منتدى ابيان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
منتديات مضايف العكيدات ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
منتدى ابيان
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
منتديات مضايف العكيدات ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله / يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
منتدى ابيان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمنتدى ابيانأحدث الصورالتسجيلدخول

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية
مرحبا بك يــا زائر في منتديات ابيان رجال العكيدات
مساحة اعلانية

 

 إضرام النيران ببعض ضلالات حسن بن فرحان كتبه/ سليمان بن عبدالله البهيجي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دنياك دنياي
عضو نشيط
دنياك دنياي


تاريخ التسجيل : 25/05/2012
تاريخ الميلاد : 18/08/1990
عدد || مسآهمآتي: : 208
نقاط : 375
التقيم : 15
العمر : 34
•MMS •|:
الساعة الان :

إضرام النيران  ببعض ضلالات حسن بن فرحان  كتبه/ سليمان بن عبدالله البهيجي   Empty
مُساهمةموضوع: إضرام النيران ببعض ضلالات حسن بن فرحان كتبه/ سليمان بن عبدالله البهيجي    إضرام النيران  ببعض ضلالات حسن بن فرحان  كتبه/ سليمان بن عبدالله البهيجي   Emptyالسبت مايو 26, 2012 8:59 pm






إضرام النيران
ببعض ضلالات حسن بن فرحان

كتبه / سليمان بن عبدالله البهيجي






إضــــاءة

قال جمال سلطان حفظه الله ـ يحاول بعض المشتغلين بالكتابة والفكر أن يحققوا أعلى مكسب شخصي بغض النظر عن مشروعية السبيل إليه أخلاقياً وعلمياً وأدبياً وعامة ما ينتهج هذا السبيل هم من الفاشلين في تجارب سابقة طالت وعجزوا عن جذب الأنظار إليهم من خلالها وشعروا بأن حركة الواقع والفكر تمضي بعيداً مخلفة كتاباتهم وأسماءهم في غيابات النسيان والإهمال فتراهم يصابون بسعار الشهرة وتستبد بهم الرغبة العارمة في إثبات الوجود وجذب الانتباه فيجهد أحدهم نفسه في كتابة ما من شأنه استفزاز الناس أو إثارتهم أو توليد الاندهاش والاستغراب لفحش الكتابة أو تهورها أو شدة انحرافها تماماً كمن يتجرد من ملابسه في طريق عام وهذا النوع من الكتابة في الحقيقة هو أرخص أنواع الكتابة وهو شبه منحصر هذه الأيام في نوعين رائجين منها الأول الكتابة عن الجنس والجرائم المتعلقة به أو الفضائح .
والثاني الهجوم على الإسلام والطعن في مقدساته بالضرب في جذور العقيدة والأخلاق بشكل حاد وسافر وجريء .
وفي الحالة الثانية يكون بديهياً أن من يمارس هذا الفعل الإجرامي لابد وأن يحمل اسماً إسلامياً أو يكون مسلماً ولو بالنشأة حتى يكون للصدمة إثارتها وجاذبيتها إذ لو كان غير مسلم لغاب عنصر الإثارة المطلوب لجذب الانتباه أما أن يكون مسلماً ويجرح الإسلام وتاريخه وعقيدته وشريعته فهذا هو النموذج المثالي لتجارة الإثارة الفكرية الرخيصة .. . ثم ضرب لهذا أمثله ( ) .
تنبيه جمال سلطان من أصحاب الأقلام السيالة نافح عن الإسلام بكتاباته الرائعة غير أننا لا نوافقه على بعض الآراء نسأل الله عز وجل أن يبارك في جهوده وأن يحقق مأمولنا ومأموله إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير ونسأله سبحانه أن يخرج في قطرنا من يكشف هؤلاء ويبين ضلالهم .




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعــــد ( ) :

هـل يترك العابثون ؟
تتصل الأخبار بالأسماع والمشاهد بالأنظار وهي كثيرة جداً قليل منها ما يتوقفه سمع أو يتأناه بصر ليفحص ما فيه ويتعرف على ما وراءه ربما يسمع الناس دوياً موحشاً أو قتاماً مخيفاً فيتطلعون بهاجس الخوف إليه ويحاولون النظر مع محاولة الابتعاد ـ ربما يجتمع ذلك ـ هذا الدوي المزعج لا يشترط أن يكون حدثاً أرضياً أو زوبعة جوية بل هناك ما هو أخوف منه وأشد وهو العبث البذي والتلاعب الشقي بمرتكزات وأصول الإسلام ومحاولة هز تلك الثوابت والمسلّمات من قبل من راحته بما يتعب الناس وسعة صدره بما يضيق الأنفاس إذ قلت معرفته واتضعت همته إذا بدا مؤشر وجود هذا النوع فهي فتنة تبلد الحكيم وتخلط الصحيح بالسقيم ولكن هذا الداء يبرأ إذا حسِم كما أن الخطب يستشري كلما قدم وانهم إن تركوا في اليوم كراعاً صاروا في الغد ذراعاً لئن ترك هؤلاء يعبثون ليدفع المجتمع الثمن باهضاً لإصلاح ما أفسدوا لأنهم يخرقون خروقاً متسعة في سفينة المجتمع المسلم حينما تصورت ذلك أقسمت بالله لو كان وجه الإنسان في الصفاقة نعله وفي الوقاحة حافر بغله ما وسعه غير الإسعاف وما يعتذر إلا بالإيجاف في هذا الدهر الذي صار عند الكثير فيه الصدر مكلوم الأحناء والذكر خامد الذكاء لأنه في وقت تلون تلون الحرباء ألا فليقم من قعد وينتبه من رقد بشجاعة محض وهمة علياء مالها خفض للتحذير من هؤلاء الذين طفقوا ينشرون الضلال حاسراً غير مبرقع وسافراً غير مقنع إلا عند الأغمار ...

نعم ( ) الكاتب وبئس المكتوب
دائما يلقى إلى المرء كتاب أو يوضع بين يديه خطاب يكثر هذا لما تعظم فائدته أو تفحش جرأته وقد ألقي إلي كتاب لئيم لرجل ذميم ففضضته عن أسطر فيها سواد لم يتحصل لي منها مستفاد فتعوذت برب الفلق من ظلمة ذلك الغسق ثم رجعت إليه المحه وعدت إليه أتصفحه عله يتخلص منه محصول أو يتأتى لي فيه معقول فما تهيأ ذلك لأنه على سفط مبني وعلى كذب مطوي فهو إذاً وعاء فسوق له في الاعتداء أروج سوق سلك فما أدرك وبلح بعيره فبرك تعدى طوره وغلب ظنه وحكم جوره صرح فيه عن عمى بصيرته ونشر بين العباد مطوي سريرته نمق فيه الزور ولبس الأمور وقد قيل :
ولايغرك من قول طلاوته فإنما هي نـــوار ولا ثمـــــر
حسب الناس يغفلون عن ما يستره ذيله ويشتمل عليه ليله من قبائح يمليها العار ويكتبها الليل والنهار من انقطاع إلى البطالة وتسربل بالجهالة ولذا حشى كتابه أباطيل وأعرب فيه عن أضاليل باح بالعدوان وزاد في الطغيان وقد ردد في سابق الأزمان .
وما تكلمت إلا قلت فاحشــة كأن فكيك للأعراض مقراض
أقول ... والحق يقال إني لمحته في بادئ الأمر تهماماً لا اهتماماً لأنني في شغل إن التفت إلى غاش أو أعرج على ساع بالنميمة واش إذ أمره أحقر أن يحبر فيه كلماً أو يعمل في ذكره قلماً كيف لا وقد هذى بكلام رث ولفظ غث لو رامه حمار الكساح لأدركه ولو أراده ذو هجنه لما أعوزه تكلم بكلمات تضيق ذرعاً منها الأيام وتتبرأ منها القراطيس والأقلام ومع هذه الفجاجة والسماجة ركبه تركيباً عجيباً فأوله سباب وآخره إعجاب فهو إذاً كريه ا لمبدأ والفاتحة قبيح المنتهى والخاتمة نسأل الله أن يعطيه عقلا يعقله عن تكلف ما لا يعلمه وتسور مالا يحسنه ولا يفهمه ولقد علمت من أول نظرة فيه أن صاحبه في أنفه نعره لا تخرج إلا بسعوط الكلام ولا ترضى إلا بمستحصد النظام لأنه لابد لشمس الحق أن تشرق على الباطل لتزيح ظلامه وتمتد اليد لتحسر لثامه وتحط نقابه لما كررت النظر في كتابه حمي صدري حتى غلى مرجله وضاق مجال فكري حتى اتسع في الشكوى مقولة وقد
قيل :
كلام لو أن لحماً يصلــى بحــره غَريضاً أتى أصحابه وهو منضج
وقيل :
ومن شيمة الماء القراح وإن صفا إذا اظطرمت من تحته النار أن يغلي
فقبح الكلام يغيظ ذوي المروءة الكرام فقمت بالرد عليه غيرة للتوحيد في هذا الأفق أن تعود بدوره أهله ، وبحوره ثماداً مضمحلة وتحفظاً على تلك الآثار الكريمة أن تعفو وخوفاً على تلك الأنوار الوسام أن تخبو .
ولأنني أرى واجباً علي أن أوافيه قرضاً وأجازيه حتى يرضى لأنه إناء نضح بما فيه وتكلم بسيء ملئ فيه فمرسوم الوعظ ليس بمجديه وقد أدركته ولله الحمد رماحي وعصفت فيه رياحي وسأثبت من كلامه ما يدل على جرأتة وإقدامه مشهراً ما لبسه مدللاً على ماقلته مع أني لو استقصيته غاية الاستقصاء استقريته نهاية الاستقراء لتغلغل بنا الكلام إلى نفاد الأمد والأقلام لأنه سيء المباحث رديئ المنابث فدونكها قد حبر الحبر تطريزها وإليكها قد خلص الفكر إبريزها أرسلناها سوط عذاب على من خالف السنة والكتاب وشواظ من نار على من تنقص أهل السنة الأخيار بشارة للمهتدي وردعاً للمعتدي وأقدم أولاً الاعتراف بالتقصير وأذعن بالكف عن التعبير إلا قولي الفضائل لابد من نشرها والمكارم لا عذر في ترك شكرها .

استغلال أهل الجهالة لنشر الضلالة
قبل ختام هذه المقدمة أشير إلى أمرين الأول منهما أنه تكلم بما فاه به أمام ثلة من الناس غرهم السراب حين أعوزهم الظمأ إلى الشراب إنها فئة تحكم فيها ضلالها وأفرط في الجهالة إيغالها وأدل دليل على ذلك هو اختيارهم إذ أن اختيار المرء قطعة من عقله ومعيار لنقصه أو فضله تجمهروا حوله فصار وإياهم غارّاً ومغروراً فلو أبصرتهم في غفلتهم وضعف فطنتهم لعلمت أنهم آية من آيات خالقهم أي شمائل تكون بهذه الفجاجة وأي أخلاق تكون بهذه الشكاسة لولا أن الفطن حمئة والأذهان صدئة . وقد قيل :
أنـي لأفتح عيني ثم أغمضها على كثير ولكن لا أرى أحداً
كم يبصر الناس حولهم ممن هو منخلع من صالح الخصال مترد في هوة السفال إن سبح غرق وإن شرب شرق ثم إن هذا المتكلم رغم أن لسانه أطول إلا أن خصمه لا ينكل ثم ليعلم أنه ليس فخراً أن ينفرد الفل ببعض الرعاع فيضرب حولهم فسطاط ضلالته ويحفهم بسرداق جهالته فيملي عليهم ما يحب إذ في نفوس القوم خور لا يحملون السلاح إلا بخوف وحذر قال شيخ الإسلام رحمه الله في شأن إشارات الأحمدية ( إن عملتموها بحضور من ليس من أهل الشأن من الأعراب والفلاحين أو الأتراك أو العامة أو جمهور المتفقهة المتفقرة والمتصوفة لم يحسب لكم ذلك فمن معه ذهب فليأت به إلى سوق الصرف إلى عند الجهابذة الذين يعرفون الذهب الخالص من المغشوش من الصفر لا يذهب إلى عند الجهال بذلك ) وصدق رحمه الله فإن حال هؤلاء كما قيل :
ولو أن برغوثاً على ظهر قملة كــر على صفي تميم لولت
لقد تكلم في موضع تنشأ منه سحائب الغواية وإليه تعاد خبائث العماية ولذا شجع فيه الجبان وأقدم الهيبان ونطق العيي وشعر البكي هذى في مكان خفي فيه الكرام فظهر العلاج واستنعج الآساد إذا استأسدت النعاج في مجلس تجب مباينته لأن فيه من لا تليق بذوي المروءة مجالسته فانفراد وعزلة عن لفيف الأخلاط خير من مجالسة السفلة والسَّقاط .

