|
| قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جداً جداً الجزء الخامس [ 5 ] | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
صقر Admin
تاريخ التسجيل : 12/05/2011 تاريخ الميلاد : 09/05/1980 عدد || مسآهمآتي: : 786 نقاط : 1872 التقيم : 7 المزاج : الحمد لله العمر : 44 الاقامة : السعودية العمل/الترفيه : الانشاء والتعمير الساعة الان :
بطاقة الشخصية >لعب الادوار: بطاقة شخصية
| موضوع: قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جداً جداً الجزء الخامس [ 5 ] السبت أبريل 07, 2012 2:08 pm | |
| [center]قصص التائبين .....
قصص واقعية مؤثرة جداً جداً
الجزء الخامس [ 5 ]
كاد يغرق لولا دعوة والده..قصة عجيبة ومؤثرة دارت أحداث هذه القصة في عطلة الحج قبل سنتين في منطقة الشعيبة وهي منطقة ساحلية برية على شواطئ البحر الأحمر تقع جنوب جده على طريق الليث ,, وتعتبر منطقة تخييم للشباب والعوائل في إجازة الشتاء ..كنا خمسة من الشباب وصلنا في الصباح ونصبنا خيمتنا على شاطئ البحر, وكالعادة قمنا بذبح الذبيحة.... الخ . أما أنا وبصراحة, فقد كنت الوحيد من بينهم الذي لا أصلي نهائياً وكان عمري وقتها واحد وعشرون عاما ً, ولا أصليها مع أن أبي كان إمام مسجد وكنت أطيعه في كل شيء يقوله ويأمر به, إلا الصلاة.. وفي حياتي لم أسمعه يدعو علي قط .. وما كان يقول غير(الله يهديك ويصلحك) فقط ..كانوا يوقظني للصلاة فأذهب لأتجول بالسيارة, وأرجع بعد أن ينتهي المصلون من الصلاة, لأنه أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه ..ولأجل ذلك فهو لن يفقدني, فقد كنت عاصيا الى درجة غير طبيعية ...وبعد ان تناولنا طعام الغداء, قام الشباب بتجهيز عدتهم من اجل النزول للبحر للذهاب في رحلة غوص وطبعاً كان لابد من جلوس احد الشباب في الخيمة, فجلستُ لأني غير ماهر في الغوص.. جلستُ لوحدي في الخيمة وكان بجانبنا مجموعة من الشباب,فقام احدهم للأذان فخرجت خارج الخيمة ورأيتهم يتجهزون للصلاة فقلتُ – في نفسي- دعني أنزل للبحر لآخذ لي شوط سباحة تجنباً للإحراج ..فقمت ولبست ونزلت البحر..غصتُ وغصت حتى وصلت الى منطقة جيدة للسباحة (أي غير عميقة ولا بعيدة) ,وسبحتُ في منطقتي (الشعيبة) والتي هي معروفة بالأجراف ..تعبت قليلا ً وقلت دعني استلقي على ظهري وأهمل جسمي حتى أرتاح قليلا ً ثم أرجع, فقمتُ بالاستلقاء وطفوت على سطح الماء. وفجأة أحسستُ أن أحدهم يسحبني لأسفل, ونزلتُ تحت الماء, حاولتُ أن أقف على أرضية البحر ثم أدفع نفسي إلى أعلى - وفي بالي ان المسافة مترين تقريباً- وفوجئت اني قد بعدت ونزلت في (جرف) وأنا لاادري ووقعت في منطقة عمقها خمسة أمتار تقريباً حاولت الطلوع وحاولت مرارا ً ولكني ما استطعت, وأحسست كأن هناك شخص فوقي ويمسكني مع رأسي ويدفعني إلى أسفل .. حاولت بكل الطرق التي تعلمتها في النادي ولكني ما استطعت الطلوع , وكنت أتخبط في الماء وفي حالة يرثى لها ....أحسستُ وقتها أني أضعف من الذبابة.. بدأ النفس يضيع مني.. بدأت أحس أن الدم يحتقن في رأسي , ومن ثم أحسست بالموت ..!!بدأت أتذكر أبي وأمي وأخواني وأقاربي وأصحابي وأولاد الحارة والعامل في البقالة وكل شخص مَرّ علي في حياتي .. تذكرت كل شي عملته وكلها في ثواني معدودة , وبعدها تذكرت نفسي .. !!بدأت أسأل نفسي : هل صليت ؟ لا.. هل صمت ؟ لا .., هل حجيت ؟ لا ..هل تصدقت ؟ لا ...أنت في طريقك إلى ربك ومفارق لدنياك.. مفارق لأصحابك كيف ترغب في مقابلة ربك ؟!!وفجأة سمعتُ صوت أبي وهو يناديني باسمي ويقول: قم صلي.. تكرر الصوت في أذني ثلاث مرات, وبعدها سمعت صوته وهو يأذن فأحسست انه قريب مني وسيأتي ليخرجني .. صرتُ أنادي عليه وأصيح باسمه والماء يدخلُ في فمي.. أصيح وأصيح ما من مجيب ...أحسست بملوحة الماء في أعماق جسمي وبدأ النفس يتقطع ,,,أيقنت بالهلاك ,, حاولت أن أنطق بالشهادة .. نطقت أشهـ .. أشهـ..وما أقدرُ أن أكملها , كأن هناك يدٌ قابضة ٌعلى حلقي وتمنعني من نطقها .. أحسست أن روحي ستخرج , وتوقفت عن الحركة ..وهذا آخر شيء أتذكره ..صحيت في الخيمة وكان عندي عسكري من خفر السواحل ومجموعة من شباب الخيمة المجاورة. أول ما صحيت قال لي العسكري : الحمد لله على السلامة. ثم مشي ..سألت الذي عندي وقلت : من هذا ؟ ومتى جاء ؟ وكيف؟ فقالوا: لا ندري, جاءنا فجأة, وأنقذك و كما ترى فقد انصرف فجأة!!سألتهم : هل رأيتموني وأنا في الماء ؟ قالوا: مع إننا كنا على الشاطئ , لكن نقسم بالله ما رأيناك وما علمنا عنك إلا بمجيء العسكري وإنقاذه لك ..مع العلم ان مركز خفر السواحل يبعد عن خيمتنا حوالي 20 كيلو متر بطريق بري يعني يحتاج له ثلث ساعة تقريباً حتى يصل لنا إذا جاءه بلاغ !!وحادثة الغرق صارت في دقائق معدودة والذين بجانبنا وهم أقرب الناس لي في لحظتها يحلفون بالله أنهم ما رأوني !! فكيف رآني العسكري وأنقذني ؟!! وربي الذي خلقني الى يومنا هذا لا أعرف كيف وصلني ..!!ورَنّ جوالي ..أجبتُ.. فإذا هو أبي .. وبدأت تتلخبط عندي الأمور.. قبل قليل سمعتُ صوته, والآن يتصل ؟!! أجبتُ عليه: كيف حالك وماهي أخبارك؟ سألني: هل أنت بخير وكررها مراراً.. وبالطبع لم أرد أن أخبره حتى لايقلق.. تفاهمت معه وأقفلت الخط ..بعد إنهاء المكالمة؛ قمتُ وصليتُ ركعتين.. وفي حياتي كلها لم أصلي مثل هاتين الركعتين.. حتى أني صليتها في نصف ساعة.. ركعتين صليتها من قلب صادق, وبكيت فيها حتى ضاع صوتي .. وفي نفس اليوم .. عندما عاد الشباب.. قلت لهم: أنا ذاهب.. ورجعتُ إلى البيت.. وعندما عدتُ كان أبي موجوداً. وعندما فتحتُ الباب فوجئت وهو في وجهي ..قال : تعال أريدك ..ذهبت معه قال :أمنتكُ بالله ماذا صار معك اليوم وقت العصر؟ تفاجأت واندهشتُ وأرتبكت ولم استطع الكلام.أحسستُ كأنّ أحداً أخبره !!كرر السؤال مرتين ..وفي النهاية حكيت له الحكاية بالتفصيل؛ عندها قال لي :والله إني أسمعك تناديني وأنا ساجد في السجود الثاني في آخر ركعة وكأنك في مصيبة ما بعدها مصيبة, انت تناديني بصياح وأحس قلبي يتقطع وأنا اسمع صوتك .. ولم أحس بنفسي وإلا وأنا ادعولك بأعلى صوتي والناس تسمع ..وفجأة أحسست كأن أحدهم صبّ عليّ ماءاً بارداً ..خرجت من المسجد بعد الصلاة واتصلت عليك مباشرة ً.. والحمد لله أجبت عليّ وأحسست أني أرتحت كثيرا ً...ولكن ياولدي أنت مفرط في الصلاة وأنت تظن أن الدنيا ستدوم لك...ألا تدري أن ربك يقدر أن يقلب حالك في ثوان معدودة, وهذا شي بسيط مما يستطيع ربك أن يعمله بك, ولكن ربي كتب لك عمراً جديداً ...عرفت ان الذي أنقذني من الموقف كان رحمة الله أولاً, ثم دعوة أبي لي ...وهذه لمسة بسيطة من لمسات الموت لكي يرينا الخالق عز وجل أن الإنسان مهما بلغت قوته وبطشه يصبح أضعف مخلوق أمام بطش الله وجبروته عز وجل ..ومن يومها لم تغب عن بالي الصلاة ولله الحمد ..فيا شباب عليكم بطاعة الخالق وطاعة الوالدين. وصدقوني من برّ بوالديه لن يخيب أبداً. فالبر بهم أساس سعادتك في الدنيا وتوفيقك وحمايتك من الشرور بعد طاعة الله عز وجل. b
شيعي يعود إلى الإسلام الحقيقي يقول الأخ المسلم وائل الحجيري من البحرين :إخوتي في الله ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهنشأت في أسرة رافضية في مجتمع رافضي في إحدى قرى البحرين .. فشربت التشيع وعشت في الوهم عاشقاً للحسين مبغضاً للصحابة الكرام لأنهم سلبوا آل محمد حقهم والكثير من الافتراءات التي ملئت عقلي وقلبي فأضحى أسوداً كالفحم عافاكم الله ... وشددت الرحال منذ نعومة أظفاري إلى القبور في العراق وإيران والبحرين طالباً المدد والعون من غير الله تعالى ... وغير هذه الأشياء من الأمور التي هي ليست إلا شركاً وكفراً بالمولى عز وجل .. فكيف اهتديت؟ .. كيف كانت عودتي إلى الإسلام الحقيقي ؟! كنتُ منذ صغري أهوى القراءة وكانت قراءتي دوماً لكتب الشيعة المخدرة المنافقة التي تسبل على التشيع أسمى معاني الإنسانية كجواد مغنية وأشرطة أحمد الوائلي وعبد الحميد المهاجر وغيرهم..ووقع يدي على كتاب ( فاضح الروافض في القرن العشرين) لإحسان إلهي ظهير رحمه الله وجعل جنات عدن مثواه.. لم أصدق ما قرأت وبغضته بغضاً شديداً .. لكن هذه القراءة نكتت في قلبي نكتة بيضاء فسعيت إلى المحاولة في أن أقرب في قلبي الشيعة والسنة فصعب علي الأمر لأني كنت أحاول أن أجمع بين نقيضين .. بين الظلمات والنور وأصبح في قلبي شعور خافت بأن الحق هو مع أهل السنة ولكن أن أترك ديني ودين آبائي .. لايمكن .. لايمكن !!ما هو الحل إذاً ؟!الغفلة واللهو نعم هو ما اتجهت إليه .. لهو وغفلة وهروب من الحقيقة الكامنة في القلب ولكن ويأبى الله إلا أن يتم نوره ... وبعد ليلة صاخبة انتهت عند مطلع الفجر ذهبت للنوم كالعادة رأيت في المنام أن ملك الموت ينزع روحي فصرخت بملء في : (رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) وكررت هذه الآية وأفقت مرعوبا خائفا فإذا بأذان الظهر من مسجد أهل السنة القريب من بيتي فقمت من فوري واغتسلت وتوجهت الى المسجد لا ادري ماذا حدث, حيث ساقتني رجلاي الى مسجد اهل السنة وصليت الجماعة.وكذلك صلاة العصر ولازلت كذلك إلى يومنا هذا وأسأل الله الثبات ... ومما ساعدني كذلك انتقال أهلي للسكنى بالمنامة في مناطق السنة مما سهل علي الأمر كثيراً !!المواجهة :لم يعجب أهلي الأمر فبدأت رحلة العذاب وهو الهجر والعداء .. هجمت علي أمي باكية ومزقت ثيابي وألقت بنفسها أمام رجلي تنوح وتبكي .. وأبي وأعمامي وإخواني وأصدقائي .. الكل هجرني !!كنت احس في قلبي بحلاوة الإيمان ولكن في نفس الوقت أحس بالحزن والكآبة للوعة الهجران.الرؤيا الثانية :في يوم حزين في المساء رفعت يدي الى السماء ودعوت المولى عز وجل سائلا الثبات وشاكيا إليه ضعفي ثم توجهت للنوم فرأيت نفسي في المنام وأنا أمشي في سكة الحديد والمكان مظلم ومغلق من جميع النواحي واذ بي أسمع بصوت القطار خلفي فقمت اجري لأهرب من القطار وانظر يمينا وشمالا ولا أجد مهربا وعندما قارب القطار أن يدهسني رأيت فرجة صغيرة فألقيت نفسي فيها لأنجو من القطار ورأيت القطار فإذا هو أسود حالك السواد فنجوت به. فإذا بي أسمع هاتفا يناديني ولكني لا أراه يسألني من تريد ؟ فقلت دونما شعور : أريد عمر ..لماذا قلت: عمر.. لا أدري !! قال لي الهاتف : اصعد الدرج وكان درجا طويلا فصعدت الدرج راكضا شوقا الى رؤياه فلما صعدت رأيته جالسا على الأرض فتصافحنا بكل شوق .. فسألته دونما سابق ميعاد : أين رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟ فأشار الى الغرفة خلفه .. فذهبت راكضا متلهفا فرأيت رسول الله .. نعم رأيته .. فأمسك بيدي مبتسماً ولم يقل شيئاً وكان ماسكا بيدي وهو مبتسم وألتم من حولنا الصحابة الكرام .. هكذا حسبتهم مبتسمين وانا لا يسعني الفرح ثم افقت من النوم !!فوجدت حلاوة الإيمان في قلبي وذهبت المرارة والحزن ووجدت القوة والعزيمة الشديدة .. أسال الله سبحانه الهداية والثبات على الحق .. والحمد لله أن هداني لاتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم.وهدى الله على يدي ثلاث من أخوتي فضلا منه وجوداً وكرم. وأرجو كل من يقرأ هذا المقال ان يدعوا لوالدي بالهداية .. وختاما أقول لجميع الشيعة لا تعيشوا في الوهم .. انظروا كتب إحسان الهي ظهير ومحمد مال الله والكثيـــــر من المراجع التي لاتخلو منها مكتبة !!والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم في الله : وائل الحجيري كان آذان الفجر يصعد من مآذن الحرم في مكة في أول يوم من رمضان سنة أربعين ومائتين للهجرة، فهبط على تلك الذرى المباركة قعيقعان وأبي قبيس، فينساب مع نسيم البحر رخياً ناعشاً ، يسحب ذيوله على تلك الصخور التي كانت (محطة) بريد السماء، ومنزل الوحي، ومنبع رحمة الله للعالمين، حتى يمسح ستور الكعبة، فيتنزل على من في الحرم تنزل النفحات الإلهية على قلوب عباد الله المخلصينوكانت صفوف المؤمنين قائمة للصلاة تدور بالكعبة من جهاتها كلها، صفوف في الحرم ترى الكعبة وتنعم بالقرب منها، وصفوف لا تراها ولكنها تتوجه إليها، وتبصرها بقلوبها،تقوم وراء الجبال الشم والبحار، في المدن والقرى، والصحاري والسهول، والأودية والقمم، والأكواخ، والسجون و المغائر، في القفار المشتعلة حراً، و البطاح المغطاة بالثلج... تتسلسل وتتعاقب لا تنقطع ما امتدت الأرض وكان فيها مسلمون.وأم أهل مكة الحرام، ولم يبق في داره إلا شيخ في السادسة والثمانين، وإن محطم ما عليه قميص مشدود بحبل، وقاموا للصلاة ما يستطيعون الوقوف مما حشدوا به بطونهم من طيبات الطعام، من كل حلوى وحامض، وحار وبارد، وسائل وجامد، ووقف يصلي وما يستطيع القيام من الجوع، فقد أمسك للصوم بلا سحور، ونام ليلته البارحة بلا عشاء، وأمضى أمسه من قبلها بلا غداء...فلما قضى صلاته قعد على محرابه منكسرا حزينا، وما كان يفكر في نفسه فلقد طال عهده بالفقر حتى ألفه، وهون إيمانه الدنيا عليه حق نسي نعيمها وازدرائها، ولكنه كان يفكر في هذه البطون الجائعة من حوله، وهو كاسبها و معيلها، وهذه المناكب العارية… ولو كان في مكانه رجل آخر قاسى الذي قاساه، و رأى الأغنياء يبذرون المال تبذيرا، و يضيعون الألوف بالباطل، على حين يحتاج هو إلى الدانق فلا يجده .. لثارعلى الدنيا، وذم الزمان، وحقد على الناس، ولكنه كان رجلا مؤمنا، وأن الناس لا يملكون عطاء ولا منعا، وأن ما كان لكسوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك لن تناله بقوتك، رفعت الأقلام و جفت الصحف.فقال: آه. الحمد لله على كل حال؟وقام فنزع القميص، و نادى: يالبابة. فجاءت امرأة متلفة بخرقة قذرة، فدفع إليها بالقميص و أخذ الخرقة فالتف بها… فقالت المرأة: يا أبى غياث، هذا ثالث يوم لم نذق فيه طعاما، و هذا يوم صيام وحر… فإذا صبرت وصبرت أنا فإن البنات و العجوز لا يقدرن على الصبر، وقد هدهن الجوع، فاستعن الله، واخرج فالتمس لنا شيئا فلعل الله يفتح عليك بدوانق أو كسيرات ندخرها فطورنا.قال: أفعل إن شاء الله.وانتظر حتى علت الشمس وكان الضحى، فخرج يجول في أزقة مكة وطرقها، وكان الناس قد انصرفوا إلى دورهم ليقيلوا، فلم يلق في تطوافه أحدا. واشتد الحر و تخاذلت ساقاه،وزاغ بصره، وأحس بجوفه يلتهب التهابا من العطش،و كان قد صار في أسفل مكة فألقى بنفسه في ظل جدار. وكان من أكبر أمانيه أن يدركه الأجل فيموت مؤمنا، فيتخلص من هذا الشقاء و ينال سعادة الأبد. و جعل ينكب التراب بيده، وهو سادر في أمانيه، فلمس يده شيء مستطيل لين فسحبها و نظر، فإذا هو بذنب حية مختبئة خلال التراب، فتعوذ بالله، ثم عاودته رغبته في الموت، وتمنى لو تلدغه فتريحه، ثم ذكر أنه لا ينبغي للمؤمن أن يطلب الموت، وإنما ينبغي له أن يقول: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وأمتني إن كان الموت خيرا لي. فقالها واستغفر الله. وعاد يرقب الحية فإذا هي ساكنة، فعجب منها،ولمسها برجله فلم تتحرك، فبحث عنها وحفر،فإذا الذي رآه حزام وليس بحية، فشده فجاء في يده (هميان) فيه الذهب، عرفه من رنينه وثقله، فأحس جوعه وعطشه قد ذهبا، وكأن القوة قد صبت في أصابعه، والشباب قد عاد إليه … وتصور أن سيحمل أنه سيحمل إلى نسائه الشبع والراحة، ويملأ أيديهن مما كن يتخيلنه ولا يعرفنه من نعيم الحياة، ورغد العيش، وجعل يفكر فيم يشتريه لهن، وكيف يلقين هذه النعمة التي ساقها الله إليهن، حتى كاد يخالط في عقله.