عبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن دعم «عمل الحكومة اللبنانية للحفاظ على الهدوء والاستقرار في لبنان»، منوهاً بالمساعدات التي تمنح للنازحين السوريين في لبنان منذ بدء الأزمة السورية.
جاء ذلك في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد لقائه بان في البرازيل على هامش مشاركة لبنان في «مؤتمر الامم المتحدة للتنمية المستدامة». وذكر البيان ان البحث بين الجانبين ركز على الوضع في لبنان والسياسة التي تنتهجها الحكومة اللبنانية في ضوء التطورات الاخيرة في الملف السوري وموضوع ضبط الحدود اللبنانية، إضافة الى الوضع في الجنوب ودور القوات الدولية والتعاون بينها وبين الجيش اللبناني».
حضر الاجتماع الوزراء عدنان منصور وناظم الخوري ونقولا نحاس وجبران باسيل ورئيس بعثة لبنان في الامم المتحدة السفير نواف سلام والفريق الاستشاري لبان.
وأكد ميقاتي، وفق البيان الإعلامي، «أن الحكومة تبذل كل ما في وسعها لإبعاد التوترات عن لبنان والحفاظ على الاستقرار فيه على رغم الأوضاع المحيطة به».
وفيما يمضي مجلس الوزراء اجازة غير «مكهربة» لوجود ميقاتي والوزراء في البرازيل، تفاعلت في لبنان ازمة الكهرباء، وفرض التقنين القاسي على معظم المناطق نفسه على لقاء الاربعاء في مقر رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي ابدى «استياءه وانزعاجه الشديدين مما آل اليه الوضع الكهربائي»، مؤكداً انه «لم يعد مقبولاً السكوت عن هذا الوضع الذي هو من مسؤولية الجميع»، ودعا الى «اتخاذ الاجراءات الحاسمة في هذا الموضوع في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء».
وتوقف بري خلال اللقاء عند مسألة قطع طريق المطار، ونقل نواب عنه تأكيده «العمل للحؤول دون قطع هذا الطريق الحيوي تحت اي مسمى»، مشيراً الى ان «اتصالات جرت وتجرى مع الجهات المعنية سواء في «حزب الله» ام الجيش اللبناني لاتخاذ اجراءات ميدانية وعقد اجتماعات تنسيقية للغاية».
وأعرب بري عن «قلقه مما حصل في المخيمات الفلسطينية»، وشدد على «العمل والتنسيق مع الإخوة الفلسطينيين من اجل عدم تكرار هذه الحوادث التي لا تخدم احداً».
«فضيحة»
وفي المواقف من ازمة الكهرباء، اعتبر وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي أن «موضوع قطع الكهرباء فضيحة ومن غير المبرر القول ان هذا الموضوع من تركة الحكومات السابقة، وكل اللبنانيين يعلمون تاريخ هذا الملف».
وزاد: «عندما يكون المرء في موقع المسؤولية يجب أن يبادر ويتحملها»، وقال: «على الحكومة الإسراع في البت بهذا الموضوع والخروج من دائرة الظلمة والظلم المعمّم على كل اللبنانيين لأن المشهد غير مقبول، نحن هنا لا نتحدث عن اختراعات وإنجازات، إنما المداخلات التي حصلت والحسابات المختلفة أدت إلى هذا الوضع».
رعد:باسيل يقوم بواجباته
ورأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد «ان احتجاج الناس على تزايد انقطاع التيار الكهربائي هو أمر مفهوم ومبرر، وإن كان أسلوب قطع الطرق وحرق الدواليب لن يفيد في المعالجة بل يزيد في تعقيد أوضاع الناس أنفسهم وتعطيل حركتهم». وأكد «ان الحكومات السابقة التي تعاقبت بعد الطائف تتحمل جميعها مسؤولية كبرى عن تدهور قطاع الكهرباء والاستخفاف بأزمته وعدم الجدية في اعتماد الحلول الإستراتيجية له طوال الفترة الماضية».
وقال: «المواطنون اللبنانيون يعرفون تماماً أن صرخات التحذير المتكررة التي كان ولا يزال يطلقها الوزير الحالي للطاقة، وكذلك إصراره على تسريع إقرار خطة إصلاح الكهرباء وتوفير التمويل اللازم للشروع الفوري في تنفيذ مراحلها، إنما كانت بغية تلافي التردي المريع الذي أصاب القطاع، والذي كان متوقعاً أن تتزايد مفاعيله السلبية مع موسم الصيف لهذا العام». وأعلن «ان الوزير جبران باسيل يقوم بواجباته ضمن صلاحياته الدستورية وعلى الحكومة أن تواصل اهتمامها ودعمها لتنفيذ مقرراتها وتسهيل تطبيق الإجراءات اللازمة التي يمكن أن تساهم في التخفيف من حدة الأزمة قدر المستطاع».
وفي اطار الاحتجاجات، أقدم عدد من الشبان امس على قطع الطريق عند مستديرة شاتيلا بالاطارات المشتعلة. كما قطعت طريق حلبا - القبيات شمالاً، وفيما أُعيد فتح طريق الجنوب - بيروت في صيدا بعد قطعها من قبل محتجين، وقطعت طريق الناقورة - صور وكل طرق ساحل صور في الجنوب. وتسبب دخان حرق الاطارات بإدخال عدد من المواطنين الى المستشفيات.
اقتحام محطة جب جنين
واعلنت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان انه «في الثامنة صباح امس (الأول)، تجمع عدد من المواطنين امام محطة جب جنين 66 ك ف في البقاع، للمطالبة برفع ساعات التغذية، وفيما كان عناصر من الجيش يقومون بتهدئة المعتصمين، قفز احدهم من فوق السور وفتح لهم الباب الرئيس، فدخل الجميع الى حرم المحطة. عندها قطع التيار الكهربائي عن المحطة حفاظاً على سلامة المعتصمين والتجهيزات. وتدخل الجيش وعمد الى إخراج المحتجين. وجرى فض الاعتصام واعيد التيار الى المحطة».
وجددت المؤسسة وعدها بتحسن «التغذية بالتيار الكهربائي تدريجاً»، متمنية على «المواطنين عدم اللجوء الى العنف، لأنه لن يؤدي سوى الى إلحاق الضرر بمنشآت المؤسسة».