دليل أن العقل نحيل مطالبته بأمر مستحيل
الأمر الآخر الذي أريد أن أنبه عليه في ختام هذه المقدمة أن كلامه يدور حول التحذير من كتب السلف وما تركوه لنا من كلام في العقائد التي انسال الناس عليها وانثالوا إليها برغبة عارمة لعظم فائدتها وكريم عائدتها ولسان حالهم يقول :
ورثناهن عن آباء صدق ونــورثها إذا متنــا بنينـا
أيحذر الناس من كتب من تدفقوا فأنسوا البحور وأشرقوا فباروا الشموس والبدور إن طالبهم مأسور وعدوهم مقهور وخصمهم مفحم ومناوئهم محطم لقد حذّر ممن ورثوا لنا كلمات هي حجول وغرر وتركوا لنا نوادر هي مآثر وأثر كيف يستطيع أن يتكلم محذراً ممن لبسوا رداء المجد معلماً وحملوا لواء الحمد معلنا فاستطار بارق فجرهم واستضاع فائح ذكرهم شهرة محاسنهم على كل لسان وسارت مسير الشمس بكل مكان لقد سارت بكتبهم الركائب واستفاد منها أهل المشارق والمغارب ثم يأتي في هذا الزمن من يريد الانتقاد للجهابذة النقاد ذلك أن عيب كتب السلف صارت في حوزته فصار حالها كالطائر الكريم رد إلى وكر لئيم فليرث الكرام لدرة سنية ردت إلى صدفة دنية ولقد قيل :
وفي تعب من يحسد الشمس نورها ويطمـــع أن يــأتي لها بضريب

التستر بالنقد الـذاتي
قال المماحل في مطلع كلامه مستنكراً [ فكثير من الناس يركز على نقد عقائد الفرق الأخرى نجد إذا كان هناك جلسة أو محاضرة كهذه نكرر الشتائم والسباب التي قالها أجدادنا في الماضي فنكرر ذلك في مجلس إلى مجلس ومن محاضرة إلى محاضرة ومن درس إلى درس فلا نستفيد ولا نعرف عيوبنا وأخطاءنا لذلك اخترت طريقاً مغايراً فلأقوم بالنقد الذاتي للنمط الفكري الذي أنتمي إليه ... ثم ذكر أن ترك هذا العمل هو الذي سبب العداء بين المسلمين .
أقول :
أولاً : التركيز على نقد عقائد الفرق الضالة وبيان وجه ضلالها والتحذير من سبلها ومن معتنقيها سبيل سلكه سلفنا من الصحابة ومن بعدهم وبهم الأسوة فلا يجوز تركه لمن استطاعه ، لأن تركه يتنافى مع النصيحة فكيف يحاول إبطال أمر هذه منزلته ويستنكره .
ثانياً : وصفه أن هناك كثيراً من الناس يركز على نقد عقائد الفرق هذا وصف ليس مطابقاً للواقع إذ الكلام في عقائد الفرق الضالة مقارنة بعظم شرها وفداحة خطرها وسعة انتشارها قليل جداً ( ) من يتكلم عنها وأكبر برهان يبرهن على ذلك أن هذا المتكلم تقيأ هذا الغثاء أمام ما يسمون دكاترة وأساتذة ومع ذلك ما ظهر منكر بل ظهر مؤيدون وهذا يدل دلالة ظاهرة على أنهم خواء من معرفة كلام السلف حول هذه الفرق بل في منأى عن معرفة العقيدة جملة وتفصيلا كما صرح بذلك بعضهم في آخر المحاضرة البائسة .
ثالثاً : قوله إن الذين ينتقدون عقائد الفرق الضالة إنما هو مجرد تكرير شتائم وسباب ظاهر البطلان إذ أن الذين ينتقدون الفرق الضالة سواء بكلام أو بأقلام من سمع قولهم أو نظر في كتبهم يجد خلاف هذا تماماً إذ أن هناك كشف شبه ملبسة وإظهاراً للحق وقمعاً للباطل أما وجود الشتائم أو السباب في بعض المواطن فهو حسن لأنه يؤتى به في موضعه وكل شيء في موضعه حسن ولو أدار العبد بصره في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لوجد فيه اللعن على من يستحقه وهذا واضح جليٌ فتصوير الأمور بهذه الصورة المشوهة لبس وتلبيس نعوذ بالله من ذلك ( ) .
رابعاً : قوله فلا نستفيد ، هذه مكابرة للحقائق فكم من فائدة تجنى من جراء التحذير من الفرق الضالة وبيان بطلان مناهجها ربما لا يستفيد البليد ولا يفهم الغبي وهذا لا يعني أن ننفي فائدة الجميع فالقصور ليس من المتكلمين في نقد عقائد الفرق الضالة بل من قبل من يسمع أو يقرأ فإذا لم يستفد ظن أن الناس كلهم على منواله وهذا تصور خاطئ وقد قيل :
علي نعت القوافي من معادنها ولا علي إذا لم تفهـــم البقـــر
خامساً : قوله إننا لا نعرف عيوبنا وربطه ذلك بأننا نحذر من الفرق الضالة هذه إحدى الجهالات إذ أنه ليس هناك تضادٌ بين معرفة العيوب وفضح الفرق الضالة وهذا هو الواقع عند أهل السنة والجماعة فقد تكلموا في كتبهم على ما يرونه خطأ وبينوا وجه الصواب فيه مع بيان كامل لضلالات الفرق الضالة .
سادساً : أن ما نهجه وسار عليه في المحاضرة لم يسبق إليه وهي طريقة ملتوية في التهجم على أهل السنة والتستر بالنقد الذاتي لا يغنى شيئاً .
سابعاً : يظهر أنه تكلم بهذه المقدمة تمهيداً للهجوم على كتب السلف أهل السنة والجماعة وإغماداً لسيوف الحق عن المدافعة ، وهذا هو الذي وقع منه كما في آخر هذه المحاضرة المشؤومة .
ثامناً : في كلامه اتهام صريح لكل الأمة ولأئمة أهل السنة خاصة أنهم بذروا بذور الفرقة والعداء بينهم وكفى بهذا إفكاً مبينا وإذا كان هؤلاء زرعوا بذور الفرقة والشقاق فمن يا ترى الذي يزرع بذور الألفة والوفاق أهو ومن سار على نهجه ؟! فيا أسفى على أمة يتكلم بهذا بين ظهراني أهلها !!!
تاسعاً : من المعلومات التي لا تخفى أن التقية عند الرافضة لها منزلة عظيمة وهي إظهار مالا يبطن وهي من أصول عقائد الرافضة ومن نظر في سيرة القوم وفي كتبهم علم هذا فلا نطيل بنقله .

لفظة عقيدة وأول من استخدمها
ثم قال الغاوي : ( ومن خلال بحثي أول من استخدم لفظة عقيدة أبومنصور الماتريدي ) .
أقول :
هذا تخرص ساقط وظن هابط بل استعملها من كان قبله وهم كثير خذ مثلاً أبو ثور الفقيه المعروف قد ولد سنة 170 تكلم بهذا كما في شرح أصول معتقد أهل السنة والجماعة ( )، وكذا أبو حاتم وأبو زرعه عليهما رحمة الله قال عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله سألت أبي وأبا زرعة عن مذهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا السلف عليه وما يعتقدون من ذلك( ) ؟ ومعلوم أن أبا حاتم وأبا زرعة قبل أبي منصور الماتريدي وهذا مجرد إثبات أنها قيلت قبل أبي منصور الماتريدي ولا نقصد أن أول من تكلم بها هؤلاء. ومعلوم أن جهل الشيء ليس علماً على عدم وجوده .

علم الجهول ما لم يعلموا !!!
ثم ذكر كلاماً حول مسمى العقيدة انتهى فيه إلى قوله : ( فأصبح الناس يسألون كيف عقيدة فلان ما عقيدة فلان فهذه التسمية -العقيدة- غير شرعية فاللفظ مستحدث كما لو جاء أحدنا وسمى الصلاة رياضة ) .
أقول :
إن الناظر في لفظة عقيدة يجدها مرت بثلاث مراحل .
المرحلة الأولى : وهي التعريف اللغوي لهذه الكلمة ويراد بها عدة معاني منها التقرير على النفس ومنها العزم ومنها المعاهدة والميثاق ومنها النية والملازمة والمنع وهذه الأمور معلومة في كتب معاجم اللغة وغيرها فلا مجال للتخرص .
المرحلة الثانية : وهي أخص من الأولى وهي اليقين الذي لا يحتمل النقيض أي لا يقوم بالقلب غيره وهذا المعنى وجد في القرون المفضلة من الصحابة ومن بعدهم من الناحية التطبيقية قال تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ ) (الأحزاب:23) وقال ( وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (الفتح:10) وقال : ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) (الاسراء:34) فالعهد هنا هو ما انعقد على فعله القلب وجزم به ومن نظر في تفاسير هذه الآيات وما شابهها علم ذلك .
المرحلة الثالثة : إطلاقها علماً على الأمور العقدية المؤصلة على الأدلة اليقينية . قال السفاريني : " يسمى بالعقائد مشتق من الاعتقاد الذي هو حكم الذهن الجازم " ( ) . وأطلق عليه بعض العلماء تعريفاً وهو العلم بالأحكام الشرعية العقدية المكتسب من الأدلة اليقينية ورد الشبهات وقوادح الأدلة الخلافية .
قال في المصباح المنير : " عقدت كذا عقدت عليه القلب والضمير قيل العقيدة ما يدين الإنسان به وله عقيدة حسنه سالم من الشك " اهـ .
قال الراغب الأصبهاني : " العَقد الجمع بين طرفي الشيء ويستعمل ذلك في الأجسام الصلبه كعقد الحبل وعقد البناء ثم يستعار ذلك للمعاني نحو عقد البيع والعهد وغيرهما فيقال عاقدته وعقدته وتعاقدنا وعقدت يمينه .. . إلى قوله :{ بما عقدتم الايمان } وقرئ :{ بما عقدتم الأيمان } ومنه :
" قيل لفلان عقيدة " ( ) ، فإذا نُظر إلى معناها اللغوي والشرعي وجد مطابقته تماماً فقد ورد : " الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة " ( ) أي ملازم لها وكذا العقيدة ملازمة لصاحبها لا تفارقه وكذا ورد : " من عقد الجزية في عنقه " ( ) ، أي قررها والعبد قد قرر هذه العقيدة على نفسه ، إذا اتضح هذا فإن لفظة عقيده كغيرها من الألفاظ التي احتيج اليها لتمييز الشيء عن ضده وقد تداولها أهل العلم فيما بينهم وأظهروها لما ظهر من يخوض فيها وكانوا رحمهم الله لتمام نصحهم وكمال درايتهم يكتبون ما يعتقدون ليقطعوا الطريق على أهل البدع والضلال كما ذكر الراغب الأصبهاني في مفردات القرآن فهذه اللفظة كغيرها من الألفاظ التي أطلقت حينما احتيج إليها فهذه الجعجعة من هذا الجاهل في الحقيقة سفسطة وقلة حياء إذ على قوله تكون الأمة لم تعرف أن تعبر عما تدين به لربها بألفاظ مشروعه فأتت بلفظ مبتدع ومر هذا اللفظ على الجميع يقرونه ويقررونه ويجعلونه عنواناً لكتبهم ومع شدة عداوة خصومهم لم ينتقدوا هذه اللفظة حتى وصل الأمر إلى هذا الوغد فعلم مالم يعلموا وأدرك مالم يدركوا فأخبرهم واستدرك عليهم هذه الزلة البدعية فلا بد من إعادة النظر فيه وتنقية الكتب منه وقد قال القائل :
لو كان عقله في رجلــــه سبق الغزال ولم تفته الأرنب


الفصل بين العقيدة والأحكام
ثم ذكر الغوي كلاماً وقال والآن هناك فصل كبير ـ بين مسائل العقيدة والأحكام ـ هذا الفصل أدى إلى تضخيم جانب العقيدة والاستهانة بالجوانب الأخرى من الأحكام والأخلاقيات " .
أقول :
أما كون هناك فصل كبير أو حتى صغير بين الأحكام والعقائد فهذا محض الكذب فإن هذا لم يكن عند السلف ومن تبعهم وكتبهم خير شاهد لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ونفعنا بعلومه نقلاً عن إمام الحرمين : " اعلم أن السنة طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتسنن بسلوكها وإصابتها وهي أقسام ثلاثة أقوال وأعمال وعقائد فالأقوال نحو الأذكار والتسبيحات المأثورة والأفعال مثل سنن الصلاة والصيام والصدقات المذكورة ونحو السير المرضية والآداب المحكية فهذان القسمان في عداد التأكيد والاستحباب واكتساب الأجر والثواب والقسم الثالث سنة العقائد وهي من الإيمان إحدى القواعد " ( ) ، هكذا كان مفهوم السنة عند السلف ومن تبعهم قال ابن رجب : " السنة هي الطريق المسلوك فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال وهذه هي السنة الكاملة ولهذا كان السلف قديماً لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله " ( ) .
وكلام السلف حول هذا كثير فهم لم يفصلوا بين هذا وذاك وكلما رسخ في القلب المعتقد السليم كلما حسنت أخلاق صاحبه ونبلت صفاته وللأحكام تعلق مباشر بالمعتقد .
ومن نظر في مؤلفات السلف التي امتلأت بها المكتبات في ذم بدع الأعمال والأقوال وهي كثيرة مبثوثة علم كذب هذا المفتري وجرءته . أما أنهم استهانوا بالجوانب الأخرى من الأحكام والأخلاقيات فالواقع شاهد إدانه عليه فإن المكتبة مملؤة بمؤلفات أهل السنة في ذلك ولا مقارنه بين كتب أهل السنة في هذه المجالات وبين كتب أهل البدع أجمع .

منهج علماني بثوب ثاني !!!
ثم قال الفَلّ بعد كلام سبق : ( أول نزاع بدأ من النزاعات العقدية كان أصله نزاعات سياسية فبعد وفاته صلى الله عليه وسلم انقسم المسلمون ثلاثة أقسام ليس بينهم خلاف في العقيدة وإنما خلاف سياسي فهناك الأنصار وهناك المهاجرون كانوا قسمين : قسم مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقسم مع الإمام علي رضي الله عنه . . . )
أقول :
أولاً : قد قال في أول كلامه إن لفظة عقيدة لفظ مبتدع غير شرعي فإذا كان يعتقد ذلك فلم لا يطبقه ويدع الكلام به وسوف يكرر لفظ عقيدة .
ثانيا : لفظة سياسة هل لها أصل ومن أول من قالها فإذا بدّع لفظة عقيدة فلا بد أن يوجد لنا أصلاً للفظة سياسة مع أننا لا نعتبر هذا اللفظ مبتدعاً ولكن هذا من باب الإلزام .
ثالثاً: لم يُعرف فصل الدين عن الدولة وجعلُ هناك حروب دينية وأخرى سياسية إلا في هذه العصور المتأخرة منبعها أهل العلمنة ورموز النفاق وهم يلوكونها ليل نهار وقد تكلم نحو هذا الكلام النقيدان وفي الرد عليه ما يزيد هذا الأمر وضوحاً .
رابعاً : وصف الصحابة رضي الله عنهم بهذا الوصف هو حط من مرتبتهم إذ أنه يدل على أن ميزان الرجال لديهم ليس دينياً فليس للتفضيل الديني لديهم وزن ، فيكون تقديم أبي بكر سياسياً لا لفضيلته وصف الصحابة بهذا الوصف [ وحاشاهم من ذلك ] مقصد خبيث .
خامساً : على هذا القول أن سيادة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت شقين : شقا سياسياً وشقا دينياً ومن ثم فيسلم له الديني أما السياسي فلنا التصرف فيه وهذه هي العلمنة بعينها يا منكريها .
سادساً: يمتد هذا القول ليشمل الحروب التي دارت بين الصحابة رضي الله عنهم فيقال حروب سياسية لا دينية فهم يقاتلون للدنيا لا للدين ولا عن اجتهاد مأجورين عليه إما مصيبون فأجران أو مخطؤن فأجر ومغفرة ويكون على هذا القول الفاسد إظهار الصحابة أن حروبهم دينية مراوغة منهم وهذا من الضلال الذي لا يحتاج إثباته إلى استدلال . نعوذ بالله من ذلك .
سابعاً : تصوير الأمر الذي دار بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين بهذا المنظار خطأ ظاهر فقد وردت تفاصيل الأمور بالأسانيد الصحيحة والمتون القوية الرجيحة تبين أن الأمر مغايرٌ تماماً لما ذكر إذ أن الأمر كان
فيه بعض الكلام حول من يلي الأمور هل يكون من المهاجرين أم من الأنصار وما فتئ أن انعقد الإجماع على مبايعة أبي بكر رضي الله عنه في السقيفة ثم بايعه الجميع من الغد وهذا واضح في البخاري مسطر وفي غيره ومقرر .
ثامناً : لم يكن علي رضي الله عنه حال المبايعة لأبي بكر رضي الله عنه موجوداً في السقيفة ( ) فكيف يصور أنه موجود وأن معه بعض الصحابة هذا محض الكذب أو صريح الجهل .
تاسعاً : هذا القول وراءه لمز وهمز لخلافة عمر وعثمان لأننا إذا قلنا إن الأمر انحصر بين أبي بكر وعلي وصار أبو بكر خليفة فالمتجه أن يكون بعد أبي بكر علي وليس عمر رضي الله عنهم وأرضاهم ولعن من أبغضهم أو أبغض بعضهم وعاداهم .