ثم تنبه في نفسه دينه، وعلا صوت أمانته يقول له: إن هذا المال ليس لك. إنما هي ُلقطة لابد لك من التعريف بها سَنة،فإذا لم تجد صاحبها حلت لك.وتصور لسنة وطولها وهو يبحث عن عشاء يومه.وهل يبقى حيا سنة أخرى؟ وهل تبقى أسرته في الحياة؟ وماذا ينفعه أن يكون الذهب له بعدما مات من الجوع، ومات معه من يرثه؟…وأحس كأن قواه قد خارت،وودّ لو أعاد الهميان إلى مكانه، ولم يكن قد ابتلي هذه البلية…ولكنه كان رجلا فقيها يعلم أن اللقطة إن مست فلا بد من التعريف بها، وإن هو أرجعها إلى مكانها وفقدت كان المسؤول عند الله عنها، أما إذا لم يمسها فلا شيء عليه منها…و جعلت الأفكار تصطدم في رأسه، وتتراكض وتصطرع، حتى شعر أن عظم صدغيه سيتكسر من قرع الأفكار المتراكضة في رأسه، وطفق يسمع صوتا يهتف به أن: خذها فهي رزق ساقه الله إليك. ادفع بها الموت عن بناتك اللائي أطاف بهن الموت.أشبع بها هذه الأكباد الغرثى. أكس هذه الأجساد العارية. ثم إذا أيسرت ردّها إلى صاحبها، أو دفعت إليه دنانير ناقصة لن يضره على غناه نقصها..ثم يسمع هاتف دينه يقول له: اصبر يا رجل، و لا تخن أمانتك، و لا تعص ربك وعقد العزم على الصبر، واستعان بالله، وذهب إلى داره يخبأ الهميان حتى يجيء صاحبه…أو يحكم الله فيه..ودخل الدار متلصصا، فرأته امرأته فقالت:ما جاء بك يا أبا غياث؟فال: لاشيء. وأحب أن يكتمها خبر الهميان، وما كان يكتمها من قبل أمرا.قالت: بلى والله؛ إن معك شيئا، فما هو؟فخاف أن تراه فيستطار لبها… فقص عليها القصة، وكانت امرأة تقية دينة، ولكنها أضعف منه إرادة، وأوهن عزما فقالت:افتحه،وخذ منه دنانير اشتر لنا بها شيئا، فإننا مضطرون والمضطر يأكل الميتة…قال لا والله، ولئن مسسته أو أخبرت خبره أحد فأنت طالق.وتركها مغيظة محنقة وخرج يبحث عن صاحبه، لعله يأخذ منه شيئا حلالا يدفع به الضر عن عياله.ومشى إلى الحرم، وكان فيه شاب طبري طالب علم.فال الشاب الطبري فرأيت خراسانيا ينادي، يا معشر الحاج من وجد هميانا فيه ألف دينار فرده علي، أضعف الله له الثواب. فقام إليه شيخ من أهل مكة كبير من موالي جعفر بن محمد، فقال: يا خراساني، بلدنا فقير أهله، شديد حاله، أيامه معدودة، ومواسمه منتظرة، ولعله يقع في يد رجل مؤمن يرغب فيما تبذله له حلالا فيأخذه ويرده عليك.قال: الخراساني: يابا كم يريد؟قال العشر، مئة دينار.قال: يابا .لا نفعل ولكن نحيله على الله تعالى.وافترقا. قال الطبري: فوقع في نفسي أن الشيخ هو الواجد للهميان فاتبعته، فكان كما ظننت، فنزل إلى دار مسفلة زرية الاب والمدخل، فسمعته يقول: يا لبابة.قالت: لبيك أبا غياث.قال: وجدت صاحب الهميان ينادي عليه مطلقا. فقلت له: قيده بأن تجعل لواجده شيئا، فقال: كم؟ قلت: عشرة. قال: لانفعل، ولكنا نحيله على الله عز وجلّ، فإيش نعمل؟ لابد لي من رده.فقالت له: نقاسي الفقر معك منذ خمسين سنة، ولك أربع بنات و أختان وأنا وأمي وأنت تاسع القوم. يا أبا غياث إن الله أكرم من يعاقب رجلا يحيي هذه الأنفس. إنك لم تسرقه ولم تغصبه، ولكن الله هو الذي وضعه بين يديك، فلا ترفض نعمة أنعم الله عليك. إن الله يسألك عن هؤلاء النسوة…قال الطبري: ونظرت في وجه الشيخ فأحسست مما بدا عليه أنه قد تصور بناته جائعات عاريات، والعجوز المسكينة أم لبابة وقد جف جلدها على عظمها فصارت كأنها الحطبة الجوفاء، تتردد فيها الأنفاس، ففاضت نفسه رقة عليهن فسال دمعه على شيبته، ورأت المرأة ذلك فازداد طمعها فيه…ثم رأته يعبس وتبدو عليه الصرامة.. لقد ودّ لو استعان بشيء من هذه الدنانير…ولكنه ذكر أنه صبر خمسين سنة فما كان ليضيع هذا كله في لذة يوم، وذكر أنه على شفير القبر، وأنه سيلقى الله، فما كان ليلقاه خائنا أمانته ، أما عياله فلهم الله، والله أرأف بهم وأشفق عليهم، وشد من عزمه ، وصاح بها: لست أفعل، ولا أحرق حشاشتي بعد ست وثمانين سنة.قال الطبري: ( ثم سكت وسكتت المرأة. وانصرفت أنا).وأذن المغرب، وقعد الشيخ ونساءه على كسيرات وتمرات، التقطها لهم…وقعد الناس من حولهم على الموائد الحافلات بشهي الطعام، تفوح من بيوتهم روائح الشواء والحلواء، يأكلونها ويستمتعون بها، وينسون أن رمضان شهر الإنسانية والإيثار، وأن الله ما فرض علينا الصيام للجوع والعطش والعذاب…ولكن ليذكرنا هذا الجوع الإختياري الموقوت، أن في الدنيا من يجوع جوعا إجباريا، لا حد له ينتهي عنده، وليكون لنا من أعصابنا وجوارحنا، مذكر بالإحسان.فمن يقعد على مائدته الحافلة بالطعام، وجاره يتلوى من الجوع، لا يفكر فيه، ولا يشاركه طعامه، فما صام ولا عرف الصيام، وإن جاع نهاره كله وعطش…إن العادة تضعف الحس، وإن إلف النعيم يذهب لذتها، فأوجب الله الصيام علينا لنذوق مرارة الفقد فنعرف حلاوة الوجدان، ولنشتهي في النهار لقمة من الخبز الطري، والجرعة من الماء البارد، فنعلم [/center] | |
| | | صقر Admin
تاريخ التسجيل : 12/05/2011 تاريخ الميلاد : 09/05/1980 عدد || مسآهمآتي: : 786 نقاط : 1872 التقيم : 7 المزاج : الحمد لله العمر : 44 الاقامة : السعودية العمل/الترفيه : الانشاء والتعمير الساعة الان :
بطاقة الشخصية >لعب الادوار: بطاقة شخصية
| موضوع: رد: قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جداً جداً الجزء الخامس [ 5 ] السبت أبريل 07, 2012 2:09 pm | |
| أن هذه اللقمة الطرية، وهذه الجرعة الباردة، نعمة من النعم، فلا ندع الإحسان مهما كان قليلا، ولا نزهد في صدقة نقدر عليها. ولقد كان لإبراهيم الحربي رغيف كل يوم ليس له سواه، فكان يترك منه كل يوم لقمة حتى إذا كان يوم الجمعة أكل اللقم وتصدق بالرغيف…كان الشيخ يفكر في هذا، فيألم لما صار عليه حال المسلمين، ثم يذكر أن الله هو ملهم الخير، وصرف الأرزاق، فيحمده حمد رجل مؤمن راض.وأمضى ليلته الرابعة بلا طعام، لأنه ترك التمرات والكسيرات والعجوز و البنات يتبلغن بها…قال الطبري: ( فلما كان من الغد سمعت الخراساني يقول: معاشر الحاج ووفد الله من حاضر و باد، من وجد هميانا فيه ألف دينار ورده أضعف الله له الثواب. فقام الشيخ إليه، فقال: يا خراساني قد قلت لم بالأمس ونصحتك، وبلدنا والله فقير قليل الزرع والضرع، وقد قلت لك أن تدفع إلى واجده مائة دينار فلعله يقع في يد رجل مؤمن يخاف الله عز وجل، فامتنعت. فاجعل له عشرة دنانير منها فيرده عليك ويكون له في العشرة ستر وصيانة.فقال له الخرساني: يابا. لا نفعل ولكن نحيله على الله عز وجل.ثم افترقا…فلما كان اليوم الذي بعده سمعت الخرساني ينادي ذلك النداء بعينه، فقام إليه الشيخ. فقال: يا خراساني: قلت لك أول أمس العشر منه، وقلت لك أمس عشر العشر عشرة دنانير فلم تقبل، فأعطه دينارا واحدا عشر عشر العشر، يشتري بنصف دينار قربة يسقي عليها المقيمين بمكة بالأجرة وبالنصف الآخر شاة يتخذها لعياله.قال: يابا. لانفعل ولكن نحيله على الله عز وجل.فرأى الشيخ أن لا حيلة له فيه، وانقطع آخر خيط من حبال آماله، وتوهم حالة بناته وأختيه وزوجته وأمها… وأن هذا الخراساني منعهم دينارا واحدا من ألف يدفعون به الجوع والعري، والموت الكامن وراءهما، ورأى الألف كلها بيده فحدثته نفسه بأن يمسكها، أو يدفعها إليه ناقصة دينارا، ولكنه ذكر الله والحساب فاستعاذ بالله من هذا الخاطر، وهل يشتري الشقاء الدائم باللذة العاجلة، وهو يعلم أن لذات الدنيا كلها لا تنسي كربة واحدة من كرب يوم الحشر، وشقاءها كله تذهبه نفحة واحة من نفحات الجنة !!لا والله، ولقد روي أن(( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه)) فترك له الهميان، وقال للخراساني : تعال خذ هميانك…فقال له: امش بين يدي…قال الطبري : فمشيا وتبعتهما، حتى بلغا الدار. فدخل الشيخ فما لبث أن خرج، وقال: ادخل يا خراساني، فدخل ودخلت، فنبش الشيخ تحت درجة له فأخرجه الهميان أسود من خرق غلاظ، وقال: هذا هميانك؟فنظر إليه، و قال: هذا همياني.ثم حلّ رأسه من شد وثيق ثم صب المال في حجره وقلبه مرارا، ثم قال: هذه دنانيرنا.وكانت لبابة والبنات ينظرن من شق الباب إلى الذهب الذي نسين لونه وشكله، وحسبنه قد فقد من الأرض،كما ينظر الجائع إلى قدور المطعم, يتمنى منه لقمة يشد بها صلبه…وأعاد الرجل الذهب إلى الهميان وشده. ووضعه على كتفه وقلب خلقانه فوقه وخرج.ولم ينظر، في وجه الشيخ، ولم يلق في أذنه كلمة شكر.وأحست لبابة كأنه قد اختطف وحيدها، وكأن شعبة انخلعت من قلبها، فطارت وراءه، وشدها البنات، ولبثن مفتوحات الأشداق دهشة وذهولا… فلما ابتعد وأيسن منه سقطن على وجوههن من الجوع والضعف واليأس…وسمع الشيخ حركة، فنظر فإذا الخراساني قد رجع… فرفع إليه رأسه ينظر ماذا يريد، وكان أولى به أن يعرض عنه، وأن يبغضه، وقد منعه دينارا واحدا يحيى لو جاد به عليه هذه الأنفس المشرفة على الموت، ولكن الشيخ كان رجلا سمحا لا يتسع قلبه لبغضاء، فقام إليه وسأله عما رجع به. فقال الخراساني: يا شيخ، مات أبي وترك ثلاثة آلاف دينار، فقال: أخرج ثلثها ففرقه في أحق الناس عندك له، وبع رحلي واجعله نفقة لحجك، ففعلت ذلك، وأخرجت ثلثها ألف دينار، وشددته في هذا الهميان، وما رأيت منذ خرجت من خراسان إلى الآن رجلا أحق به منك، فخذه بارك الله لك فيه.. ووضعه وولى .قال الطبري: وكنت قد ذهبت فما راعني إلا الشيخ يسرع خلفي يدعوني فرجعت إليه .فقال لي : لقد رأيتك تتبعنا من أول يوم، وعلمت أنك عرفت خبرنا، وقد سمعت أحمد بن يوسف اليربوعي يقول: سمعت نافعا يقول: عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر و لعلي رضي الله عنهما: إذا أتاكم الله بهدية بلا مسألة ولا استشراف نفس فاقبلاها، و لا ترداها فترداها على الله؛ فهي هدية من الله والهدية لمن حضر. فسر معي .فسرت معه. فقال لي: إنك لمبارك، وما رأيت هذا المال قط، ولا أملته قط، أترى هذا القميص؟ إني والله لأقوم سحرا فأصلي الغداة فيه، ثم أنزعه فتصلي فيه زوجتي وأمها، وبناتي، وأختاي،واحدة بعد واحدة،ثم ألبسه وأمضي أكتسب إلى ما بين الظهر والعصر، ثم أعود بما فتح الله علي من أقط وتمر وكسيرات كعك، فنتداول الصلاة فيه…حتى إذا وصلنا إلى الدار نادى: يا لبابة يا فلانة وفلانة، حتى جئن جميعا فأقعدني عن شماله؛ وحل الهميان وقال: أبسطوا حجوركم، فبسطت حجري، وما كان لواحدة منهن قميص له حجر تبسطه فمددن أيديهن، وأقبل يعد دينارا دينارا، حتى إذا بلغ العاشر قال: وهذا لك، حتى فرغ الهميان فنال كل واحدة منهن مائة دينار و نالني مائة .ولما أذن المغرب وحف نساء الشيخ بمائدة كموائد الناس، عليها الطيبات من الطعام، قال لامرأته:أرأيت يا لبابة؟ إن الله لا يضيع أجر الصابرين، إن الله هو أرحم الراحمين، يا لبابة، لقد منعنا أنفسنا دينارا حراما، فجاءنا الله بألف حلال. وأكل الشيخ لقيمات، ثم قام ليخرج، فقالت له امرأته:إلى أين يا أبا غياث؟قال: أفتش، فلعل في الناس فقيرا صائما، لا يجد ما يفطر عليه، فنشركه في طعامنا...ذيل القصة:قال الشيخ الإمام أبو جعفر محمد بن جريرالطبري:(( وقد نفعني الله بهذه الدنانير فتقويت بها، وكتبت العلم سنين، وعدت إلى مكة بعد ست عشرة سنة فوجدت البنات ملكات تحت ملوك، وعلمت أن الشيخ توفي بعد ما فارقته بشهور، فكنت أنزل على أزواجهن وأولادهن فأروي لهن القصة، ويكرمونني غاية الإكرام.وسألت عنهم بعد ذلك بأربعين سنة فعلمت أنه لم يبق منهم أحدا، رحمة الله عليهم جميعا)).قصص من التاريخ - على الطنطاوي b
شخص كأن به مس من الجن يترنح في السيارة يرويها: أبو نهار الشهريكل يوم وفي كل مساء اذهب إلى كورنيش الدمام لأقضي ساعة في ممارسة رياضة المشي..وفي هذا اليوم وأنا أقف بسيارتي خلف سيارة في الكورنيش إذا بي أرى بالسيارة التي أمامي شخص أسمر البشرة كأن به مس من الجن يترنح في السيارة وكأن به صرع ويترنح يمين وشمال ( يتراقص)..وفتحت الباب أهم في النزول من سيارتي وإذا بي أسمع صوت صاخب يخرج من السيارة التي أمامي موسيقى وبصوت مرتفع جداً..سبحان الله .. وقبل شروعي في الرياضة تكلمت مع نفسي :هل أذكره بالله وأنصحه أو أعطيه شريط من الأشرطة التي بحوزتي لعل الله يهديه على يدي وكنت بنية صادقة مع الله ودعيت الله وأخذت شريط بعنوان ( الصآخة ) للشيخ خالد الراشد ( حفظه الله ) .وعندما اقتربت منه ورأيته في حالة هستيرية من الاندماج مع الأغنية.. ولما رآني فزع وقال : أخفتني .. خير إن شاء الله..وألقيت عليه السلام وأنا مبتسم فرد علي السلام بغير نفس..وقلت له : يا أخي ما أسمك ؟قال خير ( وش تبي ) ؟قلت مباشرة : أنا أخوك أبو نهار وأحب أهدي لك هدية ..قال : نعم وش الهدية ؟قلت تفضل ومسك الشريط يقلب بوجهي ويقول : ما هذا؟؟قلت : أرجوك أن تسمع وأستحلفك بالله أن تسمعه كامل ، وقلت له : أنا سوف أذهب أتمشى قليل بعد إذنك..قال : مشكور.. ومشيت عنه كعادتي أزاول رياضة المشي وطول هذا الوقت أدعي ربي إن يفتح قلبه...وبعد مرور ساعة وأنا مقبل إلى سيارتي فرأيت سيارة نفس الشخص واقفة ولم تتحرك , وأنا انظر إلى السيارة لم أجد الشخص فيها ونظرت باتجاه البحر ولم أجد أحداً أيضا , واقتربت من السيارة وسمعت صوت شريط (الصآخة) مرتفع ورأيت الشخص مكب على وجه وهو يجهش بالبكاء...وقلت : يا فلان ما بك ؟لم يرد عليوالله ثم والله من رآه ظنه طفل رضيع يبكي.. وقمت بفتح الباب ورفعت رأسه وهو يبكي ودموعه ملئت وجه ويقول بصوت منخفض بالكاد سمعته : ( ياويلي ياويلي سامحني يارب )وبعدما فهمت ما يهذي به أصابني شيء غريب لم استطيع وصفه لكم ولكني لم أتمالك نفسي فبكيت معه ولكن ليس حزن عليه ولكن فرحاً لما رأيت من هذا الشاب والحمد الله..وتركته يستريح قليلاً وقلت : كيفك الآن ؟ قال : ( أحس في صدري شيء غريب)قال : يا شيخ لم اسمع في حياتي مثل هذا الكلام وين أنا كنت. وبدأ يبكي بكاءاً شديداً.. وقلت له : ابكي وأخرج ما في قلبك أسال الله إن تكون خير للإسلام والمسلمينوقلت له ما أسمك قال : ( سعد ) قلت : يا سعد أن هذا اليوم هو يوم ميلادك وأتمنى أن تكون هذا الليلة بداية حياتك مع الله الذي كنت عنه بعيداً وهو كان منك قريباً وقريبا ً جداً اسأل المولى عز وجل إن يثبتك يا سعد..قال : ( آمين) ..