سرت تهدئة هشة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل توصلت إليها مصر، اعتباراً من منتصف ليل الأربعاء الخميس، تم خرقها مرات عدة خلال الساعات الأخيرة، فيما أعلنت «كتائب القسام» استشهاد اثنين من عناصرها «اختناقاً» داخل نفق كانا يتفقدانه بعدما تعرض لقصف إسرائيلي قبل يومين.
وفي مشهد تكرر كثيراً خلال السنوات الثلاث والنصف الأخيرة التي تلت الحرب العدوانية على القطاع نهاية عام 2008، تصاعدت وتيرة التوتر على الأرض، وجرى تبادل القصف إلى أن نجحت مصر في إعادة تثبيت التهدئة الهشة السارية المفعول منذ سنوات عدة.
وشعر معظم الغزيين بارتياح في أعقاب التوصل للتهدئة، على رغم هشاشتها وخرقها.
واعتبر القيادي البارز في حركة «حماس» الدكتور محمود الزهار أن «الرد القسامي» على التصعيد الإسرائيلي الأخير «يأتي في السياق الحقيقي» لموقف «حماس». وقال الزهار في تصريح إلى صحيفة «الرسالة نت» التابعة للحركة إن إسرائيل «كانت تحاول استهداف بعض التنظيمات الصغيرة بحجة أنها تخطط للقيام بعمليات ضدها من داخل سيناء وتمهد للحديث مع بعض الدول العربية، بينها مصر، بأنها ستوجه لها ضربات استباقية».
وأضاف الزهار: «حذرنا كثيراً من هذه الانتهاكات، لكن مع استمرارها كان لا بد أن نرد لحماية أبناء شعبنا جميعاً أياً كانت انتماءاتهم، لأننا حكومة شرعية وعلينا مسؤولية حماية مواطنينا».
وكانت «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» أعلنت ليل الأربعاء الخميس التزامها والفصائل الفلسطينية التهدئة، بعد تصعيد إسرائيلي وردود فلسطينية أسفرت عن عدد من الشهداء والجرحى.
وقالت الكتائب في بيان إنه «استجابة للجهود المصرية المقدرة في محاولة لوقف العدوان على شعبنا، فإننا في كتائب القسام ومعنا كل فصائل المقاومة نعلن التزامنا إيقاف هذه الجولة من المواجهة ما التزم الاحتلال بوقف العدوان والاعتداءات على شعبنا في قطاع غزة». واعتبرت أن «مواجهتنا للعدو في هذه الجولة كانت بالحد الأدنى من النيران والردود، وهي رسالة ينبغي على قادة الاحتلال أن يفهموها جيداً». وحيت فصائل المقاومة وجهودها في الميدان و»الانضباط ووحدة الصف».
لكن بعد وقت قصير من إعلان هذه التهدئة واصلت طائرات إسرائيلية شن غاراتها على القطاع، فيما أعلنت «كتائب القسام» إطلاق 8 صواريخ على بلدات ومواقع إسرائيلية، وأسقطت منظومة «القبة الحديد» صاروخاً واحداً. وأوضحت «الكتائب» في بيان منفصل إنها «قصفت موقع إسناد صوفا العسكري بصاروخي قسام»، كما «قصفت موقع ايريز العسكري بثلاثة صواريخ قسام»، ثم قالت في بيان آخر «رداً على قصف احد مواقع القسام في الوسطى واستمرار العدوان، قصفت القسام موقع كيسوفيم العسكري وموقع رعيم العسكري بثلاثة صواريخ قسام».
وكانت المقاتلات الحربية الإسرائيلية شنت مساء الأربعاء غارة جوية على موقع تدريب تابع لـ «كتائب القسام» في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة كما شنت غارة أخرى على موقع لـ «القسام» أيضاً شرق مخيم جباليا شمال القطاع أسفرت عن إصابة طفلين بجروح «طفيفة»، وفقاً لمصادر طبية فلسطينية.
كما أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين وهي الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية في بيان ليلاً قيام عناصرها بـ «قصف موقع زيكيم بصاروخين رداً على العدوان».
وأعلنت الإذاعة العبرية سقوط 7 صواريخ في منطقة «ساحل عسقلان» بعد صاروخي «غراد» أطلقا فجراً نحو مدينة عسقلان، تمكنت «القبة الحديد» اعتراض أحد هذه الصواريخ، في حين سقط الثاني في منطقة مفتوحة من دون وقوع خسائر أو أضرار.
من جهة ثانية أكدت «كتائب القسام» أنها كانت أطلقت خلال اليومين الماضيين «120 قذيفة صاروخية على مواقع العدو العسكرية».
ومنذ مطلع الأسبوع اطلق من قطاع غزة على جنوب إسرائيل 129 صاروخاً أسفرت عن أربعة جرحى وأضرار مادية، فيما استشهد 9 فلسطينيين وجرح 14 بغارات جوية إسرائيلية على القطاع.
ونظراً لاستمرار إطلاق الصواريخ من القطاع، قررت بلدية عسقلان تعطيل الدراسة في المدارس الأساسية في المدينة أمس.
وقالت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى» الذراع العسكرية لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إنها «تواصل الرد العسكري بقصف مواقع ومستوطنات ومدن العدو بالصواريخ في ظل تواصل العدوان الصهيوني على شعبنا». وأوضحت في بيان مسؤوليتها إطلاق ثمانية صواريخ على بلدات «عسقلان» و»اوفكيم» و»سديروت» وغيرها.
ولفتت إلى أن مجموعة من مقاتليها نجت من قصف إسرائيلي استهدفها بالقرب من مدينة شمال القطاع بعد ظهر أمس.
إلى ذلك، أعلنت «كتائب القسام» في بيان منفصل استشهاد اثنين من عناصرها «اختناقاً» داخل نفق كانا يتفقدانه بعدما تعرض لقصف إسرائيلي قبل يومين. وأوضحت «أن الشهيدين اختنقا ظهر الخميس جراء استنشاق غاز أثناء تفقدهما احد أنفاق المقاومة التي تعرضت لقصف صهيوني قبل يومين» وتابعت أن القتيلين هما «القائد الميداني ثائر محمد البيك (30 سنة) ومحمد زهير الخالدي (26 سنة) وكلاهما من مخيم جباليا، شمال القطاع.