الفاضحة كذب على الصحابة !!!
ثم قال الأفين بعد كلام : ( أتباع علي كلهم شيعة يعني كان التشيع في الأصل مشروعاً لأن المهاجرين كانوا معه والبدريون والأنصار ) .
أقول :
أولاً : وصفه لأتباع علي بأنهم كلهم بجملتهم شيعة ليس بصحيح إذ كان من أتباعه رضي الله عنه من أظهر حبه لغرض المكيدة والمكر بالمسلمين ومنهم من كان متبعاً لعلي رضي الله عنه لكن لا يدخل تحت مسمى الشيعة الحقيقي وأيضاً هناك ممن كان مع علي ملحد ادعى فيه الألوهية ومنهم من صار خارجياً خبيثاً ومنهم من هو صحابي فاضل فكيف هذا الاقتضاب في المقال .
ثانياً : كون التشيع في الأصل مشروعاً هذا استند عليه على أساس أن الصحابة كلهم مع علي رضي الله عنه مع أن الواقع ينقضه وإذا انتقض الدليل انتقض بانتقاضه المدلول .
ثالثاً : الحروب التي دارت بين الصحابة هي بين طرفين أحدهما فيه علي وجماعة ، والآخر فيه معاوية وجماعه والذين شاركوا مع علي ومعاوية قلة ، كثير الصحابة لم يشاركوا كما عند ابن أبي شيبة في مصنفه وغيره . فجعل الصحابة كلهم مع علي هذا كذب وتخييل ودجل وتضليل ثم ليعلم أن حروب علي رضي الله عنه قسمان : الأول في صفين والجمل وكان فيهما جماعة من الصحابة مثل طلحة والزبير وأبي أمامة وعمرو بن عبسة وعائشة وعمرو بن العاص وأبي الدرداء ومعاوية رضي الله عنهم . والقسم الثاني حربه مع الخوارج صار معه بعض الصحابة ولم يكن مع الخوارج أحدٌ من كبار الصحابة .
قال السفاريني في معرض كلامه على قتل علي للخوارج : " فقتلهم علي رضي الله عنه وفرح بقتلهم بخلاف وقعة الجمل وغيرها فإنه كان يظهر عليه الحزن والأسف والكآبة " ( ) ، وروي ندم علي رضي الله عنه على حربه في الجمل وصفين جهابذة أهل العلم كالأصبهاني في الحجة وابن الإمام أحمد في السنة وابن أبي شيبة في مصنفه وغيرهم .
أمر آخر وهو أن من مسلمات عقيدتنا الكف عما شجر بين الصحابة الذين هم خير من وطئ الأرض بعد الأنبياء والمرسلين ونعتقد أن جميعهم في الجنة إلى غير ذلك مما هو مسطر في كتب أهل السنة والجماعة وإيراده يطول فلا نستدرج في الخوض فيما شجر بينهم : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة:134) ولا أدري بمن أعجب أبهذ بالذي يهذي بهذا الهذيان ؟ أم بأولائك الدكاترة الذين حوله يقلبون رؤسهم التي اتضح أنه ليس فيها شئ مما علم بالضرورة ؟ فالواحد منهم لا علم لديه ولا قلب واع بين جنبيه فيا حسرة من غرته الشهادة وظنها مفتاح السيادة في أمة بدأ يتلاعب بها الأوغاد وعلماؤها بين رائح وغاد ألا يخشى النفاق من تجلل سيئ الأخلاق . وأخيراً البدريون إما مهاجر أو أنصاري فلجهله جعلهم قسماً ثالثاً .

اجتهاد بعض الصحابة هل أعقبه ندم ؟
ثم قال الأرعن : ( واعتزل ناس مثل سعد بن أبي وقاص وابن عمر ثم ندموا أنهم لم يشهدوا مع علي ) .
أقول :
هكذا يتلاعب بعقول من أمامه ويصور لهم الحال كما يحب لأنه علم أنهم خواء فلذا جعلهم ينظرون بمنظاره الأسود الذي يعتم الرؤية والحق الأبلج أنه ليس كل من اعتزل ندم بل صاروا ثلاث فرق منهم من اجتهد وظهر له أن الصواب القتال مع علي رضي الله عنه ومنهم من اجتهد ورأى أن الحق مع معاوية رضي الله عنه فقاتل معه كما تقدم وكثيرٌ أدى بهم اجتهادهم إلى عدم الخوض في القتال وهذا مفصل في كتب أهل العلم كالنووي في شرحه لصحيح مسلم وغيره . وأما كون من اعتزل ندم فلابد أن يكون هناك سند صحيح يتكؤوا عليه في تصحيح هذه الدعوى وإلا يعتبر كاذباً على خيرة البشر بعد الأنبياء والمرسلين نعوذ بالله من ذلك ، وهؤلاء الصحابة من حقهم علينا أن نقف طوداً معترضاً في طريق كل أحد يرميهم بما لم يفعلوا أو يقولوا أو ينسب إليهم مالم يعتقدوا من العقائد الفاسدة كما هذى به بعض أهل عصرنا .
وقد ذكر الحافظ الأصبهاني ( ) جمعاً من الصحابة توقفوا ، بل ذكر عدم إلزام علي رضي الله عنه لمن اجتهدوا وتوقفوا عن القتال معه بل رضي عنهم ، وهنا أشير إلى أن هذا أيضاً يكذب وينقض ما فاه به قبل قليل أن الصحابة كلهم كانوا مع علي.

تعميم الأحكام من الجور في الحكم
ثم قال : ( كذلك بعد مقتل الإمام علي جاء بنوا أميه فاستبدوا وظلموا ) .
أقول :
هكذا يقول ويجمل في المقال ويعمم الحكم على جميع بني أمية وهذا جور وجنف إذ أنهم ليسوا كلهم ظلمة وكيف يوصف الجميع بالظلم وفيهم معاوية بـن أبي سفـيان الصحابي الرضي رضي الله عنه خال المؤمنين .
قال شيخ الإسلام : " وكان من أحسن الناس سيرة في ولايته " ( ) .
قال الإمام السفاريني : " وأما ما يستبيحه بعض المبتدعة وجهلة من ينتسب إلى أهل السنة من سبه ولعنه فله أسوة - أي معاوية - في ذلك بالشيخين وعثمان وأكثر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين فلا يلتفت إلى ذلك ولا يعول عليه فإنه لم يصدر إلا عن قلوب في الضلال غرقى وألباب فاسدة حمقى لايعبأ الله بهم ولا يبالي بهلاكهم فخذلهم الله ما أعظم افتراءهم وما أكبر اجتراءهم !!! " ( ) .
قال ابن كثير : " أول ملوك الإسلام وخيارهم " ( ) . وقال بعد ذكره للأحاديث الدالة على فضله قال : " واكتفينا بما أوردناه من الأحاديث الصحاح والحسان والمستجدات عما سواه من الموضوعات والمنكرات" ( ) .
قال الإمام محمود شكري الألوسي رحمه الله : " لو لم يكن له منقبة سوى الصحبة لكفى في فضله " ( ) .
قال شيخ الإسلام فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خير من معاوية ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمن معاوية إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده " ( ) .
قال شيخنا سليمان العلوان وقد حصل ولله الحمد بتولية معاوية خير عظيم للأمة " ( ) .
وقال شيخ الإسلام : " وقد اتفق المسلمون على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة " ( ) .
وقال شيخنا أيضاً : " ومن نظر في السير والتواريخ معتمداً على الآثار الصحيحة تبين له فضل معاوية وأنه أفضل ملوك هذه الأمة " ( ) .
وقال مالك بن أنس : " من شتم أحداً من أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص فإن قال كانوا على ضلال وكفر قتل " اهـ ( ) .
قال ابن المبارك معاوية عندنا محنة فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم يعني الصحابة " ( ) . ومعنى محنة أي اختبار .
قال الربيع الحلبي : " معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه " .
وكذا من بني أمية يزيد بن معاوية المغفور له بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور له " ( ) . وهو كان قائد ذلك الجيش .
وقد تكلم شيخ الإسلام في المنهاج عن يزيد بن معاوية فأجاد وأفاد . قال ابن الصلاح : " وأما سب يزيد ولعنه فليس من شأن المؤمنين" ( ) .
وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما في صحة بيعة يزيد بن معاوية وعدم رضاه بمقاتلته . قال ابن العربي الفقيه المالكي شهد العدول بعدالته فروى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد قال توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا فسماه الليث أمير المؤمنين بعد ذهاب ملكهم وانقراض دولتهم ولولا أنه عنده كذلك ما قال إلا توفي يزيد ( ) . وقد أطال أهل العلم الكلام حول يزيد من مادح وقادح وقائل لا يحب ولايسب . وكذا كان من ملوك بني أمية عمر بن عبد العزيز الذي شرفت سيرته ونبلت طريقته حتى لاتحتاج إلى نقولات ناقل .

خلط أهل السنة بالنواصب !!!
ثم قال : ( وكذلك تيار النواصب بدأ واضحاً وكانوا يلعنون علياً على المنابر وقتلو محبي علي وأصحابه مثل حجر بن عدي وعمرو الخزاعي والحسين) .
أقول :
أولاً : يريد من وراء هذا القول خلط أهل السنة والجماعة واضحي المنهج بمن سار على الطريق الأعوج والسبيل الأهوج من النواصب ووراء هذا الخلط مقاصد .
ثانياً : صريح كلامه أن معاوية رضي الله عنه وأرضاه من النواصب الذين نصبوا العداء لأهل البيت . ومعاذ الله أن يكون معاوية منهم .

قتل حجر بن عدي
ثالثاً: لبّس حيث جعل محبة علي رضي الله عنه هي السبب للقتل والتصفيه الجسديه وهذا خلاف الواقع المنقول من طرق أهل الصدق العدول ويتضح هذا بالكلام على كيفية قتل من مثل بهم . فحجر بن عدي ذكر
ابن كثير أن معاوية لما قدم المدينة دخل على عائشة فقالت : اقتلت حجراً ؟ فقال : يا أم المؤمنين إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحيائه في فسادهم ( ) ، فيستخرج من هذا أمور الأول : هو تأكيد ما سبق وهو رميه لمعاوية أنه ناصبي ببيان كذبه أن قتل حجر ليس لمحبة علي ومناصرته ولكن لما يريده من إثارة فتنة بين المسلمين ولذا سكتت عائشة رضي الله عنها على قول معاوية ، والدليل على أن معاوية لم يقتله إلا بعد ما ظهر منه بوادر فتنة ما رواه الحاكم في المستدرك من طريق إسماعيل بن علية عن هشام بن حسان عن ابن سيرين : " أن زياداً أطال الخطبة فقال حجر بن عدي الصلاة فمضى في خطبته ، فقال له الصلاة ، وضرب بيده إلى الحصى وضرب الناس بأيديهم إلى الحصى فنزل وصلى ، ثم كتب فيه إلى معاوية فكتب معاوية أن سرح به إلي فسرحه إليه ، فلما قدم عليه قال السلام عليك يا أمير المؤمنين ، قال أو أمير المؤمنين أنا ؟ إني لا أقيلك ولا أستقيلك فأمر بقتله ... الخ " .
قال الشيخ سليمان العلوان : " فالظاهر أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قتل حجراً خشية أن يثير الفتنه بين الناس فهو رضي الله عنه مجتهد في ذلك ، فإن كان مصيباً له أجران وإن كان مخطئاً فله أجر واحد كما جاء ذلك في الصحيحين وغيرهما عن عمرو بن العاص ... ثم ذكر الشيخ حفظه الله أن مثله في ذلك مثل خالد بن الوليد يوم أن قتل من لم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا بل قالوا صبأنا فقتل خالد منهم وأسر فقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد قالها مرتين " رواه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر وذكر فعل أسامة المشهور كما في الصحيحين وقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله " .
قال الشيخ : " وأقل أحوال معاوية رضي الله عنه أن يكون مجتهداً مخطئاً فمثله لا إثم عليه وعدله وحلمه على الناس أمر مشهور مجمع عليه بين الخاص والعام ولا عبرة بحثالة الروافض الذين يطعنون عليه ويلمزونه " اهـ ( ).
قال ابن العربي : " فإن قيل قتل حجر بن عدي وهو من الصحابة( ) مشهور بالخير صبراً أسيراً بقول زياد وبعثت إليه عائشة في أمره فوجدته قد فات بقتله . قلنا قد علمنا قتل حجر كلنا واختلفنا فقائل يقول قتله ظلماً وقائل يقول قتله حقاً فإن قيل الأصل قتله ظلماً إلا إذا ثبت عليه ما يوجب قتله قلنا الأصل أن قتل الإمام بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل ولو كان ظلماً محضاً لما بقي بيت إلا لعن فيه معاوية وهذه مدينه السلام دار خلافة بني العباس وبينهم وبين بني أميه مالا يخفى على الناس مكتوب على أبواب المساجد : " خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم " ، ولكن حجراً فيما يقال رأى من زياد أموراً منكرة فحصبه وخلعه وأراد أن يقيم الخلق للفتنة فجعله معاوية ممن سعى في الأرض فساداً وقد كلمته عائشة في أمره حين حج فقال لها دعيني وحجراً حتى نلتقي عند الله وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين وأنتم ( كذا ولعلها وما أنتم ) ودخولكم حيث لا تشعرون فما لكم لاتسمعون " اهـ ( ) .
قتل الحسين رضي الله عنه
أما الحسين رضي الله عنه فإنه لم يقتل لحبه لعلي ومناصرته له ، بل قتل في ولاية يزيد بن معاوية ، لما خرج على إمامه وأراد الاستيلاء على الكوفة وقد قام بعض الصحابة رضي الله عنهم بمكالمته لرده عن رأيه فما سمع منهم وكان ممن ناصحه ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما ، وكان يزيد لم يأمر بقتله ولم يرض به بل تبرأ من قاتله وبرأه أهل العلم .
قال الأصبهاني : " وما ذكر من قتل الحسين بن علي رضي الله عنه فالذي ثبت عند أهل النقل أنه أمر عبيد الله بن زياد بحفظ الكوفة وكتب إليه أن يمنع من أراد الاستيلاء على الكوفة فلما قصد الحسين بن علي رضي الله عنه الكوفة استقبلته خيل ابن زياد ليمنعوه دخول الكوفة فلم يتمكنوا من منعه إلا بقتله هذا ما ثبت عند أهل النقل مع ما أظهر من إنكاره عليه ولعنه عبيدالله بن زياد وقوله ـ أي يزيد ـ قد كنا نرضى فيك بدون قتل الحسين وإظهاره الحزن والبكاء لقتله وأنه جعل يضرب بيده على فخذه ويلعن قتلته وسب قاتل الحسين فقال لقد عجل عليه ابن زياد قتله الله ثم ذكر كلاماً ثم قال هذا ما نقله الثقات من أهل الحديث فأما ما رواه أبو مخنف وغيره من الروافض فلا اعتماد بروايتهم وإنما الاعتماد على نقل ابن أبي الدنيا وغيره ممن نقل هذه القصة على الصحيح " ( ) .
أما قتل عمرو الخزاعي فلم أره في المصادر هو ممن قام ببعض الحركات المناوئة ولكن هل قتل أم لا ؟ أمر يحتاج إلى إثبات .

