قصيدة متهم في محكمة الحب
. يا قضاة الحب جئت اليوم أشكو
هم قلبي فالهوى قد صار دائي
قد رمتني في سجون الحب قهراً
عين من قالت لقلبي: أنت دائي
عين قلبي عندها صارت بشوقٍ
تستقي منها لأدوائي دوائي
هل حياتي دونها تبقى حياةً؟
أم يصير العمر رمزاً لاستيائي؟
قال قاضي الحب: إن تهوى الجنون
كن لها حباً أترضى بالبلاءِ؟
كيف ترضى بالبلاء من حبيبٍ؟
هل جنون الحب يرضى بالوَجاءِ؟
أم جنون الحب ينسيك الحياة
كي ترى فيه الهوى شمس الفضاءِ؟
هل حنين ذاك أم شوق دفينٌ؟
يجعل الأشواق دوماً في ارتقاءِ
يا حبيباً قد فدى محبوبه حقاً
فأعطى قلبهُ رهْنَ اللقاءِ
لا تدعْ إحساسك الراقي سبيلاً
أن تبيع القلب في سوقِ الوفاءِ
يا سفير الليل يا نجم الأعالي
يا شقيقَ الشمسِ من فرط العلاءِ
ذا فؤادٌ يرتجي منك الحنانَ
لا تدعني جيفةً ملقى الخلاءِ
قلبك الشاكي الذي أهملتهُ
آتٍ إلي اليوم يصبو لادعاءِ
في الهوى رامي ظلمت القلب دوماً
أُدميتْ عيناه من صنع البكاءِ
أنتَ شخصٌ مذنبٌ للقلب ظالم
تزرعُ الأحلامَ في عُرض السماءِ
كيفَ ترجو من وراء الحب قلباً؟
لا يردُّ القلب يوماً من لقاءِ
ما نسمي ذاك قل رامي لنا؟
هل جنون الحبِّ أم شخصٌ مرائي؟
اعترف بالذنب لا تكذب علينا …
هل مدانٌ أنت ترضى بالقضاءِ؟
أو ستبقى في مراءٍ تائهاً أم
قد ظننتَ الحكم يفضي لابتراءِ؟
قلتُ: يا قاضي الهوى أنت الوحيدُ
من يجيب النفس إن تشكو قضائي
ّذا قضاء الله والحب قضاءٌ
يمنع الإنسانُ من ردّ القضاءِ .