قصيدة ضـرير الحـبِّ أبـصَـرْ
. أنا لا أشْتَهي في الحبِ مجنوناً
فلا ليلى أنا عفواً و لا أقدرْ .
. و لسْتُ البيدقَ المقتولَ عشْقاً
و لا بالشعّرِ جيّاداً كما عنترْ .
. و لا لُوَّنتُ أزهاري بعِطْرٍ
لفَنّانٍ ضَريرُ الحُّبِ أَبْصرْ .
. و لا شَيَّدتُ أهدابي لقَصْرٍ
فَقلْبي أرضُ حرٍّ لا لقَيْصَرْ .
. أنا ما جَفَّ قَلْبي فيك نبضاً
و لَمْ أَغزوكَ فكْراً لا أنا أُبْحِرْ .
. أما غَيَّرتَ تاريخاً بيوْمٍ
و ميلادي و حبّاً فيكَ ما غُيِّرْ !؟ .
. فيا طيْراً غدى خَلْفَ الضُّلوعِ
و طفّلاً راحَ فوقَ الغُصْنِ يُزْهرْ .
. و يا شوقاً على لحنِ الجُّذوعِ
رفيفُ الحزّنِ بالعينَيْنِ مبْهِرْ .
. أنا لا أشْتَهي إلا ربيعاً
بلوِّنِ الدِّفءَ يوماً فيكَ أخْضَرْ .
. و عنواناً عَلى ظَرْفٍ أنا فيهِ
و حِبْرٌ منْ دمٍ لا منكَ أكْثَرْ .
. و أن تحلو بجوفي شهرََ شهدٍ
فأيامي و عمري عنّك أقْصَرْ .
. و أغدو في الهوى غصْناً يعومُ
إذا ما هبَّ وجدٌ مالَ يذْكُر .
. فيا كرّاسةً لم تنطوي يوماً
مدادي فوقَ رسمِ الحرفِ أَحمَرْ .
. لتَبْكيني عيونُ الشَّمْعِ ليْلاً
إذا ما ذابَ في قَلْبي كَسُكَّرْ .
. فإِنْ ضاعَتْ ببحري دمْعَةٌ طافَتْ
على أمواجِ قلبي بسمةٌ أكْبرْ .
. و نامَتْ بينَ أحلامي حِكاياتٌ
تُغَنّيها بُحورُ الشوقِ للأسْطُرْ .
. عَليلٌ شاحِبٌ ليلي طَويلٌ
فَقيرٌ آفِلٌ إِنْ غَابَ يَومي دَهْر .
. ألا يا ساهراً لا طال عمري لا
و إن نامت عيوناً متُّ ليلي مرْ .
. و لا زادت سنيني زهرة ما لم
تكن فيها ربيعاً منعشاً يا عُمْر .
. يلوذُ العشق شوقاً بين أهدابي
و يحلو في عيوني دمعُ جرحٍ حر .
. أنا لا أشْتَهي إلا طُموحاً
يَزيدُ الحُّبَ حبّاً فيَّ يَكْبُرْ .