وسجلت له رقم جوالي وقلت له أذا احتجتني في شيء اتصل ولا تتردد .. نسأل الله الثبات لهذا الشخص ولجميع المسلمين آمين.. إخوتي و أخواتي في اللهالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:اكتب إليكم قصتي وحكايتي مع الحب, ثم توبتي إلى الله عسى الله أن ينفع برسالتي هذه عاشقا وقع في براثن هذا الوحش المخيف , لكنه يريد أن يتوب إلى الله ويعود إليه. وإنما أكلمكم اليوم من باب المريض الذي سبقكم إلى العلاج وأحب أن يدلكم عليه حبا لكم وإشفاقا عليكم فأنا عندما ابتليت بهذا البلاء كنت أتمنى لو جاء احدهم ودلني, وبصراحة أشد كنت أقول عندما أقرأ الاستشارات وأسمع آراء المشايخ والعلماء والدعاة أنه كلام نظري لأنهم "ربما" لم يجربوا هذه المشكلة ولم يعانوا منها كما نعاني نحن الشباب منها , فها أنا ذا أحب لكم من الخير ما أحب لنفسي وأكلمكم كإنسان جرب الحب وعانى منه وبعون الله تعالى شفي وعاد إلى ربه............. فاسمعوني جزاكم الله خيرا.اسمي أبو عبد الله من سورية , وعمري 25 سنة أدرس في الجامعة وأعمل في نفس الوقت في مجال الكمبيوتر, متدين , والحمد لله أعشق الإسلام والصالحين من أهله . وهوايتي المفضلة كسائر شباب اليوم الجلوس أمام الانترنت.بدأت مشكلتي عندما كنت أجلس مرة أمام النت وشعرت بالملل الشديد من تصفح المواقع , فأحببت أن أتسلى قليلا وقلت لا مانع من دخول موقع دردشة والتحدث مع الناس بأي موضوع مفيد فدخلت . وهناك وجدت الشباب والشابات يتحدثون ويضحكون ويمزحون ولأني أردت فقط التحدث بالمواضيع المفيدة لم أشاركهم وانتظرت قليلا.أردت أن أقوم أنا بطرح الموضوع المفيد لكي نتحدث به ولكنني علمت أن لا مجال هنا لأحاديث الدين والتقوى لأنني سأبدو حينها كرجل يلقي خطبة وموعظة في صالة سينما مكتظة بأهل السوء فتراجعت.... واستطعت الدخول من باب الشعر والأدب لأنني أحب الشعر كثيرا وبدأت بكتابة الأشعار دون أن أطلب مشاركة أحد معي ولكن البعض من الشباب والشابات أحبوا شعري وصاروا يطلبون مني أن يشاركوني ومنهم من يطلب التحدي بالشعر, وهكذا أصبحت هذه الدردشة مكاني المفضل وبنيت فيها عدة صداقات من وراء الشعر والأدب.كانت إحدى هذه الصداقات مع فتاة ,علمت فيما بعد أنها شاعرة ولها مشاركات عديدة في كثير من مواقع الشعر والأدب , ويشهد الله أنها كانت فتاة خلوقة جدا في حديثها ومشاركتها داخل الدردشة , حتى صرت أعلم أنها لم تدخل هذه الدردشة إلا من باب التسلية فقط وطرد الملل تماما مثل حالتي.جلست مرة أمام النت وقمت بتسجيل الدخول إلى المسنجر و تفاجأت بطلب إضافة من شخص لم أسمع باسمه من قبل فوافقت وإذ به هذه الفتاة التي تعرفت عليها من موقع الدردشة فهي كانت تدخل باسم مختلف عن اسم بريدها.رحبت بها كثيرا وبصراحة فرحت بهذه الخطوة فهي كانت فتاة مؤدبة جدا - هكذا استنتجت من حديثها بالدردشة - وقالت لي أنها لم تقم بإضافتي إلا لأنها أحست بأني شاب خلوق ومؤدب من خلال الدردشة.بدأنا منذ ذلك اليوم الحديث على المسنجر, وتركنا شيئا فشيئا موقع الدردشة ذلك . وأقسم بالله لم يكن حديثي معها إلا بالمواضيع المفيدة والقيمة حيث كنا نتبادل وجهات النظر في كثير من الشؤون كما كنا نتبادل الروابط والمواقع المميزة كما كنا نتبادل الكتب التي كنا نقوم بتحميلها من مواقع الكتب المجانية.بقينا على هذه الحالة فترة زمنية لا بأس بها , ثم تطورت العلاقة حين طلبت مني أن نلتقي بالجامعة وعندها أحسست بالحرج الشديد فأنا شاب معروف بين أصدقائي بالتدين والالتزام ولم أكلم فتاة من قبل وإذا رأوني مع هذه الفتاة ماذا سيقولون عني.ولكن في نفس الوقت كنت أخشى أن أفقد صداقة هذه الفتاة إذا لم أوافق فوافقت والتقينا في الجامعة.كانت فتاة محجبة شديدة الجمال والحياء وتفاجئت بشدة حيائها فكيف طلبت مني اللقاء وهي بهذا الحياء.وهكذا بدأنا نمطا جديدا في علاقتنا ,وكثرت اللقاءات ,أما الحديث على المسنجر فكان بشكل يومي لمدة ساعات, وعندما لا نكون سوية على المسنجر أو في الجامعة فكل عقلي معها أفكر بها وما سأحدثها عنه حتى بدأ يظهر ذلك علي من كثرة الشرود والتفكير وحتى الاستماع إلى الأغاني.. ولأنني شاب متدين والحمد لله فأصدقائي متدينين ومحترمين وقد علم بعضهم بقصتي وصاروا ينصحونني ولكن لا جدوى.فكرت كثيرا , وعلمت بعدها بالسبب الذي لا يسمح لي بترك هذه الفتاة واعترفت لأحد أصدقائي به ألا وهو التعلق بالفتاة وبداية إحساس بشعور الحب اتجاهها.نعم كان بداية الحب , وهنا أحسست بالخطر فأنا لست مهيأ للزواج بعد فأمامي الكثير من العقبات , وإذا استمريت مع هذه الفتاة على هذا النحو حتى تتهيأ لي ظروف الزواج فهذه مشكلة كبيرة وبحاجة إلى حل سريع.عدت إلى ربي دعوته, بكيت أمامه, سألته, استخرته. استشرت أصدقائي المقربين لم اترك وسيلة للبحث عن حل..كان الحل الوحيد واضحا جدا وصعبا جدا .. يجب أن أترك الفتاة حتى لا أتعلق بها أكثر فالخوف كل الخوف من الوصول إلى نقطة اللاعودة .. وقد وصلتها.لو أردت يا أخوتي أن أكلمكم عن نفسي في تلك الأيام لكتبت الصفحات الطوال ولكنني أجتهد بالاختصار قدر الإمكان.سبحان الله هذه هي سنة ربي في كونه أن يكون الدواء مرا علقما فكيف أستطيع أن اترك هكذا فتاة .. ولماذا ؟لم نتكلم بسوء يوما ولم نقم بفعل سيء يوما .. ولكن.."الحلال بَيّن والحرام بَيّن "بدأت اشعر بالتعب النفسي الشديد جدا, وبالعصبية الشديدة تغيرت حالي وساءت شخصيتي ومل مني أقرب الناس إلي وعلمت حينها أن لا ملجأ لي إلا الله ولن يساعدني إلا هو فأسلمته نفسي وقلت بكامل استسلامي له : " اللهم افعل بي ما أنت أهله وأغثني"في تلك الأيام بدأت دولة الإرهاب الصهيوني محرقتها في غزة الأبية وكنت شديد الاهتمام والاستماع للأخبار بصراحة كنت أشعر بكثير من الحزن على أهل غزة.. وكثير من الحقد على أنفسنا لأننا لا نقدم لهم شيئا سوى الحزن عليهم والدعاء لهم...وفي الوقت نفسه قليل من الفرح من نفسي لأن تلك الفتاة وإن استطاعت أن تأخذ كل عقلي وقلبي وتفكيري ولكنني والله ما زلت احتفظ لربي وديني وأمتي بلب القلب وجوهر العقل, فكان هذا هو الحصن الأخير الذي إن وقع وقعت والذي قررت حين شاهدت مناظر الأطفال والأمهات أن أدافع عنه مستعينا بربي وصحبة الخير .قررت أن أمهد لها الموضوع تمهيدا فأولا اعترفت لها بشعوري اتجاهها وأنني بدأت أحبها ولكنني في الوقت نفسه أخشى من التعلق بها بشكل أكبر لأنني لا استطيع أن أتزوجها في الوقت الحالي.اعلموا يا أخوتي أنكم إن صدقتم الله صدقكم وإن نصرتموه نصركم فعندما قلت لها ذلك الكلام طلبت مني هي أن نخفف من لقاءاتنا عبر النت وأن نتوقف عن لقاءات الجامعة وقد كنت أتوقع منها الغضب و الانفصال.عندها تشجعت أكثر وقمت بكتابة رسالة طويلة أرسلتها إلى بريدها أشرح لها فيها وجهة نظري و يجب أن يذهب كل واحد منا في سبيله.وكانت كما عهدتها وعرفتها الفتاة الواعية المثقفة المتدينة ففهمت كلامي واستوعبته , وقررنا أن نترك بعضنا وفي ذهن كل واحد منا نظرة ملؤها الاحترام والتقدير للآخر.والله يا اخوتي لم يكن الأمر بالسهولة التي تتصوروها , فاسمها لم استطع حذفه من المسنجر فورا.. وعندما كنت أرى أنها قامت بتسجيل الدخول كنت كمن يجلس على نار والله , حتى أعانني الله وحذفته وعملت له حجب .وشيئا فشيئا عدت لحياتي الطبيعية وتعودت على غيابها ولله الحمد والمنة والثناء الحسن.اللهم أصلحنا واهدنا ودلنا وأرشدنا وأعنا وكن معنا وانصرنا واجعلنا لحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم قرة أعين.اللهم ارزق شباب المسلمين زوجات صالحات وارزق بنات المسلمين أزواجا صالحين.اللهم أعنا أن نجعل علم الانترنت علما في سبيلك ولنصرة نبيك ودينك.اللهم اغفر للشباب والشابات فإنهم لا يعلمون , وإن علموا فإنهم ضعفاء , إنهم لم يعصوك جحودا بحقك وإنكارا لعظمتك , وإنما ضعفت نفوسهم فقوها يا رب..واغفر للضعيف يا قوي وسامحه...آمين اللهم آمين... كلمة (الله) على جسد الرقاصة شاب كويتي من محافظة الجهراء .. مسرف على نفسه في شرب الخمر وارتكاب الفواحش.. يقضي إجازة الصيف في إحدى دول أوروبا الشرقية .. ومعروف لدى الناس أن الشيوعية التي حكمت المناطق الأوروبية أغرقتها الخمور وسعرها رخيص كرخص التراب.. فكان البعض من الخليج إلى المحيط إذا أرادوا المتعة الحرام .. ذهبوا الى هناك.وفي أحد الكباريهات أو البارات .. كانت الراقصة على المسرح تؤدي الواجب!!! (خوش واجب) وكان شلة من العرب من جنسيات عديدة يتحلقون على طاولة .. وفي هذه الدول تكثر المافيا .. ولهذا فإن العرب الأثرياء وتجار القمار يؤجرون حماية (بودي جارد) تتمثل برجل مفتول العضلات قوي البنية يلازم سيده..وبينما كان العرب يتبادلون كؤوس الخمر .. كانت الراقصة ترقص وتتعرى على المسرح .. وكانت تستعرض أعلام الدول على جسدها العاري ، فمن علم أوروبي إلى علم أفريقي إلى علم آسيوي …. وفجأة قال الشاب لرفاقه .. يا جماعة ألا ترون معي كأن كلمة (الله) على جسد الرقاصة؟..وكان الشاب في نصف حالة سكر (يعني توه ما بعد طينها وارتفع كثير) ..فقال له زملائه: نعم إنها ترقص بالعلم السعودي - قبحها الله – فقال الشاب: هذا لا يجوز السكوت عليه .. وقام منتفضاً غاضباً وصعد إلى المسرح .. والرقاصة والجمهور يعتقدون أنه سيضع في فتحة صدرها دولارات كالعادة التي يمارسها الخمارين … وإذ به ومن غير مقدمات يصفعها كفاً وينتزع العلم منها ويقول: الله اكبر… فما كان من رجال الحماية الخاصة بالراقصة إلا أن انهالوا عليه بالضرب واللكمات والركلات وهو متشبث بالعلم .. وهنا انتصر له أخواته العرب ومن معهم من حماية ( رغم انهم مرتفعين ومؤجرين الدور العلوي من المخ) ودبت الفوضى وانتهى الأمر بصاحبنا الكويتي الى المستشفى مضرجاً بدمائه متشنجاً في أطرافه .. فلما أفاق واسترخى قليلاً كانت إحدى كفيه منقبضة بعنف فلما فتحها وجد فيها قطع من العلم السعودي وفيها جزء من كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) …كانت هذه الغيرة الصادقة وهذا الحادث العنيف منعطفاً حاداً في حياة الشاب مما جعله يطلق دنيا الفساد وينتبه إلى نفسه ويرجع إلى ربه فتاب وأناب ولله الحمد.أقول إنه موقف مشرف يدل على النزعة الخيرة التي هي في نفوس جميع الناس حتى المسرفين على أنفسهم أما آن أن يبعث الإنسان منا هذا الدفين الإيماني ليعيش حياة نظيفة.. ؟! من مقال للكاتب والشيخ / محمد العوضي طفلي الصغير منذ مساء أمس و صحته ليست على ما يرام.. عندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى.. رغم التعب و الإرهاق إلا أن التعب لأجله راحة. حملته و ذهبت.. لقد كان المنتظرون كثير.. ربما نتأخر أكثر من ساعة.. أخذت رقماً للدخول على الطبيب و توجهت للجلوس في غرفة الانتظار.. وجوه كثيرة مختلفة.. فيهم الصغير و فيهم الكبير.. الصمت يخيم على الجميع. يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة استأثر بها بعض الإخوة. أجلت طرفي في الحاضرين.. البعض مغمض العينين لا تعرف فيم يفكر.. آخر يتابع نظرات الجميع.. آخرون تحس على وجوههم القلق و الملل من الانتظار. يقطع السكون الطويل.. صوت المنادي.. برقم كذا.. الفرحة على وجه المُنادَى.. يسير بخطوات سريعة.. ثم يرجع الصمت للجميع.. * لفت نظري شاب في مقتبل العمر.. لا يعنيه أي شيء حوله.. لقد كان معه مصحف جيب صغير.. يقرأ فيه.. لا يرفع طرفه.. نظرت إليه و لم أفكر في حاله كثيراً.. لكنني عندما طال انتظاري عن ساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته و محافظته على الوقت. ساعة كاملة من عمري ماذا استفدت منها و أنا فارغ بلا عمل و لا شغل. بل انتظار ممل. أذن المؤذن لصلاة المغرب.. ذهبنا للصلاة. في مصلى المستشفى.. حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف.. بعد أن أتممنا الصلاة سرت معه و أخبرته مباشرة بإعجابي به من محافظته على وقته. وكان حديثه يتركز على كثرة الأوقات التي لا نستفيد منها إطلاقاً و هي أيام و ليالي تنقضي من أعمارنا دون أن نحس أو نندم.. قال (يعني الشاب) إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت. و أخبرني… أنه يقرأ في الأوقات التي لا يستفاد منها كثيراً أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل بل إن قراءته في المصحف زيادة على الأجر و المثوبة إن شاء الله تقطع عليه الملل و التوتر.. و أضاف محدّثي قائلاً إنه الآن في مكان الانتظار منذ ما يزيد على الساعة و النصف.. و سألني.. متى ستجد ساعة و نصف لتقرأ فيها القرآن.. تأملت.. كم من الأوقات تذهب سدى.. كم لحظة في حياتكَ تمر و لا تحسب لها حساب.. بل كم من شهر يمر عليك و لا تقرأ القرآن.. أجلت ناظري.. وجدت أني محاسب و الزمن ليس بيدي.. فماذا انتظر؟. قطع تفكيري صوت المنادي.. ذهبت إلى الطبيب. أريد أن أحقق شيئاً الآن. بعد أن خرجت من المستشفى.. أسرعت إلى المكتبة.. اشتريت مصحفاً صغيراً.. قررت أن أحافظ على وقتي.. فكرت و أنا أضع المصحف في جيـبي. كم من شخص سيفعل ذلك.. و كم من الأجر العظيم يكون للدال على ذلك.. (المصدر/الزمن القادم….الكاتب/عبدالملك القاسم) صرخت بأعلى صوتي: يا رب أنقذني شاب عشق البحر وأحبه، ولأجل ذلك اشترى مركباً ليبقى في البحر أطول وقت ممكن، كيف لا ؟ وقد أصبح الموج النغمة الحالمة التي يحب أن يسمعها دائماً.كان يتنزه مع أصدقائه فأراد الله به خيراً فحدثتِ المفاجأة يقول: م. ص. ر:كنت ذات يوم في البحر مع قاربي وحيداً، أقطع الأمواج وكان الوقت قد قارب على المغرب، وأنا أحب أن أبقى منفرداً في هذه الساعة بالذات، أعيش مع أحلامي، وأقضي أجمل أوقاتي مع الأطياف، وأنا وحيد على الماء الأزرق، وفجأة حدث ما لم يكن في الحسبان، ورأيت القارب وقد اعتلاني، وأصبحت بين الماء أصارع الأمواج والموت معاً.لم أستطع أن ألتزم بقارب النجاة أو بالطوق المعد لمثل هذه الحالات، صرخت بأعلى صوتي: يا رب أنقذني، صدرتْ هذه الصيحة من أعماق قلبي، ولم أدر بنفسي.غبت عن الوعي.. استيقظت، أجَلْت بصري يمنة ويسرة، رأيت رجالاً كثيرين يقولون: (الحمد لله، إنه حي لم يمت)، ومنهم اثنان قد لبسا ملابس البحر.قالوا لي: (الحمد لله الذي نجاك من الغرق)، لقد شارفت على الهلاك، ولكن إرادة الله كانت لك رحمة ومنقذا.لم أتذكر مما مضى في تلك الحادثة إلا ندائي لربي.دارت بي الدنيا مرة أخرى، وأصبحت أحدث نفسي، لماذا تجافي ربك؟ لماذا تعصيه؟ كان الجواب: الشيطان والنفس، والدنيا كانت تصرفني عن ذكر الله !!أفقت من دواري، قلت للحاضرين: هل دخل وقت العشاء؟ قالوا: نعم.قمت بين دهشة الحضور، توضأت وصليت، قلت: واعجباً هل حقيقة أني أصلي؟! لم أكن أؤدي هذه الصلوات في حياتي إلا مرات قليلة جداً، وفوق ذلك رحمني ربي وأكرمني بجوده ومنّه.عاهدتُ ربي أن لا أعصيه أبداً، وإن أزلني الشيطان أستغفر، فإن ربي غفور رحيم.وبقيت متخوفاً ألا يقبل الله توبتي حتى قرأت هذه الآية (إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم، (إن التوبة تجبُّ ما قبلها)... فاطمأنت نفسي، واستكانت، وعرفت أن الله جواد كريم يفرح بتوبة عبده مهما بلغت ذنوبه.أسأل الله أن يتوب عليّ وعليكم وعلى المسلمين أجمعين، إنه سميع مجيب.