قصيدة روح الشباب
. تخطرتُ في ساحات نفسي وقد شاخت
عثرت على شبابي وهو شبابا
فكلما سألت عن أمجاد الزمان
تقاطر من أعين الشباب الجوابا
عطروا التاريخ من بعد جِيفةٍ
وسجلت نخوتهم العز إكتتابا
من بعد مهانةٍ ذابت في أسيدها
كرامة العربي إماماً وبابا
ها يا وطني نضجت بعد يأسٍ
وارووا بدمائهم الأرض الشبابا
وإني لأيقنت في صلاح ديني
ل الدعاء حتما مجابا
فأستوصوا بالشباب كماقال النبي خيرا
إذا اسْتُفِزوا فَزوا ذِئابا
تطوي صدورهم ورداً وشوكاً
إذا الوطن بهم يوماً أهابا
لوقاد بهم من هو صالح
لفجروا من الجماد ينابيعاً عذابا
وما استعصى عليهم في مصرمنالاً
وطوقت الأيدي الشريفة الرقابا
وكأني بطرابلس تهز خصرها
كما تهتز بسواعدهم الحرابا
فليس من يغتر في القدس ذو صواب
وتلعلع في طياتها تلعلع الكلابا
أهدوا الحصار للحُر تاجاً
وتخيلوا ما بين البحرين سرابا
هل أيقنوا أن للشباب صوتا
مُدويا,حين يُرفع مُستجابا؟
لا ريب أن آمال الشباب فسيحة
فليكونوا للحق والصبر في الأمر طلابا
وإن الرجال إذا ما عزموا لجئوا
إلى التعاون في حقٍ سُلِبَ إغتصابا
من ما ملكت الحسناء قلبه
وطال به الحنين لكحلةِ القبابا؟
فإذا القيادة ما شاخت يوماً
شاخ الرأي وأنعدم الصوابا
وإذا ما خملت الأشبال حِيناً
استنهضوا الهِمم وشقوا الصعابا
أليس الوطن من دونهم غريباً
وقد فتحوا للجهادِ ألف بابا
لو طالعت سيرة النبي حقاً
لأيقنت أن من ثكل الشباب تغابا
هُمُ الحماة إذا ما جد جدهمُ
وهُمُ الصناع والزراع والكتابا
فقلت يا معشر الخناع ما تظنوا؟
أأحلم مِن مَن وهبوا الوطن الرقابا؟
كونواعلى الثوابت ولا تذلوا
وفكوا قيود الشباب تَرواْ العجابا
أما ترواْ في نعجة دمشق مثلاً
قد دقت ساعة فناؤه إقترابا؟
والذي أثنى النتن عن غزو غزة
ثانية وجعجع في وكره وهابا
فما بعامرةٍ قصور قوم
إن خربت في زواياها اللبابا
وداعاً عروش العار وهذا
هِجائي إن رضيتم به ثوابا
حباكم الله دينا على الأديان سادا
فأبيتم إلا أن تكونوا للطاغوت أذنابا
أيا فلسطين قومي فزغردي
ها هم الشباب فخرهم الإرهابا
وقد وَضَعَتْ نِساؤك صناديدا
كما تلد السماوات الشهابا
فإذا ما غزةَ أُجْهِضَ حملها
فقد وَضَعَتْ أنقرة من ينابا
هذا الإسلامُ إذا ما عقلنا روحه
توحد في أبنائه المُصابا .
. ديوان أحرار وطواغيت
محسن أبو معمر(أبو آدم) .