كان يوما غير مشمس ...وغير ممطر...
لم يكن ذلك لغزا ...ولم يكن حلما...
انه يوم من تلك الايام التي نشعر معها بالاكتئاب والنفور
من هذه الحياة البغيضة المليئة بأصناف الألم والمعاناة
لمدة قصيرة في الحساب ....طويلة في الانتظار...
شعرت بها وعشت معها معاناتها ولكن لم أجرؤ أن أسالها
مـــــــــــــــــــا بهـــــــــــــــــــــا
لأنني أعرف أنها سوف تتحدث عندما تريد ذلــــــــــــــــك
وبعد بضعة أيام من السهر والقلق والإنتظار
وجدتها تبكي بصمت
ولكن دموعها كانت غزيرة
ومن الواضح أنها بكت ولمدة طويلة
فكان لابد لي في ذلك الوقت
أن أتدخل رحمة بها ولأجلها
فسألتها عن سر تلك الدموع فأجابت
إنها تشعر بضيق لم تألفه
وبحزن يغلف حياتها ويقلق منامها ...
وأخرجت آآآهات قطعت طيات قلبي من أجلها...
فعلمت أنها تخشى فراق عزيز لديها...
وأن ذلك الإنسان قد ترك لنفسه في ذاكرتها مكانة ...
فاستنطقتها
فقالت إن السماء موحشة منذ أيام
ليست بالمشمسة ولا بالممطرة
وهناك شخص أفتقده منذ مدة
ومن لحظة غيابه توارت الأضواء عن سمائي
واقحلت تراب أرضي
ولم أكن أعرف لغيابه سبب ولا مبرر
ولأني أعرف أنني كلما تعلقت بشخص أفقده
شعرت بكم هائل من الدموع تتزاحم
على شواطئ عيني ولم أستطع منعها من الخروج
نظرت إليها طويلا
شعرت بالحزن لأجلها فلقد عانت
كثيرا وأكثر مما تستحق
ولكن كان لدي شعور ببعض الأمل
فمددت يدي إلى خدها ومسحت بعض من دموعها
وقلت لها إستمري في البحث عنه وتقصي أخباره
فقد تجدي ما يريحك ...
زادت دموعها بالإنهمار
ولكني رأيت فيها الكثير من الإصرار والعزم
وعرفت حينها أنها وصلت لقرار
فهمست بصوت مسموع
إما أن نكون معا أو ننصرف من ذلك المكان معا
تركتها في ليله ظلماء في نظرها
سماء ملبدة بالغيوم وريح تصفر في نواحيها
وحزن يسكن أرجاء المكان
وفي الصباح تغير كل شيء واطمأنت نفسها
وسمعت أخبار تسرها
وأخذت تصرخ وتقفز بفرح وتقول هلم إلي
لقد هطل المطر أخيرا
فضممتها وقلت لها إنها مشمسة
ولكن
سماء روحك هي التي أمطرت
فضحكت وبكت معا وقالت
نعم سمائي هي التي أمطرت
وحملت حقيبتها كأسعد طفلة وذهبت
وأنا أعلم أن هذا الحادث
سوف يترك اثرا في نفسها مع أنها قالت
أن ذلك أسعد صباح لديها
هل تعلمون من هي؟
ومن انا؟
إنها نسائم الفرح ...
وانا عقلها الباطن الذي لايفارقها...
مجرد...عقلها...
خآلص الود