قتل صلاح الجوهري، أحد أبرز قيادات تنظيم «القاعدة» في اليمن، وعدد من مرافقيه في غارة جوية على سيارة كان يستقلها شنتها طائرة أميركية من دون طيار بعد ظهر الثلثاء، بالقرب من موقع للتنظيم في جبل الحد التابع لمديرية يافع في محافظة لحج (جنوب)، والتي لجأ إليها العشرات من المسلحين المتشددين بعد فرارهم من محافظة أبين المجاورة.
ويعتبر صلاح الجوهري اليمني الجنسية، والمكنى بـ «الثلاجة»، من أهم مخططي العمليات الانتحارية، وكان متخصصاً في تجهيز الأحزمة الناسفة وتفخيخ السيارات ومهمته اختيار «الانتحاريين» وتوجيههم في مهمات تنفيذية في العاصمة صنعاء ومدن اخرى. وهو مدرج على قوائم الأمن اليمني بصفته «أمير» التنظيم في محافظة لحج ومنطقة يافع.
وقالت اللجنة الأمنية اليمنية العليا في بلاغ صحافي، إن الجوهري «لقي مصرعه في عملية نوعية ناجحة بين مديريتي الزاهر والحد بمحافظة البيضاء»، واعتبرت اغتياله «ضربة موجعة لتنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، باعتباره المسؤول عن الخلايا الانتحارية في صنعاء والبيضاء».
غير أن مصادر محلية في يافع بمحافظة لحج، أكدت أن طائرة بدون طيار قصفت في الخامسة من عصر الثلثاء إحدى المناطق الجبلية القريبة في منطقة الحد بيافع مستهدفة سيارة الجوهري بأربعة صواريخ بينما كانت تسير على إحدى الطرق الجبلية.
وكشفت اللجنة الأمنية من جهة ثانية، أن أجهزة الأمن تمكنت من اعتقال عنصرين من أخطر عناصر «القاعدة»، أحدهما التونسي نزار عبدالرحمن الجميع، والآخر يمني يدعى ماجد حزام القليسي، وهو على علاقة بتدبير تفجير ميدان السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء في 21 أيار (مايو) الماضي.
ونقلت «وكالة الأنباء اليمنية» (سبأ) عن مصدر في اللجنة، قوله إن «الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط سيارة على متنها ثلاثة عناصر، وعثر داخلها على أسلحة ومتفجرات، إضافة إلى خرائط ومخططات تحدد مواقع السفارات الأجنبية ومنازل قيادات عسكرية وشخصيات مهمة».
واضاف المصدر: «إن احد هؤلاء العناصر هو الإرهابي ماجد حزام القليسي أحد عناصر الخلية المخططة لعملية السبعين الإرهابية ضد وحدات العرض المشاركة في احتفالات عيد الوحدة». وتابع أن «قوات الأمن نفذت عملية اخرى ناجحة أسفرت عن إلقاء القبض على الإرهابي نزارعبد الرحمن الجميع التونسي الجنسية، والذي يعتبر من أخطر عناصر القاعدة الأجانب الموجودين في اليمن»، موضحاً أن الجميع كان يتنقل مع مجموعة من العناصر الإرهابية بين محافظات أبين وشبوة وحضرموت في جنوب اليمن وشرقها.
ويأتي الإعلان عن مقتل الجوهري واعتقال الجميع والقليسي، في أعقاب اغتيال تنظيم «القاعدة» الإثنين الماضي قائد المنطقة الجنوبية في الجيش اللواء سالم علي قطن، في تفجير انتحاري استهدف سيارته بالقرب من منزله في مدينة عدن.
وفي سياق متصل، أكد مصدر محلي في محافظة شبوة، إن مئات من مسلحي «القاعدة» عاودوا الانتشار في محيط مدينتي عزان والحوطة بعدما كانوا سلموا المدينتين الى اللجان الشعبية المشكلة من أبناء المنطقة.
وقال المصدر إن مسلحي القاعدة عاودوا التمركز في السلسلة الجبلية المطلة على عزان، وإن تحركات كثيفة لهم رصدت في منطقة قرن السوداء التي شهدت مواجهات مع الجيش خلال اليومين الماضيين.
وهدد التنظيم في بيان نشر على مواقع تابعة له على الانترنت بشن حرب عصابات ضد قوات الجيش والأمن، وتوسيع مساحة المعركة إلى مناطق واسعة من اليمن، مشيراً إلى أن الانسحاب الذي نفذه من مدن زنجبار وجعار وشقرة في أبين، ومن عزان في شبوة كان انسحاباً تكتيكياً تم الترتيب له مسبقاً.
وذكرت وكالة «مدد» التابعة لـ «القاعدة» ان «الانسحاب كان مرتباً بطريقة لم تخطر في بال العدو، وهو بفضل الله، ما أمن تسيير الخطة المرسومة لذلك»، وأكد إنه «بداية لخطة جديدة في إدارة الحرب بطريقة العصابات، تعتمد على نشر المعركة على أوسع نطاق واستنزاف العدو، والايام القادمة ستثبت أن زمام المعركة بيد المجاهدين بإذن الله».