سعد عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 25/05/2011 تاريخ الميلاد : 03/02/1990 عدد || مسآهمآتي: : 363 نقاط : 952 التقيم : 7 العمر : 34 الساعة الان :
بطاقة الشخصية >لعب الادوار: >لعب الادوار
| موضوع: براءة محمد بن مسلمة رضي الله عنه من خلال الخسة والغدر الثلاثاء مايو 22, 2012 1:26 pm | |
| براءة محمد بن مسلمة رضي الله عنه من خلال الخسة والغدر |
| سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
| الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : فقد كنت منذ أيام وأنا أحاول الدخول لمشاهدة هدية العيد التي وعد بها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب , وكنت أقول في نفسي : هل ستحمل هذه العيدية مفاجأة من نوع آخر , بحيث نرى فيها شجاعة في الاعتذار , وإقراراً بالخطأ , لأنني لا يمكن أن أتصور أن رجلاً تبلغ به الخسة والانحطاط إلى هذا المستوى , فضلاً عن أن يكون مسلماً , من أصول عربية , عرفت معنى الخيانة والغدر , ناهيك عن أن ينسب هذا لذروة سنام الإسلام , ويلحقه بأفعال السادة الكرام , والأئمة الأعلام .
تفاجأت حقيقة , وإن كان عنصر المفاجأة قد يختفي حين يقرأ المسلم قول الحق تبارك وتعالى : ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ) , وقوله جل في علاه : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) , حيث رأيت الجهل والتخبط , والطيش والخفة والتسرع في إطلاق الأحكام , وتنزيل النصوص في غير موضعها , وهذا ليس بغريب على من بضاعته حماسه الطائش , ولا يرى إلا أرنبة أنفه .
دعوني أتنزَّل وأقول إن كلَّ مافي ذلك الشريط صحيح , وعندهم عليه وثائق وإثباتات , فهل هو مما تكفر به الدولة , ويجوز بموجبه قتالها ؟ . إن قالوا : نعم . قلنا لهم : هل هذا علم علمتموه وحدكم , أم هو معلوم لدى العلماء وسكتوا عنه , أو جبنوا عن التصريح به , أو عندهم فيه شبهة ؟ . فإن قالوا : لايعلمه غيرهم , قلنا لهم : وهل ناصحتم به قبل أن تقاتلوا من أجله , وهل أقمتم به الحجة على خصمكم ؟ . فإن قالوا : نعم , ناصحنا به وأقمنا الحجة على الحكام والعلماء , ولكنهم لم يستجيبوا . فيقال : هل أنتم تكفرون بسبب ذلك الحاكم وحده , أم تكفرون الحاكم والعالم ؟ . فإن قالوا : بل نكفر الحاكم دون العالم , طالبناهم ببيان سبب التفريق . وإن قالوا : بل نكفرهم جميعاً , قلنا لهم : وهل يقف هذا الحكم على أشخاصهم , أم يسري على كل من تحت أيديهم , ومن يواليهم , أو يرى إمامتهم ومكانتهم ؟ . فإن قالوا : بل هو مقصور عليهم لزمهم البيان , وذكر سبب التفريق . وإن قالوا : بل هو منطبق على كل من يرى بيعتهم , وأن لهم مكانة وقدرا , وكل من يواليهم , فقد كفَّروا بذلك عامة المجتمع . فإن قالوا : هو محصور على الحكام والعلماء لقيام الحجة , وأما العامة فيعذرون بجهلهم , فيقال : وهل العذر بالجهل في مثل هذه المسائل التي أبحتم فيها القتال , ورضيتم بموجبها تكفير الأعيان مقبول ؟ . فإن قالوا : نعم يُعذرون بجهلهم , فيقال : وهل العذر بالجهل يشمل العساكر التي تقاتلونها , أم هم مستثنون منه ؟ . فإن قالوا : يشملهم فقد أسقطوا أنفسهم , وأثبتوا أنهم يقاتلون المسلمين بالشبهة . وإن قالوا : العساكر لايعذرون بجهلهم , فيلزمهم الدليل على التفريق . ثم إنهم إن قالوا : بل هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة , والعلماء يعرفونه , فيقال لهم : ولماذا سكت العلماء عنه ولم يبينوه , أو لم يخرجوا على الحاكم بموجبه ؟ . فإن قالوا : منعهم الخوف أو الطمع أو الخيانة , فيقال : لماذا لم يمنعهم ذلك وقد خالفوا وأنكروا ماهو أقلَّ منه ؟ . وعلى افتراض أنهم كذلك فهل تستحلون أموالهم ونسائهم كما استحللتم دمائهم ؟ . فإن قالوا : نعم فذلك والله الفجور , وإن قالوا : لانستحل نسائهم , بل نستحل دمائهم وأموالهم ليس غير , فيلزمهم الدليل على التفريق . ثم يقال لهم : من من العلماء يؤيد رأيكم , ويقول بقولكم ؟ . فإن قالوا : كثير , قيقال لهم : سموا لنا رجالكم . فإن قالوا : إن بعضهم لايحسن ذكر اسمه , أو يفتينا في الخفاء , فيقال : من جبن عن ذكر عقيدته فهو أجبن من من أن يكون مجاهدا في سبيل الله , وإن كان منعه من بيان عقيدته الخوف على نفسه , فلماذا لايهاجر من أرض الكفار إلى حيث المراغم الكثير والسعة , لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإقامة بين ظهراني الكفار !! . فإن عجزوا عن ذكر عالم من علماء المسلمين , واكتفوا بذكر بعض المجاهيل , فيقال : إن شيئا من أمر الدين غاب عن السادة العلماء , ولم يعلمه ويعمل به إلا المجاهيل , أو الجبناء فلا حاجة لنا به . بل أين بعض من يفتيكم ممن تبالغون في تعظيم شأنهم عن القيام بهذا العمل الذي تقومون به في بلدانهم , لماذا رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ؟ . بل إني على معرفة تامة , ويقين لايخالطه شكٌ , أن ممن استشهدوا بهم في ذلك الشريط الفاضح لفكرهم , يخالفونهم في كثير من تخبطاتهم وضلالاتهم , وتحديداً في مسألة القتال , فكيف إذا اشتمل على الغدر والخسة والخيانة . بل وكيف إذا كان ماسبق ذكره على سبيل التنزل للخصم ومجاراته , مفترضين أن ماقاله صحيح وثابت , وأنه مما لاشبهة فيه , وليس ثمت مايمنع إنزال الحكم على صاحبه , من تأويل أو غيره من الموانع الشرعية .
أيها الفضلاء : لن أتعمق كثيراً في المناقشة لأن ذلك يحتاج إلى وقت وجهد وبسط , لكني سقت هذا النموذج من المناقشة لبيان حقيقة الجهل الذي تنطوي عليه تلك الأفكار , وأنها كالذي يترك صلاته مستدلا بقول الله تعالى : ( فويل للمصلين ) , وهذا غاية في الجهل والسوء , وسأعود لأقول :
نعم هناك أخطاء وتجاوزات , وهناك ظلم واعتداء , وهذا ليس بسرٍّ أكشفه , ولا ستر أفضحه , بل هذا مايعترف به المسؤول قبل غيره , ولكن هذا وعلى افتراض أنه جزء من النظام المعمول به , أو مأمور به بشكل رسمي , لايبيح الخروج , ولا يسوِّغ قتل النفس , ولايخرج فاعله عن ملة الإسلام , فكيف إذا علمنا أنها تجاوزات فردية في كثير من أحوالها , والدليل على ذلك , ماتقوم به الدولة من تعويض لأصحاب المظالم , أو اعتذار من بعض من وقعت عليهم الأخطاء , ومعاقبة بعض المتجاوزين , وإن كنت لا أزال أطالب بالتشديد في ذلك , والأخذ على يد كل مستهين بالحقوق , أو مستغل لسطوته وسلطته .
