قصيدة أنا و التفاحة
. أنا و التفاحة
عجباً لأَمرِ آدمَ وحواءَ في الدنيا
أَزعجهم أَمري فتسابقوا لسرقةِ التفاحةِ
وارتداء جلدِ الأفعى
وكلٌّ منهم ينظرُ للآخر من بعيد
و يحملُ كأْسهُ الغريقَ بالنبيذ
و سيفهُ المغطى بدماءِ العبيد
لا بل كل شهيد
و بسُكْرهم نسوا يومَ الوعيد
فَثَقُلَ عليهمُ الميزانَ
ومن شدَّةِ التعبِ، ناموا وقاموا
وأَطلقوا الشخيرَ العنيد
ناموا وقاموا
تقلبوا تارةً يساريين
وأُخرى لليمين
وأَخيراً كبْكِبوا
على أَفواههِم ظالمين
فأَحلامي أَرَّقتهم
فاستيقظوا فزعين
و بالبحثِ عن يوسفَ
في الدنيا كانوا عاقدين
ليفسرَ لهم الرؤيا
و الحلم اللعين
ليجدوني أَنا فقلتُ
آمينَ آمينَ
يا ربَّ العالمين..
أَنا الطفلُ الهرمُ ......؟!
تكسَّرتْ أَصابعي
من ثِقَلِ حَجري
و حرقتني نارُ اللجوءِ والغربة
و بكتْ عليَّ الشموعَ
وأَبْكَتني على نفسي الحرّة
فذبُلتْ أَزهارُ عمري
وعلى الخدِ قَطرة
وفي العينِ نَظرة
ملَّ مني أَيوبٌ وصبره
ضاقَ صدري
وتحطَّمَ قلبي لكنهُ
لم يفقدْ نبضه
اشتعل الرأَسُ شيباً
لتكويني وحدةً
في القلبِ كانت جمرة
وجدوني أَنا الطفلُ الهَرِم
لم أُعجبهم
فأَلقوا بي حيَّاً في بئرِ الثورة
و سرقوا من الذئبِ مكره
تركوني أَنزفُ الدَّمَ
أرتشفُ الهمَّ
وأُلملمُ أَشلائي
بحثاً عن نفسي
في بطن الأُمِ جفرا
تركوني وانصرفوا
ليجدوني من قومِ محمَّد
في حضنِ الأُمِ مريم
في صلبِ المسيح
وفي اليمِّ، وجدوني أَنا نعم …..
فِلَسْطينيُّ الثَّورةِ، و الكوفيَّةِ، والحجَرِ
فِلَسْطينيُّ الثَوبِ، و الوَشمِ ، والصبَرِ
فِلَسْطينيُّ الرَسمِ، والدَربِ، و الكِبَرِ
نعم أَنا
فِلَسْطينيُّ المَنْشَأ، و الملْجَأ، و الثَمرِ
فِلَسْطينيُّ الريفِ، والبَدْوِ، و الحَضَرِ
وجدوني أَنا نعم
فِلَسْطينيُّ النِّضالِ، و الجِهادِ، الثارِ
فِلَسْطينيُّ الموتِ، والشَّهادةِ، والاحتضار
فِلَسْطينيُّ القبَرِ، والتُرْبةِ، و الانتصار
فِلَسْطينيُّ الثَّرى، والثُّريا، و الانتظار
نعم أَنا
فِلَسْطينيُّ النَّظرةِ، والحريَّةِ، والسَّماءِ
فِلَسْطينيُّ القَهوَةِ، والتَمرَةِ، و الحِنّاءِ
فِلَسْطينيُّ الكَلِمةِ، و اللَهْجَةِ، والغِناءِ
وجدوني أَنا مَنْ أَمري أَزعَجَهُم
و حُلُمي أَرَّقَ نَومَهُم
نعم أَنا
فِلَسْطينيُّ المَهْدِ، واللَحْدِ، و الخُلودِ
فِلَسْطينيُّ الصَوْتِ، واللَحْنِ، والجُنودِ
فِلَسْطينيُّ القَلَمِ، واللُغَةِ، والحُدودِ
نعم أَنا
فِلَسْطينيُّ الجُرحِ، والدَّمِ، و المَجدِ
فِلَسْطينيُّ الدَّمعِ، والعزَّةِ، والوَعدِ
فِلَسطينيُّ القَسَمِ، والقُوَةِ، والعَهدِ
وجدوني أَنا لأَني
فِلَسطينيُّ القَلبِ، والحُبِ، والوَجدِ
فِلَسْطينيٌّ و اللهُ في الأعالي
سأَبقى مرفوعَ الرأْسِ
وعجباً لقومٍ أَغْضَبتهُم حرِّيتَي
فأَلبَسوني القيدَ
وللهِ أَنا الحُرُ العبد.... .