تلقيبه أهلَ السنة بالنواصب
ثم قال : ( فصار هناك ثلاث تيارات الشيعة معتدلها وغاليها والعثمانية أو النواصب والخوارج وهم ضد الجميع ) .
أقول :
هذا التقسيم السقيم يلزم صاحبه وصم أهل السنة بالنصب وهو العداء لأهل البيت وهذا إفك مفترى وهو علامة ونيشان على التوغل في الرفض كما ذكر أبوحاتم أن علامة الرافضة تلقيبهم أهل السنة بالنواصب ( ) ، وقد ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيميه في مواضع من فتاويه ( ) ، وهذا أمر معروف متداول بين أهل العلم .
الاختلاف السياسي والاختلاف العقدي
ثم قال : ( هذا اختلاف سياسي أدى إلى اختلاف عقدي واتهامات متبادلة بالكفر والمروق من الدين والبدعة والضلال ) .
أقول :
هنا يصور أن أصل بدع القوم خلاف سياسي لا يمت إلى المعتقد بصلة وهذا قلب للحقائق إذ أن منشأ الخلاف عقدي فإن كل واحد يطالب بمطالب يعتبرها من الدين الذي يتدين به لله ويراه من العبادة أيظن عاقل أن الصحابة قاتلوا سياسة على الملك ولأجل الدنيا قبح الله من لا يستحي ، ثم هذا الفصل بين العقدي والسياسي ما عرف إلا في العصور المتأخرة ولم يعرف الصحابة إلا جهاداً في سبيل الله لإعلاء كلمة الله .

تكفير الشيعة والخوارج
ثم قال : ( أيضاً نجد أن الدولة الأموية استغلت بعض علماء السوء لتكفير المخالفين لها من الشيعة والخوارج ) .
أقول :
أولاً : من هم علماء السوء الذين يقصد ليبين أسماءهم إن كان من الصادقين ولا أظنه يجرؤ على ذلك لأنه يفتضح ثم لننظر هنا كلام أهل العلم حول الشيعة والخوارج ، أما الخوارج فقد قال أبو أمامة رضي الله عنه حينما سئل عن بكائه عند ذكر الخوارج قال : " أبكي لخروجهم من الإسلام " ( ) بل قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم : " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فواقه " ( ) . وقد ذهب إلى تكفيرهم الإمام البخاري والطبري وابن العربي والرافعي والسبكي والقرطبي وتكفيرهم هو المشهور في مذهب مالك وأحمد والشافعي ( ) هذا في الخوارج أما الرافضة فقد أحرق غاليتهم علي رضي الله عنه ولما وصل الخبر ابن عباس أنكر عليه إحراقهم وود قتلهم واستدل بما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بدل دينه فاقتلوه " ( ) .
قال السبكي ( ) : " احتج المكفرون للشيعة والخوارج بتكفيرهم لأعلام الصحابة رضي الله عنهم وتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد انتزع الإمام مالك رحمه الله من قوله سبحانه : ( لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّار َ) كفر الرافضة وأنهم لا شيء لـهم في الفـيء لأنهم يغيظهم الصحابة ونقل غير واحد من المفسرين قول مالك في تفاسيرهم مستحسنين له كالقرطبي وابن كثير والبغوي . وفي الحقيقة أن قول العلماء في زندقة الرافضة مشهور وكلامهم في مروقهم مذكور ومن نظر في معتقد القوم حكم بضلالهم واتضح له إلحادهم نعوذ بالله من حالهم وسوء معتقدهم وقبح أقوالهم .

موازنة جائرة
ثم قال الفدم : ( وكان خالد القسري أحد الولاة الظلمة يفضل ملوك بني أمية على الأنبياء خالد هذا نحن نمدحه لأنه ذبح الجعد بن درهم مع أن بدعة خالد أعظم من بدعة الجعد ) .
أقول :
أولاً : كم هم الولاة الظلمة في قديم الدهر وحديثه الذين يمارسون الجرائم الفظيعة مع عباد الله المؤمنين هؤلاء يسلمون من لسانه ويكف عنهم عدوانه أما خالدٌ فلا يسلم وجريرته التي من أجلها مَثَّل به أنه قتل أحد الزنادقة وهو الجعد بن درهم .
ثانياً : كونه ظالماً لا يعني بحال كفران إحسانه : { وإذا قلتم فاعدلوا } ولذا قال الذهبي عن قتله الجعد : وهذا من حسناته فكم انقمع بقتله من الشرور وحصل من السرور .
ثالثاً : مسألة تفضيله ملوك بني أمية على الأنبياء أجاب عنها أبو الفداء ابن كثير رحمه الله فقال وله - أي للأصمعي - عن أبيه في رواية عنه تفضيل الخليفة على الرسول وهذا كفر إلا أن يريد بكلامه غير ما يبدو منه والله أعلم والذي يظهر أن هذا لا يصح عنه فإنه كان قائماً في إطفاء الضلال والبدع كما قدمنا من قتله للجعد بن درهم وغيره من أهل الإلحاد وقد نسب إليه صاحب العقد الفريد أشياء لا تصلح لأن صاحب العقد كان فيه تشيع شنيع ومغالاة في أهل البيت وربما لا يفهم أحد من كلامه ما فيه من التشيع وقد اغتر به شيخنا الذهبي فمدحه بالحفظ وغيره ( ) ، ولا بد لمن رماه أثبات ما قال بالإسناد الصحيح .
وذكر أيضاً في بداية سنة ثماني عشرة ومائة أن شخصاً يقال له عمار بن يزيد دعا الناس إلى خلافة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس فاستجاب له خلق كثير فلما التفوا عليه دعاهم إلى مذهب الخرمية الزنادقة وأباح لهم نساء بعضهم بعضاً وزعم لهم أن محمد بن علي يقول ذلك وقد كذب عليه فأظهر الله عليه الدولة فأخذ فجيء به إلى خالد بن عبد الله القسري أمير العراق وخراسان فأمر به فقطعت يده وسل لسانه وصلب بعد ذلك اهـ .
رابعاً : حينما يمدح أحد لفعله الحسن لا يعني هذا ادعاء العصمة له وتبرير اخطائه وتحسين سيئاته كلا بل يحمد على إحسانه ويحب عليه ويذم على إساءته ويبغض عليها ومعلوم أن قتل الجعد حسنة عظيمة بل موقفه من الضلال يعتبر حسنة لا يستهان بها وهنا ملحظ مهم وهو أنه لا يلزم إذا طُرق موضوع ما أن يفصل فيه فلا يلزم إذا أراد المرء أن يتكلم عن الجعد وضلاله ثم وصل إلى كيفيه نهايته وأنها على يد خالد القسري وامتدح خالداً بهذا لا يلزم أن يتكلم عن سيرة خالد وما كان يتخللها .


الاتهام لولاة المسلمين وعلماء الإسلام
ثم قال الوغد : ( وكذلك قتلوا ـ أي بني أمية ـ غيلان الدمشقي والجهم بن صفوان وكان أصل مخالفتهم سياسية لكن بعض علماء السلطة في عهد بني أمية أظهروا بأن هؤلاء إنما قتلوا للدين ) .
أقول :
أما غيلان الدمشقي فقد قال عنه ابن المبارك : " كان من أصحاب الحارث الكذاب وممن آمنوا بنبوته فلما قتل الحارث قام غيلان إلى مقامه وقال له خالد بن اللجلاج ويلك في شبيبتك ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان ثم صرت خادماً تخدم امرأة الحارث الكذاب المتنبئ وتزعم أنها أم المؤمنين ثم تحولت فصرت قدرياً زنديقاً ؟ ما أراك تخرج من هوى إلا إلى شر منه " .
وقال له مكحول : " لا تجالسني " .
قال الساجي : " كان قدرياً داعية دعا عليه عمر بن عبد العزيز فقتل وصلب وكان غير ثقة ولا مأمون " .
كان مالك ينهى عن مجالسته قلت ـأي ابن حجر- وكان الأوزاعي هو الذي ناظره وأفتى بقتله .
وقال رجاء بن حيوة : " قتله أفضل من قتل ألفين من الروم " . أخرج ذلك العقيلي في ترجمه غيلان ...
وأخرج ابن حبان بسند صحيح إلى إبراهيم ابن جبلة قال : " كنت عند عُبادة بن نسي فأتاه آت أن هشاماً قطع يدي غيلان ورجليه فقال أصاب والله فيه القصد إلى السنة ولأكتبن إلى أمير المؤمنين ولأحسن له رأيه " اهـ( ).
وقد ذكر شيخ الإسلام أن المسلمين أقاموا عليه الحجة وناظروه وبينوا له الحق فعله معه عمر بن عبد العزيز واستتابه ثم نكث التوبة فقتلوه ( ) . فإذا كان هذا الضال على غيه مصراً وفي ضلاله مستمراً فلا يلام من قتله بل يمدح لفعله .
قال نافع بن مالك الأصبحي : " كنت مع عمر بن عبد العزيز رحمه الله فقال لي ماترى في هؤلاء القدرية قلت أرى أن تستتيبهم فإن أبوا ذلك و إلا عرضتهم على السيف . فقال عمر بن عبد العزيز : ذلك هو الرأي . قلت لمالك فما رأيك أنت ؟ قال هو رأيي " ( ) .
ومناظرة الأوزاعي له وإقامة الحجة عليه توضح بجلاء أنه قتل لبدعته وضلالته ( ) ، ومن زعم غير ذلك فعليه إقامة البرهان ، أما رمي الدعاوي جزافاً فكل يستطيع ذلك .
وأما جهم بن صفوان فهو رأس الجهمية الزنادقة ، استولى عليه شيطانه، فأظهر بين الناس طغيانه ، كفره أهل العلم أمثال الإمام العالم القدوة يزيد ين هارون ( ) وقال : " قتله سلم بن أحوز على هذا القول فأيهما نصدق يزيد ابن هارون رحمه الله الذي عاصر القضية وعلمها من قرب فنقول قتل لسوء معتقده أم نصدق هذا ونكذب ابن هارون ، ونقول بل قتل سياسة إن هذا لهو الضلال المستبين .
قال الفضل بن دكين وذكر عنده من يقول القرآن مخلوق والله والله ما سمعت شيئاً من هذا حتى خرج ذاك الخبيث جهم ( ) ، وكان قد أخذ الضلال عن الجعد بن درهم وكان ممن أيد الحارث بن سريج الذي انضم إلى قائد الترك الكفار الذين كانوا يقاتلون أهل الإسلام وكان يقاتل معه وكان يدله على مواطن ضعف المسلمين( ) ، وفي كيفيه قتله قولان أحدهما أنه قتل في المعركة التي شارك فيها الحارث بن سريج ، والآخر أنه أسر وقتل بعد المعركة . هذه باختصار حقيقة هؤلاء المبتدعة وكيفية قتلهم ، وكلام بعض أهل العلم حول ذلك فهل هؤلاء العلماء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دنياك دنياي
عضو نشيط
دنياك دنياي


تاريخ التسجيل : 25/05/2012
تاريخ الميلاد : 18/08/1990
عدد || مسآهمآتي: : 208
نقاط : 375
التقيم : 15
العمر : 34
•MMS •|:
الساعة الان :

إضرام النيران  ببعض ضلالات حسن بن فرحان  كتبه/ سليمان بن عبدالله البهيجي   Empty
مُساهمةموضوع: رد: إضرام النيران ببعض ضلالات حسن بن فرحان كتبه/ سليمان بن عبدالله البهيجي    إضرام النيران  ببعض ضلالات حسن بن فرحان  كتبه/ سليمان بن عبدالله البهيجي   Emptyالسبت مايو 26, 2012 9:00 pm

رابعاً : كأنه يصف من جاهد لقمع البدع أنه مقصر في جهاد العدو وهذا رمي بلا دليل إذ أن العلماء كانوا قائمين بهذين الجهادين جميعاً ؛ فمن سمع كلامه يظن أنه يتكلم من الصفوف الأولى المواجهة للعدو في الشيشان أو غيرها ، بل هو وأمثاله لا هنا ولا هناك .

