قصيدة معلقة بلاد الغرب
. WESTLAND POEM
معلقة بلاد الغرب
للشاعر غريب الديار- ميشيغان
***************************
تطالعنا الجرائد كل يوم
فنقرأ فيها من كل الأخبار .
. فهذا خبر عن فاسد ناجح
وذاك خبر عن حساب جاري .
. فإن كنتم بالرياضة مغرمين
تروا عجبا كيف اتخذت مسار .
. أمم شتى تغطيها الجرائد
وشؤون الناس في كل الديار .
. قرأت اليوم فيها بعض أخبار
عن سوق البورصة والفجار .
. ملايين تدخل جيوب الناس
يوميا ويتصفح النجوم جاري .
. وفيها عن الشذوذ زاوية فيها
غرائب تستفيض لكل قاريء .
. فهذي زوجة طلقها زوجها
فأصبحت تسير كل مسار .
. وزاوية السياسة فيها لو تراها
يظن المرء فيها أنه شاري .
. فهذا اليوم يكون الحمار رئيسا
وفي كل يوم تراه يعلو المنار .
. فتسمع منه أنه بات حريصا
على خدمة الشعب وهو عاري .
. وفي عادات الشعوب ترى عجبا
فمنها السحر ضد كل طاري .
. تقول ابنتي هل أصبحت نشيطا
ولا تدري أني لم أنم في الدار .
. فبالأمس سهرنا مجموعة وأنا
قضيناها في رقص وزار .
. وكانت لميس لنا تقول حكمة
وهي تشدو واقفة على البار .
. وفي يدها الميكروفون يصدح
بصوت يفضحه الصدر عاري .
. كل ذلك في الجرائد تراه
وليس من يبيع كمن هو شاري .
. فهذا البار قد أغلقه الناس
وتظاهروا جميعا لإغلاق البار .
. كل الأخبار موجودة ببنط عريض
فهذا ما جاءت به كله الأخبار .
. أحفادي قاموا من النوم صباحا
وأنا مشغول بقراءة الأخبار .
. فإلى مدارسهم قد تحضروا
وأصبح كلاهما إلى المدرسة ساري .
. وتعمل لهم ابنتي سندويشا
لا تنسوا اليوم يحميكم الباري .
. سأغير اليوم ما تعرفين عني
فلن أقضي يومي نائما في الدار .
. غرائب تقشعر الأبدان لها
وفي كل منها تستحي الأخبار .
. فهل سمعت اليوم أخبار عليها
فقد ماتت أم الأطفال في الدار .
. غزا زوجها بيت جارتها فألقت
بحملها وليلتها باتت مع الجار .
. جنون نلتقيه في كل عامود
من الجريدة والإعلان زاد انتشار .
. رغيف الخبز وقد تضاعف سعرا
والجبنة الرومي قد أصبحت نار .
. حتى الزيتون لم يسلم ارتفاعا
ثلاثون دولارا للجالون صار .
. ثلاثة أيام قد نمت فيها
لا يسلم الجار فيها على الجار .
. أمم شتى تقضي أيامها
بلا ماء ولا طعام سوى الخيار .
. وسيرة قاض قد قضى برشوة
صادته الأف بي أي في الأخبار .
. يسير الشيخ يسبح الله حمدا
وإلى معابدهم يسير الأحبار .
. وإلى الكنائس وفيها يتواعد الناس
وينقلهم باص كل جار مع جار .
. وهؤلاء صبية يوزعون جرائدا
فكل ساع له من النشاط مقدار .
. ذهب الصغار إلى المدارس مع أمهم
وعادت الأم بعد توصيلهم إلى الدار .
. فيا ليت أخبار الصباح كانت جميلة
فقد كثرت يوميا الجرائم في الأخبار .
. فهذا قاتل قد اتخذ القتل عادة
وتلك غانية لها مطعم وبار .
. وذلك طالب يحمل في يديه كتبه
وتلك أم خرجت فخلت منها الدار .
. وشباب اليوم على الرصيف مسرعا
الشاب والبنت مع بعضهم ساروا .
. وكل سار يلحق لقمة عيشه
وفي الغرب قد تختلف الأقدار .
. ففي الشرق يعمل الأب بعرق جبينه
وفي الغرب إن لم تنحرف عليك عار .
. وفي الشرق جفت ينابيع الماء
وفي الغرب رغم الشر زادت الأمطار .
. وفي الشرق يطلبون الغوث عله
يرسل المطر الله الواحد القهار .
. فالجوع عند الغرب أصبح رياضة
والجوع عند الشرق أصبح دثار .
. واللبس عند الشرق أصبح موضة
والعري عند الغرب أصبح وقار .
. وأصبحت فضائح الغرب في الشوارع
علم يرفرف فوق رأسه نار .
. ملئت منه كل الديار وهللت
له في الشرق فأصبح غبار .
. وفي الغرب في البساتين يتمتع
كل الناس بالمناظر يتمتع النظار .
. وفي الشرق صحراء قاحلة تراها
وفي جوها تكوي الناس النار .
. في الغرب يحترم الناس بعضهم
وفي الشرق الأغنيا بالفقرا جاروا .
. ويصبح الغربي في حياته نشيطا مكرما
وتصبح حياة المرء في بلاد الشرق عار .
. وارتفع الجهلاء في المجتمع مناصبا
واستبعد العلماء فانحدر المقدار .
. أمة جاهلة يا عرب ألا تخجلوا
فقد طال منامكم والناس طاروا .
. وانظروا شرقا إلى الصين بعد قرون
حددت أهدافها والصينيون ساروا .
. أمة يعرب لم تغف في التاريخ قبلا
فهل من بعد طول انتكاس انتصار؟
***********
من ديوان الأماني للشاعر .