لقد تحدثت مع سمو الأمير محمد بن نايف – حفظه الله – عن نماذج من تلك التجاوزات , ورأيت منه اهتماما خاصا بها , ووعداً بالتحقيق في شأنها , ورأيت منه إجراءات صارمة لبعض المستهترين , بل رأيته يعترف بصراحة ووضوح بوجود الأخطاء , وهذا غاية العقل والحكمة , وكلنا سمعه يحادث ذلك المنتحر , ويعترف بالأخطاء , وينفي أن تكون مقصودة .
ولو أن كلَّ إنسان تعرض لمظلمة , أو أسيء إليه في معاملة رفع سلاحه , وخرج على ولي أمره , لأصبحنا في غابة موحشة , ولكانت الغلبة فيها للأقوى .
يجب على كل مسلم أحسَّ بالظلم , أو وقع عليه شيء من التجاوز , أن يسلك السبل الشرعية , وأن يطالب بحقه , فإن أنصفه الحاكم فذاك , وإن لم ينصفه فيلزمه السمع والطاعة بالمعروف , ويجب عليه الصبر , وتغليب مصلحة الجماعة على مصلحته الفردية , لأن الخروج والفرقة شر , والاجتماع والوحدة مع احتمال الظلم خير وبركة .
ونحن حين نعترف بالأخطاء ليس لمجاملة هؤلاء والتنزل معهم , بل لأن ذلك من الدين , ولكننا في الوقت نفسه لايجوز أن نجعلها مبررا للتكفير والتفجير , أو مسوغا للخروج على الحاكم , لأن مصلحة بقاء الحاكم على ظلمه , أعظم من زواله وذهابه , ذلك إن كان الظلم مقصودا , فكيف والحاكم قد فتح بابه لاستقبال المظالم , وأعلن أنه سيضرب بسيف العدل هامة الظلم , والمحاكم قد أشرعت أبوابها , وقد رأينا قضايا أُنصِف فيها أصحابها , مع اعترافنا بالتقصير كما أسلفت .
أيها الفضلاء : تحدث التسجيل " عيدية التنظيم " عن انتهاك الحرمات والأعراض , وأعتقد أن سمع المكالمة التي دارت بين الأمير والمنتحر يعلم كذب تلك التهمة , فكيف لو سمع هؤلاء ولاهؤلاء إلا وقد سمعوا , ولكن كما قال الله تعالى : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) , أقول : كيف بهم وقد سمعوا سمو النائب الثاني – حفظه الله – وهو يقرر استنكاره لمن يقبل أن تعمل زوجته سكرتيرة أو نحوها , ويؤكد أن الأنفس فداء للأعراض !!! . إن وجود الحالات الفردية الشاذة , بسبب ظروف خاصة , يتطلبها الموقف تارة , أو يتجاوز فيها بعض الأفراد , لايجوز أن تتخذ قاعدة عامة , أو تكون ذريعة للثلب والانتقاص , فكيف وقد رأيت بنفسي قبل غير , وشهدت من المواقف مايثبت كذب هذا الاعتداء وزيفه . بل لقد تحدثت مع الأمير محمد بن نايف – حفظه الله – بخصوص بعض الإجراءات التي تتم مع النساء في أقسام الزيارة في السجون , ووجدت منه تجاوبا كبيرا في هذا الجانب , ووعدني خيرا , وأقسم بالله أنه لايقبل ولا يرضى , وأنه يكره هذا , لكنه يتحسر من بعض حماقات من يستغل الثقة , فيتسبب في مثل هذه الإجراءات , ووعدني بحلٍّ عاجل لهذه المسألة , فأسأل الله أن يجري الحق على يديه . وتحدَّث التسجيل " عيدية القاعدة " عن التهديد لسمو وزير الداخلية , وسمو مساعده – حفظهم الله – وأنا هنا أقول لتلك الأقزام المتطاولة , ماقاله أبو طالب في لاميته , وهو وإن كان قالها في حق المصطفى صلى الله عليه وسلم , إلا إني أسوقها متمثلاً , والعبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب :
