قصيدة في البداية كان
. في البداية كان
بدايةُ الألفِ ميل
كما قيل خُطوة
و أولُ الغيثِ قَطرة
و الشجرةُ تُخْلَقُ مِنْ بذرة
ثم تَطْرَحُ ثمرة
و في قلبي حباً بَدأَ بنظرة
و لمشواري قصةً كانت فكرة
إلى الأمامِ خطوةً لكن حذرة
و إلى اليسارِ عَثْرة
و على اليمينِ حُفرة
و في الخلفِ عِبْرة
و ما بدأَ بنظرةٍ
انتهى بِعَبرة
فالشرارةُ نارٌ توجدُ جَمرة
في البدايةِ
أَخبرني أن قلبي الأبيض
صاحِب الطيبة قَصرَه
أني بين الأشواكِ
أعذبَ و أعذبَ زَهرة
و أن عيوني العسليةَ
صاحبةِ أرقِ نَظرة
و أنها شمعة
تنيرُ ظلامهُ
و تشاركهُ الدمعة
أخبرني أن حبهُ
بين مدٍّ و جزرٍ
كالبحرِ إذا ما فاض
أغرقَ أَرضه
و أن قلبي على حبهِ
يعزفُ أروعَ نَبضه
أن حضنيَّ الرحبُ الواسعُ وَطنه
وقتَ شاءَ يَأوي إليه بلا تَذكرة
و متى كانَ معي
فلنْ يشعرَ بالغربة
أخبرني أني أجملُ
و أجملُ طفلة
و أنه العظيم
وراءَ أقوى إمرأه
و لن يكونَ صاحِبَ
النفوذ أو السيطرة
برجولة دقَّ على صدره
للوعد
بالحبِ و الوفاء
بالسعادةِ و الهناء
و أخبرني أني بئرٌ لسره
كان يخبرني
لكن كل شيء ذكره
كذبَه و أنكره
هدمَ قصره
و حرقَ أرضه
و هجرهَ وطنه
فكنتُ لوحةً لريشةِ رسام
قصيدةً لشاعرٍ ولهان
بندقيةً لجنديٍ مقدام
وأنشودةَ حبٍّ على لسان فنان
في البداية كان .