واغرورقت عيناه بالدموع وانفجر باكياُ حتى أبكانا معه. رأيت ملك الموت يُخرج روحي من جسديكان شابا يحلم بالنجومية الساحقة والجماهيرية العريضة والتميز بالألوان الغنائية وكان ضمن المشاركين في برنامج ستار أكاديمي وسوبر ستار لكن المولى عز وجل منّ عليه بالتوبة ..واليوم هو الإنسان المؤمن الذي عاد إلى رشده وإلى ربه فقد أصبح شخصا مستقيما نادما على ما سلف من سنوات حياته التي قضاهابين السهر والغناء والموسيقى ومعصية الله عز وجل في كل شؤونه وتصرفاته ..يروي قصته ورجوعه إلى الله فيقول : أحمد الله جل وعلا الذي أخرجني من الظلمات إلى النور .. فأنا لم يبقى شيء من الحرام لم أفعله .وفي الفترة الأخيرة كنت أشعر بنوع من الغثيان كلما أمسكت آلة البيانو على عكس سابق عهدي حيث كنت أغيب عن الوعي حين أعزف وأسبح في فضاء الشيطان ..وفي إحدى الليالي وكنت نائما على معصية .. وقد كنت قبلها أعاني من قلة النوم والأحلام الغريبة وفجأة غلب عليّ النعاس وغبت عن الوعي ودخلت في عالم غريب ومخيف ..وقد بدأ الحلم وكأنني في إحدى السهرات الماجنة وحولي عدد من النساء وبعدها رأيت نفسي متوفياً ، ورأيت وكأن ملك الموت يُخرج روحي من جسدي وأنا أحاول التمسك بها ولكنه سلبها من جسدي بكل قوة وشدة وألم ..وأثناء تلك اللحظات رأيت أهلي حولي وهم يبكون وأنا أريد أن أتكلم ولكن لا أستطيع ثم رأيت نفسي وإذا بي في المغسلة حتى كفنوني وقبل أن يدفنوني صحوت من نومي على أذان الفجر فوجدته شيئا آخر وكأنني لم أسمعه من قبل ..وبعد الحلم ذهبت ورميت نفسي بين أقدام أمي وأبي وبكيت لهما واعتذرت عن أخطائي وذنوبي السابقة وطلبت منهم أن يساعدونني ، ثم اتصلت على ابن خالتي وطلبت منه أن يأخذ كل شيء له صلة بالماضي ويبعده عني بأسرع وقت ..وأعلنتها توبة لله جل وعلا وها أنا الآن أعيش الحياة الطيبة ( فقد كنت فيما مضى ميتاً فأحياني الله بمنه وفضله ) . المصدر : جريدة النخبة العدد (398) بتصرف بعد ليلة طويلة ، قضيتها مع أصحاب السوء ، مع المثقلين بالسيئات ، المبعدين عن الطاعات ، قضيتها معهم باللهو والسهر والغناء ، وديدن رتيب ممل مضحك مبكي ، يشعر العاقل في خضمه أنه لا قيمة له ، ولا حاجة إليه ..كل ليلة على هذا المنوال ، فلما تدحرجت عقارب الساعة ، واستقرت على ضفاف الهزيع الأخير من الليل ، ركبت سيارتي وعدت إلى المنزل ، فكانت الساعة وقتئذ تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل ، فتحت باب المنزل ودخلت ، فإذا بجدتي - يرحمها الله - قد افترشت سجادتها ، في ناحية من البيت ، ومضت في صلوات كثيرة وطويلة ، لم أحص لها عدا ..إلا أنني أذكر أنها كانت تصلي وهي جالسة ، فقد تعبت من الوقوف ، فآثرت الوقوف بين يدي الرءوف الرحمن ، فاستمرت في صلاتها قاعدة ، فاستوقفتني لحظات الرحمة والتوفيق من الغفور الرحيم لأقف أنظر إليها وهي تصلي ، غير عابئة بالنائمين ، ولا مكترثة بالداخلين والخارجين ، فأحسست من تلك اللحظة ، بشيء غريب ينتابني ..وكأن شيئا ما سيحدث في حياتي ، ثم دخلت غرفتي ، حاولت النوم ، فلم يكن لي منه نصيب ، فأصبحت صورة جدتي في مخيلتي ، وأمام عيني ، ومن حولي ، وفي كل مكان من غرفتي ..يا الله ، ماذا أصابني ، ثم عدت أرسل الفكر والتأمل في نفسي وحياتي ، وشبابي وصلابة عودي ، وقوتي وفتوتي ، كيف أبدد هذه النعمة في معصيةٍ أهبها ، وجدتي التي جلست على حافة القبر ، تتهجد وهي جالسة ، تعبت من الوقوف ، لا شك بأنها تحب أن تصلي وهي واقفة ، فما الذي منعها ؟إنه الكبر والهرم ، إذاً لا شك إنها تتمنى أنها في شبابي ، وأنا أضيِّع هذا الشباب ، ثم من يضمن لي أن أعيش حتى أبلغ ما بلغت من العمر ، فسرحت في تأملات ، خالطها صوت المؤذن وهو ينادي لصلاة الفجر ( الصلاة خير من النوم ) ..قلت أين النوم ، الأمر أعظم من النوم ، القضية مفترق طريق ، ولا بد أن أتخذ قراراً سريعاً ، فسألت الله عز وجل أن يعينني ، فإذا بي أشم رائحة التوبة ، وأذوق طعمها ، وإذا بقلبي يخضع لوابل الرحمة فتتفجر منه أنهار الأيمان ( وإنَّ من الحجارة لما يتفجَّر منه الأنهار ) ، فشعرت كأنني أولد من جديد .ثم خرجت إلى المسجد ، وكنت أول الداخلين من المصلين بعد المؤذن ، فصليت سنة الفجر ، وتناولت المصحف ، وشرعت أتلوا آياته ، وأتأملها ، فإذا بها تخاطبني ، وتواسيني ، وتزيل عني هموم الذنوب والخطايا ، بسعة رحمة رب البرايا ..فما زلت كذلك ، فإذا بيد تمتد نحوي لتصافحني ، فمددت يدي ، ونظرت إلى صاحبها ، فإذا به والدي رحمه الله رحمةً واسعة، وكان كل شيء يتوقعه مني ، إلا أن يجدني في المسجد..فنظر إليَّ نظرةً لا تغيب عني أبداً ، نظرة لا أستطيع وصفها ، بها كل الأحاسيس والمشاعر مختلطة ، احتضَنتْها عبرةٌ جاشت في فؤاده رحمه الله ، فارتمت على آثارها المدامع فوق خدَّيه ، وكأن لسان حاله يقول :سبحان من فتق القلوب أنارها *** بمحاسن التقوى جلى أبصارهاما كنت أحسب أن مثلك يهتدي *** أم أن يمـيز ليلـها ونهـارهافلطالما قد جئت نحوك ناصحا *** أن تعرف الأصحاب كي تختارهاأن تتركن الملهيات جميعها *** أعـوادهـا أقواسـها أوتارهـافنظرت نحوي عاتبا مستكثراً *** أنـي أريك طريقـها ومسارهـاولدي أحبك صائما ومصليا ً *** ومن البرية قد صحبت خيارهـاولدي أحبك زاد حبك بعدما *** تتلوا من السور الكرام قصارها من محاضرة : ( سبب هدايتي جدتي ) للداعية عبد الله السالم . لا شيء مما ترى تبقَى بشَاشتُه *** يبقى الإله و يودي المالُ و الولدتزوجت منذ ما يزيد على سبع سنين.. الحمد لله كل ما أنشده - من وجهة نظري- وجدته.. فأنا مستقر في عملي.. مستقر في زواجي.. لا أشكو إلا الملل.. فأنا و زوجتي لم نرزق أطفالاً.. و بدأ الملل.. و كثرت زيارات الأطباء.. كل جهد أعتقد أنني بذلته.. سافرت للداخل و الخارج.. عندما أسمع عن طبيب قادم متخصص في العقم.. أحجز لديه موعداً.. التحاليل كثيرة و الأدوية أكثر.. و لكن لا فائدة.. أصبح أكثر حديثنا أنا و زوجتي في الطبيب الفلاني.. و ماذا قال.. و ما سنتوقع.. التوقعات تستمر لمدة سنة أو سنتين.. فمرحلة العلاج طويلة.. منهم من أخبرني أن العقم مني.. و البعض أفادنا أن العقم من زوجتي.. على كل حال.. سارت أيامنا مراجعة و بحث عن حل.. أصبح هاجس الطفل يسيطر على مشاعرنا.. و على الرغم من أنني أحاول أن لا أشعر زوجتي بذلك.. و لكن لابد أن تشعر بما يدور.. فالأسئلة كثيرة.. هناك من يسألها ماذا تنتظر.. و كأن الأمر بيدها.. منهم من ينصحها باسم طبيب في المكان الفلاني.. لقد ذهبت له فلانة و أنجبت طفلاً.. و فلانة.. و هكذا أصبح مجتمع زوجتي له نصيب كبير من الأسئلة.. لم يقل لنا أحد لماذا لا نتجه إلى الله و ندعوه دعوة صادقة.. سبع سنوات مضت و نحن نلهث وراء الأطباء و تركنا الدعاء.. و تركنا التوجه إلى الله. ذات مساء عبرت طريقاً فإذا بشخص كفيف يريد أن يعبر الطريق.. فأمسكت بيده.. و عبرت به الجزء الأول من الطريق.. و وقفنا في المنتصف.. ننتظر خلو الشارع في الجهة الأخرى من السيارات.. و وجدها فرصة ليسألني.. بعد أن دعا لي بالتوفيق و الصحة.. هل أنت متزوج؟ فأجبته بنعم.. فأردف قائلاً.. ألك أبناء.. فقلت له : لم يقدر الله ذلك.. منذ سبع سنين و نحن ننتظر الفرج.. عبرنا الطريق. و لما أردت أن أودعه قال لي.. يا بني لقد جرى لي ما جرى لك و أخذت أدعو في كل صلاة.. ( رب لا تذرني فرداً و أنت خير الوارثين) و الحمد لله لي من الولد سبعة.. فضغط على يدي و قال: لا تنس الدعاء.. و لم أكن أحتاج إلى توصية.. فقد وجدت مفقوداً لي.. أخبرت زوجتي بما حدث لي.. وتجاذبنا الحديث. أين نحن عن الدعاء كل شيء بحثنا عنه و جربناه.. و كل طبيب نسمع به طرقنا بابه.. فلماذا لا نطرق باب الله؟ و هو أوسع الأبواب و أقربها.. تذكرت زوجتي أن امرأة مسنة قد قالت لها منذ سنتين.. عليك بالدعاء.. و لكن كما قالت زوجتي.. كان في ذلك الوقت لدينا مواعيد لا حد لها مع الأطباء.. أصبحت مراجعاتنا للأطباء مراجعة عادية بدون تلهف و بدون قلق.. مراجعات عادية.. نبحث عن علاج محدد فقط.. يكون سبباً من الأسباب.. و توجهنا إلى الله بقلوبنا.. في الصلوات المكتوبة و في جوف الليل.. تحرينا أوقات الإجابة.. و لم يخب الظن.. و لم نُردَ.. بل فتح الله باب الإجابة.. و حملت زوجتي.. و وضعت طفلة.. تبارك الله أحسن الخالقين.. لم نخف الفرح و لا السرور.. و لكننا الآن نردد.. ((ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و أجعلنا للمتقين إماما)). (المصدر/الزمن القادم….الكاتب/عبدالملك القاسم) يقول راوي القصة :كنت مدرساً في حلقة تحفيظ القرآن الكريم بالمسجد .. أراه بعد المغرب في الخامسة عشرة من عمره ممسكاً بمصحف صغير يقرأ فيه .. لا.. لم يكن يقرأ.. كان يوهمنا أنه يقرأ .. كان يختلس النظرات إلينا الحين بعد الحين .. يريد أن يعرف ماذا نفعل .. كان يسترق السمع الفنيـة بعد الأخرى .. يريد أن يعرف ماذا نقول .. وكلما نظرت إليه غض طرفه وعاد إلى قراءته كأن لم يفعل شيئا .. كان يجلس يومياً هذه الجلسة الخجولة.. وينظر تلك النظرات الراهبة .. بعد انتهاء صلاة العشاء .. عزمت على التعرف عليه . أنا اسمي (سلمان) أدرّس في حلقة القرآن الكريم بالمسجد .. وأنا اسمي (خالد) عجباً !!! قالها بسرعة كأنه كان يحضر الإجابة ويتوقع السؤال.. أين تدرس يا خالد ؟؟ - في السنة الثالثـة المتوسطة , وأحب القرآن جـداً .. ازداد إعجابي !!! ما ضرورة تلك الجملة الأخيرة ؟!! تشجعت وقلت له : خالد هل لديك فسحة في الوقت بعد المغرب ، نأنس بوجودك معنا في حلقة القرآن الكريم ؟ هـاه !! القرآن .. الحلقة .. نعم ، نعم ، بكل سرور.. سوف آتي إن شـاء الله.. إذن, موعدنا غداً إن شاء الله . أمضيت ليلتي وأنا أفكر في حال هذا الفتى العجيب، استعصى علي النوم حاولت أن أجد إجابة لمـا رأيت وسمعت ، فما استطعت قلت في نفسي : ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تزود وضعت جنبي على شقي الأيمن .. لفني الليل بين أدرانه , وأخذني النوم في أحضانه (( اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك)) ومضت الأيام , وخالد مستمر معنا في حلقة القرآن ، كان نشيطاً في الحفظ والمراجعة.. أحب الجميع .. وأحبه الجميع .. كان لا يفارق المصحف .. ولا يترك الصف الأول .. لم نكن ننكر عليه أي شيء .. إلا شيئاً واحداً !! شروده الطويل ، وتفكيره الساهم ، فأحياناً نحس أن جسمه معنا ، لكن روحه تمضي، سابحة في ملكوت آخر .. غارقاً في دنيا أخرى .. كنت أفاجئه أحياناً .. فلا يملك إلا أن يلملم هروبه الذهني ، وشروده الفكري ويعتذر بعذر .. وهو يعلم أننا لا نصدقه.. أخذته يوماً إلى شاطئ البحر.. فلعل سره الكبير يلتقي مع هذا البحر الكبير فيفرغ ما في نفسه من هم ، ويخرج ما في روحه من ألم.. وصلنا إلى البحر .. ومشينا على شاطئه .. كان الوقت مساءاً .. وكان القمر بدراً .. منظر عجيب.. التقى فيه سواد الماء مع سواد البحر .. ووقف نور القمر الفضي حائراً بينهما كوقوفي حائراً أمام خالد.. تسري خيوط القمر البيضاء الهادئة الصامتة على صفحة هذا البحر الهادئ الصامت .. ووقفت أنا أمام هذا الفتى الصامت.. المنظر كله صمت في صمت .. فلا صوت هناك يُسمع سوى صوت الصمت فجــأة !!!؟ يخترق هذا السكون الصامت صوت بكاء حار، ونحيب مــر.. صوت خالد وهو يبكي .. لم أشــأ أن اقطع عليه لذة البكـاء.. وطعم الدموع .. فلعل ذلك يريح نفسه .. ويزيل همـه.. وبعد لحظات قال : أني أحبكم .. أحب القرآن .. وأهل القرآن.. أحب الصالحين, والطيبين .. ولكن .. أبي.. أبي.. أبـوك ؟! وما بال أبيـك يا خـالد ؟؟ أبي يحذرني دائماً أن امشي معكم .. يخاف منكم .. يكرهكم .. كان دائماً يبغضني فيكم.. ويستشهد على ذلك بقصص وحكايات وأساطير وروايات.. ولكن عندما كنت أراكم في الحلقة تقرؤون القرآن ؛ كنت أرى النور في وجوهكم ، النور في كلامكم بل كنت أرى النور في صمتكم كنت اشك بكلام والدي. فلذلك كنت دائماً أجلس بعد المغرب , أنظر إليكم وأتخيل نفسي معكم .. اقتبس من نوركم .. وأرشف من معينكم .. أتذكر ؟ أتذكر يا أستاذ سلمان ؟؟ اتذكرعندما أتيتني بعد صلاة العشاء ؟ لقد كنت انتظرك منذ زمن بعيد .. تُمسك بروحي, وتجعلها تحلق مع أرواحكم .. في عالم الطهر والعفاف والنور والاستقامة .. تشجعت .. دخلت الحلقة .. اجتهدت.. لم أكن أنام.. كانت أيامي وليالي كلها قرآن .. لاحظ أبي التغيير الذي طرأ على حياتي..عرف بطريقة أو بأخرى ، أنني دخلت التحفيظ ومشيت مع ( المطاوعة ) حتى كانت تلك الليلة السوداء.. كنا ننتظر حضوره من المقهى- كعادته اليومية- لنتناول طعام العشاء سوياً دخل البيت, بوجهه المظلم , وتقاطيعه الغاضبة .. جلسنا على سفرة الطعام.. الكل صامت- كالعادة- كلنا نهاب الكلام في حضوره. ثم قطع الصمت بصوته الأجش الجهوري .. وبصراحته المعهودة: لقد سمعت أنك تمشي مع (( المطاوعـة )) ؟؟ أصيب مقتلي.. عُقـد لساني.. ذهب بياني .. اختلطت الكلمات في فمـي.. لم ينتظر الإجابة .. تناول إبريق الشاي ، ورماه بقـوة في وجهي .. دارت الدنيا في رأسي .. واختلطت الألوان في عيني .. وأصبحت لا أميز سقف البيت من جدرانه .. من أرضـه.. سقـطت .. حملتني أمي .. صحوت من اغمائتي الخفيفة, على يديها الدافئة .. وإذا بالصـوت الجهـوري يقول : اتركيه.. وإلا أصابك ما أصابه .. استللت جسمي من بين يدي أمي .. تحاملت على نفسي لأذهب إلى غرفتي .. وهو يشيعني بأبشع الشتائم , وأحط الألقاب .. لم يكن يمر يوم إلا وهو يضربني ، ويشتمني ، ويركلني .. يرميني بأي شيء يجده أمامه؛ حتى أصبح جسمي لوحـة مرعبـة .. اختلطت فيها الألوان الداكنـة .. كرهته.. أبغضته.. امتلأ قلبي بالحقد عليه.. يومٌ من الأيام ونحن على سفرة الطعام .. قال: قـم , ولا تـأكل معنــا.. وقبل أن أقوم .. قام هو وركلني في ظهري ركلة, أسقطتني على صحن الطعام .. ( تخيـلـت ) أنني اصـرخ في وجهـه وأقـول لـه: سوف أقتص منك.. سوف أضربك كما | |
| | | صقر Admin
تاريخ التسجيل : 12/05/2011 تاريخ الميلاد : 09/05/1980 عدد || مسآهمآتي: : 786 نقاط : 1872 التقيم : 7 المزاج : الحمد لله العمر : 44 الاقامة : السعودية العمل/الترفيه : الانشاء والتعمير الساعة الان :
بطاقة الشخصية >لعب الادوار: بطاقة شخصية
| موضوع: رد: قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جداً جداً الجزء الخامس [ 5 ] السبت أبريل 07, 2012 2:09 pm | |