قلب الحقائق !!!
ثم قال : ( بل أصبح الانتساب إلى الإسلام غير كاف عند هذه الفرق . وهذا التنازع أفرز عدداً كثيراً من الكتب التي حملت في جوانبها خيراً قليلاً وشراً كثيراً ) .
أقول :
هكذا يريد أن يخلط الجميع ويزيل الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ويجمع بين المفترق فالرافضي الخبيث والجهمي الضال والمعتزلي الملحد وغيرهم من أهل البدع وبين السني المهتدي بمجرد الانتساب واسم الإسلام ويجعلهم جنباً إلى جنب مع أهل السنة مع توغلهم في الزندقة ثم جعله كتب العقائد السنية وكتب غيرهم في الميزان سواء هذا من الجور الواضح، فكتب السلف في مسارها لن تؤثر فيها هذه الشقشقة والنقنقة .

خلطه الأشاعرة بأهل السنة !!!
ثم قال : ( ولعل أبرز الفرق المعاصرة اليوم هما الشيعة بفرقتيها الإمامية والزيدية والسنة بفرقتيها الكبيرتين الأشاعرة والسلفية ) .
أقول :
جعل الزيدية من أبرز فرق الرافضة فيه مجازفة : إذ فيه من فرق الرافضة من هي أبرز منها ، ولكن لذكر الزيدية مغزى يعرفه ( ) من عرفه ( ) هو لازال يواصل بعمه الضلال، فضم الجهول الأشاعرة مع أهل السنة مع أن ضمهم معهم وجعلهم منهم من الخطأ الظاهر ، وقد قال ابن عقيل الحنبلي مخاطباً للأشاعرة : " موهتم على الناس أنكم من أهل السنة وما أبعدكم من هذه التسمية مع تكذيبكم بنص القرآن ... ثم ذكر بعض آيات الصفات التي أنكرها الأشاعرة"( ) ورد عليهم ورد هذا الافتراء شيخ الإسلام في مواضع ( ) وكذا أئمة الدعوة النجدية( ) وفصل الفرق بين أهل السنة والأشاعرة الشيخ ابن عثيمين( ) والشيخ صالح بن فوزان ( ) ولسفر بن عبد الرحمن الحوالي رسالة في هذه المسألة بين فيها معتقد الأشاعرة في الصفات وبعدهم عن السنة( ) وكل من تقدم تكلم عن الأشاعرة الماضين أما مانحن بصددهم من الأشاعرة المعاصرين فزادوا من المخالفات المكفرة والضلالات ما الله به عليم بل عندهم من الشرك بالله ماهو ظاهر بينهم، فكيف يجعلون مع أهل السنة لولا الإغراق في الضلال ومحاولة التفلت والإنحلال ؟

مغالطات مكشوفة !!!
ثم قال : ( وأكثر المستفيدين من هذا التراث العقدي الملئ بالتكفير والتفسيق والتبديع هم أعداء الأمة الإسلامية واستفادتهم لم تكن مؤامرة منهم وإنما بمبادرة منا نحن المسلمين الذين رضينا أن نعيش في الصراعات المزمنة ) .
أقول :
أولاً: المستفيد من كتب العقائد السلفية هم نحن من سرنا على طريقهم، فإننا بهم ذكرنا، وبشعاع ضيائهم تبصرنا، وباقتفاء واضح رسومهم تميزنا، وبسلوك سبيلهم عن الهمج تحيزنا ( )، وما مثلنا ومثلهم إلا كأعمى وضع يده في كف مبصر، فالحمد لله على حفظه لنا هذا المنبع الروي ممن ساروا على نهج النبي صلى الله عليه وسلم . وأما استفادة الأعداء فليست من كتب من ينتقد منهجهم، وهم السلف أهل السنة، بل استفادوا من كتب أهل البدع من الروافض والمعتزلة والخوارج ونحوهم، فعيروا أهل الإسلام بما تضمنته وبدؤوا يتنقصون المسلمين من بابها، ويقدحون بالإسلام على أساسها محاولين خلخلة الصفوف من الداخل . وأما كونهم لم يكن لهم يد في ذلك ولم تكن مؤامرة فهذا جهل بالتاريخ أو مكابرة للحقائق ونفي للمسلّمات فمثلاً من يجهل أن مؤسس فرقة الرافضة هو ابن سبأ اليهودي ولا أظنه ينكر وجوده إلا جاهل أحمق تظاهر هذا اليهودي الماكر الخبيث بالإسلام للكيد له ، وقد ذكرته وأشادت به كتب الرافضة، وتكلم على ضلاله وأنه أول من أنشأ الرافضة الشيخ سليمان بن حمد العودة في رسالة ماتعه .

انقلاب المقاييس !!!
ثم ذكر أن الاهتمام في العقائد يخل بالمهمة الكبرى وهي الاعتصام بحبل الله جميعاً ثم ذكر كلاماً وقال : ( كانت خيراً لهم من التركيز على الجزئيات والاختلافات اليسيرة ) .
أقول :
أولاً : هذا تناقض منه إذ كيف يريد اعتصام بحبل الله جميعاً مع قوم يعتقدون الكفر البواح، ويتدينون بالزندقة الصراح، هذا لا يمكن لأن مقتضى الاعتصام بحبل الله معاداة هؤلاء، وكشف ضلالهم، لأن هذا هو حقيقة الاعتصام، وهو اتباع ماكان عليه السلف من الصحابة والتابعين الذين هم أهل السنة والجماعة وهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة .
ثانياً : جعله شأن العقائد جزئيات وخلافات يسيرة هذا فيه اتهام لجميع من سلف وانهم اهتموا بما غيره أهم منه وكفى بذلك عاراً حتى إن هذا فيه اتهام لأهل البدع الذين ينافح عنهم أترى السلف يكفرون بجزئيات وخلافات يسيره .

موازنة باطلة
ثم قال بعد كلام : ( هذه العقائد مع ما فيها من خير قليل كما أسلفت إلا أن فيها باطل كثير ) .

أقول :
يقصد بالعقائد أي كتب العقائد وهو يتكلم عن كتب أهل السنة أئمة السلف فأقول اخسأ عدو الله فلن تعدو قدرك ووصفك لها بهذا الوصف للتنفير منها لن يضيرها ولو تكلم مثلك الألف تلو الألف فالمطابع ودور النشر تدفع، والأكف تستقبل كتب السلف ولها ترفع والإرجاف حولها بإذن الله لن ينفع وهو ولله الحمد سلاح فاسد استخدمه قبله كثير فما أفلحوا .



المحدث يكتشف !!!
ثم قال واصفاً هذا الباطل المفترى : ( من الأحاديث المكذوبة المشككة للمسلم في عقيدته ) .
أقول :
إن الذي ينظر في كتب العقائد لدى أهل السنة والجماعة يجد أن استدلالهم بالأحاديث الصحيحة فتكون عندهم أصول من الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة النبوية أما الضعيف أو ما دونه ربما يورده
بعضهم استشهاداً لا اعتماداً أو يكون الحديث بنفسه صحيحاً فيسوقه
بسنده ( ) ويكون السند ضعيفاً أو نحو ذلك ولو وجه هذا القول لأهل البدع وخاصة الرافضة وأضرابهم لكان قوله في محله كما ذكر الخليلي في الإرشاد( ) مع أن هذا الضال قوله لا يقبل لأنه ليس من أهل هذا الشأن بل بينه وبينه مفاوز وبالمناسبة نذكر هنا قول الخطيب رحمه الله الذي يحسن إثباته هنا قال:
" وتنقسم الأحاديث المروية في الصفات أقساماً : منها أخبار ثابتة أجمع أئمة النقل على صحتها لاستفاضتها وعدالة ناقليها فيجب قبولها والإيمان بها. القسم الثاني أخبار ساقطة بأسانيد واهية وألفاظ شنيعة أجمع أهل العلم بالنقل على بطولها فهذه لا يجوز الاشتغال بها ولا التعريج عليها .
القسم الثالث أخبار اختلف أهل العلم في أحوال ناقليها فقبلها البعض دون الكل فهذه يجب الاجتهاد والنظر فيها لتلحق بأهل القبول أو تجعل في حيز الفساد والبطول " اهـ ( ) . إذاً فأهل السنة لم يتركوا النظر في الأحاديث حتى يأتي مثل هذا لينبههم أن في كتب عقائدهم مكذوبات .





مسألة التكفير
ثم قال : ( والتكفير للمسلمين ) .
أقول :
لم يكفر أهل السنة والجماعة إلا عن قواعد شرعية وأصول مرعية
لا مجرد هوى واتباع نفس والناظر في كتبهم يلمح هذا المعلم من أول نظرة ويرى أنهم تحرزوا في هذا الجانب تحرزاً لم يتحرزه غيرهم .
قال شيخ الإسلام : " فلهذا كان أهل العلم والأئمة لا يكفرون من خالفهم وإن كان ذلك المخالف يكفرهم لأن الكفر حكم شرعي فليس للإنسان أن يعاقب بمثله كمن كذب عليك وزنى بأهلك ليس لك أن تكذب عليه وتزني بأهله لأن الكذب والزنا حرام لحق الله تعالى وكذلك التكفير حق الله فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله " ( ) .
وليعلم أن السلف حينما أطلقوا التكفير على أحد لفقههم أنه لا يجوز إقرار الكافر على أنه مسلم كما لا يجوز تكفير المسلم فإدخال المسلم في عداد الكفار لا يجوز وكذا إدخال المرتد في عداد المسلمين لا يجوز إذ يترتب على ذلك محاذير شرعية لا تخفى .

من المتهم الحقيقي ؟
ثم قال : ( وزرع بذور الشقاق والتباغض ) .
أقول :
يرى هذا الجهول أن تحذير السلف من أهل البدع والضلال وبيان فساد عقائدهم والدعوة إلى بغضهم والتباعد عنهم والنفرة منهم يرى أن ذلك بذور للشقاق والتباغض وما علم أن هذه ليست في الحقيقة عيوباً إذ أنها مقتضى الولاء والبراء ؛ يريد من السلف أن يسووا بين الجعد وغيلان والجهم وأضرابهم من أهل الضلال وبين أحمد ومالك والأوزاعي والبخاري وغيرهم من سادات العلماء ، لا يمكن أن يجمع بين العلماء الأتقياء والمبتدعة الأشقياء . قال سبحانه : { أم نجعل المتقين كالفجار } .



اعتذار ولكن !
ثم ذكر أنه يود التدليل على كلامه من كتب جميع الطوائف إلا أن ذلك تعذر لسعة المادة وعدم توفر كتب الفرق الإسلامية .
أقول :
هكذا يريد أن يتلاعب بمن يسمعه وما علم أنه بفعله هذا كالحمقاء التي غطت وجهها بساتر فرجها بل هو أحمق . فأقول :
أولاً : كيف ينصب نفسه حكماً في مقام لم يطلع على أقوال أهله إذ أنه قد شكك بصدق نقل أهل السنة أقوال منازعيهم ـ كما سيأتي ـ فهو بين أمرين إما أنه رأى كتبهم فلماذا لم ينتقدها أو لم يرها فلماذا يحكم نفسه على شيء لم يره قال تعالى : { وما شهدنا إلا بما علمنا } .
ثانياً : كون المادة واسعة لا يعني هذا بحال أن يحكم بالجور ويقدح قدحاً مباشراً في كتب السنة وينفر عنها .
ثالثاً : لا يسلم له عدم توفر كتب الفرق الأخرى إذ أنه ذكر في نفس المحاضرة أن كتب المعتزلة بدأت تطبع وتنشر وكذا كتب الرافضة والأشاعرة والجهمية والإباضية وغيرهم متيسر الحصول عليها وهذا أمر يعرفه صغار طلبة العلم .

ما يخفيه الجنان يبديه اللسان
ثم قال : ( فسأحاول أن أخالف القاعدة وأحاول التركيز على النقد الذاتي هنا كما قلت ألا وهو المذهب الذي انتمي إليه صادقاً وهو المذهب السني خاصة المذهب الحنبلي ) .

أقول :
معلوم أن مخالفة القاعدة يعتبر شذوذاً وله أسباب لعل من أبرزها عشق الشهرة واللهث خلفها ودفع باهظ الثمن لأجلها وإن كان الثمن فعل السيئات ونشر الضلالات وهو هنا يتساوره خوف الانكشاف وينتابه حذر ظهور الأمر إذ أنه شعر أن الذي يسمع كلامه يعلم علم يقين أنه ليس من أهل السنة لمخالفته الصريحة لمنهجهم مع خصومهم فضلاً عن التهجم على سلفهم بل يستظهر من كلامه الرفض ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) والظواهر دليل على البواطن (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ). وقال : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ....) الآية . فاستدل بالظاهر على الباطن فلما ساوره هذا الشعور قال ( الذي أنتمي إليه صادقاً ) وإذا ملئت القلوب من ضروب دواعيها أظهرت الألسن بطلان دعاويها ( ) ، أيضاً كون المرء ينتمي لأهل السنة صادقاً أو كاذباً لا يعني هذا أنه أعطي مؤشراً للسماح بالتهجم على سلفهم وعلى منهجهم ثم إنه سلمت منه جميع الطوائف الضالة بل تعذر لهم ولم يسلم منه أهل الحق الذي على حد زعمه ينتمي إليه صادقاً كذلك تعالوا فانظرو من الذي يريد أن ينتقد كلام الأئمة ويقومهم ( ) . لقد ارتقى مرتقى صعباً ووضع نفسه في غير مكانها وأقامها في غير مقامها وهذا التجرؤ منه على كتب السلف سبقه إليه تجرؤ من غيره كبعض من يسمون في هذا العصر دكاترة وغيرهم فتجد الواحد منهم مثلاً يحقق كتاباً لأحد الأئمة فتجد التحقيق هزيلاً للغاية ثم مع ذلك يحشوه بالتعقب على الأئمة سواء في تصحيح الأحاديث وتضعيفها أو غير ذلك من المعارضات التي امتلأت بها الهوامش وهي في الحقيقة مهازل يحملها التاريخ ويجعل أيضاً في المقدمة تعقباً على صاحب الكتاب وانتقاداً له مع أنهم وعلمهم إذا قيس بعلم من ينتقدون يعتبر كبقل في أصول نخل طوال ( ) ، فما هذا التفلت من القيود العلمية والتجرؤ على سادات علماء أمة خير البرية ؟!!

