إذا نجح الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين فى انتخابات الرئاسة فعليه أن يدرك أنه فاز بأصوات ربع المصريين ونصف الناخبين، ولم يأت الفوز بالغالبية الكاسحة وأن التصويت له لم يأت فقط من المنتمين للجماعة أو المحبين له، بقدر ما كان التصويت نكاية فى المرشح المنافس الفريق شفيق، وعليه أيضا أن يدرك أن تيار الإسلام السياسى الذى يمثله فقد كثيرا من شعبيته فى الشارع مقارنة مع الانتخابات البرلمانية، وخسر ملايين الأصوات لصالح تيار الدولة المدنية.
النتيجة التى لم يتم حسمها حتى الآن بين المرشحين جاءت بمؤشرات ونتائج مثيرة على المستوى السياسى والاجتماعى والثقافى والجغرافى، فالمصريون بهذه النتيجة منقسمون إلى فريقين متساويين، بمسميات مختلفة وتحت لافتات متباينة بين أنصار التيار الإسلامى والمنحازين للدولة المدنية بمؤسساتها العريقة، أو بين الرافضين للإخوان والخائفين من عودة النظام السابق، أما جغرافيا فالصعيد بتركيبته الاجتماعية والثقافية انحاز لمرسى الذى حصد غالبية أصواته من محافظات الصعيد وبفارق ملحوظ، والوجه البحرى انحازت غالبيته خاصة المحافظات ذات الكثافة السكانية الكبيرة للفريق شفيق، بما يعنى أن لدينا رئيسا للجنوب ورئيسا للشمال كان التصويت لهما كرها فى غالب الأحيان وليس بناء على برامج انتخابية أو مشروع نهضة.
إذن نحن أمام رئيس جمهورية -سواء كان مرسى أو شفيق- لم تكن غالبية الشعب راغبة فى أحدهما ولا يعبران عن هوية مصر ولا عن ثورتها، وأن الشعب وجد نفسه أمام اختيار صعب للغاية، إما إعادة إنتاج النظام السابق أو اختيار شريك فى الثورة أراد الانفراد بها وآثر الحصول على مكاسب السلطة وقطف الثمار سريعا وحده بعيدًا عن باقى الشركاء فى الثورة.
وبناء على تلك النتيجة فلا يحق لطرف اتهام أنصار من صوتوا للطرف الآخر بأنهم «فلول» ومن أنصار النظام السابق أو من أعداء الثورة، وإلا فإن معنى ذلك أن نصف المصريين الذين صوتوا لشفيق من أعداء الثورة أو من الفلول وهذا أمر غير مقبول وغير منطقى.
بالتأكيد سنحترم إرادة النتيجة وسنعلن قبولنا للرئيس الجديد الذى عليه أن ينزع عنه رغبة الانتقام والثأر ويصبح رئيسا لكل المصريين ويستلهم من التاريخ القديم قصة الملك مينا موحد القطرين!