كذبتم لعم الله نبزى محمدا **** ولمَّـا ننـافح دونه ونناضل ونُسلمه حتى نُصرَّع دونه **** ونذهل عن أبنـائنا والحلائل أقول هذا ليس دفاعاً عنهما لذواتهما , وإن كانا يستحقان , بل دفاعا عن الأمن الذي يحرسانه , ويسهران على استتبابه , وأقول لتلك الأقزام , كلنا عيون ساهرة , ومهما أزبدتم وأرعدتم , فوالله من بلغت به الخسة واللؤم إلى هذا الحد من العمل , الذي تجاوز القيم والمروءات , فلن تعدو تهديداته حنجرته , والجحر الذي يختبىء فيه . لكن بقي أمر مهم , وحديث يجب أن نقوله , وهو أن نسبة هذه الأعمال المشينة , والأفعال المنكرة إلى عظماء الرجال , وتشبيهها بأفعالهم , من أعظم الكذب والزور , فمن تأمل قضية اغتيال كعب بن الأشرف وابن أبي الحقيق , التي استشهد بها هؤلاء الجهلة , وجد أنها في حق أفراد آذوا النبي صلى الله عليه وسلم , فكيف يصح إنزالها على خصمهم حتى وإن كانوا يكفرونه , إلا إن كانوا يرون أنهم في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم , وله ماله من أحكام , فتلك والله كارثة وطامة , وإلا فلماذا لم يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش غيلة ؟ . وتحدَّث التسجيل " عيدية القاعدة " عمن لامهم على عملية الخسة , وبرروا فعلها بأنهم لم يمنحوا خصمهم أماناً , ولم يوقعوا معه عهداً , وأقول لهم :
تقولون هذا عندنا غير جائز **** ومن أنتمُ حتى يكون لكم عندُ ولكن :
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه *** وصدَّق مايعتاده من توهم ليتكم سكتم ورضيتم بما رأيتم من فشل جهدكم , وظلال سعيكم , لكن أبيتم إلا السوء لأنفسكم , وأن تبقوا في الناس علامة للغدر والخسة , وإذا كان وعيدكم لخصومكم بمثل هذا الفعل , فثقوا أنكم ستنتصرون في المعركة , لأن خصمكم يتعامل معكم بمكارم الأخلاق , ولم يفكر بالغدر .
وإن كان وعيدكم بالمواجهات فقد رأيتم مالاقبل لكم به . ولكن أفلا أدلكم على أمر رشد , وشيء في لكم يتحقق الخير بإذن الله ؟ . عودوا إلى رشدكم , وتبصروا في أنفسكم , وفكروا في عواقب الأمور , وانظروا من المستفيد من ممارساتكم , وفي مصلحة من تصب , وتذكروا أن من تتهددونه كان أحنَّ الناس على أهليكم , وأرحمهم بذويكم , وتذكروا سعيه لإطلاقكم من السجن الذي ذقتم فيه المرارات كلها , وتسبب في لمِّ شملكم بأهليكم , والإنفاق عليكم , وتيسير كثير من أموركم , فلا تعضوا تلك اليد التي امتدت إليكم , ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) , وإني ضامن لكم أنكم ستجدون منهم قلوبا رحبة , وستجدون فيهم عليكم شفقة ورحمة , ولستم أول من تجنَّى فعفوا عنه , ولن تكونوا آخر من أساء لنفسه , ووالله لو أقبلتم إليهم رغم ماعملتموه خطوة , لوجدتموهم قد قطعوا تجاهكم خطوات . أقول هذا وأنتم في سعة من الأمر , وقبل أن يًصيب أحدكم دما حراما يبوء بإثمه يوم القيامة , واعلموا أن خلفكم من الآباء والأمهات , وربما الزوجات والذراري , من يتقطع قلبه حسرات عليكم , فاتقوا الله فيهم , ولاتجمعوا عليهم فوق مصائبهم ولوعاتهم مصائب ولوعات أخرى . وتذكروا أنكم بحماقاتكم هذه التي تنسبونها للإسلام , وتزعمون أنها ذروة سنامه , تفسدون أكثر مما تصلحون , وتهدمون أعظم مما تبنون _ إن كان ثمت إصلاح وبناء - , بل والله يشهد أنكم قد فتحت على الخير وأهله من أبواب المحن والابتلاء , والوقيعة والانتقاص , وفتحتم على المشاريع الخيرية وأعمال البر , من الشر والسوء ملايعلم ضرره وخطره إلا الله تعالى , ولكم أن تنظروا في واقع الحال