راوح التصعيد العسكري الاسرائيلي الفلسطيني في قطاع غزة أمس مكانه بـ»وتيرة محسوبة» من الطرفين، في وقت واصلت حركة «حماس» المشاركة مع عدد من فصائل المقاومة الرد على العدوان الاسرائيلي، فيما التزمت «حركة الجهاد الاسلامي» الصمت، بانتظار أن تسفر الجهود المصرية تثبيتاً للتهدئة الهشة السارية المفعول منذ انتهاء الحرب على القطاع قبل ثلاث سنوات ونصف السنة.
وبقي العدوان الاسرائيلي «محسوباً» واستهدف نشطاء ليسوا من «حماس» أو «الجهاد» في معظمهم، أو ورشاً للحدادة، باستثناء الناشط غالب أبو جراد ارميلات (21 عاماً)، ليرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى تسعة و 14 جريحاً منذ بدء العدوان الاثنين الماضي.
وعلى رغم أن اسرائيل اغتالت ناشطين من «سرايا القدس» الذراع العسكرية لـ»حركة الجهاد» الأحد الماضي، إلا أن الحركة اكتفت باعلان «حال النفير العام» اعلامياً، لم يترجم على أرض الواقع باطلاق صواريخ على بلدات ومواقع عسكرية اسرائيلية.
في المقابل، واصلت «كتائب القسام الذراع» العسكرية لحركة «حماس» اطلاق الصواريخ على مواقع وبلدات محاذية للقطاع وقريبة من الحدود. وبدا أن «كتائب القسام» و»سرايا القدس» وفصائل المقاومة من جهة واسرائيل من جهة اخرى لا ترغب في تصعيد الوضع الميداني على الأرض الى درجة استهداف «العمق» الاسرائيلي، أو قيادات وكوادر فلسطينية ميدانية مسلحة.
وعلمت «الحياة» أن قادة «الكتائب» و»السرايا» عقدوا خلال الأيام الاخيرة سلسلة اجتماعات تهدف الى تقويم الوضع ودرس طبيعة الرد المناسب في المرحلة الراهنة، الأمر الذي عكس نفسه على الأرض من خلال «تصعيد محدود ومحسوب».
وقال المحلل السياسي القريب من حركة «الجهاد» حسن عبده لـ»الحياة» أن «طبيعة الرد الفلسطيني المتمثل في تصدي كتائب القسام للرد وصمت سرايا القدس يعكس حالاً من التكامل، وانتهاء حال التنافس» بين الفصيلين الاسلاميين الكبيرين.
من جانبها، أعلنت حركة «حماس» أنه «ليس أمام شعبنا إلا الدفاع عن كرامته وعن أطفاله بكل ما أوتي من قوة، ومهما بلغت التضحيات»، وحمّلت اسرائيل «مسؤولية النتائج المترتبة عن أي تصعيد»، وشككت في ادعاءات تل أبيب حول الهجوم الاخير «الذي تزعم أنه استهدف جنوده على الحدود بين مصر والأراضي المحتلة عام 48 في محاولة للبحث عن مبررات لاستهداف القطاع».
ميدانياً، استشهد أمس فلسطينيان، هما الفتى مؤمن الاضم (14 عاما) وغالب ارميلات (21 عاما) بغارتين على غزة، وادعى الجيش الإسرائيلي أن ارميلات عضو في «تنظيم الجهاد العالمي» وأحد المشاركين في عملية «كاديش بارنيع» على الحدود المصرية - الفلسطينية - الاسرائيلية فجر الاثنين الماضي، وقتل فيها مقاول بناء إسرائيلي.
وردت «حماس» والجبهتان «الشعبية» و»الديموقراطية» و»لجان المقاومة الشعبية» باطلاق عشرات الصواريخ وقذائف الهاون على مواقع وبلدات اسرائيلية محيطة بالقطاع. واسفر سقوط صاروخ على جنوب اسرائيل مساء الاربعاء عن اصابة اربعة من حرس الحدود الاسرائيليين بجروح، اصابة احدهم خطرة بحسب الشرطة الاسرائيلية.
تشييع غالب ارميلات (21 عاماً) الذي استشهد أمس بغارة إسرائيلية على غزة (رويترز)