| ضربتني.. سوف اكبر وأصبح قوياً .. وسوف تكبر وتصبح ضعيفاً .. عندها .. افعل بك كما تفعل بي ، وأجزيك شر ما جازيتني .. ثم هربت .. خرجت من المنزل.. أصبحت اجري واجري على غير هدى, وبدون هدف.. حتى ساقتني رجلي إلى هذا البحر؛ الذي تغسل أمواجه هموم نفسي.. وآلام فؤادي .. وأمسكت بالمصحف اقرأ فيه .. حتى أني لم استطع أن أواصل من كثرة البكاء.. وشدة النحيب .. عندها نزلت من خالد بعضاً من دموعه النقية ، التي سطعت في ضوء القمر كما يسطع اللؤلؤ تحت ضوء المشاعل .. لم انبس بكلمة واحدة .. فقد ربط العجب لساني واستعجـم بيـاني .. هل أعجب من هذا الأب الوحشي؛ الذي خلا قلبه من معاني الرحمة .. وعششت في قلبه شتى أنواع القسوة .. أم أعجب من هذا الابن الصابر الذي أراد الله عز وجل له الهداية .. فألهمه الثبات .. أم أعجب منهما الاثنين.. حين استحالت رابطة الأبوة والبنوة بينهما أشلاء .. صارت علاقتهما كعلاقة الأسد بالنمر.. والثعلب بالذئب ...أخذت بيده.. مسحت دموعه بيدي.. وصّبرته.. ودعوت له.. ونصحته ببر والده والصبر على أذاه , ولو حصل منه ماحصل وفعل ما فعل .. ووعدته بأن أقابل والده واكلمه واستعطفه.. مرت الأيام وأنا أفكر في الطريقة التي أفاتح بها والد خالد في موضوع ابنه, وكيف أتكلم معه، وكيف أقنعه.. بل كيف اعرفه على نفسي, وكيف سأطرق عليه الباب.. وأخيراً استجمعت قواي , ولممت أفكاري, وقررت أن تكون المواجهة.. اقصد المقابلة .. اليوم .. الساعة الخامسة.. سرت إلى منزل والد خالد .. وسارت معي أفكاري الكثيرة, وتساؤلاتي العديدة.. طرقت الباب, ويدي ترتجف, وساقي تعجز عن حملي.. ثم فُتح الباب.. وإذا بذلك الوجه العابس.. وتلك التقاطيع الغاضبة.. فابتسمت ابتسامة صفراء لعلها تمتص نظرته السوداء.. وقبل أن أتكلم !! (( امسك بتلابيب ثوبي ,وشدني إليه )).. وقال : أنت ( المطوع ) الذي تدّرس خالداً في المسجد ؟؟قلت : ن . ع . م .. قال: والله لو رأيتك تمشي معه مرة أخرى كسرت رجلك.. خالد لن يأتيكم بعد الآن .. ثم .. جمع (( مـادة فمـه )).. وقذف بها دفعـة واحـدة في وجه الفقير إلى الله.. وأغلق الباب ..كان ختـامهـا مسكـاً مسحت عن وجهي ما أكرمني به, ورجعت أدراجي وأنا اسلي نفسي وأقول ((رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام , فُـعل به أكثر من هذا..كذبه قومه شتموه.. رموه بالحجارة.. أدموا رجله.. كسروا رباعيته.. وضعوا القاذورات فوقه.. أخرجوه من وطنه.. وطردوه من أرضه )).. ومرت الأيام, تلو الأيام.. والشهور تلو الشهور, ونحن لا نرى خالداً.. فأبوه يمنعه من الخروج حتى للصلاة.. ونحن يمنعنا من رؤيته وزيارته.. دعونا له ونسيناه في غمرة الحياة.. ومرت السنون.. وفي ذات ليلة.. بعد صلاة العشاء.. في المسجد إذا بيـد غليظة تمسك كتفي .. إنها ذات اليد التي أمسكت بعنقي قبل سنين.. انه نفس الوجه.. ونفس التقاطيع.. ونفس الفم الذي أكرمني بما لا استحق ولكن ؟!! هناك تغيراً كبيراً !! الوجه العابس.. أضحى منكسراً.. التقاطيع الغاضبة.. أمست ذليلة هادئة.. والجسم هدته الآلام والهموم.. والجسد أضعفته الأحزان والغموم...أهلاً يا عم.. قبلت رأسه ورحبت به.. وأخذنا زاوية في المسجد.. انفجر باكياً!! .. سبحان الله.. ما كنت أظن ذلك الجبل سوف يصبح في يوم من الأيام سهلاً .. ولا ذلك البحر الهادر؛ يمسي غديراً منسابا..: تكلم يا عم.. واخرج ما في نفسك.. كيف حال خالد ؟: خالد.. وكأن بكلمتي هذه قد غرست في أحشاءه خنجراً.. وأودعت في فؤاده سكيناً تنهد بعمق ومضى يقول: أصبح خالد يا بني, ليس خالداً الذي تعرفه.. ليس خالد الفتى الطيب الهادئ الوديع.. منذ أن خرج من عندكم, تعرف على شلة من شلل الفساد.. فهو اجتماعي بطبعه.. وهو في سن يحب فيها أن يخرج ويدخل ويلهو ويلعب.. بدأ بالدخان.. شتمته وضربته.. لا فائدة فقد تعود جسمه على الضرب, واستساغت أذناه الشتائم والسباب.. كبر بسرعة.. كان يسهر معهم طويلاً.. لا يأتي إلا مع خيوط الفجر.. طرد من المدرسة.. أصبح يأتينا في بعض الليالي وكلامه ليس ككلامه, ووجهه ليس كوجهه.. لسانٌ يهذي.. ويـدٌ ترتعش.. أصبح جسماً مهترئاً ضعيفاً.. تغير ذلك الوجه الأبيض النقي.. أصبح وجهاً اسوداً عليه غبار الخطيئة والضياع.. وتغيرت تلك العينان الصافيتان الخجولتان.. أصبحت حمراء كالنار.. وكأن ما يشربه أو يتناوله تبدو عاقبته على عينيه في الدنيا قبل الآخرة .. ذهب ذلك الخجل والاستحياء.. وحلت مكانه الرعونة وسوء الأدب.. ذهب ذلك القلب الطيب البار.. واستحال قلباً قاسياً كالصخر أو أشد.. أصبح لا يمر يوم إلا ويشتمني, أو يركلني, أو يضربني.. تصور يا بني.. أنا أبوه ويضربني ؟!!ثم عاود البكاء الحار.. ونحيبه المر.. ثم مسح دموعه.. أرجوك يا بني.. يا سلمان .. زوروا خالد.. خذوه معكم.. سوف اسمح لكم.. بيتي مفتوح أمامكم.. مرّوا عليه.. انه يحبكم.. سجلوه في حلقة تحفيظ القرآن.. خذوه معكم في رحلاتكم.. لا مانع عندي أبداً .. بل إنني راض أن يعيش في منازلكم.. وينام معكم.. المهم.. المهم أن يرجع خالد كما كان.. أرجوك يا بني اقبل يديك, وألثم رجليك.. أرجوك.. أرجوك.. ومضى في بكائه ونحيبه, وحسراته, حتى أنهى ذلك كله...فقلت له : ياعم.. ( ذلك زرعك .. وهذا حصادك ).. ورغم ذلك.. سـوف أحاول . توبة مطرب الصومال عبد الله زلفي في إحدى المدارس الابتدائية بمقديشو تجمّع المعلّمون والإداريّون ، ومعهم مدير المدرسة ، يستمعون بشغف إلى ذلك الفتى الأسمر النحيل وهو يشدو بصوته الساحر ، ويردّد أبياتاً من عيون الشعر العربيّ ..كانت الصومال وقتها تعيش الحقبة الاشتراكية من عهد الرئيس (( سياد بري )) فكان لا بدّ لموهبة الفتى أن تسخّر في هذا الاتجاه ، فتسابق الشعراء في تنظيم قصائد المدح والإشادة بالرئيس وعهده ، كي ينشدها الفتى الذي ذاع صيته في مدارس العاصمة ، وأصبح محطّ أنظار مسئولي التعليم .تقدّم الفتى إلى المرحلة المتوسطة ، ثمّ الثانويّة ، وتقدّمت معه موهبته التي جذبت انتباه وزير التعليم ، فأصدر قراراً بتأسيس فرقة موسيقية تحت إشراف الفتى ...تلكم كانت بداية عبد الله زلفى مطرب الصومال التائب ، الذي قرّر أن يغرّد خارج سربه بعد أن تبيّن له أنّ السرب يسير نحو الجحيم..ذاعت شهرته ، وأصبح يعرفه كلّ صوماليّ وجيبوتيّ ، ولقّبوه بمطرب الصومال الأوّل ، وفي عام 1396هـ شهدت الصومال نقطة تحوّل في توجّهها حيث تمّ طرد الخبراء السوفيت ، واعتماد سياسة الانفتاح ، فكان لا بدّ لمطرب الصومال الأوّل أن يتجاوب مع توجّهات بلاده ، فترك الفرقة الموسيقية الحكوميّة وعمل لحسابه ، وتحوّل من الغناء للاشتراكية ، إلى الغناء للانفتاح .. يقول عبد الله زلفى :اشتريت ملهى ليلياً كنت أغنّي فيه ، وكانت فنادق مقديشو وملاهيها تتسابق لاستضافتي ، فكنت أغنّي في أكبر فندقين في العاصمة : ( العروبة وجوبا ) .. كانت مهمّتي تتمشّي مع متطلبّات المرحلة ، فقد كان عليّ إغراق الشباب في اللهو والمجون ، والضرب على غرائزهم ، بحيث لا يفكّرون فيما يحدث لبلادهم من تمزيق ، ولثرواتهم من نهب ..كان الشباب حولي يرقصون ، فيما كانت مدافع وصواريخ إثيوبيا تدّك المساجد في ( هرجيسا ) و ( برعو ) وغيرهما من المدن المسلمة ، قدّمتُ السخافات الغربيّة بدعوى : ( الفرانكو أراب )) ، وسافرت إلى لندن وباريس وروما وغيرها من العواصم الأوربيّة والأفريقية لتقديم الفنّ الصوماليّ الحديث !!وازداد إقبال الشباب علي ّ – والموت في انتظار كلّ من يتحدّث عن الشأن العام – ورافق ذلك إطراء وتهليل من وسائل الإعلام للغناء الذي أقدّمه ، وكان ذلك يعني مزيداً من الأموال تصبّ في جيبي ..عام 1983م ( 1403هـ ) كان فاصلاً في حياتي ، فقد أراد والديّ أن يكملا فرحتهما بابنهما الذي أصبح موضع إعجاب شباب وشابات الصومال ، وقد خشيا أن أتزوّج فتاة لا يعرفونها فأبتعد عنهما ، فرشّحا لي إحدى قريباتي عروساً ، كانت على درجة عالية من الثقافة والجمال ، فوافقت عليها بلا تردّد ، وتوقّعت أن تطير فرحاً بي ، كيف وقد وقع اختياري عليها من بين آلاف الفتيات اللاتي يتمنينني زوجاً ، لكنّ توقّعي خاب ، فمنذ الليلة الأولى لمحتُ في عينيها حزناً دفيناً لم تخفه كاميرات التلفزيون والمصوّرين التي ملأت قاعة الاحتفال .. ظننت أنّ المسألة مجرّد إرهاق أو خجل يعتري الفتيات في مثل هذه المواقف ، ولكنّ الأمر لم يكن كذلك ..كنت أعود من الملهى قبيل الفجر ، فأجد زوجتي تقرأ القرآن .. وإذا حكيت لها ما حدث لي في عملي تكتفي بتحيّتي ، وتدعو لي بالهداية ، ثمّ تمضي لصلاة الفجر ، وأمضي إلى فراشي .. وكلّما حدّثتها عن عملي أجابتني : (( الرزّاق هو الله )) ولم أكن وقتها أفهم مغزى هذا الكلام فلم نكن نشكو الفقر أو قلّة الرزق .وبعد خمس سنوات رأت زوجتي أن تواجهني مباشرة ، فعندما عدت إلى المنزل في أحد الأيّام ، كانت مساجد المدينة تصدح بآذان الفجر.. سألتني مستنكرة : لِمَ لم تدخل المسجد وأنت تسمع آذان الفجر ؟! )) كانت هذه هي المرّة الأولى التي أسمع فيها أنّ بإمكاني أن أدخل المسجد ، وأصبح مسلماً صالحاً ..كانت تلك بداية معركة في داخلي بين فطرتي التي تدعوني إلى الاستجابة لنصيحة زوجتي ، وواقعي الغارق في وحل الفنّ ، وفي المساء كنت أهندم ملابسي استعداداً للذهاب إلى الملهى فإذا بزوجتي تهمس في أذني برقّة : (( استرح يا أخي ، فالرزّاق هو الله )) ..خشيت أن أضعف أمامها ، فأسرعت خارجاً من البيت ، لكنّ رحمة الله عزّ وجلّ كانت لي بالمرصاد ، فما إن نزلت من سيّارتي وهممت بدخول الملهى حتّى سمعت المؤذّن ينادي لصلاة العشاء : ( حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله )) .. وكأنّي أسمع هذا النداء للمرّة الأولى .. فما كان منّي إلا أن غيّرت وجهتي .. ودخلت المسجد .. توضأت ، وصلّيت مع المصلّين الذين تجمّعوا حولي يمطرونني بالترحاب ، وقد غطّت وجوههم السعادة ، وأهدي إليّ أحدهم كتاب : ( شرح أحاديث البخاري ) .خرجت من المسجد ، وركبت سيارتي ، وقفلت عائداً إلى البيت لأبشّر زوجتي بمولدي الثاني ، وتلك كانت منحة في ثوب محنة .تلك كانت قصّة مطرب الصومال الأول مع الهداية ، وقد برهن على صدق توبته بخطوات عمليّة ، بدأها بالتبرّع بالأجهزة الصوتيّة ، والاستديو الذي يملكه لخدمة الدعوة الإسلامية ، وبدأ دخله يتراجع ، وأمواله تقلّ ، فهو مغنٍ ، وليس له دخل سوى ما يكسبه من هذه المهنة ، فلم يفتّ ذلك في عضده ، وباع سيارته ومنزله الكبير ، وكان عزاؤه في ذلك حلاوة الإيمان التي تغمر قلبه ، والسعادة التي تحيطه بها زوجته وهي تردّد ؛ (( الرزّاق هو الله )) .. لقد أصبح لهذه العبارة الآن معنى ومذاق طالما غاب عن عبد الله قبل ذلك .ولمّا كان طريق الإيمان والتوبة محفوفاً بالمكاره اختباراً وامتحاناً ، فقد استدعته السلطات وعاتبته على خطواته التي عدّوها (( متهوّرة )) وظنّوا أنّ الأمر لا يعدو مجرّد نزوة من فنّان أراد أن يجذب الانتباه إليه ، لكنّهم وجوده إنساناً آخر غير الذي عهدوه طيلة ثمانية عشر عاماً – عمر مشواره الفنّي - .. هدّدوه ، وطلبوا منه أن يظهر في التلفاز ويعلن أسفه على خطوته تلك ، ويعتذر لمعجبيه من الشباب والشابات ، ويؤكّد لهم أنّه قد غرّر به .. فرفض . فلمّا أدركوا حجم تصميم الرجل لم يجدوا بدّاً من سجنه!!نعم .. سجنوه لأنّه تخلّى عن دور مهمّ كان يقوم به في تغييب الشباب ، وأصبح قدوة من نوع آخر .. نوع يقلق أهل الباطل ، ويهدّد أركان مشروعهم ..لم تفلح العصا ، فعادوا يلوّحون بالجزرة .. عرضوا عليه مبلغاً من المال على أن يعود إلى الفنّ ، لكنّه أبى .. اقترحوا عليه أن ينظّموا له حفل اعتزال عسى أن يكون ذلك بداية لاجتذابه إلى الغناء مرة أخرى ، ولكنّه فهم المخطّط ورفض بإصرار ..يقول عبد الله زلفى : (( كانت عقيدتي قويّة ، وكانت زوجتي تقف معي في محنتي ، فكان قراري الرفض الحاسم للعودة إلى الطرب )) .وفي عام 1410هـ أراد أن يخرج من جوّ الحصار الذي يحيط به ، والملاحقات المتوالية التي تضغط عليه ، فلم يجد وجهة خيراً من بيت الله الحرام ، وهناك تزوّد بشحنة إيمانيّة جديدة كان لها بالغ الأثر في تثبيته على طريق الإيمان ، فقد تلقّفته الأيدي الطاهرة في مكّة ، وأحاطته بالرعاية حتى أتمّ حفظ عشرة أجزاء من القرآن ، ولمّا دوّت صفّارات الحرب في الصومال ، واشتبكت القبائل والميليشيّات في حرب أهلية طاحنة ، قرّر العودة إلى الصومال حيث يفرّ الناس منه ، فما أحوج الصومال إلى دور عبد الله الجديد داعيةً ومصلحاً .. أراد أن يكفّر عمّا ارتكبه من جرم في حقّ شباب الصومال ، فراح يطوف هناك يحثّ الشباب على الصبر والثبات والسلام ، ويحذّرهم من الانسياق وراء عصابات الحرب والإفساد والدمار ..فلّما رأى أن الشر قد استفحل ، عاوده الحنين إلى مكّة ، فمن ذاق عرف ، فجاء ملبياً ، وطاب له المقام ، وقطع شوطاً كبيراً في حفظ القرآن الكريم .والآن عبد الله يعمل داعية إلى الله عز وجل .. دعاه بعض أصدقائه إلى استخدام موهبته في خدمة الدعوة ، فهو صاحب صوت نديّ يمكن أن يشدو به أعذب الأناشيد ، لكنّه رفض ، وقال : أخشى إن دخلت الفنّ مرّة أخرى من باب الأناشيد أن أعود إلى سابق عهدي ، وعندنا مثل في الصومال يقول : اليد التي تسرق القليل مصيرها إلى السرقة ، الفنّ بوصفه الحالي حرام ، ولا يصلح لخدمة الإسلام ، وأنا اخترت مجال الدعوة بعيداً عن الفنّ .. لبعض العلماء فتاوى في جواز الغناء بلا مزامير بهدف بثّ الحماس أو العظة أو التمسك بالدين ، ولكن لا أحبّذ لنفسي ذلك ، ولا أمنع من يرى في نفسه المقدرة على استخدام الفنّ في تربية الروح الإسلامية في نفوس الناس .إنّ الوضع في الصومال لا يحتاج إلى فنّ ، بل يحتاج إلى دعوات في الثلث الأخير من الليل ، مع الأخذ بالأسباب ، لانتشاله من الوضع المأساويّ الذي يعانيه . b
قمت وقد جمع الله الأولين والآخرين اخوتى فى الله ابدأ كلامي عن رؤيا أخيرة رأيتها أول أمس في تلك الليلة وكالعادة كنت على جهاز الكمبيوتر أتصفح النت والله يعلم كم وسوس الشيطان لي كي أرى ما حرم الله عبر الشبكة العنكبوتية وما أسهل أن ترى ما حرم الله عبر هذه الشبكة فلما تمكن الشيطان منى انتفضت واستعذت بالله من الشيطان الرجيم ثم قمت فتوضأت ثم قمت لله أصلي ركعتين وكانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة الثانية ليلا فوقفت بين يدي الله أصلي الركعتين فلما انتهيت قمت ثم استلقيت على السرير ثم قرأت المعوذات الثلاث ثم آية الكرسي ثم الأدعية المأثورة عن المصطفى ثم نمت لأرى هذه الرؤيا : (( انه قد انتهت الدنيا ومات كل أهل الأرض وأنا منهم ثم تشققت الأرض عنا الأموات وأنا واحد منهم ..يا الله.. ثم قمت انفض عن راسي التراب وأنا في ذهول وقد جمع الله الأولين والآخرين وسرت معهم إلى ارض المحشر وأنا يملؤني الرعب والخوف ولكن كان هناك شيء اغرب من الخيال كنت افعله بل كنت اردده أتدرون ماذا كنت أقول ؟؟ كنت أقول واردد وأنا سائر إلى ارض المحشر" سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم " واحدث نفسي قائلا ً ((عسى أن يرحمني الله , يا الله عسى الله أن يرحمني, عسى الله أن يرحمني )) ثم قمت من نومي على ذلك وكانت الساعة الرابعة صباحا فتوضأت كي أصلي الفجر فلما ذهبت للصلاة وابتدأ الإمام بالقراءة ابتدأ قائلاً بسم الله الرحمن الرحيم ))القارعة ما القارعة)) ***إلى آخر ما تلى ... فسبحان الله العظيم ونسأل اله حسن الخاتمة لنا جميعاً وادعوا لأخيكم بالثبات على الحق. b