سقوط على الأنف
ثم قال : ( تركيزي على هذا النموذج فقط وهو كتب العقائد السنية مشاركة في تصحيح أخطاء هذا المذهب فيه عدم مجاراة للآخرين في التركيز على الفرق الأخرى … ) .
أقول :
عدم معرفة قدر النفس مصيبة فقبل قليل نصب نفسه حاكماً على كتب الأئمة ، والآن صار مصححاً لأخطائهم ثم ما هي الأخطاء التي سيصحح وهل ستوزن بميزان أهل العلم أم بميزان ضدهم ثم إذا قلنا له صدقت وسلمنا له قوله فما هو مقدارها قياساً على كتب الفرق الأخرى ؟ ولو كان يريد الحق لبدأ بكتب أبعد الناس عن الحق لا أن يتكلم ويدلع لسانه بلمز كتب الأئمة والتحذير منها، ثم لو عقل لما نطق بهذا الهذيان ، وإذا كان يحذرنا من كتب السلف وأقوالهم مع ما تَوَاتَر من عِلْمِهِمْ وعلو منزلتهم، فكلامه أولى أن يحذر وأجدر أن يرد في وجهه .

أول الكتب المؤلفة في العقيدة
ثم قال : ( سأذكر نموذج من أول الكتب المؤلفة ... كتب الحنابلة المتقدمين وخاصة كتاب السنة لعبد الله بن أحمد وكتاب ابن بطة وكتاب الحجة للأصبهاني وأصول الاعتقاد للالكائي وغيرهم لكن كتاب الإمام عبدالله بن أحمد رحمه الله كان من أول الكتب لأنه توفي عام 290 تقريباً كان من أوائل الكتب التي نقل عنها من أتى بعده إلى أن وصل الأمر إلى عصرنا هذا ) .
أقول :
ألف أهل السنة والجماعة مؤلفات في بيان عقيدتهم ودحض ضلال الفرق الضالة قبل عبد الله بن الإمام أحمد ومعاصريه إذ أن في عصرهم زاد شر أهل البدع وكثر شررهم وكان لدى السلف غيرة جياشة على عقيدتهم أحيت حركة التأليف ضد هذه التيارات المنحرفة ولنقف على أوائل من ألف في ذلك العصر ليستبين صدق ما تقدم وكذب مافاه به هذا الضال .
- الإبانة لأبي الحسن الأشعري توفي عام324 القدر للفريابي توفي عام300 .
- كتاب التوحيد لابن خزيمة توفي عام 311 .
- خلق أفعال العباد للبخاري توفي عام 256 .
الرد على الجهمية والنقض كلاهما للدارمي توفي عام280 .
التبصير في معالم الدين لأبي جعفر بن جرير الطبري توفي عام310 .
الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد توفي عام241 .
الرد على الجهمية لعبد الله الجعفي توفي عام229 .
الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لابن قتيبة توفي عام276 .
الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام توفي عام224 .
فضائل الصحابة للنسائي توفي عام303 .
السنة لابن أبي عاصم توفي عام287 .
والسنة للخلال توفي عام 211 .
فبهذا يظهر أن حركة التأليف بدأت بداية قوية وجادة قبل ابن الإمام وفي عصره ولكن هذا الاختيار لكتاب عبد الله خاصة والإشارة إلى كتاب الأصبهاني واللالكائي لما حوته من المواضيع العقدية والنقولات السلفية المستفيضة المؤصلة التي تعمي بشعاعها من به عمش وهي بمثابة النور
القوي تجد بعض البعوض يهاجمه بقوة لإطفائه ولكن هيهات أن يجد إلى ذلك سبيلا !!!
كل شيء في موضعه حسن عند العقلاء
ثم قال : ( من المساوئ التكفير والتبديع والتضليل والتفسيق والشتم واللعن ) .
أقول :
إن وجود عبارات التكفير أو التبديع ... في كتاب ما لا يعتبر عيباً إلا إذا كان إطلاق ذلك بغير حق وقد تقدم أن في كتاب الله تكفير قوم وتبديع آخرين . ولو صب هذا الكلام في كتب الرافضة وتكفيرهم للرعيل الأول وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان في محله ولكن الرافضة لا ينتقدون بتكفيرهم الصحابة ومن بعدهم والذي ملئت كتبهم به بلا حياء منهم وكذا الخوارج والمعتزلة ...
أما أهل السنة الذين اعتدلوا في هذا الجانب كما اعتدلوا في غيره فينتقدون فتكفير الجهم الملحد وغيلان الضال ونحوهما جريمة !! أما تكفير الصحابة والتابعين لهم بل أهل السنة أجمع فأمر يسير !!! .

الجهل وإقامة الحجة وفهمها
ثم قال الملبس المفتون : ( قد يرتكب المسلم مكفراً لكن لا يكفر حتى يسأل عن سبب ارتكابه ذلك وتقام عليه الحجة ويفهم الحجة وتؤخذ منه الحجة ويصبر عليه ويلتمس له العذر ما أمكن إلى ذلك سبيلا ) .
أقول :
يظهر من قوله حتى يسأل عن سبب ارتكابه ذلك . أنه ليس هناك كفر إلا بالاعتقاد وهذا مخالف لما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه الأئمة . قال ابن حزم رحمه الله : " لم يختلف أهل العلم بأن في القرآن التسمية بالكفر والحكم بالكفر قطعاً على من نطق بأقوال معروفه كقوله : { لقـد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم }" ( ).
قال أبو ثور : " لو قال المسيح هو الله وجحد أمر الإسلام وقال لم يعقد قلبي على شيء من ذلك أنه كافر بإظهار ذلك وليس بمؤمن " ( ) .
قال شيخ الإسلام : " لا ريب أن الكفر متعلق بالرسالة فتكذيب الرسول كفر وبغضه وسبه وعداوته مع العلم بصدقه في الباطن كفر عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة العلم إلا الجهم ومن وافقه " ( ) .
وقال : " إن سب الله ورسوله كفر ظاهراً وباطناً سواءٌ كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلاً له أو كان ذاهلاً عن اعتقاد وهذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة والقائلين بأن الإيمان قول وعمل " ( ) . قال تعالى { لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } .
قال شيخ الإسلام : " فقد أخبر تعالى أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر، ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام " ( ) .
قال ابن نجيم : " من تكلم بكلمة الكفر هازلاً أو لاعبا كفر عند الكل ولا اعتبار باعتقاده " ( ) .
وقال ابن الوزير مندداً لمن خالف هذا القول وعلى هذا لا يكون شيئ من الأفعال والأقوال كفراً إلا مع الاعتقاد حتى قتل الأنبياء ؛ والاعتقاد من السرائر المحجوبة فلا يتحقق كفر كافر قط إلا بالنص الخاص في شخص شخص ( ) .
قال الشربيني : " الردة هي قطع الإسلام بنية أو قول أو فعل سواءٌ قاله استهزاءً أو عناداً أو اعتقاداً " ( ) .
وأما مسألة إقامة الحجة التي جعل عدمها من موانع التكفير فيقصد بها كل شخص ارتكب مكفراً نذهب إليه ونخبره أن هذا كفر ليس هو أول من خاض في هذه المسألة الكبيرة بهذه الصفة المقتضبة، ولو أنه ما تكلم بهذا إلا هو لهان الخطب وسهل المصاب؛ ولننقل هنا كلاماً للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب قال : " إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن فمن بلغه فقد بلغته الحجة " ( ) .
وأما فهم الحجة فقد قال الشيخ حمد بن معمر وليس المراد بقيام الحجة أن يفهمها الإنسان فهماً جلياً كما يفهمها من هداه الله ووفقه وانقاد لأمره فإن الكفار قد قامت عليهم حجة الله مع إخباره بأنه جعل على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ( ) .
وقال الشيخ ابن ابراهيم : " فإذا أوضحت له الحجة بالبيان الكافي كفر سواء فهم أو قال ما فهمت أو فهم وأنكر " ( ) .
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : " وأصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة وفهم الحجة فإن أكثر الكفار والمنافقين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم كما قال تعالى : { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا }، وقيام الحجة وبلوغها نوع، وفهمهم إياها نوع آخر، وكفرهم ببلوغها إياهم وإن لم يفهموها نوع آخر . فإن أشكل عليكم ذلك فانظروا قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج :
" أينما لقيتموهم فاقتلوهم " مع كونهم في عصر الصحابة ويحقر الإنسان عمل الصحابة معهم وقد بلغتهم الحجة ولكن لم يفهموها " اهـ( ) .
وكلام أهل العلم في هذه المسائل طويل جداً تركته لضيق المقام وأما تؤخذ منه الحجة ... فسفسطة لا يلتفت إليها ولا يعول عليها . فاتضح بما سبق أن أهل العلم والتحقيق ينظرون بنظرين الأول : المرتكِب هل هو ممن يعذر بالجهل أم لا ؟ والثاني : المرتَكَب هل هو يخفى على من هو على مثل حاله أم لا ؟

ذكر أبي حنيفه في كتاب السنة
ثم نقل بعض ما نقله الإمام عبدالله ابن الإمام أحمد عن السلف حول أبي حنيفه ثم قال : ( وهذه موجودة في كتاب السنة وكتاب السنة معناه العقيدة يعني معنى هذا أن عقيدتك ستكون ضعيفة إن لم تعتقد هذا ) .
أقول :
يقصد بقوله كتاب السنة معناه العقيدة يقصد أن السنة معناها العقيدة فأقول قد ذكر في مطلع هذيانه أن لفظة العقيدة لفظ مبتدع فلماذا هنا يعرف السنة به ؟ لِمَ لم يلتزم ما قاله ؟ هذا من ناحية ، وأيضاً من ناحية أخرى وهو أنه قبل قليل يريد أن تلتمس الأعذار للمرتد الذي ارتكب ما يخرجه من الدين وهنا يتناقض فيشن غارته الخاسرة على أحد الأئمة الأعلام مع أنه متخبط والحق ليس معه بل مع من انتقده وهذا نابغ من سوء فهم وفساد تصور فتكلم بما لا يحسنه ونطق بما لم يتقنه وقد قيل :
وكم من عائب قولاً سليماً وآفتــه من الفهــم السقيــم
أما ذكر أبي حنيفه في كتاب السنة ونقل كلام أهل العلم حوله . فأقول :
معلومة إمامة أبي حنيفة وموضعه من الديانة لا يحتاج إلى نقل ناقل وإيراد الإمام عبدالله له في كتاب السنة ليس من باب التنقص له والحط من قدره ولذلك أفتتح المنقول بقول ابن مهدي رحمه الله : " من حسن علم الرجل أن ينظر في رأي أبي حنيفة فهل بعد هذا يتهم هذا الإمام الجهبذ بتقصد التنقص لأبي حنيفة ؟حاش لله !!! ولنذكر هنا بعض الأوجه التي ربما دعت عبد الله أن يذكره هنا أو قل بعض الفوائد التي تستنتج من ذكره في هذا الكتاب فمنها :
1 ـ أن لا يغتر العبد في أمور العقيدة فينزلق إذا علم أنه قد انزلق من هو أعلم منه . هذا على القول بصحة ما نقل .
2 ـ توضيح شدة السلف في جانب العقيدة فيتكلمون على من زل فيها وإن كان من كان ( ) .
3 ـ أن لأبي حنيفة أتباعاً فخوفاً عليهم من الاغترار بما نقل والتقليد نقل ذلك ليعلموا أن له مخالفاً ومنتقداً .
4 ـ أن يبين أن الخطأ في العقيدة عند الأئمة يقدح قدحاً مباشراً بصاحبه فلا يتساهل به ( ) .
5 ـ أن لا يزاد في القدح في أبي حنيفة بما لم يقله وذلك بتركيب الأسانيد الموضوعة .
6 ـ أنه عرف عن الأحناف التعصب الزائد فخشي رحمه الله أن ينشروا ذلك عنه فيقبل لمكانة قائله وتعظيم الأتباع له.
7 ـ أن يقطع الطريق على من يأتي فيجعل خلافه قولاً آخر لأهل السنة إذ معلوم أن أبا حنيفة منهم ، ثم أن عبد الله أسند هذه النقولات ومن أسند فقد سلم . فهي فضيلة لكتاب السنة ومنقبة وليست بمنقصة كلا كلا !!!
أما هل صح ذلك عن أبي حنيفة أم لا ؟ فهو في السيف الباتر الذي افتضح به النقيدان وأما آخر كلامه فهو قول سيق في مساق التشنيع ولو اتبع هذا الأسلوب في الأطروحات العلمية لما كتب أحد في موضوع فمثلاً يلزم كل من كتب في العقيدة أن يذكر كل أمور العقيدة دقيقها وجليلها وإلا قيل له فالذي لم تدخله مع تسميتك لكتابك العقيدة أنه ليس منها وكذا مثلاً من سمى كتابه الزهد نلزمه أن يذكر جميع الزهد وإلا قيل له مالم تذكره ليس بزهد وهكذا كل صنوف العلم ثم أن بعض أهل العلم يذكر في عقيدته المسح على الخفين مشيرين إلى مخالفة الروافض فهل يقال إن من لم يذكره ناقص العقيدة .


الانتقاد لمن يوصي بكتب السلف
ثم قال : ( طبعاً هذه خلافات سياسية نحن أدخلنا كتب العقائد وعلمناها أبناءنا في الجامعات والمدارس لا الابتدائية يخفوها لكن الجامعات يوصون بكتاب السنة كثيراً ) .
أقول :
مازال يتهجم على كتب السلف وينتقد تصرفهم وأما كونهم يوصون في الجامعات بكتاب السنة فهذا - إن صح - فهو من حسناتهم التي ... ثم لماذا لا ينتقد من يوصي بغير كتاب السنة من كتب الضلال فمثلاً كتاب مناهل العرفان الذي يقرر فيه مؤلفه التفويض وينسبه للسلف يقرر في الجامعات ويدرس فيها وكذا تفسير القرطبي الذي ملئ بمخالفة مذهب أهل السنة وغيرهما كثير ، بل هناك كتب تضم طياتها الكفر والإلحاد لكن هذه
لا يتكلم فيها لأنها ليست مقصوداً تشويهها .

