قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن الجامعة ستستضيف مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية بكل أطيافها في الثاني والثالث من تموز (يوليو) المقبل لبلورة تصوراتها لمستقبل سورية وتهيئتها للحوار الوطني وبدء المسار السياسي.
وكان العربي حضر أمس اجتماعاً تحضيرياً لممثلي فصائل وقوى المعارضة السورية في مقر الجامعة شارك فيه 16 شخصاً من اللجنة التحضيرية الخاصة بالإعداد لمؤتمر المعارضة الموسع وضم الوفد كاميرون حاجو، ريما جدعان، محمود فليحان، محمد نذير حكيم، سالم عبد العزيز المسلط، عبد الكريم عيد أغا، الدكتور خالد ناصر، وليد الزعبي، شادي عادل الخش، الدكتور وليد البني، عقاب يحيى، الدكتور أيهم يوسف حداد، محمد عصام دمشقي، عبد الأحد سطيفو، المعتصم محمد رفعت السيوفي، سمير العيطة، وحسين السيد.
وقال عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري جبر الشوفي لـ "الحياة" إن المجلس شارك مع كل الفصائل والقوى في الاجتماع، وإن اللجنة ستعقد اجتماعات تشاورية عدة خلال الأيام المقبلة لوضع خطة الاجتماع الموسع مطلع الشهر المقبل وبحث توجيه الدعوات للقوى السياسية والشخصيات الوطنية. وأوضح أن الاجتماع الموسع للمعارضة سيكون منوطاً به وضع خريطة طريق للمرحلة الانتقالية في البلاد ودعم توجهات المعارضة لإسقاط النظام ودعم الثورة السورية ودراسة إمكان توسيع المجلس الوطني بدخول كتل جديدة ورموز وطنية.
ووصف العربي في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر امس في مقر الجامعة الاجتماع التحضيري بـ "خطوة نوعية وإيجابية باتجاه توحيد رؤية المعارضة بشأن المرحلة المقبلة"، لافتاً إلى أن الاجتماع ضم شخصيات تمثل كل أطياف المعارضة التي عقدت اجتماعاً لها في إسطنبول بدعوة من الحكومة التركية يومي 16 و17 حزيران (يونيو) الجاري. وأكد العربي أن الاجتماع التحضيري جاء مثمراً وإيجابياً، لافتاً إلى أن المشاركين عبروا عن تصوراتهم وآمالهم بشأن مستقبل سورية. وأشار العربي إلى الاجتماع المرتقب لمجموعة الاتصال الدولية المقرر في جنيف في 30 حزيران (يونيو) الجاري الذي يأتي غداة اجتماع تحضيري وبمشاركة الجامعة. وأوضح العربي أن الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية بمجلس الأمن والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ستحضر اجتماعات جنيف، بينما لم تحسم بعد مشاركة الأطراف الإقليمية ومنها إيران ويجري التشاور بشأنها.
وشدد العربي على أن "ما يحدث في سورية مأساة أسبابها داخلية" رغم أن "الحكومة (السورية) تقول بوجود تدخل خارجي فيها، وقال "وهذا أمر لا أعلمه".
واكد العربي أن كل المنازعات الدولية في النظام المعاصر تحتاج إلى تدخل دولي لممارسة مزيد من الضغوط واتخاذ إجراءات للدفع بالمسار السياسي، ولكنه استبعد التدخل العسكري في الشأن السوري. ودعا العربي إلى ضرورة إطلاق عملية سياسية في سورية مشيراً إلى مقترحات من المبعوث الأممي العربي المشترك بشأن سورية كوفي أنان وأنه جرى بحثها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.
وقال إنه سيتم بحث كل هذه الأمور في اجتماع جنيف، مؤكداً أن هذا الاجتماع ستصدر عنه آليات للتعامل مع الوضع في سورية رافضاً في الوقت نفسه الإفصاح عن هذه الآليات.
وتحدث مشاورات تجري حالياً على أعلى مستوى بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بشأن الوضع في سورية. وعما إذا كان هناك توجه مطروح على اجتماعات المعارضة في الجامعة نحو تسليح الجيش السوري الحر، قال العربي إن اجتماعات المعارضة تركز على المسار السياسي والتحضير لمؤتمرها في الجامعة الشهر المقبل، موضحاً انه لا يوجد في قرارات الجامعة أي شيء يتعلق بموضوع تسليح المعارضة السورية، وشدد على أن اجتماعات المعارضة الحالية هي لبحث تصورها للرؤية السياسية حول المستقبل السياسي في سورية.
وأوضح العربي أن زيارة وفد الجامعة الحالية إلى روسيا برئاسة نائبه السفير أحمد بن حلي تستهدف التحضير للاجتماع الوزاري الأول للمنتدى العربي الروسي المقرر في موسكو نهاية العام الجاري ولا علاقة للزيارة بمناقشة الوضع في سورية.