دعت تركيا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى زيارتها واعلنت الخميس عن عزمها رفع العقوبات التي فرضتها على فرنسا على خلفية قضية "الابادة" الارمنية.
ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الدعوة الى هولاند، خلال لقاء جمعهما في ريو دي جانيرو، على هامش القمة حول التنمية المستدامة، كما أفادت به وكالة انباء الاناضول التي ذكرت أن اردوغان اكد لهولاند ان اخر زيارة قام بها رئيس فرنسي الى تركيا تعود الى عشرين سنة، ودعاه الى زيارة تركيا.
واعتبر هولاند ان مثل هذه الزيارة ستكون بالنسبة له "امتيازاً" مؤكداً انه يرحب بالدعوة، على ما افادت الاناضول.
واضافت الوكالة ان الرئيسين تطرقا خلال لقائهما الى قضايا دولية عدة وشددا على اهمية فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
وأشار وزير الخارجية التركية، أحمد داوود اوغلو، الى ان العقوبات التي فرضت ضد باريس "لن تكون على جدول الاعمال بعد الان" اثر انتخاب هولاند رئيسا.
وأكد داوود اوغلو في حديث الى قناة "سي أن أن" التركية، ان "اردوغان أعطى توجيهاته، بعد لقائه هولاند"، مشيراً الى ان "العقوبات لن تكون مطروحة بعد الان بسبب المواقف الجديدة لفرنسا".
وأعلن اوغلو انه سيزور باريس في 5 تموز/يوليو المقبل.
وكانت انقرة علقت تعاونها السياسي والعسكري مع فرنسا بعد ان صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية نهاية العام الماضي على قانون تجريم انكار "إبادة" الارمن في عهد الامبراطورية العثمانية (1915-1917)، والتي تنكرها دائما تركيا. ولكن هذا القانون رفضه المجلس الدستوري الفرنسي.
وعلى رغم اعلان العقوبات لم يتوقف التعاون السياسي بين البلدين ولا سيما حول ملفات أبرها الوضع السوري.
وقد شهدت العلاقات بين فرنسا وتركيا توترا خلال ولاية الرئيس نيكولا ساركوزي بسبب معارضته الشديدة انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. لكن موقف هولاند من هذه القضية ليس حازما بالدرجة نفسها كما سلفه.
ومنذ انتخاب هولاند اعرب البلدان على رغبتهما في استعادة علاقات اكثر متانة واقل عدائية.
وبدا الرئيس الفرنسي خلال حملته الانتخابية متحفظا في شأن احتمال انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، لكن الحكومة التركية تريد تحريك العلاقات واخراج المفاوضات التي بدات في 2005 من المازق، وتامل انقرة ان ترفع باريس اعتراضها على بعض فصول المفاوضات.