تخطئته للإمام ابن القيم رحمه الله
ثم خطأ ابن القيم لقوله في نونيته :
لكن أخو التعطيـل شر من أخ الإشـراك بالمـعقـول والبرهـان
وفي قوله :
والمشركون أخـف في كفرانهم وكـلاهما من شعيــة الشيطان
وقد أوضح من شرح النونية صواب ابن القيم رحمه الله وبعد نظره ودقة فهمه في حكمه عليهم، وممن شرح النونية ابن عيسى وخليل هراس وكذا السعدي ( ) ، وهو هنا يصول ويجول لإطفاء هذه الأنوار اللامعة بنفخة أنفه فقبح من فعل وقبح فاعله .

حقيقة الكوثري وأبي غدة
ثم قال : ( جئنا نحن وسببنا الذي سبهم كالكوثري وأبو غده رحمه الله ... أيضاً قلنا فيهم بأنهم مبتدعة وأنهم كفار أبوغدة خاصة رحمه الله كان معنا هنا وقد أذله بعض السفهاء مرة في معرض جامعة الملك سعود بصق عليه وكفره أمام الناس هذا العالم الجليل . . . .ثم قال هذا الذي لعنه هو نتيجة الكتب التي قرأها فنحن نوصي بهذه الكتب ليل نهار ) .

أقول :
أولاً : جعله نفسه ساباً لهؤلاء هذا من الكذب المحض إذ هو يتمدح بهم ويرفع من شأنهم.
ثانياً : لابد من كشف حال من ذكر أما الكوثري فهو جهمي خبيث قد كفانا مؤنة بيان ضلاله العلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله في كتابه : التنكيل لما في تأنيب الكوثري من الأباطيل وكذا بيَّن ضلاله الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد ( ) في بعض كتبه وبين تناقضه الجهبذ الغماري في بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري ووصفه ابن باز رحمه الله في تقديمه لكتاب الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد بأنه المجرم الأثيم وقال الأفاك الأثيم عليه من الله ما يستحق وأسأل الله سبحانه أن يكفي المسلمين شر أبي غدة وأمثاله اهـ
وقد تهجم الكوثري على أهل السنة وسلط عليهم لسانه البذيء خاصة شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم ووصفهما بأبشع الأوصاف .
أما أبو غدة الذي ترحم عليه وجعله عالماً جليلاً وتأسف أن يهان ووصف من اتبع طريقة السلف بإهانته بالسفه فهو فريخ لذاك الرخمة الكوثري ، ولذا ركب مركبه وذهب في الضلال مذهبه وقد كشفه الشيخ بكر ابن عبد الله أبو زيد في كتابه براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة وغيره وهو ضمن كتابه الضخم الردود ، وقال لي بعض الإخوان إن الشيخ الألباني قد فضح أبو غدة وشيخه الكوثري في مقدمته لشرح الطحاوية فنظرت إليه فإذا هو كما وصف حفظه الله .
ثالثاً : أن مما يبشر بخير أن يوجد مثل ذاك الشهم لقمع أهل البدع وفضحهم ولكن السند لا يفرح به.
رابعاً : هذا إن صح( ) مما يجعلنا نزيد إن كان هناك مكانٌ للزيادة في الوصاية بكتب سلفنا وتركيز النظر فيها وبثها بشكل مكثف يفرح به الصديق ويحزن منه العدو .
خامساً : وصفه لمن أهان أبا غدة بأنه سفيه فلا يستغرب أن يوصف بهذا الوصف من مثل هذا ولكنه لا يضر إذا خرج من هذه الأفواه. وليقفز إلى البال وليدر في الخيال صدر سورة البقرة .

تكرير التخليط
ثم ذكر : ( أن الأشاعرة سنة مثلنا ولكننا تربينا على المنهج السلفي وهم على المنهج الأشعري ) .
أقول :
سبق الرد عليه في تخليطه ولكن المقصود هو التنبيه على تماديه في تكرير الأخطاء .
المحدث يخبر بمواقع المكذوبات
ثم قال الخطأ الثاني كثرة المكذوبات في كتب العقائد الآن يوصون بكتب العقائد وكأنه قرآن بل بعضهم يقول عليك بكتاب كذا فلما تعود تجد الأحاديث الضعيفة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم .
أقول :
تقدم الكلام عن الأحاديث في كتب العقائد وكلامه هنا من نسج التهويل والإرجاف والتنفير من كتب السنة لشئ في صدره ما هو ببالغه بإذن الله ولو تمزق فؤاده ذلك أن تهجمه عليها لا لذات الورق والمداد ولكن لأنها تكشف عورات من به مرض وقد ذكر عدة أحاديث وصفها بالضعف وبعضها كما قال ضعيف ولكنها ليست المستند عند أهل السنة وبعضها صحيح ولكن لجهله ظنها ضعيفة خذ مثلاً حديث اختصام الملأ الأعلى وحديث الصورة أوردها ظناً منه أنها موضوعة وربما أنه نظر في كتاب السنة فلمح قول المعلق على السنة إنه ضعيف وهو لا يعرف صحيح الحديث من ضعيفه فبادر بطيش الفرح يعلن ضعفها مع أن حديث اختصام الملأ الأعلى صحيح صححه الأئمة كالبخاري وغيره وقد أفرد في بيان طرقه وتصحيحه شيخنا سليمان العلوان جزءاً سماه القول المبين وهو مطبوع متداول، وكذا شرحه ابن رجب رحمه الله في جزء سماه اختيار الأولى وهو مطبوع عدة مرات . وأما حديث الصورة فرواه مسلم في صحيحه . وهذا كاف في الدلالة على تخبط ابن فرحان وخوضه فيما لا علم له به . ثم ليعلم أن الحديث الضعيف نوع والمكذوب نوع آخر فلا يحسن أن يقال الضعيفة المكذوبة إذ أن هذا وصف للضعيفة أنها مكذوبة . ثم توجع من الوصاية بكتاب السنة لابن الإمام أحمد .
أقول :
لن يجديه التوجع فلو رآه أهل السنة يموت حزناً وكمداً لما تركوا كتب سلفهم لنغمشة أمثاله بل كتب السلف تدفع بها المطابع ودور النشر وتتسابق إلى نشر مالم ينشر وإعادة طبع مانفد منها فلا تكاد تنتهي إحدى الطبعات إلا والتي تليها تنزل إلى الأسواق بل ربما نزل للمكتبات عدد من الطبعات في آن واحد وهذا محض فضل الله وإلا فأصحابها قد ماتوا فليسوا هم وراء طبعها وبثها . ولكن الله وضع لها القبول ويسر من يقوم بنشرها احتساباً فله الحمد وحده.





مهرج أقحم نفسه في حلبة العلم !!!
ثم قال : ( البعض يقول هذه الكتب القديمة . أيضاً الكتب الحديثة فالدارمي ...) .
أقول :
هذا مهرج وجد من يصغون إليه فبدأ يلعب بهم بهذا الهذيان الذي استساغ النطق به لما علم من أمامه؛ ألا يستحيي أن ينطق بهذا القول الهابط ؟ ألا يعقل ما يقول ، فالإمام الدارمي مات رحمه الله قبل ابن الإمام أحمد بعشر سنين فقد مات الدارمي رحمه الله سنة 280 وعبدالله بن أحمد مات رحمه الله سنة 290 ، فكيف يصور أن كتاب ابن الإمام أحمد قديم وهذا حديث والدارمي مات قبله ؟ والجهل يجر إلى صاحبه القبائح ويضفي عليه الفضائح .

انتقاده لشيخ الإسلام
ثم انتقد شيخ الإسلام ابن تيمية لوصايته بكتاب السنة لابن أحمد وكتاب البربهاري وغيرهما من الكتب .
أقول :
هو مع اتساع جهله لا يحقر نفسه أبداً فهو كبعض ... إذا انكسرت رجله تأذى منه كل من مر به ، ثم إذا كانت هذه من أخطاء شيخ الإسلام فهو خطأ اشتركنا معه فيه ؛ إذا كان شيخ الإسلام مثلا يوصي بكتاب السنة للبربهاري فإننا نوصي بحفظه وقد حفظه عندنا كثير ولله الحمد ثم شيخ الإسلام ذاك العلم الشامخ يأتي مثل هذا يتعقبه إن هذا لشيء عجاب وأعجب منه أنه عار على صاحبه ؛ نحن لانقول شيخ الإسلام معصوم ولكنه هنا لم يخطئ بل هو دائر على الصواب وقد قيل :
وابن اللبون إذا مالزفي قــرن لم يستطع صولة البزل القناعيس

كلام سخيف !!!
ثم قال : ( التعصب الحنبلي لبني أمية موجود في بعض الكتب ) .
أقول :
هذا كلام سخيف يقال لصاحبه أسند في أي كتاب وجد حتى نتحاكم إليه أما إطلاق العبارت بلا مستند فهذا لا يعجز عنه أحد .
المحدث الجديد يستخرج خطأ أهل الحديث في الجرح والتعديل
ثم قال : ( تأثير العقائد على الجرح والتعديل المشكلة أن العقائد أصحاب العقائد أصبحوا يوثقون أصحابهم ويضعفون رجال الفرق الأخرى فأصبح يضعف كل الشيعة وكل المتوقفين في خلق القرآن وكل القائلين بخلق القرآن وما أشبه ذلك ) .
أقول :
أولاً : مسألة الرواية عن أهل البدع رداً وقبولاً مسألة للعلماء فيها قول مبسوط ليس هذا موضعه ينظر على سبيل المثال شرح علل الترمذي لابن رجب، فكلام هذا الأرعن بهذا الاقتضاب إما جهل أو سوء قصد أو همّا معا .
ثانياً : التضعيف لكل الرافضة وليس لكل الشيعة وتضعيف الرافضة منهج رضيه السلف لأنهم جربوا عليهم الكذب كما قاله يزيد بن هارون ( ) وغيره ( ) وكما أقر كثير منهم بهذا وهذا الأمر ليس سراً بل هو مشهور لدى القريب والبعيد .
ثالثاً : الخوض في غمار هذه البحار لمن لا يحسن السباحة في الطست
لا يحسن كيف ، وقد قال الحازمي : " علم الحديث يشتمل على أنواع كثيرة تقرب من مائة نوع ... وكل نوع منها علم مستقل لو أنفذ الطالب فيه عمره لما أدرك نهايته " اهـ ( ) .
ولذلك للجرح والتعديل قواعد وأصول وقد يعدل الرجل في بعض شيوخه ويضعف في بعض وقد يعدل في زمن ويضعف في آخر وقد يعدل في مكان ويضعف في غيره وهكذا وليس الأمر كما ذكر هذا المتمعلم ويدل على جهله ما بعد هذا .

كذب وسوء فهم
قال : ( إلى أن وصل الأمر لتضعيف البخاري ومسلم ضعفهما أبو زرعة وأبو حاتم ... فتركه أبو حاتم وأبو زرعة واستولى على تاريخه الكبير وأخرجاه في كتاب الجرح والتعديل بترتيب ابن أبي حاتم ) .

أقول :
أما كلام أبي زرعة في البخاري فقال حينما سأله محمد بن حرب عن محمد بن حميد قال تركه أبو عبدالله -يعني البخاري- قال محمد بن حرب فذكرت ذلك للبخاري فقال بره لنا قديم .
وقال أيضاً : أعلم من دخل العراق ، وقال أيضاً يدخل عليكم رجل من خراسان لم يخرج منها أحفظ منه فقدم البخاري بعد شهر ، ولم يحفظ عنه جرح في البخاري وقد سمع منه أبو حاتم ورضيه ولم ينقل عنه أنه جرحه .
وأما مسلم فقد قال أحمد بن سلمة : " رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما ( )، ولم أر لهما جرحاً فيه والبينة على من ادعى .
ويتضح جهله تماماً بهذا العلم الشريف وذلك لأن منطوق كلامه أن الترك والتضعيف متلازمان فحينما قيل له أو قرأ أن أبا حاتم وأبا زرعة تركا البخاري ظن بجهله أنه تضعيف له وهذا الفهم لا يستغرب من مثله فأوضح الأمر قائلاً : " قال ابن أبي حاتم سمع منه ـ أي البخاري ـ أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق " اهـ .
قلت : قد بينت في السيف الباتر قصة البخاري مع الذهلي وجور الذهلي على البخاري ، وهنا أقول أن الحمل إذاً على الذهلي ثم الترك الذي يعتبره تضعيفاً هنا لا يقتضي التضعيف عند أهل هذا الفن إذ أن هناك فرقاً بين قولهم تركوا حديثه أو متروك الحديث وبين ترك الحديث من شخص لغرض معلوم لا يقتضي التضعيف وإليك البرهان .
سأل عبد الله ابن أحمد الإمام يحي بن معين عن حال إبراهيم بن خالد الصنعاني فقال : " كان صديقاً لي وكان ثقة وما كتبت عنه " ( ) . فهل يدل ترك يحي الكتابة عن إبراهيم تضعيفه فيصبح هناك تناقض في كلام واحد من ابن معين أم جهل هذا القائل ؟ لا شك أنها الأخرى !!!
وأيضاً : قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : " قولهم تركه شعبة معناه أنه لم يرو عنه وترك الرواية قد يكون لشبهة لا توجب الجرح وهذا معروف في غير واحد قد خرج له في الصحيح " ( ) .
ويدل على قول الشيخ ما قا له ابن المديني في الزبير بن الخريت البصري لم يرو عنه شعبة وتركه وهو صالح " ( ) .
قال ابن حجر : " ثم قرأت بخط الذهبي قول ابن المديني كان ابن جريج وقيس بن سعد تركا عطاء بآخره ولم يعن الترك الاصطلاحي بل عني أنهما بطلا الكتابة عنه وهو ثبت رضي حجة إمام كبير الشأن " ( ) .
وأما أنهما استوليا على كتابه التاريخ الكبير فهذا لا يخرج من بين أمرين إما أنه لا يعرف من التاريخ الكبير ولا الجرح والتعديل إلا الأسماء فقط ولم يرهما قط أو أنه كذاب مفتري فالذي ينظر فيهما يجد أن هناك فرق شاسع ولو قال إنهما سارا على نمطه لكان وقد تكلم على هذه المسألة المعلمي في تقدمة الجرح والتعديل .