كانت الغرفة مهيأة لفاحشة الزنا يقول أحد الدعاة: كنت في إحدى الأحياء الراقية لإلقاء محاضرة هناك وأثناء عودتي استوقفني بعض الشباب في إحدى الميادين، ونزل شاب من مكتبه بسرعة لما علم بوجودي - وكان من أكبر عائلة في هذا البلد - سلم عليّ بحرارة ودعاني لزيارة مكتبه لتناول القهوة والشاي فأجبته.وبمجرد دخولنا المكتب قال لي وهو يبكي: أنت يا شيخ سبب هدايتي.وبدأ يحدثني قائلاً: كنت معرضاً تماماً عن الله بل كنت أسخر وأستهزئ بأهل الصلاح والاستقامة، كان أول ما يوضع على مائدتي الخمر.كانت الغرفة الملحقة بهذا المكتب مجهزة ومهيأة لارتكاب فاحشة الزنا وكان عندي ثلاثة موظفين لإتياني بأجمل الفتيات وكانوا متفرغين لهذا الأمر.وفي إحدى الأيام كنت مع فتاة فما شعرت بالسعادة معها، فأمرت أحدهم أن يأتيني بفتاة أخرى وأخذت الريموت لقضاء الوقت بالبحث عن فلم فاضح.وأثناء التنقل بين القنوات رأيتك يا شيخ تلقي محاضرة في إحدى القنوات فقلت بسخرية واستهزاء (هذا ليس مكان لهؤلاء)).جلست ثواني أنظر إليك لا حباً في السماع لك ولكن لرؤية هيئة لم أعتد أن أراها ( ثوب – لحية – غترة ) وبعد دقيقة أو دقيقتين جذبني كلامك وسقط الريموت من يدي.جلست أستمع لحديثك المؤثر فزلزلني فما شعرت بنفسي إلا وأنا أبكي.انتهت المحاضرة وكانت عن ( خطورة الزنا لفضيلة الشيخ محمد حسان ) فقمت واغتسلت من الجنابة , وتوضأت وشرعت في الصلاة ومع سجودي أحسست براحة لم أشعر بها من قبل ولم يمنحها لي منصبي ومالي فانفجرت باكياً وكانت أول صلاة لي منذُ سنين طوال، أنهيت الصلاة وذهبت إلى البيت.وفي صباح اليوم التالي أخذت زوجتي وذهبت إلى مكة لأداء العمرة ولأفتح صفحة جديدة مع الله تعالى.. المصدر: الشيخ محمد حسان. سألت الفتاة القاتل: هل تــذكرني ؟هذه قصة حقيقية وحدثت فعلاً في لندن .. أحداثها تقشعر لها الأبدان .. إليكم التفاصيل وبدون مقدمات :خرجت فتاة عربية (مسلمة) إلى حفلة أو عزيمة لأحد أصدقائها وأمضت معظم الليل عندهم، ولم تدرك ذلك إلا عندما دقت الساعة مشيرة إلى أن الوقت قد تعدى منتصف الليل، الآن هي متأخرة عن المنزل والذي هو بعيد عن المكان الذي هي فيه .. نصحت بأن تذهب إلى بيتها بالحافلة مع أن القطار (subway) قد يكون أسرع ، وكما تعلمون أن لندن (مدينة الضباب) مليئة بالمجرمين والقتلة وخاصة في مثل ذلك الوقت !! وبالأخص محطات القطارات فحاولت أن تهدئ نفسها وأن تقتنع بأن ليس هناك أي خطر .. وهنا أود أن أخبركم بأن الفتاة ليست من النوع الملتزم بتعاليم الدين الحنيف ولكن قد تكون من الغافلين جزئياً !!قررت الفتاة أن تسلك طريق القطار لكي تصل إلى البيت بسرعة ، وعندما نزلت إلى المحطة والتي عادة ما تكون تحت الأرض استعرضت مع نفسها الحوادث التي سمعتها أو قرأتها عن جرائم القتل التي تحدث في تلك المحطات في فترات ما بعد منتصف الليل ، فما أن دخلت صالة الانتظار حتى وجدتها خالية من الناس إلا ذلك الرجل ، خافت الفتاة في البداية لأنها مع هذا الرجل لوحديهما ، ولكنها استجمعت قواها وحاولت أن تتذكر كل ما تحفظه من القرآن الكريم ، وظلت تمشي وتقرأ حتى مشت من خلفه وركبت القطار وذهبت إلى البيت ..في اليوم التالي كان الخبر الذي صدمها .. قرأت في الجريدة عن جريمة قتل لفتاة حدثت في نفس المحطة وبعد خمسة دقائق من مغادرتها إياها، وقد قبض على القاتل .. ذهبت الفتاة إلى مركز الشرطة وقالت بأنها كانت هناك قبل خمسة دقائق من وقوع الجريمة، تعرفت على القاتل .. هنا طلبت الفتاة أن تسأل القاتل سؤالا ، وبعد الإقناع قبلت الشرطة الطلب .. سألت الفتاة الرجل: هل تذكرني ؟رد الرجل عليها : هل أعرفك ؟قالت : أنا التي كنت في المحطة قبل وقوع الحادث !!قال : نعم تذكرتك.قالت : لم لم تقتلني بدلا عن تلك الفتاة ؟!قال : كيف لي أن أقتلك ، وإن قتلتك فماذا سيفعل بي الرجلان الضخمان اللذان كانا خلفك ؟؟ b
توقف القلب وبقيت على لسانها الشهادتان أُدخلت إلى قسم الإسعاف امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها... وذلك إثر ذبحة صدرية شديدة , أدت إلى توقف قلبها ..اتصل بي الزملاء .. وطلبوا مني الإسراع لرؤيتها ، وكان ذلك في السابعة صباحاً تقريباً ..هرعت إلى الإسعاف لعل الله أن يكتب لها الشفاء على يدي ... فلما وصلت .. وجدت أن الذبحة الشديدة أدت إلى فصل كهرباء القلب عن القلب .. فطلبت نقلها بسرعة إلى قسم قسطرة القلب لعمل القسطرة وتوصيل الكهرباء لها ...وفي أثناء تدليك قلبها ومحاولة إنعاشه ورغم أن الجهاز يشير إلى توقف قلبها إلا أنه حدث شيء غريب ,لم أره ، ولم أعهده من قبل!أتدرون ما هو ؟! لقد انتبهت المرأة وفتحت عيناها .. بل تكلمت !!! لكن .. أتدرون ماذا قالت ؟!قالت أشهـد أن لا إله إلا الله .. وأشهـد أن محمداً عبده ورسوله ثم ... ثم ماذا تتوقعون ؟!توقـف القلـب مرة أخـرى ... وصاح الجهاز معلناً توقف قلبها ...فحاولت مرة أخرى بالتدليك وإنعاش القلب مرة ثانية...وسبحان الله !! تكرر الأمر مرة أخرى ... فُتحت العينان ... ونطق اللسان بالشهادتين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .وهل تصدقون أن ذلك تكرر أمام ناظري ثلاث مرات يتوقف القلب ... ثم ينطق اللسان بالشهـادتيـن ولا أسمـع كلمة أخـرى .. لا أنين .. ولا شكوى .. ولا طلب دنيوي.. إنما فقط ذكر لله ونطق بالشهادتين !!ثم بعد ذلك توفيت رحمها الله ورأيت أمراً عجباً.. لقد استنار وجهها !!نعم … صدقوني … والله الذي لا إله إلا هو لقد استنار وجهها … لقد رأيته يُشع نوراً …فخرجت إلى زوجها معزياً فوجدته رجلاً بسيـطا … متواضع الملبس … يظهر أنه فقير الحال … فواسيته وعزيته وذكرتّه بالله ، فلم أر منه إلا التسليم والاسترجاع والرضا بما قدّر الله تعالى … ورأيت في وجهه نور الإيمان والطاعة …فقلت له : يا أخي الكريم لقد حصل من زوجتك أمراً عجباً بل أمور تبشر بالخير والحمد لله ولكني أحب أن أسألك سؤالاً … كيف كانت حياتها … وماذا كانت تصنع ؟!قال وبكل بساطة وبدون تعقيد : لقد تزوجتها منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً … ومنذ تلك الفترة وطيلة حياتها معي لم أرها تترك صلاة الوتر وقيام الليل في ليلة من الليالي إلا أن تكون مريضة أو معذورة ... !! b
توبة والد الشيخ أحمد القطان الشيخ أحمد القطان - جزاه الله خيرا - كان هو السبب - بعد توفيق الله - في هداية والده يروي لنا القصة فيقول: هذه القصة ذكرها الشيخ في درس له بعنوان": سلامة الصدر من الأحقاد". " أصيب والدي - رحمه الله - بمرض في الغوص حيث كانوا على ظهر سفينة فضربتهم صاعقة… فقد كانوا داخلين في شط العرب يحملون التمور وكانت هناك سفينة كويتية معطلة تحتاج إلى بعض التصليح فطلب ربان هذه السفينة من ربان السفينة الأخرى التي فيها والدي أن يساعده فيجر معه " المحمل" حتى يخرجه من المكان الضحل إلى المكان العميق. فوعده أن يساعده في وقت آخر بعد أن يستقي الماء ويجره إلى المكان العميق إلا أنه كان مستعجلا وكان محملا بضاعة ثقيلة فلم يف بوعده إذ " خطف" بالليل خفية وترك صاحبه الذي عاهده قال والدي - رحمه الله - : فلما خرجنا من الخليج العربي جاءت سحابة فوق السفينة فبرقت ورعدت ونزلت منها صاعقة على رأس الشراع فاحترق كله… فكان والدي ممن أصيب بهذه الصاعقة إذ أصيب بمرض أشبه بالشلل. وكان التجار يلومون ربان السفينة ويقولون له: لو أنك ساعدت ذلك الرجل صاحب السفينة المعطلة لما حدث ما حدث .. ولكن .. قدر الله وما شاء فعل.. ثم عادوا بوالدي - رحمه الله - إلى بيته وأصبح مقعدا لا يستطيع المشي وأكل ما عنده من مدخرات حتى أصبح يخرج وهو يزحف إلى الشارع لعله يجد من يجود عليه ولو بكسرة خبز. ولما بلغت به هذه الحالة وامتد مرضه ما يقارب العشر سنوات وهو جالس في البيت بلا علاج وصفوا له شيخا من المنتسبين للدين يقرأ على الناس الآيات والأحاديث للاستشفاء. واستدعي ذلك الشيخ الذي يسمونه " الملأ " فجاء " الملأ" وكان أول سؤال وجهه إلى والدي - مع الأسف الشديد :- " كم تدفع على هذه القراءة"؟ فقال والدي - رحمه الله : أنا رجل فقير ومقعد وليس معي في جيبي هذه النصف روبية هي ثمن طعامي أنا ووالدتي فقال " الملأ" : هذه لا تكفي .. وطلب أكثر من ذلك .. فلما لم يعطه والدي ما يريد خرج ولم يقرأ عليه شيئا. وهنا .. أحس والدي بامتعاض شديد وتولد عنده رد فعل عنيف جعله يكره الدين ويكره من ينتسب إلى هذا الدين.. وأصبحت هذه الحادثة دائما على لسانه لا سيما وأنه كان فصيحا وذكيا يقول الشعر ويضرب الأمثال .. فسلط تلك الفصاحة وذلك الذكاء للسخرية بالمتدينين بسبب ذلك الموقف الذي وقفه ذلك الملا. ومرت الأيام:- ويقدر الله - جل وعلا - أن يأتيه رجل فيقول له: لماذا لا تذهب إلى المستشفى "الأمريكاني" الذي يمدحه الناس ويثنون عليه, فيه طبيب جيد اسمه سكيدر .. الخ وهو مستشفى تابع لإرساليات التبشير ( النصرانية ) التي تعمل لتنصير المسلمين أو إخراجهم من دينهم على الأقل.. فقال والدي ولكن كيف استطيع الوصول إلى هذه المستشفى وهو بعيد عن بيتي وأنا لا استطيع المشي. ولم تكن في ذلك الوقت مواصلات تنقلهم كما هو الآن إلا عند أناس يعدون على الأصابع ومن هؤلاء المعدودين ذلك المستشفى المذكور حيث كان يملك سيارة وعند الدكتور سكيدر.. وعند آذان الفجر زحف والدي رحمه الله على فخذيه من بيته إلى المستشفى "الأمريكاني" فما وصله - زحفا - إلا قبيل الظهر وكان ذلك في فصل الصيف. يقول - رحمه الله - : فلما وصلت إلى جدار المستشفى لم تبق في قطرة ماء لا في فمي ولا في عيني ولا جسمي.. وأحسست أن الشمس تحرقني وأكاد أموت حتى إني لا أستطيع أن أتكلم أو أصرخ أو أنادي.. فدنوت من الجدار ونمت وبدأت أتشهد استعدادا للموت. يقول: ثم أغمي علي وظننت أني مت فلما فتحت عيني إذا أنا في بيتي وبجواري دواء.. قال : فسألت الناس الذين كانوا يعالجون في المستشفى : ماذا حدث؟ فقالوا: إن الناس قد أخبروا الطبيب بأن هناك رجلا قد أغمي عليه عند جدار المستشفى فنظر من النافذة فرآه فنزل مع الممرضين وحملوه ودخلوا به ثم بعد ذلك قام بتشخيصه تشخيصا كاملا حتى عرف المرض وأعطاه حقنة ثم بعد ذلك أعطاه الدواء وحمله بسيارته الخاصة وأوصله إلى البيت. قالت والدي - رحمه الله - : فلما وضعت يدي في جيبي وجدت بها خمس روبيات فسألت : من الذي وضع هذه الروبيات في جيبي؟ فقالت الوالدة وضعها الدكتور الذي أحضرك إلى هنا!!! وهنا يظهر الفرق الكبير بين ما فعله هذا " المبشر" النصراني الكافر وبين ما فعله ذلك " الملا" - سامحه الله . إن هذا النصراني لم يدع والدي إلى دينه بطريقة مباشرة وإنما أحسن معه المعاملة لكي يستميل قلبه ومن أصول الإرساليات التبشيرية ( التنصيرية) التي تدرس لهم وقرأناها في الكتب ودرسناها نحن أنه ليس من الشرط أن تجعل المسلم نصرانيا .. إن جعلته نصرانيا فهذا تشريف للمسلم ( هكذا يقولون) ولكن إذا عجزت أن تجعله نصرانيا فاحرص على أن تتركه بلا دين فإن تركته بلا دين فقد حققت المطلب الذي نريد. الشاهد أن الوالد رحمه الله شفي وقام يمشي وظل ذلك الطبيب يزوره في كل أسبوع مرة ويتلطف معه ويمسح عليه وينظفه ويعالجه إلى أن تحسنت صحته وقام يمشي وبدأ يعمل.. ثم بعد ذلك تزوج فلما رزقه الله بابنه الأول- وهو أنا - ظل ولاؤه لهذا الطبيب لدرجة أنني لما بلغت الخامسة من عمري وبدأت أعقل بعض الأمور كان يأخذني كل أسبوع في زيارة مخصصة إلى ذلك الدكتور ويلقنني منذ الصغر ويقول : أنظر إلى هذا الرجل الذي أمامك, إنه هو سبب شفاء والدك.. هذا الذي كان يعالجني في يوم من الأيام ويضع في جيبي خمس روبيات بينما يرفض "الملا" علاجي لأني لا أملك هذه الروبيات.. ثم يأمرني بتقبيل يده.. فأقوم أنا وأقبل يده. واستمرت هذه الزيارة المخصصة لذلك الدكتور إلى أن بلغت العاشرة من عمري.. في كل أسبوع زيارة وكأنها عبادة.. يدفعني إليه دفعا لكي أقبل يده. ثم بعد ذلك استمر والدي يسخر من المتدينين ويستهزئ بهم، فلما هداني الله إلى الطريق المستقيم وأعفيت لحيتي بدأ يسخر ويستهزئ باللحية. فقلت في نفسي: إن من المستحيل أن أنزع صورة ذلك "الملا" من رأسه وصورة ذلك الدكتور من رأسه أيضا إلا أن أحسن المعاملة معه أكثر من "الملا" وأكثر من الدكتور وبدون ذلك لن أستطيع. فظللت أنتظر الفرصة المناسبة لذلك طمعا في هداية والدي. وجاءت الفرصة المنتظرة.. ومرض الوالد مرضا عضالا.. وأصبح طريح الفراش في المستشفى حتى إنه لا يستطيع الذهاب إلى مكان قضاء الحاجة إذا أراد ذلك وكنت أنا بجواره ليلا ونهارا فقلت في نفسي هذه فرصة لا تقدر بثمن. وفي تلك الحال كان - رحمة الله عليه - يتفنن في مطالبه يختبرني هل أطيعه أم لا . ومن ذلك أنه في جوف الليل كان يأمرني بأن أحضر له نوعا من أنواع الفاكهة لا يوجد في ذلك الوقت فأذهب وأبحث في كل مكان حتى أجدها في تلك الساعة المتأخرة ثم أقدمها له فلا يأكلها.. فإذا أراد أن يقضي الحاجة لا يستطيع القيام فأضع يدي تحت مقعدته حتى يقضي حاجته في يدي.. ويتبول في يدي.. وأظل واضعا يدي حتى ينتهي من قضاء الحاجة، وهو يتعجب من هذا السلوك.. ثم أذهب إلى دورة المياه وأنظف يدي مما أصابهما. وقد تكررت هذه الحادثة في كل عشر دقائق مرة.. نظراً لشدة المرض حتى أنني في النهاية لم أتمكن من وضع يدي كلما تبرز أو تبول .. لكثرة ذلك. فلما رأى والدي هذا التصرف يتكرر مني أكثر من مرة أخذ يبكي.. فكان هذا البكاء فاتحة خير وإيمان في قلبه.. ثم قال لي: إنني ما عرفت قيمتك إلا في هذه اللحظة. ثم سألني : هل جميع هؤلاء الشباب المتدينين مثلك؟ .. قلت له : بل أحسن مني، ولكنك لا تعرفهم.. وكانوا يزورونه ويسلمون عليه. فبدأ يصلي ويصوم ويحب الدين ويذكر الله. ولا يفتر لسانه عن ذكر الله وقول لا إله إلا الله محمد رسول الله وأسبغ الله عليه هذا الدين فقلت: سبحان الله.. حقا إن الدين هو المعاملة !! قال ابن القيم رحمه الله: (ومن أعظم مكائد الشيطان التي كاد بها أكثر الناس، وما نجا منها إلا من لم يرد الله فتنته؛ ما أوحاه قديماً وحديثاً إلى حزبه وأوليائه من الفتنة بالقبور، حتى آل الأمر فيها إلى أن عُبد أربابها من دون الله، وعُبدت قبورهم واتخذتْ أوثاناً، وبُنيت عليها الهياكل والأنصاب...) إلى أن قال: (فلو رأيتَ غلاة المتخذين لها عيداً؛ وقد نزلوا عن الأكوار والدواب إذا رأوها من مكان بعيد، فوضعوا لها الجباه، وقبّلوا الأرض وكشفوا الرؤوس، وارتفعتْ أصواتهم بالضجيج، وتباكوا حتى تسمع لهم النشيج، ورأوا أنهم قد أربوا في الربح على الحجيج، فاستغاثوا بمن لا يُبدي ولا يُعيد، ونادوا.. ولكن من مكان بعيد، حتى إذا دنوا منها صلوا عند القبر ركعتين، ورأوا أنه قد أحرزوا من الأجر فوق أجر من صلى إلى القبلتين، فتراهم حول القبر رُكّعاً سُجّداً يبتغون فضلاً من الميت ورضواناً، وقد ملئوا أكفّهم خيبة وخسراناً، فلغير الله بل للشيطان ما يُراق هناك من العبرات، ويرتفع من الأصوات، ويُطلب من الميت الحاجات، ويُسأل من تفريج الكُربات، وإغناء ذوي الفاقات، ومعافاة أولي العاهات والبليات، ثم انثنوا بعد ذلك حول القبر طائفين تشبيهاً له بالبيت الحرام، ثم أخذوا في التقبيل والاستلام، أرأيت الحجر الأسود وما يُفعل به وفدُ بيت الله الحرام؟ ثم عفروا لديه تلك الجباه والخدود، التي يعلم الله أنها لم تغفر مثل بين يديه في السجود، ثم قرّبوا لذلك الوثن القرابين، وكانت صلاتهم ونسكهم وقربانهم لغير الله رب العالمين..).إلى أن قال رحمه الله: (هذا ولم نتجاوز فيما حكيناه عنهم، ولا استقصينا جميع بدعهم وضلالهم؛ إذ هي فوق ما يخطر بالبال، أو يدور في الخيال، وهذا كان مبدأ عبادة الأصنام في قوم نوح...) | |
