قصيدة نبضات وداع
. أنتَ صورة جميلة
جَمَعَتْ بهالزمان زماني
أنتَ مجموعةُ أشعارٍ
فنانُها من عالمٍ ثاني
رَسَمَها بحبرِ الزعفرانِ
حُروفها تَجْمَعُ ما بينَ الألوان
الريشةُ من ريشِ نعامٍ
ما مَضى عليها من العُمرِ ثواني
أنتَ يَنبوعٍ عَذبٌ
ذاب فيه رَحيقُ بُستاني
أظمأُ ويَتَيَبَسُ ريقي
وأنتَ تجري زاهداً في عروقي هاني
أنت نورٌ ساطعٌ
إسْتَقْبَلَتْهُ كُتْلَةُ دُخانِ
كُلَما إقْتَرَبْتُ مِنها إبْتَعدتْ
حتى تناهيت فيها تفاني
أنتَ ملاكٌ زار رحمِ إنسيةٍ
طَهَّرَهُ – ورحلَ عنهُ مُتَغاني
أنينُ قَلْبُكَ وَصَلَني نشيداً
أثْلَجَني – ورَفْرَفَتْ بِقَلْبيَّ المعاني
طَعَنْتَ بِسِهامِ ناظِرَيْكَ فُؤادِيَّ – كَرَّةً
وكَرَرْتَ على قلبيَّ بِهُنَّ طِعانِ
إن كُنْتَ قد أردتَ قتليَّ
فأجّْهِزْ عليَّ - ولا تتركني أُعاني
ضاقت بي روحي
والوجود أمسى لم يسع كياني
عذراً – وعِلمي أنني أُنادي حياً
فموتُكَ فيَّ قد أحياني
سلامي بعد ما كان سلامي
إن كُنْتُ جَنَيْتُ عليكَ – فأنْتَ عليَّ جاني
وَهْمَاً في القوم بِتْنا
وخَيالاً في العُرْفِ الأماني
ماذا أن تَعيشَ حراً ؟!
ويَحملُ الأهلُ التهاني
لو كانَ الأمْرُ مِنكَ سِراً
ما كانَ رَديُّ الفِعْلِ جاني
أقْبِضْ على نَفسِكَ فإني
ضِلْعٌ في مُثلثٍ ضِلعيهِ خِلاني
أحيا والموتُ لي رَفيقٌ
إن حَسِبوا شَيَّدوا لي قَصراً – فقبراً القَدَرُ فيه رماني
إيماني بالله أنتَ تَعْرِفُهُ
وبِرِيْ للوالدينِ بالجميلِ عِرفانِ
سَقِمْتُ وفي الفراشِ طالَ مهجعي
بعدَ ما كانَ وزادَ حَنينُكَ إيماني
أراني في زماني السجينُ حراً
قَلبيَّ المُكَبَّلُ بالحرمانِ
إن كُنْتَ قد إعْتَقَلْتُكَ سِراً
فقد جَعَلْتَ جَهراً من قَلْبِكَ أوطاني
لا تهنأ فيه غازيةِ
وحِمْلُ رأسي لها أكفانِ
أَصِيْحُ وفي صَيْحِي ضَعْفٌ
قد عانى من لهيبِ نِيراني
وداعاً وكُلي في اللهِ أملٌ
مُغَيِرُ الكونَ في ثوانِ
وداعاً لا أطالَ لِيْ وداعاً
ودَمْعَاتي تُعَانِقُ الوِجْنَتَانِ
كَفَانيْ ما أصَابنيْ كَفانيْ
كَفَانيْ وقد صِرْتُ هَشيماً كَفَاني .