الكذب على ابن بطه
ثم قال : ( فهم يوثقون المنتمي لهم ابن بطه مثلا الإمام الحنبلي كان يمسح الرواة الضعفاء ويجعل رواة ثقات ومع ذلك مشاه الحنابلة قالوا هذا إمام في السنة يعني ماهي مشكله ) .
أقول :
أولاً : ليس كل من انتمى إلى السنة وصار إماماً فيها يوثق بل إن الناظر في كتب الجرح والتعديل يجد من يرد حديثه على حسب قواعد وأصول وإن كان إماماً مثلاً ابن لهيعة ضعفوه مع إمامته .
كذا الحسن وعطاء ابن أبي رباح ضعفت مراسيلهما مع إمامتهما ولو استطردنا الكلام في هذا لبلغ كراسة بوحده.
ثانياً : قوله عن ابن بطه رحمه الله أنه كان يمسح الرواة الضعفاء ويضع مكانهم ثقات هذا محض الكذب على هذا الإمام ، فإن الخبر الذي ورد في هذا الشأن ذكره الخطيب في تاريخه وأبطله ابن الجوزي في المنتظم بأنه مكذوب وذلك لأن في سنده راويين لا يعتبر بروايتهما ، وليعلم أن الخطيب ذكر غيرها ، وتعقب ذلك ابن الجوزي في المنتظم وأبطله فلله الحمد على التوفيق .
ثالثاً : من قال إن الحنابلة ـ ويقصد أهل السنة ولكنه يريد حصر السنة في الحنابلة - من قال إنهم مشوه ووثقوه بل تكلموا فيه حسب القواعد والأصول الحديثية كغيره من ناحية الرواية وعرفوا له إمامته في الدين ، فلم يذكره ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات مع شهرته بل أغفله مع ذكره لمن هو أقل منه شهرة وكذا ذكره الذهبي في المغني في الضعفاء تضعيفاً له وقال عنه في الميزان إمام ولكنه ذو أوهام ونقل قول الأزهري ابن بطة ضعيف قلت ـ الذهبي ـ ومع قلة إتقان ابن بطة في الرواية فكان إماماً في السنة إماماً في الفقه صاحب أحوال وإجابة دعوة رضي الله عنه اهـ . وقال : كان صاحب حديث لكنه ضعيف من قبل حفظه . اهـ ، ولكنه - أي المالكي - ربما لاتساع جهله يريد أن يضعفه أناس من أهل السنة ولد بعد ما ماتوا .

التناقض عند من ؟!!
ثم قال : ( من سمات كتب العقائد التناقض تجد الفرق تأمر أتباعها باتباع السواد الأعظم وعدم مخالفة الأمة فإذا انتصر خصومهم وأصبحوا السواد الأعظم يأتون ويقولون لأتباعهم طوبى للغرباء وإذا صرنا كثير عليكم بالسواد الأعظم ) .
أقول :
هكذا يصور كلام السلف ويصيغه على ما بدا لفهمه السقيم ، ولقد فهم أهل العلم هذه النصوص وقرروها ولو أن الواحد إذا كان جاهلاً اتهم فهمه أولاً ثم سأل لاتضح له الأمر وبان ولكن هذا يحصل لمن له معرفة في التقرير والنقد مع عدل وإنصاف وأما إذا كان مثل هذا الجائر يصيب غضبه وسوء طويته على طائفة معينة قد قصد شينهم وعيبهم لما كان داخله من محبة ضدهم ، وأسوق هنا كلاماً للعلامة سليمان بن سحمان رحمه الله قال الجواب أن يقال إن السواد الأعظم والجماعة هم من كانوا على مثل ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قالوا يا رسول الله من هي ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " فمن كان على مثل ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم السواد الأعظم وهم الجماعة وإن كانوا قليلاً يدل عليهم حديث عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل " وفيه قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال : " ما أنا عليه اليوم وأصحابي " رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب مفسر و في رواية عوف بن مالك قيل يا رسول الله من هم قال ( الجماعة ) وفي رواية أنس بن مالك ( كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ) رواه ابن ماجة والأحاديث بعضها يفسر بعضاً فعلم أن السواد الأعظم هو الجماعة وهي جماعة الصحابة ولعله بهذا المعنى . قال إسحاق بن راهويه حين سئل عن معنى حديث : " عليكم بالسواد الأعظم " هو محمد بن أسلم وأتباعه فأطلق على محمد بن أسلم وأتباعه لفظ السواد الأعظم تشبيهاً لهم بالصحابة في شدة ملازمة السنة والتمسك بها ولذا كان سفيان الثوري يقول المراد بالسواد الأعظم من كان من أهل السنة والجماعة ولو واحداً ... ثم نقل رحمه الله عن الرومي قوله وقد جاء في الحديث : " إذا اختلف الناس فعليكم بالسواد الأعظم والمراد به لزوم الحق واتباعه وإن كان المتمسك به قليلا والمخالف له كثيراً ثم قال ابن سحمان وليعلم هنا أن محل وجوب السواد الأعظم الذين أريد منه جماعة الصحابة هو ما اختلف فيه الصحابة فذهب عامتهم وأكثرهم إلى أمر والبعض الآخر إلى خلافه بدليل لفظ الاختلاف فإذا اختلفوا فالصحيح أن الحق مع من كان الخلفاء الأربعة فيهم فإن اختلفوا وكان أبو بكر وعمر مع طائفة فالحق معهم وكذلك إذا كان أحد الخلفاء في طائفة ولم يكن أبو بكر وعمر مع طائفة فالحق معهم وكذلك إذا كان أحد الخلفاء في طائفة ولم يكن أبو بكر وعمر معهم فمن كان عثمان أو علي معه فهم أولى من غيرهم وأما ما أجمع عليه الصحابة فوجوب اتباعهم يعلم بفحوى الخطاب وأما ما اختلفوا فيه و لا يعلم كثرتهم في جانب فالحديث لايدل على وجوب اتباعهم فيه وهذا كله فيما إذا لم يعارضه آية أو حديث مرفوع صحيح أو حسن لم يثبت نسخهما وأما إذا عارضته آية أو حديث فالحجة الكتاب والسنة وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل وماذا بعد الحق إلا الضلال والمقصود ان السواد الأعظم من هذه الأمة من كانوا على مثل ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما ينتحلونه ويفعلونه ويقولونه " ( ) .
مقارنة جائرة بين المتوكل والمأمون
ثم قال : ( كذلك يذمون السلطان إذا آذى أحد أتباعهم ويقولون هذا سلطان سوء وينسون كل فضائله كما فعلوا بالمأمون لكن إذا جاء سلطان آخر معهم يمدحونه ولو كان مبتدعاً أو ظالماً كالمتوكل ) .
أقول :
الذي ينظر في كلامه يعلم علم يقين مدى تخبطه وتعلقه بالترهات لأجل الإرهاب الفكري عن كتب السلف وطريقتهم إذ أن مجرد نظرة سريعة في ترجمة الرجلين في كتب أهل السنة الذين وضعوهما في ميزان معتدل يرى خلاف ما ذكر تماماً ولكن فضائل المأمون غرقت في بحار رذائله وأما المتوكل فإن سيئاته هلكت في بحار حسناته، وهل عند العقلاء يستوي من دعا الناس إلى الكفر والإلحاد وأجبرهم عليه ومن رفع ذلك عنهم .

استغفاله للسلف
ثم قال : ( من علامات كتب العقيدة عدم فهم حجة الآخر وهم لا يفهمون حجة الآخر ويحرفون كلامه) .
أقول :
أولاً : أفق أيها المعتوه أتتهم السلف بعدم فهم كلام الفرق الضالة وتسمي شبههم حججاً ؟ ألم تعلم أن هذا عين الضلال الذي ينادي على صاحبه ؟ كيف يا جهول تقول هذا في الأئمة الفحول الذين لو خرج واحد منهم لما أهلك مستواك العلمي لحضور درسه فضلا عن الدرس عليه ترميهم بعدم الفهم، أم أنت وأضرابك الذين فهمتم المراد في هذه العصور المتأخرة وهل فوق هذا الهوس الفكري هوس ؟
ثانياً : رميه للسلف بتحريف الكلام أحد فلتات هذا المصروع وهذا مطعن لابد أن يثبت عليه أمثلة ولن يجد إلى ذلك سبيلا ، أعلماء الأمة وعدول الناس يحرفون الكلام ؟ سبحان ربنا هذا بهتان عظيم ! وسوف يقف هو وإياهم يوم القيامة أمام حكم عدل فيرى من الخاسر ؛ ثم ألم يقل من قبل أنه لا تتوفر لديه كتب الفرق الأخرى فكيف عرف التحريف وأن كلام الفرق الأخرى نقل على غير وجهه ؟

أهل السنة عنده ظلمة
ثم ذكر : ( أن أهل السنة يَظلِمُون وساق بعض أقوال السلف في الفرق المارقة وتحذيرهم منها وعلى سبيل المثال ذكر الرافضة أكفر من اليهود والنصارى ) .
أقول :
تقدم كلام شيخ الإسلام رحمه الله في منهج أهل السنة وأنهم مع الخصوم عادلون وهذا واضح في مؤلفاتهم التي عرفها القاصي والداني وأما كفر الرافضة فنعم ومن نظر في كتبهم أو واقعهم لم يمتر في ذلك وليس مجرد الانتساب إلى الإسلام إذا كفر صاحبه بمُجدٍ ولا أنه أخف من اليهود والنصارى فهؤلاء المنافقون ينتسبون إلى الإسلام وهم في الدرك الأسفل من النار.

قصة مفتراة ( محاصرة الحنابلة لابن جرير )
ثم قال : ( كذلك من فعلهم حاصروا ابن جرير الطبري المؤرخ والمفسر المشهور حاصروه في بيته لأنه لم يذكر الإمام أحمد من الفقهاء لما ألف كتابه اختلاف الفقهاء فلذلك حاصروه إلى أن دفن في بيته ) .

أقول :
هنا خلط كالعادة بين قصة المحاصرة والدفن . أما المحاصرة فذكرها بعضهم كياقوت الحموي ( ) وأغفلها الخطيب ولم يتعرض لها مع توسعه والذي ينظر في كتب من ذكرها يلوح له وضعها وكذبها : لأنه سيجد التناقض في فصولها ، فإنهم يقولون : وقعت بعد رجوع ابن جرير من طبرستان وقد رجع عام 290 وشارك في هذه المحاصرة على حد زعم واضعها شارك فيها البياضي الذي مات سنة 294 فينتج من هذا أن المحاصرة المزعومة وقعت بين سنة 290 إلى 294 ثم في القصة بدون حياء يقول إن الذي ركب في الجند لمنع العامة هو نازوك وقد استلم نازوك الشرطة عام 310 ولم يشر أي مصدر أنه استلمها قبل ذلك فكيف يجمع بين هذا التناقض يركب نازوك لمنع العامة قبل استلامه بستة عشر عاماً على الأقل هذا من جهة ومن جهة أخرى أن بعضهم يرويها أن ابن جرير سأله الحنابلة عن أحمد بن حنبل في الجامع يوم الجمعة كما عند ياقوت الحموي وبعضهم يقول أن قاصاً روى ما يخالف قول ابن جرير ويوافق قول بعض الحنابلة فبلغ ذلك ابن جرير فاحتد من ذلك وأظهر الإنكار كما عند السيوطي ( ) وهذا يؤكد البطلان كذلك ما ينسب إلى ابن جرير من إنكاره على بعض الحنابلة روايتهم أثر مجاهد قال عنه في تفسيره إنه غير محال وهذا أيضاً تناقض إذ أنه لو كان جرى حوله ما ذكر لما صار قول ابن جرير عنه هكذا فتبين واتضح أن قضية المحاصرة مكذوبة وأما قضية الدفن في بيته فقد وردت في بعض التواريخ والواقع يناقضها إذ أن الناس كثروا للصلاة عليه وصلوا عليه بعدما دفن أياماً ومعلوم أن الحنابلة لم ينقل عنهم منع الصلاة عليه أو فعل شيء عند موته ألبتة وكلام هذا المماحل منطوقه أن الحنابلة داوموا حصاره حتى مات في بيته ودفن فيه وهذا من البهتان والشيء من معدنه لايستغرب .

السلف عنده يفترون
ثم قال : ( من الأشياء افتراؤهم على الخصوم مثل زعمهم أن جهم ابن صفوان يريد أن يمحو آية { الرحمن على العرش استوى } هذه صعبة رجل مسلم ما أظن مهما بلغ من البدعة أن يصل إلى أنه يتمنى أن يحك آية من المصحف الشريف كل هذه أقوال الخصوم ) .
أقول :
مازال يواصل إطلاق لسانه البذيء على السلف بكل جرأة ثم الذي رأى الجهم يريد أن يمحوا الآية رأه في المنام -إن صحت الرواية - هو مؤتمن على مارأى أما تظن أولا تظن فهذا لايعنينا، وأيضاً سبق كلام أهل العلم في تكفيرهم جهماً وهو يصفه بالإسلام فهو لم يكتف بتنقص السلف وإنما زاد عليه التعذير للجهمية والرافضة ونحوهم. ثم إذا كان الرافضة يعتقدون تحريف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إضرام النيران ببعض ضلالات حسن بن فرحان كتبه/ سليمان بن عبدالله البهيجي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أردوغان: النيران السورية ستعم المنطقة on 6 يونيو, 2012 7:28 ص
» بسم الله الرحمن الرحيم ابن فرحان بين خيبة الأمل واستعجال الأجل الحمد لله رب العالمين والصلاة والس
» عبدالله بن محمد: جمهور العين كان اللاعب المؤثر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابيان  :: منتديات أبيان الأسلامية .. .منتدى ابيان :: ابيان الاسلامي. .منتدى ابيان-
انتقل الى:  
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط مضايف العكيدات على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى ابيان على موقع حفض الصفحات
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تصويت
مواقع صديقة
Like/Tweet/+1