| | | صقر Admin
تاريخ التسجيل : 12/05/2011 تاريخ الميلاد : 09/05/1980 عدد || مسآهمآتي: : 786 نقاط : 1872 التقيم : 7 المزاج : الحمد لله العمر : 44 الاقامة : السعودية العمل/الترفيه : الانشاء والتعمير الساعة الان :
بطاقة الشخصية >لعب الادوار: بطاقة شخصية
| موضوع: رد: قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جداً جداً الجزء الخامس [ 5 ] السبت أبريل 07, 2012 2:10 pm | |
| أخي القارئ: بعد هذه المقدمة الرائعة والتي لا أجد مزيداً عليها؛ أتركك الآن مع صاحب القصة ليحدثنا عن رحلته، يقول:نشأت في مجتمع قبوري وبيئة قبورية قي قرية من قرى باكستان كانت تسمى (مدينة الأولياء) لكثرة ما فيها من الأضرحة والقبور... منذ نعومة أظفاري كنت أرى والدي ووالدتي وإخوتي الكبار وسائر أقربائي، بل سائر مَنْ في قريتنا يذهبون إلى ما يسمى بالولي أو السيد، حتى بلغتْ بهم السفاهة إلى أن يذهبوا إلى غرفة خالية، فيها سرير ليس عليه أحد، ويزعمون أنه ضريح الولي الحي الذي لا يموت، وينسون قول الله عز وجل: (إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير).كنت أشاركهم في شركهم وطقوسهم وخرافاتهم، حتى أصبحت تلك الخرافات عقيدة راسخة في قلبي، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه..) الحديث.فلو مِتُّ على هذه العقيدة لكنتُ من أهل النار: (إنه من يُشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنةَ ومأواه النار وما للظالمين من أنصار).ظللتُ على هذه العقيدة الشركية حتى بعد أن أصبحتُ زوجاً وأباً، فكنتُ أربّي أولادي على هذه العقيدة.. أحملهم إلى ضريح الولي المزعوم فأحلق شعر أحدهم هناك تقرباً وتبركاً(!!!)، وأحمل معي الهدايا والقربات والذبائح والنذور، وأرش الماء على القبر...ولئن كان غيري متعلماً، فقد كنتُ أمياً جاهلاً، حتى يسّر الله لي القدوم إلى هذه البلاد (مكة) مهبط الوحي ومنبع الرسالة، فلم أجد فيها ما كنتُ معتاداً عليه من الأضرحة والقبور ومظاهر الشرك، ومع ذلك لم أفكر في تغيير عقيدتي الباطلة، كنتُ متعلقاً بتلك الأضرحة وإن كانت بعيدة عني، وليس أعجب من ذلك أنني لم أكن أصلي الصلوات المفروضة، بل حتى الجمعة لا أحضرها، وأدخن بشراهة، وأرتكبُ كثيراً من المحرمات..! فليس بعد الكفر ذنباً.ويشاء الله عزّ وجلّ أن ألتقيَ بأحد الدعاة الباكستانيين مَن الذين درسوا في هذه البلاد، وبعد محاورات لم تدم طويلاً استطاع أن ينتشلني من أوحال الشرك وغَوره السحيق، إلى رياض التوحيد في علو سامق، حيث استنشقت عبير الإيمان الصحيح، وهاأنذا اليوم أنظر إلى أهلي وقومي من هذا العلو، أمد لهم يدي، أحاول انتشالهم من مستنقعات الشرك الآسنة: (ومن يشرك بالله فكأنما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق).b
توبة فتاة في رياض القرآن تقول صاحبة القصة :أنا طالبة فى المرحلة الثانوية ، كنت مغرمة بمشاهدة التلفزيون .. كنت لا أفارقه لحظة .. لا أترك مسلسلاً ولا برنامج أطفال ولا أغنية ولا تمثيلية إلا وأشاهدها ، فإذا ما جاء برنامج ثقافي أو ديني فسرعان ما أغلق الجهاز ، فتسألني أختي : لم فعلت ذلك ؟! فأجيبها محتجة بكثرة الواجبات المدرسية و المنزلية ، فتقول لى : الآن تذكرت الواجبات !! أين كنت عند مشاهدتك تلك المسلسلات والأغاني والبرامج التافهة ؟! فلا أرد عليها ..أختي هذه كانت بعكسي تماماً .. منذ أن علمتها أمي الصلاة لم تتركها إلا لعذر ، أما أنا فلا أحافظ عليها ، بل لا أكاد أصليها إلا في الأسبوع مرة أو مرتين ..لقد كانت أختي تتجنب التلفاز بقدر الإمكان ، وقد أحاطت نفسها بصديقات صالحات يساعدنها على فعل الخير ، وقد بلغ من صلاحها أن خالتى لما أسقطت طفلها و هي في المستشفى و كانت فى غيبوبة ، رأت أختي وهي تلبس ملابس بيضاء جميلة وهي تطمئنها ، فاستيقظت خالتي وهي سعيدة مطمئنة القلب ..كانت دائماً تذكرني بالله وتعظني ، فلا أزداد إلا استكباراً وعناداً ، بل كانت ساعات جلوسي أمام التلفاز تزداد يوماً بعد يوم ، والتلفاز يتفنن في عرض أنواع المسلسلات التافهة والأفلام الهابطة ، والأغاني الماجنة التي لم أدرك خطورتها إلا بعد أن هداني الله عزوجل ، فله الحمد والشكر ..كنت دائماً أفعل ذلك كله وأنا في قرارة نفسي على يقين تام من أن ذلك حرام ، وأن طريق الهداية واضح لمن أراد أن يسلكه ، فكانت كثيراً ما تلومني ، وضميري يعذبني بشدة ، لاسيما وأن الأمر لم يكن مقتصراً على ارتكاب المعاصي بل تعداه إلى ترك الفرائض .. لذا كنت دائما أتجنب الجلوس بمفردي حتى عندما أخلد إلى النوم والراحة فإني أحاول أن أشغل نفسي بكتاب أو مجلة حتى لاأدع مجالاً لتوبيخ النفس أو تأنيب الضمير. وظللت على هذه الحال مدة خمس سنوات حتى كان ذلك اليوم الذي اختار الله لي فيه طريق الهداية ..كنا في إجازة نصف السنة ، وأرادت أختي أن تلتحق بدورة في تحفيظ القرآن الكريم بإحدى الجمعيات الإسلامية ، فعرضت علي أن أذهب معها ، فوافقت أمي و لكني رفضت .. بل رفضت بشدة ، وأقمت الدنيا وأقعدتها ، وقلت بأعلى صوتي : لا أريد الذهاب .. و كنت في قرارة نفسي عازمة على العكوف أمام ذلك الجهاز الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتي العابثة .. فما لي ولحلقات تحفيظ القرآن .. حب القرآن و حب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان!!حضر أبي فشكوت له ما حدث فقال : دعوها ، ولا تجبروها على الذهاب واتركوها على راحتها .. وكانت لي عند أبي معزة خاصة لأني ابنته الوسطى فليس لي سوى أختي الكبرى ، وأخي الذى يصغرني بكثير ، وقد قال ذلك و هو يظن أني محافظة على صلاتي ، و لم يكن يعلم بأن الأمر مختلف جداً .. صحيح أنني لم أكن أكذب عليه حينما يسألني (أصليت ؟) فأقول : نعم .. فقد استطاعت أختي أن تخلصني من داء الكذب ، ولكن كنت أقوم فأصلي أمامه عندما يكون موجوداً ، فإذا ذهب إلى عمله تركت الصلاة ، وكان أبي يمكث في عمله من ثلاث إلى اربعة أيام ..ذات يوم ، طلب مني أبي بلطف أن أرافق أختي ولو مرة واحدة ، فإن أعجبني الحال داومت على الحضور معها وإلا فلتكن المرة الأولى و الأخيرة ، فوافقت لأني أحب أبي ولا أرد له طلباً ..انطلقت إلى روضة القرآن .. وهناك رأيت وجوهاً متوضئة مشرقة بنور الإيمان ، وأعيناً باكية لا تدمن النظر إلى الحرام مثل ما كنت أفعل ؛ فتملكني شعور فياض لا أستطيع له وصفاً .. شعور بالسعادة والرهبة ، يخالطه إحساس بالندم والتوبة ، وأحسست بأني قريبة من الله عزوجل ، فرق قلبي ، وانهمرت دموعي ندماً على الأوقات التي ضيعتها في غير مرضاة الله أمام شاشة التلفاز ، أو في مجالس اللغو مع رفيقات السوء اللاتي لا هم لهن إلا القيل والقال ..كم كنت غافلة عن مثل هذه المجالس التي تحفها ملائكة الرحمن ، وتتنزل على أهلها السكينة والرحمة والإيمان .. لقد من الله علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمن ، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي .. عشت في ظلال القرآن هادئة النفس ، مطمئنة السريرة قريرة الضمير ، وانتهيت إلى يقين جازم حاسم أنه لا صلاح لهذه الأرض ، ولا راحة لهذه البشرية ، ولا طمأنينة لهذا الإنسان ، ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة .. إلا بالرجوع إلى الله .. b
قصة سجين من وراء القضبان في عالم السجون .. دموع وشجون .. بين نادم محزون .. وخاسر مغبون .من أحد العنابر في إصلاحية الحائر بمدينة الرياض عاصمة بلاد الحرمين – حرسها الله – أنقل لكم مشاهد هذه القصة ، حيث يقضي بطل قصتنا أيامه وراء القضبان .والعجيب ، أن هذه الإصلاحية لها من اسمها ( الحائر ) معانٍ صادقة . تتجسد في فئام من البشر لم تزل حائرة على الطريق ، زائغة عن الصراط المستقيم ، إلا من هدى الله . وكم في( الحائر ) من حائر .إنه شاب من شبابنا . كتب لي بـخط يده ودموع عينيه قصة حياته المؤلمة ، وطلب مني أن أعيد كتابتها ، فلم أجد بداً من أن ألبي طلبه ، وأروي قصته ، مستعيناً بالله تعالى ، راجياً أن ينفع بها من وقف عليها ، فإلى القصة :يقول هذا الشاب : بدأتُ حياتي منذ نعومة أظفاري في أسرة عمادها الطهر والفضيلة .لا أنسى أيام الطفولة الجميلة يوم أن دخلت المدرسة الابتدائية .. كنت لا أرضى بأي تقدير دون الامتياز .. وبالفعل كان التفوق والامتياز حليفي حتى وصلت إلى المرحلة المتوسطة حيث تغير مجرى حياتي .في السنة الأولى من المرحلة المتوسطة التقيت بمجموعة من الشباب المنحرفين . كنت أعلم أن والدي لم يكن ليرضى أن أرافقهم . بدأت أولى خطوات الشيطان بالالتقاء مع رفاقي دون علم والدي .مضت الأيام وخطواتي الشيطانية تمتد مع كل أسف يوماً بعد يوم .. وسرعان ما أوصلتني الخطوات الطويلة إلى بلاد العهر والرذيلة، حيث وقعت في السفر إلى تلك البلاد مع رفقة السوء .لم أكن أملك في ذلك الوقت إلا القليل من النقود .. ومع تكاليف السفر ، وإنفاقي على الشهوات كان لا بد لي من مصدر أحصل منه على المزيد من المال ، فكانت الخطوة الشيطانية الرذيلة باشتراكي مع بعض رفاقي في السرقة طمعاً في الحصول على المال .وبعد أيام من تعلّم السرقة ، وممارسة النصب والاحتيال أصبحت أمهر العصابة في جمع المال فصرت زعيماً لهم ، أتحكم فيهم كيف أشاء .ومع توفر المال استقبلت حياة الوهم الجديدة .. أتنقل بين أفخر الشقق المفروشة .. وأتناول أفخر الأطعمة .. كنت أظنُّ أن المال هو طريقي إلى السعادة .. فكل شيء يمكن الحصول عليه بالمال .مضت الأيام وأنا ألهث بحثاً عن السعادة ، ولكن دون جدوى .. فقد كنت كالذي يشرب من ماء البحر ، لا يزداد بالشرب إلا عطشاً ..بلغ إنفاقي اليومي قرابة الخمسة آلاف ريال. ومع هذا كله لم أكن أشعر بالسعادة إلا لحظات قليلة ، ثم يتحول يومي بعدها إلى هموم وأحزان .لقد غرقت في بحور الشهوات . وتهت في دهاليز الظلمات . نكد في العيش . وظلمة في القلب . وضيق في الصدر . كل ذلك بسبب إعراضي عن ذكر ربي .{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه : 124] .ولم أزل أمارس جريمة السرقة حتى شاء الله تعالى أن يقبض علي متلبساً بالسرقة مع بعض رفاق السوء . وما هي إلا لحظات وأنا حبيس وراء القضبان .في ظلمة السجن .. استيقظت من غفلتي ، وكأن صورة والدي الحبيب أمامي ، وإذا بنصائحه المشفقة وكأني أسمعها لأول مرة . شعرت وكأنما نداء الرحمة في أعماق قلبي يناديني : ألا تستحيي من الله ؟ ألا تتوب إلى الله ؟ .بلى . أريد أن أتوب . لكن الأمر لم يكن سهلاً . صراع مرير بين نفسي التي تعلقت بالشهوات ، وبين نداء الإيمان في قلبي . وبينما أنا بين أمواج الصراع إذ بالقاصمة تنزل على ظهري .. ففي أحد الأيام اتصلت بأهلي لأطمئن عليهم ، فإذا بالخبر المؤلم : أحسن الله عزاءك .من الفقيد ؟ إنه والدي الحبيب .بكيتُ بكاءً مراً ، وحزنت حزناً شديداً على هذا الأب الرحيم ، الذي طالما بكى وبكى بسبب إجرامي وانحرافي .كانت هذه الأحداث المؤلمة بداية حقيقية للاستقامة والإنابة إلى الله تعالى .. لقد أقلعت عن الذنوب والعصيان .. وأقبلت على الصلاة والقرآن .وأخيراً .. وبعد سنوات من الألم والمعاناة .. وجدت السعادة .. أتدرون أين ؟ لقد وجدتُها متمثلة في هذا البيت :ولستُ أر السعادة جمع مالٍ **** ولكن التقي هو السعيدُإنني أحدثكم الآن بين جدران السجن ، وأنا أشعر ولله الحمد براحة نفسية لم أذقها في حياتي . اعتكفت بمسجد السجن ثلاثة أشهر حفظت خلالها خمسة أجزاء . أصبح حفظ القرآن سهلاً بسبب إقلاعي عن الذنوب . ثم منّ الله علي فأصبحت إماماً للمصلين بمسجد السجن . صدقوني . لم أعد أفكر في موعد انتهاء المدة ، وخروجي من السجن .ولماذا أفكر ؟ وقد كنت قبل دخولي السجن حبيساً عن ربي . أسيراً لهواي . سجيناً بين جدران شهواتي . أما الآن فقد أطلق الإيمان سراحي ، وأعاد لي حريتي .صدقوني .. إنني الآن حر طليق ، وراء القضبان . إنني راضٍ عن ربي وأسأله أن يرضى عني ، وأن يكفر عني ما سلف في أيامي الخالية ، وأن يثبتني على دينه حتى ألقاه ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . b
توبة رجل على يد ابنته ذات الخمس سنوات كان هذا الرجل يقطن مدينة الرياض ويعيش في ضياع ولا يعرف الله إلا قليلا ، منذ سنوات لم يدخل المسجد ، ولم يسجد لله سجدة واحدة .. ويشاء الله عز وجل ان تكون توبته على يد ابنته الصغيرة.. يروي صاحبنا القصة فيقول : كنت أسهر حتى الفجر مع رفقاء السوء في لهو ولعب وضياع تاركاً زوجتي المسكينة وهي تعاني من الوحدة والضيق والألم ما الله به عليم ، لقد عجزت عني تلك الزوجة الصالحة الوفية ، فهي لم تدخر وسعاً في نصحي وإرشادي ولكن دون جدوى .وفي إحدى الليالي .. جئت من إحدى سهراتي العابثة ، وكانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحاً ، فوجدت زوجتي وابنتي الصغيرة وهما تغطان في سبات عميق ، فاتجهت إلى الغرفة المجاورة لأكمل ما تبقى من ساعات الليل في مشاهدة بعض الأفلام الساقطة من خلال جهاز الفيديو .. تلك الساعات التي ينزل فيها ربنا عزوجل فيقول : (( هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من سائل فأعطيه سؤاله ؟ )) وفجأة فتح باب الغرفة .. فإذا هي ابنتي الصغيرة التي لم تتجاوز الخامسة .. نظرت إلي نظرة تعجب واحتقار ، وبادرتني قائلة : " يا بابا عيب عليك ، اتق الله ..." قالتها ثلاث مرات ، ثم أغلقت الباب وذهبت .. أصابني ذهول شديد ، فأغلقت جهاز الفيديو وجلست حائراً وكلماتها لاتزال تتردد في مسامعي وتكاد تقتلني .. فخرجت في إثرها فوجدتها قد عادت إلى فراشها .. أصبحت كالمجنون ، لا أدري ما الذي أصابني في ذلك الوقت ، وما هي إلا لحظات حتى انطلق صوت المؤذن من المسجد القريب ليمزق سكون الليل الرهيب ، منادياً لصلاة الفجر .. توضأت .. وذهبت إلى المسجد ، ولم تكن لدي رغبة شديدة في الصلاة ، وإنما الذي كان يشغلني ويقلق بالي ، كلمات ابنتي الصغيرة .. وأقيمت الصلاة وكبر الإمام ، وقرأ ما تيسر له من القرآن ، وما أن سجد وسجدت خلفه ووضعت جبهتي على الأرض حتى انفجرت ببكاء شديد لا أعلم له سبباً ، فهذه أول سجدة أسجدها لله عز وجل منذ سبعة سنوات !!
