في رثاء ذكرى إستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات - أبو عمار -
و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " صدق الله العظيم
مـن يرتـدي ثوبـك المزيـن يـآ سيـدي..!؟
مـن يرتـدي كوفيتـك السمـرآء يـآ أبـو عمـآر ..!؟
مـن يغفـوا على خفقـآت قلبـك الخـآفتـة ..!
لتسـري في دمـه رحلـة الإنتصـآر
نودعك وإنا لفراقك يا أبا عمار لمحزونون ..
نودعك بقلوب يسكنها الإصرار الملتهب على مواصلة المسيرة ودرب النضال والمقاومة ...!!!
رحلت عنا وترجلت بشموخ الشهداء .. ملتحقا برفاقك وإخوانك الذين سبقوك .. ترجلت بعد أن شكلت في المعادلة رقما صعبا وتحدياً كبيراً .. تاركا خلفك شعبك يحفظ القسم والعهد.. مستمرا بنضاله ومقاومته جيلا بعد جيل .. وداعا أيها الشهيد الأب والأخ والصديق ...!
وداعا.. شهيدا.. أباً ، معلماً ، زعيما، رئيسا، قائدا، رمزا، فدائيا ، مناضلا ثائراً .. شهيد الأقصى وشهيد فلسطين .. أبو عمار..!
من يرتدى ثوبك المزين يا سيدى من يرتدى كوفيتك السوداء يا ابو عمار من يغفو على خفقات قلبك الخافته لتسرى فى دمه رحله الانتصار..
تركتنا والملايين من أبناءك مازالوا بحاجة إليك.. الذين مازالوا يسكنون تحت صفائح الزينكو في مخيمات البؤس وينتظرون العودة.. فأنت الضمانة والمرجع المؤتمن على حقوق شعبك..!!
بحاجة لصوتك الذي يردد دائما.. للقدس رايحين شهداء بالملايين ... !!
تتركنا وقاتلي إيمان حجو وفارس عودة .. خفافيش الظلام.. ما زالوا يعيثون في الأرض فساداً .
نشتاق إليك ..إلى صدقك وصمودك وشجاعتك واستبسالك ...!!
وداعاً يا ختيار وأنت ترفض التسليم بالحلول المنقوصة .. !!.
لقد خسرناك قائداً ، ورمزاً ومعلماً وسياسياً، ومناضلاً ، كما وخسرناك أخا وأبا وصديقاً، ولم تترك شاردة ولا واردة تخص شعبك إلا وعالجتها بلمسة حب وحنان.
رحلت لتبقى حياً فينا...أسطورة عشت زاهداً بين الدين والقضية العادلة .. وبكتك ملايين العيون...
لقد كنت أسطورة صنعتها بنفسك.. الأب الملهم للعطاء وشحذ الهمم ..مالك القلوب.. المناضل والسياسي والإعلامي المتخصص .. ليس كمثلك في زعامة وقيادة شعبه أحد .
لقد أتيت من رحم شعبك، والتصقت به وأحسست به.. وأصبحت قائدا وزعيما ورمزاً وأسطورة.. عربيا فلسطينيا تاريخيا .. تحملت وعانيت فناضلت وانتصرت .. فلم تكن للزعامة وارثا، ولا أتيت محمولا على دبابة الأجنبي، أو عبر انقلاب عسكري، وإنما أتيت فدائيا مجاهداً مقاوماً.. وشعبك من حولك.. وحملت البندقية في وجه المحتل، في وقت كان فيه حمل السلاح محرماً...!!
فقد كنت فاكهة شعبك، وأعطيت للقيادة لوناً متميزاً، إبداعياً متخصصاً، وحضنت شعبك، وكنت عنوان وحدته وصمام أمانة، وحريصاً دائماً على لملمة الجراح، والقادر على لمّ الشمل، لا تتعب ولا تمل، وكانت عيونك دائماً متجهة إلى فلسطين، لم تكن أبداً حاقداً، وتركت الأبواب كلها دائما للصلح والمصالحة مفتوحة مشرعةً ...!!
لن تسقط كوفيتك الفلسطينية، رمزاً للصمود والتحدي، والإرادة الصلبة التي لا تنكسر