قصيدة يا عمق الحاضر
. كانت تمتطي نعليها , تهرول في الشوارع الخضراء , تحت سقف السماء , التي تسكن على جانبيها .
. دهاليز الأنهار , و تدنو منها قلائد معمرة فوق الأشجار , ناهيك عن عطرها الريفيِّ الذي .
. انتشر في المكان , حيث لا ضجيج , لا غبار , لا وقود , و لا نار . ترتدي ما يرتديه الكبار , .
. ذاك الثوب لجدتها , و هذا الشال , كوب الماء , و آنية الصلصال , و مزهرية جففتها من .
. الفخار , تنحني برقتها لتقطف , ما تطرحه الأرض من عشب و ثمار , النعناع و لا بأس إن اختلط .
. عليها بالريحان , و الزهرة يانعة على رأس الخيار , يا روعة التناسق عنب يتأرجح بعنقوده , .
. هندسه أبدعها الغفار , ذات الأرض حبلى بالألوان . كدوار الشمس تدور كالنجمة تطرح .
. عذوية , تنثر سعادة , و ترسم ابتسامة على محياها , حيث لا يُتْمَ فمنها الحنان , اقتربوا يا .
. صغار , و أنتم بل أنت وحدك , فمن حولها منها زاغت الأبصار , جلستْ بدفء عند الباب خلف .
. السور أمام الدار , تشرب الشاي و تقبّل كسرة خبز كانت فوق موقد النار , و تبتسم للعتمة .
. كيف تسدل ستائرها , كضفائر بين الأكتاف , كأنها طفلة تدغدغها الأم لتضحك فيبتسم من هو .
. بالجوار , جاء الليل طويلاً , أغلقت الباب و النوافذ , و أشعلت عود الثقاب حيث شمعة العمر .
. الأخيرة التي تبكي باحتضار , اصطحبتها حيث نافذة الأيام التي مضت , و التي ستجيئ بالأفكار , و .
. برد الليل أتى بالريح التي أخذت تهزّ الأغصان , فيسقط مع أوراقها الخجولة عش , و فرخ طير .
. بللته الأمطار , اتكأت على الحافة بيت ضلوع النافذة . لتحيك بالنظر أحاسيسا , و رسما بين .
. النجوم تخط فيه قصة الأقدار , تسأل عمق الحاضر , أيقترب طيف الهوى فينتعش القلب و يأتي من .
. هو بالجوار ؟! و على هذا الحال , انتصف القمر خلف الغيوم التي تتراقص على وقع أهازيج .
. الرياح , التي أشعلت ضجة بالمكان , فأخذت تحوم و تدور تخطف الأجواء , و تلفح الوجوه , فحطمت .
. ما حطمت , و نثرت التراب كالغبار , و كأن هزّة أرضية جاءت بالانهيار , كل هذا عقبه الهدوء .
. الذي جاء بالخوف , فذهبت مسرعة لتجد عتمة حالكة البرودة , فارتطمت بمن وقف خلف الباب , .
. صرخت الآن ؟ فخرج من فيهِ سؤال أتى بالسكينة للإطمئنان , مختلط بسرعة القلب , و رعشة .
. البدن , و البخار , قالت : كنت في انتظار , هزّ رأسه قائلاً : إن الهوى الذي يجلب عاصفة .
. يأتي بالحب و يخلف الدمار ... .