جلست تحت شجرتي وقت الغروب وانا في حديث مع نفسي حول صاحبي الذي ابتعد عني وسرقته الايام فرحت انهل دمعا قبل الحديث عنه فرحت ابحث عن ورقه لاكتب فيها عما يجول في خاطري وفتشت عن دواة اكتب فيها مخيلتي فلا املك الا اجزاء وقطع الشجر وعروقه نظرت حولي لكن لاشي جرحت نفسي باحدى العروق لكي اكتب عن جرحي الاليم
اخذت ورده كانت بجانبي وكتبت عليها كل مايحزنني ويبكيني بدمي فعبرت عن المي بدمي لا حيلة غيرها لأنه لم يعد لدينا ما نكتب به سوى الدماء ومن الورق سوى الاشجار
كتبت ولا زلت اكتب والوقت يمضي ولا زال الدم في اوردتي يتلاشى شيئا فشيئا، فكلما يزداد الوقت كلما خرجت المعاني بالم وحسرات واوجاع الى ان ترسبت الدماء والنفس بدأ يكتب وصية موضوعها اعفاء للدنيا بالسفر خارج الارواح ولا زلت اكتب واعبر عن راي كل ذلك لاجل صاحبي العزيز ورفيق دربي ومؤنسي وزميل حياتي فيا علقة الصبا منذا يعانقني نسيمك فاروح الى عالم الهيمان فلا قرين في حياتي سواكا فانت الجسد والروح والامل وانت العشق والصحب والخل و كلما تبعد عني كلما اطفح عشقا واصرخ الما وهكذا تستمر حكايتي الى ان جزعت من الجلوس في مستنقع الدماء ومافتيء الروح في قيد الحياة خرجت بروحي في طرقات المدينة ابحث عنه فلم اجده فرحت مرتفعا هامتي مصرخا منشدا ببعض الكلمات اين انت يا خليلي اين انت يا صديقي لعلها تفي معه ومع الصراخ احمل تلك اللافتة التي دونتها بدمي تحت الشجرة لافتة عنوانها الوفاء لك ياصاحبي ونصها لا زلت محتفظا باخلاقي لا زلت محتفظا باعرافي لا زلت محتفظا بصداقتي لا زلت مضحيا بدمي فلا والعهد بيننا ما عاش من خانك ، فهل يا صديقي نسيت الاحبة وايام الصبا ....
والى اخر برهة من الحياة امضي...
ورحت مدونا ما انتابني من شعور اتجاه صاحبي وصديقي ورفيقي الذي لا اغلى منه احد فماذا يعينني على حرقتي وفؤادي اخي وصديقي العزيز مهما حاولت تلك الوجوه البشعة اخذك مني لا ابد ان تعود سيدا وعلما ومنارا يقتقى بك فلا تثنى عزيمتي في البحث عنك وعودتك الى احضاني انك اغلى ما املك فكيف لمثلي ان يتركك وحيدا بين الخصم العنيد الشكس الذي خطفك مني
ان دمي عبيط يبقى دائما لكي اخلد اسمك به فلا شيء ينوب عنه في الذكرى ولا تعبير يصدق في مقابل تلك الخيانة التي تطول ايديها عليك فتلك شرذمة لا بد للايام ان تعيدك الى حقيقتك وهؤلاء يذهبوا سدى في مجرى الريح وستسحق اعناقهم لما فعلوا بك وخانوك
فخانتك زمرة الشر وعصابة الفحش فهيهات لها في ان تصاب منك لازالت دماءنا رخيصة من اجلك ولازالت ايادنا تحمل معها اقلام وقلوبنا تعشق اسمك فانت فينا تسري مع النبض حيث يجري فمتى مانتهى ذلك النبض يأتيك نبض في الاصلاب حاملا ثأرك بيده وصية يحملها الى مابعده
عبثت تلك الايادي فيك وانت شامخا لعبت فيك شرقا وغربا دمرت حرقت قتلت سرقت ولا تزال تنهش وتدمر وانت شامخا تعلو الهامات والقمم وترتفع يوما بعد يوم ...
خانتك تلك العيون التي تحرسك بشمس الضحى والتأريخ يكتب كل شيء على من خانك ومن يرى ويخرس و يسمع ويصمت باعوك بثمن بخس بلا نفع يعود عليك باعو ارضك و نخيلك وحفيدك القادم وشعبك خانوك ياوطني العزيز يا ايهيا العراق فالعيون تدمع حين يذكر اسمك على اطيافها وحين تمر عليها تحرق الاهداب وتجري دماء فتحفرالخدود فينزل لحما عبيطا بالدماء ومعه شيبات الاوجاع والالام
الى متى نبقى اذلاء فيك الى متى نبقى ضيوف عليك بلا استضافة الى متى يعبث بك المجرمون وانت تصبر وترابط على صبرك فما بال نفسك وطولها لا تطفح الما وتعلن ذلك الخائن الخجل وتبوح بسرك بضميرك الحي الى الملا وتنادي بالتلفاز بنشرة الاخبار امسكوا السراق من الاعناق امسكوا الاقزام من الاقدام امسكوا الفاسدين من اليدين امسكوا الخيون من العيون