مع كل المبادرات البناءة.
من جهته قال الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين جهاد مقدسي "عندما يكتمل التحقيق ستقدم نتائجه إلى المجتمع الدولي" مضيفا "نحن أول من طلبنا من الجنرال مود رئيس بعثة المراقبين الذهاب إلى موقع الجريمة والاطلاع عليها، وهناك دوائر وغرف مظلمة تعمل على استهداف سورية ويودون خلق فتنة لكن النسيج السوري عصي على الاقتتال".
وأكد مقدسي أنهم يهدفون من خلال ارتكابهم الجرائم المتعددة في سورية إلى إحداث فتنة يبغضها جميع السوريين, لافتا إلى أنه من الغرابة أنه في الوقت الذي قدم به عنان إلى سورية قامت واشنطن والدول الغربية بطرد السفراء السوريين.
وأضاف مقدسي: "للأسف انتقل الأمين العام للأمم المتحدة من مهمته في حفظ السلام والأمن في العالم إلى مبشر بالحروب الأهلية".
وقال مقدسي "التواصل بيننا وبين فريق المراقبين الدوليين يومي ونبلغهم بكل المعطيات, ونحن في سورية نقوم بكل ما يترتب علينا من التزامات لكن الأطراف الإقليمية والمعارضة لا تريد تنفيذ التزاماتها إزاء خطة عنان".
وأكد مقدسي أن لقاء عنان مع السيد الرئيس بشار الأسد واقعي وبناء إزاء خطة النقاط الست.