كان ذلك البكاء فاتحة خير لي ، لقد خرج مع ذلك البكاء كل ما في قلبي من كفر ونفاق وفساد ، وأحسست بأن الإيمان بدأ يسري بداخلي .. وبعد الصلاة جلست في المسجد قليلاً ثم رجعت إلى بيتي فلم أذق طعم النوم حتى ذهبت إلى العمل ، فلما دخلت على صاحبي استغرب حضوري مبكراُ فقد كنت لا أحضر إلا في ساعة متأخرة بسبب السهر طوال ساعات الليل ، ولما سألني عن السبب ، أخبرته بما حدث لي البارحة فقال : احمد الله أن سخر لك هذه البنت الصغيرة التي أيقظتك من غفلتك ، ولم تأتك منيتك وأنت على تلك الحال .. ولما حان وقت صلاة الظهر كنت مرهقاً حيث لم أنم منذ وقت طويل ، فطلبت من صاحبي أن يستلم عملي ، وعدت إلى بيتي لأنال قسطاً من الراحة ، وأنا في شوق لرؤية ابنتي الصغيرة التي كانت سببا في هدايتي ورجوعي إلى الله ..دخلت البيت ، فاستقبلتني زوجتي وهي تبكي .. فقلت لها : مالك يا امرأة ؟! فجاء جوابها كالصاعقة : لقد ماتت ابنتك ... لم أتمالك نفسي من هول الصدمة ، وانفجرت بالبكاء .. وبعد أن هدأت نفسي تذكرت أن ما حدث لي ما هو إلا ابتلاء من الله عز وجل ليختبر إيماني ، فحمدت الله عز وجل ورفعت سماعة الهاتف واتصلت بصاحبي ، وطلبت منه الحضور لمساعدتي .. حضر صاحبي وأخذ الطفلة وغسلها وكفنها ، وصلينا عليها ، ثم ذهبنا بها إلى المقبرة ، فقال لي صاحبي : لا يليق أن يدخلها في القبر غيرك . فحملتها والدموع تملأ عيني ، ووضعتها في اللحد .. أنا أدفن ابنتي ، وإنما دفنت النور الذي أضاء لي الطريق في هذه الحياة ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها ستراً لي من النار ، وأن يجزي زوجتي المؤمنة الصابرة خير الجزاء . يقول المولى عز وجل في محكم التنـزيل: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم). [ سورة التوبة] : 100 ويقول المصطفى r (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهباً؛ ما بلغ مُدّ أحدهم، ولا نصيفه) متفق على صحته.. أولئك أتبـاع النبــي وحزبـــهُ
فلولاهـم ما كان في الأرض مسلـمُ
ولكـن هـم فيها بدور وأنجـــمُ
فيـا لائمـي في حبهـم وولائهـم
تأمـل - هداك الله- مَن هـو ألـوَمُ
بأي كتـاب؟.. أم بأيـة حجــة ؟
ترى حبهــم عـارٌ علـي وتنقـمُ
وما العـار إلا بغضهـم واجتنابهـم
وحب عداهـم، ذاك عـار ومأثــمُ ليس عجباً أن تسمع ملحداً أو يهودياً أو نصرانياً يشتم أصحاب رسول الله r وينتقصهم، وإنما العجب أن يحدث هذا ممن يدعي الإسلام، وينطق بالشهادتين(وهم الشيعة الرافضة)، ثم يتخذ من شتمهم وبغضهم ديناً ومذهباً، ولو أعمل هؤلاء الشيعة الروافض عقولهم، وفكروا بتجرد، لعلموا أن الطعن فيهم طعن في رسول الله r فهو الذي تولى تربيتهم وإعدادهم، ليكونوا قادة الدنيا وسادتها، فعاشوا في كنفه الدافئ، ونهلوا من معينه الصافي، ولما اختاره الله إلى جواره، وارتدتْ قبائل العرب عن دين الإسلام، قام أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- قومته العظيمة، ومعه سائر الصحابة الكرام، وقاتل المرتدين حتى أخضعهم لدين الله، وقال قولته المشهورة: والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله r لقاتلتهم على منعه. فدانتْ له الجزيرة، وعاد إليها الأمن والأمان بعد حروب طاحنة، استشهد فيها كثير من الصحابة الأطهار رضوان الله عليهم أجمعين، فكيف يقال بعد ذلك إن الصحابة قد ارتدوا جميعاً؟! هذا من أعجب العجب، وأمحل المحال..!وبمثل هذا لا عجب قص عليّ هذا الشباب قصته فقال:أنا شاب عربي، أسرتي وقبيلتي كلها تعتنق مذهب الشيعة الرافضة، هاجرتُ إلى هذه البلاد (السعودية) للعمل عام 1401هـ، ولم يتجاوز عمري آنذاك الخامسة عشرة.. بدأ التحول في حياتي يوم أن التحقت بإحدى المدارس الليلية لمحو الأمية بمدينه جدة.. لم يكن مدير المدرسة آنذاك يعلم باعتقادي الباطل، فكان يثني عليّ وعلى ذكائي، وبالفعل؛ فقد كان ترتيبي الأول على جميع الطلاب.كان المدرسون والطلاب يؤدون صلاة العشاء جماعة في ساحة المدرسة، فكنتُ أتهرب، وأتعمد الخروج خفيةً حتى لا يعلم بي أحد..!! وبحكم نشأتي الطائفية الرافضية فقد امتلأ قلبي حقداً وكراهيةً لأصحاب رسول الله r وعلمني أهلي أن أصحاب المذاهب الأربعة التي تنتسب لأهل السنة؛ كلهم كفرة وخارجون عن الملة.. لا يؤمنون بإمام الزمان!! ولا يدينون دين الإسلام.. ويتخبطون في ظلمات الكفر والضلال.. ولا يهتدون سبيلاً..!! أي والله هذه هي الحقيقة المؤلمة.كنتُ عندما أشاهد زملائي في المدرسة يصلون، أشعر بإحساس أنهم على الحق، فهم أفضل مني.. يصلون، ويتحدثون عن الدين عن علم ودراية، ومعرفة مقرونة بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، أما أنا...وفي ذات يوم، قابلني أحد الاخوة الطيبين -وهو زميل لي في الفصل الذي أدرس فيه- قابلني خارج المسجد.. فإذا بضربات قلبي تشتد، ولساني ينعقد عن الإجابة.. ماذا أقول له؟؟ هو يظن أنني على دينه، فبمَ أجيبه في هذا الموقف الحرج؟.. لقد أصابني ذعر شديد لأني لا أملك الحجة لمقارعته، وإذا ذهبتُ معه إلى المسجد فقد يصل الخبر إلى أهلي فيؤذونني، فالمسألة معتقد.ثم إني لا أعرف من صلاتهم شيئاً، فماذا أصنع لو دخلت المسجد؟!! هذه حقيقة أقولها بكل صدق، أسأل الله أن يغفر لي جميع ذنوبي؟ولكني لم أجد بداً من الاعتراف أمام ذلك الأخ، فأخبرتُه بأن مذهب الشيعة الرافضة لا يجيز لي الصلاة خلف (سُني) كما كان يلقنِّني أهلي.. فتعجب ذلك الأخ من قولي، ثم جذبني بقوة، وأدخلني المسجد.. وصليتُ معهم، ولا أدري كيف صليتُ !!!بعد ذلك، كنتُ أذهب إلى بيت أحد أقربائي فأسأله كثيراً عن مذهبنا الرافضي؛ فوجدته من أجهل الناس، رغم أنه يعتبر من العالمين بذلك الدين أو المذهب.. كان يجيبني بعنف، ويكثر من الوقيعة في أهل السنة بأقذع الشتائم والسباب، ويرميهم بأقسى التهم.. مما جعلني أتخذ خطاً معاكساً لما هو عليه.وتوجهتُ إلى المكتبات، وبدأتُ أقرأ عن الإسلام على خوف، ثم دخلتُ مرحلة من الشك القاتل استمرتْ أكثر من خمس سنوات تقريباً.. لم أذق خلالها طعم النوم إلا قليلاً.. ولا أبالغ إذا قلتُ إن وزني قد انخفض قريباً من خمسة وعشرين كيلو جرام.. فما زلتُ على هذه الحال، حتى توصلتُ إلى اقتناع تام بأن ما كنتُ عليه من التشيع والرفض ما هو إلا باطل وضلال.. فدخلت بعدها مرحلة جديدة من الكتمان الشديد، خوفاً من الأهل ومن بطشهم.. فكنت أذهبُ إلى المساجد للصلاة سراً.. ثم بدأتُ أستمع إلى خطب ودروس بعض الشيوخ الفضلاء، منهم الشيخ حسن أيوب رحمه الله في مسجد العمودي.. وأتابع الجديد من الكتب والأشرطة الإسلامية.. أستمع وأقرأ بشغف.. وحفظتُ من كتاب الله ما شاء الله أن أحفظ.. فدخلتْ السعادة قلبي.. وأصبحتُ أجد طعم النوم والراحة.. وأحسستُ أنه يجب عليّ أن أعمل من أجل تعريف الناس بالدين الصحيح.. لما لاحظتُه من بُعد الكثيرين عن تعاليم هذا الدين.خلال هذه الفترة لم يعلم بحالي أحد سوى بعض الاخوة الملتزمين من أبناء هذا البلد، إلا أني -وللأسف الشديد- لم أجد منهم رغم التزامهم التشجيع الكافي. (أسأل الله أن يغفر لنا جميعاً).ثم كانت عودتي إلى بلدي عقب أزمة الخليج.. وهناك؛ كان الزلزال العظيم الذي كان يعصف بي لو لا فضل الله ورحمته، قال تعالى: (الـم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون ولقد فتنّا الذين من قبلهم فَلَيعلمنَّ الله الذين صدقوا ولَيَعلمن الكاذبين). سورة العنكبوت:2.. لقد علم أهلي بالأمر.. بل القبيلة كلها.. وكعادة القبائل هناك في التمسك بأعرافها وتقاليدها.. رأوا أنه قد لحقهم العار من جراء ما فعلتُ، فتعرضوا لي بأنواع من الأذى والمضايقات.. ووصل بهم الأمر إلى أن أجبروني على تطليق زوجتي التي رزقني الله منها بولدين.. وجردوني من كل ما أملكه عن طريقها.. هددوني بالضرب مرة.. ومرة بالقتل.. وأخرى بالطرد من البلاد.. وتحقق لهم ما أرادوا؛ فقد قام والدي بطردي من البلد في يوم عيد الفطر المبارك، وأهدر دمي، لأني لم أصلّ معهم صلاة العيد، وصليتُ مع جماعة المسلمين من أهل السنة.(وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنَّكم من أرضنا أو لتعودنَّ في ملتنا فأوحى إليهم لنهلكنَّ الظالمين ولَنُسكننَّكم الأرضَ من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد).وخرجتُ من بلدتي -مسقط رأسي.. ومنشأ صباي- إلى منطقة أخرى جاورتُ فيها أناساً صالحين، لم يدخروا وسعاً في مساعدتي -جزاهم الله عني كل خير-.هذه هي قصة باختصار شديد.. ولن أتراجع -بإذن الله- عن قراري أبداً، ولقد قلتُ لهم كما قال المصطفى r لما جاءه عمه أبو طالب يساومه من طرف المشركين لكي يتخلى عن هذا الدين، ويعطونه ما يريد، فقال لهم: (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، على أن أترك هذا الدين؛ ما تركته حتى يظهره الله، أو أهلك دونه).. لن أساوم رغم المغريات الكثيرة التي قدموها لي.. ورغم مفارقتي لأهلي ووطني، والحالة الاقتصادية السيئة التي أمرُّ بها.. لن أتراجع أبداً، بل سوف أعمل بكل جهد وإخلاص -بمشيئة الله- في الدعوة إلى الله، وكشف أستار الظلام للمسلمين؛ ليروا الطريق الصحيح أمامهم واضحاً... ولقد بدأتُ بالفعل، وكسبتُ بعض الأنصار لشرع الله ولله الحمد، خصوصاً بعد ظهور الصحوة الإسلامية في كل قطر وناحية..هذا وأسأل الله أن يرزقني وإياكم الإخلاص والتوفيق والسداد.. إنه ولي ذلك..أخوكم/ أبو صلاح الدينوبعد، فإني - بهذه المناسبة - أوجه كلمة إلى نفسي، وإلى كل مسلم ومسلمة، بل إلى كل إنسان على وجه الأرض (أياً كان دينه ومذهبه وعقيدته)، أدعوهم فيها إلى التفكير وإعادة النظر فيما يعتقدونه من معتقدات، ويحملونه من أفكار، بتجرد وإخلاص، وبذل الجهد في معرفة الحق حيثما كان، والتحرر من عبودية الهوى والتبعية والتعصب الأعمى، وتقليد الآباء والأجداد: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا أوَ لو كان آبائهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون). (البقرة:17) فإن الحق واحد لا يتعدد، ولابدّ للباحث عن الحق من الإطلاع على آراء الآخرين من مصادرها الأصلية، والنظر بتجرد وإخلاص، مع التضرع إلى الله عز وجل وطلب الهداية منه سبحانه: (والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سُبُلنا وإن الله لمع المحسنين) (العنكبوت: 69).العلـم يدخـل قلب كـل موفــق *** من غيـر بــواب ولا استئــذانوالحق ركــن لا يقــوم لهــدِّه *** إحـدٌ ولــو جُمعـت لـه الثقلانتأمـل -هداك الله- مَن هـو ألـوَمُ *** بأي كتـاب؟.. أم بأيـة حجــة؟ | |
| | | شيرين عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 29/05/2012 تاريخ الميلاد : 07/05/1976 عدد || مسآهمآتي: : 251 نقاط : 251 التقيم : 10 العمر : 48 الساعة الان :
| موضوع: رد: قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جداً جداً الجزء الخامس [ 5 ] السبت يونيو 02, 2012 1:23 am | |
| يعطيك العافية علي الطرح القيم والرائع والمهم جزاك الله كل خير وجعلة الله في ميزان حساناتك يوم القيامة دمت بحفظ الرحمن
| |
| | | | قصص التائبين ..... قصص واقعية مؤثرة جداً جداً الجزء الخامس [ 5 ] | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |