قصيدة عقوبة مشوار السفر
. عقوبة مشوار السفر
قبل الوداع قال:
لا تبتعدي لا تتأخري
لا تطيلي في السفر
و رأيتُ في عينيه
بريق دمع كان قد انهمر
و سمعتُ في صوته
زلزلة شوقٍ كان قد احتضر
قبل الوداع
لمستُ في يديه رجفة الاختناق
رعشةَ جسد كان قد انكسر
و احتضنتُ قلبه فسمعت ترانيم نبضه
الذي ضاعَ و كما الحديد انصهر
قبل الوداع
أخبرني عن الغربة
عن أيامِ المر و طعمها الأمر
أن الله معي و معه
فهو الكريم العادل المصوِّر
قبل الوداع
كان آخر اتفاقنا
الاحترام الإخلاص
الوفاء و الحب و صحبة القمر
و عند اقتراب السفر
حملتُ حقائبي
و ركبتُ القطار
جلستُ في مقعدي
و الدمع يملأ عيني
فأخذتْ الذكريات تقربني
و تبعدني
و في منتصف الطريق
شعرتُ بالضيق
لإحساسي بأني
نسيت ما قد نسيت
شيئا مهما تركت هناك
و جافيت
ساعات وساعات
بالبحث عنه قد عانيت
إلى أن وصلَ القطار
إلى المحطة الثانية
نزلتُ منه و ركبتُ قطار
آخر ليعود بي إلى المحطة الأولى
و ما أنْ وصلتُ حيثما كنت
علمتُ بأني قد نسيت و ما نسيت
نسيت قلبي بين ذراعيه
و روحي بين يديه
نسيت و ما نسيت حياتي
و عندما رأيته رمقني بعينيه
و أخبرني بأنني تأخرت عليه
فمزَّق قلبي وكسَّرَ قدميه
مات قلبي و قتلني بيديه .