ساد الغموض والتضارب الأنباء عن الوضع الصحي للرئيس المخلوع حسني مبارك، بعدما أعلنت وفاته «اكلينيكياً» متأثراً بجلطة دماغية وتوقف قلبه عن النبض، قبل أن تخرج مصادر أمنية وطبية لتؤكد استقرار حالته وأن الأطباء تمكنوا من إذابة الجلطة، وهو ما دفع كثيرين إلى اعتبار الأخبار المتضاربة عن صحته محاولة لتبرير نقله مساء أول من أمس من مستشفى سجن طرة إلى مستشفى المعادي العسكري.
وكانت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية صاحبة السبق في إرباك المشهد المرتبك أساساً، عندما أذاعت مساء أول من أمس، نبأ «وفاة مبارك اكلينيكياً لدى وصوله إلى مستشفى المعادي العسكري» المطل على نيل القاهرة. وأضافت الوكالة نقلاً عن مصادر طبية أن «قلب مبارك توقف عن النبض وتم إخضاعه لجهاز الصدمات الكهربائية أكثر من مرة لكنه لم يستجب».
وانتقل الجدل إلى وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت عن مدى تردي الحالة الصحية للرئيس المخلوع وكيف سيتم تشيع جثمانه وهل الحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل المتظاهرين سيؤثر في قرار إقامة جنازة عسكرية له، ليتسابق المحللون والمراقبون في الإجابة على تلك الأسئلة، حتى أن بعضهم قال إن قلب مبارك لم يتحمل أن يرى رئيساً غيره يدخل القصر الجمهوري فتوقف عن النبض.
ومع الساعات الأولى لصباح أمس، سعت السلطات إلى تهدئة الجدل عبر خروج مقربين من المؤسسة العسكرية في التلفزيون الرسمي لنفي نبأ وفاة مبارك، وإن أكدوا أن حالته «حرجة للغاية». وقال الخبير العسكري اللواء سامح سيف اليزل في مداخلة هاتفية مع التلفزيون الرسمي إن مبارك «بدأ يستجيب للعلاج وانخفضت درجة خطورة حالته الصحية من خطرة جداً إلى خطرة فقط».
الارتباك ساد أيضاً تصريحات أطلقتها مصادر رسمية، ما أثار مزيداً من الشكوك في شأن توقيت إعلان تردي صحة مبارك ووفاته اكلينيكياً. وأكدت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن «صحة مبارك مستقرة عقب إصابته بجلطة بسيطة في المخ مساء (أول من) أمس تمت إذابتها بسرعة حتى استقرت حالته بعدها». وأشارت إلى أن أطرافاً لم تحددها «رغبت في إشاعة خطورة الحالة الصحية لمبارك، بهدف الترويج لنقله إلى مستشفى المعادي العسكري».
وتجمع عشرات من أنصار مبارك أمام مستشفى المعادي العسكري بعد نقله إليه مساء أول من أمس. ووقعت مشاحنات وتلاسن لفظي بين مؤيدي الرئيس المخلوع والمارة، قبل أن تتدخل عناصر الأمن المكلفة حراسة المستشفى للفصل بين الجانبين. وشهدت المنطقة المواجهة للمستشفى وجوداً مكثفاً لوسائل الإعلام المحلية والدولية وإجراءات أمنية مكثفة.