لتعلموا إن كانت لكم قلوب تفقهون بها , أو آذان تسمعون بها , أو أعين تبصرون بها . لقد أحدثتم في حصن الدعوة شرخا كبيرا , وتركتم مشاريع الفضيلة حمى مشاعاً للمتردية والنطيحة , لينالوا منها , ويقعوا فيها , واستطالت الأوزاغ على الثوابت مستغلة فتنتكم , وصرتم كالمنبت الذي لاأرضاً قطع , ولاظهراً أبقى , فلستم الذين عملتم لخدمة أعمال الخير وأهله , ولا هي بالتي سلمت منكم ومن فتنتكم . أقسم لكم بالله غير حانث , أن أعداء الحق لايتمنون زوالكم , بل هم أكثر من يفرح بأفعالكم , وذلك لأنها تُقدِّم لهم المسوغات والمعاذير على طبق من ذهب , ودون أدنى كُلفة أو مؤونة . لقد كانت بلادنا في وقت مضى منارة مضيئة , ومعلما واضحاً , لبذل الخير , ورعاية المشاريع والمدارس , ونفع الناس في أصقاع المعمورة , فلما اشتعلت فتنتكم , بدأت هذه المكانة التي تبوأتها بلادنا تضعف وتتلاشى , وصرنا عنصرا غير مرحب به في أكثر بلاد الدنيا وللأسف الشديد . أعلم أنكم ستقولون وبكل برود إن هذا بسبب الحرب العالمية على الإرهاب , وهذا غير صحيح , فإن مشاريع الخير التي ترعاها بعض دول الخليج لازالت قائمة , بل أصبح لها حضور أكثر من ذي قبل , فلماذا لم تتأثر بالحرب على الإرهاب ؟ .
لقد أحجم كثير من أهل اليسار عن مواصلة دعمهم لمشاريع الخير بسبب إقحامكم لها في جهالاتكم , فلم يسلم منكم إفطار الصائم ولا غيره , ولست هنا أردد بيانات وزارة الداخلية كما تزعمون , والتي تنسبونها للكذب دائما , بل هذا مما وقفت على بعضه , واعترف به بعض من كان معكم , لهذا فقد خشي المنفق أن تنقلب صدقته إلى قنبلة يروح ضحيتها أبرياء لاذنب لهم . بل لقد وجد أصحاب الجنح والجرائم في فتنتكم أعظم رافد لهم , فانشغلت أجهزة الأمن بتتبعكم , وضعف تعاطيها مع هؤلاء المفسدين , فتحقق لهم ما أرادوه , وكل ذلك ثمرة من ثمار أفعالكم . ولو أننا بقينا نعدد آثار فعالكم السلبية لجفَّ حبر المطبعة ولمَّا ننتهي من ذكر بعضها , فكيف وأنتم ترونها نصراً للإسلام , وقياما بشعيرة الجهاد !!!. إننا على يقين أن الجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة , وأنه لاتزال أمة من الناس على الحق ظاهرين , لايضرهم من خذلهم أو خالفهم , ولكننا على يقين مثله , أنْ ليس من صفاتهم الغدر والخيانة , ولا اللؤم والخسة , ولاالكذب والفجور في الخصومة , والطيش والخفة , ولا الظلم والجور . ألا فاتقوا الله فإني لكم ناصح , وعليكم مشفق , والله من وراء القصد اللهم من أراد أمننا وإيماننا بسوء فأشغله في نفسه , ورُدَّ كيده في نحره , واجعل تدبيره تدميراً له , ولاتغادره إلا وقد جعلته عبرة , وفضحت أمره , وهتكت ستره , كفيت فساده وشرَّه . اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم . اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع . اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين , اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون . اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل . اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا . اللهم أصلح الراعي والرعية . اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء . هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
|
| |
|