قصيدة لا أعرف ُ هَلْ سأُحِبُّك ِ
. كيفَ أحِبُّك ِ وكُلِّي ممُزَّقٌ
وكُلِّي موزَّعٌ
وكلِّي تاء ه ٌ يَبْحث ُ عَنْ نِفْسِي
كيفَ أسْتَطيعُ أنْ أُقَبِّل َ عَيْنَيك ِ
وأنْ أرمِي بِنَفْسِي إليك ِ
وأنْ أَقولَ أُحِبُّك ِ
حِين َ الْبَرد ُ يَجْمَعُنا كَظِلَّين ِ
حبِيْبَين ِ
يتلاصَقان ِ كأنِّهُما من الشِّعر كَشَطْرَين ِ .
. كَيْف َ أحُبُّك ِ وَقَلْبِي مُعَلَّقا مَصْلوبا ً
كما المسيح ِ بالجراح ِ
كمَا الثكالا بالصياح ِ
كَمَا الرجال ُ الْمُعَذَّبِين َ
لا يَبْكون َ لفقيد ٍ
بقدر ِ بكائهم للقهر ِ
حَاولي أن تَعْبُري إليَّ
وَتَقْتَرِبِي إليَّ
حَاولي أنْ تُسْكِني عيْنَيك ِ فِي عَيْنَيَّ
وأنْ تعْتَبِريني شَهِيدا ً بين َ يديك ِ
ألم ْ أقلْ لك ِ بأنِّني طفل ٌ صغيرٌ
يَحْتَاج ُ إليك ِ
يودُّ لو تَمْنَحِيه ِ كُلُّ ما لَدَيك ِ .
. لا تَكُوني بَعِيدة ً جِدَّا ً
كَمَا البرق ِ
أو نعْنَاعةًٍ أشُمُّها من بعد ٍ
لا تَكُوني مَغْرورة
فأنا لست ُ متسوِّلا لِلْحُبِّ
أطْلُبَه ُ مِنْ بَين ِ الأزقَّة ِ
مِنْ بين ِ عيون ِ النِّساء ِ
وَلا أنا باحثٌ عَن ِ الْعَطف ِ
فإنْ نَظَرْتي إليَّ مِنْ طَرْفٍ
سأنْظُرُ إليك ِ مِنْ فَوق ِ
لا غرورا ً بل حبّاً لِذاتي
يا امرأة ًلا أعرف ُ شَكَّلها
ولا لون ُ عيْنِهَا
ولا شعرها المنسابُ
يا امرأة ً
تَقَدَّمِي يوما ً
لأتَقَدَّم َ عاماً
وَمُدِّي يدَيْك ِ
أأتِيك ِ بِكُلِّي
وكوني بقربي حمامة ً وعشْعِشي على قلبي
لِتَعْرِفي كم ْأنا احتاج ُ إليك ِ
وأتمنى لوْ تكَوني قطعة ً مِنِّي
نَبضة ً ترتعشُ تحت َ جلدي
ياسمينة ً تعربشُ على جَسَدِي
مَاذا أقول ُ لك َ بَعْدْ
وأنَا الذي عرفت ُ من النساء ِ نخلا باسقا ً
ومَن َ العيون ِ جَنَائِن َ وَردْ
لمسة ٌ منك ِ تكفي لأولد َ من جديد ٍ
يا من أتيت َ منْ بَعِيد ٍ
كخيال ٍ كسراب ٍ كشيء ٍ عَرفْتَه ُ وَلمْ أعْرِفه ُ .
. لا أعرف ُ هَلْ سأُحِبُّك ِ
عِنْدَما تَفْرُشين َ الأرضَ سَلاسلا َ تحت َ قَدَمي
لَست ُ الرجل َ الذي يختبئُ خلف َ ظلِّهْ
ولا أبحثُ عَنْ أيِّ امرأة ٍ
فالنساء ُ تملئُ الكون َ
وأنا رجل ٌ يبحثُ عن ْ شئ ٍ مُخْتَلف ٍ
عَن ِ امْرأة ٍ تَرُجَّني
رجل ٌ لا يريد ُ أن يكون َ رقما عابرا ً
بمساحة ٍ ضَيِّقة ٍ
تعطيهِ بسمة ً
فيصنع ُ لها شرابا ً ساخناً من أنين ِ الشعر ِ .
. أنا رجل ٌ يتجول ُ الشوق ُ داخله ُ جيشا ً من المحبين َ
رجل ٌ لو أحبَّ ضاعت ْ ملامحه ُ
واختفى خلفَ الحنين ْ .
. تَقدَّمي ذراعا ً لأتقدم َ ميلا ً إليك ِ
وأحمِلُك ِ كَمَا يحْمَل ُ الطفل ُ الصغيرْ
أُناغيه ِ وأحْمِله ُ عَلى الرَّاح ِ
وأهْمِسُ فِي أُذُنيه ِ
إنِّي أُحِبُّك َ حبَّا كَبِيرا
شوقا ً يجاري النهر َ في جَرَيانه ِ
قَلْبَا ً أضعه ُ بَين َ يديك ِ
قاصرا ً وهْو َ أميرا .