استمر القتال والقصف الحكومي العنيف لأحياء في حمص وريف دمشق وغيرها من المواقع التي تسيطر عليها المعارضة السورية ما أوقع اكثر من 70 قتيلاً. وتعثر دخول فريق اغاثة من الصليب الاحمر الدولي والهلال الحمر السوري لاجلاء الجرحى والمصابين وعائلات تقطعت بها السبل في الاحياء المحاصرة التي تتعرض لقصف على مدار الساعة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «15026 شخصاً قتلوا في سورية حتى اليوم هم 10480 مدنياً، و3716 عنصراً من القوات النظامية و830 من المنشقين».
وقال المرصد في بيان «استشهد 13 مواطناً في مدينة حمص بينهم عشرة سقطوا في حي دير بعلبة الذي يشهد اطلاق نار وسقوط قذائف، وتحاول القوات النظامية السيطرة عليه، وثلاثة في حيي الخالدية وجوبر اثر اطلاق نار وسقوط قذائف».
كما سقط قتيلان في مدينة القصير وريفها في محافظة حمص «التي تنفذ القوات النظامية عمليات عسكرية فيها». وفي محافظة درعا (جنوب)، «قتل عشرة اشخاص في بلدة انخل، تسعة منهم في قصف وآخر برصاص قناص».
وفي ريف دمشق، يستمر القصف واطلاق النار من رشاشات ثقيلة منذ اكثر من اسبوع على مدينة دوما ومناطق محيطة بها، و»تسمع اصوات الانفجارات في البلدات المجاورة»، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل مواطن في المدينة.
وفي محافظة حلب (شمال)، قتل مواطن في قصف تعرضت له بلدة الاتارب. كما قتل ضابط منشق في اشتباكات في قرية دار عزة.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في ارمناز.
وافاد المرصد عن سقوط ما لا يقل عن 17 عنصراً من القوات النظامية في اشتباكات في محافظات حمص وادلب وحلب وريف دمشق.
وفي جنيف قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إن عامليها في سورية اضطروا الى التراجع عن دخول المدينة القديمة في حمص بسبب إطلاق النار لكنهم سيحاولون دخولها لاحقاً للبدء في إجلاء المرضى والجرحى.
ووافقت القوات الحكومية وقوات المعارضة الأربعاء على طلب تقدمت به اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإعلان هدنة حتى يتسنى إجلاء المدنيين والمصابين المحاصرين بعد اكثر من عشرة ايام من القتال العنيف لكن وقف إطلاق النار لم يسر بعد.
وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة في تصريحات لوكالة «رويترز»: «كان فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومن الهلال الأحمر العربي السوري متوجهاً الى المدينة القديمة في حمص في ساعة مبكرة من صباح الخميس لكننا اضطررنا للعودة بسبب إطلاق النار.»
وأضاف: «سنحاول العودة الى المنطقة لاحقاً من أجل إجلاء الجرحى والمرضى والنساء والأطفال».
ويقول الصليب الاحمر إن مئات المدنيين محاصرون في منطقة المدينة القديمة بحمص وإن عملية الإجلاء التي سيقوم بها ستركز على أحياء القرابيص والقصور وجورة الشياح والخالدية.
وبقي فريق الصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري داخل مدينة حمص. وقال حسن: «من المهم جداً أن يحصل الناس على المساعدة اللازمة.»
وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد ان بلاده تقدم المساعدة لعمل وكالات الامم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية التي تعمل في مجال الشؤون الإنسانية «بعيداً من أي سياسات أو أجندات».
وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان المقداد بحث امس مع رئيس بعثة تقويم الاحتياجات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بن باركر «خطة الاستجابة الإنسانية لحاجات السكان المتضررين جراء الأزمة في سورية وعمل وكالات الأمم المتحدة في هذا المجال»، وانه اشار الى أن «العقوبات المفروضة على سورية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تستهدف حياة المواطنين بمختلف شرائحهم وتزيد الصعوبات التي يعانونها نتيجة الأعمال التخريبية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق الشعب والمؤسسات العامة والخاصة وأن هذه العقوبات تعد انتهاكاً لكل المعايير الدولية والقانون الدولي الإنساني».
واشارت «سانا» الى ان باركر «نوّه بالتعاون القائم بين وكالات الأمم المتحدة العاملة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية والجهات الرسمية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وأكد ضرورة حشد كل جهد المجتمع الدولي والدول المانحة لتمكين المواطن السوري من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها».