تظاهرات واشتباكات.. والمعارضة تطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن
100 قتيـل بينهـم 55 طفلاً فـي مجزرة الحولة.. «والجيش الحر» يدعو إلـــى ضرب القــوات السورية
المصدر: عواصم ــ وكالات التاريخ: 27 مايو 2012
صورة : 2 / 4 1 2 3 4
دعت المعارضة السورية الى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي وإلى تدخل «أصدقاء سورية» عسكرياً ضد النظام، غداة «مجزرة» الحولة في محافظة حمص، حيث قتل فيها 100 شخص بينهم 55 طفلاً، نتيجة قصف على المنطقة، وبينما طالب المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر مقاتليه بتوجيه ضربات عسكرية منظمة الى قوات النظام ورموزه، قتل ثمانية اشخاص بينهم خمسة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات اطلاق نار وقصف في مناطق عدة من سورية أمس.
وتفصيلاً، دعا المجلس الوطني السوري المعارض، امس، مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع فوري لبحث الوضع الناجم عن مجزرة الحولة في محافظة حمص، واتخاذ قرار تحت الفصل السابع باستخدام القوة لحماية الشعب السوري. وقال المجلس ومقره اسطنبول في بيان، إن النظام صعّد من عمليات القصف الوحشي والإبادة التي يقوم بها في كل المدن والبلدات السورية، حيث استهدف الجمعة بلدة الحولة بريف حمص في قصف همجي استمر قرابة 12 ساعة، تبعته مجزرة شنيعة ارتكبها شبيحة النظام ومرتزقته، وصلت حدّ قتل الأطفال الصغار بعد تقييد أيديهم.
ولفت البيان إلى سقوط أكثر من 100 قتيل بينهم 55 طفلاً وعشرات الأمهات في الحولة، وبعضهم قتل نتيجة القصف المدفعي، فيما ذبح آخرون بالسكاكين، وأبيدت عائلات عن بكرة أبيها.
ودعا المجلس الوطني الشعب السوري لإعلان الحداد ثلاثة أيام كما دعا الجيش السوري الحرّ الى منع النظام وميليشياته المسلّحة من وصول المناطق المدنية من خلال قطع طرق الإمداد بكل الوسائل المتاحة، كما دعا مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع فوري لبحث الوضع الناجم عن المجزرة في ظل وجود المراقبين الدوليين، وتحديد مسؤولية الأمم المتحدة إزاء عمليات الإبادة والتهجير القسري التي يقوم بها النظام بحق المدنيين العزّل.
واعتبر أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق المجتمع الدولي لاتخاذ القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت البند السابع، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة.
كما طالب المجلس الوطني السوري جامعة الدول العربية بعقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري لسحب ما تبقى من اعتراف بالنظام وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معه، ودعوة دول العالم كافة لمعاملة هذا النظام بما يوازي جرائمه الوحشية. ودعا المجلس الوطني الشعب السوري الى اعلان الحداد ثلاثة أيام واعتبارها أياماً لتصعيد الثورة ضد النظام والرد على المجزرة بمزيد من التظاهرات، خصوصاً في دمشق وحلب.
واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، في اتصال مع وكالة «فرانس برس» ان بلدتي تلدو الواقعة على طرف مدينة الحولة الجنوبي والطيبة الواقعة على الطرف الغربي، وهما البلدتان اللتان تركز عليهما القصف، تشهدان نزوحا جماعيا الى المناطق الداخلية في المدينة، خوفا من تجدد القصف او حصول هجوم.
ووزع ناشطون اشرطة فيديو على مواقع الانترنت تظهر مشاهد مروعة لاطفال قتلى تغطي اجسادهم الدماء، بينما ترتفع من حولهم آيات التكبير واسئلة «اين انتم يا عرب؟ اين انتم يا مسلمون؟». واعتبر المرصد في بيان ان «المجتمعين العربي والدولي شريكان للنظام السوري في مجزرة الحولة بسبب صمتهما عن المجازر التي ارتكبها النظام السوري وذهب ضحيتها العشرات من أطفال ونساء وشيوخ وشبان سوريين».
من جهته، دعا المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر مقاتليه الى توجيه ضربات عسكرية منظمة ومدروسة ضد كتائب الأسد وشبيحته ورموز النظام كافة من دون استثناء. وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ في بيانه: ندعو كل مقاتلينا من عسكريين وثوار الى توجيه ضربات عسكرية منظمة ومدروسة ضد كتائب الأسد وشبيحته ورموز النظام من دون استثناء.
كما جدد الشيخ طلب الجيش الحر من مجموعة دول أصدقاء سورية وبشكل عاجل تشكيل حلف عسكري خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية نوعية لكتائب الأسد ورموز نظامه. واشار الى ان على المجتمع الدولي والموفد الدولي الخاص كوفي انان اتخاذ موقف يتناسب وهول الجريمة التي ارتكبها النظام الأسدي القاتل في منطقة الحولة.
كما دعا المجلس العسكري السوريين الى خصوصاً في دمشق وحلب الى التظاهر على مدار الساعة وعلى امتداد ساحة الوطن من دون توقف، ملتقياً بذلك مع دعوة في هذا الاطار وجهها ايضا المجلس الوطني.
وخرجت تظاهرات عدة في قرى وبلدات عدة في ريف ادلب وريف دمشق ودرعا وحماة وحلب تنديداً بمجزرة الحولة التي حدثت في ظل وجود المراقبين الدوليين. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية من جهتها ان المراقبين زاروا الحولة، بالاضافة الى حيي السلطانية وجوبر وفرع منظمة الهلال الاحمر في مدينة حمص.
ودان المراقبون الدوليون «المأساة الوحشية» في مدينة الحولة، وقال رئيس بعثة المراقبين، روبرت مود، في بيان امام الصحافيين، ان المراقبين الدوليين يدينون بأشد العبارات المأساة الوحشية في الحولة، مؤكداً أن التدقيق الذي اجراه المراقبون كشف استخدام مدفعية الدبابات في قصف المدينة.
وأطلقت القوات النظامية النار على متظاهرين في مدينة سراقب في ادلب قطعوا طريق دمشق حلب الدولية احتجاجا على المجزرة، بحسب المرصد، ما تسبب بمقتل شاب واصابة 10 اشخاص آخرين بجروح. كما قتل ثمانية اشخاص آخرين في اعمال عنف متفرقة، أحدهم في سقوط قذائف على البويضة الشرقية في ريف القصير في محافظة حمص، واثنان في سقوط قذائف على مدينة اريحا في ريف ادلب، وخمسة عناصر من القوات النظامية في كمائن في مناطق مختلفة من محافظة درعا. واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا تدين المجازر التي وقعت في الحولة والفظائع التي يتحملها الشعب السوري، وتدعو المجتمع الدولي الى المزيد من التعبئة. واضاف فابيوس في بيان «اني اجري فوراً اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول اصدقاء الشعب السوري»، اثر مقتل اكثر من 100 شخص، بينهم عشرات الاطفال في منطقة الحولة. من جهته، حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان المجموعات السورية التي تقاتل الرئيس بشار الاسد تسيطر حالياً على اجزاء كبيرة من بعض المدن ومن ان خطر نزاع شامل يتزايد. وقال بان في تقرير بشأن الوضع في سورية، ان القوات الحكومية السورية مازالت ترتكب انتهاكات كبيرة لحقوق الانسان، بينما تصعد المعارضة من عملياتها ويشتبه في وقوف مجموعات مسلحة موجودة في هجمات إرهابية