واصلت اسرائيل أمس شن غاراتها الجوية على قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين وجرح آخرين، فيما رد الفلسطينيون باطلاق صواريخ وقذائف الهاون على جنوب اسرائيل لليوم الثالث على التوالي.
وقال أدهم أبو سلمية المتحدث باسم اللجنة العليا للاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس ان «الطفل مؤمن الاضم (14 عاماً) استشهد واصيب والده بجروح خطيرة، وأصيبت سيدتان بجروح متوسطة إثر استهداف طائرة استطلاع لارض خالية في حي الزيتون» شرق مدينة غزة.
وجاء استشهاد الأضم بعد ساعات قليلة على اغتيال غالب ارميلات (21 عاماً) في غارة شنتها طائرة استطلاع على دراجة نارية كان يستقلها شمال غربي مدينة رفح، ليرتفع عدد الشهداء إلى تسعة و 14 جريحاً منذ بدء العدوان.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن ارميلات «عضو في تنظيم الجهاد العالمي وأحد المشاركين في عملية «كاديش بارنيع». مضيفاً أن «منفذي العملية هما سعودي ومصري ينتميان لمنظمة أكناف بيت المقدس التابعة لتنظيم القاعدة»، فيما أفاد شهود عيان ان ارميلات من عناصر «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس».
في الأثناء، واصلت «حماس» والجبهتان الشعبية والديموقراطية ولجان المقاومة الشعبية اطلاق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون على مواقع وبلدات اسرائيلية محيطة بالقطاع، واسفر احد هذه الصواريخ الذي سقط على جنوب اسرائيل مساء الاربعاء عن اصابة اربعة من حرس الحدود الاسرائيليين بجروح، اصابة احدهم خطرة بحسب الشرطة الاسرائيلية.
وكان الجيش الاسرائيلي أعلن ان فلسطينيين أطلقوا 16 صاروخاً على الاقل على اسرائيل الاربعاء لكنها لم تسبب اصابات.
وقالت «كتائب القسام» انها قصفت صباح الاربعاء «موقعاً اسرائيلياً قرب معبر صوفا شرق رفح بتسعة صواريخ». وذكرت لجان المقاومة الشعبية انها نفذت هجمات صاروخية عدة على اسرائيل، بينما اعلنت كتائب المقاومة الوطنية التابعة للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين عن اطلاق صاروخين على النقب.
واعلنت منظمة «كتائب المجاهدين» الفلسطينية ان الطيران الحربي استهدف منتصف ليل الثلثاء مجموعة من مقاتليها في غزة بعدما اطلقت عناصر المجموعة صاروخين على اهداف اسرائيلية من دون اصابة احد منهم.
وأعلنت اسرائيل انها شنت سبع غارات جوية ليل الثلثاء - الاربعاء ضد اهداف في قطاع غزة، فيما اشار مسؤولون امنيون فلسطينيون الى ثلاث غارات خصوصا ضد مركز تدريب لكتائب القسام ومنشآت للشرطة البحرية التابعة لحركة «حماس»، وورشة للحدادة في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ما أدى الى دمار كبير في الورشة وأضرار بمبان مجاورة. الا ان هذه الهجمات لم تؤد الى سقوط ضحايا.
والثلثاء اطلق 50 صاروخاً على اسرائيل، بحسب الشرطة ومتحدث باسم «كتائب القسام».
ودفع هذا التوتر الجديد على جبهة غزة الفصائل الفلسطينية الى اخلاء مواقعها العسكرية وأجهزة أمن حكومة «حماس» لأخذ اقصى درجات الحذر تلاشياً لضربات جوية من الطيران الاسرائيلي وفقاً لمصادر محلية.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية إن حريقاً اندلع ودُمرت إحدى السيارات وأصيبت ثلاث نساء بالهلع جراء سقوط صواريخ عدة على المجلس الإقليمي «أشكول» في النقب الغربي شرق القطاع.
ونقلت الصحيفة عن قائد الشرطة الاسرائيلية يوحنان دنينو قوله إن «التصعيد بين الجيش الاسرائيلي وفصائل قطاع غزة سيستمر لأيام عدة». وأضاف دنينو أن «الجيش والشرطة يستعدان لتواصل التصعيد خلال الأيام المقبلة».
وأشارت القناة العاشرة الاسرائيلية الى أن الجبهة الداخلية الاسرائيلية قررت تعطيل الدراسة في كل المدارس المحاذية لحدود قطاع غزة بسبب استمرار تساقط الصواريخ.
وكشفت صحيفة «معاريف» العبرية أن «الجيش الإسرائيلي قرر نشر أربع بطاريات من منظومة القبة الحديد خلال الليل لحماية مناطق الجنوب من الهجمات الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة».
وقالت الصحيفة إن القرار جاء بعد نقاشات أمنية أُجريت بمشاركة وزير الدفاع ايهود باراك، ورئيس هيئة الأركان بيني غانتس، مضيفة أنها «المرة الأولى التي يتم فيها نشر أربع بطاريات من المنظومة في مناطق الجنوب».
وأشارت الى أنه تقرر نصب البطاريات في مدن بئر السبع، و»نتيفوت» شرق القطاع، و»عسقلان» و»اسدود» شماله.
وأكد مسؤول فلسطيني ذكر ان مصر «تجري اتصالات مكثفة بهدف وقف الغارات الاسرائيلية واعادة تثبيت التهدئة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل»، مشدداً على ان فصائل «المقاومة ترد على العدوان الاسرائيلي وان التزامها بالتهدئة الميدانية مرهون بالتزام الاحتلال».
من جهته، اعتبر المدير السابق لمجلس الامن القومي جيورا ايلاند للاذاعة العامة ان «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة عليها «ان تجد السبل للتهدئة واعادة الهدوء بحلول يومين او ثلاثة، بعد ان اثبتت للحركات الفلسطينية الاخرى ان بوسعها التحرك ضد اسرائيل».
وتابع الجنرال السابق: «لا حماس ولا اسرائيل لديهما مصلحة في تصعيد الامور».
وتوسطت القاهرة في اتفاقات لوقف اطلاق النار في غزة في الماضي، وقال مسؤول مصري ان استئناف الوساطة أدى الى التوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية مساء الثلثاء.
واتهم مصدر فلسطيني الاسرائيليين بانتهاك الاتفاق. ولم تؤكد اسرائيل أو تنفي وجود مثل هذا الاتفاق. وقال الجيش في بيان انه «سيواصل العمل بصبر واصرار ضد الذين يستخدمون الارهاب ضد دولة اسرائيل».
الى ذلك، نددت الجامعة العربية بالقصف الاسرائيلي لقطاع غزة وكذلك بحرق مستوطنين يهود مساجد في الضفة الغربية ودعت المجتمع الدولي لتوفير الحماية العاجلة للشعب الفلسطيني.
وقال الامين العام المساعد للجامعة لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة محمد صبيح ان «التصعيد الاسرائيلي الدموي المستمر على قطاع غزة يراد منه حرف الانظار عما يحدث من استيطان وتهويد للقدس».
كما ندد صبيح بـ «حرق المستوطنين للمساجد في الضفة الغربية، وآخرها حرق مسجد بلدة جبع بالقرب من القدس المحتلة»، مضيفاً انه المسجد 25 الذي يحرقه المستوطنون خلال عامين.