سنكون أمام رئيسيين لمصر حتى لو أعلنت اللجنة العليا للانتخابات اسم الفائز بالمنصب.
الاحتفالات المتبادلة بالفوز من أنصار شفيق وأنصار مرسى، قادت الشعب المصرى إلى الشك فى النتيجة قبل ظهورها رسميا، فلو تم الإعلان عن فوز شفيق سنكون أمام اتهام بتزوير النتيجة لصالحه، وسنجد نفس الاتهام لو تم الإعلان عن فوز مرسى، والنتيجة «شعبيا» قد تقود إلى حرب أهلية كما هددت بذلك جماعة 6 إبريل على لسان منسقها العام أحمد ماهر بقوله: «المحاضر والكشوف واضحة، وتؤكد فوز مرسى، وأى محاولة لتزوير الانتخابات سنرد عليها بقوة، وتؤدى إلى دخول البلاد فى حرب أهلية ومعارك بين قوى الثورة والثورة المضادة».
ربما لا تكون الحرب الأهلية بالمعنى الحرفى لها أى حمل السلاح والمتفجرات، رغم أن سوابق منها حدثت فى أزمنة سابقة، ولكن ستكون بالمعنى السياسى، أى عرقلة العمل أمام الرئيس القادم، ولنتخيل كيف سيتم استخدام العراقيل «الشعبية» لمواجهة شفيق، وكيف سيتم استخدامها لمواجهة مرسى؟.
فى الحديث عن «الدولة العميقة»، يذهب الرهان إلى أن مفاصل الدولة مازالت فى أيدى النظام السابق، وتغييرها لن يتم بسهولة، فالأمر ليس مجرد قرارات إدارية بتغيير قيادات، وإنما هى ثقافة وفكر تم تكريسهما طوال ثلاثين عاما مضت، وتغيرهما يحتاج إلى علاج جذرى، والمقاومة لحكم مرسى ستأتى من هذا المجال الواسع، وهناك وجهة نظر تقول إن الدولة العميقة عرقلت مثلا برامج الخصخصة فى عهد مبارك، وشرح ذلك يحتاج إلى مساحة أوسع، لكن القياس عليها يقودنا إلى أن رئاسة مرسى ستجد هذا النوع من المقاومة، مما قد يؤدى إلى زعزعة الاستقرار بشكل قصدى.
أما فى رئاسة شفيق، فنحن سنكون أمام تحد بالغ، يأتى أيضا من الدولة العميقة، حيث سيكون الحفاظ على نظام مبارك مع بعض التحسينات الشكلية بالمجىء بقيادات جديدة تتحدث عن الثورة فى العلن، وتفسدها فى السر، أى تدهس أهداف الثورة، وتعيدنا إلى زمن مضى، أنتج أسوأ القيادات فى تاريخ مصر، مما سيؤدى إلى استمرار القلاقل الاجتماعية والسياسية.
الخلاصة أننا أمام نموذجين لا يشعر الشعب المصرى معهما بالثقة الكاملة، رغم أصوات الصناديق التى غاب عنها نصف الناخبين.